
13-03-2015, 11:24 PM
|
 |
|
|
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 109,157
|
|
رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
هيكل»: «مرسى» رجل لا يفهم.. وإذا استمرت الأوضاع الحالية شهرين أو ثلاثة سيفرض إجراءات استثنائية
ابريل 2013
«الإخوان» لديهم ثقافة معادية للشعب.. والناس تشك فى قدرتهم على القيادة.. ووصولهم إلى الحكم تم بـ«تفاهمات» مع الأمريكان
واصل الكاتب الصحفى الكبير محمد حسنين هيكل، حديثه ببرنامج «مصر أين ومصر إلى أين؟»، الذى يُذاع على شاشة «سى بى سى» مع الإعلامية لميس الحديدى، ويناقش فى الحلقة الخامسة، الأحداث الراهنة التى تعيشها مصر، من أزمات بين الاعتداء على الكاتدرائية، والأحوال الاقتصادية المتعثّرة.
* فى كل حلقة من هذا الحوار كنا نخصصها لموضوع محورى، قضية ما يتحدث فيها الأستاذ ونعلق على الشأن الجارى، لكن هذا الأسبوع وما أحاط به من أزمات يمكن أن نسميه «أسبوع الأزمات»، فما بين الاعتداء على الكاتدرائية، وهو أمر غير مسبوق فى التاريخ المصرى، وبين أزمة القضاء التى لا تكاد تنفك، وبين الأزمة الاقتصادية، نحن فى أسبوع محاط بالأزمات، لذا فالأستاذ خصّص أن يتحدث فى هذه الحلقة عن هذه الأزمات، ونتحدث إلى رؤيته فى هذه الأزمات.
** أنتِ من اخترتِ أن نتحدث عن هذه الأزمات، ولست أنا.
* دائماً الاختيارات تكون لك، وأنا أشرف بذلك.. هل احتكمت كل هذه الحلقات وضاقت بنا، ما الذى أوصلنا إلى ما نحن فيه؟
** أريد أن أبدأ ببداية «أدب»، يبدو أن الأزمات تعلّم الشعب المصرى نوعاً من «الأدب»، الذى شاهدناه فى فيلم عن الشاعر التشيلى العظيم الذى وضعوه فى المنفى، وجلس فى منزل منعزل، وكان «البوسيتنو» يأتى له بجميع الجوابات الخاصة من معجبيه، وكان يحب الشعر أيضاً، فقال له فى ذات يوم أريد أن تلتفت الناس لى، فقال له الشاعر التشيلى «وأنت تتحدث حاول أن تنسى الأسلوب السردى فى رواية الأشياء، وحاول تأخذ الأسلوب التصويرى»، هذا الأسبوع وجدت أن جميع الشعب بطلوا يحللوا الأزمة بالشكل السردى، ومن كثرة الأسى أصبحنا نحاول إيجاد أمثلة تصويرية.
سألت أحد الأشخاص الكبار فيما يحدث، فأجاب: «ماتتعبش نفسك كلنا فى قطار، عندنا حرية تنقل بين غرف الطعام وكبائن النوم، لكنه واخدنا كلنا على طريق ما، لم نعلم رؤيته، مش واخدين بالنا أن الناس اللى فى غرفة القيادة لا يعرفون أين يذهبون، لكن المشكلة الكبرى، هى يوم يتوقف الوقود بالقطار أو يصطدم أو يصل إلى منطقة ليس بها قضبان، فيدخل بنا إلى حيث ما لم نعلم، هذا الوصف تحليلى لما يحدث فى مصر.كل الثورات يتولى بعدها من حرّكها.. وفى مصر تولى الأمر من شارك فقط بـ20% واستولوا على كامل السلطة دون مراعاة للآخرين
ما يحدث فى مصر يقلقنى جداً أكثر من أى وقت مضى، ويمكن أن نصف الوضع بشخص يضع يده داخل وعاء حلوى «وعايز يهبش أكبر قدر ممكن من الحلوى»، لكنه لم يحصل على شىء ولا قادر يطلّع إيده، نحن بالضبط السيناريو الذى نعيشه كأننا «أهل الكهف»، ناس طالعة ولم يعرفوا أن الزمن ولغة الخطاب اختلفت، لكن الإخوان جلسوا 70 أو 80 سنة هما أخدوا السلطة فى ظرف معين، العملة واللغات والمقاييس اختلفت «مش داريانين أن العالم اتغير» ولم يتصوروا أن العالم تغير، ويغفلون أن أغلبية هذا الشعب حتى إن بدا لديهم اتجاه إسلامى، فالإخوان عنده ثقافة معادية لهم مهما كانت اللحظة، فالمجتمع المصرى لن يتخلى عن ثقافته، الإخوان اصطدموا مع كل العصور وقتلوا، سواء عصر السادات أو عبدالناصر أو مبارك، لذا فهم خرجوا ولم يعلموا أى شىء، الناس تشك أن لديهم قدرة أو قيادة.
* هل لدينا من حرّك الثورة ولم يصل إلى الحكم؟ وهل لدينا فراغ واضح؟
** فى كل الثورات من يحركها، يتولى زمام الأمور بعدها، حتى يعرض برنامجه كاملاً ويستكمل الأهداف، إنما ما حدث، فرضاً لو شاركوا بـ20% لكنهم لا يمثلون إلا قلة من الذين جاءوا لتغيير الأوضاع، واستولوا على كامل السلطة دون مراعاة للآخرين، ما يدعو إلى الأسى أن فى هذا العصر وهذه الظروف، يأتى لمصر شخص لا يعلم، والناس بتشك فيه، مما يدفعه للمزيد من العناد على موقفه لأنه يتصور أنه مظلوم، المظلومية انتهت، أنا واحد من الناس اللى كنت مستعد أديهم ميزة الفرصة فى أننا نجربهم، لكنهم مع الأسف الشديد لا يستفيدون من هذه الفرصة، وصلنا إلى درجة إنه بقى فيه شبه مواجهة بين طرفين.
* بعد 9 أشهر من حكم الدكتور محمد مرسى، كيف تقيّم أخطاء هذا النظام.. واحنا رايحين على فين؟
** طرف يواجه طرفاً آخر لا يفهمه، يقول أحدهم «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن»، من أين أتيت بها؟ لأن هذه المقولة ترجع إلى عهد الخلفاء ولم تأتِ على لسان الأنبياء، لكن كل واحد يستخدم الحُجج لتبرير موقفه. الدولة تتغير، بنيانها ومؤسساتها، لكن الدين لا يتغير، الإسلام مصحف وسيف، لكن المصحف والسيف قمع، الدنيا تتغير لكن أنت رافض تغيّره وتفرض ما تريده على الناس.
* إذا انتقلنا إلى القضاء ومشكلته المستحكمة؟ نحن لم نستطع أن نصل إلى حل، وعلى سبيل المثال قضية النائب العام؟
** ليس فقط النائب العام، فى اللحظة الراهنة النظام والحكم فى الوقت الحالى يرى فى القضاء، خصماً ويرى فى الجيش تهديداً، ويرى فى البوليس أداة فى يده للعجز، ويرى فى الإعلام عدواً.
الأستاذ مهدى عاكف من الممكن أنه لم يقصد ما قاله، لكن أفلتت منه حكاية الـ3000 قاضٍ، حيث توجد قضية وراءها هناك ناس ترى بالمنطق العاجز أن كل من حكم ضدهم لا بد أن يخرج. اكتشفت أيضاً هذا الأسبوع أن لديهم صيغة سحرية، حيث إن ما قاله عاكف صحيح، فإذا نزّلوا سن المستشارين من 70 إلى 65 سنة، فقد أخرجوا 2200 قاضٍ، وإذا طبّقوا هذه السن لم يعد باقٍ فى المحكمة الدستورية إلا 5 عند 65 سنة، وإذا نزل إلى 60 عاماً يبقى قاضيان اثنان فقط.
لذا هم لديهم فكرة التحايل على الفتاوى حتى إن خالفت روح القانون والعرف، كل السلطات استعملت القانون ونصوصه لكن هنا خالفوا القوانين، حتى فى الدستور الذى أخرجوه، فقد فوجئت بأحد الأشخاص يقول كل قرار أصدره «مرسى» باطل، لأنه طبقاً للدستور لا بد أن يكون لدينا التوقيع المجاور، هذا ليس وقت عبدالناصر ولا السادات ولا مبارك، هم أخذوا دستوراً آخر.
الدستور الجديد الذى أخرجوه، وضعوا أمامهم دستور 23 الذى وُضع فى العصر الملكى، ودستور 54 الذى وضعه «السنهورى» باشا ولم يطبّق، ودستور 71 واختاروا من كل دستور، ورفضوا أن يأخذوا من الدستور الرئاسى السابق، لكن وضعوا نظاماً شبه برلمانى، وأضافوا إليه بعض مقوّمات النظام الرئاسى، لكى يعطوا للرئيس سلطة، فطلبوا من النظام البرلمانى أن يكون هناك توقيع بجانب الرئيس للقوانين التى صدرت عن طريق الرئيس محمد مرسى، لكنه إذا ذهب به إلى أى محكمة فهو باطل، لأنه ببساطة ينقصه التوقيع المجاور، ألا وهو أن الرئيس يوقّع على مشروع القانون ورئيس الوزراء يوقّع أيضاً، أما الوزير المختص فإما أن يوقع وإما لا، كل ما أصدره «مرسى» أصدره على ما كان يتم العمل به فى دساتير قديمة، ولكن ليس فى دستوره هو، عندما تأتى أخطاء من هذا النوع وتتعسفين مع القانون وتتضعين نصوصاً، وبعدين تروحى للقضاء لازم يكون ضدك فى تطبيق القانون وتأويله، لكن لم يحدث أننا وصلنا إلى أن نبحث عن فخاخ للقانون.
* ماذا عن قضية النائب العام؟ مجلس القضاء الأعلى أصدر بياناً هادئاً يطالب النائب العام بالعودة إلى منصة القضاء؟
** هذا نوع من العناد والمكابرة، مكابرة من لا يعرف، لكنه يريد أن يحكم، منصب النائب العام، هذا الرجل الأمين على الدعوة العامة أمامى أدبياً ومعنوياً وإنسانياً، نحن أمام مأزق أتى من ناس أتوا زمن آخر، يرون أن الخطأ فى الآخرين وليس فيهم.
* إذا عدنا إلى السلطة التنفيذية بين السلطة والقضاء.. «عبدالناصر» كانت لديه أيضاً تصادمات مع القضاء؟
** لا.. لا أتفق معكِ، «عبدالناصر» فى مذبحة القضاة، كما أطلق عليهم، لم تتعد الـ40 قاضياً، هناك قضاة يحكمون بإعادة أرض الإصلاح الزراعى للفلاحين، ما يحدث الآن هو يأتى لمصلحة حزب ولم تكن هناك قضية عامة، وفيه فرق بين أن تخطئ فى موضوع به فكرة عامة وهذا خطأ يمكن أن يناقش، لكن أنت أمام تصرُّف كاسح وجامح.
* هل تعتقد أن النظام سيواصل عنده فى قضية النائب العام أم سيجد مخرجاً قريباً؟
** أعتقد أن هناك محاولات من قبَل بعض العقلاء لإيجاد مخرج، بمقتضاه يعود النائب العام السابق إلى العمل لمدة يوم واحد، ثم يقدّم استقالته، وأن المستشار طلعت إبراهيم يقدّم أيضاً استقالته، مراعاة ولو أدبياً للنائب العام، ثم يجىء نائب عام جديد.
* يزعج الناس فى مصر الكلام عن الحدود والأرض، والالتباس فى كلام الرئيس المصرى مع الرئيس السودانى حول حلايب وشلاتين.. هذا أمر مزعج ومقلق بالنسبة للمواطن المصرى.
** لا أعلم لماذا ذهب الرئيس مرسى إلى الخرطوم؟، أريد من الرئيس وفى ظل أزمة البلد أن يكون له هدف واضح أكثر من الهدف الإعلامى والدعائى، هو راح يوم واحد فى أفريقيا، فقالوا لقد أعاد مصر إلى دورها الأفريقى، نريد لكل رحلة للرئيس لا بد أن يكون له مقصد منها، وتكون كل الملفات التى يمكن طرحها أمامه.
أما عن موضوع حلايب وشلاتين، فهذا موضوع كان لا بد أن يُدرس، هذه منطقة قبائل بشرية تنتقل لكن لا يمكن أن خط حركة القبائل يتخطى حدود الدولة، فأنتم مع السودان، لا ينبغى أن تقوم بين مصر والسودان مشكلة على الأرض، لكن لا ينبغى أن تكون الخطط واضحة، وخطوط الحدود واضحة، ثم يأتى أحد يتكلم فيها، لأن السودان به حكومات ضعيفة تريد أن تستثير مشاعر شعبية.
العصر الحديث يقتدى ألا تدرسى قضاياكِ فقط، لكن يحتم عليكِ ألا تنطقى بما لا تعرفينه، لأن ذلك سيتحدث عنه العالم، على أهل الكهف أن يدركوا أنه لم يصبح لديهم كهوف.
* الجيش دائماً يظل حامياً للحدود حتى لو لم يُطلب منه أن يتدخل فى السياسة الداخلية؟
** واجب الجيش أن يدافع، لكن أرجو ألا تصل الأمور بيننا وبين السودان إلى السلاح أبداً. اللى خايف منه مع تدهور الأحوال أن يتصور الإخوان أن بمقدورهم إصدار أحكام عرفية، وقد تساوره تصوراته أن يلجأ إلى إعلان حالة الطوارئ، وفى هذه الحالة سيستعين بالجيش، وهنا سيضع البلد فى أزمة لا لزوم لها، لأن تصوّره أنه مش قادر يدير الأوضاع الداخلية، إذا استمرينا على هذا الطريق ففى غضون شهرين أو 3 سيتخذ الرئيس إجراءات استثنائية.
نحن أمام مأزق، الأمن متدهور، لا يمضى يوم إلا ولدينا قتيل أو شهيد أو دماء فى الشارع، نحن أمام رجل لا يفهم، ولا أعنى بذلك الغباء، إنما أقصد أن أمامه أوضاعاً غير مهيئ لها، وكان من المفروض أن يساعده مستشاروه، لكن ما أراه أن مستشاريه عبء عليه أيضاً، وما أقلق منه أن هذا المأزق يدفعه إلى السلطة حتى نهايتها ويضع البلد فى مأزق.
* حضرتك سميت الاقتصاد بأنه أزمة مستقبل.. خرج أهل الكهف من الكهف، فإذا بالاقتصاد آلياته مختلفة مش بيع وشراء.. تقييمك إيه؟
** نحن فى الاقتصاد فى «غياهب الجب»، حتى نكون منصفين، هذه أزمة ظهرت منذ سنوات طويلة، وهم ورثوها لكنهم لم يدركوا مسئولية ما ورثوا، الاقتصاد يسوء بشكل كبير، افتتحت مؤتمراً لرؤى المستقبل وكان لدىّ الشرف فى ذلك، الأستاذ «صباحى» كان عنده مؤتمر، ودعانى للذهاب، لكن أذهلتنى الصورة الموجودة بتقاريرها، وسمعت ناساً يقدمون حلولاً.
* إذن فالمعارضة لديها حلول..
** ليس هناك بلد يملك فرد فيه أن ييأس أو ينتحر، لكن لا تملك أمة أن تنتحر أو تقارب حافة الانتحار.
شيمون بيريز الرئيس الإسرائيلى، وجد زائراً أجنبياً، فقال له أنتم قلقون جداً على مصر، مصر لديها حروب أهلية نائمة وستستيقظ، الحرب الأولى حرب دينية بين عصر وبين أناس يتصورون أن لهم تفسيراً دينياً يُخرج الدين من منطقه، لأن الدين يأتى لسعادة الإنسان وليس لشقائه، ثانياً توجد أزمة اقتصادية طاحنة، وصراع اجتماعى سينتهى بحرب أهلية، ثالثاً توجد حرب أهلية بين المسلمين والأقباط، ثم قال له أنا لم أخف من ذلك على مصر، لأن كل البلاد واجهت حرباً أهلية، إسرائيل خاضت الحرب الأهلية ومصر لديها 3 حروب أهلية لا بد أن تخوضها.
__________________
من مواضيع kj1 التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود ليه لا وليس نعم مصر الجميلة الغائبة الأن
|