مصر موتورز مجتمع السيارات - مجرد .. "مسألة وقت”

مجرد .. "مسألة وقت”.
------------
بقلم : وليد الشيخ
---
بعد أن كان يصف السيسي "بمرشح الضرورة"، عاد "هيكل" من جولة أوربية جوبه خلالها بحقيقة نظرتهم له وللأوضاع في مصر ، ليؤكد فجأة فشل السيسي ، لأنه كان عنده تصور للمشاكل ، لكنه "وجد ما لم يتوقعه ، ولم يفهم أسباب الغضب المحق للشباب ، مع تبرئة مبارك بقوانين "دولة فساد وليس فساد دولة نظامه" ، وعودة رجاله للهيمنة ، بعد أن تم إجهاض الثورة والتعامل معها بمنطق التسيير لا التغيير الشامل ، وعليه القيام بثورة .. حتي علي نظامه نفسه.
---
النظام تعرض في الأسابيع الأخيرة لأزمات متلاحقة من تبرئة مبارك ، وتسريبات مدير مكتب السيسي بإعترافات لقادة عسكريين وإتهامات للنائب العام بالتزوير وتلفيق التهم ، وكان آخرها الفضيحة المعروفة منذ 2003 بنشر تقرير تعذيب المخابرات الأمريكية للمعتقلين ودور مصر فيه ، والذي أثبت بصورة قاطعة تهافت القول بأن الثائرين علي نظام مبارك .. هم العملاء لأمريكا.
--
صحيفة التايم بدأت تقريرها بالقول أن التقرير لا يذكرنا فقط بأن مصر كانت معقلا للتعذيب بالوكالة ، بل يذكرنا أيضا بما تقوم به السلطات المصرية حاليا من إستخدام أساليب وحشية تجاه المعتقلين.
ودور مصر تمثل في نقل 70 معتقلا بطريقة غير قانونية لإستخدامها كجسر للقيام بتعذيبهم لصالح الولايات المتحدة ، والتي لا تسمح قوانينها بالتعذيب علي أراضيها ، ثم نقلهم لأماكن أخري.
هناك 12 نظام عربي أخر مع شارك مع نظام مبارك في جريمة تعذيب المعتقلين لصالح أمريكا ، هي أنظمة بشار والقذافي والعراقي والإماراتي والسعودي والأردني واليمني والجزائري والمغربي والموريتاني والصومالي والجيبوتي.
مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب "بن إيمرسون" أكد الملاحقة القانونية للمسئولين الأمريكيين المتورطين (وهذا ينطبق علي المصريين) ، لأن القانون الدولي يمنع منح الحصانة للمسئولين المتورطين في أعمال التعذيب.
------
وتحت عنوان "الإنتفاضة المقبلة في مصر مسألة وقت فقط" ، نشر موقع الدويتشه فيله تعليقا لرئيس موقعه العربي "ناصر الشروف" ، أكد فيه علي ضرورة الدعم الدولي للحرب علي الإرهاب الجدي الحقيقي لأنصار بيت المقدس في سيناء ، لكنه رفض إستغلالها للتضييق المنهجي علي المعارضة السياسية المشروعة ، وعلي حقوق الإنسان وحرية التعبير والتظاهر ، أو"لتبرير سياسته القمعية تجاه كل القوي السياسية التي لا يعجبها أسلوب الحكم الإستبدادي للسيسي" ، مطالبا المجتمع الدولي بألا يسمح لنفسه أن يصبح شريكا في تلك التجاوزات، التي تؤدي لمزيد من التطرف، وليس للحد من الإرهاب.
وأكد أن مصر نموذج يعكس أن ضرر الأنظمة القمعية المستبدة أكبر من التظاهرات المعارضة بأضرارها الإقتصادية والإجتماعية ، مع هيمنة غضب ويأس الشباب لفقدانهم الأمل بعد فشل التغييير بتحقق أهداف ثورة 25 يناير التي تعاطف معها العالم : الحريات والكرامة والعدالة الإجتماعية ومحاربة الفساد.
كما ذهب إلي أن القضاء المصري في خدمة النظام ، فالسيسي لم يدخل في خلافات مع القضاء كسلفه مرسي بل يشيد به ، لكنه يفعل ذلك لثقته بأن القضاة سيحكمون في القضايا الحاسمة وفقا لتصوره ، وهو ما ينطبق علي الأحكام السياسية التي صدرت علي صحفيين ومعارضين للنظام ، أو ببراءة مبارك والتي يعتبرها كثيرون في مصر وخارجها "دق آخر مسمار في نعش الثورة" ، ورسالة طمأنينة لقوات الأمن والقيادات السياسية الحالية ، بعدم مساءلتهم مستقبلا عن إنتهاكاتهم لحقوق الإنسان ضد المتظاهرين والمعارضين.
--
وختم الشروف بالقول أن مصر تحولت منذ مدة لدولة بوليسية وقد يستمر ذلك لفترة ، لكن الوضع المزري للإقتصادي ولحقوق الإنسان ، والتضامن مؤخرا بين الإسلاميين واليساريين والليبراليين ، ستترجم حالات الإستياء المتراكمة إن آجلا أو عاجلا إلي إحتجاجات واسعة ، فالإنتفاضة المقبلة .. إنما هي مسألة وقت.
----
صحيفة المشهد
الإثنين 15 ديسمبر 2014
--

https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.n...c2346a6b133a89