مصر موتورز مجتمع السيارات - سوق سيارات المستعمل . الإستغلال لحاجة البيع

سوق سيارات المستعمل حيث تتحقق أحلام تلك الطبقة المتوسطة من الشعب المصري بامتلاك سيارة متوسطة الحال ترحم أسرتهم الكريمة من عذاب المواصلات ومهانة الطرقات المصرية ولتجعل حياتهم أكثر سهولة بعد معاناة رب تلك الاسرة من جمع مبلغ يتراوح بين 20 و50 ألف جنيه يشعره بأنه على وشك الخروج من مطحنة الشارع والانتقال إلى مرحلة جديدة يصبح فيها مالك سيارة لا يبالى بالزحام صباحا أو قلة المواصلات ليلا، إلا أن الواقع ليس كما يتخيل هذا المسكين المطحون، فالسوق كل يوم في حال ويحكمه قوانين مفترسة قادرة على ابتلاع أموالك في لحظات لتصبح تلك السيارة التي عدت بها إلى المنزل بالفرحة كابوسا قادرا على استقطاع ربع الثمن أو أكثر منك في محاولتك لبيعه الأسبوع التالي اثر انتشار حالات النصب والسرقة في السوق بين سيارات حوادث تم إخفاء عيوبها وسيارات أخرى انتهى عمرها الافتراضي يتمسك مالكوها بحالتها الميكانيكية وكأنها خرجت من مصنعها منذ يومين فقط ، يعزز تلك المشكلة موجة من التجار التي تسيطر على السوق ككل منهم من يتخذ في السوق موقعه تحت شمسية مع عدة صبيان يذكروننا بمسلسلات رمضان، حيث ينطلق كل منهم في استكشاف السيارات المعروضة للبيع وكم أسعارها ومحاولة لتفطيس السعر كما يطلقون على تلك العملية فمن قام بالبيع اخذوا منه السيارة ومن لم يرض البيع بسعرهم الفطسان تركوه للشمس، ومن ثم عادوا إليه بعد يأسه من الحصول على سعر تستحقه السيارة ليساوموه على أسعار زهيدة، هؤلاء أيضا هم نفس التجار الذين اشتروا السيارات الجيدة من كل السوق ومن ثم جاءوا بها إلى السوق في الجمعة التالية ليبيعوها بسعر مرتفع وبمكسب كبير ويا ويل من يعرض عليهم الشراء بسعر مثل ذلك الفطسان الذي اشتروا به السيارة المسكينة ليصبح السوق مرتعهم هم البائع والمشترى فيه ومن يحب أن يتعامل معهم عليه بالاستعانة بسمكري فريد من نوعه أو تاجر صديق يمكنه من المساومة على السعر لضمان عدم الخسارة في الأيام القليلة القادمة ، المشكلة الأخرى تكمن في سيارات معيبة في حوادث ولا تصلح للاستخدام يتم إخفاء عيوبها للبيع على تلك الحالة، وقد لا يكتشف الشاري تلك العيوب إلا بعد سنوات من الاستخدام وقد تصبح السبب في حادث مؤلم لمالك السيارة، حيث تصل حالات النصب تلك إلى أن بعض السيارات قد تكون قد فقدت نصفها الامامى كله في معركة ما ليتم لصق نصف آخر استيراد لها وتباع على أنها فابريكة كما يحب أن يسميها التجار وهو ما يجعلها عرضة للكسر من تلك المنطقة الملحومة في حاله الحوادث.

وبسؤال صلاح محمد تاجر سيارات عن حالة السوق قال : بالرغم من أنى تاجر سيارات مستعملة منذ 15 عاما إلا أنى حتى اليوم قد اشترى سيارة معيبة من وقت للآخر بدون أن اعلم ومن ثم أفاجأ بذلك في محاولة لبيعها لأضطر جاهدا إلى إخفاء العيب وبيعها مثلما اشتريتها فلو تم كشف العيب سأخسر في ثمنها وستبقى تلك السيارات تستنزف مكسبي طوال الوقت فلا يوجد تاجر غير معرض للغش بالضبط مثل المشترى العادي.
وعن سؤاله عن احتكار السوق من التجار قال : مثلما يبحث المشترى العادي عن صفقة رابحة يحاول التاجر أن يجد لنفسه لقمة عيش في السيارة، وحتى يحدث ذلك عليه بالضغط على البائع لأقصى درجة ممكنة وقد يصل الأمر إلى تأليف بعض العيوب ليست في السيارة فالتجارة تراض وان كان البائع واثقا في سيارته فعليه ألا يستمع إلى عيوب التاجر، وان يبيع فقط بالسعر الذي يرضى به، أما إن استطاع التاجر شراء السيارة بسعر قليل فلا مشكلة حيث باعها صاحبها وهو راض.

على اثر ذلك نرى الآن من لديه سيارة ويرغب في البيع أو من يرغب في الشراء ولا يجد لديه من الوقت أو المعارف من يساعده في مغامرة استكشاف سيارات السوق يتوجه إلى صفحات المجلات أو المواقع الالكترونية على الانترنت، حيث عادة ما يكون البائع في تلك الحالة شخصا عاديا وليس تاجرا وكذلك المشترى لنرى عمليه البيع أيسر ما يكون وكل منهم يعلم جيدا ما له وما عليه، فالشاري يعرض عيوب سيارته بدون خداع والمشترى يدفع ما تستحقه السيارة بدون تفطيس وهو ما جعل تلك الطريقة ملاذا جديدا للتجار متخفين في زى أشخاص عاديين , يخبرنا المهندس احمد محسن : في محاولتي لبيع السيارة توجهت أولا إلى السوق وانتهى اليوم بعروض أسعار غير طبيعية واقل من سعر سيارتي بكثير وسمعت من العيوب ما إذا جمع في ورقة واحدة لجعلك تظن أن الحديث هنا عن توك توك انتهى عمره الافتراضي برغم أن سيارتي ألمانية ذات جودة وموديل حديث , ومن بعد تلك التجربة والوقفة الجحيمية في شمس مدينة نصر توجهت إلى المواقع الالكترونية وقمت بعمل إعلان في "عربيتي" لأجد الكثير من الاتصالات زارني بعضهم واكتفى بعضهم بالسؤال بالهاتف، إلا أن من بين الزيارات تميز شكل أو اثنان قد تكون رأيتهم بالفعل في السوق أو قد يكون هو الأسلوب نفسه مع فارق الأشخاص , فمنهم من أكد أن السيارة تحتاج إلى مصاريف ليس لها حصر ومنهم من أفتى بأنها "مغيرة ربع" ومنهم من اخبرني وعلى وجهه ملامح الحزن والأسى وكأنه على وشك انتشالي من الطين بقوله أنا هخلصك من العربية دى بس تريحني في سعرها وكأني كتبت في إعلاني أنقذوني من سيارتي إلى أن انتهى بى المطاف لبيعها لأحد الجيران وهو في سعادة شديدة الآن لأني لم اخدعه بأي عيب في السيارة وأخبرته بكل ما فيها قبل الشراء.

منقول