مصر موتورز مجتمع السيارات - اللهم انصر الشعب الليبي - متابعة مستمرة ودعم للثورة الشقيقة

اذاعة هولندا العالمية/ طارق القزيري- لم يكن أكثر المتفائلين جرأة يتوقع ما حدث في ليبيا خلال 48 ساعة فقط، البلاد التي حكمها العقيد القذافي طيلة 42 عاما ظلت كـ "صندوق الرمال المغلق" دون أن يتصور احد مالذي يجري فيها أو كيف يمكن أن تفعل إن أرادت؟.

نمط ثالث

إذا كانت ثورة تونس قد أبهرت العالم في إحداثها أول ثقب في جدار القمع العربي، وكذلك مصر التي ألهبت خيال الحرية لدي العرب والعالم بتماسكها ومسيراتها المليونية وحتى الطرفة والدعابة، فإن الثورة في ليبيا بدت وكأنها أخذت العالم على حين غرة، لدرجة الاستيلاء على مدن رئيسة في البلاد وفي فترة قياسية، وكذلك حجم العنف والدموية التي رافقت الأحداث.

سيطر الثوار على مدن مثل البيضاء ودرنة وأجزاء واسعة من بنغازي، ثاني المدن الليبية، كما اعتقلوا جنودا للكتائب الأمنية للنظام الليبي، ومرتزقة غير ليبيين، وأوردت تقارير لم يتسن التأكد من صدقيتها بعد، عن تنفيذ أحكام الإعدام في بعض الأفارقة، بشكل عشوائي ودون محاكمات مناسبة للأسف فيما يبدو.

عفوية..واستباق

وربما تكشف هذه الأحداث وتداعياتها عن مدى الهشاشة لقوات الردع الأمني لنظام العقيد القذافي، لكنها تعكس أيضا درجة الحنق الشعبي على الوضع السياسي للدولة صاحبة أكبر مخزون نفطي استراتيجي في القارة الأفريقية، لدرجة أن القوات الأمنية إما أنها انضمت للمتظاهرين مباشرة، أو أنها خاضت اشتباكات في ما بينها بسبب الاختلاف حول نمطية التصرف حيال الأحداث، كما حدث في فرق عسكرية في مدينة البيضاء على قمة الجبل الأخضر.

ولم يكن الآمر فقط في الشوارع بل تعدى ذلك لتفكير استباقي تكتيكي، حينما تم حرت مدرجات مطار الأبرق قرب شحات كي لاتصل الإمدادات العسكرية، ما دفع القوات للإنزال في المزارع المحيطة كأفراد بدون معدات ثقيلة، خاصة بعد سيطرة الأهالي على معسكر في منطقة مرتوبة.

ورغم غياب أي قيادة ميدانية واضحة، فقد كانت الأحداث تسير وفق ترتيب عفوي، وفي كل المدن تقريبا التي اجتاحتها الثورة فقد كان السيناريو واحدا، اقتحام مراكز السيطرة الأمنية والثورية، وحتى الإعلامية أحيانا، وإزالة الدعايات الحكومية للقذافي ومعالم رمزية سلطته من الشوارع.

دعاية حكومية مرتبكة

النظام الحاكم نفسه؛ بدا وكأنه أخذ على حين غفلة، فبدأ يحشد من يقال إنهم من مؤيديه بشكل استعراضي فج، متمسكا بان ماحدث هو شغب جماهير عقب مباراة كروية، وكذلك أن المظاهرات هي تعبير عن سخط على القيادة الإدارية للبلاد، ثم عاد في اليوم التالي وبعد انتشار نار الانتفاضة في هشيم الأجهزة الأمنية ليقول أن ماحدث محاولة انفصالية شرقي البلاد.

وبعد ساعات جاء الرد من الزاوية الغربية، والتي تعد شريان الحياة للعاصمة من الجهة الغرب، وكذلك وسط طرابلس نفسها في ضواحي فشلوم وقرجي، وتمدد الغضب ليصل الرياينة بعد أن بدأ مبكرا في الزنتان على قمة الجبل الغربي. بل ظهرت أخبار عن تحركات لقبيلة الحساونة في سبها دون أن يمكن لنا التأكد من صحة ذلك.

رغم تشتت الاعلام

ولاشك أن أحداث البحرين واليمن لأهميتهم الإستراتيجية للولايات المتحدة في صراعها مع القاعدة وإيران، وكذلك مسألة نفط الخليج، إضافة لتوابع الثورة المصرية ومظاهرة الفرح بالانتصار، كل ذلك أدى لتخفيف الأضواء عن ليبيا لكنها لم تكن كافية لتحجب مفاجأة الليبيين للعالم.

سرعة الأحداث، وارتفاع نسبة الضحايا لدرجة تفوق الستين في أفضل الحالات، وتتجاوز المئتين بحسب النشطاء على الأرض، كل ذلك أدى لصعوبة تكهن ماذا سيحدث، لكن ومع هذا، فليبيا العقيد التي كان العالم يجهلها، قد اختفت، وحلت ليبيا جديدة، ربما لم يعرفها أحد بعد، لكنها صنعت الحدث، والمفاجأة كذلك.

ربما في انتظار أن يكتمل الشريط الثلاثي على شاطئ المتوسط وتصافح القاهرة تونس عبر طرابلس