مصر موتورز مجتمع السيارات

مصر موتورز مجتمع السيارات (https://www.masrmotors.com/vb/index.php)
-   ثورة الحرية 25 يناير (https://www.masrmotors.com/vb/forumdisplay.php?f=177)
-   -   مخطط تصفيه الثوره ,, (https://www.masrmotors.com/vb/showthread.php?t=76878)

silverlite 23-02-2013 03:53 PM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
بالسِّمّ الهارى


ابراهيم عيسى

هذا أفضل قرار اتخذه مرسى منذ جاء..
لقد دعا إلى انتخابات برلمانية فى نهاية أبريل إذن، برافو جدا، أحسنت يا دكتور، أرحت يا رجل واسترحت.
نعم، هذا قرار رائع لأنه كاشف فاضح، فقد أنهى كل الخُرافات التافهة التى يروِّجها مغيَّبو الضمير عن الحوار الوطنى، وكل الخواء والهراء الذى يردده كذابو الجماعة وأفّاقوها ومنافقوها عن جدية الحوار وضرورة الحوار ومواعيد الحوار، خلصنا بقى من المياصة والتخنُّث واللف والدوران بتاع «نقعد نتحاور ونتفاهم»، ومبادرة هنا أو هناك وابتسامات صفراء وبلاستيكية يوزعها الإخوان ومنافقوهم فى التليفزيونات، لا حوار إذن، بل طغيان له خوار.
الأمر الثانى الذى يجعل قرار مرسى رائعا هو انكشاف تسلط الجماعة وغطرستها وغرورها وغبائها، وتصميمها على منهج الاستحواذ والإقصاء، وهو ما يجعل أى ضعيف الإيمان بحقيقة الإخوان يؤمن بأنها جماعة مستبدة فاشية وكل منقِّب عن أى بقعة نور فى هذا العقل الإخوانى يدرك مدى عتمته.
الأمر الثالث هو ظهور الحقيقة التى كان البعض يتشكك فيها عن طيبة أو سذاجة، وهى حقيقة قلناها وأكدناها، أن الحكومة الحالية بوزراء عدلها وداخليتها ومحليتها وتموينها وشبابها وعمالها وقنديلها المنطفئ وثامنهم النائب المخصوص، هى حكومة تزوير الانتخابات بامتياز، جاءت لهذا السبب واستمرت لهذا الغرض، خصوصا أن مرسى فى زحمة مبرراته الواهية لعدم إقالة الحكومة زعم أن تشكيل حكومة جديدة تستمر شهرين أمر يدفع إلى عدم الاستقرار، مع أن حكومة محايدة للإشراف على الانتخابات لا يجوز لها فعلا تجاوُز شهرين، ومع ذلك فإن هذه الحكومة القنديلية بقرار مرسى وبهذا الأداء «الرضيع» (...) ستستمر ستة أشهُر تقريبا حتى انعقاد البرلمان المزعوم وتشكيل حكومة الأغلبية المزعومة!
الأمر الرابع الرائع الذى يكشفه قرار مرسى هو هذا الامتحان الذى سينجح فيه البعض وسيفشل فيه البعض حين تحين لحظة مقاطعة الانتخابات، إنها لحظة تاريخية مدهشة تلك التى سنرى فيها مَن يقبل خوض انتخابات مزورة ويقبل أن يكون فيها كومبارسا أو طرطورا أو قرطاسا أو قمع مرور -نكاد نعرفهم بالاسم- ومن سيرفض فى كبرياء وكرامة أن يشارك فى هذه المهزلة الإخوانية، الفرز سيكون مهمًّا، خصوصا أن الساحة السياسية المعارضة فى حاجة ملحَّة إلى التخلص من الوزن الزائد على حمولتها الذى يعطلها أو يعوق حركتها أو يشوش قرارها أو يشوه وحدتها!
الأمر الخامس أن هذا القرار يكشف عن مدى تجاهل الإخوان للأقباط، إذ حددوا أيام التصويت خلال أعياد الأقباط، وهو ما يعنى أن هؤلاء المواطنين بمشاعرهم وشعائرهم ليسوا محلّ اهتمام ولا احترام هذه الفئة الحاكمة الباغية، وهو ما يكشف طائفيتها قطعا، فلا أظن أنهم كانوا سيحددون مواعيد للتصويت فى إجازة عيد الفطر أو فى العشر الأوائل من ذى الحجة مثلا أو يوم المولد النبوى، إنه قرار يعرِّى جهالة الطائفية!
لقد قلنا وكتبنا بعد فوز الحزب الوطنى بانتخابات برلمان ألفين وعشرة بعنوان واضح: «اشبعوا بيها»، ولقد كنا نعرف أنها طبخة مسمومة لحزب سلطوى نَهِم جاءت على دماغه، وهى نفس الخطيئة التى يرتكبها الآن الإخوان، وبالمناسبة رضوا وقتها بخوض الانتخابات بمنتهى الخسة السياسية التقليدية لديهم.
وليس لدينا إلا ما قلناه للطغيان السابق نقوله للطغيان الحالى الأكثر غرورا وغطرسة وجهالة، اشبعوا بيها... بالسم الهارى!

silverlite 23-02-2013 04:09 PM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
فيديوهات التعذيب داخل «وادى النطرون»: تعرية بالإكراه.. وإجبار على الشذوذ !!


http://www.youtube.com/watch?feature...&v=jEbgg16n-t8


التحرير

ضابط أجبرنى على شرب مسحوق غسيل وكلور حتى التقيؤ.. وسحلونى على أرض مليئة بالطوب والبراز

يبدو أن الجرائم الوحشية التى ارتكبت خلف جدران سجن أبو غريب فى العراق كانت مصدر إلهام لداخلية مرسى وإخوانه، لتعذيب المعتقلين سواء كانوا أطفالا أو شبابا أو فتيات، داخل معسكرات الأمن المركزى والسجون. تعجز الكلمات عن وصف حجم الجرائم التى يرتكبها ضباط الداخلية بحق المعتقلين ابتداء من التعرية بالإكراه، وسكب المياه الباردة والساخنة على المعتقلين بعد تعريتهم وإبقائهم عراة لعدة أيام إلى ممارسة اللواط بحق المعتقلين.
«التحرير» قابلت أحد ضحايا التعذيب فى سجن وادى النطرون، وهو الشاب خالد مقداد الذى لم يتجاوز عمره 20 عاما، وقضى خمسة أشهر كاملة «فى عهد الإخوان» داخل سجن وادى النطرون، ليكشف عن هول ما تعرض له من جرائم وانتهاكات، كان أشدها قسوة تعرضه للاعتداء الجنسى عدة مرات.
يحكى خالد «خرجت من بيتى للتضامن مع أحمد الجيزاوى المحامى المعتقل لدى السلطات السعودية، لأننى أرى أنها قضية كرامة، وقفت أمام السفارة السعودية متضامنا مع أسرة الجيزاوى، ومعى تسعة شباب آخرين». كان مع الذين رددوا هتافات «ارفع راسك فوق انت مصرى»، و«جايين ومعانا رسالة.. يا جيزاوى وراك رجالة»، ونظرا إلى قلة عددهم وقع خالد فى يد ضباط الشرطة العسكرية الذين ضربوه وسحلوه إلى داخل السفارة السعودية، ومن هنا بدأت رحلة التعذيب.
مقداد مكث فى سجن وادى النطرون نحو 6 أشهر، خمسة منهم فى عهد مرسى وإخوانه، قضى خلالها ليالى فى التعذيب بالضرب والكهرباء والسباب، وتطورت إلى التعرية بالإجبار، والسحل لأيام متواصلة، بينما كان رجال الشرطة يعتدون علينا جنسيا.
ويروى خالد تفاصيل التعذيب الوحشى قائلا «رغم أنه تم الحكم علىّ بالسجن بوادى نطرون، فإنهم رحلونى لسجن على طريق وادى النطرون ثم إلى سجن برج العرب ثم إلى سجن الفيوم لاستقبالى داخل كل سجن»، مضيفا «الاستقبال يبدأ بإجبارى على خلع ملابسى بالكامل رغم أن جميع المساجين كانوا عرايا ولكنهم يرتدون ملابسهم الداخلية، إلا أننى أُجبرت على خلع حتى ملابسى الداخلية والزحف 25 مرة، على أرض مليئة بالطوب والبراز، وتعرضت للضرب والصعق بالكهرباء من قبل ضباط وعساكر ومخبرين».
وبعد حفلات الاستقبال لخالد فى السجون الثلاثة تم ترحيله فى النهاية إلى سجن وادى النطرون الذى استقبله مأمور السجن ويدعى جمال الدين النجدى، الذى سأله عن سبب سجنه وعن انتمائه، فرد عليه خالد بأنه ينتمى إلى حركة 6 أبريل، ثم فوجئ به يأمره بخلع ملابسه، وهو ما يؤكده فى قوله «قلعونى هدومى أمام كل المساجين وأمرنى الضابط بالزحف أكثر من مرة ودخلونى العنبر عاريا تماما، ونبه على المساجين بعدم الحديث معى وعدم إعطائى بطانية للنوم عليها، وإلا سيذوقون نفس التعذيب.. السجن كله شافنى وأنا عريان لمدة ثلاثة أيام فى العنبر، وكهربونى أمام كل المساجين».
ويستكمل خالد شهادته فيقول «فى السجن ضابط اسمه صبرى بيه، قام بتعذيبى حيث أجبرنى على التبول والتقيؤ أمام المساجين، ولم أستطع لأننى لم أضع طعاما فى فمى فى الأيام الثلاثة، فأجبرنى على الشرب من زجاجة على الأرض، ولكننى لم أستطع تحديد مكانها لأنه كان يخفى بصرى، وفوجئت به يركلنى بقدمه، ويجذبنى من شعرى لأمسك الزجاجة بفمى، وكانت الزجاجة تحتوى على مسحوق غسيل وكلور، وعندما شربت تقيأت فعلا».
أما عن أول ليلة داخل سجن وادى النطرون فيقول خالد «جلدونى على قدمىّ بين 50 و60 جلدة بالعصا، حتى فقدت الوعى، ثم حاولوا إفاقتى بالكهرباء والسحل، جسمى كله يتألم الآن، ولا أستطيع النوم أو الحركة أو حتى الوقوف». وعندما بدأ خالد الحديث عن الكيفية التى تم خلالها الاعتداء الجنسى عليه، بكى وصمت لفترة، ثم قال «أجبرونى على النوم على بطنى وأنا عار تماما، واعتدوا علىّ جنسيا، كانوا عاوزين يدمرونا نفسيا وبالفعل نجحوا».
وأكد خالد أن اسمه كان ضمن الأسماء التى صدر فى حقهم عفو رئاسى، منذ أن تولى محمد مرسى الحكم، ولكنه فوجئ بالإفراج عن معتقل إخوانى حكم عليه بتسع سنوات، فى أحداث العباسية، ورفض الإفراج عنه بحجة أنه خطر على الأمن العام.
«يبدو أن رجال الداخلية أعلنوا الثأر من الثوار وأرادوا أن ينتقموا منهم»، هذا ما قاله خالد مقداد، مبررا ما مارسه الضابط صبرى معه داخل السجن، وبالتحديد فى ليلة اعتصام أهالى المسجونين أمام ماسبيرو، حيث فوجئ خالد باستدعائه وتهديد الضابط له حيث قال «انتو اللى عملتوا فى البلد كده.. ضيعتوا رئيس كان حامى البلد ووزير داخلية.. إحنا هنوريكو.. انسى تشوف الدنيا مرة تانية.. هنسيب لكم عاهات وأزمات نفسية». وأكد خالد «فعلا نجح رجال الداخلية فى ترك عاهة بداخلى للأبد»، مضيفا أن الضابط صبرى وضع حذاءه على رأسى، وضربنى بقوة فى كل جسمى، وانضم إليه فى حفلة الضرب مجموعة من المخبرين والضباط، ثم احتجزوه فى غرفة «تأديب» وربطوه فى عمود وهو عار تماما، ودهنوا جسمه بالبراز والعسل والحشرات.
لحظات القوة التى كانت تنتاب خالد داخل المعتقل جعلته فى مرة يقول لجميع الضباط فى السجن «هيبتكو راحت من زمان ومش هنخاف منكم تانى»، فيرد عليه الضابط بقول «هنوريك هيبتنا يا.......»، ثم يبدأ سلسلة من التعذيب والانتهاك الجنسى والكهرباء.
ظن ضحية تعذيب الإخوان، أنه بعد وصول أول رئيس منتخب إلى حكم مصر بعد الثورة أن مصر ستتغير، وأن عصر التعذيب وأمن الدولة سينتهى، لكنه حتى الآن يتلقى تهديدات بالقتل أو السجن، كما أن شقيقته تلقت تهديدا من ضابط عبر الهاتف قال لها «ابعدى أخوكى عن السياسة، والمرة اللى جاية مافيهاش سجن فيها موت». وبعد أن قضى خالد ستة أشهر داخل السجن لارتكابه جريمة حينما فكر فى التضامن مع أحمد الجيزاوى كان أول من فى استقباله خارج السجن ليلة الإفراج عنه هم أسرة الجيزاوى.
خرج خالد بعد تجربة عذاب وانتهاك جنسى واغتصاب للروح وللجسد يسهر بالأيام ولا يعرف معنى النوم بعد ليالى الجحيم، رافضا عرضه على طبيب نفسى لتأهيله على تخطى معاناته، ولكن كله إصرار على استكمال الثورة لإسقاط النظام، وخرج بعد 180 يوما بالسجن ليلة 19 نوفمبر 2012، وهو يوم أول وقفة أمام السفارة السعودية للتضامن مع الجيزاوى.
وأشار خالد إلى أن الشرطة العسكرية كانت تمارس بحق المعتقلين انتهاكات تبدأ بالسحل نهاية إلى إجبارهم بالهتاف «الجيش والشعب.. إيد واحدة»، وهو ما رفضوه، وتم ترحيله إلى مركز شرطة لم يعلم مكانه، وأضاف بداخل مركز الشرطة استقبلنى ضابط قال لى «إحنا الضباط اللى بتشتموهم، إحنا اللى نزلنا فى الثورة وقتلنا الثوار، ورمانى فى غرفة مظلمة، لمدة تتراوح بين ساعتين ونصف وثلاث ساعات، لا يوجد فيها أى تهوية، وبدأ التلاعب بأعصابى من خلال ضابط يتحدث معى من الخارج ويقول لى (مش هتشوف الشارع تانى.. كل اللى سمعته عن أمن الدولة هتشوفه وهتعيشه)».
ومن التلاعب بالأعصاب إلى التعرية بالإكراه والسحل داخل مركز الشرطة من قبل ضابط شرطه «ملازم أول»، الذى أمر جنوده بسحله، ويقول لهم «ده بلطجى»، ويروى خالد «قلعونى هدومى كلها، وكلبشنى الملازم من الخلف، وغمى عينى وفوجئت بسحلى على سلالم المركز، ثم رمونى داخل سيارة جيب، وقال للعساكر (اعملوا فيه اللى نفسكو فيه، وبدأ عسكرى يضرب والآخر يبصق، والآخر يرسم بالموس على ظهرى، إلى أن وصلت إلى السجن الحربى)».
لم يعلم خالد مكان السجن الحربى واسمه ولكن كل ما يعلمه أنه تم احتجازه داخل أحد السجون الحربية فقضى فيها ثلاثة أيام، يبدأ يومه من الساعة السادسة صباحا بالوقوف مربوطا فى عمود وهو عار فى الشمس حتى التاسعة مساء، ويسكبون على جسده مياها ساخنة ثم باردة، ومسلسل من الضرب والتعذيب فى جميع أنحاء الجسم، وبعد مرور الليالى الثلاث تم نقله إلى «س 28»، وهناك كان الإفراج بكفالة، وودعه الضابط بصفعة على الوجه، وهدده بإلحاق الأذى بوالدته وسحل إخواته البنات.
خالد كان حريصا على حضور جلسات القضية التى اتهم فيها بحرق السفارة السعودية، وسب المشير طنطاوى، وسب الملك عبد الله، ومحاوله اقتحام السفارة وتنكيس العلم، وتحريض المتظاهرين على المظاهرات غير السلمية، رغم تأكيده عدم وجود متظاهرين فى أثناء اعتقاله أمام السفارة، ولم يوجد حولها سوى تسعة بينهم أسرة الجيزاوى وثلاثة صحفيين.فوجئ ضحية التعذيب خلال الجلسة الأولى بالعقيد الذى يحاكمه بإعطاء ورقة له مكتوب عليها عنوان ورقم الضابط الذى قبض عليه، وحدثت بينهما مشاجرة، كما كتب فى ورقة أخرى «اذهب له واعتذر له على سب المشير وسب الملك عبد الله والاعتذار عن اقتحام السفارة، روح للضابط وهو هيصور اعترافك واعتذارك ومقابلها يتنازل الضابط عن القضية».
«ولخوفى على أهلى وصلت إلى مدخل منزل الضابط ولم أشعر باطمئنان وتراجعت، وعندما جاءت الجلسة الأخيرة وجدت العقيد يعاتبنى لعدم ذهابى للضابط، ثم تم الحكم علىّ بستة أشهر»، قال خالد، مشيرا إلى أنه قبل الحكم بليلة كنت راجعا من ميدان التحرير متجها إلى منزلى بالشيخ زايد، حيث فوجئ بضابط بزى زيتى يركب بجوارى فى الميكروباص من ميدان عبد المنعم رياض ويقول لى «إزيك يا خالد.. أنا عارفك وعارف إخواتك وممكن أحكى لك من يوم ولادتك حتى اليوم»، ويضيف خالد «بعد حديث مطول دار بيننا قال لى (مالكش دعوة بالمظاهرات حتى لو البلد ولعت عيش حياتك بعيد عن المظاهرات وخاف على إخواتك وعلى نفسك)».
بعد الحكم على خالد مقلد بستة أشهر تم ترحيله إلى سجن الاستئناف تمهيدا لتسليمه لرجال الشرطة لتعذيبه فى سجن وادى النطرون، وأكد أنه لم يتعرض للتعذيب فى سجن الاستئناف، لكنه قضى ما بين 13 إلى 18 يوما داخل زنزانة رائحتها كريهة، وفقد فيها الوعى للحظات كثيرة، ومنها إلى سجون الداخلية التى تعرض بداخلها لممارسات شاذة إجرامية.
منسق حملة «وطن بلا تعذيب» أشرف عباس قال إن النفسية المريضة والمحطمة لرجال الشرطة، تجعلهم يرغبون فى إذلال الثوار، ولذلك تلجأ إلى القمع والتعذيب لوهم أنفسهم أنهم ينتصرون على الشعب، مستنكرا ممارسة أفعال إجرامية داخل السجون بعلم محمد مرسى، خصوصا أنه لم يعلن عن فتح باب التحقيق فى جرائم الداخلية والتى أصبحت على مسمع ومرأى الجميع.

kj1 23-02-2013 04:10 PM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
http://sphotos-g.ak.fbcdn.net/hphoto...37768335_n.jpg

kj1 23-02-2013 10:05 PM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
http://sphotos-g.ak.fbcdn.net/hphoto...09277786_n.jpg

http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphoto...00736176_n.jpg

kj1 23-02-2013 10:07 PM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphoto...60947584_n.jpg

silverlite 24-02-2013 05:28 AM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
دنيا غير الدنيا !


بلال فضل


في الوقت الذي كان المشروع الإسلامي يشهد خناقة على لم الأجرة بين السائق الإخواني والتبّاع السلفي، كان ثمة أناس في دنيا الله الواسعة ينشغلون بأشياء أكثر أهمية تمثل جوهر المشروع الإسلامي الحقيقي الذي تعبر عنه الأسئلة القرآنية التي لا تجد أبدا صداها لدينا «أفلا تتفكرون؟ ـ أفلا تعقلون؟ ـ أفلا تتدبرون ـ أفلا تبصرون؟».

وفي نفس الوقت الذي اختار مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر المستنير أن يغض الطرف عن كل وقائع التعذيب التي اهتزت لهولها البلاد ويكتفي بتحقيق إنتصار تاريخي بإحالة الدكتور يوسف زيدان إلى نيابة أمن الدولة العليا بسبب كتابه «اللاهوت العربي» الذي صدر منذ ثلاث سنوات بدعوى أنه سيسبب فتنة دينية عظيمة، كانت الصحافة الغربية مشغولة بتناقل أخبار عن تواصل تحقيق إنجازات مذهلة في علم الهندسة الوراثية في عدد من المراكز البحثية قد تمكن العلم قريبا من بناء بشر مقاومين للفيروسات، بل وربما مكنتهم من إعادة سلالات بشرية بائدة إلى الحياة مثل سلالة إنسان نياندرتال الذي تقول الأبحاث أنه انقرض قبل حوالي 24 ألف سنة مضت بعد أن عاش لآلاف السنين في أوروبا وآسيا الغربية، وكان معدل حجم مخه أكبر من معدل حجم المخ للإنسان الحالي بنسبة عشرة في المائة تقريبا، ومع ذلك فقد انقرض، مع أنه لم ير ربع الغُلب الذي نعيشه، والذي ربما كان سبب تآكل مخنا.

في مدونته الرائعة «قراءات» يترجم الشاعر أحمد شافعي حوارا مهما نشرته مجلة دير شبيجل الألمانية مع جورج تشيرش خبير علم الأحياء التركيبي في جامعة هارفارد والذي ساهم في إطلاق مشروع الجينوم البشري خلال ثمانينات القرن الماضي، وذلك بعد إصداره كتابا بعنوان (التكوين الثاني: كيف سيعيد علم الأحياء التركيبي إختراعنا نحن والطبيعة؟)، يطرح فيه إمكانية صنع بشر قادرين على مقاومة الجراثيم. تسأله المجلة «أنت تنبأت بأنه سوف يتسنى في القريب استنساخ إنسان نياندرتال، ماذا تعني بالقريب، هل ستشهد ذلك في حياتك؟»، فيجيب «هذا يعتمد على جحيم من الأمور لا أول لها ولا آخر، ولكنني أعتقد أن هذا سوف يحدث. والذي يجعلني أعتقد بإمكانية ذلك هو أن هناك حفنة من التقنيات التي تتطور بسرعة لم تكن قائمة من قبل. قراءة الحمض النووي على وجه الخصوص أصبحت الآن أسرع بمليون مرة مما كانت عليه قبل ثماني سنوات. وهناك تقنية أخرى سوف تلزم لإبطال انقراض نياندرتال وهي الاستنساخ البشري. نحن قادرون على استنساخ جميع أنواع الثدييات، فمحتمل جدا أن نستطيع استنساخ إنسان. إذ ما الذي يجعلنا غير قادرين على هذا؟». تسأله المجلة «لكن هذا ممنوع؟»، فيرد بثقة شديدة «قد يكون الأمر كذلك في ألمانيا، لكنه ليس ممنوعا في كل العالم، وعلى فكرة، القوانين يمكن أن تتغير».

تسأله المجلة عن فائدة ذلك الإستنساخ لعالمنا، فيقول «سلالة نياندرتال قد تفكر بطريقة مختلفة عن التي نفكر بها الآن. نحن نعرف أن جماجمها أكبر. ولعلها تكون أذكى منا أيضا. وحينما يحين الوقت الذي يتحتم فيه التعامل مع وباء أو خروج جماعي من الكوكب أو ما شاكل ذلك، فمن المحتمل أن تكون لطريقتها في التفكير فائدة». تسأله المجلة «ألن يكون أمرا إشكاليا من وجهة النظر الأخلاقية أن يتم خلق نياندرتال من أجل الفضول العلمي وحده؟»، فيرد قائلا» قد يكون الفضول جزءا من الأمر، ولكنه ليس القوة الدافعة الرئيسية. الهدف الرئيسي هو زيادة التنوع. الشيء الخطر على المجتمع هو نقص التنوع. هذا يصدق على الثقافة مثلما يصدق على التطور، وعلى السلالات مثلما على المجتمعات. لو أن الثقافة تحولت إلى ثقافة أحادية، لأصبح خطر الهلاك محدقا. وعليه فإن إعادة خلق نياندرتال سوف تكون في المقام الأكبر مسألة حماية مجتمعية». ثم ينطلق البروفيسور الأمريكي في حديث طويل وشيق عن المجالات المتعددة التي يمكن أن يتم فيها إستخدام الهندسة الجينية في الصناعة والزراعة وعلاج الأمراض المستعصية وأخيرا في مساعدة الإنسان على أن يعيش حتى يبلغ المائة والعشرين عاما بتحسين جيناته الوقائية، كاشفا عن القيام في هذا الصدد بجمع الحمض النووي من عشرين شخصا حتى الآن من بين ستين شخصا تجاوزت أعمارهم 110 عاما يعيشون الآن في عالمنا الذي يقصف العمر.

تسأله المجلة: ألا تخشى أن يتهمك الناس بأنك تلعب دور الإله، فيرد « أنا بالتأكيد أحترم عقائد الآخرين. ولكن الدين بصفة عامة لا يريد الناس أن يموتوا من الجوع. واليوم لدينا سبعة بلايين إنسان يعيشون على هذا الكوكب. ولو أن جزءا من حل مشكلة التغذية لكل هذا العدد هو أن تجعل محاصيلهم مقاومة للفيروسات فعلينا إذن أن نتساءل: هل في الإنجيل ما يمنع السعي إلى خلق محاصيل مقاومة للفيروسات؟»، يرد المحرر»لكن الإنسان المقاوم للفيروسات شيئ مختلف تماما»، فيجيب «لماذا؟ نحن في التكنولوجيا لا نقفز. إنما هو زحف بطيء. ونحن لن نصنع إنسانا مقاوما للفيروسات قبل أن نصنع بقرة مقاومة للفيروسات. ولا أفهم لماذا يمكن أن يتأذى أحد من هذه التكنولوجيا الجديدة».

تسأله المجلة «مستر تشيرش، هل تؤمن بالرب؟،»فيجيب «سأكون أعمى لو لم أر ذلك الإيمان بأن مخططا كليا هو الذي نتج عنه وجودنا حيث نحن اليوم. الإيمان قوة هائلة في تاريخ الإنسانية. وعليه فإنني أحترم أنواع الإيمان المختلفة. مثلما أعتقد بأن التنوع أمر شديد الأهمية من الناحية الجينية، ومن الناحية الاجتماعية أيضا». وهي إجابة أتمنى أن تكون كافية لكي لا يفكر مجمع البحوث الإسلامية في تقديم بلاغ ضد البروفيسور إلى نيابة أمن الدولة العليا لأنه والعياذ بالله يسعى إلى زيادة التنوع.

ماذا أقول بعد كل هذا، غير أن الدنيا في وادٍ، وبعضنا يريد لنا أن نعيش، ليس حتى في وادٍ آخر، بل أن نعيش في سرداب، وياليته كان سردابا أفقيا يمكن أن يوصلنا إلى مكان ما، بل هو للأسف سرداب رأسي نواصل حفر قاعه بإستمتاع شديد، ولا خلاص لنا إلا بهجر هذا السرداب إلى الأبد لكي نعيش في وادي العلم الذي يعيش فيه الأوادم من خلق الله.

أفلا تعقلون.

silverlite 24-02-2013 05:56 AM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
فصل من الكتاب- اللاهوت العربى- الذى قاد يوسف زيدان إلى نيابة أمن الدولة !!

http://www.elsaba7.com/images/News/e...b7fc78849c.jpg

http://www.elsaba7.com/images/News/7...f5e6b2c93e.jpg


الصباح


بعد الضجة التى أثارتها رواية «عزازيل» فجر كتاب «اللاهوت العربى» للدكتور يوسف زيدان أزمة جديدة وسط مطالبات بحجب الكتاب ومصادرته لإساءته فى حق المسيحيين حيث مثل زيدان أمام النيابة للتحقيق معه بتهمة ازدراء الأديان «الصباح» تنشر مقدمة الكتاب الذى فجر الأزمة

> يوسف زيدان فى «اللاهوت العربى»: اليهودية والمسيحية والإسلام.. 3 تجليات لديانة واحدة

> لماذا لم يثر البوذيون حين دمر المخبولون من «طالبان» تمثاليهم لبوذا فى الباميان

> الرسائل السماوية تتشابه في تأسيس اللاحق على السابق علماء الإسلام أول من عرف الفقه المقارن لدراسة الفروق بين المذاهب المختلفة

وبداية، فإننى من خلال هذا المصطلح الجديد (اللاهوت العربى) الذى أطرحه هنا للمرة الأولى، أؤكد أن ثمة نقاطًا مفصلية، مهمة ومهملة، تجمع بين تراث الديانتين الكبيرتين: المسيحة والإسلام، بل تجمع هذه النقاط المفصلية الواصلة، بين تراث الديانات الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، التى هى فيما أرى، ديانة واحدة ذات تجليات ثلاثة.
ومن المفيد أن أشير أولاً: قبل الدخول إلى الفصول والتفاصيل التى قد تطول، إلى بعض النقاط الاستهلالية التى تلقى الضوء على تلك المنطقة الكثيفة، المعتمة الوعرة، التى نحن بصدد الدخول إليها، ولسوف نورد هذه النقاط الافتتاحية، المفتاحية، من خلال مجموعة الأقوال التالية:

القول الأول
جرت عادة الناس فى بلادنا، فى أيامنا الحالية، أن يصفوا اليهودية والمسيحية والإسلام، تحديدًا، بأنها ديانات سماوية، ولم يكن غالبية الأوائل ولا الأواخر من العلماء، يستعملون تلك التسمية أو هذا الوصف للديانات الثلاث، غير أن صفة (السماوية) طفرت فى ثقافتنا المعاصرة فجأة، كوصف عام واسم معتاد للديانات الثلاث، ثم شاع مؤخرًا استخدامها فى كتاباتنا وكلماتنا اليومية، من دون انتباه إلى أن أى دين، أيا كان، هو بالضرورة سماوى لغة واصطلاحًا، فالسماء فى اللغة، أى من حيث المفهوم الأصلى للكلمة، تعنى العلو، ومن هنا، وحسبما يقول العلامة اللغوى الشهير ابن منظور وغيره كثيرون من علماء العربية: فإن كل ما أظلك وعلاك هو سماء.. فالسماء، فى حقيقة الأمر، لفظ لا يقع معناه كل شىء محسوس محدد، وإنما على أى سقف كان، ولو كان سقف الغرفة، وقد قيل للسحاب سماء، لأنه يعلو ويظل لا أكثر من ذلك ولا أقل.
ومن هنا لم يعتد الأوائل من علمائنا بصفة السماوية، ولم يعتادوا استخدام وصف (السماوى) للإشارة إلى واحدة من هذه الديانات الثلاث المشهورة، وإنما قالوا، مثلما قال القرآن الكريم، بالكتابية، نسبة إلى أهل الكتاب (التوراة، الإنجيل) وبالكفار الذين لا يؤمنون بالله، وأيضًا، لم يستخدم وصف وثنى بالمعنى الاصطلاحى، فى فجر الإسلام، وإنما أشير فى القرآن إلى أن الكفار يعكفون على أصنام وأوثان، يعبدونها من دون الله، فهم بهذا المعنى (يكفرون) العبادة الحقة وينكرون آيات الألوهية الساطعة فى الكون، أيا ما كان الذى يكفرون به، أى يخفون ويغطون، إذ لفظ الكفر يعنى أصلاً: الإخفاء والتغطية، ولذا وصف الزراع الذين يدفنون البذور فى الأرض، بالكفار، ولذلك، فقد يكون الكفر صنمًا مقدسًا عند عرب قلب الجزيرة قبل الإسلام، أو نارًا معبودة عند المجوس، أو كواكب منيرة فى السماء عند الصابئة، وهؤلاء (الكفار) جميعًا، يتعالون بما يعبدونه من محسوسات، فيتسامون بها إلى مرتبة الألوهية حين يصيرون ما يعبدونه متعاليًا عن وجوده الفيزيقى، ومتجاوزًا لحده الفعلى، فيكون بلفظ فلسفى (ترنسندنتالى).. أى أنهم يتعالون بمعبوداتهم إلى سقف سماوى يفارق واقعها المحسوس، بحسب ما يتوهمونه فى معبوداتهم، ومن هنا نقول إن كل دين، مهما كان، هو سماوى بالضرورة فى نظر معتنقيه.
ولعل الأصح، إذا أردنا تمييز الديانات الثلاث عن غيرها، أن نصفها بأنها ديانات رسالية أو (رسولية) لأنها أتت إلى الناس برسالة من السماء، عبر رسل من الله وأنبياء يدعون إليه تعالى ويخبرون عنه الناس، سواء جاء هذا المخبر عن الله بكتاب، فكان رسولاً، أو عولت دعوته على كتاب سابق، فكان نبيًا، ومن هنا، كانت اليهودية هى رسالة موسى وأنبياء العهد القديم، الكبار الأوائل منهم أو الصغار المتأخرون، وابتدأت المسيحية بنبوءة يوحنا المعمدان، يحيى بن زكريا، ذلك الصوت الصارخ فى البرية مؤذنًا بمجىء بشارة المسيح، الذى أكمل دعوته (كرازته) تلاميذه الذين يسميهم القرآن والمسلمون: الحواريين، ويسميهم الإنجيل والمسيحيون: الرسل، وعلى المنوال ذاته، كان الإسلام هو رسالة النبى محمد التى تلقاها من الله عبر الملاك جبريل، الذى هو عند المسلمين الروح الأمين وروح القدس، والذى هو فى المسيحية (الروح القدس) ولكن بدون ألف الروح ولأمه.
إن وصف الديانات الثلاث (الرسالية) بالسماوية، إذن، هو وصف غير دقيق، غير أن الناس اعتادوا استعماله ودرجوا عليه، فصار من كثرة استخدامه، كأنه يقينى.. وكذلك الحال فى صفة الوثنية، التى ألحقتها المسيحية أولاً بالديانات الأخرى، على اعتبار أنها ديانات تحتفى بالأصنام أو الأوثان، وهنا تجد الإشارة إلى الفارق الدقيق بينهما، فالوثن هو ما كان على صورة وهيئة محدودة، مثل سيرابيس والعجل أبيس عند المصريين قبيل انتشار المسيحية، أو أثينا وفينوس وبوسيدون وبقية آلهة اليونان القديمة، أو هبل وإساف ونائلة عند عرب قريش قبل الإسلام، وغير ذلك من الأوثان التى طالما قدسها الإنسان. أما الصنم فهو المعبود الذى لا يتخذ هيئة محدودة، مثلما هو الحال فى أصنام اللات، التى كانت غالبًا أحجارًا بيضاء مكعبة الشكل.
وعلى الرغم مما سبق، فإنه لا يشترط أن تكون كل الديانات التى تحتفى بالتماثيل، هى بالضرورة (وثنية) فالديانة البوذية مثلاً، تحتفى بأصنام بوذا، لكنها لا تقدسها قداسة التعبد لها، ولا تعدها صورة حجرية للآلهة، وبالتالى يصعب وصف البوذية بأنها وثنية، بالمعنى الدقيق للكلمة، ومن هنا نفهم، لماذا لم تثر ثائرة البوذيين فى العالم، حين دمر المخبولون من حركة طالبان فى أفغانستان تمثالى بوذا الهائلين فى منطقة الباميان، وقد صرخ العالم كله متوسلاً، واستصرخ علماء المسلمين فى بقاع الأرض، ليتوسطوا باسم الإنسانية لدى زعماء حركة طالبان (طلبة علم الشريعة) كى ينثنوا عن عزمهم تدمير التمثالين اللذين طالما أثارا إعجاب الرحالة من أهل الإسلام السابقين، والزائرين من غير المسلمين أيضًا، غير أن مدافع الأفغان من طالبان انطلقت نحو تمثالى بوذا، على مرأى من العالم كله، فى الأرض الحسرة والحنق، ومع ذلك، احتفظ البوذيون الذين هم أكبر عددًا من المسلمين جميعًا، بهدوئهم النفسى الذى أمرتهم به ديانتهم، وحزنوا حزنًا عميقًا على تراث إنسانى باهر، من دون أن يثوروا تلك الثورات التى طالما عرفناها عند اليهود والمسيحيين والمسلمين، إذا لمست مقدساتهم أو أشير إلى عقائدهم ولو من بعيد، بأى تلميح لا يحبونه، فيكون ذلك إيذانًا بانفجار العنف.
وقد أشرت هنا إلى هذه الواقعة، لبيان ارتباط الدين بالعنف عبر الجدلية الثلاثية للحركة الدورية التى يتفاعل فيها الدين والسياسة والعنف، وهو ما سنتوقف عنده طويلاً فى خاتمة هذا الكتاب، كما سنتوقف قبل تلك الخاتمة عند آليات التدين الجامعة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين.

القول الثانى
يبدو لنا عند إمعان النظر، أن الديانات الثلاث (اليهودية، المسيحية، الإسلام) هى فى حقيقة أمرها ديانة واحدة، جوهرها واحد، ولكنها ظهرت بتجليات عدة، عبر الزمان الممتد بعد النبى إبراهيم (أبرام) الملقب فى الإسلام بأبى الأنبياء، وهو فى المسيحية: جد يسوع المسيح لأمه، فكانت نتيجة هذه المسيرة الطويلة، هى تلك التجليات الثلاثة الكبرى (الديانات) التى تحفل كل ديانة منها بصيغ اعتقادية متعددة، نسميها المذاهب، والفرق، والنحل، والطوائف.
ومهما كان من موقف المسيحية الحانق على اليهود، لأنهم أدانوا السيد المسيح، وقدموه إلى بيلاطس البنطى ليقتله، بحسب رواية الأناجيل، ومهما كان من موقف الإسلام الذى أدان اليهود، لأنهم ــ بحسب ما ذكره القرآن ــ حرفوا الكلام الإلهى، وقتلوا النبيين بغير حق، وزعموا أن يد الله مغلولة.. وغير ذلك من عظائم الأمور! إلا أن الديانتين، المسيحية والإسلام، اجتمعتا على الاعتراف بالديانة اليهودية، ونظرتا بكل تبجيل إلى أنبياء اليهود (الكبار) بل بدأتا بالإقرار بنبوتهم، وبتأكيد ارتباطهما بهؤلاء الأنبياء، وهو ما أنكره اليهود على كلتا الديانتين اللاحقتين، ومع ذلك، فقد بدأت المسيحية باعتبارها امتدادًا لليهودية، فاستهل إنجيل متى آياته ببيان أن المسيح يسوع (عيسى) هو ابن داود الذى هو ابن إبراهيم: فجميع الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلاً، ومن داود إلى سنى بابل أربعة عشر جيلاً، ومن سنى بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلاً.. واستهل القرآن خطابه الإلهى بالآيات الأولى من سورة البقرة، وهى الآيات المؤكدة أن المتقين هم: (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبل) (البقرة: آية 4) مع أن اليهود والمسيحيين، وهم عند المسلمين أهل الكتاب، لم يزعموا أن كتبهم نزلت من السماء، وإنما يعتقدون أنها كتبت بوحى، وشتان ما بين التنزيل والوحى، وقد اختصت سور قرآنية كثيرة بسيرة الأنبياء الأوائل، اليهود والمسيحيين، وقدمهم القرآن الكريم على اعتبار أنهم (ذرية بعضها من بعض) (آل عمران: آية 34) مؤكدًا بذلك الطابع العائلى للنبوة والأنبياء، وهو الأمر الذى سنعرض له فى الفصل الخامس من كتابنا هذا.
وبطبيعة الحال، فقد بدت بسبب اختلاف اللغات والأماكن والأزمنة، اختلافات تشريعية وعقائدية بين الديانات الثلاث، لكن الجوهر الاعتقادى ظل واحدًا، وظل النسج الأصلى يتم على المنوال ذاته، ففى الديانات الثلا المعبود واحد، مهما تعددت صفاته وأقانيمه وأسماؤه، وهو يختص قومًا بخطابه الإلهى لأنه تعالى (أعلم حيث يجعل رسالته) (الأنعام: 124) وهو يصطفى رسله والمؤمنين به، فيرفعهم فوق بقية الناس، ومن حيث العلاقة الداخلية بين التجليات الثلاثة للديانة، أو الإسلام بمعناه الواسع، ظل المنوال كذلك واحدًا، ففى كل ديانة شريعة هى وحدها واجبة الاتباع، وأهلها هم فقط المؤمنون، وغيرهم غير مؤمنين، وفى كل مرة نرى الدين اللاحق يؤكد الدين السابق، بينما الدين السابق ينكر اللاحق ويتسنكره، أو، بالأحرى، يفعل أهل الديانات ذلك فى أنفسهم، ثم يفعلونه داخل كل ديانة على حدة، حين يجعلون (المذهب) معادلًا للدين، فيصير الذين خارج المذهب خارجين على العقيدة والدين.
ومن ناحية أخرى يطيب للكثيرين وصف الديانات الثلاث بأنها ديانات (توحيدية)لأنها دعت إلى عبادة الله الواحد، فى مقابل الديانات الأخرى القائلة بتعدد الآلهة. غير أن صفة التوحيد، ليست هى المعبر الجوهرى عن وحدة الديانات الثلاث، وإلا فإن هناك ديانات أخرى سابقة ولاحقة، نادت بالتوحيد منذ عبادة آتون التى قال بها إخناتون، إلى نحلة البهائية التى ألحقت ذاتها بما سبقها من ديانات ثلاث، فلم تجد من أصحابها غير الإنكار والاستنكار، فالتوحيد، إذن، ليس هو الموحد بين اليهودية والمسيحية والإسلام، خاصة أن هؤلاء الموحدين المشهورين، من اليهود والمسيحيين والمسلمين، سلكوا فى (التوحيد) مذاهب شتى، حظيت بموافقة البعض منهم، ورفضها الآخرون، حتى داخل إطار كل ديانة على حدة، ولذلك اختلفت المذاهب وتعددت الفرق الدينية فى الديانات الثلاث، حتى صار الاختلاف المذهبى فى الديانة الواحدة، أعمق وأبعد أثرًا من الاختلاف بين ديانتين.
نخرج مما سبق، إلى تقرير أن الجوهر الجامع بين اليهودية والمسيحية والإسلام، هو تأسيس اللاحق منهم لذاته على السابق، وتأكيد نبوة الأنبياء (الأوائل) فى الديانات الثلاث مجتمعة، مع بعض الاختلافات فى صورة هؤلاء الأنبياء بين اليهودية والمسيحية من جهة، والإسلام من جهة أخرى. وبقطع النظر عن الصورة المثلى التى قدم بها الإسلام الأنبياء الأوائل، فإن المهم هنا هو (الإجماع) على نبوتهم، والتأكيد على (جوهرية) النبوة. وهى نقطة دقيقة، سوف نتوقف أمامها لاحقًا، عند الكلام عن طبيعة العقلية العربية التى أبرزت ذلك الفكر الكنسى المسمى أرثوذكسيًا بالهرطقة، أى الخروج عن جادة الإيمان القويم، أو الأمانة المستقيمة.

القول الثالث
فإن كتابنا هذا، ليس بحثًا فى مقارنة الأديان بالمعنى المشهور (فى بلادنا) لهذا التخصص المعروف الذى يقارن بين الأديان، بأن يبحث فى قضية دينية ما، فيرصد الاختلاف فيها أو الاتفاق حولها، بين ديانتين أو أكثر، ويحدد ما هنالك من الفروق الفارقة، أو هو عند بعضهم، العلم الذى يقارن بين الأديان، بأن يعرض لكل دين على حدة، بقضاياه كلها، ثم يعرض لدين آخر على المنوال ذاته، فيرصد وجوه الاختلاف والاتفاق بين ديانتين أو أكثر، بحسب عدد الديانات التى يتعرض لها مقارنة الأديان.
ولأن المؤرخين المسلمين وضعوا كتبًا للتعريف بعقائد أهل الملل والديانات غير الإسلامية، فقد عد بعضهم (علم مقارنة الأديان) علمًا إسلاميًا أصيلاً، اختفى عن المسلمين حينًا من الزمان، ثم عاد إليهم فى العصر الحديث، وهو ما يعبر عنه بوضوح د.أحمد شلبى الذى ذكر تحت اسمه، على غلاف كتابه، أنه: الحاصل على دكتوراه الفلسفة من جامعة كمبردج، وفى الكتاب الأول من كتبه الأربعة المشهورة المنشورة مرارًا تحت عنوان مقارنة الأديان يقول أحمد شلبى ما نصه:
«من مفاخر المسلمين أنهم ابتكروا علم مقارنة الأديان، وسنرى أن مفكرى الغرب يعترفون بذلك، ومن الطبيعى أن هذا العلم لم يظهر قبل الإسلام، لأن الأديان قبل الإسلام، لم يعترف أى منها بالأديان الأخرى.. ومن هنا، لم يوجد علم مقارنة الأديان قبل الإسلام، لأن المقارنة نتيجة التعدد، ولم يكن التعدد معترفًا به عند أحد، فلم يوجد ما يترتب عليه وهو المقارنة.. والمسلمون فى عصور الظلام، قد أهملوا مقارنة الأديان لسبب أو لآخر.. بيد أن المسلمين فى العصر الحديث، أفاقوا من غفوتهم وراحوا يحاولون أن يستعيدوا الزمام، وأن يحيوا من جديد علم مقارنة الأديان، ليكون فى أيديهم سلاحًا فى الحاضر، كما كان سلاحًا فى الماضى.. فعلم مقارنة الأديان، يخرج منها ثروة فكرية رائعة، تبرز جمال الإسلام ورجحانه على سواه.. إن الفكر الإسلامى قمة شامخة، وإن ما سواه حافل بالانحراف والوثنية والتعدد، ومثل هذا ظهر عندما تدارسنا معجزات الأنبياء والكتب المقدسة والتشريع، وغير هذه من القضايا.. وفى كلمة مجملة، نتمنى أن يعود علم مقارنة الأديان إلى المعاهد الإسلامية، وأن يأخذ قدره بين العلوم الإسلامية، ليخدم الإسلام فى الحاضر والمستقبل، كما خدمه فى الماضى».
وقد نقلنا الفقرة السابقة على طولها بحروفها، لأنها تمثل حالة من حالات الزعم العلمى المأزوم، أو هى تعبر عن الأزمة التى تزعم لذاتها صفة العلمية، ففى حقيقة الأمر، لم يقدم علماء المسلمين الأوائل علمًا لمقارنة الأديان، بالمعنى المذكور، بل لم يقدموا تأريخًا للعقائد على النحو الواجب، إلا فى حالتين فقط سوف نشير إليهما بعد قليل، فأما ذاك الذى قدمه ابن حزم فى (الفصل فى الملل والأهواء والنحل) والشهرستانى فى (الملل والنحل) والمسبحى فى (درك البغية) والنوبختى فى (الآراء والديانات) وأمثال هؤلاء، فى مثل هذه الكتب، فهو وصف عام لعقائد الفرق والجماعات الإسلامية وغير الإسلامية، فحسب، وإن كان بعض هذه المؤلفات المذكورة، حقيقة، فى مجال وصف الاعتقادات والتعريف بالمعتقدات، وبعضها الآخر فى الرد على تلك العقائد، خاصة (النصرانية) لكنها لم تكن بحال، فى مقارنة الأديان.



http://www.elsaba7.com/images/News/7...f8913b5725.jpg

http://www.elsaba7.com/images/News/8...ec5b53fc78.jpg


الساعة الآن 12:10 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2025
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017