![]() |
|
رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)
15 - ممدوح حمزة
دخل الميدان حاملا «البطاطين» وسط تصفيق المتظاهرين والثوار وهو ما كشف لقوات الأمن أن المتظاهرين ينوون المبيت تحرك فى مسيرة انطلقت من ميدان روكسى فى مصر الجديدة بصحبة عدد من النشطاء متجها سيرا على الأقدام إلى دار القضاء العالى بدأ المشاركة فى المظاهرات الحاشدة من ميدان الجيزة متجها مع الآلاف إلى ميدان التحرير عبر كوبرى قصر النيل دخل الميدان حاملا «البطاطين» وسط تصفيق المتظاهرين والثوار كتب- عبد المجيد عبد العزيز: فى يوليو 2004 دخل سجن «بلمارش» بلندن بتهمة التخطيط لاغتيال أربعة من قيادات نظام مبارك: إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، وزكريا عزمى الذى رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وفتحى سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق، وكمال الشاذلى أمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحلّ. كانت هذه هى المرة الأولى التى يسمع عنه فيها كثير من المصريين. فى 1968 كانت المرة الأولى التى يستنشق فيها الاستشارى العالمى ممدوح حمزة غاز القنابل المسيلة للدموع، عندما شارك فى المظاهرات الطلابية ضد سياسات عبد الناصر الاقتصادية والاجتماعية، دون أن يخطر بباله، أنه سيواجه هذه القنابل ثانية بعد ما يزيد على 40 عاما، فى أثناء مشاركته فى ثورة يناير ضد نظام مبارك القمعى. نظام مبارك اعتبر حمزة رجلا غير مرغوب فيه، عندما فضح إحدى صفقات الفساد التى كانت ترعاها سوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع، فقد كشف حمزة فى التحقيقات المتعلقة بقضية شركة «بالفور بيتى»، التى حصلت على مشروع إنشاء مكتبة الإسكندرية بشكل غير قانونى، أن سوزان مبارك وعاطف عبيد وإبراهيم سليمان وحبيب العادلى، كانوا وراء الصفقة، وحصلوا على رشاوى مالية مقابل ذلك، مما دفعهم إلى تلفيق قضية اغتيال أركان النظام التى حصل فى نهايتها على حكم بالبراءة بعد شهور من التحقيقات. عندما وصل حمزة إلى مطار القاهرة فى 2006، قادما من لندن بعد عامين من الإقامة الجبرية، فوجئ بمئات فى استقباله، فقال لهم «أنا مَدِين لكم.. وسأضع نصف وقتى للعمل العام»، وهو ما حدث بالفعل، فقد تبنى الاستشارى العالمى فكر المعمارى المصرى الأشهر حسن فتحى، وسعى لحل المشكلة السكانية عن طريق عمارة الفقراء، من خلال عدة مشروعات، ظل رجال النظام السابق يحاربونه خلالها، ويتصدون له، ويحاولون إفشال جميع مشروعاته، مما أثبت له، أن مصر لن تشهد إصلاحا حقيقيا إلا إذا رحل مبارك ونظامه. بدأت علاقة ممدوح حمزة بشباب الثورة، فى 2007، من خلال تعرفه إلى شباب حزب الجبهة الديمقراطية، التى من خلالها تعرف إلى شباب «6 أبريل» فى 2008. حمزة كان بالنسبة إليهم أبا يدعم أبناءه، الذين يذكّرونه بشبابه، لأنهم الأجدر والأقوى على التغيير، فمنح الحركات الشبابية كل ما استطاع من مقرات وطباعة منشورات وغيره، ليتمكنوا من إيصال أصواتهم الشابة إلى مصر جميعها، ومن هنا توطدت علاقته بهم، التى استمرت سنوات قليلة فى الإعداد ليوم النصر والثورة، التى جاءت ففاجأت حتى من قام بها. يوم 25 يناير 2011، كان حمزة من أوائل المشاركين، حيث انطلق فى مسيرة من روكسى إلى دار القضاء، ضمن خطة تمويه للهروب من قوات الأمن التى كانت لا تزال بكامل عنفوانها، وعندما وصل إلى وسط القاهرة، وجد فى استقباله 12 سيارة أمن مركزى، فانضم إلى علاء عبد المنعم وحمدى قنديل وعبد الحليم قنديل ويحيى حسين، وتوجهوا معا إلى ميدان التحرير، ليدخلوه ضمن أول مجموعة تصل إلى الميدان فى يوم الثورة، حمزة كان يسأل عساكر الأمن المركزى الذين يصادفهم فى طريقه بعفوية «أمك هتكون مبسوطة وانت بتضرب اخواتك؟»، ورغم أنه كان يعتقد أنها مجرد مظاهرة، فإن شيئا ما دفعه إلى مغادرة الميدان فى منتصف النهار لشراء 100 بطانية وزجاجات مياه وطعام (عسلية، وفول سودانى، وقُرَص بالعجوة لما بها من سعرات حرارية تمكّن المتظاهرين من النوم فى البرد)، وفى تمام السادسة و18 دقيقة، دخل الميدان حاملا «البطاطين»، وسط تصفيق المتظاهرين والثوار، وهو ما كشف لقوات الأمن أن المتظاهرين ينوون المبيت فى الميدان، ودفعهم إلى التخطيط لتفريقهم بالقوة. حمزة يحكى عن هذا اليوم فيقول «الساعة واحدة إلا عشرة مثلا، بدؤوا ضرب قنابل مسيلة للدموع بكثافة شديدة، وجرينا زى الفيران، عينى كان فيها ألم شديد، فدخلنا فى قهوة زجاج كده، وقفلنا الباب، وطلعت أغسل عينى، فقالوا لى ماتغسلش عينك بالمية، لأنه المية بتزوّد، ماكنتش أعرف، لأنه أنا آخر مرة جات لى قنابل مسيلة كانت سنة 68». وخلال اليومين التاليين، كثف حمزة من نشاطه، استعدادا لجمعة الغضب، فبدأ فى شراء اللافتات والأعلام وطباعة المنشورات وإعداد الأطعمة للمعتصمين، وخزنها فى مكان قريب من ميدان التحرير، بير سلم بأحد المقاهى. بالقرب من جامعة القاهرة، أدى حمزة صلاة الجمعة يوم 28 يناير، وانطلق ضمن مسيرة ضخمة، طافت شوارع الجيزة، فى طريقها إلى التحرير، وهو يهتف «يا أهالينا انضموا لينا»، ويتخطى مع المتظاهرين الحواجز، ويفر من القنابل المسيلة للدموع، التى طردت الهواء من حولهم، قبل أن يهرب من قوات الأمن فى مركب فى النيل، ليعاود سيره حتى وصل إلى كوبرى قصر النيل من ناحية الأوبرا، وعاش مع المتظاهرين أهم معارك الثورة، وواجه الرصاص المطاطى والخرطوش، الذى تحول إلى رصاص حى، والشهداء يتساقطون من حوله، والثوار يصرون على المرور والوصول إلى الميدان، قبل أن تندحر قوات شرطة العادلى، ويفروا هربا من عزيمة الثوار، ويتمكن حمزة من دخول التحرير مع الثوار، وقد أيقن أن أحدا لا يستطيع الوقوف أمام إرادة الشعوب ورغبتها فى التغيير. المفارقة، أن من اتهموا حمزة زورا، ولفقوا له قضية الاغتيال، أضحوا جميعا خلف الأسوار، بأمر الثورة 16 - نوارة نجم كانت سعيدة يوم 25 يناير 2011 لأن ما ناضلت من أجله وما صدقته وما راهنت عليه لسنوات طويلة تحقق أخيرا كتبت- دعاء سلطان: «أحلى من الشرف مافيش».. وما أجمل أن يستقوى الرجال «الشرفاء» ممن يطلقون على أنفسهم لقب «المواطنين الشرفاء» على امرأة.. أحمد الله أنها ليست مكسورة الجناح ولا مكسورة العين والخاطر، وإنما هى أشرف وأرجل وأطهر وأنقى منهم جميعا.. ليست الفاجعة فى اعتدائهم على امرأة.. تصادف أنها الكاتبة الصحفية والناشطة والمدونة نوارة نجم، وإنما الكارثة أن تنتهك الحقوق ويضرب الناس ويهان الأشخاص فى الشوارع هكذا، لمجرد أنهم قالوا آراء تخالف آراء السلطة ومسانديها، ومن ينطق الآن ليقول لى: ماهو أبناء مبارك والفلول بيقولوا رأيهم، وبيتم طردهم من الأماكن؟! سأجيب بكلمة واحدة: تلك ثورة قامت عليهم وعلى أبيهم وعلى من يتبعونه، والثوار لم يضربوا امرأة ولم يعتدوا على رجل.. فقط طاردوهم بالهتافات فى مؤتمرات عامة من تلك التى يهذون فيها ويعربدون خلالها على شرف الثورة والثوار، وواقعة ضرب نوارة وسب علاء الأسوانى قبلها، من أسخف نتائج الثورة. ومن أسوأ التعليقات أن نتساءل: كيف يضربون امرأة؟! بل السؤال الأصح: كيف يضرب العبيد؟ وكيف يهاجمون ويعتدون على أحرار؟! النوارة.. نوارة نجم، التى تنتاب كثيرين حالة صرع وذهول من كلماتها المتجاوزة لحدود الأدب، دون أن ينتبهوا إلى صدق الموقف، وقوته.. ينزعجون من سلاطة لسانها -التى لا تنكرها- ولا تخجل منها وتتحمل كل حرف يخرج من فمها، دون أن ينتبهوا إلى أن هناك من يتخذون مواقف فى غاية الوقاحة، مستخدمين أكثر الكلمات تهذبا وشياكة. أختار دائما أن يكون أصدقائى هم الأشجع والأصدق والأقوى والأجرأ منى، وأنا خلفهم.. أستمد قوتى من قوتهم، وأسندهم بقوتى عندما يقعون فرائس فى أيدى من لا يرحم، والمنطقى أن يسندونى هم قبلها، ولذلك فقد اخترت أن تكون نوارة نجم صديقتى «غصب واقتدار»، ونجحت.. صارت النوارة صديقتى. يوم 24 يناير 2011 مساء.. تحدثت مع نوارة نجم، لأنها دليلى الأهم فى عالم الثائرين، سألتها: فى أى مكان سنلتقى؟! قالت لى: فى السيدة زينب.. صدقت على الموقع وحدثت اثنتين من صديقاتى كانتا تتبعانى كما أتبع نوارة.. لم أستقل سيارتى، وفضلت ركوب تاكسى، من تحت منزلى.. اليوم هو الثلاثاء 25 يناير 2011، وسائق التاكسى ما زال لا يفهم أن هذا اليوم هو الشرارة الأولى للثورة المصرية، كان مذهولا من المرور المنساب يومها! قلت له «السيدة زينب»، ثم تحدثت مع صديقتىّ اللتين تنتظران أن أنصحهما! فأكدت لهما أن المنطقة هى السيدة زينب. تحدثت مع نوارة نجم وقلت لها أنا فى طريقى إلى السيدة، فقالت لى: لا.. اذهبى إلى إمبابة، واحتار سائق التاكسى عندما قلت له: إمبابة يا أسطى، واتصلت بصديقتىّ وقلت لهما: إمبابة يا بنات! بعد خمس ثوانٍ اتصلت نوارة وقالت لى: أنا الآن أمام ماسبيرو! طبعا لعنت اليوم الذى عرفتها فيه، وقلت لها: إحنا حنعمل ثورة إزاى واحنا تايهين من بعض كده؟! المهم أننى أقنعت سائق التاكسى أن يتوجه حيث ماسبيرو، واتصلت بصديقتىّ وأنا فى غاية الخجل، وقلت لهما: أنا فى طريقى الآن إلى ماسبيرو.. و«قفلت السكة»، كى لا أستقبل منهما أى كلمات سلبية! توجهت إلى ماسبيرو بالتاكسى، ونزلت، ولم أجد أى تظاهرات.. اتصلت بنوارة ولم ترد.. اتصلت بزوجى وقال لى إنه أمام دار القضاء العالى، واتصلت بصديقتىّ اللتين ورطتهما معى وقلت لهما إننى فى بولاق أبو العلا أمام سينما الكورسال.. جاءتا سريعا، وبسرعة التحقنا بتظاهرة دار القضاء العالى، وما زال الاتصال بنوارة منقطعا! بصعوبة.. تمكنا من اختراق حواجز دار القضاء العالى وتاه منى زوجى وتهت منه، ولكنى احتفظت بقدرتى على تشبيك يدى فى أيدى صديقتىّ نوارة مراد وولاء سعدة.. مشينا فى مسيرة بكل شوارع وسط البلد، إلى أن وصلنا إلى مدخل التحرير من باب اللوق، وبدأت القنابل المسيلة للدموع فى الانفجار.. أنا ضعيفة لا أحتمل هذه القنابل.. تحدثت إلى زوجى، لكن تليفونه خارج نطاق الخدمة، ثم تحدثت إلى نوارة نجم، قلت لها بهستيريا: «أنا حاتخنق.. حاسة إنى باموت.. قنابل الغاز حتموتنى».. ضحكت هى وقالت: شوية كده وتتعودى عليها»! وانقطع الاتصال. صحيح أننى كنت مرعوبة من الموت خنقا، لكن نوارة نجم بكلماتها الساخرة غير المبالية، أكدت لى أن الموت نفسه غير مهم، وأخجلتنى من نفسى، فى الوقت الذى كنت أظن فيه أننى أستقبل الموت. المهم أننا اخترقنا يومها ميدان التحرير، والأهم أننى شعرت بأننى لأول مرة أشارك فى حدث يغير مصر فعليا.. ويومها قابلت كل أصدقائى.. قابلتهم جميعا بلا استثناء.. أحمد ماهر المخرج كان قادما مع كاتبة السيناريو عزة شلبى من مسيرة جامعة الدول العربية.. وائل عبد الفتاح وناصر أمين كانا هناك والتقيا بمحمد جمعة واجتمع الثلاثة فى الميدان.. نادين شمس ونبيل القط وإلهام عيضاروس وعبد الحكم سليمان، كانوا فى الميدان أيضا.. ومن منطقة ناهيا جاء يحيى وجدى ورحاب الشاذلى وليلى البلعوطى، ومن وسط الجموع فى ميدان التحرير ظهر إبراهيم عيسى هاتفا: سنظل فى الميدان.. واستقبلت تليفونا من شقيقى الذى أصيب فى رأسه بعد اشتباكات مع الأمن أمام دار الحكمة، وفى نفس التوقيت وجدت أمامى بلال فضل وعمرو سلامة، ومحمد شعير وعصام زكريا ومحمد دياب وعمرو واكد، ثم أحمد شوقى ومحمد أمين راضى وهبة مندور وهالة جلال وعباس أبو الحسن وجيمى هود «محمد جمال».. ما أجمل أن يجتمع كل من أعرفهم فى مكان واحد.. يبدو أننا على حق. لكن أين نوارة نجم؟! بحثت عنها فى أرجاء الميدان ولم أجدها، إلى أن دلنى أحدهم على مكانها.. كانت مع أعضاء الألتراس.. منتشية سعيدة، فها هى لأول مرة منذ بدأت نضالها السياسى تفاجأ بهذا العدد من البشر، وهى التى كانت تخرج فى وقفات احتجاجية لا يزيد عدد أكبرها على الألف شخص.. نوارة كانت سعيدة يومها.. وكانت لا تبالى بى ولا تبالى بأى أحد.. قابلت نوارة تلك التى اتفقت معها على الخروج والنزول يوم 25 يناير 2011 فقط لثوانٍ معدودة. نوارة كانت سعيدة يوم 25 يناير 2011 لأن ما ناضلت من أجله وما صدقته وما راهنت عليه لسنوات طويلة تحقق أخيرا، وما كان يجب أن تكون النوارة التى قالت للأعور أنت أعور فى عينه يوم أن جبن الجميع، واحدة من ضحايا ما راهنت عليه وانتظرته كل هذه السنوات.. ما كان يجب أن تهان النوارة ويتم التحقيق معها، وتعيّر بوالديها.. فؤاد نجم وصافيناز كاظم.. ما كان يجب أن تضرب بالحذاء فى الشارع، لمجرد أنها أجرأ من الكثيرين، وما كان يجب أن يهان أصدقاء كفاحها.. علاء عبد الفتاح بالسجن ومالك مصطفى بفقد إحدى عينيه ومينا دانيال باستشهاده.. كتبت لكم اليوم فى الذكرى الأولى للشرارة الأولى لثورة 25 يناير عن بنت الحشَّاش، التى لم أعرف شخصا يملك ضميرا يقظا مثلها ومثل أبيها.. ألا تخجلون عندما تكتبون هاتين الكلمتين قاصدين نوارة، وقاصدين أحمد فؤاد نجم؟! هل عميت الأبصار وصرتم لا تدركون قيمة أن يكون الإنسان حرا فيقول ما فى نفسه على حسابه الخاص على الفيسبوك أو تويتر؟! أزعجكم أن تسب امرأة حرة أحد المنافقين الذين تتبعونهم؟ فقررتم أن تسبوها وتضربوها فى الشارع؟! ألم تستاؤوا من نفاق شيخكم لسلطة باطشة على جبل عرفات؟! لم تهتز لكم شعرة من النفاق فى مكان يذكر فيه اسم الله؟! ما نوع الحشيش الذى تتعاطونه إذن، إذا كان يخدر ويشل ضمائركم وعقولكم هكذا؟! كانت النوارة يوم 25 يناير، سعيدة كتلك الطفلة التى كتب فيها أبوها هذه الكلمات: «يا رب كبّر نوارة تكبر وتبقى أكبر فى كل عيد لا كل جمعة لا كل يوم.. لا كل ساعة لا كل لحظة.. تنول وتحظى وتزيد نباهة وتزيد ملاحظة وتحظى مصر السعيدة بيهم ويبقوا ليها وتبقى ليهم».. كانت سعيدة لأن كل رهاناتها السابقة التى كانت تناضل لأجلها مع حفنة لا تتجاوز العشرات من مناضلى مصر الرائعين قد أثمرت وتحققت، وهى لا تبالى بما يحدث لها. يوم 25 يناير 2011، كنت أنا سعيدة لأن رهانى الأول، وحماسى الأكبر كان صائبا.. ورهانى ورهانها على اكتمال الثورة سينجح إن شاء الله. ملحوظة: رهانى الأول كان مبنيا على كل رهانات نوارة نجم السابقة، لذلك فهى الأقوى والأكثر صمودا، ومن العار أن تهان من قالت كلمتها يوم صمت الجميع.. من العار أن تهان نوارة نجم، التى كانت نوارة لى ولكثيرين غيرى |
رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)
17 - علاء الأسواني
كان محرضا أيضا على الثورة فى صالونه الأسبوعى الذى تحول من ندوة أدبية أسبوعية إلى ملتقى ثقافى وسياسى خرج فى مظاهرة من شارع قصر العينى ثم توجه إلى ميدان التحرير كان حاضراً فى المظاهرات التى جابت شارع قصر العينى من أوله حتى آخره يُعتبر واحدا من «المحرِّضين»، كان لا بد أن يوجد فى ميدان التحرير يوميا كتبت- نانسى حبيب: اعتبر المفكر الكبير د.جلال أمين روايته «عمارة يعقوبيان» أحد الأعمال الأدبية التى حرضت على ثورة 25 يناير، أما د.علاء الأسوانى فيرى أنه لا يمكن أن يقرر أمرا مثل هذا. لكنه يعود ويؤكد أنه حين كان مع الشباب فى ميدان التحرير وجد تقديرا كبيرا منهم، وقال البعض له إنهم موجودون فى الميدان بسبب ما كتبه. يحظى فى الخارج علاء الأسوانى بمكانة أدبية كبيرة على المستويين الأدبى والسياسى، وكانت روايته «عمارة يعقوبيان» سببا كبيرا فى شهرته بعد ترجمتها إلى أكثر من 32 لغة، حققت بها مبيعات تجاوزت مليون نسخة فى 82 طبعة، أما فى الداخل فهو معروف، إلى جانب قيمته الأدبية قطعا، بمواقفه الثورية وآرائه الجريئة وانتقاداته الحادة، التى دائما ما تثير جدلا كبيرا، ومنها حلقته الشهيرة على قناة «أون تى فى» مع د.أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، التى كانت سببا فى استقالة الأخير أو إقالته. البعض رأى أن الأسوانى تعامل بحدة شديدة، والبعض الآخر رأى فى ما قاله جرأة وشجاعة، أما هو فيرى أنه لم يفعل شيئا سوى أن قال رأيه بصراحة، وأن د.شفيق هو الذى أخطأ حين اتهمه بأنه «مدعى الوطنية». قبل ثورة 25 يناير، كان الأسوانى يؤمن بأن التغيير قادم لا محالة، يطالب بالإصلاح السياسى وينتقد الفساد، كان يكسر التابوهات دون أن يهمه حجم الهجوم الذى سوف يتعرض له، فعلها فى روايتيه «عمارة يعقوبيان» و«شيكاغو»، وفعلها فى مقالاته التى دأب فيها على انتقاد نظام مبارك وتعريته منذ أن بدأ قبل سنوات الكتابة المنتظمة فى عديد من الصحف مثل «العربى» و«الدستور» و«الشروق»، مذيّلا دوما مقالاته هذه بقوله الشهير «الديمقراطية هى الحل»، بينما كان محرضا أيضا على الثورة فى صالونه الأسبوعى الذى تحول من ندوة أدبية أسبوعية إلى ملتقى ثقافى وسياسى ندر وجوده فى فترة ما قبل سقوط مبارك. كان الأسوانى ولا يزال صريحا ومستشرفا، حتى إنه عندما كان فى إحدى الندوات يوم 23 يناير 2011، قال إن «التغيير قادم»، ولم يكن أحد يتخيل وقتها أنه بعد يومين فقط سوف تتحقق مقولته، وتخرج المظاهرات فى كل أنحاء مصر تطالب بإسقاط النظام. ولأنه يُعتبر واحدا من «المحرِّضين»، كان لا بد أن يوجد فى ميدان التحرير يوميا، ويستعرض الأسوانى حوارا دار بينه وبين شاب مصرى التقاه يوم جمعة الغضب 28 يناير، وقال له: «أنت كتبت كتاب (لماذا لا يثور المصريون)» وطالبه بكتاب جديد عما يحدث فى ميدان التحرير لأن المصريين «فعلوها وثاروا». يقول الأسوانى إنه بعد هذا الحديث بدقائق أصابت الشاب رصاصة قناص من أحد الأسطح فى ميدان التحرير واستُشهد. يقول الأسوانى إن آخر حديث لحسنى مبارك، قال فيه «أنا عايز أمشى، وأخشى الفوضى والمتطرفين والهجوم على الأقباط»، لكننا جميعا فوجئنا بعدها بعبود الزمر يتم تقديمه على أنه بطل قومى. كتب الأسوانى وقتها أن الزمر يتنقل من قناة إلى أخرى، وأن هذا لا يتم اعتباطا، لكنه أمر تمهيدى، فهذا مشهد سوف يأتى وراءه مشهد، حتى نصل إلى المشهد الرئيسى. ويضيف الأسوانى أن أى ثورة ينقسم بعدها المجتمع إلى ثلاث فئات: الكتلة الفاعلة للثورة، وهؤلاء يعرفون تماما ما يريدون ومستعدون للتضحية من أجل الوصول إلى أهدافهم، والثورة المضادة، والكتلة الساكنة التى تلقت الثورة كأنها خبر، لم تنزل ولم تضرب، ستظل رؤيتها لفترة بعيدة عن رؤية الثورة، وهم متذبذبون، بمعنى أنه حين خرج مبارك ليقول «أنا عايز أموت على أرضى»، بكوا. وحين عيّن الرئيس السابق عمر سليمان نائبا، قالوا خلاص كفاية. لكن هؤلاء -حسب الأسوانى- ليسوا غرباء عنا، لكنهم أهلنا وقد يكونون معنا فى نفس البيت، ونحن فى النهاية مسؤولون عنهم. ولأن الأسوانى لم يتغير، فإنه ظل إلى جانب الثوار ينزل معهم إلى الميدان ويرافقهم أمام مجلس الوزراء ويخرج لينتقد من يقتلهم. لذا لم يكن غريبا أن يتعرض لاعتداء بالسب من قِبل مجهولين -هكذا قالت وسائل الإعلام عنهم- عندما كان بصحبة مصورين وصحفيين من التليفزيون البريطانى فى شارع قصر العينى يحاولون تصوير موقع الأحداث أمام مجلس الوزراء. وكان واضحا من كلمات الذين حاولوا افتعال مشاجرة مع الكاتب والروائى والناشط السياسى أن هدفهم هو تصوير الواقعة، ونشرها على مواقع الإنترنت لإظهاره كأن وجوده غير مقبول بالمنطقة التى تقع عيادته بها. وصف المتحرشون الأسوانى بـ«العميل»، ووجهوا إليه ألفاظا نابية، وقال البعض إن هؤلاء حاولوا التطاول عليه والاعتداء عليه بالأيدى، لكن كل هذا لم يجعله يتزحزح عن موقفه. اتهموه بمحاولة إشعال البلاد -هو ومتظاهرى التحرير- لكنه ظل يخرج منتقدا لهم، مطالبا باستكمال الثورة التى سُرقت. الأسوانى دعا الجميع للنزول إلى الشوارع والميادين يوم 25 يناير 2012، قائلا إن نظام مبارك ما زال يحكم، لكن الثورة مستمرة، وستظل حتى تحقق أهدافها، رافضا الاحتفال بذكرى الثورة، مؤكدا أن الاحتفال لا يكون إلا فى حالة الانتصار وانتهاء الثورة، وأنه لا يعتقد أن يكون هناك احتفال فى حالة الهزيمة، فالثورة لم تنتهِ بعد وما زالت مستمرة ولم تنتصر بعد 18 - عصام سلطان 25 يناير شارك فى مظاهرة أمام دار القضاء العالى ثم انطلق فى مسيرة بشارع 26 يوليو واتجه إلى شارع رمسيس حيث انضم إلى مظاهرة وصلت إلى ميدان التحرير 28 يناير صلى الجمعة فى مسجد الاستقامة وتعرض لاعتداءات من رجال الشرطة قبل أن يتوجه كان هو دون غيره يصوغ البيان الأول لتأسيس الجمعية الوطنية للتغيير كتب: محمد الخولي خلفيته الإسلامية لم تمنعه من أن يقاطع إمام مسجد بمدينة المنصورة، كان محمد البرادعى يصلى به الجمعة ضمن زياراته التى قام بها عقب عودته إلى مصر. الخطيب كان يحرِّم الخروج على الحاكم، فوقف وصرخ فى وجهه: «هناك فتوى بحرمة مقاطعة الخطيب، لكنى أفتى بأن مقاطعته واجبة»، وخرج من المسجد ورفض أن يصلى خلفه «لأنه خطيب منافق». يرتدى روبه الأسود، وعلى كتفه حقيبة صغيرة، وبيده مجموعة من الأوراق، هكذا كان المحامى عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، يظهر أمام مبنى مجلس الدولة، لمتابعة الدعاوى القضائية التى رفعها مع أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط، للموافقة على تأسيس أكثر الأحزاب التى حصلت على رفض من لجنة شؤون الأحزاب فى عهد الرئيس المخلوع، وكلما أغلق طريق نجح بخبرته القانونية فى فتح طرق أخرى، إلى أن نجح فى 19 فبراير 2011، وأقرت المحكمة الإدارية العليا بالموافقة على تأسيس حزب الوسط الجديد. المحامى الدمياطى بدأ نشاطه السياسى من الجامعة، ولم تبهره أضواء المدينة، وبحث عن المبادئ التى قرأ عنها كثيرا، فتقدم إلى انتخابات اتحاد الطلبة بجامعة القاهرة، ونجح فى أن يقتنص منصب رئيس الاتحاد، 1986، وسعى إلى تنشيط الحركة الطلابية واستعادة مجدها فى السبعينيات، دعا إلى الخروج فى مظاهرات للمطالبة بتحسين الأوضاع الداخلية، والتضامن مع القضية الفلسطينية. الشاب الإخوانى لم يتوقف نشاطه عند الجامعة، وبعد تخرجه فيها سعى إلى المشاركة فى الحركة الوطنية المصرية، حتى منتصف التسعينيات، انشق مع مجموعة كبيرة من رفاقه عن جماعة الإخوان المسلمين، وبدؤوا فى تأسيس حزب الوسط، واجتمع مع عدد من زملائه فى 1995 واتفقوا على أن يكون الحزب الجديد وسطيا وقائما على المرجعية الإسلامية تحت اسم حزب الوسط، وتقدموا بأوراق الحزب إلى لجنة شؤون الأحزاب، وكان أول رفض له فى 1996، وذهب سلطان ورفاقه إلى المحكمة وطعن على القرار، وساق عددا من المبررات التى تثبت خطأ اللجنة، إلا أن المحكمة قضت هى الأخرى «برفض تأسيس الحزب عام 1998»، الإصرار إحدى سمات سلطان، فأعادوا تقديم أوراق الحزب مرة أخرى، لكن باسم حزب الوسط المصرى، لكن الأوراق رفضت للمرة الثانية، وفى عام 2004 توجه من جديد إلى اللجنة بأوراق تأسيس الحزب، وكان الرفض هو قرارها، ولم يعد هناك سوى طريق القضاء الذى ظل ينظر القضية حتى أصدر حكمه بقبول تأسيس الحزب، وللمفارقة أن الحكم صدر بعد تنحى مبارك بتسعة أيام فقط. لينهى قصة حزب حاول أن يبحث له عن شرعية لمدة 15 عاما. فى يوليو 2004 كان سلطان أحد الحضور فى منزل المهندس أبو العلا ماضى، لتأسيس حركة «كفاية»، ورفعت شعار «لا للتمديد ولا للتوريث»، وكانت أولى الحركات السياسية التى تعلن معارضتها لحكم مبارك نفسه لا لحكومته، وبعد هذا اللقاء بأربع سنوات تقريبا كان سلطان يحضر اجتماعا آخر، هذه المرة كان فى منزل المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعى، بل كان هو دون غيره يصوغ البيان الأول لتأسيس الجمعية الوطنية للتغيير، ولخص مطالب المصريين فى المطالب السبعة التى رفعتها الجمعية منذ اليوم الأول لها. وكان سلطان واحدا من المحرضين على الثورة، وطالب بالتظاهر يوم 25 يناير لوقف عمليات التعذيب الذى أصبح ممنهجا داخل السجون وأقسام الشرطة المصرية، وللاحتجاج على الأوضاع المعيشية التى تزداد سوءا كل يوم. صباح يوم 25 كان يهتف مع مجموعة أخرى أمام دار القضاء العالى يطالبون بتحسين الأوضاع، «كنت مع أبو العلا ماضى، وجمال زهران، ومحمد البلتاجى أمام دار القضاء العالى، وأمامنا جيش أمن مركزى». يقول عصام سلطان، الذى لم يمل من الوقفة، فـ«مع العصر بدأت بشائر الأمل تلوح»، الأعداد تتزايد، والأمن المركزى مرتبك، «بدأنا بعمل مسيرة فى شارع 26 يوليو، وعدنا إلى شارع رمسيس فأغلقوا الشارع علينا»، يحكى سلطان، ويضيف «وجدنا مسيرات ضخمة من العباسية وبولاق أبو العلا تتجه نحونا وسرنا معهم حتى وصلنا إلى ميدان التحرير، وكانت ثورة عظيمة»، وهى لم تكتمل بعد، حسب سلطان «الجزء الأكبر منها تم إنجازه، وباقٍ جزء آخر، لكن إذا حدث تباطؤ فى تنفيذه، فمن الممكن أن يقضى هذا الجزء الصغير على ما تم إنجازه بالفعل»، وينقل النائب الجديد فى مجلس الشعب نبض الشارع، «هناك حالة من الاحتقان السياسى، والضغوط الاقتصادية وعدد من مطالب الثورة لم يتم تحقيقها حتى الآن»، ولذلك يرى أنه «من الواجب أن يستكمل الشعب ثورته»، ويشترط «أن تكون بنفس منهج 25 يناير السابق.. سلمية». يختلف سلطان مع من يحلل بوجود شرعيتين فى مصر الآن «البرلمان والميدان»، لأنه «لولا الميدان ما كان أغلبية هؤلاء الأعضاء فى البرلمان الآن». 19 - محمود الخضيرى 25 يناير شارك فى المظاهرات بالإسكندرية بعد أن تعرف على دعوة النزول للتظاهر فى كل ميادين مصر معلنا رفضه ممارسات الشرطة 28 يناير غادر الإسكندرية وصلى الجمعة فى مسجد الاستقامة وتعرض لعدد كبير من القنابل المسيلة للدموع 15 يوماً كاملة قضاها فى ميدان التحرير معتصماً وثورياً ينادى بالتغيير كتب: عبد المجيد عبد العزيز «شعرت فى السنة الأخيرة بأنى لا أستطيع أن أقوم بالعمل بالصورة التى تعودت عليها فى السنوات السابقة، وكان كثيرا ما يؤنبنى ضميرى ويرتجف القلم فى يدى خوفا من أن أقع فى خطأ يتسبب فى ضياع حق يحاسبنى الله عليه يوم القيامة».. كان هذا جزءا من أسباب استقالة المستشار محمود الخضيرى «قاضى الثورة» كما يلقبه ثوار ميدان التحرير، التى تقدم بها بعد 46 عاما من العمل داخل أروقة القضاء منها 20 سنة كاملة فى أرفع محاكم مصر، «محكمة النقض». صرخة الخضيرى فى وجه الأوضاع قبل الثورة، جاءت بعدما أصيب الرجل بالإحباط واليأس من إصلاح أحوال القضاء وتحقيق استقلال كامل وحقيقى للسلطة القضائية، فقرر أن يترك المنصة، ويعود إلى صفوف الجماهير «محاميا» ضد الظلم والاستبداد، سعيا وراء تغيير حقيقى وشامل، لا يقتصر على القضاء فقط، وإنما يشمل كل ربوع مصر. الاستقالة، لم تكن مفاجأة بالنسبة إلى نظام مبارك، فقد كان الخضيرى -الذى قضى أكثر من ثلاث سنوات رئيسا لنادى قضاة الإسكندرية- أول من اتهم الرئيس المخلوع شخصيا بالضلوع فى تزوير الانتخابات التى أشرف عليها القضاة، وقاد مظاهرات القضاة المطالبة باستقلال القضاء، التى كانت إحدى أهم المفاجآت التى أربكت مبارك ونظامه، وكشفت للعالم إلى أى مدى استشرى الفساد فى مصر نتيجة الحكم السلطوى القمعى الذى ينتهجه مبارك، حتى كاد المواطنون يفقدون الثقة فى جدوى حصولهم على الأحكام القضائية نتيجة إصرار النظام على تجاهل تلك الأحكام كلما تعارضت مع مصالح رجاله. قبل اندلاع ثورة يناير، كثف الرجل، من نشاطه العام، ونظم ثلاث حملات لكسر الحصار عن غزة، فى الوقت الذى كان يشارك فيه مبارك جنود الاحتلال الإسرائيلى فى قتل أطفال غزة نتيجة نقص الغذاء والدواء، بمنعه مرور المساعدات إليهم، بدعوى التزامه بالاتفاقيات الدولية وضرورة موافقة الاتحاد الأوروبى قبل فتح المعابر! كما شارك الخضيرى فى عديد من الحركات السياسية التى تدعو إلى مناهضة النظام الحاكم والمطالبة بضرورة سقوطه، وكان من أول الرموز الذين أسسوا الجمعية الوطنية للتغيير، التى ظهرت فى الحياة المصرية فور عودة الدكتور محمد البرادعى من الخارج عقب انتهاء فترة توليه منصب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التى كانت من أهم أسباب تحريك المياه الراكدة، وكانت انطلاقة حقيقية لبدء نزول الجماهير إلى الشارع. قاضى الثورة، وقبل أشهر من سقوط مبارك، خاض تجربة جريئة لا يقدم عليها إلا رجل يؤمن بمبادئه حتى النهاية ويستطيع أن يقدم فى سبيلها كل ما يملك، عندما تحدى بطش مبارك الذى كان قد وصل إلى ذروته، وتحدى جهاز أمن الدولة القمعى، ونظّم محاكمة شعبية للحزب الوطنى «المنحل»، كشف من خلالها مدى سيطرة رموز الحزب ورجاله برئاسة مبارك على مقاليد السلطة فى البلاد مخالفين كل القوانين واللوائح، دون أن يمتلكوا وازعا من ضمير يردعهم عن غيهم بعدما أسقطوا البلاد فى بحار من الفقر والاستبداد.. أمن الدولة كثف جهوده عقب انتهاء المحاكمة التى أحدثت صدى واسعا، حتى يمنع الجلسة الثانية منها، واستخدم فى ذلك كل الوسائل حتى إنه اضطر إلى منع تلك المحاكمة الشعبية بالقوة! الخضيرى لم يكن يعلم حينها، أنه سيشكل محاكمة شبيهة بعد الثورة، لمبارك، بعد تلكؤ المجلس العسكرى فى تقديم الرئيس المخلوع للمحاكمة، ويصدر حكما ضده بالإعدام، مهددا بالذهاب إلى شرم الشيخ، حيث يوجد المخلوع، وإلقاء القبض عليه باسم الثورة، مما دفع المجلس العسكرى إلى الإسراع فى تقديم مبارك فعليا للمحاكمة وأصدرت النيابة أمرا بإلقاء القبض عليه. الخضيرى تعرف على دعوة النزول فى 25 يناير 2011 فى عيد الشرطة، للتظاهر ورفض ممارسات الشرطة القمعية، بعد انتشار عمليات القتل العمد للمعتقلين فى الأقسام والسجون، خصوصا بعد واقعة مقتل شهيد الطوارئ خالد سعيد والشاب السلفى سيد بلال على أيدى رجال أمن الدولة. الخضيرى كان حينها فى الإسكندرية -محل إقامته- وقرر -كعادته- المشاركة فى تلك المظاهرات، التى لم يكن أحد يتوقع لها أن تتحول إلى ثورة عارمة تسقط النظام بأكمله. فى مساء يوم الثلاثاء، وبعد يوم تاريخى فى حياة المصريين، أيقن الخضيرى أنها لم تكن مظاهرة عادية، بل ثورة مشتعلة، انطلقت ولن يستطيع أحد الوقوف أمامها، ومع ظهور دعوات النزول ثانية يوم 28 يناير فى جمعة الغضب، قرر الخضيرى أن يتجه إلى قلب الثورة، إلى ميدان التحرير بالقاهرة. قاضى الثورة، الذى يبلغ من العمر 70 عاما، نسى كل شىء، ووقف يواجه قوات الشرطة الباطشة كشاب فى ربيع العمر، يجرى من المدرعات التى كانت تدهس المتظاهرين، ولا يتراجع أمام قنابل الغاز المسيل للدموع، ويقبل على الجنود يحاول إقناعهم بالتوقف عن إطلاق الرصاص الخرطوش على إخوانهم، ويهتف مع الجماهير الغفيرة «الشعب يريد إسقاط النظام». 15 يوما كاملة، قضاها الخضيرى فى ميدان التحرير معتصما وثوريا، ينادى بالتغيير، كان وجوده يبث الأمل فى الشباب ويدفعهم إلى المواصلة، والاستمرار وعدم التراجع تحت أى ظرف، وفى مساء 11 فبراير، وعندما أيقن أن الملك قد سقط، لملم متعلقاته، وعاد إلى الإسكندرية ليستنشق هواء الحرية فى بلده، وقد أدى المهمة |
رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)
20 - بثينة كامل
25 يناير شاركت فى المظاهرات أمام دار القضاء العالى ثم توجهت إلى ميدان رمسيس ومنه فى مسيرة إلى دوران شبرا ثم عادت للتحرير 28 يناير خرجت فى المظاهرات فى ميدان مصطفى محمود ثم توجهت إلى كوبرى الجلاء ومنه إلى كوبرى قصر النيل قبل أن تتمكن أخيرا من دخول ميدان التحرير أسهمت فى تأسيس حركة «شايفينكو» التى كانت تفضح كل الانتهاكات التى تحدث فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية كتب: عمرو بدر «هناك جيل صاعد عنيد كانت لديه الشجاعة ليحلم بالثورة فى أحلك الأيام وأشدها ظلاما».. تلك كانت رؤيتها للجيل الجديد الذى يحلم بالثورة تماما كما تحلم هى إذا فازت بموقع رئيس الجمهورية -التى تنوى المنافسة عليه- بأن تحوّل مقرات أمن الدولة إلى مستشفيات ومدارس ومصانع. الثورة بالحلم كان طريق النضال الذى تسير عليه الإعلامية الشهيرة والمرشحة المحتملة لموقع رئيس الجمهورية، وكان حلم بثينة، الإعلامية والمناضلة، يزداد اتساعا كلما حققت جزءا منه.. هذا الحلم الذى تختصره فى وطن حر وعادل لكل أبنائه، وطن يخلو من الفساد والاستبداد والقمع والاستغلال، وطن يحمل من الخير والجمال والحق والعدل نبراسا وراية وطن لا يفرّق بين الرجل والمرأة، وهى المساواة التى أكدتها بمواقفها وحركتها ونضالها. بثينة الإعلامية التى كانت تطل على المشاهدين من تليفزيون الدولة الرسمى لسنوات لاقت اضطهادا كبيرا، نتيجة لمواقفها ورؤيتها وحلمها، ولكنها بدأت تعلن تفاصيل حلمها بشكل واضح وكبير مع عام 2005، وهو العام الذى بدأت فيه مصر تخرج بشكل واضح من «الفقص الحديدى» الذى وضعها فيه النظام الساقط، فأسهمت فى تأسيس حركة «شايفينكو»، وهى الحركة التى كانت تراقب -بل قل تفضح- كل الانتهاكات التى تحدث فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية التى جرت فى نفس العام، ثم كان الدور الأهم والأكبر الذى لعبته بثينة كامل خلال سنوات ما قبل ثورة 25 يناير، وهو الدور الواضح الذى قررت أن تلعبه فى دعم «استقلال القضاء» و«حرية الإعلام» بداية من عام 2006، وكانت الصدفة تشير إلى أن هذا العام حمل غيوما ممطرة ضد الصحافة والقضاء على السواء. حلم بثينة بدأ بعبارتين فى عام 2006 هما «حرية الصحافة واستقلال القضاء»، وكانت بثينة موجودة وداعمة ومؤازرة «للسلطتين» فى المعركتين الشهيرتين، التى كانت أولاهما معركة النظام الساقط ضد «تيار استقلال القضاء»، وهى المعركة التى خاضها قضاة مصر الشرفاء ضد النظام، من أجل استقلال السلطة القضائية ونزاهة الانتخابات، فقد كنت تلمح بثينة حاضرة فى كل المظاهرات تهتف وترفع علم مصر، وتساند وتوزع الأعلام والملصقات على الحاضرين فى تظاهرات دعم استقلال القضاء، وهى تؤمن فعليا أن فعلها هذا جزء رئيسى فى حلمها بوطن يحمل قيم العدل والحرية. معركة استقلال القضاء التى خاضتها بثينة مع القضاة لم تنفصل عن معركتها من أجل حرية الصحافة، فقد كانت ناشطة وحاضرة بقوة فى كل المحن التى تعرضت لها الصحافة فى السنوات الأربع السابقة على الثورة، وكان وجودها فى «محاكمات الصحفيين»، وهى ترفع علم مصر وتدعو إلى حرية الكلمة والتعبير واضحا ومميزا ودائما بلا انقطاع. يضاف إلى هذا كتابتها المنتظمة ضد الاستبداد والقمع، لا سيما تلك المقالات السلسة والجميلة التى كانت تكتبها بجريدة «الدستور». حلم بثينة ازداد اتساعا وتألقا بعد الثورة فلم يتوقف النضال لديها عند «حرية الصحافة واستقلال القضاء»، بل كان طبيعيا أن يكون هذا الحدث الاستثنائى الرائع -الثورة- زادا إضافيا للحلم، لذلك قررت أن تترشح لموقع الرئيس، ولأن الحلم «بمصر أجمل» هو الدافع الرئيسى لبثينة فى الترشح للانتخابات كانت مواقفها وآراؤها خلال الشهور الأخيرة «ثورية» بامتياز، وكانت انتقاداتها اللاذعة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يحكم مصر واضحة وغير خجولة، ويبدو أن مواقفها «الثورية»، التى تخلو من الخوف قد بدأت تدفع ثمنها، بعدما تكررت الاعتداءات بالضرب عليها فى أكثر من مناسبة، ورغم ذلك لم تتردد بثينة ولم توقف تصريحاتها اللاذعة يوما، وهى التى كانت تتعرض لهذه الاعتداءات غالبا وهى تشارك «شباب الثورة» فى مظاهراتهم من أجل غد أفضل. هذا الغد الذى كان ولا يزال هو «الحلم» الذى ناضلت وتناضل من أجله «بثينة كامل». 21 - عبد الحليم قنديل 25 يناير شارك فى المظاهرات أمام دار القضاء العالى ثم تحرك إلى شبرا حيث شارك فى المظاهرات هناك وتوجه بعدها إلى ميدان التحرير لينضم إلى المعتصمين 28 يناير عند مسجد الاستقامة حيث لم يستطع الدخول بسبب حصار قوات الأمن قبل أن يشارك فى المظاهرات ويتمكن مساء الجمعة من دخول ميدان التحرير هو أول من طالب وبصراحة شديدة أن تتم محاكمة مبارك على جرائمه فى حق الشعب كتب:محمد الشماع كان دائما فى حالة نشاط فكرى وسياسى. عارض مبارك، وعصابته، بصدر عار. لم يمتلك إلا قلما، ومساحات بالسنتيمترات فى صحيفة، «العربى الناصرى». وغيرها من الصحف العربى. عن عبد الحليم قنديل نتحدث. أجرأ من وقف فى وجه مشروع التوريث. «والله لن يحكمنا جمال مبارك». كان المانشيت الأجرأ، ربما فى تاريخ صحيفة «الكرامة»، وقت رئاسته لتحريرها. كتب مقالا قال فيه: إن الشعب سيخرج بالملايين لرفض مشروع توريث الحكم، من مبارك لابنه جمال. ربما كان يضحك «المخلوع»، ويسخر، لكن نبوءة قنديل تحققت. رأس النظام البائد كان هدفه. كلفه ذلك الكثير من الإهانة، فى ظل نظام أمنى فاسد، كل واجبه الحفاظ على مشروع التوريث. لكنه صمد وصمم، على إسقاط النظام. آمن أن للشعب المصرى، حق الحرية. اختطفوه، وعذبوه معنويا وبدنيا. تركوه فى الصحراء. ليس هذا مشهدا فى فيلم عربى، إنه واقع وحدث مع قنديل. لم ينكسر. فالجانى كان دولة أمن الدولة «المنحلة» الساقطة، والتى لم تتورع فى ملاحقة كل الأصوات الرافضة لمشروع تولية «جمال مبارك» منصب أبيه، من بعده. لاحقوه فى الصحف «تضييقا وحصارا». لم يكن يمتلك إلا قلمه، يقتات منه لقمة عيشه. لعله يوم 11 فبراير الماضى، كان أكثر السعداء برحيل نظام مبارك. هو أول من طالب وبصراحة شديدة فى مقال له بعنوان «لوجه الوطن»، أن تتم محاكمة مبارك على جرائمه فى حق الشعب. ليس هذا بعد ثورة يناير، بل قبلها. تحدى جمال مبارك، وقت أن كان وريثا، أن يقدم إقرار ذمته المالية. أى قلب تضعه فى صدرك. كان المنسق العام الثالث، لحركة كفاية، بعد جورج إسحق، والراحل عبد الوهاب المسيرى. ربما يكون أحد القلائل الذين دعوا إلى التظاهرة الحاشدة فى ميدان التحرير، يوم 25 يناير، كوسيلة للضغط من أجل تحقيق التغيير. ربما لم يتوقع كثيرون من دعاة التغيير، أنفسهم، أن تنجح الدعوة. قالوا فى أنفسهم، «ربما لا يتعدى الأمر، مظاهرات «كفاية» على سلالم نقابتى الصحفيين، والمحامين». لكنها نجحت. جاء من المنصورة إلى القاهرة. «صيدلانى» بالدراسة، شاعر بالهواية. هجر الاثنين، وامتهن الصحافة. قلمه يشعرك أنه «صحفى» بالفطرة. كان من أهم مؤسسى حركة كفاية، وصاحب الدعوة لائتلاف «المصريين من أجل التغيير»، وأحد أهم مؤسسيه، كما كان صاحب صياغة بيانه التأسيسى، الذى وقع عليه الكثير من الشخصيات العامة والمناضلين السياسيين، والكثير من الفئات العمالية والشبابية والقيادات النقابية. اعتقل قنديل، صباح يوم «15 مايو» فى العام «2010»، وقت وصوله إلى مطار الملكة علياء الدولى فى العاصمة الأردنية، عمان، للمشاركة فى فاعليات ينظمها مجمع النقابات المهنية الأردنية، إحياء للذكرى الـ62 لنكبة الشعب الفلسطينى. ولم تقدم الأردن وقتها سببا واضحا لاعتقاله، أو للإفراج عنه، بعد يوم واحد. شارك قنديل فى كل أيام الغضب. قبل الثورة وبعدها. وقف بين الثوار، يوم 25 يناير، ليطالب برأس النظام. هتف مع الهاتفين فى ميدان التحرير «الشعب يريد إسقاط النظام». فى مِحَنه الشديدة، دافع عنه من دافع، وانفض من حوله من انفض. وظل هو شامخا. قبل الثورة بساعات، وتحديدا فى مساء يوم الأحد 23 يناير 2011، كان طرفا مباشرا فى اختبار أخير لموقف الإخوان، حضر اجتماعا سريا فى مكتب المحامى علاء عبد المنعم. وحضر الاجتماع، حمدين صباحى، وأيمن نور، وعبد العظيم المغربى، وسعد عبود، والقيادى الإخوانى محمد البلتاجى. كلفوه وقتها بصياغة بيان تأييد ومشاركة فى مظاهرات 25 يناير، وبعد صياغته البيان، لم يعترض أحد سوى محمد البلتاجى. كان مطلب الإخوان وقتها، يقتصر على حل مجلسى الشعب والشورى، أما ما دون ذلك. فيتحمل قنديل ورفاقه تبعاته. يرى أن الإسلاميين التحقوا بالثورة، وبطريقة متباطئة وبراجماتية. فكانت «كفاية»، وأخواتها، من حركات وجماعات الضغط السياسية، من دعاة الثورة. توقع قنديل نتائج الانتخابات البرلمانية. قال إن التيار الإسلامى سيحقق فوزا مؤكدا، لكن السؤال الذى حيره، هو هل يكون هذا الفوز «البرلمانى»، هو فوز بالثورة، أم خسارتها. يرى أنه خلال السنوات العشر الأخيرة، التى سبقت خلع مبارك، كانت الجماعة قد انشغلت فى عمليات العنف الدموى، لتظل فى حالة إنهاك متبادل مع جهاز أمن الدولة. فى يوم 28 يناير 2011، كتب قنديل، مقالا فى مجلة «القدس العربى»، بعنوان، «يوم نهاية الديكتاتور»، قالها ولم يكن مبارك، قد خرج من السلطة، لكنه قال فى نهاية المقال، إن «يوم نهاية الديكتاتور المصرى أقرب للعين من طرف الإصبع المرفوع كعلامة للنصر». 22 - نادر السيد 25 يناير لم يكن قد نزل ميدان التحرير بعد حيث كان فى منزله يتابع أخبار المظاهرات التى انطلقت فى كل ميادين مصر 28 يناير لم يفارق ميدان التحرير منذ يوم 26 يناير وفى جمعة الغضب أدى صلاة الجمعة فى الميدان حيث انضم إلى المتظاهرين يهتف معهم ضد النظام الثورة كانت شيئا انتظره منذ وقت طويل.. وهو نموذج «نادر» فى الوسط الرياضى كتب:محمد توفيق كان له من اسمه نصيب.. فهو نموذج «نادر» فى الوسط الرياضى الذى لا يعرف الوسطية، فإما مع مبارك قبل الثورة وإما مع الإخوان بعدها! لكن نادر السيد حافظ دائما على أن يكون وسطيا، فعندما لعب فى الزمالك أحبه جمهور الأهلى، وعندما ذهب إلى الأهلى هتف له جمهور الزمالك ولم يهتف ضده مثلما يحدث دائما عندما ينتقل نجم أحد القطبين الكبيرين إلى الآخر. شعبية نادر السيد الكبيرة كانت يمكن أن تجعله قريبا إلى جماعة الإخوان المسلمين وأن يصبح عضوا فى حزب الحرية والعدالة، خصوصا أنه معروف بتدينه وأخلاقه العالية طوال حياته الرياضية لكنه بعد الثورة قرر أن ينضم إلى حزب الوسط وبرر ذلك بقوله «كنت أرغب فى الانضمام إلى حزب سياسى لا إلى حركة دينية»، منتقدا الإخوان المسلمين والسلفيين لأنهم يخلطون الدين بالسياسة. اختيار نادر السيد حزب الوسط يعكس منهجه فى التفكير، فهو لم يلهث خلف الفائز ولم يبحث عن فوز سهل، لكنه أراد أن يكون مع الوسط وهذا هو منهجه فى كل شىء، لذلك لم يخسر أحدا من المختلفين معه طوال مسيرته الرياضية أو حتى بعدما اتجه إلى السياسة رغم مواقفه الواضحة، وعندما سُئل عن سبب انضمامه إلى حزب الوسط الإسلامى المعتدل قال «كنت أبحث عن حزب يحمل روح الثورة». نادر نموذج استثنائى فى كل شىء، فهو نموذج للرياضى الذى نحب أن نراه فى مجلس الشعب بعد الثورة، فلم يكن عضوا بالحزب الوطنى ولا قريبا من لجنة سياساته مثل أغلب رفاق الملاعب الذين اتجهوا إلى العمل السياسى قبل الثورة عبر بوابة نجل الرئيس السابق، لكنه كان قبل قيام ثورة 25 يناير يهتم بالعمل التطوعى ويشترك فى أعمال الخير، بل إنه عندما كان لاعبا محترفا فى الدورى البلجيكى قام ببناء مسجد هناك ليكون منارة للإسلام فى بلجيكا. لذلك عندما قامت الثورة كان مؤيدا لها من اليوم الأول وطوال أيام الثورة كان فى ميدان التحرير على عكس رفاقه من لاعبى الكرة والمدربين الذين ذهبوا إلى ميدان مصطفى محمود لتأييد الرئيس المخلوع، والوقوف بجانبه ضد إرادة الشعب وبعضهم ذهب إلى مصطفى محمود لا لنفاق الرئيس، ولكن جهلا بما يحدث فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر التى ثارت ضد الظلم والطغيان. وبعد نجاح الثورة قال كابتن نادر -كما يناديه مشجعو الكرة- فى مقابلة أجرتها معه وكالة «فرانس برس» «قمنا بثورة شعبية والآن نحن بحاجة إلى ثورة سياسية، ويجب أن تكون هناك مشاركة سياسية بلا إرهاب فكرى أو دينى أو اقتصادى، فأنا أرغب فى دولة مدنية، دولة قانون تقوم على المواطنة، وبرنامج حزب الوسط مدنى لكن بمرجعية إسلامية». لم يهتم نادر السيد حارس المرمى السابق للمنتخب المصرى لكرة القدم، بالسياسة يوما، لكنه بعد أن انضم إلى شباب الثورة فى ميدان التحرير فى العام الماضى للمطالبة برحيل حسنى مبارك، قرر أن يتجه إلى العمل السياسى، ودخل نادر الذى لم يكمل عامه الأربعين منافسة فى دائرة الدقى للفوز بمقعد فى أول برلمان بعد ثورة يناير، وعن سبب دخول انتخابات مجلس الشعب قال «الثورة كانت شيئا انتظرته منذ وقت طويل، ولم أفكر مطلقا فى العمل السياسى قبل أن أنضم إلى شباب الثورة فى ميدان التحرير». تعوّد نادر طوال مسيرته كلاعب دولى كبير وحارس مرمى لمنتخب مصر أن يظل يرفعه الجمهور فوق الأعناق بعد كل مباراة مهمة ومصيرية، لكن صورته وهو فى ميدان التحرير فى الأيام الأولى للثورة محمولا على الأعناق وفى يده علم مصر وهو يهتف بأعلى صوت «الشعب يريد إسقاط النظام» جعلته يكتسب سمعة جديدة ورصيدا جديدا يضاف إلى رصيده الشعبى. الفرق بين نادر وزملائه ليس فقط فى انتمائه إلى الثورة وإخلاصه لمبادئه، لكن الفرق الجوهرى يكمن فى وعيه بمجتمعه وبقضايا بلده وباهتمامات شعبه، علاوة على أنه يعى جيدا أن النظام السابق كان يستخدم كرة القدم لإلهاء الناس، وإبعادهم عن السياسة وتقديم الإنجازات الكروية على أنها إنجازات للنظام السياسى لذلك يقول نادر السيد «النظام القديم استخدم كرة القدم كثيرا، لكن الرياضة يجب أن تبقى بعيدا عن السياسة فقد حان الوقت لتطهير الوسط الرياضى والبلد كله |
رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)
23 - هبة رؤؤف عزت
لم تكن هبة مجرد زائر للميدان يبتغى التقاط صورة خلف دبابة بل كانت هناك دوما شاهدة عيان تحكى بالصدق المعروف عنها عن وقائع الميدان كانت فى قلب الحدث بميدان التحرير حيث يوجد منزلها الذى يطل على الميدان والذى فتحته لكل المتظاهرين العديد من فتيات الثورة قضين الـ18 يوما فى منزلها مقاتلة عنيدة، لم يعرف عنها أبدا مهادنة الوقت أو التهاون معه، أطلقوا على دفعتها فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية دفعة «هبة رؤوف»، ومن يومها كان لديها مشروع إنسانى إسلامى وسطى، حاولت صياغته عبر موقع «إسلام أون لاين» لسنوات طويلة رغم قمع الاستبداد وشراسة نظام مبارك، بينما سعت طوال نشاطها الأكاديمى لمواجهة التخلف وأحادى الرؤى ودعاة التطرف، حتى أفردت لها مستشرقة إيطالية فصلا فى كتاب لها عن العرب، الذين لا تعرفهم أوروبا، بوصفها وجها إسلاميا مقاوما معتدلا وذكيا. هبة رؤوف عزت، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عاشت أجواء 25 يناير الماضى فى قلب الحدث، ميدان التحرير، إذ كانت هناك منذ اللحظة الأولى لاندلاع شرارة ثورة طال انتظارها لوضع حد للظلم والقمع والفساد والغبن. كانت تحركها عواطف جمة إزاء وطن متعب وواهن وشائخ، وهى صاحبة الرؤية الطازجة دوما لوطن يقوم على المساواة والعدالة والحرية. غير بعيد عن الميدان وعلى بعد خطوات من المتحف المصرى فتحت هبة رؤوف أبواب بيتها للثوار، ليستريحوا من عناء المواجهات مع قوات غاشمة سعت إلى الحفاظ على مصالحها لا مصالح وطن يئن. وتحكى فتيات الثورة عن هبة رؤوف الأم التى لفتهن جميعا بكرمها وبشاشتها وتفانيها فى خدمتهن، كن يبتن عندها طوال 18 يوما عاشها الميدان الثائر على مبارك ونظامه الجائر. وما بين الأم التى انتظرت يوم الخلاص من الاستبداد ودولة البوليس طمعا فى مستقبل محترم لأبنائها وصاحبة المشروع التنويرى الذى بح به صوتها سنوات طوال فى ردهات وأروقة الجامعات والمنتديات الدولية، عاشت هبة أيام الثورة وما بعدها يدفعها الأمل تارة نحو التفاؤل بتحقيق الحلم الذى ناضل الشباب من أجله، ويجنح بها الخوف تارة أخرى من نزق بعض الثوار وعبثية المشهد الذى قد يودى بجلال اللحظة التى ثار فيها المصريون. فتحت بيتها للمصريين ومعها كوكبة من النشطاء المخلصين المؤمنين بحق هذا الوطن فى العيش بكرامة وحرية، وكانت هناك منذ 25 يناير يوما بيوم وساعة بساعة بحماس الباحث عن الحرية، وعزيمة المؤمن بحق بلده فى الكرامة، وقوة الإرادة المعروفة عنها لتبديد حلقات الوهم والكذب الذى صنعه إعلام مبارك. لم تكن هبة مجرد زائر للميدان يبتغى التقاط صورة خلف دبابة، بل كانت هناك دوما شاهدة عيان تحكى بالصدق المعروف عنها عن وقائع الميدان فى أيامه المشهودة، دافعت عن الجيش وقواته يوم أن رأت المؤامرات تحاك ضده من فلول النظام السابق أيام المليونيات الشهيرة التى تبعت رحيل مبارك فى شهرى مارس وأبريل الماضيين، ولم تخف قناعاتها بأخطاء بعض الثوار فى ثورة اجتازت وتجتاز وستجتاز مراحل صعبة وخطرة، لكنها فى المقابل لم تتوان عن التأكيد أن قوات الأمن فى الشارع «ليست سياسة قضاء على اعتصام وإنهاء وحسم معركة، بل إن هذا المشهد متكرر منذ التنحى بصيغ مختلفة»، لتؤكد أن الأحداث الحالية تشير إلى أن المنطق الأمنى لا يبحث عن حسم، وأن «استمرار دورة العنف مقصود»، ويتسبب بشكل عمدى فى تبديد هيبة الجيش والأمن والدولة. هبة الحاصلة على دكتوراه الفلسفة فى «المواطنة وتطور المفهوم فى الفكر الليبرالى» رأت دوما فى نظام مبارك افتراسية الدولة وتآكلها بسبب الفساد الكبير الذى ملأ قطاعاتها، داعية إلى إعادة «بث القيم والفضائل المدنية والإحساس بالقانون». لكن رغم الارتباك الحاصل فى المشهد المضطرب أصلا تثق رؤوف بالتيار الإسلامى ومكوناته وقدرته على تجاوز أزمته الداخلية ومن ثم التزامه بقواعد اللعبة الديمقراطية وإطلاق مشروعه، بعيدا عن دعاوى الإقصاء والإقصاء المناوئ من دعاة وثيقة السلمى وقطع الطرق على الإسلاميين شكا فى نواياهم، لكنها لا تمل من تكرار الحديث عن أزمة الذاكرة التى تضرب المجتمع المصرى، حيث يتعامل كل فصيل فيه مع التاريخ على نحو إقصائى مختزل، عندما همشت الناصرية التاريخ الإسلامى لصالح القومية العربية والفكر الاشتراكى، وحينما يهمش الإسلاميون تاريخ مصر الفرعونى والقبطى والتحدث فقط عن «أمة إسلامية واحدة»، بينما انتقى اليسار تواريخ أخرى يعتبرها الذاكرة الوطنية، ليتحول الوطن بحسب الناشطة والباحثة السياسية والثورية إلى نظام جديد من الفصل العنصرى يمارسه الجميع ضد الجميع، لكن تظل الثورة بالنسبة إلى هبة أمل الخلاص ودعوة الحرية والعدالة الاجتماعية فى فصولها المقبلة 24 - عمرو واكد ما زال عمرو واكد يشارك فى مظاهرات التحرير وما زال يحمل كاميرته ويلتقط الصور ويقوم بنشرها على نطاق واسع بقدر المستطاع شارك فى المظاهرات بشبرا قبل أن يعلم بخبر القبض على شقيقه بعد أن تعرض للضرب من قوات الشرطة فى أثناء توجهه إلى ميدان التحرير شارك فى مسيرة من ميدان مصطفى محمود ومنها إلى كوبرى قصر النيل حيث شارك فى المعركة الشهيرة قبل أن يتمكن من دخول ميدان التحرير تحول من نجم سينمائى إلى ناشط سياسى خلال 18 يوماً قضاها فى الميدان كتبت- عبير عبد الوهاب: قبيل اندلاع الثورة بأيام طلب من زوجته الفرنسية أن تسافر إلى بلدها لكى يخوض معركته بطولُه «بضم اللام» ويتفرغ لها بكل قوته، فغدا تبدأ الحكاية التى ستنتهى بأحد خيارين لا ثالث لهما: «يا قاتل يا مقتول» وفى كلتا الحالتين سيكون الاختيار مشرّفا وبطوليا «هذه المرة بكسر الياء». نام ليلته وهو يفكر فى الغد من أين يبدأ؟ وكيف سينتهى؟ هل ستنجح الحكاية أم ستنتهى عند كونها مجموعة من المظاهرات، وآخر النهار كله يروّح بيته، وخلصت على كده؟ فى الصباح الباكر خرج عمرو واكد من منزله حاملا الكاميرا، متجها نحو منطقة شبرا الخيمة، اتصل بشقيقه محمد ليطمئن عليه فأخبره بأنه نزل ليشارك فى مظاهرات 25 يناير، كانت وقتها مجموعة من المظاهرات، لم يعلم أحد الحجم الحقيقى للحدوتة إلا بعد مرور يوم كامل على الانفجار، بعد ساعات علم بخبر القبض على شقيقه، سارع لنشر الخبر بقدر المستطاع، ليس من أجل محمد، ولكن من أجل كل الشباب الذين تم القبض عليهم بتهمة الخروج فى مظاهرات سلمية! وصل واكد شبرا الخيمة وبدأ يعلو هتافه منددا بالنظام، مطالبا بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وغيرها من المطالب التى تضمن للمواطن المصرى حياة عادلة على طريقة المواطنين الأحرار، وليست حياة عادلية على طريقة حبيب العادلى وأعوانه، بعد ساعات من الهتاف «يرى فيه قوة سحرية قادرة على التغيير» وصل الشارع الرئيسى وفيه تعرض للضرب مع المتظاهرين على أيدى قوات الشرطة، بالطبع الضرب لم يكن فردانى كده، فقد كان مطعما بالسحل والشتائم والإهانات بمختلف ألوانها وأشكالها، ومن شبرا إلى ميدان التحرير لم يتوقف الهتاف بل ازداد الحماس اشتعالا. فى صباح جمعة الغضب بدأ عمرو يومه بمسيرة سلمية انطلقت من ميدان مصطفى محمود إلى التحرير، ومنها إلى كوبرى قصر النيل، ليكون شاهدا على المجزرة التى وصفها واكد بأنها كانت وما زالت «أسوأ يوم شافه فى حياته». تعرض للضرب ولم تمنعه خراطيم المياه من استكمال صلاة الجمعة فى ذلك اليوم الذى زاده غضبا وإصرارا على المواصلة حتى النهاية، فى اليوم التالى «السبت 29 يناير» وبعد أن عادت الاتصالات، كانت لى معه مكالمة ما زلت أتذكر تفاصيلها جيدا، فقد أصابنى التوتر الشديد فى اليوم السابق بعد مجزرة كوبرى قصر النيل، ولم ينقطع بكائى عندما علمت بخبر وفاة سالى زهران بهذه الطريقة غير الآدمية، وجدته يعاتبنى على رد فعلى متسائلا: «انتى مش بتنزلى وتهتفى؟! يبقى مش انتى اللى تعيطى»، كانت كلماته بمثابة طاقة جديدة لإعادة شحن بطاريتى التى قاربت على النفاد، وبمثابة طاقة متفجرة لكل من قابله فى ميدان التحرير فى ذلك اليوم وحتى يوم التنحى. ربما لم يكن لعمرو واكد نشاط سياسى واضح قبل الثورة، رغم اهتمامه الدائم بالقضية الفلسطينية، وغيرها من القضايا العربية التى كان يحمل واكد همّها وهمّ التغيير والقدرة عليه بتكرار المحاولات، كان يحاول أن يوجد برأيه، سواء بتصريحاته أو باختياراته الفنية التى لم تخل من وجهة نظره الثورية منذ اليوم الأول لظهوره، البعض تخيّل أنه فلسطينى لإجادته دور «جهاد» الشاب الفلسطينى الذى يقوم بتفجير نفسه فى نهاية فيلم «أصحاب ولا بيزنس»، فكان رد عمرو واكد أنه فلسطينى القلب، مصرى الجنسية، رغم أصوله الفلسطينية، بعدها لم تخل أفلامه من وجهة النظر التى ظلت بداخله حتى جاءته الفرصة للتعبير عنها بحرية فى الخامس والعشرين من يناير، وهى الفرصة التى رفض أن يضيّعها، لأنه كان يؤمن بأن الفرصة لا تأتى إلا لمن يستحقها. 18 يوما تحول فيها من نجم سينمائى إلى ناشط سياسى، من الصعب أن تفرّق بينه وبين أى شاب معتصم فى الميدان، إلا لو دققت النظر فى ملامحه وسط الزحام لتكتشف إن اللى واقف بيسعفك وبيقوّيك وبيقولك «قوم اقف إنت قدها وقدود» أو «اجْمد يا بطل» هو الفنان عمرو واكد، الذى لم يلتفت كثيرا إلى التهديدات التى تلقاها مثل غيره من الفنانين، ممن شاركوا فى الثورة منذ بدايتها، فقد كان لديه هدف أهم بكثير، كان يرى ملامحه جيدا، ويؤمن بأن هذه الملامح ستتضح قريبا لمن لا يراها بوضوح حاليا. كان لديه الكثير ليفقده من نجومية ونجاحات وبطولات، والأهم ذلك الأمل بتحقيق المزيد من النجاحات الفنية، لم يخش زوال كل ذلك، فقد كان مشغولا بتحقيق حلمه الذى لم يتوقف عن السعى وراءه، حتى بعد مرور عام كامل من يومها وحتى الآن. ما زال عمرو واكد يشارك فى مظاهرات التحرير وما زال يحمل كاميرته ويلتقط الصور ويقوم بنشرها على نطاق واسع بقدر المستطاع، ما زال يفضّل تجمعات الناس العاديين عن تجمعات الفنانين، ما زال يضخ الحماس فى نفوس المتظاهرين، لم ينقطع شعوره بالتفاؤل يوما، رغم القلق أحيانا والغضب فى أحيان أخرى، ما زال عمرو واكد من يومها يهتف رغم تغير الهتاف من: «يسقط يسقط حسنى مبارك» إلى «يسقط يسقط حكم العسكر». وأغلب الظن أنه لن يتوقف عن الهتاف مرة أخرى إلا بعد أن تتحقق الحرية.. الكرامة.. والعدالة الاجتماعية 25 - أسامة الغزالي حرب كان حاضراً مع المتظاهرين والمعتصمين فى ميدان التحرير بعدها كان حزبه من الجهات الداعية للمظاهرات كان فى مسجد الاستقامة بالجيزة برفقة الدكتور محمد البرادعى وعدد من السياسيين والمثقفين الذين تعرضوا لقنابل الغاز وخراطيم المياه اختار حرب طريق الشعب بأن ينضم إلى الجموع وأن يقف ضد النظام فى ظل سطوته كتب- محمد أبو زيد: كان النظام السابق فى عز سطوته، عندما قرر أن يخلع عباءة الحاكم وأن يعرّيه تماما، وأن يخرج من نظام مبارك، كاشفا سوءات عصر بالكامل طغى وتجبر. اختار حرب طريق الشعب، بأن ينضم إلى الجموع، وأن يقف ضد النظام فى ظل سطوته، ويؤسس حزبا، يكون بعد ذلك جزءا أساسيا من الثورة، بل إنه يعتبر «الخلية الأولى للثورة»، من يوم 20 يناير إلى يوم 25 يناير، كانت هناك ترتيبات، لم يكن أسامة خائفا من نجاح الثورة، كان يتنبأ بها، كان يدفع فى اتجاه التجربة، ويحض على أن يخوض الشعب ثورته، حزب الجبهة كان منذ اليوم الأول مع الثورة، وكان متنبئا بها. لم يدخل أسامة الغزالى حرب الحزب الوطنى إلا لمدة 3 سنوات، حتى عندما كنت عضوا فى مجلس الشورى، كان مستقلا، لذلك كان محروما من تولِّى أى لجنة، وعلاقته بالنظام لم تكن جزءا أساسيا. يحكى حرب عن تجربته «دخلت النظام عندما اتصل بى جمال مبارك بشأن لجنة السياسات، كان دخولى للحزب الوطنى عام 2002، ومعى من (الأهرام) عبد المنعم سعيد، وهالة مصطفى، لكننى كنت أعرف جمال قبلها بثلاث أو أربع سنوات، وذلك كان عن طريق مختلف تماما، جرى ذلك عن طريق د.أسامة الباز، وكان تقريبا سنة 1998، أو 1999، حين دعا إلى مشروع لتأريخ مصر فى عهد مبارك، وتجميع لبناء مركز دراسات تاريخ مصر المعاصر، ففهمت أن هناك رغبة فى تجميع كل الوثائق والصور والأفلام السينمائية الخاصة بعهد مبارك، فاقترحت أن يتم ذلك، على أن يشمل كل ما بعد ثورة يوليو 1952»، ويضيف «جمال بدأ يفكر فى التوريث، وكان يتعامل مع نفسه على أنه الرئيس القادم أو يتخيل نفسه كذلك، وكان ذلك يجعل بيننا وبينه مسافة، وكنت أحب ذلك، لم تكن لى علاقة بمشروع التوريث، فى اللحظة التى أحسست فيها بهذا الموضوع انسحبت». رفضه مشروع التوريث، وتعديل المادة 76 عام 2005، كانا من أشهر مواقفه السياسية، فهو أحد القلائل داخل الحزب الوطنى المنحل الذين قالوا يوما ما لجمال مبارك وصفوت الشريف «لا».. يتذكر أسامة الغزالى حرب أن صفوت الشريف فى اجتماع لجنة السياسات كان يقرأ أسماء أعضاء الحزب الموافقين على تعديل المادة دون حتى سؤالهم، «لكنى وقفت وقلت له أنا معترض على تعديل المادة». كان هذا الموقف يعتبر واقعة نموذجية لانتصار الضمير على المصالح الشخصية. تعديلات المادة 76 من الدستور كانت البداية لنهاية نظام مبارك، كما أعلن الغزالى حرب بعد الثورة بأيام، معلنا أن «ثورة شباب 25 يناير سوف توضع فى التاريخ كواحدة من أعظم الثورات التى عرفتها البشرية مثل الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية»، كما وصفها بالحدث الأعظم فى تاريخ مصر منذ عهد الفراعنة. ربما يبدو أسامة الغزالى حرب سعيدا الآن وهو يتذكر بعد عام من الثورة، ما حدث يوم 28 يناير، حيث قرر التوجه مع الدكتور محمد البرادعى من مسجد الاستقامة فى الجيزة، إلى ميدان التحرير، كان يصلى مع العديد من رموز المعارضة، الدكتور عبد الجليل مصطفى، والدكتور محمد أبو الغار، لكن بمجرد انتهاء الصلاة، انطلقت قنابل الغاز، وخراطيم المياه على المصلين، قبل أن ينضم متظاهرو العمرانية والهرم إليهم وينطلقوا إلى التحرير، لم تترك الشرطة المتظاهرين، فقامت باحتجاز البرادعى ومعه حرب فى أثناء المشاركة فى المظاهرات. كانت أياما كالحلم، يتذكرها الآن أسامة الغزالى حرب ويبتسم، ربما لا تكون المكاسب كبيرة، لكنها حققت ما حلمت به مصر لمدة ثلاثين عاما، وأسقطت نظام الطاغية |
رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)
:fun_36_3_11[1]::fun_36_3_11[1]::fun_36_3_11[1]:
|
المجلس الاعلى يقرر الغاء حالة الطوارئ فى ذكرى الثورة الاولى
أخبار النهاردة طنطاوي يقرر إنهاء حالة الطوارئ
http://productnews.link.net/general/...2417108_s4.jpg المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة 1/24/2012 5:12:00 PM كتب- أيمن شعبان: ألقى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، كلمة للشعب في الذكرى الأولى لثورة يناير. وحيا المشير في بداية كلمته شهداء الثورة ومصابيها، كما وجه طنطاوي تحية خاصة للشعب المصري على دوره خلال الفترة الماضية، وخاصة مشاركته في الانتخابات. وأكد طنطاوي حرص المجلس الأعلى للقوات المسلحة على التواصل مع كافة القوى الوطنية، وأن المجلس على ثقة بأن مجلس الشعب سيكون منبرا حرا معبرا عن الشعب. وقرر المشير طنطاوي إلغاء حالة الطوارئ، كنتيجة مباشرة لاستلام مجلس الشعب مهامه. |
رد: المجلس الاعلى يقرر الغاء حالة الطوارئ فى ذكرى الثورة الاولى
الف شكر على الخبر
:balloons71::balloons71:: balloons71::balloons71::b alloons71::balloons71: |
الساعة الآن 02:47 AM. |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2025
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017