مصر موتورز مجتمع السيارات - مخطط تصفيه الثوره ,,

نهاية درامية لمؤتمر الإخوان والنشطاء الغامض في واشنطن.. حروب وتصريحات نارية بين الإسلاميين وأنصار «المدنية» تعجل بفشل الوثيقة.. والجماعة تقفز من المركب وتنفي علاقتها بالقضية بعد تجاهل إعادة مرسي
أزمة نسب .. عنوان درامي يصلح لأزمة وثيقة واشنطن، التي تبرأ منها كافة الفرقاء، من أقصى اليمين وحتى أبعد نقطة في اليسار من معارضي النظام، بعد الإعلان عن فشل المؤتمر، وتوالي الاعتذارات والتملص من المشاركة في بذر أهداف الوثيقة المريبة، التي ولدت في العاصمة الأمريكية واشنطن، تحت عنوان مبادرة وطن للجميع لتوحيد القوى السياسية ضد النظام في مصر، وضمت ممثلين عن قوى سياسية مختلفة لمدة ثلاثة أيام، وأثارت جدلا لم يهدأ حتى الآن بين كافة الأطياف السياسية.
تسابقت كافة الحركات السياسية والتيارات، حتى تلك التي دائما ما تعلن توافقها مع أي تحرك، معارض لنظام الرئيس السيسي، في التهرب منها، بعدما التهبت خلافات مؤسسيها، لتتحول بمرور الوقت إلى مزايدات هزلية، حول مدنية الدولة وعلاقة الدين بها، حيث سارعت التيارات الدينية المشاركة، لالتقاط سيف الدين ومحاربة الجميع بحجة حماية مصر من محاولات عزلها عن هويتها الإسلامية.
القوى المدنية.. المغيبون عن قصد
حتى هذه اللحظة؛ ورغم كل ما حدث على مدى خمس سنوات، يبدو أن فرقاء ثورة يناير، لا يدركون صعوبة الوقوف مع تيارات دينية، ترى في مشروعها «المجلس الأعلى للعالم»، وأي حديث دونه مجرد إرهاصات وتكتيك وقتي تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة، أملا في الوصول لسدة الحكم، وبعدها يكون لكل حدث حديث، ولكل رفيق درب شروط جديدة، ولكن ما يكشفها دائما فزاعة المدنية، التي تجعل من مجرد الاتفاق حول الكلمة، شيطان زاعق في آذان الإسلاميين، ما يجعلهم يصرخون رفضا ضد أي توافق بشأنها.
وهو ما صب في النهاية، في كفة التبرؤ من أي علاقة للقوى المدنية والحركات المعارضة بالوثيقة، وخاصة تلك التي أرسلت إشارات تؤكد من خلالها عدم ممانعتها مستقبلا الحوار مع الإخوان والتوافق بشأن آلية سياسية تحتوي الجميع.
الإخوان.. سيناريو متكرر لركوب الموجة
كالعادة.. قفزت الإخوان سريعا من السفينة، بعدما تيقنت أنها ستغرق بمن فيها، بالرغم من عدم دخولها في سباق مع حزب البناء والتنمية، الزراع السياسية للجماعة الإسلامية، والذي بدأ ماراثون المزايدة بالتبرؤ من الوثيقة ورفض أي مسعى لا يعترف بالدولة الدينية، التي يرسمها في خياله ولغيرها لن يلين.
انتظرت جماعة الإخوان في البداية على أمل إعادة الفرقاء إلى وحدة الصف مرة أخرى، ولكن عدم التفات المشاركين إلى إعادة مرسي لكرسي الحكم، أو وضعه في أي جملة مفيدة تحسم وضعه القانوني، من وجهة نظر الجماعة، فضلا عن عدم التباحث حول شرعيتها المزعومة، والشروط التي تتصورها وترددها دائما على كافة المنابر، بالاتفاق مع حلفائها الإقليميين، حول ضرورة إعادتها ثم التنازل من تلقاء نفسها بحجة احترام الشرعية الدستورية، وترسيم الديمقراطية وزرع أصولها في البلاد، جعلها تنفي أي علاقة للجماعة بالوثيقة.
وترى الإخوان أن العواصف التي ضربت البلاد طوال السنوات الثلاثة الماضية، ستتوقف عند اللحظة، التي تعود فيها للحكم، ومنها يتعلم المصريون كيفية المحافظة على القيم الديمقراطية، وصون المؤسسات الدستورية المنتخبة.
نهاية درامية
تفرق نسب الوثيقة المضروبة على الأرض الأمريكية، ولم يتبنها أحد حتى هؤلاء الذين دعوا إليها، ليتسرب اليأس للجماعة، ويخرج متحدثها طلعت فهمي، لينفي بحبكة درامية مكررة سلفا في أدبيات الجماعة، كل ما تم تسريبه عن مشاركة الإخوان في عقد ورش نقاشية بالخارج، مع معارضي نظام السيسي، معتبرا أنها إشاعات عارية من الصحة، ومحاولات مستميتة لم تنفض يوما لتشويه الجماعة.