مصر موتورز مجتمع السيارات - مخطط تصفيه الثوره ,,

قناة السويس الجديدة.. عبقرية الزمان والمكان.."جاد الرب": الافتتاح يتزامن مع ذكرى إلقاء أمريكا قنبلتها النووية على هيروشيما.. بيومي: تعيد رسم خريطة وأهمية مصرعالميا.. نافعة: رسالة للعالم بنجاح "النظام"

يأتي الانتهاء من قناة السويس الجديدة، ليؤكد على عبقرية الزمان والمكان، اللذين نُفذت القناة خلالهما بسواعد أبناء مصر، فالجغرافيا والتاريخ يلعبان دورًا كبيرًا في رسم السياسة العامة للبلدان المختلفة، ولعل ذلك ما جعل مصر على مدى التاريخ، مطمعًا للدول الأخري من أجل السيطرة وبسط النفوذ، نظرًا لموقعها المتميز حول العالم.
نقاط عديدة يتطرق لها التحقيق التالي حول الأهمية الجغرافية لقناة السويس الجديدة، وأهميتها بالنسبة لمصر والعالم العربي والعالم كله ووسط كل ذلك يبقي السؤال الأهم.. لماذا عبقرية الزمان والمكان؟

على الصعيد الجغرافي:
أكد الدكتور حسام الدين جاد الرب، أستاذ الجغرافيا البشرية المشارك – كلية الآداب بجامعة أسيوط، أن افتتاح قناة السويس الجديدة يعكس عبقرية الزمان والمكان التي استطاعت مصر تحقيقها وتقديمها للعالم بل وللتاريخ أيضا لما لموقع مصر داخل المنطقة من واقع متميز.
ولفت إلى أنه فيما يتعلق بعبقرية الزمان فتتعلق بشقين، الأول وهو الإنجاز العظيم التي قام به رجال القوات المسلحة وعمال مصر في وقت قياسي حيث تم إنجاز القناة في فترة تقل عن العام وهو ما يعكس الإصرار والإرادة المصرية، مضيفا أن الشق الثاني يتعلق بأن افتتاح قناة السويس يوم 6 أغسطس يتزامن مع ذكري إلقاء أمريكا قنبلتها النووية على هيروشيما، لتسطر أمريكا بذلك مأساة مقتل وتشريد مئات الآلاف من الضحايا، في حين أن مصر في ذلك اليوم تقدم للعالم هدية قناة السويس الجديدة لتكون للعالم خير عون على استمرار مسيرة التقدم ولتتغير بذلك مكانة مصر لتكون أكثر أهمية عن ذي قبل.

عبقرية المكان:
وأضاف جاد الرب، أنه فيما يتعلق بعبقرية المكان، فقناة السويس الجديدة تساهم في حل المعادلة الصعبة التي تتعلق بمرور السفن بسهولة وسرعة، موضحا ذلك بأن قناة السويس القديمة تمر السفن بها بنظام "القوافل"، فالسفن القادمة من الشمال والقادمة من الجنوب كانت تتجمع في منطقة تلاقي وهو ما يعطل مرور السفن حتى تمر التي عليها دور المرور ثم جاءت قناة السويس الجديدة بتفريعاتها العبقرية لتلافي مشكلات قناة السويس الحالية من توقف القافلة الواحدة لمدة تزيد عن 11 ساعة في منطقة البحيرات المرة مع إتاحة مرور عدد كبير من السفن والقوافل في وقت أقل سواء من الشمال أو الجنوب، مما يتيح توفير مبلغ 15 مليون دولار على أقصى تقدير.
وأكمل أن البعد الثاني المتعلق بعبقرية المكان، يتعلق بأن إنشاء القناة الجديدة سيساعد على فتح مجتمعات جديدة؛ بسبب تنفيذ مشروعات اقتصادية هامة في المناطق المحيطة بقناة السويس الجديدة، وهو ما سيعود على محافظات عدة بالنفع، وإيجاد فرص العمل، مثل سيناء التي أهملت خلال السنوات الأخيرة، لافتا إلى إمكانية عمل شركات شحن وتفريغ ومناطق حرة من خلال تصدير السلع المستوردة، مما سيجعل مصر محط أنظار العالم والمساعدة على جذب الاستثمارات لمصر، وهو ما سيعود بالنفع لمصر ويضخ عشرات المليارات.

أهمية موقع قناة السويس الجديدة:
"أنت آسيوي وأفريقي وعلي بعد من أوروبا"، هكذا قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ومدير برنامج دعم اتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية، مشيرًا في ذلك إلى أهمية موقع مصر الجغرافي والاستراتيجي بين البلدان المختلفة حول العالم على مرّ التاريخ، حيث إن مصر من الدول القلائل التي توجد جغرافيا على قارتين، وهي قارتي أفريقيا، وآسيا في "شبه جزيرة سيناء"، لافتًا إلى أنه لطالما حاولت الدول على مرّ التاريخ، إما التعاون مع مصر أو استعمارها، مثل الاحتلال الإنجليزي والفرنسي وغيرها من المحاولات التي دأبت على الاستيلاء على مصر على مرّ التاريخ.
وأضاف بيومي أن قناة السويس جاءت لتضيف أهمية على موقع مصر حول العالم ودورها ولاسيما أنها تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، وتسهل حركة التجارة، لافتًا إلى أن القناة القديمة وحدها تجعل مصر يمر بها 10% من التجارة الدولية، وهي نسبة من المؤكد أنها ستزيد بعد تدشين قناة السويس الجديدة التي ستستوعب مراكب وحاويات أكبر لم يكن من الممكن أن تمر عبر القناة القديمة.

أهمية القناة عالميًا وعربيًا:
وأكد بيومي على أن هناك خطوة عبقرية وتجعل هناك أهمية للقناة على الصعيد العالمي، تتعلق بأن مصر قررت ألا يقتصر الأمر على مجرد تذكرة دخول وخروج للسفن، حيث ستقدم مصر للسفن والحاويات التي تمر والتي يقدر عددها 10% من سفن العالم التي تمر عبر القناة، أن تقوم مصر بتقديم خدمات للسفن مثل الوقود والطعام وإصلاح السفن، وبيع قطع غيارها أيضا، ما يجعل قناة السويس الجديدة ليست مجرد قناة وإنما منطقة استراتيجية هامة للعالم، ولاسيما مع المشاريع الهائلة التي يمكن تنفيذها لجذب السياحة لمصر عبر إنشاء منتجعات ومناطق سياحية على شط القناة.
وأكد أن التجارة الحديثة تقوم على أن البضاعة أو المنتجات التي تنتجها البلد يكون لها مخازن بالأسواق في الدول الأخرى وكنموذج لذلك ميناء دمياط الذي يعد مخزنا لوجستيًا لتخزين وتجارة الحبوب والغذاء، لافتًا إلى أن أهمية القناة بالنسبة للعالم العربي كثيرة، من بينها على سبيل المثال أنه يمكن مصر أن تُنشئ مصر مخازن وأسواق لتغطية معاناة العالم العربي من الفجوة الغذائية الحادة، والتي تقدر تقدر بـ20 مليار دولار، لافتًا إلى أن الأهم في كل ذلك إمكانية تسويق تلك المشروعات وتنفيذها.

على المستوى السياسي:
ومن جانبه أكد الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الانتهاء من مشروع قناة السويس في ذلك الوقت السريع يؤكد أن النظام القائم مستقر، قائلا: "هذه رسالة للعالم بذلك وتتجسد بحضور رؤساء دول كبار خلال حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.
وأضاف نافعه، أنه عند مشاهدة رؤساء الدول العملاقة حاضرين للافتتاح فذلك يكون مقياسا لمصر أمام تلك الدول بأن النظام المصري قوي ومستقر ويمثل المستقبل، مطالبا بعدم المبالغة في تقدير الأهمية الاقتصادية للمشروع فذلك أمر يقتصر على حسب معدلات التجارة وتطورات التجارة الدولية وليس لمصر بالضرورة سيطرة عليها.
ولفت نافعة إلى أن الأهمية الاقتصادية الأهم للمشروع تتمثل بتطوير مدن قناة السويس فمن المفترض بدء عملية لتطويرها ودفع المشروعات المختلفة فالمنطقة يمكن استغلالها خدميا وإنشاء بنوك ومشروعات وجعلها أكبر منطقة لتجارة الترانزيت في العالم.
مشيرًا إلى أن مصر مازالت في المرحلة الانتقالية، فما زال هناك ملف الثقة الدولية لمصر لم يحسم بعد ولن يحسم إلا حين ظهور صيغة لمواجهة الإرهاب وجمع شمل القوى السياسية تحت مظلة واحدة فإذا تم ذلك ستكون مرحلة مفعمة بالحيوية والإشراق وإذا لم يتم أثر ذلك بالسلب على البلاد.