رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
الدكتورة لميس جابر تكتب
معاً لإلغاء الشرطة
منذ سنوات قليلة حدثت مشكلة بين محام وضابط شرطة، وتحولت القضية بسرعة إلى عداء سافر بين كل المحامين المصريين وكل رجال الشرطة. وبدأت الاحتجاجات، وتوالت الوقفات، ونشطت نقابة المحامين، ولم يمر وقت طويل حتى قامت «عركة» بين صحفى وضابط، وسار العداء فى طريق كل الصحفيين مع كل رجال الشرطة. وبما أن كل الإعلاميين من الصحفيين فقد تحوّل العداء إلى الشاشات، وقامت الدنيا ولم تقعد، ونشطت النقابات.. فاصل قصير وعاد المشهد، وهذه المرة بين أمناء الشرطة والأطباء، واشتعل العداء بين كل الأطباء والداخلية «البلطجية»، كما كان الهتاف أمام النقابة. ووصل الأمر إلى الدعوة إلى إضراب الأطباء، وهو الأمر الذى أظنه لم يحدث فى أعتى الدول ديمقراطية وحرية، وأيضاً أشدها فوضوية وتخلفاً. وما زالت النقابة تهدد وتهدد غير معترفة بتحويل أمناء الشرطة المتهمين إلى القضاء أو على الأقل غير راضية. ومنذ أيام جاء دور الفنانين، وفوجئنا بعبارة على التواصل الاجتماعى تقول: «الزميلة فلانة خطفتها الشرطة وأخذوا منها المحمول وهى تعذب الآن فى قسم الهرم». وتوالت الأحداث والتصريحات المتضاربة من طرف رجال الشرطة ومن طرف الممثلة ومحاميها. وتناولت المواقع الإخبارية التى زاد عددها على عدد سكان مصر كل الأقوال والتصريحات، وكانت السبب فى التسخين والتوليع حتى حوّل السيد وزير الداخلية الأمر إلى هيئة رفيعة للتحقيق فى الأمر تسمى هيئة الرقابة والتفتيش. وأتوقع، وهذا التوقع من سياق الأحداث السابقة، أن نرى وقفة احتجاجية من طلبة المعاهد الفنية، وربما من طلاب أكاديمية الفنون، وربما ناس تانية، ضد الداخلية كلها وبحالها.
ولن تكون هذه الحادثة هى الأخيرة، وربما تحدث مشكلة بين ضابط شرطة أو أمين شرطة وأحد المعلمين، وسوف تكون الوقفة المقبلة والنقابة المقبلة والعركة المقبلة بين كل المعلمين وكل الشرطة، ثم بعد ذلك تتوالى الأحداث بين الداخلية والمهندسين والصيادلة والعمال والفلاحين إلى آخره من فئات وطبقات الشعب العامل.. ولذلك فأنا أقترح إلغاء الشرطة نهائياً وتسريح الضباط والأفراد والأمن المركزى وأمناء الشرطة الذين يحتاجون إلى إعادة تدريب أو على الأصح إعادة تأهيل.. ولكن بدلاً من تضييع الوقت فى تأهيلهم نسرحهم على بيوتهم ونحول الأمن فى بلدنا إلى شركات خاصة بالفلوس، وكل واحد يحمى نفسه بفلوسه، وأيضاً نطلق حرية ترخيص السلاح وكل واحد يشترى سلاحه بفلوسه، والغلابة بقى يشدوا حيلهم ويسهروا قدام بيوتهم ودكاكينهم يحموها باستعمال العصى والمولوتوف والخرطوش لو عندهم فلوس كفاية.
وهذا الاقتراح ليس من باب الهزل.. لأنه سيعفى عائلات وأبناء وزوجات وآباء الضباط والأفراد من الحزن والألم وسيُنهى الجنازات التى نراها كل يوم، وأحياناً فى اليوم مرتين، وكان آخرها حتى كتابة هذه السطور جنازة المقدم الشاب رئيس مباحث شبرا الخيمة، وسيُعفى زملاء هؤلاء الشهداء من الترقب وانتظار الموت فى أى لحظة.. وعندما يقول أحد المغرضين إن شهداء الشرطة قد زاد عددهم على الألف شهيد غير المصابين والمعاقين والمصابين بالعجز الكلى، يرد علينا الفيس بوك رداً مفحماً بأن «دى شغلانتهم.. عادى». لذلك أنا أقترح هذا الاقتراح بدلاً من تكرار ما حدث فى يناير 2011 لإسقاط الداخلية ورجالها.. وسيكون الأفضل لكل الأطراف إلغاء جهاز الشرطة واستعمال مبنى الداخلية فى حاجة مفيدة وتحويل أكاديمية الشرطة إلى جامعة إنترناشيونال بفلوس، وتأجير أقسام الشرطة لأصحاب السوبر ماركت والبقالة، وتحويل العملية الأمنية للقطاع الخاص.. وكل مواطن ياخد باله من بيته وعيلته وعياله. وعلى رأى المثل.. شيل ده من ده.. يرتاح ده عن ده. ونوفر على نفسنا وعلى إعلامنا وعلى نقاباتنا وعلى نشطائنا المجهود والتعب والانفعال.. إيه رأيكم؟ اقتراح حلو.. صح؟ وأهو بالمرة عمّ البرادعى وأولاده يرتاحوا من الاختفاء القسرى والتعذيب القهرى والخطف الليلى.
|