مصر موتورز مجتمع السيارات - ارشيف الاستراحة 2011

تيفة عوكش:

تعلمنا دائما من قراءة كتب علم النفس أن هناك خلل نفسي معين يجعل المرء يبالغ في الحديث عما ينقصه... تجد المرأة التي لا تكف عن وصف حب زوجها لها تعاني في الحقيقة من هجره لها، وتجد الرجل الذي يبالغ في وصف قدراته الجنسية يعاني في الحقيقة من العكس.... من هذا المنطلق يمكننا أن نفهم الدكتور / توفيق عكاشة (كما يلقب نفسه) وحديثه الدائم عن مهاجمته للفساد وعن الدكتوراه التي حصل عليها ويطلق عليها لفظة (master) التي تشير إلى درجة الماجستير وليس الدكتوراه.
الطريف أن الرجل لا يكف عن استعمال طريقته السوقية مدعيا بأن هذا هو الإعلام الحقيقي الذي ينبغي أن تقدمه جميع القنوات، وما عدا ذلك فهو يندرج تحت "نظرية الإعلام الفاشل"... بمناسبة النظريات هناك نظريات كثيرة لدى هذا الرجل أولها نظرية "الدولة الفاشلة" و "نظرية الدولة القوية" و "نظرية الدولة الضعيفة" ويبدو أن الرجل له موهبة خاصة في حكاية النظريات هذه، هذا غير التطاول اللفظي الذي يصل إلى نقطة "القذف العلني" والتطاول على رموز الدولة وأولها رئيس الوزراء.... الغريب أنه يفعل ذات الشيء مع رموز النظام السابق، رغم أن هناك أكثر فيديو متداول بكثرة على الانترنت وهو "يقبل" يد صفوت الشريف وحلقات كثيرة ينافق فيها الرئيس السابق وحلقات متخصصة للدفاع عن أحمد عز....
هذا رجل يشبه أقباط المهجر كثيرا الذين لا يكفون عن الإدعاءات الكاذبة ويذكروك بمن يسبك وهو في مركب في عرض البحر ويعلم أنك لن تفكر في النزول إلى المياه لتسأله عن ذلك، ولكن هذا الرجل في مصر يا سادة، ولا أرى هناك داعيا لتركه يقول ما يقوله كل ليلة سوى أنه لا أهمية لكلامه من أي نوع .... أعتقد أن هذا هو السبب الوحيد، فليس هناك داعيا لإثارة غضب الجماهير كل يوم، وإن كان هذا هو ما يفعله هذا الرجل باستمرار بداية من اتهاماته التي تنهال على رءوس المسئولين كل ليلة بداية من رئيس الوزراء واصفا إياه بـ "الفاشل" ....
نقطة أخرى تثير غيظك كثيرا عندما تنصت له وهي إدعاءاته الكاذبة .... هذا رجل يطبق مبادئ جوبلز الإعلامية بصورة حرفية ... أول قاعدة في إعلام جوبلز هي "يجب أن تكون الكذبة كبيرة جدا لتصدقها الجماهير بسهولة" ... ما رأيك في رجل لا يكف عن التهديد بأن الأسطول الأمريكي على الأبواب؟ ما رأيك في رجل لا يكف عن إثارة الفتنة كل ليلة باستضافته لأحد السلفيين وأحد المسيحيين، وكلا الطرفين يرى الآخر كافرا؟ .... كذلك هناك برنامج آخر على ذات القناة يتناول العلاقة الجنسية بالتفصيل الذي يصل إلى مرحلة التخيل الجديرة بمخرجي أفلام البورنو الكبار بينما تصر المذيعة (لو كان لنا أن نصفها بكلمة مذيعة) على أنها "بعيدة كل البعد عن الإسفاف"... منذ سنوات كنا صغارا عندما رأينا الكليب الفاضح الذي صورته مطربة مع حصان وتتلوى كالأفعى بطريقة تكفي لأي مشاهد ليصفها بالعهر... ولكن مع وجود برامج مثل هذه، لم تعد صورة تلك المطربة بالسوء الذي كنت أتخيله... ربما لأن الأخ توفيق عكاشة يقدم "الإعلام الهادف".
يتبقى هنا الحديث عن الديمقراطية... عندما تتحول الديمقراطية إلى مجرد مهاجمة كل رموز الدولة، لا تحدثني من فضلك عن الاستقرار السياسي والأمني في دولة يرى كل مواطنيها أن حكومتها الجديدة عبارة عن مجموعة من الفاشلين والطاعنين في السن وفلول النظام البائد.... في بداية التسعينات كان جورباتشوف يكافح الشيوعية في دولته بسياستي البريستوريكا والجلاسونست متصورا أن هذا هو الحل الأمثل لمعالجة النظام الاجتماعي المتهدل الذي كان يعاني منه الاتحاد السوفيتي ... لم يسفر ذلك سوى عن سقوط الاتحاد السوفيتي وتفكك دويلاته الذي حكمها الأخ يلتسن فيما بعد ليثبت للجميع أن رئيس الجمهورية قد يتعاطى الخمر أثناء الاجتماعات الوزارية، لتنهار بذلك أسطورة الستار الحديدي إلى الأبد.... هل ننتظر ذلك مع الأخ توفيق عكاشة؟ ربما هذا هو ما يريده ولا أدري لماذا أتذكر هنا مقولة "يفعل الجاهل ما لا يفعله العدو" وصدقني أنا لا أرى هذا السيناريو بعيدا ما دام هناك من يتحدث بهذه الطريقة التي تتهم أغلب رموز الدولة بالفساد رغم سقوط الرموز السابقة...
في إحدى حلقات برنامجه يتحدث الأخ "عوكش" ساخرا من المنقبات... رباه.. لا يمكن أن يصل المرء إلى هذه الدرجة من الحقارة أبدا... هذا رجل عبقري بحق ويمكنه أن يبيع كل شيء مقابل أي شيء وهو يتعايش مع فكرة أنه منافق في سلام نفسي هائل... لو كان الأمر قد وصل بنا إلى السخرية من فتاة منقبة ففي الغد سنجد من يسخر من ذوي الإعاقة... هل هي النهاية حقا؟ هل هذا الأخ هو ما تمخضت عنه الثورة؟ لو كان الأمر هكذا فإن نفاقه لرموز النظام السابق كان أكثر شرفا بحق لو كان للنفاق أن يكون شريفا... عار على مصر والله يا تيفة... عار على البلد التي أنجبت سعد زغلول ومحمد فريد ومصطفى النحاس أن تنجب مثلك ولكن ماذا نقول؟
عندما أفتح جهاز التليفزيون لأرى إعلاميين مثل منى الشاذلي ومثل بلال فضل ثم أغير القناة لأرى الأخ توفيق عكاشة أفكر كثيرا في أن النظام السابق كان يخفي الكثير حقا في جيوبه من ألعاب الحواة والجاهلين والسفهاء الذين لا يكفون عن الإدعاء والمزايدة على دولة على وشك الانهيار الكامل بداية من سلطة الدولة حتى قيم المجتمع التي تتحول كل يوم من سيء إلى أسوء، فتجد الوقح هو من يصير الثائر الذي لا يخشى في الحق لومة لائم، وتجد الغبي أكثر الناس دراية ببواطن الأمور...
لماذا يكون الأشرار هم الأكثر ذكاءا دائما؟ لماذا لا يتسم الخير مرة واحدة فقط بالذكاء؟ في الأربعينات كان هناك فيلم روسي اسمه "المدرعة بوتمكين" وكان الفيلم يدعو إلى التثوير والإبقاء على عزيمة الشعب ومعنوياته بشكل كبير، ورغم أن النقاد في روسيا لم يلتفتوا كثيرا إلى الفيلم في وقتها، كان الوحيد الذي لفت الفيلم نظره هو أدولف هتلر شخصيا... لماذا لا يلتفت أحد المسئولين إلى ما يفعله "عوكش" كل ليلة؟ هذا هو السؤال الذي أعتقد أنه يداعب خيال كثير من المشاهدين هذه الأيام.
هامش أخير:
أود هنا أن أوثق ما ذكرته أعلاه بلقطات الفيديو المرفقة بهذا الملف وكذلك بروابط مباشرة لها على اليوتيوب:
1- عوكش قبل وبعد الثورة ودعارة الإعلام التي يتخصص فيها
http://www.youtube.com/watch?v=w-Bn77QGHvo
2- عن تقبيل يد صفوت الشريف
http://www.youtube.com/watch?v=aH2995sttbQ
3- عن تقبيل يد صفوت الشريف مرة أخرى
http://www.youtube.com/watch?v=wY0VeXUGO6U&featu re=related
4- يهاجم عصام شرف
http://www.youtube.com/watch?v=zW8zCyD5CbY
5- يهاجم البرادعي
http://www.youtube.com/watch?v=ET3oz5LTp7Y
6- عن منافقة الحزب قبل الثورة
http://www.youtube.com/watch?v=XaoejVAlOjg
7- مساندته لجهاز أمن الدولة
http://www.youtube.com/watch?v=AnEtOByJqlY
8- طرد توفيق عكاشة من الموقع الرسمي لموقع الثورة المصرية
http://www.youtube.com/watch?v=7xFLCIJbJhw