![]() |
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
توكيلات الرئاسة «1»
http://tahrirnews.com/wp-content/upl...jm-120x158.jpgنوارة نجم اختلف الناس فى ما يخص انتخابات الرئاسة. أما العسكرى ومن خلفه، أو من أمامه الله أعلم، الإخوان المسلمون، وعلى حجرهم السلفيون، فيبحثون عما يسمى بـ«المرشح التوافقى». وما زال الكثير من الناس لا يفهمون المعنى المقصود بـ«المرشح التوافقى»، وكيف لنا أن نستيقظ فى الصباح الباكر، ونرهق أنفسنا بالوقوف فى الطابور، ونراقب الخلل فى اللجان، ونتشاجر، كالعادة، مع الشرطة، والقاضى، وخلافه، كى ننتخب فى النهاية مرشحا «توافقيا»، مين اللى متوافق عليه يعنى؟ إن كانوا يقصدون بتوافقى إنه يخدم مصالح الأغلبية فى البرلمان، والمجلس العسكرى فى ذات الوقت، فما شأننا نحن بانتخابات الرئاسة؟ ما تخلينا فى البيت بدل الشحططة وعيِّنوه إنتو. ثم أين سيجدون ذلك «التوافقى»؟ أنا لا أعلم توافقيا فى مصر سوى حسنى مبارك الذى توافق الشعب على كراهيته. هى انتخابات ولّا مولد سيدى العريان؟ داهية تكونوا فاكرينّا نِفسنا ننزل نغير جو ونشخبط فى الورق ونلون أصابعنا! بداية، الناس تنتخب رئيسا، تعرف صلاحياته، ويعرف هو صلاحيات نفسه، فلا يعقل أن يتقدم الإنسان لوظيفة لا يعرف مهامه فيها. هذا من حيث المبدأ. أما وأننا نعلم طبيعة العسكرى، وطبيعة البرلمان، فإن جُلَّنا يعلم أن ما يهم العسكرى هو الصلاحيات المطلقة، وأمواله المكدسة، ومشاريعه الاقتصادية، وملفاته المغلقة، والتى إن فُتحت سيخرج منها ما لا يسر عدوا ولا حبيبا، إلى جانب ما يسمى بـ«الخروج الآمن»، وهو ليس خروجا ولا دياولو. العسكر سيظلون يحكمون البلاد من خلف ستار، وسيظل الجيش يحمى معاهدة السلام، وستظل ميزانيته لا يعلم أحد عنها شيئا، وستظل المؤسسة العسكرية دولة داخل الدولة، أو للدقة: دولة فوق الدولة، وسيظل قرار الحرب والسلم فى يد العسكريين، وستظل المعونة تتدفق عليه دون أن نعلم أين تذهب، وستستمر مصانع المكرونة والبوتاجازات ومحطات البنزين وزيت الزيتون والفنادق والتُّرَت والجاتوهات وكل الحاجات اللطيفة دى. كل ما فى الأمر أن الرئيس سيكون واجهة للبرلمان، والبرلمان سيكون واجهة للعسكرى، ويضمن العسكرى أن لا يحاسبه أحد على الدماء التى أريقت طوال العام الفائت… هو ده معنى الخروج الآمن. بالنسبة إلى البرلمان، فما ترغب فيه الأغلبية هو «رئيس شورابة خُرج»، إذ إن التيار الإسلامى قد أثقل نفسه بالتزامات مرهقة تجاه العسكرى، ولا يريد رئيسا مناوئا يقرفه فى عيشته، كفاية بيتذل من العسكرى، كل اللى حيشوفه حيذله بقى؟ فإذا اقتسم الرئيس والعسكرى الصلاحيات، أُمال البرلمان ده شبكة فى النص يعنى؟ وبما أن الشبكة ضرورية فى هذه اللعبة القذرة، فقد توافق العسكرى والبرلمان على أن يكون الرئيس القادم، مجهول الصفة، والمهام، والهوية، هو الشبكة اللى فى النص. طيب.. هذا بالنسبة إلى العسكرى والبرلمان اللذين يتعاملان مع انتخابات الرئاسة بوصفها انتخاباتهما هما، وأن الشعب ما هو إلا قراطيس لب، سيقوم الإخوان المسلمون ومشايخ السلفية ببلفهم، وألوظة المرشح على مقاس دماغهم، ولدى الإخوان والسلفيين ثقة عمياء فى أنهم لو دعموا قردا فسيتمكنون من إقناع الناس به. والله أعلم، يمكن آه، يمكن لأ. هى الأدوات معروفة: لو ما انتخبتش المرشح ده حتروح النار. بالنسبة بقى إلى قراطيس اللب، فمما لا شك فيه، أن كل قرطاس يشعر بالفعل إنه تقرطس فى انتخابات البرلمان، والقرطاس كان ضيق ماعرفش يفلفص، مما يفسر عدم إقبال إلا قلة من القراطيس على انتخابات مجلس الشورى. ولأننا شعب متفائل، مثابر، لا يفقد الأمل بطبيعته، فإن الغالبية العظمى من المواطنين يرغبون فى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية كمحاولة أخيرة لإصلاح تلك السيارة التى تكسرت كبالنها، واحترق مارشها، ونَفِّس شكمانها، وثُقِب رادياتيرها، ومش نافعة ولا حتى تتكهن… بس مصرى بقى، هو حيسيبها من غير ما يحاول يصلحها، دى عشرة عمر، ده على ما رمى عربية مبارك كان طلّع روحنا. المواطن المصرى دماغه قفشت على رئيس ولا يفكر فى شىء آخر الآن، وطرح أى حل ثورى عليه يعد ضربا من ضروب العبث، هو اتخذ قرارا بأن يظل مع الفشَّار لحد باب الدار، وهذه طبيعة شعب… ومن لا يعجبه الشعب يشوف له شعب تانى، هم طبعهم مابيرموش الأكل إلا لما عيل من عيالهم يجيله تسمم بسببه. الحل الثورى العملى الوحيد المطروح الآن هو السير مع الإرادة الشعبية فى رحلة اختيار الرئيس، الذى يعلم الجميع أنه سيكون ورقة كلينيكس ولا له أى تلاتين لازمة فى الحياة، ماعلش، نطوِّل بالنا. |
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
توكيلات الرئاسة «2»
http://tahrirnews.com/wp-content/upl...jm-120x158.jpgنوارة نجم .. وإن الشعب المصرى قام بثورة عظيمة، وكان جادا فى ما يقول: أنا مش عايز أعيش العيشة دى تانى. فما كان من المجلس العسكرى إلا أن أخذه على قد عقله، ثم قال: مافيش ثورة، بابا وماما مش موافقين على الثورة دى.. وعلى فكرة، حتعيش العيشة دى غصب عنك، ومارس كل أنواع الضغط، الاقتصادى، والإعلامى، والميدانى، لإجبار الشعب المصرى على العيش حياة ليست من اختياره. أما الإخوان المسلمين، رفقاء الثورة سابقا، فهم سعداء بالبرلمان وعاملينه مراجيح، ولو قاعد قدام التليفزيون حتشوف على شمالك السلفيين يؤذنون. الجبروت بقى أنهم يجبرون الناس على حياة لا يرغبون فيها وزعلانين من الشعب إنه لاوى بوزه. من يجبَر على حياة ليست من اختياره لا يؤمَن جانبه، وسينتقم آجلا أو عاجلا. وهذا هو مبعث تفاؤلى. الثورة ثورة شعب، ليست ملكا لأحد، وإن كان هناك بعض المرابطين الذين يسمون القوى الثورية، لا يضير الثورة أن يُضرب المرابطون فى مقتل، لأن المخزون الحقيقى للثورة هو ذلك الغل الكامن فى قلوب من انفضوا عن الثورة وأصبحوا يلعنونها، لا لأنهم مقتنعون بداخلهم بأنها ملعونة، ولكن لأنهم لا يستطيعون التصريح «أنا عيل واستجبت للضغوط»، ما هو انت برضه ماتطلبش طلبات لا إنسانية، حد حيقول على نفسه عيل؟ وسيسير من انفض عن الثورة فى طريق انتخابات الرئاسة، لكنه أبدا لن يسامح من سكعه على قفاه وإن تزلف له الآن، وأبدا لن ينسى أنه مورس عليه كل أشكال الضغط النفسى والمادى ليتحول من ثورى إلى «عيل»، ولن يسامح من تسبب فى أن يرى نفسه «عيل». نحن نحتاج إلى لَمِّ شعثنا، وكنا قد فشلنا فى تكوين مجلس قيادة للثورة، وأظن أن المرحلة الراهنة تعطينا هذه الفرصة. نزل إلينا المجلس العسكرى بمرشحين ينتمون إلى نادى ربيع العمر ألا وهم: عمرو موسى، ومنصور حسن، وأحمد شفيق، وربما عمر سليمان. فى المقابل لدينا من المرشحين من يحسب على الصف الثورى، وهم: عبد المنعم أبو الفتوح، وحمدين صباحى، وخالد على (محامى الغلابة)، وبثينة كامل. حضرتك حتقولى حازم أبو إسماعيل، حاقولك وماله، والله على حسب مزاجه، لأنه بيقول الكلام ويرجع فيه، وبيوعد بمفاجآت وينساها، ويدِّى مهلة ويطنش عليها، لكن موقفه من المجلس العسكرى جيد إلى حد ما، وعموما سيبوه براحته، عايز ييجى ييجى مش عايز ييجى على كيفه. بما إن المجلس العسكرى قد قرر إن بابا وماما مش موافقين على الثورة، فأنا لا يعنينى الشخص الذى سينجح فى انتخابات الرئاسة، خصوصا أنه سيكون الأستاذ كلينيكس كما أوضحنا بالأمس. ما يعنينى الآن هو التوكيلات المطلوبة للترشح للرئاسة. الحقيقة أن شرط جمع 30 ألف توكيل للترشح كان المقصود به أن يكون شرطا تعجيزيا، لكننا يمكننا استخدامه لصالح الشحن الثورى. المواطن المصرى المنهمك فى إصلاح السيارة الخربانة من كل ناحية، سيعود مرة أخرى للشارع بعد أن يتبين له أن السيارة لا تصلح ولا حتى خردة، وعلينا أن نجهز الشارع لاستقبال المواطن، لا أن نفعل به كما فعلنا فى نوفمبر، حيث نزل الشعب المصرى ملتاعا على الدماء المراقة، يهتف بقوة: يسقط يسقط حكم العسكر، فتخلى عنه الجميع، ولم يجد من «القوى الثورية» أى تجهيزات أو بدائل، فعاد خائب الأمل، غاضبا، وعقوبة لنا على صيحة الذئب الكاذبة، أصبح لا يلبى نداءاتنا كلما استغثنا به، ماهو ماكانش يصح أبدا اللى عملناه فيهم ده… ينزلوا يقولوا يسقط حكم العسكر يلاقونا محتاسين وبنقولهم حكومة إنقاذ وطنى؟ هو الشعب فاضى لنا ولّا بيهزر معانا ولّا كان ناقصنا احنا كمان؟ مش كفاية اللى هو فيه؟ إذن، فجمع التوكيلات للأربعة المذكورة أسماؤهم هو السبيل الوحيد لتجهيز البدائل حين يفشل المسار الذى وضعه «العسكرى» -وهو حيفشل إن شاء الله– أظن أن د.أبو الفتوح وصباحى سيجمع كل منهما التوكيلات بسهولة ويسر، ولدينا الدكتور البرادعى، وهو كيان سياسى قائم بذاته ولديه توقيعات كانت قد جمعتها حملته فى السابق، إذن فمن يحتاج إلى دعمنا الآن هو خالد على وبثينة كامل لجمع ثلاثين ألف توكيل لكل منهما. مهمة الأربعة أن يشكلوا جبهة تخلق ضغطا على اختيارات «العسكرى»، وتراقب الانتهاكات التى تمارَس على الأرض من قبل تيار الأغلبية فى البرلمان، والأهم من ذلك أنه فى حالة جمع 30 ألف توكيل، فإن كل مرشح سيكون له من المصداقية ما يمكنه من العودة إلى الشارع إذا احتاج الأمر إلى ذلك، أو تم تزوير الانتخابات الرئاسية بشكل صارخ، وهو أمر متوقع. |
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
إوعى الزيت
http://tahrirnews.com/wp-content/upl...45-120x158.jpgوائل عبد الفتاح غضب بعض القراء حين كتبت منذ شهور عن محاولة صنع فرعون إسلامى. اليوم نرى مرشحا محتملا للرئاسة يعتبر أن التخلى عنه تخل عن الإسلام. وآخر يقول إنه سيطبق الشريعة فور انتخابه (وكأنه يعرف صلاحيات الرئيس… أو كأننا ننتخب مبارك بصبغة إسلامية). تبدو انتخابات الرئاسة وبالطريقة التى تتم بها أنها إعادة إنتاج رئيس أكبر من الدولة. رئيس يسهل السيطرة عليه من أجهزة الكهنة القديمة، ويصعب التأثير عليه شعبيا بعد أن يكون حصل على أصوات الشعب نفسه. إنها الرحلة نفسها: رئيس يحصل على تفويض من الشعب.. ليلغى الشعب بعد ذلك. هكذا تسير الدولة فى مصر على هوى رئيسها، وليس على قواعد بناء دولة حديثة لا تتغير مع اتجاهات حكامها، ولا تتلون بلون الغالبية المؤقتة.. دولة للجميع وليس للشطار وحدهم، أو لمن يتحالف معهم كهنة الجمهورية التسلطية التى ما زالت تدافع عن نفسها. وهذا فإنه من السخف أن يملك الرئيس المنتخب كل المفاتيح السحرية… ليس فقط لأن لا أحد يقدر، ولكن لأن الهدف ليس انتخاب رئيس، ولكن بناء جمهورية بلا فراعنة. الفرعون لا يولد فرعونا. الفرعون يولد حين يكون العقد بين الحاكم والشعب مبنيا على تفويض أكبر من الوظيفة التى يقوم بها. وهذا هو المرعب فى محاولة إحياء علاقة بين الحاكم والشعب تقوم على البيعة، أى التفويض الدائم، يحكم فيه الحاكم باسم «إرادة أعلى» من كل شىء. البعض يتعامل مع الانتخابات فعلا على أنها «بيعة»… وهى نظام قديم يرتبط بشكل دولة وعصرها السياسى، فكما أن الدولة كانت ترتبط بالفتوحات والغزوات وحدودها ترسمها قدرات الجيوش على الاحتلال… فإن شكل الدولة ونظامها السياسى تغير، ولا أفهم كيف يربط المؤمنون بأن الإسلام دين كل زمان ومكان ويربطه بشكل قديم لا يمكن إعادته إلا بشكل مشوه؟. فالبيعة لا يمكن أن تحل محل الانتخاب. والرئيس لن يصبح «خليفة». والديمقراطية ليست اسم التدليل للشورى. إنها أنظمة سياسية مرتبطة بعصور ومراحل فى تطور البشرية، والتفاعل معها ليس خروجا عن الدين، وإنما تجديد للفكر وللعقل والوعى. إنه اللعب على: ماذا يحدث عندما يختلف الشعب مع الحاكم؟ أو تختلف معارضة مع برنامج سياسى؟ هل نختلف مع الله؟ أم نختلف مع الإسلام؟ هكذا بدت صيحة دولة قادمة من زمن منقرض.. تعيد إنتاج الفرعون، ولكن هذه المرة سيكون إسلاميا. وكل من يختلف مع هذه الفكرة سيواجه بتقنيات مستعارة من تاريخ الاستبداد الطويل. وما تبعها من اتهامات للمختلفين مع الفكرة بأنهم كفرة، وعلمانيون إلى آخر هذه الاتهامات التى تحاول اللعب على المشاعر الدينية لشعب عاطفى، وتمنعه من التفكير فى ما يقال له. نفس منهج دولة الاستبداد. الجنرالات وآخرهم مبارك كانوا يصفون الخارجين عن طاعتهم بأنهم قلة مندسة، مشاغبة.. باعت بلادها…. تكفير وطنى لا يقل عنه استبدادا تكفير من لا يؤمن بدولة الخلافة. هذه صيحات تثير الذعر فى قطاع مدنى تصور أن «ثورة الميدان» ستبنى مصر حديثة. القطاع المدنى هم طبقة وسطى جديدة، حالمة بدولة على الموديل الغربى، لا ترفض الدين، لكنها لا تريد حكم الفقهاء، أو من يعتبرون الخلاف معهم خلافا مع الله أو مع الإسلام. نحن أمام تيارات سياسية عاشت تحت سيطرة وإدارة أجهزة الدولة البوليسية والآن هم أحرار، يصرخون بهستيريا أكثر منهم يقدمون مشروعا أو يبنون مستقبلا سياسيا. هؤلاء يستخدمون طريقة معروفة فى دول الاستبداد… ومستوحاة من الرجل الذى كلما أراد المرور بسرعة وسط زحام شديد.. يصرخ «إوعى الزيت». الجميع ينتبه إلى التحذير… ويتوقفون أو ينظرون إلى الوراء… وساعتها يمر الرجل بسرعة شديدة. فى العادة لا يكتشف أهل الزحام الخدعة… ولا أن التحذير وهمى.. فلا زيت ولا خوف.. إنها رغبة المرور السريع. الغفلة عن اكتشاف الخدعة ترجع إلى شعور أكبر بالإنقاذ… والفرح بأن الزيت لم يترك البقع المدمرة على الملابس. ملاعب السياسة تسير بنظرية «إوعى الزيت» ونفسية الراغب فى المرور بسهولة وسرعة وسط الزحام. وبعد نظريات «إوعى الإخوان» ثم «إوعى السلفيين»… الإخوان والسلفيون أنفسهم يستخدمون الخدعة نفسها…. ضد كل من يعطل مسيرتهم… وستسمع فى السر والعلن من يقول لك «إوعى علمانى…»…. وسيمر. |
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
حوار مع السلفيين
http://www.almasryalyoum.com//sites/.../mr_ly_hsn.jpgعمار علي حسن قبل ستة أشهر تقريباً هاتفنى القيادى الإسلامى أسامة رشدى من لندن وقال لى: أريد أن أرتب لقاء بين قادة العمل السلفى فى مصر ومجموعة من السياسيين والمفكرين المحسوبين على التيار المدنى، وحدد أسماء مصطفى حجازى وعمرو الشوبكى وضياء رشوان وأنا معهم. وقال لى إنهم حديثو عهد بالسياسة ومن واجب العارفين بها فكرا وممارسة أن ينصحوهم، فهم وافد جديد على العمل العام، ونريد أن نصنع منهم قيمة مضافة إليه بدلا من أن يكونوا خصما منه، وأكد أن لديهم رغبة عميقة فى فهم الأمور السياسية المباشرة وفى جوانبها العليا التى هجروها من قبل، وكان كثير منهم يعتقد أنها لم ولن تكون فى صلب اهتماماتهم أبدا. واعتذر ضياء وذهب ثلاثتنا إلى الإسكندرية وجلسنا مع عدد من الشيوخ على رأسهم محمد إسماعيل المقدم وياسر برهامى، وهما قطبان سلفيان كبيران، إلى جانب يسرى حماد وعبدالمنعم الشحات وكان معنا أسامة كامل وأسامة رشدى، وهما محسوبان على التيار الإسلامى العريض، وإن كانت بينهما وبين الفكر والفقه السلفى خلافات واختلافات فى التأويل وليست فى التنزيل. فى العموم كشف لى هذا اللقاء أن حوار الوجه للوجه بين المختلفين فى الرأى والمسار السياسى كفيل بإزالة العديد من الأوهام المتبادلة التى يولدها الجفاء، وارتشاح الصور النمطية المغلوطة، التى جعلت السلفيين ينظرون إلى المدنيين وكأنهم فى خصومة عميقة وجارحة مع الدين، وهذا ليس صحيحاً. وجعلت المدنيين يرون فى السلفيين جماعة عصية على تحصيل الفهم والتطور والتجدد والتغيير. وسأقص هنا ما يخصنى فحسب. وقد قلت لهم يومها إن مجتمعنا يعانى من خواء روحى وترد أخلاقى وأن جهد الدعاة والوعاظ لو اتجه إلى حض الناس على الإيمان واكتساب الفضائل والقيم الرفيعة فإنه يقدم لبلادنا ما هو أعظم بكثير من ذلك الذى بوسعه أن يجود به لو خاض غمار العمل السياسى، لاسيما فى هذه المرحلة التى تشهد ارتباكاً شديداً، واستقطاباً أيديولوجياً حاداً. لكن كانت لشيوخ السلفيين وجهة نظر تستحق الإمعان، ويمكن تفهمها، إذ رأوا أن حيازة مقاعد فى البرلمان تحصنهم من عاديات الأيام. وقال «برهامى» وقتها: كانوا يأخذوننا من البيوت فجراً إلى الزنازين، ووجود تمثيل برلمانى لنا يحمينا. وشرحنا لهم كيف أن السياسة هى المسؤولة عن كل أنماط وأشكال التفرق والتمذهب طيلة تاريخ الإسلام، وقلنا لهم إن الدين لا غنى عنه للمجتمع لكن خلطه بالسلطة يشكل خطرا داهما عليه، وأنكم إن مارستم السياسة ستتنازلون عن كثير مما تتمسكون به بوصفه «الشرع» الذى تسوقون الأدلة عليه طيلة الوقت. وحاولنا أن نذكرهم بأن الواقع يختلف كثيرا عما ورد فى أضابير الكتب القديمة، وأن الفقه تأليفاً وتأويلاً استجابة لما كان يشغل الناس وقت إنتاجه، وما يشغلنا الآن يختلف عما أخذ بألباب السابقين وسيطر عليهم، ولابد لنا من تجديد فارق يمس العصب والجوهر، ولا يكتفى بالقشور، فنحن نعرف عن زماننا أكثر مما يعرف السابقون، وهم رجال ونحن رجال. وسألونا عن آرائنا فى ترشيح حازم أبوإسماعيل لرئاسة الجمهورية، فقلت لهم إن مشكلته، وإن ظننتم أن له شعبية كبيرة، تتمثل فى الصورة الذهنية الراسخة فى عقول المصريين عمن يتبوأ هذا المنصب الكبير، فصور الملك فاروق على الجدران أو فى مخيلة كبار السن الذين عاصروه، وكذلك صور الرؤساء نجيب وعبدالناصر والسادات ومبارك، ربما حفرت شكلاً معيناً فى الأذهان عن هيئة الرئيس، و«حازم» رجل له هيئة مختلفة، لم يتعود المواطن البسيط أن يكون صاحبها فى موقع الرئيس. فالعامل فى المصنع، والفلاح فى الحقل، والموظف فى المكتب، والتاجر فى السوق، والسائر فى الطريق، والأم عاملة وموظفة كانت أم مع أولادها فى المنزل، تعودت أن ترى الرئيس هكذا، بلا لحية. وقد يختار أى من هؤلاء صاحب اللحية نائباً فى البرلمان، أو وزيراً للأوقاف، ويرحبون به وزيراً، لا بأس، ويستمعون إليه وينصتون حين يحدثهم فى شؤون دينهم، أما أن يكون عليهم رئيسا، فهذه جديدة، ويحتاج تبين مدى قبولها إلى تدقيق، قائم على استطلاع علمى، وليس على عاطفة وحماس. وقلت لهم: إلى جانب الهيئة، وقد يرى بعضكم أنها مسألة شكلية بالنسبة للناس وجوهرية بالنسبة لكم، فإن «حازم» بينه وبين الدعوة والوعظ لا شىء من حاجز ولا قيد ولا مسافة تذكر فقد ألفها وتعود أنصاره عليه فى هذا وألفوا جلوسه أمامهم على مقعد مرتفع عن الأرض قليلاً وقد ارتدى جلباباً فضفاضاً وفى يده مسبحة، لكن علاقته بالسياسة تمر بحدود سميكة ومسافات شاسعة، ويحتاج إلى جهد جهيد كى يقنع الملايين من خارج الكتلة السلفية بجدارته بمنصب رئيس الدولة، لاسيما فى ظل هذه الفترة العصيبة، وفى مواجهة الخراب الكبير الذى خلفه نظام المخلوع، وذلك رغم موقف «حازم» الجلى والمحترم من «المجلس العسكرى» وانحيازه للثورة بعد تنحى مبارك. وسألونا عن عيوبهم فى السياسة، فقلت لهم وقتها: أنا عندى عشرة عيوب فى السياسة، أما أنتم فلديكم سبعة، وسردتها عليهم بكل صراحة، وكما عنَّ لذهنى وقتها أن يستنبطها ويستخلصها من تحليل تصورات السلفيين وتصرفاتهم، فتحدثت عن قلة الخبرة، والتفكير الأحادى، وفهم العالم من جانب ضيق، وخلط الدين بالسلطة بطريقة سافرة، والاعتماد على الخطاب التعبوى الدعائى، والكيد للخصوم بلا ورع. وسمعوا هذا بكل ترحاب وفى إقبال جلى، وبلا ميوعة تصم غيرهم، وانتهى اللقاء على أمل بتكراره، لكن هذا لم يجر. وخرجت بانطباع عام هو أن السلفيين لديهم رغبة وطموح إلى الإلمام بأمور السياسة لكنها ستغيرهم، شاءوا أم أبوا، ونتمنى أن يكون تغييرا إلى الأحسن، نحو الدولة العصرية ذات الحكم المدنى التى تقوم على القانون وتساوى بين المواطنين كافة فى الحقوق والواجبات |
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
ابن المتهم قاض!
http://www2.youm7.com/images/Editors/736.jpg خالد أبو بكر بعد الثورة عاشت مصر مرحلة من المحاكمات المختلفة لعدد كبير ممن كانوا يشغلون مناصب كبيرة فى الدولة، دون رئيس الدولة السابق نجد وزراء كانوا فى الحكومات المتعاقبة ومسؤولين حكوميين، ورجال أعمال، وأبناء عائلات كبيرة كانوا يشغلون مناصب فى العهد السابق، وضباط شرطة ومسؤولين كبارا فى وزارة الداخلية. وقررنا جميعا أن نحاكمهم بالعدل ونرتضى بأى حكم يصدره القضاء المصرى، لكن السؤال الذى كنت ومازلت أفكر فيه من الأسبوع الثانى لمحاكمة مبارك عندما بدأت أتعرف على بعض الوجوه لأبناء المتهمين فى قضية قتل المتظاهرين، وأقصد تحديدا أبناء مساعدى وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، وكانوا بالنسبة لى مثالا على أبناء باقى المتهمين من رموز النظام السابق، وعليكم أن تتخيلوا شخصيات هؤلاء ومن هم.. إنهم مواطنون مصريون على درجة من العلم الراقى ومن المستوى الاجتماعى المتميز وأصحاب مناصب فى الدولة فمن أبناء هؤلاء المتهمين قاض وضابط فى المخابرات وضابط فى الشرطة ومهندس وطبيب ورجل أعمال، وما أثار فضولى هو معرفة كيف يفكر هؤلاء الآن؟ هؤلاء الذين كان الكثيرون يتمنون التقرب منهم ومن آبائهم وشهدوا كثيرا من الامتيازات كونهم من أبناء علية القوم الذين يحكمون ويتحكمون. وما هو المهم فى معرفة كيف يفكر هؤلاء؟ نعم الموضوع جد مهم، فأولا هم مواطنون مصريون ولهم أقارب وأصدقاء متعاطفون معهم، وثانيا منهم المسؤولون فى الدولة وفى مناصب راقية، فماذا لو خسرنا كل هؤلاء أو بمعنى أدق خسرنا انتماءهم وحبهم لمصر؟ الحقيقة أننى أتخيل- وهذا منطقى - أن يكون هؤلاء الآن كارهين للبلد ومن فيها، ولا يبالى أى منهم بالوضع الحالى وإنما ما يهمه هو تبرئة والده، والسؤال ماذا يفعل المجتمع مع هؤلاء؟ الأصل فى العقوبة أنها شخصية بمعنى أنه لا يجوز معاقبة شخص إلا على ما اقترفت يداه، لكن ابنه الان يشاهد والده يحاكم فى ظل ظروف ما بعد الثورة ويرى أيضاً أن الغالبية من وسائل الإعلام والشخصيات التى تظهر فى التليفزيون تذكر بفساد تلك الأسماء ليل نهار وقد يصل الأمر إلى حد السباب لهم بأبشع الصفات. والحقيقة أن من يحدد أن شخصا ما فاسد من عدمه هو حكم المحكمة النهائى وقبل ذلك فأى متهم هو برىء حتى تثبت إدانته فى محاكمة عادلة، ولابد أن نخلق للقضاة أجواء يحكمون فيها بالعدل فلا يمكن لأحد منا أن يظلم وقد ذقنا طعم الظلم، ولا يمكن لأى منا أن يقبل أن يقال إن هذه الثورة كان منهجها الانتقام. لكن السؤال ألا يتوقع أن يقوم أبناء المتهمين بعمل ما انتقاما لآبائهم؟.. وارد. والسؤال الثانى هل نقبل أن تستمر مرحلة عدم تصالحهم مع المجتمع فترة طويلة؟ أم نأخذهم بذنوب آبائهم؟ وكيف سيؤدى هؤلاء عملهم فى المجتمع فى ظل تلك المحاكمات؟ وهل سيكونون مخلصين فى انتمائهم للبلد؟ الحقيقة أن هؤلاء الأبناء لا سيما القصر منهم ليس لهم أى ذنب فيما جناه آباؤهم، وإذا كنا ندافع عن حقوق كل من ظلم أو قتل من فئة قليلة ظلت قابعة على سدة الحكم، فالأدعى ألا نمارس نحن الظلم دون أن نشعر. وعليه.. فهؤلاء لهم حقوق علينا أولها: محاكمة آبائهم بالعدل حتى وإن كان آباؤهم لم يفعلوا ذلك لما كانوا فى سدة الحكم، وثانيها: لا يمكن بأى حال من الأحوال أن نسب متهما أو نسب أى شخص لأنه حتى المحكوم عليه بعد الإدانة لم ينص المشرع على عقوبة تبعية تشمل سبه ليل نهار وفى وسائل الإعلام كافة، كما أننى آرى أنه لابد أن نصالح هؤلاء مع المجتمع وأن يكون همنا جميعا أن يكون تحقيق العدالة هو أولوية للجميع. وعلى هؤلاء أن يقدروا ماذا فعلت هذه الثورة مع آبائهم، وانتهاجها منهج المحاكمات العادلة من اليوم الأول، وعلينا أيضاً أن نعرف أن هؤلاء- أبناء المتهمين- جزء من هذا الوطن ووجودهم فى تلك المناصب الحساسة مدعاة للتسامح، لا سيما أن آباءهم يحاكمون ومنهم من يقضى العقوبة. تخيل إحساسك عندما يسلم عليك شاب فى قمة الأدب وأنت فى طريقك أمام المحكمة تطالب بإعدام والده!! مفارقة عجيبة كنت أتعرض لها أثناء محاكمة مبارك، وكنت أشعر فى قلوب هؤلاء بنوع من اللامبالاة بما يدور فى المجتمع سلبا أو إيجابا، وأنهم يشعرون بأنهم غدر بهم وأصبح المجتمع بأسره لا يسمع لهم ويخاف أى شخص من التقرب منهم بحجة أن يوصف من العامة بأنه من أصدقاء أبناء الفلول. الحقيقة أيها السادة أرى أن ذلك ظلم، ويحتاج إلى تسامح من الجميع، فأبناء المتهمين لا ذنب لهم فيما جناه آباؤهم ونحن لسنا فى حاجة كى نخلق تيارا فى المجتمع يكره كل ما هو حوله، ولسنا فى حاجة إلى أن نرى بعض الأشخاص منهم الذين يشغلون مناصب حساسة فى الدولة نراهم يعملون فى مناصبهم دون مبالاة. إذن، إلى كل أبناء المتهمين فى قضايا ما بعد الثورة أقول: لا تسامح مع شخص ثبت أنه ارتكب جريمة فى حق الشعب المصرى أيا ما كانت وأيا من كان، ولابد أن تكون العقوبة عبرة لكل من اقترفت يداه ذنبا فى حق الشعب المصرى، أما أنتم فهذه بلادكم عليكم أن تتقوا ربكم فيها وأن تتمتعوا بالعيش فيها دون أن توصموا أو توصفوا بصفات جارحة، لكن فقط ما أطلبه منكم أن تتذكروا الأم التى فقدت ابنها، والأب الذى فقد ابنه، والشاب العاجز الذى فقد بصره، كل هؤلاء هم أصحاب المظلمة وهم من يستطيعون التسامح لأنهم لا يرضون بالظلم، خلونا كلنا مصريين وبلاش مسميات، والعبرة هى فى أن كل من ارتكب جريمة يحاكم بالعدل ويقتص منه ومن أمواله ولا تسامح معه، وفى نفس الوقت ولا تزر وازرة وزر أخرى، والشعب المصرى شعب طيب ولا يعرف الضغينة ومن السهل جداً أن يفرق بين الخبيث والطيب، ياريت نفكر جميعا فى إننا كلنا مصريين وخلونا نشتغل ونبنى بلدنا ونترك القضاء العادل يقول كلمته. |
الساعة الآن 11:53 AM. |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2025
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017