![]() |
|
رد: التحايل "الاخوانى"!!
|
رد: التحايل "الاخوانى"!!
حماس ستدخل مصر في 30 يونيو عبر الأنفاق لحماية الإخوان
http://tahrirnews.com/images/Section...al/ميلشيات.jpg التحرير وزير الداخلية فاتح صدره أكثر من اللازم هكذا علق الخبير الأمنى اللواء محمود قطرى على تصريحات وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بغلق معابر سيناء قبل مظاهرات 30 يونيو بـ72 ساعة لمنع دخول الإرهاب من وإلى مصر قائلا :" ما وعد به الوزير لن يستطيع تحقيقه أو تنفيذه وليس هو إلا مجرد تصريحات فى الهواء". وأكد قطري في تصريح خاص لـ" التحرير" أن الوزير بيحاول يداري فشله ويسعى لتحسين صورته لينفي تبعيته لنظام الأخوان". و قال أن هدفه من هذا التصريح درء الاتهامات عنه بعد 30 يونيه قائلا:" إذا دخلت كتائب القسام وحماس وفتح واعتدوا على المتظاهرين يظهر حجته آنذاك و يقول أنه قام بواجبه مسبقاً وأغلق المعابر، متناسياً الأنفاق السرية التي تغزو باطن الأرض في سيناء والتي تسمح بدخول الفلسطنين". وقال قطرى لم يستبعد أن يتكرر م احدث في يناير 2011 خاصة لحماية شرعية الإخوان،خاصة أن حماس وفتح وحزب الله هم من أصل "إخواني" وساعدوا الأخوان في تدمير مصر وخروج المساجين أثناء الثورة إلى حكم الرئاسة وحرق الأقسام ونجحوا في مؤامرتهم. وأكد أن الجهاديين الفلسطنيين من حماس وفتح سيأتون لمناصرة الأخوان المسلمين يوم 30 يونيو متخفيين ومن غير سلاح لأن مصر غارقة بالأسلحة، ومدربين على القتال ليواجهوا المتظاهرين السلميين لأن الأخوان على اقتناع تام أنهم قادرين على السيطرة على الدولة من خلال استخدام العنف والقوة. |
رد: التحايل "الاخوانى"!!
أئمة الشر.. الإخوان والشيعة.. الجذور «7»
http://tahrirnews.com/images/Section...ئمة%20الشر.jpg فى عام 1938 زار روح الله الموسوى مقر الإخوان الذى أصبح فى ما بعد الخمينى مفجر الثورة الإيرانية الإخوان حريصون على إخفاء جميع وثائقهم ولا يسمحون أبدا بالإفراج عنها أو خروجها إلى النور مهما مرت عليها السنوات تمر السنوات، وتتعاقب الأحداث، ويمسى الحاضر ماضيا، ومع ذلك يظل هذا الماضى شاخصا أمام أبصارنا حين يضبطه التاريخ، ولكن ترى هل ضبط التاريخ له يماثل ضبط «الكاميرا» للصورة، فتصل لنا الأحداث كما هى بلا رتوش ولا حذف ولا إضافات؟ أم أن قلوب البشر تنقل إلينا ما وقر فيها وما استقبلته مضمخا بالمشاعر، فنعجز عن معرفة التاريخ المجرد إلا بالتقريب؟ كم هى مهمة شاقة تلك التى نتعهد أنفسنا بها، حينما نسرد ما يحدث فى زمننا لتقرأه الأجيال القادمة، فذات يوم سيصبح واقعنا تاريخا، ولكن زمننا يختلف عن الأزمان السابقة، فسهولة توثيق الأحداث اليومية فى العصر الحالى تجعل مهمة رصد التاريخ للوقائع مهمة هينة بالمقارنة بما كان يحدث فى الماضى، ولكن تظل الصعوبة قائمة حينما نحاول رصد تاريخ جماعة سرية، تخفى أفكارها والأحداث التى تمر بها أو تنتويها، تحيط نفسها بأسوار عالية، بحيث لا يستطيع أحد تسورها أو الولوج فى دهاليزها، تضع أوراقها السرية فى توابيت مغلقة، بحيث لا يستطيع أحد أن يقرأها أو يقترب منها، فالاقتراب من «الأوراق المخفية» لدى أى جماعة من الجماعات السرية يعد بمنزلة الاقتراب من منطقة ملغومة شديدة الخطورة، إذ لا تسعى أى جماعة إلى إخفاء بعض أوراقها وجعلها فى «طيات النسيان» إلا إذا كانت هذه الأوراق تشير إلى حقائق ترغب الجماعة فى إخفائها عن الأنظار إما لخطورتها، وإما لأنها قد تكشف عن توجهات فكرية أو حركية تمثل منهجا حقيقيا للجماعة غير منهجها أو خطابها المعلن. وكما بعض الدول تفعل جماعة الإخوان السرية، فإذا كانت الدول تخفى وثائقها وتحيطها بالسرية وتضع عددا من السنوات للكشف عنها، فإن جماعة الإخوان تسعى دائما إلى إخفاء جميع وثائقها، إلا أنها -كعكس الدول- لا تسمح أبدا بالإفراج عن هذه الوثائق. إلا أن أبرز ما تقع فيه الجماعة التى تشعر بالاضطهاد هو مسارعتها للاحتماء بقوى خارجية -خارج الجماعة أو خارج الدولة- بغض النظر عن أى اعتبارات وطنية، وقد يتداخل مع الرغبة فى الاحتماء بالقوى الخارجية شعور الجماعة بالاستعلاء والتفرد وإحساسها بأنها «حامل أختام الحقيقة»، وأن ما لديها من صواب يجب أن ينتصر على «أصحاب الضلالة»، وأنه فى سبيل الانتصار للحقيقة يحق للجماعة أن تسلك الوسائل التى ترى أنها قد تحقق لها هذا «النصر المنشود» حتى ولو كان هذا الطريق هو مخالفة ثوابت الأمة العقائدية والوطنية.. فلا رأى إلا ما يرى القادة.. وهذا هو منطق الطغاة فى كل العصور، وهو نفسه منطق الفراعين الذى حدثنا عنه ربنا سبحانه وتعالى «قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد» (غافر: ٢٩)، وتبرير كل فرعون لطغيانه هو أنه صاحب الرأى والمُلك والقيادة «أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون» (الزخرف: ٥١)، ولأن قادة الإخوان مثلهم مثل كل الفراعين الطغاة، فلا اختلاف عندهم فى الرأى، لأن الاختلاف ينهض بسبب تنوع الأفهام، أما فى الإخوان فلا تعدد للأفهام ولكن معظمهم إلا من رحم ربى يتماهى فى عقل رجل واحد هو من تحكم فى مقاليد أمورهم. وفى تاريخ الإخوان القديم ورقة ظلت مخفية لا يعرف أحد عنها شيئا، ورقة أذهلتنى حين عرفتها، كانت مخبأة فى أحد دهاليز الجماعة دون أن يلتفت إليها أحد أو يشعر بقيمتها التاريخية، كانت هذه الورقة تحتوى على خبر زيارة لمقر الإخوان فى مصر قام بها سيد روح الله مصطفى الموسوى الخمينى عام 1938، وتشير هذه الورقة إلى أن ثمة لقاء خاصا تم بين المرشد الأول للجماعة الأستاذ حسن البنا والسيد روح الله مصطفى الخمينى الذى أصبح فى ما بعد الإمام آية الله الخمينى مفجر الثورة الإيرانية، ولكن مما يؤسف له أن أحدا من الذين عاصروا هذه الواقعة لم يدوِّن أحداثها ووقائعها، رغم أن زيارات أخرى قامت بها شخصيات شيعية شهيرة لمقر الإخوان بمنطقة الدرب الأحمر وصلت إلينا أخبارها وبعض تفصيلاتها. فذات يوم من أيام 1992 وبمحض الصدفة وقعت تحت يدى بعض تفصيلات تلك الزيارة المجهولة التى قام بها الخمينى للإخوان عام 1938، لم تصل لى أخبار الزيارة فحسب، ولكن وقعت تحت يدى ورقة تحمل خبر هذه الزيارة، كانت هذه الورقة مطوية ومنسية مثلها مثل عشرات بل مئات من الأوراق التى بعثرها قادة الإخوان فى كل مكان دون اهتمام، وكأن وثائق الجماعة عورة ينبغى التخلص منها!! ما قصة هذه الورقة؟ وما محتواها؟ فى غضون عام 1992 كان قسم المهنيين فى الإخوان قد قرر خوض انتخابات نقابة التجاريين، وقام القسم باختيارى وأحد المحامين من الإخوان للإشراف القانونى على هذه الانتخابات ومتابعة المخالفات القانونية وتقديم الطعون، وكان لا بد أن نتخذ لأنفسنا مقرا ثابتا لنتابع من خلاله «يوم الانتخابات»، وكان هذا المقر هو مقر الجماعة الرسمى الكائن بشارع سوق التوفيقية القريب من نقابة التجاريين. ذهبنا إلى المقر بعد صلاة الفجر بقليل، وتقابلنا مع فريق العمل من المحامين، وكلفناهم بالمهام وأعطيناهم رقم التليفون الخاص بالمقر لإبلاغنا بكل التطورات والأحداث، ورتبنا كل الأمور قبل أن تطأ قدم إخوانية أرض المقر، ثم فرغنا بعد ذلك لقراءة أذكار الصباح، وبدأت الأقدام تتوالى على المكان. كانت المكالمات الهاتفية التى تلقيناها من فريق العمل قليلة، واليوم يمر بلا مشكلات تقريبا، وكعادتى اتجهت إلى رفوف المكتبة أبحث فيها عن كتاب أقضى معه وقتى، إلا أن عينى اتجهت صوب «رزمة» من المجلات القديمة، فحملت بعضا من هذه الرزمة وجلست على أحد المكاتب أتصفحها، كانت هذه الرزمة تحتوى على أعداد متفرقة من مجلة «النذير» الإخوانية القديمة التى أصدرها الإخوان عام 1938، وفى أثناء تصفحى بعض الأعداد دخل علينا الأخ الذى يقدم الخدمة للمترددين على المكان، وقال لنا إن المرشد الأستاذ حامد أبو النصر حضر إلى المقر وهو بحجرته الآن ويريد أن يرانا ويعرف منا تطورات انتخابات التجاريين. حين دخلنا عليه وجدته جالسا على أريكة بجوار مكتبه، أقبل عليه الأخ الذى معى وانكب على يديه مقبلا إياها، وقعتُ فى حرج، هل أفعل كما فعل الأخ؟ أم أتبع سنة النبى صلى الله عليه وسلم، إذ كان الصحابة عندما يقابلونه يسلمون عليه مصافحة؟ وبسرعة وجدت حلا وسطيا، إذ قمت بالسلام عليه مصافحة وقبلت رأسه، فابتسم الرجل، وأخرج من جيبه بعض قطع من الحلوى وأعطاها لنا وهو يقول إنه اعتاد «تحلية» فم زواره حتى يحلى الله فمه يوم القيامة، جلسنا بجواره نتكلم ونتضاحك وقصصنا عليه أحداث انتخابات نقابة التجاريين، وأفهمناه أن التصويت سينتهى فى الخامسة مساء وبعدها يبدأ الفرز، وقبل أن ننصرف من حجرته أخبرته أننى رأيت فى المكتبة بعض أعداد من مجلة «النذير»، واستأذنته أن آخذ ثلاثة أعداد منهن إلى بيتى لأستكمل القراءة، فأذن لى، على أن أستأذن من الأخ المسؤول عن المقر. وبعد عدة أيام وفى بيتى جلست أتصفح أحد أعداد المجلة ذات مساء، كانت المقالة الأولى التى وقعت عليها عينى تتعلق بإيران وتشرح وتحلل لتاريخها، وكيف أنها درة من درر الشرق، وأنها دولة هادئة مسالمة، وفى أثناء القراءة إذا بورقة تقع من المجلة، أمسكتها فوجدتها صفراء قديمة، يبدو أنها ظلت داخل صفحات هذا العدد من المجلة سنوات وأحقاب عديدة حتى بهت لونها، كانت هناك بعض كلمات فى الورقة، قرأت النص المكتوب ثم التفت عنه، بل كدت أن أرمى الورقة فى سلة المهملات، إذ لم يقع فى خاطرى أنها ذات أهمية، ولكن هاجسا انتابنى دفعنى إلى طى الورقة ووضعها فى مكانها بالمجلة، كان النص المكتوب فى الورقة الصفراء هو (الأخ الكريم محمود عبد الحليم رعاه الله رجاء سؤال الأستاذ المرشد عن زيارة رجل الدين الشيعى روح الله مصطفى الموسوى لفضيلته فى المقر، هل من المناسب أن نكتب فى العدد القادم من المجلة عن تفاصيل هذه الزيارة أم أن فضيلته ليس له رغبة فى ذلك، عن نفسى فإننى أحب أن أكتب مقالة بنفسى عن هذا الأمر وعن الذى قاله الأستاذ فى خصوص أن نعمل فى المتفق عليه، وأن نعذر بعضا فى المختلف فيه، وعلى العموم الرأى محال لفضيلته، ولكننى أحببت فقط أن أشارك فى الرأى، مع رجاء الرد سريعا لارتباطنا مع المطبعة يوم الجمعة القادم.. توقيع صالح مصطفى عشماوى). من هو روح الله مصطفى هذا؟ وهل هو من الشخصيات العابرة التى لا تعلق فى الأذهان؟ حتى إن الزيارة لم تلق الاهتمام الكافى إعلاميا، بل إن مؤرخى الجماعة لم يكتبوا عن هذا اللقاء وما تم فيه، كانت هذه أسئلة جالت بخاطرى ودفعتنى إلى الاحتفاظ بالورقة لعلى أجد بعد ذلك إجابة وافية عنها. وبعد أيام ذهبت إلى مقر الجماعة لبعض شأنى، فتقابلت مع الحاج عباس السيسى، رحمة الله عليه، والحاج عباس السيسى هو أحد القيادات التاريخية للجماعة، وكان قد تتلمذ إخوانيا على يد المرشد الأول حسن البنا، كما كان فى هذا الوقت وقت لقائى به أحد الأعضاء البارزين فى مكتب الإرشاد، وقبل أن ينتهى لقائى معه سألته عن روح الله مصطفى، من هو، وما هى قصة زيارته للمرشد الأول عام 1938؟ أومأ الحاج السيسى برأسه، وظهر البشر على وجهه الطيب، وقال: من الذى أخبرك عن هذه الزيارة، فقصصت عليه القصة وأنبأته بخبر الورقة الصفراء فقال لى: اجعل هذه الورقة معك لا تعطها لأحد من الإخوان، فهم لا يهتمون بالتاريخ ولا بالتوثيق، ولو أعطيتها لهم ستضيع، فهذه ورقة مهمة. استرسل الشيخ فى الشرح، وتحولت أنا إلى أذن مصغية، فقال: روح الله هذا هو الإمام الخمينى رحمه الله، لم يكن معروفا وقتها، كما لم يكن من المقبلين على التقريب بين الشيعة والسنة، ومع ذلك تقابل معه الإمام الشهيد ليحاول إقناعه بالتقريب، أما الذى كان مقتنعا بالتقريب فهم أفراد آخرون من علماء الشيعة مثل الكاشانى والقمى وغيرهما، وهؤلاء تقابل معهم الإمام الشهيد وأنشأ معهم دارا للتقريب. فسألته: ولكن اللقب الذى كان مكتوبا بالورقة التى عثرت عليها هو «الموسوى» وليس الخمينى؟ رد قائلا: لقبه كان الموسوى نسبة إلى عائلته على الأرجح، وكان أيضا «الخمينى» نسبة إلى البلد الذى ولد فيه، وفى الوقت الذى زارنا فيه كان مشهورا بـ«الموسوى». عدت أسأله: قرأت فى الورقة مقولة الإمام الشهيد الشهيرة أن نعمل فى المتفق عليه بيننا، وأن نعذر بعضا فى المختلف فيه، هل هذه العبارة كانت من أجل التقريب بين السنة والشيعة؟. قال: هذه عبارة الأستاذ رشيد رضا، رحمه الله، وقد استعملها الإمام الشهيد فى مواضع كثيرة، منها تلك اللقاءات التى جمعته بالشيعة، وقد قالها للقمى وللكاشانى بعد ذلك... ثم استطرد: ويبدو أن الخمينى تأثر بحسن البنا تأثرا كبيرا وقد قال لى هذا شخصيا. سألته: وهل قابلت الخمينى؟ قال: نعم قابلته، فقد زاره بعض وفود من الجماعة أكثر من مرة بعد الثورة الإسلامية فى إيران، وكنت فى أحد هذه الزيارات، أخونا يوسف ندا كان على رأس الوفد الأول، وقد ذهب ندا وفقا لأوامر صدرت له شخصيا من الأستاذ التلمسانى، أما أنا فقد كنت فى وفد آخر، وأظنه الوفد الثانى، وتحدثنا مع الخمينى رحمه الله عن ضرورة أن يكون للإخوان جمعية فى إيران، فوافق بسماحة، وقال إنه تأثر بحسن البنا تأثرا كبيرا، وأخبرنا عن زيارته لنا فى مصر ومقابلته للإمام الشهيد، وقال إنه أطلق على نفسه لقب «المرشد» تأثرا وتيمنا بلقب المرشد الذى كان لحسن البنا. عدت أسأله: هناك أمر استلفت نظرى، لماذا لم يكتب الإخوان عن زيارة الخمينى الأولى للإمام الشهيد وما حدث فيها؟! ولماذا لم يكتب الإخوان التفصيلات الكاملة لخبر زياراتكم للخمينى فى إيران وتفصيلا؟ قال: عن زيارة الخمينى لنا، أظن أنه وقتها لم يكن شخصية مشهورة، وكانت الزيارات التى نستقبلها لوفود من الشباب المسلم من كل العالم هى من الأمور الدورية الاعتيادية، وبالتالى لم تلق هذه الزيارة اهتماما إعلاميا وقتها من أى أحد لا من الجماعة ولا من غيرها، ولكن زيارات أخرى كانت محل اهتمام من الجماعة مثل علاقتنا بالإمام تقى القُمى والإمام الكاشانى، لأنهما كانا يعملان مع الإمام الشهيد فى التقريب بين السنة والشيعة، والإمام الشهيد كان صاحب فكرة إنشاء دار التقريب، بل هو صاحب هذه التسمية، كما أن أحدا لم يكن يعلم أن هذا الشاب «الموسوى» سيصبح فى ما بعد الإمام «الخمينى» ذائع الصيت والتأثير، أما عن عدم قيامنا بالكتابة عن زياراتنا للخمينى بعد الثورة الإسلامية، فلاحظ أن نظام السادات كان قد أخذ موقفا عدائيا من تلك الثورة ، فالسادات كان يخاف من مسألة تصدير الثورة إلى مصر، فضلا عن ذلك فإن علاقتنا بالسادات كانت قد تأثرت فى نهاية حكمه، فلم نرد أن نزيد الطين بلة، وقد استمر مبارك على نفس نهج السادات، فآثرنا الصمت، وخذ بالك لا تتحدث بإفاضة عن هذه المعلومات مع أحد، لأن الجماعة من الممكن أن تصاب بأضرار بسبب هذه القصة. قلت: ولكن الأستاذ عمر التلمسانى رحمه الله أشاد بالثورة الإيرانية؟! قال: هذه نقرة وتلك نقرة، المرشد يقول رأيا، أما أنت فلديك معلومات، والمعلومات التى قدمتها الجماعة إلى الرأى العام محدودة، وليس لك أن تتحدث فى هذه الشؤون، لأن هذا ليس من اختصاصك، هذه معلومات لك وحدك، لعلك تكتبها ذات يوم فى ظروف تسمح بذلك، وأظنك قرأت فى كتاب المرشد التلمسانى رحمه الله «ذكريات لا مذكرات» أن علماء الشيعة كانوا ينزلون ضيوفا على الإخوان فى المركز العام فى القاهرة، وأن الإمام الشهيد كان على علاقة محبة وصداقة مع آية الله كاشانى. انتهى الحديث بيننا، وانتهت الزيارة، وبقيت تلك القصة عالقة فى ذاكرتى، وبقيت الورقة الصفراء معى شاهدة على فترة من تاريخ الجماعة وصفحة من صفحاتها. الجماعة التى تشعر بالاضطهاد تسارع إلى الاحتماء بقوى خارجية بغض النظر عن أى اعتبارات وطنية الحاج السيسى أخبرنى أن وفودا كثيرة من الإخوان قابلت الخمينى بعد الثورة الإيرانية والإطاحة بالشاه وأن أحد هذه الوفود رأسها يوسف ندا الذى ذهب بأمر مباشر من التلمسانى التلمسانى ذكر فى كتابه «ذكريات لا مذكرات» أن علماء الشيعة كانوا ينزلون ضيوفا على الإخوان فى المركز العام فى القاهرة وأن البنا كان على علاقة محبة وصداقة مع آية الله كاشانى |
رد: التحايل "الاخوانى"!!
ثروت الخرباوى يكشف العمامة والطربوش«8».. أئمة الشر.. الإخوان والشيعة
http://tahrirnews.com/images/Section.../الخميني11.jpg تقى الله القمى.. العلامة الفارقة فى تاريخ العلاقة بين حسن البنا والشيعة كان الشيخ محمد تقى القـُمّى علامةً فارقةً فى تاريخ العلاقة بين حسن البنا والشيعة، ولمحمد تقى القمى قصة تقود إلى عالم سرى لم يتطرق إليه الإخوان إلا نادرا، ما قصة محمد تقى القمى؟ وما علاقته بالبنا؟ ولد محمد تقى الدين القمى فى طهران عام ١٩٠٨ لعائلة شيعية ثرية، وكانت عائلته ذات باع طويل فى المذهب الشيعى، حتى إن سلسلة أجداده لسابع جد كانت ذات مكانة دينية كبيرة بين الشيعة، وكان والده «حجة الإسلام» وهو أعلى لقب دينى وقتها أقام أحمد القمى كبير القضاة الشرعيين بطهران، فكان أن نشأ الابن محمد تنشئة دينية ونهل المذهب الشيعى من المنبع، ويكبر الصبى ويصل إلى مدارج الشباب ويقرر أن يدرس اللغة العربية وآدابها وكأنه كان يصوب نظره نحو مستقبل يبتغيه، وبرع الشاب الصغير فى علوم اللغة العربية فى فترة قصيرة، وفى ذات الوقت ظل يواصل دراسته الدينية على يد بعض علماء الشيعة الكبار حتى استقام عوده وأصبح صاحب منهج وهدف، وعندما اقترب عمره من الثلاثين قرر أن يخرج من إيران ويجوب العالم فى رحلة شبيهة برحلات «جليفر» الأسطورية، فكانت رحلة «القمى فى بلاد أهل السنة»، تلك الرحلة التى قضى فيها الجزء الأكبر من حياته. ترك القمى إيران عام ١٩٣٧م، وبدأ رحلته الطويلة التى سماها رحلة التقريب بين السنة والشيعة! هل من الممكن أن يحدث هذا؟ هل من الممكن أن يلتقى الشتيتان، بعد أن ظنا كل الظن أن لا تلاقيا؟! وهل كان التقريب هو هدف القمى أم كانت له أهداف أخرى؟ فكرة التقريب هذه قد تبدو خلابة آسرة مبهرة، فما أعظم أن تتوحد الأمة، لكن كيف ستتوحد؟ أسيتخلى أهل السنة عن عقيدتهم الراسخة، ويندمجون فى المذهب الشيعى؟ أم سيحدث العكس ويتخلى الشيعة عن تشيعهم وعن نظرتهم التكفيرية لكبار الصحابة؟ هل سيعيد الشيعة الاعتبار إلى السيدة عائشة رضى الله عنها؟ هل سيصبح الإمام الغائب محمد بن الحسن المهدى أسطورة من أساطيرهم أم سيظل عقيدة راسخة رسوخ الجبال؟ هل الفروقات الضخمة بين العقيدتين ستصير إلى زوال؟ أم أن هذا التفرق هو من أقدار الله لهذه الأمة لذلك قال سبحانه فى الكتاب الكريم (ولا يزالون مختلفين)، ثم قال (ولذلك خلقهم) ولذلك أيضا قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ستفترق أمتى على ثلاث وسبعين شعبة). حط القمى رحاله فى العراق ثم لبنان، وفيهما تشاور مع علماء الشيعة، وأبدى لهم رغبته فى تقريب أهل السنة للشيعة، والغريب أن علماء الشيعة الذين تحدث معه القمى وافقوه على رغبته، وكأن هذا الأمر متفق عليه من قبل، وكأنه خطوة مرسومة، ظاهرها هو تجميع الأمة تحت راية واحدة، لكن باطنها هو تمييع عقيدة أهل السنة! أو بالأحرى كانت بوابة التقريب هى البوابة التى راهن الشيعة عليها فى نشر المذهب الشيعى فى مصر، بحسب أن أهل مصر يضعون آل البيت فى منزلة كبيرة، لذلك كانت مصر هى المحطة الثالثة للشيخ محمد القمى، وضع القمى نصب عينيه أن مصر هى قلب العالم الإسلامى، وفيها الأزهر الشريف الذى كان فى بدايته مركزًا شيعيًّا فاطميًّا، ولعلنا نتذكر دخول الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد إلى الأزهر الشريف فى أثناء زيارته مصر فى فبراير عام 2013، وقتها رفع نجاد إصبعيه علامة النصر، وكأنه غازٍ، جاء يعيد مجد أجداده الفاطميين بما يذكرنا بمقولة الجنرال الفرنسى «هنرى جورو» الذى دخل إلى دمشق غازيًّا بعد معركة ميسلون فتوجه إلى قبر صلاح الدين الأيوبى ووقف على القبر متشفيًّا حاقدًا، وظهر حقده فى عبارته الشهيرة التى قالها وقتئذ: (ها قد عدنا يا صلاح الدين). كان الأزهر هو المستهدف الأول للشيخ محمد القمى، فمن خلاله قد يستطيع الشيعة نشر المذهب الشيعى فى مصر، مستغلين فى ذلك حب المصريين وشغفهم بآل البيت وأضرحتهم، ورد فى بال القمى وقتئذ أن الأزهر كان هو المهبط الذى هبط عليه رجل الدين الشيعى «جمال الدين الأسد آبادى الشهير بجمال الدين الأفغانى» فى أثناء تجواله فى بلاد أهل السنة، ومن خلاله تعرف على الشيخ محمد عبده وعلى كثير من علماء الأزهر الكبار، ومن خلال الأزهر قد يستطيع القمى التغلغل وسط أهل السنة وإقناعهم بالتعبد لله وفقا لمذاهب الشيعة! وإذ وصل القمى إلى مصر توجه أول ما توجه إلى حسن البنا الذى استقبله وأحسن وفادته، ثم استطاع بعد أيام قليلة عن طريق البنا الاجتماع بشيخ الأزهر الشيخ مصطفى المراغى، عرض القمى على المراغى فكرة أن تجتمع الأمة تحت راية واحدة، وأن ننسى خلافاتنا العقائدية، فاستقبل المراغى هذه الفكرة قبولًا حسنًا، ووقع فى خاطره أن أهل الشيعة من الممكن أن ينتقلوا من تشيعهم إلى «التسنن»، فكان أن مد له يد المساعدة وهيّأ له فرصة الاتصال بعلماء السنة الكبار كالشيخ عبد المجيد سليم، كانت الفرصة سانحة فطلب القمى من شيخ الأزهر إتاحة الفرصة له للتدريس فى الأزهر كوسيلة من وسائل التمازج النفسى والمشاعرى والفكرى، فوافق المراغى وأصبح القمى محاضرا فى الأزهر للفلسفة الإسلامية! وحين اشتعلت الحرب العالمية الثانية عاد القمى إلى إيران حيث ظل فيها سنوات قليلة، وفيها تقابل مع أكبر رجل دين شيعى، هو «آية الله العظمى الإمام البروجردى»، وفى هذا اللقاء تلقى القمى دعمًا معنويًّا كبيرًا من إمامه الشيعى الكبير، إذ كانت الفكرة التى اختمرت فى ذهن رجل الدين الكبير، هو أنه من خلال فكرة التقريب هذه سينجح الشيعة فى «تشييع أهل السنة»، وكما يقولون فى المثل «كل يغنى على ليلاه». وبعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها عاد القمى إلى مصر ليستكمل رحلته التى ظاهرها «التقريب» وباطنها «التشييع»، والتقى القمى بعد عودته أول ما التقى بصديقه الحميم حسن البنا، وكان البنا عند حسن ظن القمى به فقد جعل من إحدى حجرات المقر سكنًا ومقرًا له، أسر القمى للبنا بسر عودته ومشروعه الذى يسير فيه، فبارك البنا له ما فكر فيه: «نعم الرأى ما رأيت يا قمى». ومع عدد من علماء السنة كانت لقاءات وحوارات، وفى غضون شهر فبراير من عام 1947 قام القمى بتأسيس «دار التقريب بين المذاهب الإسلامية»، ونجح الرجل الدؤوب فى ضم عدد لا يستهان به من أصحاب القامات العلمية السنية الكبيرة إلى جمعيته هذه، كان منهم الشيخ محمود شلتوت الذى أصبح شيخًا للأزهر فى ما بعد، والشيخ مصطفى عبد الرازق، والشيخ عبد العزيز عيسى، ووسط هذا الجمع كان حسن البنا المرشد الأول للجماعة، لا شك أنها كانت صداقة وطيدة تلك التى جمعت بين هذين الرجلين حتى إن تاريخ جماعة الإخوان كان ولا يزال يشيد بهذه الصداقة ويعتبرها من فتوحات البنا. فتحت دار التقريب أبوابها فضمت لاستكمال الشكل العالم الشيعى الكبير الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، والعالم الشيعى العراقى الكبير «السيد عبد الحسين شرف الدين الموسوى» وغيرهم، وبعد إشهار الجمعية صار الشيخ محمد القمى سكرتيرها العام ومؤسسها الأول وفقا لما ورد فى المادة السادسة من النظام الأساسى للجمعية، وكان من نشاط جمعية القمى هذه إصدار مجلة أطلقوا عليها اسم «رسالة الإسلام»، وظلت هذه المجلة تصدر ردحًا من الزمن اقترب من عقد ونصف العقد، وفى أعداد هذه المجلة تم نشر الفتوى الشهيرة للشيخ محمود شلتوت، التى كانت مفاجأة كبرى لأهل السنة، أصدر الشيخ شلتوت فتواه فى إبريل ١٩٦٠، وذهب فيها إلى جواز التعبد على المذاهب الإسلامية، ومنها مذهب الشيعة الأمامية (الإثنا عشرية). وبذلك نجح القمى فى استخلاص فتوى من أكبر قامة علمية سنية بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية الإثنى عشرية، فى الوقت الذى لم يبح فيه أى عالم من الشيعة للشيعة بجواز التعبد لله بأى مذهب من مذاهب أهل السنة، ويبدو أن تأثر الشيخ شلتوت، رحمه الله، بفكرة التقريب هو الذى دعاه إلى إصدار هذه الفتوى، إذ قال فى أحد أعداد مجلة التقريب (وكنت أود لو كتب قصة التقريب أحد غير أخى الإمام المصلح محمد تقى القمى ليستطيع أن يتحدث عن ذلك العالم المجاهد الذى لا يتحدث عن نفسه ولا عما لاقاه فى سبيل دعوته، وهو أول من دعا إلى هذه الدعوة وهاجر من أجلها إلى هذا البلد، بلد الأزهر الشريف، فعاش معها وإلى جوارها منذ غرسها بذرة مرجوة على بركة الله، وظل يتعهد بالسقى والرعاية بما أتاه الله من عبقرية وإخلاص وعلم غزير وشخصية قوية وصبر على الغير وثبات على صروف الدهر حتى رآها شجرة سامقة الأصول باسقة الفروع تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويستظل بظلها أئمة وعلماء ومفكرون فى هذا البلد وفى غيره). علاقة القمى بالمرشد الأول حسن البنا كانت ظاهرة أمام العيان غير خفية ولا خافية على أحد، ذكرها الأستاذ محمود عبد الحليم المؤرخ الأول للإخوان فى كتابه (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ الجزء الأول)، وقال عنها المرشد الثالث الأستاذ عمر التلمسانى «كان البنا حريصًا على توحيد كلمة المسلمين، وكان يرمى إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم، خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا صلى الله عليه وسلم واحد، وإلهنا واحد، ولقد استضاف لهذا الغرض محمد القمى أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم فى المركز العام فترة ليست بالقصيرة»، ولعلى لم أجد أحدًا يخالف هذه الحقيقة، كما أنه من المعروف أن البنا قد قابل المرجع الشيعى آية الله الكاشانى فى أثناء الحج عام 1948، وحدث بينهما تفاهم. وبعد أكثر من أربعين عامًا من مقتل حسن البنا وتحديدا فى غضون عام 1990، وقعت حادثة سير أليمة فى باريس توفى بسببها الشيخ الغامض «محمد القـُمى»، وتم نقل جثمانه إلى طهران حيث دفن هناك. ■ ■ ■ كان كتاب حسن البنا «مذكرات الدعوة والداعية» كاشفًا عن رجل خلط بين نفسه والدعوة، حتى إن الإخوان لا يزالون إلى الآن يتحدثون عن البنا (صاحب الدعوة)، ولدرجة أن الإخوان طبعوا عام 1990 كتيبًا وزعوه على قسم الأشبال بالجماعة عنوانه (حسن البنا مؤسس الدعوة الإسلامية)، وعندما أراد الإخوان أن يهذبوا من هذه العبارة قالوا فى كل أدبياتهم إن حسن البنا مؤسس الحركة الإسلامية، وكأن الله سبحانه أرسل نبينا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لينشر الدين الإسلامى، ثم أرسل الإمام المعصوم حسن البنا ليؤسس الحركة الإسلامية! فى مذكرات الأستاذ محمود عساف كتب يقول (كان البنا يسأل الشخص المرشح سؤالًا: هل إذا حدث انقلاب فى الإخوان، وأبعد حسن البنا هل تظل تعمل فى الجماعة؟) ثم يقول عساف (كان هذا السؤال يلح عليه حيث انشق بعض المعارضين، لم يحس المنشقون بمدى تجسيد الدعوة فى شخص حسن البنا). فإذا قرأنا تراث حسن البنا نجد أنه كان حريصًا أشد ما يكون الحرص على تجميع الأمة تحت راية واحدة، وحسنا هى تلك الفكرة، لكنه كان لا يرى إلا رايته هو، ولا يرى إلا نفسه هو، هو الذى يجب أن تجتمع الأمة خلفه ليكون قائدها الربانى، وليس هناك من سبيل إلا ذلك إلا الجمع بين الشيعة والسنة فى إناء واحد، حتى ولو أدى الأمر إلى التمييع والتنازل، فالعقيدة نفسها لا تهم، والولاء ليس له وجود إلا الولاء إلى المرشد، لم يدرك البنا أن رغبته الجارفة فى أن يكون مرشد هذه الأمة لا تتحقق بالتمييع والتنازل عن ثوابت الأمة، لكن رغبته الجارفة فى إمامة الأمة كلها جعلته ينظر إلى الموضوع نظرة سياسية لا عقائدية، أو بالأحرى نظرة ذاتية، لذلك كان يبغض الأحزاب كلها، ويقف ضدها، وكان أيضا يكره أن تنقسم الأمة إلى شيعة وسنة، هو يريد أن تكون أمة واحدة ليتسيد هو على الجميع ويكون إمامًا للكل. تجد حسن البنا يقول فى رسائله كلامًا طيبًا فى ظاهره إلا أنك إذا تمليته وسبرت غوره وأنزلته إلى حياة البنا وتوجهاته ستجد معنى يختلف عن المعنى الظاهر، بل ستجد غموضًا وتقية، فهو يقول فى رسالة دعوتنا (اعلم فقهك الله أولا: إن دعوة الإخوان المسلمين دعوة عامة لا تنتسب إلى طائفة خاصة، ولا تنحاز إلى رأى عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة، وهى تتوجه إلى صميم الدين ولبه، وتود أن تتوحد وجهة الأنظار والهمم حتى يكون العمل أجدى والإنتاج أعظم وأكبر، فدعوة الإخوان دعوة بيضاء نقية غير ملونة بلون، وهى مع الحق أينما كان، تحب الإجماع، وتكره الشذوذ، وإن أعظم ما منى به المسلمون الفرقة والخلاف، وأساس ما انتصروا به الحب والوحدة. والمعنى البادى هنا أن جماعة الإخوان ليست جماعة لأهل السنة، ولا لطوائف الشيعة، كما أنها ليست للخوارج، أو المعتزلة، أو الأشاعرة، أو الجهمية، هكذا هو يقول، لكنها (لا تنتسب إلى طائفة خاصة)، كما أنها وفقًا للبنا فى رسالته (لا تنحاز إلى رأى عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة)! ثم يقول (دعوة الإخوان بيضاء نقية غير ملونة بلون). هل فهمت شيئا من هذا الكلام، وهل يؤدى إلى معنى واضح، وما تلك الكلمات الغامضة التى يقول فيها (رأى عرف عند الناس بلون خاص ومستلزمات وتوابع خاصة)! ولعلك تلحظ «التقية» فى كلماته هذه، فقد وضعها بطريقة نفهمها على أكثر من نحو، فهو يكاد يقول إن جماعة الإخوان ليست جماعة سنية، ولا شيعية، لكنها تجمع بين هذا وذاك. وتكملة للتقية فى رسائل البنا نجده يقول رسالته هذه تحت عنوان «نعتذر لمخالفينا»... (.... ثم أمر آخر جدير بالنظر.. إن الناس كانوا إذا اختلفوا رجعوا إلى الخليفة وشرطه الإمامة فيقضى بينهم، أما الآن فأين الخليفة؟). والكلام عن «الخليفة وشرطه الإمامة» يدخلنا فى الطائفة الشيعية من أوسع أبوابها، إذ عندهم فارق كبير بين الخليفة والإمام، ففى دراسة أعدها «مركز الأبحاث العقائدية»، وهو أحد المراكز الشيعية الكبيرة تحت عنوان «الخليفة والإمام». ذكروا فى تعريف الخلافة أنها: الرئاسة العامة فى التصدى لإقامة الدين بإحياء العلوم الدينية وإقامة أركان الإسلام، والقيام بالجهاد وما يتعلق به من ترتيب الجيوش والفرض للمقاتلة وإعطائهم من الفيئ، والقيام بالقضاء وإقامة الحدود ورفع المظالم والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، نيابة عن النبى «صلى الله عليه وآله وسلم» وهى لا تكون إلا بنص النبى «صلى الله عليه وآله» وما زعموه من أنه: لا يصلح أن يقال إن الله يستخلف أحدا عنه، ممنوعة، لتصريح أئمة السنة بكون داود «عليه السلام» خليفة الله، وأنه قد وصف بهذا فى القرآن العظيم، وإنما انحرفوا عن هذا المعنى تصحيحًا لخلافة الثلاثة، وتوسلوا فى سبيل إثبات صحة خلافاتهم بالشورى حتى عدّوا الخلافة جزءا منها، ورغم أن مصطلح الخلافة ظاهرا فى معنى الإيصاء وتنصيب النائب عن منوبة، إذ يفترض وجود مستخلف، وأنه مريد لتعيين من يخلفه، لأن ذلك من شؤونه لا من شأن غيره، ولو لم يكن هذا المعنى لازمًا لمفهوم الخليفة لما ترك الخليفة الأول والخليفة الثانى الأمة دون أن ينصبوا رئيسًا لها وإن كان هذا التنصيب بأشكال مختلفة، فتحصل من كل ذلك أن الخلافة لا تصح إلا بأن ينص السابق على لاحقه، وأنها من شؤون الدين لا من شؤون الناس، أما الإمامة فهى الخلافة الإلهية التى تكون متممة لوظائف النبى «صلى الله عليه وآله» وإدامتها عدا الوحى، فكل وظيفة من وظائف الرسول من هداية البشر وإرشادهم وسوقهم إلى ما فيه الصلاح والسعادة فى الدارين وتدبير شؤونهم وإقامة العدل ورفع الظلم والعدوان وحفظ الشرع وبيان الكتاب ورفع الاختلاف وتزكية الناس وتربيتهم، وغير ذلك كلها ثابتة للإمام، فما أوجب إدراج النبوة فى أصول الدين هو بعينه الذى أوجب إدراج الإمامة بالمعنى المذكور فيها، ويشهد لكون الإمامة من أصول الدين أن منزلة الإمام كمنزلة النبى فى حفظ الشرع ووجوب اتباعه والحاجة إليه ورياسته العامة بلا فرق، وقد وافق على أنها من أصول الدين جماعة من مخالفى الإمامية كالقاضى البيضاوى، فالإمامة ليست مجرد زعامة اجتماعية وسياسية، فلو كانت كذلك لكان الإنصاف أنها من فروع الدين كسائر الواجبات الشرعية من الصوم والصلاة وغيرهما، لكن الشيعة لا يكتفون بمجرد هذا المعنى، بل هى عندهم لطف إلهى كالنبوة، فتكون أصلًا لا فرعًا). المستفاد من رسائل حسن البنا أنه أراد أن يزيل الفوارق بين العقائد، ولذلك أطلق مقولة أستاذه رشيد رضا فى هذا المضمار فقال (فلنعمل فيما اتفقنا عليه وليعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه)، هو يريد من جماعته أن تجمع الكل فى إناء واحد، ويكون هو المهيمن على الإناء وحده، ألم يقل من قبل لسكرتيره محمود عساف إن الإيمان لديك بدعوة الإخوان لا يكتمل إلا إذا آمنت بصاحب هذه الدعوة حسن البنا. هكذا كان ينظر حسن البنا إلى نفسه، وهكذا كان أتباعه ينظرون إليه، هو الإمام المعصوم الذى لا يأتيه الباطل أبدا، لذلك عندما وقع الشيخ محمد القمى تحت يد البنا وجده لقمة سائغة لتحقيق هدفه فى تجميع الأمة كلها تحت راية الإخوان المسلمين، ولا نستطيع فى الحقيقة معرفة من الذى التهم من؟! خاصة أن حسن البنا هو الذى قام بتوصيل القمى للشيخ محمود شلتوت قبل أن يصبح شيخًا للأزهر، وهو الذى استطاع التأثير عليه من الناحية العاطفية تحت لافتة أن شلتوت من الممكن أن يجمع طائفة الشيعة مع السنة بحيث يدخلهم إلى التسنن، ومن أجل هذا كان الشيخ شلتوت، رحمه الله، فى معية دار التقريب، ومن أجل هذا أيضا أصدر فتواه الشهيرة بجواز التعبد لله على عقيدة الإمامية الإثنى عشرية! |
رد: التحايل "الاخوانى"!!
ثروت الخرباوى يكشف: حسن البنا داعية للشيعة.. والكاشانى مرشدا للإخوان المسلمين «9»
http://tahrirnews.com/images/Section...باوى%20989.jpg القمى الشيعى وصف البنا بأنه «كان جبلاً شامخًا فى همومه وتحركه ونشاطه وتخطيطه وإخلاصه» آزرشب الإيرانى يرد على القمى: البنا أراد أن يكون خليفة للمسلمين وسينتهى به الحال مسجونًا فى الليمان أو معلقًا على أعواد المشانق بتهمة التحريض على القتل الحكومة المصرية قامت باعتقال معظم أعضاء الجماعة وتركت حسن البنا حرًّا طليقًا لتساومه على تسليمها أسماء أعضاء الجهاز السرى الخاص البنا اقترح اسم «التقريب» عنوانًا للتقارب السنى الشيعى لأنه أقرب إلى التعبير عن أهداف الجماعة.. والقمى يؤكد أنه تم اغتياله وهو خارج من هذه الدار! فى دراسة أعدها السيد محمد على آزرشب وهو من الشخصيات الشيعية الشهيرة ومن دعاة التقريب بين السنة والشيعة، كشف عن ذكريات الشيخ محمد تقى القمى مع حسن البنا كانت هذه الدراسة تحت عنوان «التقريب بين المذاهب الإسلامية القاهرة القسم الثانى - تاريخ ووثائق» جاء فيها: (الشيخ حسن البنا والتقريب) «وحين يتحدث الشيخ القمى عن ذكرياته مع جماعة التقريب يقف طويلا عند الشيخ حسن البنا، حين يذكره يسرى إلى جسده نوع من النشاط والحيوية فى الكلام كأن نشاط الشيخ البنا يسرى إلى جسده، لم يكن حسن البنا عالما أزهريا، ولم تكن له علاقات مع شيوخ الأزهر، لكنه كان جبلا شامخا فى همومه وتحركه ونشاطه وتخطيطه وإخلاصه، بهذه الصفات الكبيرة اخترق أوساط الشباب الجامعى وربّى جيلا تقيا ورعا مجاهدا مثقفا ثقافة إسلامية واعية صحيحة، كان يحمل همّ التقريب بين مذاهب المسلمين انطلاقا من هدفه الذى كان يعيشه بكل وجوده، وهو عودة الأمة المسلمة إلى عزتها وكرامتها ومكانتها على الساحة التاريخية، روحه التقريبية هذه سرت إلى جماعة الإخوان المسلمين التى أسسها ورعاها وأشرف على مسيرتها، وآثاره لا تزال حتى اليوم موجودة بين جماعات الإخوان المسلمين، فهى الجماعة السلفية الوحيدة التى ترفض التعصب الطائفى وتقيم علاقاتها على أساس الإسلام وحده لا المذهب، ولا تعير أهمية للخلافات المذهبية. الشيخ البنا هو الذى سمّى الدار، جدير بالذكر أن الشيخ حسن البنا كان من أوائل جماعة التقريب ومن المهتمين بدفع مسيرة الدار، وكان الحديث فى الأيام الأولى لتشكيل الجماعة يدور عن اسم للمؤسسة التى يهم الشيخ القمى بإنشائها، هل تحمل اسم الوحدة، أو التعارف، أو التعاضد أو..؟ غير أن الشيخ حسن البنا اقترح اسم التقريب لأنه أقرب إلى التعبير عن أهداف الجماعة، وحملت الجماعة والدار اسم التقريب، بناء على اقتراح هذا الشيخ التقى المجاهد، ولا بأس أن نذكر أن الشيخ كان مهتما أن ينشر فى صحيفته ما يقرب بين أهل السنّة والشيعة، وكان يتعاون مع دار التقريب فى إيصال صوتها إلى السعودية التى حظرت هذا الصوت آنذاك، ولا بأس أن أذكر إحدى ذكريات الشيخ القمى فى هذا المجال، بعد حادثة إعدام السيد أبو طالب اليزدى فى الحجاز انقطع سفر الإيرانيين إلى الحج لسنوات، ثم عاد حج الإيرانيين، وعمدت دار التقريب إلى نشر مناسك الحج على المذاهب الخمسة أى مذاهب أهل السنة الأربعة ومذهب الشيعة الإمامية، من أجل إزالة ما علق فى الأذهان تجاه الشيعة إثر التشويش الذى حدث بعد إعدام السيد الإيرانى، وخلال سنوات انقطاع الإيرانيين عن الحج، هذه المناسك توضح بما لا يقبل الشك أن السنة والشيعة متفقان فى معظم مناسك الحج إن لم يكن كلها، وما كان بالإمكان إدخال هذه المناسك إلى السعودية لتوزيعها فى موسم الحج، لأن التعليمات هناك لم تسمح بذلك آنئذ، ولكن الشيخ حسن البنا وجد الطريق إلى ذلك، فطبع كل هذه المناسك فى صحيفته، وأدخلها فى موسم الحج إلى السعودية، وتوزعت بين الحجاج وكان لها أبلغ الأثر بين المسلمين، وفى تلك السنة حجّ الشيخ حسن البنا، والتقى فى أيام الحج بالعالم المجاهد آية اللّه أبو القاسم الكاشانى الزعيم الدينى لحركة تأميم النفط فى إيران، وبمناسبة الحديث عن الشيخ حسن البنا يذكر الشيخ القمى ليلة استشهاد البنا «رحمه الله» لقد كان فى دار التقريب، وما إن خرج حتى انقطع التيار الكهربائى، وفى وسط الظلام امتدت الأيدى الآثمة لتصفى هذا الداعية الكبير. وقد تكون هذه الأيدى هى التى صفَّت الشيخ المدنى فى الكويت ثم الشيخ القمى نفسه فى باريس. معلومة جديدة أضافها آزرشب فى دراسته هذه حيث قال: «كان حسن البنا قبيل اغتياله فى دار التقريب! الذى استقر عليه كل من كتبوا عن اغتيال حسن البنا بل والثابت من تحقيقات القضية نفسها، أن حسن البنا كان فى مقر جمعية (الشبان المسلمين) كان حسن البنا وقت الاغتيال فى أزمة طاحنة، فجماعته قتلت رئيس الوزراء النقراشى، وعلى أثر ذلك قامت الحكومة المصرية باعتقال معظم أعضاء الجماعة، إلا أنها تركت حسن البنا حرا طليقا لتساومه على أن يسلمها أسماء أعضاء الجهاز السرى الخاص الذى قام بعديد من أعمال الاغتيالات والإرهاب، وكان حسن البنا يخشى من سطوة أعضاء هذا النظام الذين أفلتوا من الاعتقال، فلو قام بتسليم الأسماء للحكومة فلن يفلت من انتقام هؤلاء الذين حملوا السلاح واستساغوا الاغتيال وشرعنوا للقتل، وإذا لم يسلم الأسماء فتهديد الحكومة له قائم، سيتم تقديمه للمحاكمة على رأس المتهمين بقتل النقراشى والتحريض على قتله، وبذلك تنتهى حياته نهاية مأساوية، رجل أراد أن يكون خليفة للمسلمين سينتهى به الحال مسجونا فى الليمان أو معلقا على أعواد المشانق بتهمة التحريض على القتل، أفى ظل هذه الأزمة يفكر حسن البنا فى الذهاب إلى دار التقريب بين السنة والشيعة؟! من أين استقى تقى القمى معلوماته فى هذا الشأن، هل كان البنا فى زيارة له وقتها؟! وتم قتله بعد خروجه من اللقاء. أيا كان الأمر فإن مقتل حسن البنا الذى يحتاج إلى تحقيق تاريخى دقيق لم يحمل نهاية للعلاقة بين الإخوان والشيعة، بل كان مرحلة جيدة تلتها مراحل أخرى كانت العلاقة فيها بينهما أكثر حميمية من ذى قبل، وقد ظل التأثير والتلاقح الفكرى يسير على قدم وساق بينهما خصوصا أن سيد قطب قد ترك تأثيرا كبيرا فى كتابات العالم الشيعى الكبير محمد باقر الصدر، خصوصا عندما كتب كتابه «فلسفتنا» وكتابه «اقتصادنا». بل إن مفاجأة كبرى فجرها الدكتور العلامة إسحاق موسى الحسينى فى كتابه «الإخوان المسلمون كبرى الحركات الإسلامية الحديثة» حينما قال «إن بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون فى مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان»، قطعا «لم ينضموا إلى جماعة الإخوان بحسب أنها جماعة سنية أو أنهم تسننوا وتركوا تشيعهم، ولكنهم انتسبوا إليها بحسب أنها حركة إسلامية يستطيعون من خلالها إحداث قدر من التنسيق يدلفون منه إلى تشييع المحتمعات السنية». وبغض النظر عن هذا، فقد ظل حسن البنا ساعيا إلى فكرة التقريب حتى إن مؤرخ الإخوان الأكبر محمود عبد الحليم قال «لو كانت الظروف قد أمهلت حسن البنا لتمَّ مزج هذه الطائفة بالطوائف السنية مزجًا عاد على البلاد الإسلامية بأعظم الخيرات». وفى ذات الصدد يقول جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد «لقد تنبَّه المصلحون من المسلمين إلى الأضرار التى تتعرض لها الأمة الإسلامية بسبب هذا الانقسام، فراحوا ينادون بوحدة الصف الإسلامى ونبذ أسباب الفرقة بين أبناء الدين الواحد، وقد تزعَّم هذه الدعوة فى بدايتها الإمام جمال الدين الأفغانى والإمام محمد عبده، ثم أخذت الدعوة شكلا جماعيًّا بعد ذلك فنشأت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية التى شارك فيها الإمام البنا». لم يكن هذا هو رأى الإخوان فحسب، ولا تلك هى نظرتهم وحدهم لمرشدهم الأول، ولكن كانت تلك النظرة ممتدة إلى المجتمع الشيعى، إذ يقول هادى خسرو شاهى رئيس مركز البحوث الإسلامية ومستشار وزير الخارجية الإيرانية: «كان نشاط حسن البنا ونهضته فى المبادئ ومفاهيمها المطروحة فى الواقع مكمِّلا للتيار الإسلامى السابق له، والذى كان قد بدأه السيد جمال الدين الحسينى المعروف بالأفغانى فى أواخر القرن التاسع عشر». واستطرد خسرو شاهى فى مقاله قائلا عن لقاء البنا بآية الله كاشانى «والنقطة الأخرى فى هذا الجانب هى لقاء الشيخ حسن البنا مع آية الله كاشانى فى زيارة الحج هذه، وبعد إجرائهما الحوار قرَّرا عقد مؤتمر إسلامى فى طهران تشارك فيه شخصيات من العالم الإسلامى كى تتم فيه تقوية العلاقات الودية بين المسلمين أكثر فأكثر». هل هناك أكثر من ذلك؟! نعم، فآية الله كاشانى أحد كبار الشيعة الذى تحدثنا عنه آنفا كان هو أكبر المرشحين بعد مقتل حسن البنا كى يكون مرشدا للإخوان المسلمين، وقد جرى بشأنه حوار كبير داخل الجماعة إلا أن كفة المستشار حسن الهضيبى رجحت أخيرا فأصبح هو المرشد، وإن كان هذا يدل على شىء فإنه يدل على أن الإخوان يعتبرون أن منهجهم يتفق مع منهج الشيعة، ليس هذا الكلام من عندياتى، ولا هو تعسف فى الفهم وتحوير فى الاستدلال، بل هو من كلام الإخوان حرفيا بلا زيادة ولا نقصان، إذ يقول سالم البهنساوى أحد مفكرى الإخوان المسلمين «منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية والتى أسهم فيها الإمام البنا والإمام القمى والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة، وقد أدى ذلك إلى زيارة الإمام نواب صفوى سنة 1954 للقاهرة، ولا غرو فى ذلك فمناهج الجماعتين تؤدى إلى هذا التعاون». لذلك لم تكن زيارة رئيس إيران إلى مصر فى غضون فبراير 2013 مجرد زيارة سياسية هى الأولى من نوعها، ولكنها كانت فى المقام الأول زيارة إخوانية شيعية ممتدة، بدأت بزيارة القمى للخمينى فى مقر الإخوان، وسيحمل المستقبل لهما مفاجآت لن ينساها أحد. فى التراث المصرى مثل عامى يقول: «طوبة على طوبة خلى العركة منصوبة» ولهذا المثل قصة، فقد كان هناك بعض اللصوص يريدون سرقة الدواب التى يمتلكها أحد أثرياء قرية من القرى والموجودة فى حظيرة ضخمة بجوار داره، فافتعلوا معركة وهمية بينهم أمام هذه الحظيرة، فكان أن بدأ أهل القرية فى التدخل لفض المعركة، وخرج الثرى من داره هو وأولاده يبتغون كبح جماح الخصومة، وخرج الحراس الذين يحرسون الدواب والماشية يحجزون بين المتعاركين، وفى هذه الأثناء دخل النصف الثانى من اللصوص إلى الحظيرة ليسرقوها، وجعلوا صبيا لهم يراقب الطريق، وكلما خفتت حدة المعركة، ولصوص الحظيرة لم يفرغوا بعد من السرقة، يقوم ذلك الصبى بالنداء قائلا «طوبة على طوبة خلى العركة منصوبة» حتى تستمر المعركة بين اللصوص الذين فى الخارج، فيخلو الجو للصوص الحظيرة، وحين اكتشف أهل القرية هذه الحيلة صارت عبارة الصبى مثلا». فى غضون شهر أبريل من عام 2009 قامت مُلاسَنة حادة بين رمزين من رموز الإخوان، أحدهما يقيم خارج مصر وهو يوسف ندا مسؤول قسم الاتصال الخارجى بالجماعة، والثانى محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامى للجماعة، كانت الملاسنة ساخنة موجعة، فيوسف ندا أصدر عدة تصريحات تضمنت إشادة بإيران وثورتها، فى ذات الوقت خرج محمود غزلان عن شعوره وكال الاتهامات لندا واعتبره مروجا للشيعة فى مصر، وزاد غزلان بأن قال: إن ما قاله ندا يخرج عن أفكار الجماعة ولا يعبر عنها! وأن جماعة الإخوان تعادى فكر الشيعة وتدرك خطرهم ولا تسمح لهم بالاقتراب من المجتمعات السنية. كانت تصريحات غزلان الحادة لافتة للنظر، فالرجل ظهر كأنه لا يعرف شيئا عن تاريخ الجماعة ولا عن محاولات المرشد الأول فى دمج السنة بالشيعة، التى أطلق عليها «التقريب»، كما ظهر كأنه لا يعرف أن البنا ساعد بجهود متواصلة قبل أن يموت فى إنشاء دار التقريب الذى ترتب على نشاطها صدور الفتاوى بجواز أن يعتنق السنى مذهب الإمامية الاثنى عشرية! هل يمكن أن يكون غزلان جاهلا بقناعات الجماعة وتوجهاتها وهو الذى يتحدث عنها إعلاميا؟! لفت هذا الصراع الظاهرى نظرى، ووقع فى قلبى أنه خلاف مصنوع، وبعد انتخابات مكتب الإرشاد التى تمت فى شهر ديسمبر من عام 2009 عرفت أسباب هذا الخلاف المصطنع. كنا فى شهر يناير من عام 2010 وكان معرض القاهرة الدولى للكتاب على وشك أن يعلن عن فاعلياته، وحدث أن تواصل معى الباحث الإسلامى المدقق حسام تمام رحمه الله، كانت الصداقة قد جمعتنا قبل هذا التاريخ بعدة سنوات حينما كان حسام يسكن بالقاهرة قريبا منى فى عمارات «عثمان» بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، ثم عاد إلى محافظته الإسكندرية التى نشأ فيها وهو أصلا من صعيد مصر، وكان حسام من الباحثين أصحاب «النظر والفراسة»، لذلك أصبح محط تقدير من الوسط الصحفى والثقافى والإسلامى فى مصر والوطن العربى، خصوصا أنه كان قد سافر إلى عدة دول عربية، حيث درس فيها واقع الحركات الإسلامية، وكان من الدول التى سافر إليها المغرب وغيرها، ولتعمقه فى هذا المجال أنشأ مع آخرين من دول عربية متفرقة موقعا على شبكة الإنترنت متخصصا فى مجال الحركات الإسلامية فى العالم كله، والحق أن الحوارات التى دارت بيننا من قبل كانت متعلقة بتأثر شباب الإخوان بالتيار السلفى، وكان تمام على علاقة وثيقة برموز الحركة السلفية فى مصر وقد أتاح لهم الفرصة فى التعبير عن أنفسهم فى موقع «إسلام أون لاين»، الذى كان يترأس أحد أقسامه، ثم بعد أن شجر الخلاف بين العاملين فى هذا الموقع وإدارته أنشأ حسام موقعا اسمه «أون إسلام» كان منبرا لكثير من الناشطين فى مجال الحركات الإسلامية. قبل أن يبدأ معرض الكتاب فى هذا العام جاء حسام تمام من محافظته الإسكندرية إلى القاهرة ليرتب مع دار النشر التى تنشر كتبه «دار الشروق» أمر توزيع وبيع كتابه «تحولات الإخوان المسلمين» فى معرض الكتاب، وكعادته عندما يأتى إلى القاهرة اتصل بى حيث حددنا موعدا للمقابلة فى مكتبى، أخذنا الحديث فى مناح مختلفة وكان من الموضوعات التى طرحناها أن نشترك معا فى إصدار كتاب عن قضايا الإخوان المسلمين، تحليلا لها وتوثيقا لأحداثها، كان أمر قضايا الإخوان وتوثيقها هو المشروع الفكرى والتاريخى الذى أراد حسام تمام إتمامه، وكان مما تحدثنا فيه أننا نحتاج إلى إعادة قراءة هذه القضايا مرة أخرى، خصوصا أن الإخوان عندما كتبوا عنها كانت أفكارهم غير محايدة على الإطلاق. كانت القضة الأولى التى رأينا أن نكتب عنها هى قضية «اغتيال حسن البنا»، حيث كانت أوراق هذه القضية بالكامل عندى، وكانت الشكوك التى تحدثنا فيها تدور حول ضلوع النظام الخاص فى قتل حسن البنا، خصوصا أن حسن البنا نفسه وفقا لشهادة الوزير مصطفى مرعى الذى كان ممثلا للحكومة فى التفاوض مع البنا فى يناير 1949، أبدى لمرعى تخوفه من أن يقوم النظام الخاص باغتياله. وقبل أن ينتهى الحوار بيننا سألنى حسام عن الخلاف الذى كان قد نشب بين الإخوان بسبب الشيعة: هل لديك تحليل لهذا الخلاف، فأنبأته أنه خلاف محير، خصوصا أن يوسف ندا من أعمدة الإخوان القديمة ومحمود غزلان هو المتحدث الإعلامى، وقطعا فإن غزلان يعرف خطوات التقريب التى كان يقوم بها البنا مع الشيعة، ولذلك فإن هذا الخلاف يبدو محيرا نوعا ما. قال حسام: ليس محيرا، الخلاف ينبئ عن طبيعته. استفهمته: كيف؟ حسام: أنا لديىّ معلومات مؤكدة عن تقارب بين الإخوان والسلفيين، جلس أحد القيادات الكبيرة من الإخوان مع ياسر برهامى القيادى الكبير فى الحركة السلفية بالإسكندرية، وتحدثا عن كيفية التقارب بينهما كحركتين كبريين، وكان جواب برهامى أن الحركة السلفية تأخذ على الإخوان عدة أشياء منها موقفها المتقارب مع الشيعة، والأمر الثانى هو وجود بعض شخصيات إخوانية فى موقع القيادة مثل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد والدكتور محمد حبيب نائب المرشد، وهذه الشخصيات لديها أفكار متساهلة تخالف الشريعة مثل رأيهم عن التقارب مع الشيعة، ورأيهم فى جواز ولاية الأقباط والمرأة، فى هذه الجلسة التى تمت منذ عام تقريبا أبدى القيادى الإخوانى وعدا بتصحيح موقف الإخوان من هذين الأمرين، لذلك افتعل الإخوان مشكلة الشيعة لتكون تصريحات غزلان بلسما شافيا على قلوب السلفيين، ومن بعدها كتب جمعة أمين عضو مكتب الإرشاد عن مدينة الإسكندرية مقالا حدد فيه موقف الإخوان من الشيعة، كان حريصا فيه على إدانة أفكار الشيعة العقائدية، وأخيرا كما تعلم تم إسقاط أبو الفتوح وحبيب والإطاحة بهما من عضوية مكتب الإرشاد، هل تعلم ما حدث بعدها؟ أدلى عبد المنعم الشحات القطب السلفى فى الإسكندرية بتصريح لبعض المواقع الإسلامية بأن جماعة الإخوان بخروج أبو الفتوح وحبيب اقتربت من الدعوة السلفية! قلت: قرأت هذا التصريح، والصورة عندى كانت قريبة مما تقول إلا أننى كانت تنقصنى المعلومات. انتهى حوارى مع حسام تمام رحمه الله واتضحت الصورة الكاملة، الخلاف بين الإخوان حول الشيعة لم يكن خلافا حقيقيا ولكنه كان وسيلة إخوانية «لجر رجل» الحركة السلفية فى مصر كى تتفق سياسيا مع الإخوان، الإخوان لا يزالون على رأيهم بخصوص الشيعة والتقريب معهم، ولكن للسياسة ضرورات. |
رد: التحايل "الاخوانى"!!
ثروت الخرباوى يكشف: الإخوان يبايعون الخمينى خليفة للمسلمين
http://tahrirnews.com/images/Section...ئمة%20الشر.jpg ثأثر البنا فى مواقفه بالكثير من أفكار الشيعة وفى نفس الوقت فإن الكثير من علماء الشيعة نظروا بتقدير وإعجاب إلى شخصية البنا رجل الدين الشيعى نواب صفوى خطب من فوق أحد منابر سوريا قائلا: من أراد أن يكون جعفريا حقيقيا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين الخمينى كان متأثرا بشكل واضح فى كتابه «الحكومة الإسلامية» بفكر سيد قطب والمودودى.. وقد أثر هذا الكتاب فى الإخوان فى السبعينيات حتى إن مصطفى مشهور درسه للطلاب فى المعسكرات الإسلامية فى عهد مرشد الثورة على الخامنئى أصبحت كتب سيد قطب تُدرس فى مدارس الإعداد العقائدى للحرس الثورى الإيرانى عندما نتوغل فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين وعلاقتهم بالشيعة، نجد أن حسن البنا فى مراحله الأولى قد وقع فى هوى الشخصية الشيعية الشهيرة جمال الدين الأسد آبادى، الشهير بجمال الدين الأفغانى، فضلا عن علاقاته المتعددة بكثير من مراجع الشيعة، وأبرزهم آية الله سيد أبو القاسم كاشانى، وعندما نقرأ أفكار البنا ومواقفه نجده وقد تأثر بكثير من أفكار الشيعة، وكان حسن البنا ولا يزال محل إعجاب وتقدير كبيرين من علماء الشيعة بل من عموم الشيعة، خصوصا «الإمامية الاثنى عشرية». وقد كتب الدكتور العلامة إسحاق موسى الحسينى، الذى كان عضوا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة إلى أن توفاه الله عام 1990، وكان أيضا عضوا بالمجمع العلمى العراقى، فضلا عن عضويته لمجمع البحوث الإسلامية، كتب هذا العالم الكبير فى كتابه الشهير «الإخوان المسلمون.. كبرى الحركات الإسلامية الحديثة» أن الود كان متبادلا بين الإخوان والشيعة، بل إن الشيعة كانوا يعتبرون الإخوان فرعا من فروعهم ومتحدثا بلسانهم وسط الأمة السنية، وكان مما قاله فى هذا الصدد «إن بعض الطلاب الشيعة الذين كانوا يدرسون فى مصر قد انضموا إلى جماعة الإخوان، ومن المعروف أن صفوف الإخوان المسلمين فى العراق كانت تضم الكثير من الشيعة الإمامية الاثنى عشرية»، وعندما زار نواب صفوى سوريا وقابل الدكتور مصطفى السباعى، المراقب العام للإخوان المسلمين هناك، اشتكى إليه الأخير أن بعض شباب الشيعة ينضمون إلى الحركات العلمانية والقومية، فصعد نواب إلى أحد المنابر، وقال أمام حشد من الشبان الشيعة والسنة: «من أراد أن يكون جعفريا حقيقيا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين». وحين أسس المرجع الدينى الشيعى محمد باقر الصدر فى العراق حزب الدعوة الشيعى، وهو أحد أكبر الأحزاب الشيعية فى العراق، رأى أن يدخل فى تحالف واضح مع الحزب الإسلامى العراقى السنى، وقد كان الحزب الإسلامى هذا هو الذراع السياسية لجماعة الإخوان فى العراق، ثم دخل حزب باقر الصدر الشيعى مع الحزب الإخوانى فى تحالف بعد ذلك حتى إن كثيرا من المؤرخين قالوا إنهما كانا فى حالة وحدة. وعلى صعيد آخر لم تكن بعض الرموز الإسلامية مثل أبو الحسن الندوى وأبو الأعلى المودودى، وهما من أكثر المفكرين تأثيرا على فكر جماعة الإخوان المسلمين بعد الشيخ البنا خارج هذا السياق، كان الهم الذى جمع مشاعر المودودى والندوى هو ذلك التفرق بين طوائف المسلمين فى الهند، فى الوقت الذى كانت الأكثرية الهندوسية كيانا واحدا، شعر هذان الرجلان بالحاجة الملحة إلى وحدة مسلمى الهند بمختلف طوائفهم السنية والشيعة الإمامية حتى البهرة الإسماعيلية، وكانت أفكار حسن البنا ذات تأثير كبير فى هذين العالمين، خصوصا فكرته عن التقريب بين الطوائف الإسلامية المختلفة، والغريب أن المودودى بالذات كان صاحب تأثير كبير فى ما بعد على سيد قطب، وكذلك كان الندوى، وكان المودودى قد صنع لنفسه قواما علميا خاصا به حتى صار صاحب مشروع فكرى. والبادى من فكر سيد قطب (الصانع الثانى للمنظومة الفكرية للإخوان) أنه تأثر بهذين المفكرين، حتى إنه كتب مقدمة للترجمة العربية لكتاب الندوى: «ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين» ومن المعروف وفقا لتراث الندوى أنه كان يمجد إلى درجة تقترب من التقديس سلالة آل البيت، إلى الحد الذى كان يقربه من الشيعة الإمامية، أما فكرة «الحكومة الإسلامية» التى كانت ماثلة فى فكر المودودى فقد تأثر بها سيد قطب وأخذ منها مشروعه الفكرى وتلقى منه فكرة «الحاكمية»، فضلا عن تأثر قطب بكتاب المودودى «المصطلحات الأربعة». وفى ذات الوقت تجد أن الإمام الخمينى، مرشد الثورة الإيرانية، وضع كتابا تحت عنوان «الحكومة الإسلامية»، وضح من خلاله تأثره بفكر سيد قطب والمودودى، وقد كان كتاب الخمينى هذا حاضرا بقوة فى المشهد الإسلامى الإخوانى المصرى إبان فترة السبعينيات، وأذكر حينما كنا طلبة بالجامعة وفى غضون عام 1979 أنه انتشر بين طلاب الإخوان المسلمين كتاب «الحكومة الإسلامية» للخمينى، وكان الأستاذ مصطفى مشهور وقتها يقوم بتدريس هذا الكتاب للطلاب فى المعسكرات الإسلامية، وأذكر أننى حضرت أحد هذه المعسكرات فى مدينة رأس البر، وكان هذا المعسكر قد نظمته الجماعة الإسلامية لسان حال الإخوان فى الجامعات، وكان بعض شيوخ الإخوان الكبار يلقون محاضراتهم فى الأمسيات، وفى الليلة الأولى للمخيم قامت إدارة المعسكر بتوزيع كتيب «الحكومة الإسلامية» للخمينى علينا، وبعد أن تسلم كل واحد منا نسخته من ذلك الكتيب، طلب منا المشرف على المعسكر الأخ زياد عبد الخالق السورى وكان من الطلبة السوريين الذين يدرسون فى جامعة عين شمس، وكان يمت بصلة قرابة لمصطفى السباعى الذى كان مسؤولا عن الإخوان فى سوريا، طلب منا أن نقرأ هذا الكتيب بإمعان، حيث إن أحد الرموز الإسلامية سيلقى علينا محاضرة عنه فى المساء، لم يخبرنا الأخ باسم هذا الرمز، الأمر الذى جعلنا نتشوق للمحاضرة، فانكب كل واحد منا على كتيب الخمينى نقرأه حتى كدت أن أحفظ سطوره. وفى المساء كانت المفاجأة، الحاج مصطفى مشهور، عضو مكتب الإرشاد، هو المحاضر، جاء إلى المعسكر فى سيارة «فيات» قديمة بيضاء اللون، وكان يقود السيارة شاب كث اللحية أسمر اللون، وكان برفقة الحاج مصطفى رجلا فى نهاية العقد السادس من عمره، عرفت يومها أن اسمه الحاج أحمد حسنين، وأنه كان أحد الأعضاء الكبار فى مكتب الإرشاد وأحد قيادات النظام الخاص بالجماعة، وكانت هذه أول مرة أعرف فيها هذا الرجل الذى كان معروفا فى الجماعة بـ«الرجل الصامت»! وبعد صلاة العشاء قام الحاج مصطفى مشهور بإلقاء درس علينا، قارن فيه بين كتيب الخمينى «الحكومة الإسلامية» وكتاب معالم فى الطريق، ثم عرج فى محاضرته على فكرة الحكومة الإسلامية التى تمثل المشروع الأكبر فى فكر المودودى، وعقد مشهور مقارنة بين تلك الكتب، وقال وقتها إن الخمينى تأثر بالبنا، لأن البنا كتب فى رسائله عن الحكومة الإسلامية، واستطرد مشهور، فى محاضرته، شارحا نقاط التقاء الخمينى مع البنا، فقرأ فقرات من رسالة البنا «دعوتنا» التى تحدث فيها البنا عن أن الإيمان مخدر فى قلوب المسلمين ولكنه يقظ منتبه فى قلوب الإخوان، ثم قرأ فقرات من كتاب آخر للخمينى عنوانه «جهاد النفس»، يقول فيه الخمينى مخاطبا عموم المسلمين: «إلى متى يتملككم السبات والغفلة، استيقظوا من نومكم واجعلوا إيمانكم يقظا منتبها». وفى ختام محاضرته تحدث عن تقارب فكر الخمينى بفكر سيد قطب، فقال وهو يمازج بينهما: «إن هذا الكتاب وكتاب قطب (معالم فى الطريق) يخرجان من مشكاة واحدة». ■ ■ ■ إذا أردنا أن نتابع مدى التلاقح بين الشيعة والإخوان سنجد أن إيران بعد الثورة الشيعية كانت من أكثر الدول التى ذهبت إليها آلاف النسخ من كتاب سيد قطب «فى ظلال القرآن»، ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى ذهب فيها «معالم فى الطريق» إلى إيران وهو يحث الخطى، بل كان قد ذهب إليها بعد عام 1966، عندما تمت طباعة الكتاب فى بيروت، وكان لهذا الكتاب رواج كبير وسط أهل الشيعة، بحيث لم يعرف أحد كتابا صادرا من كاتب سنى لقى هذا الانتشار والشعبية فى دولة شيعية مثل هذا الكتاب. والباحث الأريب سيجد أن الخمينى فى فكرته عن ولاية الفقيه، وفى كتابه «الحكومة الإسلامية» قد تأثر بفكرة «الحاكمية» عند سيد قطب، وفى عام 1966 ترجم السيد على الخامنئى قائد الجمهورية الإيرانية تلميذ الخمينى، الذى كان أيضا تلميذا نجيبا لنواب صفوى الذى كان معروفا بصلاته الوثيقة بالإخوان ترجم خامنئى للفارسية كتاب سيد قطب «المستقبل لهذا الدين» ومن فرط تأثر خامنئى بقطب، كتب مقدمة للترجمة تقطر بالمشاعر الجياشة، وصف فيها سيد قطب بالمفكر المجاهد، وكان النظام المصرى قد أعدم قطب عامها بتهمة تشكيل تنظيم يستهدف اغتيال جمال عبد الناصر وقلب نظام الحكم بالقوة، وهو الأمر الذى اعترف به قطب فى رسالة كتبها قبل شنقه بعنوان «لماذا أعدمونى»، وقال خامنئى فى مقدمته لهذا الكتاب «بهذا الكتاب فى فصوله المبوبة تبويبا ابتكاريا أن يعطى أولا صورة حقيقية للدين، وبعد أن بيَّن أن الدين منهج حياة، وأن طقوسه لا تكون مجدية إلا إذا كانت معبرة عن حقائقه، أثبت بأسلوب رائع ونظرة موضوعية أن العالم سيتجه نحو رسالتنا وأن المستقبل لهذا الدين». ظلت العلاقة بين الإخوان والشيعة تظللها الروابط الوشيجة، وظل الود متصلا من الناحية الفكرية، فضلا عن الإعجاب المتبادل، حتى إن الإخوان شكلوا وفدا تقابل مع الخمينى فى باريس قبل الثورة، وكان ذلك فى غضون عام 1978، وفقا لما قاله يوسف ندا فى برنامج «شاهد على العصر» فى قناة «الجزيرة»، وبعد وصول الخمينى للسلطة فى إيران عام 1979 كانت من أوائل الطائرات التى وصلت مطار طهران واحدة تحمل وفدا يمثل قيادة التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، وكان يوسف ندا القطب الإخوانى الكبير والمشرف وقتها على أموال الجماعة وعلى قسم الاتصال بالعالم الخارجى فيها هو أحد الشخصيات الرئيسية فى هذه الطائرة، رغم أنه أنكر وجوده فى هذا الوفد، إلا أن الأستاذ عباس السيسى كان قد ذكر لى فى اللقاء الذى جمعنا بمقر الإخوان بشارع سوق التوفيقية الذى كتبت تفصيلاته فى الفصل الأول أن يوسف ندا كان على رأس الوفد الأول، وكان معه الأستاذان جابر رزق المصرى، وغالب همت السورى، وبعض ممثلى الإخوان عن دول متفرقة، وكان تشكيل الوفد بأوامر صدرت من الأستاذ عمر التلمسانى، ويبدو أن هذا التكليف من الأستاذ عمر التلمسانى كانت له أسبابه، ففى هذه الفترة فى مصر كان الخلاف قد بدأ يستحكم بين الرئيس الراحل أنور السادات والإخوان، وأخذ الرئيس يتحدث عن انفلاتات الإخوان واستغراقهم فى ممارسة العمل السياسى، كما أن استضافة السادات شاه إيران المخلوع لكى يقيم فى مصر أحدثت خصومة بينه، أى السادات، وبين الحركة الإسلامية على عمومها، وكان السادات يعلم علم اليقين أن مفتاح الحركة الإسلامية قابع فى مقر الإخوان بحيث كان فى إمكان الإخوان تحريك الجامعات ضده، خصوصا أن الجماعة الإسلامية بالجامعة لسان حال الإخوان وقتها كانت فى أوج شعبيتها وفى عنفوان قوتها، وكانت تستطيع تحريك الجامعات كلها ضد النظام الحاكم وتوجهاته، فكان أن بدأ السادات يضيق على الإخوان فأصدر عام 1979 لائحة تحكم انتخابات اتحاد الطلبة بالجامعة، وكان الهدف من هذه اللائحة هو «قص ريش» الجماعة ومنعها من تصدر العمل الطلابى. كانت كل هذه الأشياء فى خاطر الأستاذ عمر التلمسانى عندما أوفد وفوده إلى طهران لتقابل الخمينى، لذلك كان ولا بد أن يكون يوسف ندا مسؤول الاتصال الدولى بالجماعة على قمة هذا الوفد، فقد كان مكلفا بمهمة خطيرة قد تصنع تاريخا جديدا للمنطقة. طرح الوفد الإخوانى على الخمينى فكرة أن تبايعه الجماعة بكل فروعها الدولية فى كل العالم على أن يكون خليفة للمسلمين، ولكنها اشترطت على ذلك شرطا هو أن يصدر بيانا يقول فيه «إن الخلاف على الإمامة فى زمن الصحابة مسألة سياسية وليست إيمانية»، ولكن الخمينى لم يرد عليهم وقتها، وعندما صدر الدستور الإيرانى كان الأمر بمنزلة مفاجأة للإخوان، وفق ما قال يوسف ندا فى حواره مع قناة «الجزيرة» برنامج «شاهد على العصر»، إذ نص الدستور الإيرانى على أن «المذهب الجعفرى هو المذهب الرسمى للدولة وبولاية الفقيه نائبا عن الامام الغائب». كانت هذه المادة فى الدستور هى الإجابة على طلب الإخوان، فالخمينى بهذه المادة قال لهم إن الخلاف لم يكن سياسيا أبدا ولكنه كان عقائديا، فإن قبلوه خليفة للمسلمين بمذهبه فأهلا وسهلا، ومع هذا كان الإخوان فى مصر مستمرين على تأييد الخمينى وثورته، بحيث تحولت مجلة «الدعوة» لسان حال الإخوان إلى منبر من منابر الدفاع عن الثورة الإيرانية، وفى سبيل هذا الدفاع غضت الجماعة الطرف عن الاعتقالات وأحكام الإعدام التى صدرت فى حق العشرات من أهل السنة بإيران، لم يتألم الإخوان من أجل إخوانهم من السنة، ولم يرمش لهم جفن للقمع الذى حدث لهم، بل إن مجلات الإخوان ونشراتهم ودعاتهم سكتوا عن هذا الأمر وأسهموا فى إلقائه داخل جب سحيق من النسيان، وكأن الأمر لا يعنيهم، غاية ما قاله الأخ يوسف ندا فى برنامج قناة «الجزيرة» «شاهد على العصر» بتاريخ 10/1/2005 «إن هذا الأمر المتعلق بالاعتقالات والإعدامات مؤلم إلا أنه طبيعى إذ (لكل ثورة أخطاء)». كان الإخوان يدافعون دائما عن إيران الشيعية وثورتها الخمينية، حتى إنهم وفقا ليوسف ندا فى برنامج «الجزيرة» «شاهد على العصر» بتاريخ 10/1/2005 حاولوا حل مشكلة الرهائن الأمريكان فى إيران، وبذلك كان الإخوان يمسكون العصا من المنتصف، فقام السفير الأمريكى فى مصر بزيارة المرشد الأستاذ التلمسانى وكلمه فى هذا الأمر، وأبدى المرشد استعداده للتدخل فى هذه المشكلة وحلها، وأعطاه السفير رقم هاتف البيت الأبيض، ويقول يوسف ندا فى البرنامج المشار إليه آنفا «اتصلت بالبيت الأبيض، وكان المرشد بجوارى، وأخبرتهم أننى أمثل جماعة الإخوان، وأريد الحديث مع الرئيس الأمريكى فأخذوا رقم هاتفى ووعدونى بالاتصال ولكن أحدا لم يتصل بى». كان الإخوان يريدون أن تكون لهم يد على الخمينى وعلى الأمريكان فى ذات الوقت، ولكن خاب سعيهم وفشلوا فى مسعاهم، إلا أن هذا لم يفت فى عضدهم، وظل الإخوان يدافعون عن الخمينى وثورته، حتى إن المرشد الأستاذ التلمسانى قال بتاريخ 16/2/1984 لمجلة «كرسنت» وهى مجلة كندية إسلامية: «لا أعرف أحدا من الإخوان المسلمين فى العالم يهاجم الشيعة». وعند وفاة الخمينى عام 1989 أصدر المرشد العام للإخوان حامد أبو النصر نعيا يقطر حزنا قال فيه: «الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الإمام الخمينى القائد الذى فجر الثورة الإسلامية ضد الطغاة». كانت وفاة الخمينى نكبة للشيعة وللإخوان المسلمين، فالخمينى وفقا لما قاله لهم، تأثر بحسن البنا، حتى إنه أطلق على نفسه لقب المرشد اقتداء بحسن البنا، وفى هذا يقول أحد أكبر الشيعة فى مصر، وهو أيضا أحد الأعضاء القدامى فى جماعة الإخوان، المستشار الدمرداش العقالى «وأعود لأقول إن حسن البنا كان داعيا إلى التقريب وأذكر فى هذا الخصوص أن الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة الإمام آية الله روح الخمينى، حفظت للإمام حسن البنا هذه السابقة والنظرة النافذة، فاستخدمت صفته التى بدأ بها حياته وهى كلمة مرشد -وحسن البنا هو أول من تسمى بكلمة مرشد، حيث كان يطلق عليه المرشد العام للإخوان المسلمين- يجهل الناس أن الإمام الخمينى ترك جميع المسميات الحوزية فى حوزيات الشيعة مثل كلمتى المرجع والغاية، وحرص على كلمة مرشد الثورة تيمنا بالإمام البنا، وقال لى من أثق فى صدقه من حول الإمام الخمينى إنه رفض أن يُسمى (المرشد العام)، وقال فليبق العام حقا لأول من أحيا الروح الإسلامية فى مصر فى القرن العشرين -حسن البنا- وأطلقوا اسمه على ساحة ضخمة فى طهران، (ساحة الإمام الشهيد حسن البنا)، وليس هذا من فراغ، ومن يحاولون أن يصوروا أن دعاة الإسلام الصحيح سنة وشيعة يمكن أن يفترقوا إنما هم واهمون، لأن من يفترقون هم الدعاة الكذبة، سواء للتسنن أو للتشيع، ولو أخلص الناس دينهم لله لاقترب التسنن من التشيع والعكس». لم تكن وفاة الخمينى هى نهاية العهد الذى بينهما، ولكنها كانت بمنزلة انتقال إلى «طور» آخر من العلاقة، ففى عهد على الخامنئى الذى أصبح «مرشدا» فى مرحلة ما بعد وفاة الخمينى، أصبحت كتب سيد قطب تُدرس فى مدارس الإعداد العقائدى لـ«الحرس الثورى الإيرانى»، كما برز نفوذ لمرجعيات دينية مثل «آية الله محمد تقى مصباح يزدى»، وهو الأستاذ الروحى لأحمدى نجاد، الذى أصدر عديدا من الفتاوى التى أثارت جدلا، وكان منها وجوب انتخاب أحمدى نجاد وتحريم انتخاب من ينافسه، وهى فتوى شبيهة بالفتوى التى أصدرها بعض دعاة الإخوان فى أثناء انتخابات الرئاسة المصرية، إذ أفتوا بوجوب انتخاب محمد مرسى وتحريم انتخاب أى منافس له، وتكمن أهمية مصباح يزدى فى أنه أحد أكبر المعجبين بسيد قطب وكتبه، ويشار إلى مصباح يزدى بحسبه أحد أكبر الفلاسفة الإيرانيين فى العصر الحديث، ولذلك كان منطلقه فى إعجابه بقطب من زاوية «الحاكمية» وجاهلية المجتمعات. كان هذا غزلا رفيعا ترنم به الشيعة فى أذن الإخوان، فمس أوتار قلوبهم، فقاموا بالرد على الغزل بغزل أرفع منه. |
رد: التحايل "الاخوانى"!!
شربه الاخوان !
احسن حاجه حصلت ان الاخوان وصلوا اخير الى الحكم ...و فشلوا فشلا زريعا لم يكن اكثر المتشأمين يتوقعه !! الشعب المصرى شرب شربه الاخوان و جرب و عاش سنه من الكوارث.. لن يجروء احد بعد ذلك ان يقول ان الاخوان لم يأخذوا فرصتهم و هذه هى الفائده الكبرى .. شربه و شربناها و كان لازم نشربها عشان نخلص من خرافه المشروع الاسلامى - و الاسلام منهم برىء- للاخوان و الاسلاميين تصحيح المسار و العوده للثوره هو الطريق الوحيد للخلاص و الثوره ستنتصر لان هذا الشعب العظيم يستحق ان يعيش بكرامه و حريه على ارضه و لا يتسول حقوقه من اهل السلطه -على اختلاف اشكالهم - من مبارك لمرسى يا قلب لا تحزن !! الطريق واضح و لا تراجع الثوره مستمره |
الساعة الآن 08:00 PM. |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2025
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017