![]() |
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
حزب مدنى كبير ضرورة وطنية
http://www.almasryalyoum.com//sites/...ium/bw_lgr.jpgمحمد أبو الغار جاءت نتيجة الانتخابات النيابية فى مصر بأغلبية إسلامية كبيرة تقارب 75%، وبالرغم من التجاوزات التى قامت بها القوى الإسلامية فى الدعاية الانتخابية، وأثناء عملية التصويت داخل وخارج اللجان، وبالرغم من النعرة الطائفية شديدة الخطورة، التى كانت واضحة فى كل مصر فى الدعاية الإسلامية ضد كل القوى المدنية، فإن كل ذلك ربما يكون قد أضاف إلى نصيب القوى الإسلامية حوالى 10% من الأصوات، ويعنى أنه حتى لو كانت الأحزاب الإسلامية قد خاضت الانتخابات دون كل هذه التجاوزات ودون استخدام الدين والطائفية، لكانت قد حصلت على أغلبية واضحة، لكن ليس بهذا الحجم. أما الأحزاب المدنية التى تكونت من تحالف «الكتلة المصرية» وتحالف «الثورة مستمرة» وحزب «الوفد» وبعض الأحزاب المدنية الأخرى والمستقلين، فقد حققت نجاحات محدودة بما يقرب من 25% من مقاعد البرلمان، وإذا نظرنا إلى نسبة الأصوات التى حصلت عليها القوى المدنية نراها تتعدى ذلك وتصل إلى حوالى من 40٪، لكن ذلك لم يمثل بنفس الدرجة فى مقاعد البرلمان، لأن هذه القوى المدنية لم تحصل على مقاعد فردية إلا نادراً، وفى مناطق ذات طبيعة سكانية لها مواصفات خاصة. هذا يعنى بوضوح أن التيار المدنى فى الشارع المصرى أكبر من حجمه فى البرلمان، وأن هذا التيار يفتقد إلى الوحدة والتنظيم والدعم المالى الكافى مقارنة بالأموال الهائلة التى صرفتها الأحزاب الدينية فى الانتخابات، وعدم وجود شخصية كاريزمية فى سن مناسبة يمكنها أن تجمع هذه القوى وتوحدها تحت راية واحدة. وهذا يشير بوضوح إلى أهمية حزب مدنى واحد كبير.. أثبت التاريخ أن حزباً مدنياً كبيراً مثل حزب «الوفد» القديم استطاع بسهولة أن يجمع تيار الرأسمالية المصرية وأصحاب الأراضى فى يمين الحزب والتيار الذى ينادى بالعدالة الاجتماعية على يسار «الوفد»، واستطاع «الوفد» بسهولة أن يكون حزب كل الأقباط المصريين الذين لعبوا فيه دوراً كبيراً على مستوى الشارع ومستوى القيادة، وأدى ذلك إلى نجاح الأقباط فى البرلمان بسهولة، لأن الشعب كان ينتخب مرشح «الوفد»، وليس الانتخاب على الهوية الدينية، كما يفعل الكثيرون الآن، ووسط هؤلاء كان «الوفد» المصرى فيه تيار وسطى كبير من المهنيين والحرفيين والمثقفين. هذا الحزب الذى نتمناه يمكن أن يكون وعاء جاذباً لكل المسلمين الملتزمين، الذين لا يرغبون ولا يؤمنون بالانتماء إلى حزب إسلامى، وهم بالملايين فى مصر، وبهذه الطريقة يمكن أن يكون هناك سد مانع أمام الفتنة الطائفية التى أثارتها أفكار بعض المتطرفين طوال الوقت، ونحن نعرف أن «الوفد» القديم، الذى لم يفرق بين مسلم ومسيحى، وكان سكرتيره العام لفترات طويلة مكرم عبيد، ثم إبراهيم فرج، وكان رئيسه مصطفى النحاس مسلماً متديناً، وكان الدستور الذى وضعه الشعب بقيادة «الوفد» ينص على أن مصر دولة مدنية لها مرجعية إسلامية، والشريعة الإسلامية مصدر أساسى فى التشريع، ولم يحدث فيه أى نوع من التفرقة على أساس الدين عبر سنوات طويلة داخل هذا الحزب أو الحكومات المتعاقبة التى شارك فيها.. هذا الحزب الكبير يجب أن يحترم الدين الذى هو جزء لا يتجزأ من كيان الشخصية المصرية منذ قديم الأزل. هذا الحزب الكبير قادر بمجهود وفلسفة واضحة أن يقنع الشعب بشعار العدالة الاجتماعية، وأن يقنعه بدرجة أخرى بأهمية مدنية الدولة، التى تعنى ببساطة أن كل المصريين متساوون فى الحقوق والواجبات، وأن مدنية الدولة ليست ضد الدين، وإنما تعنى أنها ضد الدولة العسكرية. نعلم جميعاً أن هذا الحزب الكبير سوف يلاقى صعوبات فى التكوين، منها: أن ضم كيانات حزبية جاهزة ليس سهلاً، لأن هناك فروقاً أيديولوجية بين الأحزاب، وهناك فروق مادية فى القدرة على الإنفاق، والحل فى هذا الأمر أن يندمج الجميع، مع السماح بتيارات سياسية داخل الحزب تلتزم بمبادئ الدولة المدنية وبقواعد الديمقراطية، والمشكلة الثانية هى احتمال تناحر بعض القيادات الحزبية للحصول على مناصب رفيعة، وسوف يكون من الصعب إرضاء جميع الأطراف. حتى ينجح هذا الحزب ويكون مثلاً لكل المصريين يجب أن يسعى الجميع لضم كل المفكرين وأصحاب الرأى، الذين لهم تواجد فى الشارع المصرى والناس تحترمهم وتقدرهم، هؤلاء دائماً يبتعدون عن الحزبية، لأنهم لا يثقون فى التجربة الحزبية فى مصر خلال عدة عقود، وهم يريدون أن يحتفظوا باستقلاليتهم، لكن هذا الحزب الكبير سوف يعطيهم ذلك الحيز من استقلال الرأى، وكذلك الثقة فى مصداقية الحزب. تبقى مشكلة كل المنتمين إلى التيار المدنى من اليمين إلى اليسار، أن هذا التيار يؤكد على الديمقراطية والمشكلة أن هذه الشخصيات الرائعة لإيمانها الشديد بالديمقراطية، لا يمكنها أن تتخذ قرارات بسهولة، لأنها تناقش وتختلف وتفكر وتعيد التفكير، وقد يستقيل بعضها لاختلاف فى الرأى بعكس الأحزاب الدينية، التى لديها مفهوم مختلف للديمقراطية، والتى تأتى فيها القرارات موجهة من القيادة ويتم قبولها بسهولة من كل المستويات الأخرى، ومن يعارض يلفظ خارج التنظيم للأبد. وأخيراً.. هذا الحزب المدنى الديمقراطى الكبير أصبح ضرورة وطنية للحفاظ على مصر بتاريخها العظيم والحفاظ على روح الوطن المتمثلة فى الحرية والفن والإبداع، والتأكيد على أن مصر بلد متنوع وهذا سر قوتها، هذا الحزب سوف يكون له مريدون وأعضاء أكثر مما نتصور، بشرط أن يثق الناس فيه وفى قيادته، وأن يلتزم بالديمقراطية، وأن نتخلى جميعاً عن الأنانية ونفكر فى وطن أجمل وأرحب وأوسع. قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك. |
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
http://a3.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot...32811346_n.jpg
Kamal Khalil مناسبة مرور عــــام على إستفتاء الخــيبة .. و أول مســمار فى نعش الثـــورة ..... شكراً لكل واحــد قال "نـــــعم". شكراً لكل واحد أدى شــرعية للمجــلس العســـكرى. شكراً لكل واحد أدى شـــرعية لظــهور إعلان دستــورى. شكراً لكل واحد ســاعد على تفتــيت تكتــل الثــــورة. شكراً لكل شيــخ كــذب على مريديــه و قال ان المادة التانية من الدستور فى خـــطر. شكراً لكل منـــافق كذب على النـــاس و قال ان الدولة هتـــستقر بــ "نـــعم" شكراً للـ 77.2% قــــالوا "نـــــعم". شكرا لكم جميعآ ... يا فـــرحة امـــكم بيـــكم ----------------------------------------------------------------------- أحتـــرم الديمقراطيــة و حـــكم الأغـــلبية .. ولكن ايضـــآ من حــقى اقولـــكم منــــكم لله ودتــونا في داهيــــه ..!!! |
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
مكافأة نهاية الخدمة
http://tahrirnews.com/wp-content/upl...45-120x158.jpgوائل عبد الفتاح هل خطف الإخوان الدستور؟ هل سيكتبونه على هواهم؟ وما اتجاهات هذا الهوى؟ تبدو القصة فى هذا الاتجاه. الإخوان أصابتهم لعنة الأنانية المفرطة…. وتصوروا أن هذا وقتهم وعليهم «مصمصة» الفرصة إلى النهاية. تعامل الإخوان بمنطق إذا كان يمكن خطف 50٪ من اللجنة التأسيسية فلماذا ترضى بالأقل، وما دامت خطة إعادة بناء النظام القديم استخدمت الإخوان فى صنع خديعة الاستفتاء الأولى، فلماذا لا تستمر الخديعة وتفرض باسم الشرعية البرلمانية كل ما تريده. يتصور الإخوان أن كل اعتراض على سلوكهم السياسى هو نوع من الغيرة… يبررون بها السير فى الطريق الخاطئ إلى النهاية… ولهذا لن يسمعوا حقائق تقول: إن البرلمانات لا تكتب الدساتير… لأن البرلمان فى عرف الدول الديمقراطية أغلبية مؤقتة.. كما أن الدستور يبنى المؤسسات ولا تجيز الأعراف السياسية العكس. ولا يستمعون أيضا إلى حقائق التاريخ التى كان الدستور فيها مجرد أوراق بلا معنى أو سلاح فى يد المستبد… عندما لا يمثل مصلحة للمجتمع كله.. بأقليته قبل أغلبيته… بالفرد قبل الجماعة… بالمستقبل قبل الحاضر. إن لم يكتب دستور يمثل روح مصر الجديدة فسيلقى مصير أسلافه من دساتير ملعونة بالطغاة وترزية الدساتير والقوانين.. الدستور تعبير عن عقد اجتماعى جديد، تصل إليه الأمم والمجتمعات فى لحظة اعتراف جماعى بالحاجة إلى العبور إلى أفق مختلف. يردد شطار الإخوان أنهم سيصنعون الدستور الذى يحلم به الشعب، وهذه كلمات رددها كل الطغاة ووكلاؤهم فى الشارع، وفى اللحظة التالية يدوس الطاغية على الشعب والدستور باعتبارات يسميها المصلحة العليا والحفاظ على الوطن. الوطن هو الفرد وليس الكتيبة، أو تصور المجتمع على أنه كتائب تحت تصرف قائد يسكن الأعالى، ويقرر دخول الحروب ويغسل الأدمغة لتسير مغيبة إلى تسيير آلته الكبيرة…. ليبقى هو السيد وتستمر عبوديتهم. الشعب لا يطلب اليوم تحسين شروط العبودية. الشعب يريد الحرية. يريد دولة محترمة لا تدار بالألاعيب ولا الفرص والصفقات… وهذا اختيار كان أمام الإخوان الذين أصروا على اختيار الطريق السهل واقتناص الفرصة. لا يدرك الإخوان أن مبارك سقط بفعل الأنانية المفرطة. الأنانية تملكت من الشطار الذين وصلوا إلى أذن مبارك واستطاعوا السيطرة عليه من خلالها. إنها نفسية الفرصة والغنيمة التى أسقطت نظام مبارك وتدفع الإخوان دفعا إلى ارتكاب نفس الخطايا، لكن لصالح مَن؟ هل يعملون لصالح دولة الجنرالات السرية؟ الجنرالات حكموا مصر 58 سنة، حكام مصر كلهم حكموا بشرعية مستمدة فى الخفاء من مؤسسة تقيم فى المنطقة الغامضة: تتحكم ولا تحكم، تسيطر ولا تظهر أصابعها. غموض يعطى قداسة، وحضور يشبه مؤسسات الكهانة، خصوصا مع انعدام الرؤية تماما فى التفاصيل، فالجيش مؤسسة يعرف المجرب قمعها للإرادة الشخصية، وقمعها للفردى بكل ما أوتيت مؤسسات القمع القديمة من عنف، وشراسة، أساليب ترويض تساقطت مع الحداثة، لكنها فاعلة، وطبيعية لمن يرى أن المؤسسة لا يمكن نقدها أو الاقتراب منها. هل يلعب الإخوان لصالح إعادة بناء جمهورية يحكمها الكهنة من الغرف المغلقة؟ أم يداعبون أحلام جمهورهم بأنهم سيدخلون مصر المرحلة «الإسلامية»؟ أم أنهم يريدون أن يلعبوا دور حزب الوفد عندما كان نقطة ارتكاز بناء الدولة بعد ثورة 1919؟ لا إجابات غالبا لأن الإخوان تنظيم قديم، فقد كثيرا من حيويته مع القطاعات المنشقة عنه، فالخطاب الإخوانى الحديث هو خطاب عبد المنعم أبو الفتوح، المنفتح أكثر على الليبرالية، المتجه إلى تفكيك القداسة عن مؤسسات الدولة، لكن التنظيم القديم بلا مشروع سياسى كبير، ولا أفكار منفتحة على لحظة ما بعد الثورة. وهنا تبدو أغلبية البرلمان ليست أكثر من مكافأة نهاية الخدمة… وستبدأ بعدها مرحلة أبو الفتوح فى الإخوان. |
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
لا يأس مع مالك مصطفى
http://shorouknews.com/uploadedimage...ael-kandil.jpgوائل قنديل عندما تستجمع سلطة باطشة كل قوتها لضخ اليأس فى شرايين مواطنيها.. عندما تخفى البنزين من المحطات وتضخ بدلا منه عوامل الإحباط، وتختلق الأزمة تلو الأزمة لتضغط على الناس اقتصاديا واجتماعيا حتى الإذعان لكل ما تخطط له. عندما يكون هناك «كاذبون» آخرون ضللوا الجميع حتى يستحوذوا على سلطة التشريع وتشكيل حياة المجتمع على هواهم الخاص، ويخلعون كل وعودهم قطعة قطعة، ويلحسون كل كلامهم المنمق عن قواعد وضع دستور يعبر عن روح الأمة المصرية كلها، وفى غمضة عين يظهرون فى هيئة أحمد عز، يحتكرون الدستور، كما احتكر الحديد والسياسة قبل الثورة. عندما يكونون أسودا على سميرة إبراهيم، وأشعار أحمد فؤاد نجم، ونعامات أمام «العسكرى» والجنزورى، ويرتعشون عندما يطلب منهم الناس تشكيل حكومة بديلة باعتبارهم أصحاب الأغلبية. عندما يتبرأون من «أغلبيتهم» فى موضوع تشكيل الحكومة لأن هناك من حمر لهم عينيه، ويتشبثون بها، فى غير موضعها، ويكشرون عن أنياب الإزاحة والإقصاء لحظة كتابة الدستور. عندما يرخى الليل سدوله، وتتلبد السماوات والأرض بغيوم اليأس، وتستخدم الثورة كقنطرة للعبور إلى الضفة الأخرى، وتشعل فيها النار فور الوصول، ويحاصر الثوار من كل الجهات. عندما تكون الصورة قاتمة كما هى فى هذه اللحظة فإن البحث عن طاقة ضوء يصبح فريضة.. وكالعادة يفاجئنى شهيد الثورة الحى مالك مصطفى بكلمات من ضياء تحيى الأمل فى نفوس مثخنة بجراح الأوغاد. يكتب مالك: وستنكرون قبل صياح الديك ثلاث مرات.. وتصلبون ويبكى عليكم لآخر الدهر.. سترفع صوركم بعد رفعكم وتعقد عليكم لطميات... ويتناسونكم جلوسا فى بيوتهم وأنتم تستشهدون دون شربة ماء.. ستشوه رسالتكم.. وتكفرون وتخونون وتسجنون.. والله وليكم وباسمه يدعون ليحرفوا.. مسلطين عليكم أدعياءهم.. وحرفيينهم وعبدة هياكلهم لتيأسوا.. ستخبرونهم أنكم عادلون.. ولن يجرمنكم شنآنهم ألا تبصرون.. سيحرفون كلامكم عن مواضعه.. وبسفهائهم يستنجدون... فلا تخشوا... سيقبلونكم قبل خيانتكم فلا تبتأسوا.. واعلموا أن ثورتكم دين وأن الله ليس بغافل عن الظالمين. وأن جند الله من يرى فيهم ومن يستتر لكم حافظون.. فبأى آلاء ثورتكم تيأسون. اعلموا أن ما قتل حلما من ظلم وان ما اغتيلت ثورة من بعد أمد، وما كان الموت إلا من يأس وما كان اليأس إلا بضعف الإيمان. لا يغرنكم كثرة شاشاتهم، ولا يهزمنكم طغيانهم، واعلموا أنكم دائما باقون وما عداكم زائل. لا تيأسوا إن رأيتم من آبطهرهم يساومون، ولا تجروا خيبتكم أن رأيتم أبطالكم يتفاوضون، فكل من ثار من جل شاشة يتألق عليها، أو مقعد يستوى عليه، سينتهى، ومن بقى فى الصفوف يحارب لآخر قطرة أمل هو المنتصر. ستضيق عليكم الأرض بما رحبت، وتقولون ألن ينتهى عذاب انفسنا، وتتساءلون عن جدوى حلمكم، وتنكسرون ألف مرة قبل أن تستفيقوا لتستمروا فى الانكسار، واعلموا أن ثورتكم باقية ببقائها داخلكم، لا فى الشوارع، ولا الأزقة ولا الجرائد. ثورتكم باقية ببقائكم، فهى دينكم ولا دين ينتصر وهو مهزوم بداخل مؤمنينه. فاستقيموا، وامنوا، وانتظروا انا جميعا لمنتظرون. |
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
|
رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
"بطاركة ضد كل العالم".. قصة دخول المسيحية إلى مصر
محمد شمروخ لم تكن زيارة القديس مرقس للإسكندرية في عام 61 من ميلاد المسيح بالزيارة المعتادة.. ولم يكن ذلك الرجل الذي يحمل ملامح النساك، ملفتا للنظر وهو يسير بشوارع حاضرة البحر الأبيض المتوسط وكانت ملابسه بسيطة وسط مدينة تزخر بمظاهر الثراء كواحدة من أكبر المراكز التجارية في الشرق كله. حقا تراجعت الإسكندرية أمام طغيان وسلطان روما عاصمة الإمبراطورية المنسوبة لاسمها وهي التى تخضع لها الإسكندرية على جلال تاريخها الموغل في الزمان، لكن كان رحيق التاريخ ما زال يمزج نسيم البحرعلى شواطئها الجميلة، فهي مهد الفلاسفة والشعراء في العهدين اليوناني او الروماني ومدرستها تفاخر بها الدنيا. وليس كونها فقط عاصمة مصر الإقطاعية التابعة للإمبراطور الرومانى، أن ذلك يعنى أن تتخلى عن عظمتها منذ القرون الأولى، حيث كانت تدعى براقودة "راكوتيس" محلة الصيادين.. وكان بها مركز مهم لعبادة رع في العصور القديمة. ولم تكن المدينة التى وصفها أحمد شوقي أمير الشعراء في مسرحيته الرائعة "مصرع كليوباترا"، بأنها : "صارت الإسكندرية .. هي في البحر المنار.. ولها تاج البرية .. ولها عرش البحار." فلم تكن لها مكانة سياسية -ولكنها رغم أنف روما- احتفظت بالمكانة الحضارية كشمس مشرقة في ظلمات التاريخ حين كان الرومان ليسوا أكثر من قبائل همجية تابعين لبطالسة الإسكندرية العظام وهم يحكمون من فوق عرش الإسكندر الأكبر الإمبراطور الأول والأشهر والأعظم في ملوك العالم القديم. ولم تستطع روما على طغيانها، بقادرة على أن تنتزع المكانة الدينية من الإسكندرية صاحبة الترجمة السبعينية لنصوص العهد القديم ولا المكانة الثقافية لصاحبة أكبر مكتبة على وجه البسيطة. لكن حادثا صغيرا وتافها وقع للقديس مار مرقس.. أو بالحرى وقع لسيور نعله البدائي.. فذهب إلى إسكافي بسيط يجلس على قارعة الطريق لإصلاح الأحذية .. وتعكس ملامحه مزيجا من الحضارات المتعاقبة. ذلك هو "حنانيا" أو "إنيانوس" المصري السكندري الذي رحب بالرجل الغريب وأجلسه بجواره ريثما يصلح له نعله ويبدو أن إنيانوس قد اندمج في الحديث مع جليسه كعادة المصريين في الترحيب بضيوفهم، فلم ينتبه لحركة يده وهي تعالج بالمخراز نعل الضيف فنفذ المخراز في إصبعه، فصرخ حنانيا مستغيثا وهو ينطق بعبارة خالدة يرددها المصريون على مدى العصور منذ عرفوا الوحدانية: "إيوس ثاؤنا" أى يا إلهي الواحد أو كما يقول المصريون الفلاحين والصناع الآن : يا واحد!. ولم تكن الكلمة بالغريبة على أذن مرقس الرسول الذي كان يخفي هويته كواحد من تلاميذ عيسى ابن مريم أو "يسوع الناصري" المطاردين في كل مكان والقادم إلى الإسكندرية ليكرز لرسالته العظيمة، والدين في الإسكندرية وغيرها من المدن القديمة الخاضعة لسلطة روما ليس إلا عبادة الآلهة والإمبراطور الروماني. ولكن كان غريبا أن يجد مرقس رجلا بسيطا يستغيث بالإله الواحد وهو يقبع في عاصمة إقليم وثني تابع لإمبراطورية وثنية.. آه.. إنها بداية الرسالة وأول خطوة للدعوة الجديدة أو " للكرازة". وها هي تنجح باتباع إنيانوس لذلك الغريب المنهك من السفر ويكرزان معا باسم الإله الواحد في هذه الرقعة العظيمة من المسكونة ويؤسس مرقس في منطقة مرعى البقر "بوكاليا" بالإسكندرية أول كنيسة لتواجه روما متمثلة في ولاتها المتغطرسين، الرسالة بالعنجهية الرومانية المتوقعة وتنهى حياة حامل الرسالة الأولى إلى شعب مصر، بنهاية مأساوية على غرار نهايات تلاميذ يسوع في شتى أنحاء الأرض المسكونة. ولكن صار أول مؤمن في مصر برسالة المسيح على أرض إسكندريتها، هو ذلك الإسكافي البسيط الذي يدعى حنانيا بالمصرية أو إنيانوس باليونانية وهو أول أسقف للإسكندرية بعد مؤسسها مار مرقس الرسول. ويعتلى حنانيا كرسي الإسكندرية عاصمة المسيحية في العالم القديم ويظل الجالسون من بعده على كرسي الإسكندرية يعانون اضطهادا من أباطرة الرومان ويعاني المصريون أشد معاناة وقدموا شهداءً للمسيحية صاروا شعاعا ومثلا للشهادة في كل الدهور. وكان أولهم مار مرقس الأول مؤسس كرسي البطريركية الذي قتل على يد الرومان سنة 68 من الميلاد وآخرهم بطرس الأول بطريرك الإسكندرية سنة 311 وهو الذي كان يرفض الجلوس على كرسي مار مرقس من شدة خشيته وإجلاله للكرسي. وصارت كنيسة الإسكندرية هي رأس كنائس العالم كما وصفها القديس غريغريوس النيازنيازي في شهادته لرأسها قائلا: "رأس كنيسة الإسكندرية هو رأس كنائس العالم". ولم تكن هذه بالمجاملة من غريغريوس للجالس على كرسي مرقس الرسول ولكن شهادة من النيازنيازي لما قدمته كنيسة الإسكندرية بتاريخها التليد في الدفاع عن رسالة المسيح ابن مريم وقدمت للعالم بطاركة وقفوا في وجه العالم كله دفاعا عن عقيدتهم. في مجمع "نيقيا" الشهير سنة 325، انتصرت قضية العقيدة بدفاع البطريرك السكندري العنيد "السكندروس" وتلميذه النجيب "أثنياثيوس" وانتزعت مصر-أو أكدت- حقها بميراثيها الدينى والفلكي الممتدين في عمق التاريخ، في تحديد موعد عيد القيامة المجيد "فمن في العالم له مثل ما لمصر في طرق تحديد الزمن مثل ما لمصر أرضا وسماء؟ ..واسألوا إن شئتم معابدها وأهرامها". ولم يكف أثناثيوس عن الدفاع عن عقيدته المنتصرة في نيقيا ومن خلفه القساوسة الرهبان العظام ويواجه في ذلك العظائم بالرغم من دخول أباطرة روما المسيحية بعد قسطنطين الأكبر. وقال أثناثيوس كلمته الخالدة وهو يزرع الأرض بالإيمان في روحاته وغدواته البرية والبحرية دفاعا عن عقيدته عندما قيل له: "إن كل العالم ضدك يا أثناثيوس " فقال لهم: " وإثناثيوس أيضا ضد كل العالم". وكأن كلمته صارت قدرا على كنيسة الإسكندرية، فوقفت في تاريخها ضد كل العالم كي تحفظ مكانة مصر والشرق معا. فمصر التى استقبلت المسيح طفلا لم يفطم بعد مع أمه الطاهرة المطهرة سيدة نساء العالمين ومعهما القديس يوسف النجار، هي التى مازالت تحفظ كل خطوة خطتها أقدامهم المباركة على أرضها. ففي كل نزلة لهم يوجد بئر وشجرة كعلامات خالدة للرحلة المقدسة للطفل العظيم وأمه الطاهرة. واستنكف الرومان سواء في روما أو بيزنطة عاصمتي الإمبراطورية الرومانية المنقسمة، أن تعلو عليهما كنيسة الإسكندرية وهي مدينة تابعة للتاج الإمبراطوري، ولم تزل المجامع المسكونية تنعقد حتى جاء مجمع خلقدونيا الشهير سنة 451 لتفلح مؤامرة يرعاها الإمبراطور مرقيانوس وزوجته الإمبراطورة ويفلح أعداء الإسكندرية وعلى رأسهم بابا روما وقتها، أن يدفعوا بكنائس الشرق إلى الدرك الأقل ولكن كان المقصود بالضبط هو "ديسقورس" بطريرك الإسكندرية هو وأسلافه الذين فرضوا احترام عقيدتهم ولم يداهنوا الجالسين على العرش الإمبرطوري سواء في روما أو في بيزنطة. 117 من البطاركة الباباوات جلسوا على كرسي الإسكندرية ولايزالون يحفظون تعاليم المسيح ويرعون القداسة لأمه الصديقة العظيمة الطاهرة. فإسكندرية مصر قدمت للمسيحية مالم يقدمه بلد في العالم لدين وتعاليم المسيح على مدى العصور. |
الساعة الآن 11:41 AM. |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2025
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017