مصر موتورز مجتمع السيارات

مصر موتورز مجتمع السيارات (https://www.masrmotors.com/vb/index.php)
-   ثورة الحرية 25 يناير (https://www.masrmotors.com/vb/forumdisplay.php?f=177)
-   -   التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود (https://www.masrmotors.com/vb/showthread.php?t=122778)

kj1 03-02-2014 08:18 PM

رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
 
http://www.anaonline.net/multimedia/articles/142312.png
http://al-mashhad.com/Media/News/201...923103-592.jpg

kj1 04-02-2014 12:47 AM

رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
 
فيديوهات المجازر والجرائم التي قام بها تنظيم الإخوان الإرهابي



دي تجميعة لأهم فيديوهات جرائم الإخوان ..
ياريت الكل يساعد في نشرها في كل مكان وخاصةً على الصفحات الأجنبية ..
واللي عنده فيديوهات تانية يحطها في التعليقات عشان نضيفها


---------------------------------------------------------------------------------------------
الفيديو ده خطيييييييييييييييييير لأنه بيوضح ازاى قناصة الإخوان بيقتلوا المؤيدين لمرسي من ضهرهم


في الثانية 00:15 هتشوفوا واحد ملتحي وضهره لرابعة ووشه للشرطة
في الثانية 00:34 والثانية 00:42 منظره وهو مقتول برصاصة خلف الرأس والدم نازل يخر من مؤخرة رأسه !! وجرح الرصاصة من الخلف واضح زى الشمس !

Muslim Brotherhood Terrorists kill their supporters from behind by SNIPERS

it's very clear that this person's back was towards Muslim Brotherhood Sit-in, and his face towards The Egyptian Police .. but a Sniper killed him from behind !!
https://www.youtube.com/watch?v=PqW2pvajS3I

========================= ========================= ===========

متعاطف مع الإخوان ؟؟
صعبانين عليك اوي ؟؟؟؟
طب اتفرج على الفيديو ده وقولي بأى ذنب في الكون كله ممكن حد يبرر للإخوان إنهم يقتلوا الناس في الشارع بالمنظر الوحشي ده

وبعد ما تتفرج على الفيديو ممكن تقولي لو حد من دول اتقتل ازاى ممكن نتعاطف معاه !!!

Muslim Brotherhood Terrorists kill Egyptian Civilians in the streets :(

http://www.youtube.com/watch?v=_Au3-O0_3Y4&feature=youtu.be


========================= ========================= ===============


اعترافات القاتل الإخوانجي بأنه قام بإلقاء الأطفال المصريين من فوق أسطح العمارات ،،
شيييييييييييييييييييييييي يرررررررررررررر

one of Muslim Brotherhood terrorists admits that he killed Egyptians civilians of kids and young youth by throwing them off high buildings roofs

http://www.youtube.com/watch?v=tkzapt2kq6s&featu re=youtu.be

========================= ========================= ================


سبحان الله !

بيقعوا بنفسهم وبيفضحوا نفسهم بنفسهم !!
أحد أطباء رابعة بيقول : "هذه ثامن حالة تأتي إلينا بنفس الكيفية .. إطلاق الرصاص على مؤخرة الرأس "


One of the doctors at the Muslim Brotherhood Sit-in declares that This is the 8th case that is being shot from behind
victims were killed from behind

The bullet is in the back of the skull , is the cause of death
http://www.youtube.com/watch?v=54-IK7T1TPQ



========================= ========================= ==============

* النيابة عثرت على مواد شديدة الانفجار "TNT" داخل زجاجات عصير في مقر الاعتصام، كما عثرت على زجاجات بها بارود وكسر زجاج.

وأشارت المصادر، إلى أن النيابة عثرت أيضا على قنابل غاز وخرطوش وفوارغ طلقات آلية وخرطوشية وكمية من الأسلحة الخرطوشية، كما تبين من المعاينة وجود كشوف بها أسماء مدون أمام كل منها أرقام لمبالغ مالية تراوحت بين فئات ثلاث هي 150 و200 و300 جنيه، لافتا إلى أن تلك الأوراق مطبوعة على الحاسب الآلي وليست مكتوبة بخط اليد، بالإضافة إلى كميات كبيرة من البلي والنبل والأسلحة البيضاء.

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embe dded&v=FMrFpwG5eq4

========================= ======================

الإخوان يتركون مصابيهم يموتون من النزف ومن الإصابة ويمنعون عنهم العلاج ويمنعون عنهم سيارات الإسعاف، حتى يمكنهم أن يتاجروا بدمهم بعد وفاتهم !

Muslim Brotherhood Terrorists prevent any medical care for the wounded, in order to maximize the number of the dead just to manage to play the role of the victim in front of the world !

http://www.youtube.com/watch?v=mwl91Z2jPCs&featu re=youtu.be

========================= ======================
فيديو مهم يرصد عناصر من الإخوان الإرهابيين يقومون بإطلاق النار على الحرس الجمهوري
أسلحة نارية ورشاشات في أيدي الإخوانجية الإرهابيين :
الثانية 00:32
الثانية 00:37
الدقيقة 02:06
الدقيقة 03:03

a video that reveals MB militia shooting at Egyptian Army
8th July 2013

http://www.youtube.com/watch?v=15QmSzzcYOU

========================= ======================

الفيديو ده بيظهر بوضوح ميليشيات الإخوان الإرهابية وهما فوق العمارات وماسكين سلاح بيضربوا منه على الجيش المصري .. وفي نهاية الفيديو واضح جدا تجهيز كسر طوب وحجارة بكميات ضخمة من أجل الاستعداد للهجوم.
شيييييييييييييييييييييييي يرررررررررررررررررررررررر رر

Muslim Brotherhood terrorists are shooting at Egyptian Army soldiers from the buildings roofs

http://www.youtube.com/watch?v=-1gKHIyXcjo

========================= ======================

تصوير حى لميليشيات الإخوان الإرهابية وهم يهاجمون الجيش المصري من فوق أسطح العمارات السكنية.

Muslim Brotherhood terrorists use residential building to launch attacks against Egyptian Army Soldiers

http://www.youtube.com/watch?v=RX1RkUz1fhw

========================= ======================

الفيديو ده من أهم الفيديوهات اللي بتوضح كيف يقوم الإخوان الإرهابيين بقتل المتظاهرين ..
الفيديو ده لازم يتنشر في كل مكان ولازم كل المصريين يشوفوه ..
شييييييييييييييييرررررررر ررررررررررررررررر

One of MB terrorists kills a civilian protestor, then tries to frame the army for it

http://www.youtube.com/watch?v=QWJK_-o-bE4

========================= ======================

الراجل وشه للجيش وضهره للمتظاهرين بتوع الإخوان الخونة .. رصاصة جاتله في ضهره !!
عرفتوا بقى مين اللي بيقتلكم يا مؤيدي مرسي ؟؟؟؟

MB terrorists shoot down pro-Morsi protestors, then they frame the army for it !

http://www.youtube.com/watch?v=6t-mTAiXeYg

========================= ======================

الطب الشرعي يثبت أن قتلى أحداث الحرس الجمهوري لا يوجد بينهم ولا نساء ولا أطفال.
كل الجثث سجلت دخول وخروج المقذوف، وهو دليل على إطلاقها من مسافة قريبة.

Forensic evidence that the deaths of the Republican Guard, are all men, and there is no women,and there is no children.
All the bodies recorded the entry and exit of the projectile, which is a clear guide that the shot came from close range.

شييييييييييييييييييرررررر رررررررررررررر

========================= =======================
فيديو بشع والله العظيم :(
الإخوان ومؤيدي المخلوع مرسي بيضربوا طفل بمنتهى الوحشية والكفر
ايه الإجرام ده !
ايه الكفر ده !
هو الإسلام إنكم تضربوا وتعذبوا طفل صغير يا كفرة ؟!

This video reveals MB Terrorists & Pro-Morsi protestors torturing a kid in the streets !
MB members & Morsi supporters are Cannibals.

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embe dded&v=IMMKWt2vDuU

========================= =======================

فيديو مهم ...... شييييييييييييييييرررررررر رررررررررررر

الفيديو واضح فيه جدا عناصر جماعة الإخوان وهما بيضربوا نار من أسلحة في إيديهم على ميدان التحرير.

* بالنسبة للي من خارج القاهرة :
المكان ده هو مدخل ميدان التحرير من ناحية كوبري قصر النيل .. واللي جنبهم مبنى المعد الدبلوماسي واللي جنبهم الناحية التانية مبنى جامعة الدول العربية.

شييييييييييييييييييييييرر ررررررررررررررررررر
وافضحوا الإخوان القتلة

Muslim Brotherhood Terrorists & Pro-Morsi criminals shoot with guns at civilians in Al-Tahrir

https://www.youtube.com/watch?v=rbI7owEz8HM


========================= ======================
جماعة الإخوان القتلة يشعلون النيران في سيارات المواطنين في طريق النصر

شيييييييييييررررررررررررر رررررررررررررر

Muslim Brotherhood Terrorists set civilians' cars on fire

https://www.youtube.com/watch?v=I9mX1o9DlWQ&featu re=youtube_gdata_player


========================= ==================
أول سؤال هيسأله أى واحد عنده ولو حتى "ذرة عقل" هو :
ايه ده ؟
هما شايلين ايه ومخبينه بالمنظر ده ؟
مش يمكن سلاح ؟
مش يمكن قنابل ؟
مش يمكن رصاص قناصة ؟؟
مش يمكن آلي ؟؟؟

طب هل من حق أى اعتصام في الدنيا في أى دولة في العالم إنهم يخفوا سلاح في الاعتصام ده ؟!!!!

Muslim Brotherhood terrorists & Pro-Morsi protestors smuggle weapons into their Sit-in !

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embe dded&v=n7MZCCifC18


========================= ===================
الإخوان الخوارج يقومون بتحويل مسجد إلى سلخانة لتعذيب الشباب والأطفال !!

Muslim Brotherhood Terrorists turn a Mosque into a human slaughtry !

http://www.youtube.com/watch?v=0tpmiPhqPDs


========================= ===================

متعاطف مع الإخوان ؟
طب شوف منظر الجثث للمواطنين المعارضين لمرسي وهما مرميين في الزبالة (الدقيقة 1:37)

هل دم دول ماكانش حرام ؟!
هل ميليشيات بديع وبلطجية البلتاجي معرفوش ربنا وهما بيقتلوهم وافتكروه دلوقتي بس ؟!!!

* حملة شييييييييييييييييرررررررر ررررررررر وفكرهم بجرايمهم

Muslim Brotherhood Terrorists kill civilians and throw their bodies in garbage

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embe dded&v=UdYPrVcScb8


========================= ========================= ==============

تهريب قنابل المولوتوف إلى داخل اعتصام أنصار المخلوع في رابعة !
هل في أى دولة في العالم أو في التاريخ الحديث سمحت لأى معتصمين إنهم يدخلوا أسلحة في اعتصامهم ؟؟
ده شوية مدنيين عزل اعتصموا في جنينة ميدان في تركيا، قام اردوغان فضّ اعتصامهم بالقوة وقتل منهم
ده شوية مدنيين عزل اعتصموا في أمريكا، قامت الشرطة الأمريكية اعتقلت منهم 700 وفضّت اعتصامهم
أى دولة بتندد بفضّ الاعتصام المسلح ده في رابعة، ياريت يفرجونا عندهم على اعتصامات مسلحة سامحين بيها !

Muslim Brotherhood terrorists smuggle Molotov into their Sit-in !
Is there any European or Western country would accept that on their lands ?!
would Obama accept and allow a sit-in in front of the white house or the Congress, with all these weapons ?!!

http://www.youtube.com/watch?v=D3VTiWqikF4&featu re=player_embedded

kj1 04-02-2014 07:49 PM

رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
 
https://fbcdn-sphotos-g-a.akamaihd.n...55297552_n.jpg

kj1 05-02-2014 05:07 PM

رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
 
ما لا يعرفه الإخوان عن كاهنهم الأكبر.. سيد قطب


لواء أ ح متقاعد/ حسام سويلم
الأحد 17-11 - 12:00 ص




http://www.albawabhnews.com/upload/p...0x337o/203.jpg سيد قطب


"الحاكمية" وتجهيل المجتمعات المسلمة، تمهيدًا لتقويضها.. ركائز الفكر القطبي
الحلقة الرابعة


مقدمة
- كان لافتا للنظر أن الرئيس المعزول محمد مرسي عندما وصل إلى سجن برج العرب، أن طلب الحصول على كتب سيد قطب، خاصة (معالم في الطريق) لتكون سلواه في سجنه، وهو ما يؤكد مدى تأثر مرسي، بالفكر القطبي، وانعكاس ذلك على منظومة سياساته وسلوكياته خلال عام الشؤم الذي حكمت فيه جماعة الإخوان مصر.. وقد ذكرني ذلك بموقف لمرسي، جرى في ندوة لقناة "الفراعين" قبل ثورة 25 يناير بنحو عام ونصف، دعا لها الباحث الإسلامي ضياء رشوان، وشارك فيها محمود عزت، ومحمد مرسي، كممثلين لجماعة الإخوان، لمناقشة ما أثير حول كتاب (دعاة لا قضاة) هاجم فيه المرشد حسن الهضيبي، أفكار قطب، عن التكفير، وأيده في ذلك المرشد التالي عمر التلمساني، فعندما سأله رشوان عن مدى مطابقة أفكار الإخوان لما جاء في كتب سيد قطب؟ أجاب مرسي: "عندما قرأت للأستاذ سيد قطب، بعد وفاته، عشت في كتابًاته فصارت جزءًا مني. لقد وجدت فيه الإسلام بما فيه من السعة والرؤية الشاملة للإسلام"، ثم أضاف مرسي، قائلًا: "وصحيح أن الأستاذ سيد قطب، يقول نصوصًا تكفيرية، ولكننا لا نعتبرها تكفيرية!!، ولكنها نصوص تحرك الوجدان وتتحدى العقل، ويجب لمن يقرأ لسيد قطب أن يتعلم اللغة العربية أولا"، ثم هاجمه القرضاوي الذي سبق أن استنكر الفكر التكفيري لقطب، فقال محمد مرسي: "قلبي على القرضاوي الذي لا يعرف العربية ولا يتقن غير التركمنستانية!! فإذا عرف العربية سيعرف أن ما يقوله قطب هو الإسلام، وأنا شخصيًا عندما قرأت لقطب، تحريت الدقة وسألت الكبار حتى أفهم ما كتبه!!"، وقبل أن تنتهي الحلقة تلقى ضياء رشوان، مداخلة تليفونية على الهواء من محمد بديع، يؤيد فيها دفاع مرسي، وعزت عن أستاذهما وصاحب فكرهما سيد قطب، وعندما أخذ العجب القرضاوي، مما قاله قادة الإخوان على رأيه، وسال سليم العوا عن من هؤلاء؟ اجاب العوا: هؤلاء هم تنظيم العشرات، فرد عليه القرضاوي فاغرافاه: أهم أهم؟! أهؤلاء من حذرنا منهم التلمساني؟!! أصبحوا الآن قادة للإخوان! إننا لله وإنا إليه راجعون!!
تنظيم العشرات أساس القطبيين.
- فمن هم تنظيم العشرات؟ يجيب الأستاذ ثروت الخرباوي، على هذا السؤال المهم في كتابه (سر المعبد) ص 300، قائلًا "هي أجيال نهلت من كتاب الظلام ومن "معالم في الطريق"، كرهت هذه الأجيال المعاني الجميلة التي في الكونوتربت فكريًا على أن الديمقراطية حرام، والليبرالية كفر، فتحت هذه الأجيال رؤوسها ليتم حشوها بكراهية كل المناهج السياسية والاجتماعية التي ابتدعها الإنسان لنفسه، فهمت أننا نعيش في جاهلية أشد ضراوة من جاهلية القرون الأولى، وأن القوانين التي وضعناها لأنفسنا لتنظيم معايشنا هي الطاغوت والكفر، فهمت هذه الأجيال الجديدة "إن الحكم إلا لله"، على نحو يخاصم اجتهادات البشر، ليس لنا أن نجتهد لأنفسنا وكيف نجتهد والله هو الحاكم الحكم؟، فهمت الله على غير مراد الله، الله عندهم هو الذي لا يرحم إلا هم، ولا يغفر لهم، ولا يدخل الجنة سواهم، أما النار فقد خلقها لغير الإخوان، الإخوان هم شعب الله المختار"، ثم يصف الخرباوي إخوان اليوم فيقول: "آلاف الإخوان الذين سيقوا إلى الجماعة منذ منتصف التسعينات يختلفون عن الذي يعرفهم القرضاوي، حتى أولئك الذين يرفضون أفكار القطبيين أمسوا يمالئونهم ويصانعونهم، وما صانعوهم إلا ليبحثوا لأنفسهم عن مكان على خريطة الإخوان.. القطبية كانت هي الطريق الثاني الذي سار فيه الإخوان بعد طريق حسن البنا". ثم تساءل بعد ذلك الأستاذ الخرباوي متخوفًا عن أصحاب الطريق الثالث "التابع في أغوار الإخوان"، وهو تنظيم "جيش الإخوان"!!.
- ومما أثار المخاوف حول (جيش الإخوان) أنهم في مكتب الإرشاد قد أعدوا لذلك بأحباء (قسم الوحدات)، وهو أخطر أقسام الجماعة لأنه المسئول عن الجانب العسكري في نشاط الجماعة، وكان فيه كوادر من ضباط الجيش الذين اخترقوا صفوفه سرًا أمثال الرائد محمد لبيب، وصلح شادي، أبو المكارم عبد الحي، وإبراهيم شرف. وكان المرشد السابق مصطفى مشهور، من أكثر قادة الإخوان إصرارًا على إنشاء هذا الجيش ودعمه قائلًا في وجه معارضيه: هل تتصورون دولة بلا أمن وبلا جيش؟ نحن أكبر من دولة، نحن أمة الإسلام، ويجب أن يكون لهذه الزمة أمن وجيش، ويوم أن يعود (قسم الوحدات) سيكون شعاره (أعدوا). وكانت تقديرات مصطفى مشهور، أن الإخوان سيصلون إلى الحكم في عام 2018، وأن لديهم خطة سيصلون إلى الحكم من خلالها، وأشار مرة في حديث له إلى كلمة (أعدوا) التي بين السفيين في شعار الجماعة، قائلًا: "نحن نعمل بها منذ سنوات طويلة"!!.
- ولكن ماذا عن هذه الخطة؟ هي خطة التمكين التي وضع خيرت الشاطر، لمساتها الأخيرة في عام 2005 تحت اسم (فتح مصر) وتقوم على السيطرة على الجيش والإعلام والقضاء، بعد السيطرة على النقابات المهنية والعمالية والنوادي واتحادات الطلبة، وأن سيطرة الإخوان على هذه الركائز الثلاثة، هي ضمان وصولهم للحكم ميسرًا، لذلك تم مع إنشاء قسم الوحدات إنشاء قسم القضاة، وهو الأمر الذي توقع معه مصطفى مشهور، في عام 1999، أنهم سيدخلون في صدام مع النظام الحاكم في غضون عشر سنوات بعد أن قطع الإخوان أشواطًا في طريق تنفيذ خطة التمكين.
جذور التكفير
- حقيقة الأمر أن توازع تكفير المجتمعات الإسلامية كانت عند حسن البنا، ظهر ذلك واضحًا في البند الخامس والعشرين من رسالة التعاليم، وهو يوجع تعليماته للإخوان وما يجب أن يفعلوه في حياتهم قائلًا: "أن تقاطع المحاكم الأهلية وكل قضاء غير إسلامي، والأندية والصحف والجماعات والمدارس والهيئات التي تناهض فكرتك الإسلامية مقاطعة تامة". ويضيف البنا في التعليمة رقم 37 "أن تتخلى عن صلتك بأية هيئة أو جماعة لا يكون الاتصال بها في مصلحة فرقتك وخاصة إذا أمرت بذلك". إذن فكر التكفير كان مختبئًا في ضمير البنا، لم تظهر فيه إلا بعض فلتات، لذلك وجد التنظيم السري الخاص في الاغتيالات وأعمال التخريب التي قام بها في عهده وبعد ذلك تبريرات شرعية عند الإخوان وحتى اليوم.
- ويزداد الأمر تفاقمًا عندما يخبرنا الشيخ محمد الغزالي، أنه استمع إلى أحد خطباء الجمعة من الجماعة وهو يؤكد: "أن الولاء لمرشد الإخوان حسن الهضيبي، يكفر السيئات، وأن الخروج على الجماعة يمحق الفضائل، وأن الذين نابذوا المرشد عادوا للجاهلية الأولى لأنهم خلعوا البيعة"، وكانت الجماعة قد فصلت الشيخ الغزالي، منها عندما رفض تعيين الهضيبي، مرشد للجماعة متهمًا إياه بأنه "عميل الماسونية"!!، فتسلم خطابًا يقول فيه الإخواني مرسل الخطاب: "هل تظن نفسك مسلمًا بعدما خرجت من صفوف الجماعة؟".
- أما الكاتب الإخواني سعيد حولي فإنه يؤكد في كتابه (المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين) أن جماعة الإخواني هي فقط "جماعة المسلمين" دون غيرها من المسلمين، وذلك طبقًا للنصوص التي وضعها حسن البنا. وإذا انتقلنا إلى محمد قطب، فسنجده يدور في كتابه (جاهلية القرن العشرين) حول تكفير المجتمعات الإسلامية مسترشدًا بكتاب سيد قطب (في ظلال القرآن) الذي يقول فيه مفسرًا آية من آيات القرآن "وهنا يرشدنا الله إلى اعتزال معابد الجاهلية التي هي المساجد التي نعبد الله فيها، واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي". ويضيف سيد قطب: "للعصبة المسلمة في كل أرض أن تنفصل عقديًا وشعوريًا ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها حتى يأذن الله بقيام دار إسلام تعتصم بها". ويعلق الخرباوي على ذلك قائلًا: "لقد أصبحت أفكار التكفير غالبة على الجماعة، لقد صارت جماعة الإخوان (مدينة التكفير)، في عالم مضطرب بالصراعات الفكرية والعقائدية والسياسية".. ثم يتساءل: كيف أصبحت أمواج التكفير عند الإخوان بهذه القوة الهادرة وهذا العنفوان المتكبد؟


التكفير والحاكمية في الخطاب القطبي:
- تدور الرؤية العامة لسيد قطب، للإسلام حول اعتبار الصراع البشر عقائدي في الأساس، وأن الحالة المثلى للمجتمع الإسلامي المنشود في نظرة ستستدعي بالضرورة أن يكون في صراعات مستمرة مع باقي المجتمعات بما في ذلك التي تدعي أنها مسلمة. لذلك حدد قطب مفاهيمه عن سبعة عناصر أساسية هي: الجاهلية وتعني التكفير، الحاكمية، الجماعة، المنهج، الثقافة، الأمة، والمجتمع، وسنناقش في هذه المقالة العنصرين الأولين، والباقي في مقالات قادمة أن شاء الله:


أولًا: جاهلية المجتمعات الإسلامية:
- فالجاهلية تمثل في نظرة الانحراف عن نهج الإسلام سواء في الماضي أو الحاضر، فيقول: "نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم. كل ما حولنا جاهلية.. تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم، وحتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية.. هو ما صنع هذه الجاهلية". ثم يمضي معتبرًا المجتمعات الإسلامية القائمة حاليًا تدخل في إطار هذه الجاهلية، فيقول: يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها (مسلمة).. لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده ولأنها تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله، فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها وشرائعها وقيمها وموازينها وعاداتها وتقاليدها.."
ولكي يبرر سيد قطب لقيام (الجماعة المؤمنة)- التي هي جماعة الإخوان في مفهومه- التي ستقود البعث الإسلامي الجديد، ركز على اعتبار الجاهلية صيغة حركية في الأساس، وليست مجرد نظرية، بل تتمثله في تجمع حركي خاضع لقيادة هذا المجتمع الجاهلي، ولمواجهته سيعني قيام تنظيم حركي مسلم مضاد خاضع لقيم الإسلام، يتحوله تحت قيادة إسلامية مستقلة عن المجتمع الجاهلي وقياداته، وأن يحصر ولاءه للقيادة الإسلامية فقط، ويكون تحركهم باتجاه تقويض المجتمع الجاهلي، والدفاع عن المجتمع الإسلامي الجديد.
- وفي كتابه (في ظلال القرآن) تقرأ لسيد قطب: "الجاهلية ليست اسمًا لمرحلة تاريخية سابقة على الإسلام، بل أنها تنطبق انطباقًا حرفيًا على كل وضع بصرف النظر عن اعتبارات الزمان والمكان، إذا كان الوضع مشابهًا لتلك المرحلة التاريخية السابقة على الإسلام".
- ثم يمضي في كتابه (في ظلال القرآن) ليبرر اتهامه المجتمعات الإسلامية (بالشرك) فيقول: "إن الشرك بالله يتحقق بمجرد إعطاء حق التشريع لغير الله من عباده، ولو لم يصحبه شرك في الاعتقاد بألوهيته، ولو قدمت الشعائر التعبدية له وحده". ولا يكتفي قطب، بذلك بل يتهم المجتمعات الإسلامية اليوم بترك الإسلام وهجرته، فيقول: أن المشقة الكبرى التي تواجه حركات الإسلامي الحقيقية تتمثل في أقوام من الناس من سلالات المسلمين في أوطان كانت في يوم الأيام دارًا للإسلام يسيطر عليها دين الله وتحكم بشرعيته، ثم إذا هي تتنكر لمقومات الإسلام اعتقادًا وواقعًا وأن ظنت أنها تدين بالإسلام اعتقادًا"، ثم يمضي في الحاجة نافيًا عن المسلمين اليوم إسلامهم فيقول في نفس الكتاب". في الأرض اليوم أقوام من الناس أسماؤهم أسماء المسلمين وهم من سلالات المسلمين، وفيها أوطان كانت في يوم من الأيام دارًا للإسلام، ولكن لا الأقوام تشهد أن لا إله إلا الله بذلك المدلول، ولا الوطان تدين لله بمقتضى هذا المدلول، دائمًا فرد لم يشهد أن لا إله إلا الله بهذا المدلول (أي المدلول الذي يعتقده سيد قطب) فإنه لم يشهد ولم يدخل الإسلام بعد، كائنًا من كان اسمه ولقبه ونسبه، وأيما أرض لم تتحقق فيها شهادة أن لا إله إلا الله بهذا المدلول فهي أرض لم تدين بدين الله ولم تدخل في الإسلام بعد".
- وينفي سيد قطب عن الأمة الإسلامية اليوم إسلامها فيقول: "إن الأمة الإسلامية قد انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله من فوق ظهر الأرض جميعًا"، ثم يضيف "ووجود الأمة الإسلامية يعتبر قد انقطع منذ قرون، فالأمة الإسلامية ليست (أرض) كان يعيش فيها الإسلام، وليست قومًا كان أجدادهم في عصر من عصور التاريخ يعيشون بالنظام الإسلامي. إنما الأمة الإسلامية جماعة من البشر تنبثق حياتهم وتصوراتهم وأوضاعهم وأنظمتهم وقيمهم وموازينهم كلها من المنهج الإسلامي، وهذه الأمة بهذه المواصفات – قد انقطع وجودها منذ انقطاع الحكم بشريعة الله من فوق ظهر الأرض".
- ويرجع سيد قطب وصمه للمجتمعات القائمة اليوم في الأرض بالجاهلية لأنها تقنن لنفسها من القوانين والتشريعات التي تتلاءم بظروف العصر ومتطلبات الحياة، ويحقق لها الأمن والأمان ويصون مصالحها ويحقق أهدافها ويعتبر سيد قطب ذلك اعتداءا على سلطان الله في الأرض، فيقول "إن العالم اليوم يعيش في جاهلية من ناحية الأصل الذي تنبثق منه مقومات الحياة وأنظمتها، وهذه الجاهلية تقوم على أساس الاعتداء على سلطات الله في الأرض وعلى أخص خصائص الألوهية، وهي الحاكمية لأنها تسند الحاكمية للبشر لتجعل بعضهم لبعض أربابًا". ثم يفصح سيد قطب صراحة عن مكنون مذهبه الذي يتهم فيه المسلمين اليوم يا لكفر صراحة، فيقول: "وإذا بدا للبشر يومًا أن مصلحتهم في مخالفة شرع الله لهم فهم واهمون أولا، وهم كافرون ثانيًا!! ثم يزيد أمر تكفيره للمسلمين، فيقول "والمسألة في حقيقتها مسألة كفر وإيمان، مسألة شرك وتوحيد. مسألة جاهلية وإسلام.. أن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون وهم يحيون حياة الجاهلية.. ليس هذا إسلاما وليس هؤلاء مسلمين.. والدعوة اليوم إنما ترد هؤلاء الجاهلين إلى الإسلام لتجعل منهم مسلمين من جديد". وهنا يجب أن نتوقف لننتقل إلى عام 2005 عندما وضع خيرت الشاطر خطته لتمكين جماعته من حكم مصر تحت عنوان (فتح مصر)، أي ليعيد للمصريين إسلامهم من جديد، ونتوقف أيضا أمام كلمات محمد مرسي في أول مؤتمر له يعقد بعد انتخابه في أول يوليو 2012، وقد اختار مكانة جامع عمرو بن العاص، وكان اختيار هذا المكان مقصود لذاته لأن عمرو بن العاص هو الذي فتح مصر، لذلك اختار محمد مرسي مسجد فاتح مصر ليوجه من عنده رسالة للمصريين جميعًا قال فيها: أن عمر بن العاص دخل مصر في وقفة العيد، وها نحن سنعيد الفتح الإسلامي من جديد"!!. وهو في ذلك يشبه مصر بإسبانيا (الأندلس) عندما خرج منها الإسلام بعد سقوط الدولة الإسلامية هناك في القرن السادس عشر بعد حكم إسلامي دام فيها ثمانية قرون، وأن جماعة الإخوان اليوم في القرن الحادي والعشرين بقيادة نعيم والشاطر ومرسي هي التي ستعيد للمسلمين في مصر إسلامهم من جديد، ألا يدل ذلك بوضوح لا لبس فيه على نظرتهم التكفيرية للمصريين اليوم؟!.
- ثم ينتقل سيد قطب – بعد أن وصم المجتمعات الموجودة على ظهر الأرض اليوم بالجاهلية والكفر، وبما فيها المجتمعات الإسلامية إلى تحديد مهمة جماعة (الإخوان المسلمين) في تقويض أنظمة الحكم فيها ليقيم على أنقاضها ما يطلق عليه المجتمع الإسلامي أو (الرباني) فنجده يقول في كتابه (معالم في الطريق): "ومن ثم تواجه الحركة الإسلامية هذا الواقع كله بما يكافئه- تواجهه بالقدوة والبيان لتصحيح المعتقدات والتصورات، وتواجهه بالقوة والجهاد لإزالة الأنظمة والسلطات القائمة عليها". ثم يمضي في تحريضه على تقويض الأنظمة الحاكمة فيقول: "لا يدلنا من التخلص من ضغط المجتمع الجاهلي والتصرفات الجاهلية والتقاليد الجاهلية والقيادة الجاهلية، ومهمتنا الأولى هي تغيير هذا الواقع الجاهلي من أساسه.. أن القانون الوضعي لا يستحق السيادة والسمو".
- يعتبر سيد قطب أن الانقلاب على الأنظمة الحاكمة وإزالتها بالقوة هو عين الجهاد في سبيل الله، فيقول: "والذي يدرك طبيعة هذا الدين يدرك معها حتمية الانطلاق الحركي الإسلامي في صورة الجهاد بالسيف إلى جانب الجهاد بالبيان"، ولكن متى يتعين على الجهاد أن يبدأ؟ يجيب قطب على هذا السؤال قائلًا: وحين يبلغ المؤمنون بهذه العقيدة ثلاثة نفر فإن هذه العقيدة ذاتها تقول لهم: أنتم الآن مجتمع، مجمع إسلامي مستقل ومنفصل عن المجتمع الجاهلي"، ثم "والثلاثة يصبحون عشرة، والعشرة يصبحون مائه، والمئة يصبحون ألفًا". وقد سبق لسيد قطب أن أكد فكرة أن العقيدة تقوم بذاتها إلى الحركة الواقعية ومن ثم للجهاد بالسيف"، وهذا ما يؤكد حقيقة مهمة أثبتتها العمليات الإرهابية للإخوان أن "الإرهاب يبدأ فكرًا".
- وعندما برز السؤال المهم: كيف يمكن لهذه الجماعات المحدودة العدد أن تواجه العالم بأسره؟ وهو سؤال تردد بقوة عندما تصور أسامة بن لادن – زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي- أنه قادر على هذه المواجهة بهذه المجموعة التي تحيط به، فاجاب سيد قطب في كتاب (المعالم) قائلًا: "المؤمنون إجراء عند الله أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا عملوا، وقبضوا الأجر المعلوم، وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أي مصير، وذلك شأن صاحب الأمر ولا شأن الأجير"، وهو ما يؤكد مبدأ السمع والطاعة الذي زرعة حسن البنا في أتباعه، وتنفيذ كل ما تمليه قيادة الجماعة عليهم من أوامر دون مناقشة، حتى والله كان أمرًا بالانتحار، وكل ما عليهم هو الثبات مؤكدًا "الثبات هو بدء الطريق إلى النصر، وأثبت الفريقين أغلبهما".
ثانيًا: الحاكمية:
- يمثل شعار (الحاكمية لله) حجر الزاوية في الخطاب القطبي، حيث يعتبر قطب أنه بمقتضى "لا إله إلا الله.. فإنه لا حاكمية إلا لله، ولا شريعة إلا من الله، ولا سلطان لأحد، لأن السلطان كله لله". ثم يزعم أن الحاكمية لله لا تقوم اليوم والمجتمعات الإسلامية لأن الحكام لا يطبقون القوانين المأخوذة من الشريعة الإسلامية، وبناء على ذلك أسس حكمه بتجهيل وتكفير هذه المجتمعات الإسلامية، وبناء عليه دعا أتباعه إلى الانضمام للتنظيم الحركي السابق الإشارة إليه للاستيلاء على الحكم تحت شعار إعادة (الحاكمية لله) في المجتمع، وسيد قطب في هذا الزعم قد تأثر بصيحة الخوارج الأولى عشية تأسيس الدولة الأموية (لا حاكمية إلا لله) والتي خلطوا فيها بين (حكم الله) بمعنى الأحكام الإلهية السارية في الوجود كله والتي يرجع فيها الأمر إلى المولى عز وجل، وبين (الحكومة) والحكم الدنيوي، فجعل قطب وجماعته الدولة والإمارة والسياسة دينًا خالصًا، ومن ثم رفضوا أن يكون للبشر دخل في السياسة والحكومة، وفي كتابه (السلام العالمي والإسلام)ص 170 نجده يقفز إلى مطالبة جماعية بالجهاد من أجل تحقيق الحاكمية فيقول" ضرورة الجهاد لحماية المؤمنين ونشر الدعوة والقضاء على أي ظلم في الأرض حتى تسود الحاكمية وتتحقق ربوبية الله في الأرض". وهذا تطاول وسوء أدب على المولى عز وجل فهل الله تعالى في حاجة إلى جماعة الإخوان – حاشا لله- لكي تتحقق ربوبيته في الأرض؟! أن حكم الله في الوجود، وربوبيته قائمة من الأبد وإلى الأزل، فليست في حاجة لمن يحققها أو يعيدها، وهذا من بديهيات إيمان أي مسلم.
- ثم يزعم قطب أن الحاكمية لا تتحقق إذا خرجت القوانين المطبقة عن الشريعة الإسلامية، ومن ثم يدعو إلى ضرورة الثورة الشاملة والتمرد الكامل على كل حكم البشر بدعوى جعل (الحاكمية لله) فيقول في ص 67 من كتابه (معالم في الطريق)"إن إعلان ربوبية الله وحدة معناه الثورة الشاملة على حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الأرض يكون فيه الحكم للبشر بصورة من الصور". كذلك تأثر سيد قطب في مفهوم الحاكمية بأفكار الكاتب الباكستاني أبو الأعلى المورودي. وأن كان قطب قد أهمل ما ذكره المورودي عن وجود (حاكمية بشرية مفيدة) فيما لا نص فيه وفي كتابه (العدالة الاجتماعية في الإسلام) يقول قطب "ليس لمخلوق على مخلوق سلطان، فهذا السلطان لله وحده وليس بين الإنسان والله توسط، ولذلك فإن السلطة للأمة لا للحاكم، لا يبتكر من عنده القوانين، فهي مفروضة من الله. وما على الحكومة إلا تطبيقها والمحكومين تنفيذها".
- ونجد قطب ينعي على الأجيال التالية للمسلمين الأوائل عدم تطبيقهم لهذه القاعدة بعد انتقال الرسول بثلاثين عامًا: فيقول "برأ الانحراف عن سنة الإسلام الرفيعة بسبب سرعة إسلام شعوب المنطقة التي أدت إلى عدم جدية إسلامهم إذ إنهم لم يتحرروا من بقايا عقائدهم السابقة". ولا يخفي قطب في كتابه (معالم في الطريق) حقيقة ما يهدف إليه من دعوته كلها وهو الاستيلاء على الحكم، فيدعو صراحة إلى عدم الالتفات والاهتمام بوضع خطط وبرامج الإصلاح ووسائله، وإنما الجهد يجب أن يركز على إسقاط الأنظمة القائمة واستيلاء الجماعة على السلطة، وفي ذلك يقول: "وألف كتاب عن الإسلام وألف خطبة في مسجدًا وقاعة أو ميدان، وألف فيلم في الدعاية للإسلام، وألف بعثة من الأزهر أو غير الأزهر في كل مكان، كل أولئك لا يغني عناء مجتمع صغير يقوم في ركن من أركان الأرض يعيش بمنهج الإسلام. وتتمثل فيه خصائص هذا المنهج وصورة الحياة في الإسلام" أيس ذلك تمامًا فكرة الإمارة التي أقامتها طالبان في أفغانستان ودعمها تنظيم القاعدة الإرهابي، ثم يزيد قطب الأمر ايضاحًا فيقول "كل فقه تراد تنميته وتطويره في وضع لا يعترف ابتداءا بحاكمية الإسلام هو استنبات للبذور في الهواء، وهو عبث لا يليق بجدية الإسلام"، ثم ينتقد من يطالب الإخوان بالكشف عن منهجهم وبرامجهم للحكم فيقول: "إن الجاهلية التي حولنا كما أنها تضغط على أعصاب بعض المخلصين من أصحاب الدعوة الإسلامية فتجعلهم يتعجلون خطوات المنهج الإسلامي، هي كذلك تتعمد أن تحرجهم فتسألهم.. أي تفضيلات نظامكم الذي تدعون إليه؟ ثم يجيب قطب على سؤاله: "إن منهج أصحاب الدعوة الإسلامية أن تتبلور النظرية من خلال الحركة وتحدد ملامح النظام من خلال الممارسة". أليست هذه هي نفس إجابة الرئيس المعزول محمد مرسي وعشيرته عندما سئل عن تفاصيل خطة (النهضة) التي زعم أن مئات من المتخصصين في كافّةً المجالات قد وضعوها للنهوض بمصر، ثم انكشفت حقيقة الأمر بأنها خطة وهمية لا وجود لها، وهو ما اعترف به خيرت الشاطر نفسه عندما نفى وجودها زاعمًا أن مثل هذه الخطة تتبلور من خلال الممارسة، وهو ما يؤكد أن الأمر لا يخرج من وجهة نظر قطب وأتباعه في اليوم عن المطالبة بالحكم بأي ثمن وتحت أي مبرر بعيدًا عن أي منهج للإصلاح. بل عندما دخل الإخوان مجلس الشعب في عام 2005 وكان السؤال الملح المطروح عليهم هو أن برنامجهم للتعامل مع قضايا المجتمع ومشكلاته ردوا بتلك العبارة الفضفاضة "الإسلام هو الحل"، تهربًا من أي رد موضوعي على هذا السؤال.
- أما عن اختيار سيد قطب لكلمة (الحاكمية) كمبرر لهدم المجتمعات القائمة واستيلاء جماعته، فلذلك قصة طريفة يكشف عنها عادل حمودة في كتاب (ٍسيد قطب من الرية إلى المشنقة) ص 144 فيقول عن فترة وجود قطب في السجن "في تلك الأيام كان سيد قطب مهمومًا بالبحث عن الوصف الذي يريحه لنظام عبد الناصر، وفي رواية تحيط بها هالات مقدسة وتمنحها دعم السماء، يقول البعض أن زميل وحليف سيد قطب في عنبر العلاج محمد حواشي أنقذه من الحيرة، والهمه الوصف المناصب لنظام حكم عبد الناصر، قال له محمد خواش أن سيدنا يوسف عليه السلام جاءه في المنام وطلب منه أن يبلغ قطب أنه سوف يجد ما يبحث عنه في سورة يوسف وتحديدًا في الآيات 35-41 والتي تروي حديث سيدنا يوسف مع فتيان كانا معه في السجن "ما تعبدون دون الله إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم، ما أنزل الله بها من سلطان، أن الحكم إلا لله أمر ألا تبعدوا إلا إياه، ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون"، فالتقط منها سيد قطب جملة (إن الحكم إلا لله) واعتبر ذلك هو الشعار الملهم، واشتق منه لفظ (الحاكمية لله).
التناقض في دعاوى سيد قطب:
- حفلت كتب سيد قطب بالتنافضات في أفكاره، في الوقت الذي حفلت بتحريم أن يشرع المسلمون لأنفسهم قوانين وضعية تتنفق وروح العصر وتتواءم مع مصالحهم وأهدافهم، بل ويعتبر ذلك "جاهلية" و"كفر. نجده في كتابه (نحو مجتمع إسلامي) يقول: "إن الصور التاريخية للمجتمع الإسلامية ليست الصور النهئاية لهذا المجتمع، بل هناك صور متجددة أبدًا، فكيف إذن لفكرة ثابته أن تواجه حاجات وأصولًا محددو؟ وكيف يمكن لهذه الحاجات والأحوال أن تتحرك وتنمو في ظل حركة فكرة ثابتة؟ ثم يقول: "إن تشريعات الفقة كانت تلبية لحاجات زمنها، وأي نقل منها من زمن لفرضها على زمن آخر ليس من شرع الله، ولا من عمل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي لا تحصل إلا للاسترشاد والاستشهاد بها في الحالات المشابهة التي تشهدها الأجيال المتجددة، ولكنه لا يبلغ حد الإلزام المطلق".
- ثم يواصل كلامه مبيحًا لكل جيل أن يضع نظمه الاجتماعية التي تلبي حاجات زمانه، فيقول: "أما فيما يتعلق بالمجتمع وأطواره فإن الصورة التاريخية للمجتمع الإسلامي لا تجدد ولا تستوعب كل الصور الممكنة للمجتمع الإسلامي، ولكل جيل أن يبدع نظمه الاجتماعية في حدود المبادئ الإسلامية، وأن يلبي حاجات زمانه باجتهادات فقهية قائمة على الأصول الكلية للشريعة الإسلامية"، بل ويزيد الأمر تأكيدا في ضرورة أن يقنن الناس لأنفسهم ما يرونه من فقه، فيقول "الفقه من صنع البشر استمدوه من فهمهم وتفسيرهم للشريعة، فالشريعة ثابته والفقه متغير ثم يقول "ويمكن التجاوز عن الفقه".
- بل وينتقد عدم تجديد الفقه الإسلامي فيواصل قائلًا: "لقد استمر نمو الفقه الإسلامي وتطوره غلى نحو القرن الثامن بعد انتقال الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، وكان في نموه وتطوره متابعًا لنمو المجتمع الإسلامي وتطوره، وملبيًا لحاجاته المتجددة بسبب بروز تلك الحاجات، ثم ركد الفقه تبعًا لركود المجتمع الإسلامي، حتى إذا قفزت الحياة قفزاتها الواسعة في القرون الثلاثة الأخيرة وتجدد المجتمع الإسلامي لم يكن الفقه الإسلامي على استعداد لمسايرة الحياة المتوثبة، وبذلك وجدت فجوة تاريخية في تسلسل هذا الفقه ومسايرته للحياة الجديدة وحاجاتها التي تضاعفت أضعافًا كثيرة".
- ورغم أن سيد قطب نجده في كلامه السابق يؤكد الحاجة إلى فقه جديد يتمشى مع المعطيات الجديدة، أو بالدقة إلى فقه يتجدد دومًا، بل وينعي على الحضارة الغربية خلوها من النزعة الإنسانية وافتتانها بالتقدم التكنولوجي، نجده لا يلبث أن يتراجع عن كل ذلك، معتبرًا أن التجديد في الفقه الذي سبق أن طالب به أصبح يعني "العودة أربعة عشر قرنًا إلى الخلف"، وينقد الحضارة الغربية وجعلها هي وكل الدول الإسلامية التي تتعامل معطيات هذه الحضارة ديار حرب وجاهلية وكفر. وهكذا نرى سيد قطب ومنذ البدايات كان بسير بالقارئ في طريق ثم لا يلبث أن ينحني به عكس ما يتوصل إليه القارئ من معان، بل نجده أيضا في كتاب (الإسلام العالمي والإسلام) ص36 يحض المسلمين على التعامل بسلام ليس فقط مع حكوماتهم بل وبالطوائف والدول الأخرى، فيقول "الإسلام يبدأ بمحاولة السلام أولا في ضمير الفرد، ثم في محيط الأسرة، ثم في وسط الجماعة، وأخيرا يحاول في الميدان الدولي وبين الأمم وفي الشعوب، أنه ينشر السلام في علاقة الطائفة بالطوائف، وفي علاقة الأفراد بالحكومات ثم ينشده في علاقة الدولة بالدول الأخرى، وإنه ليسير في تحقيق هذه الغاية الأخيرة في طريق طويل يعبر فيه من سلام الضمير إلى سلام البيت، إلى سلام المجتمع إلى سلام العالم في نهاية المطاف"!! أين هذا الكلام من دعواه في كتاب المعالم عن هجرة المجتمع والحكومة واعتزالهما وعدم العمل كخلايا حية في هذه المجتمعات ونبذها وعدم الولاء لها؟!.

kj1 05-02-2014 05:11 PM

رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
 
ما لا يعرفه الإخوان عن كاهنهم الأكبر.. سيد قطب
(2)


- ومن مظاهر التناقض أيضا في الخطاب القطبي أنه يقوم في كتابه (الإسلام ومشكلات الحضارة): "ليس الذي ينقص البشرية لقيام مجتمع إسلامي هو وجود فقه إسلامي متطور (نلاحظ أنه قال من قبل بضرورة وجود هذا الفقه المتطور) إنما الذي ينقصها ابتداءً هو اتخاذ الإسلام نهجًا، وشريعته شريعة، أن الفقه الإسلامي لكي يتطور ينبغي أن يجد التربة التي يتطور فيها.. وهي مجتمع إسلامي يعيش في العصر الحاضر"!!
الرد على افتراءات وأباطيل سيد قطب
-وفي مواجهة الدعاوى الباطلة التي أطلقها سيد قطب حول تكفير وتجهيل المجتمعات الإسلامية، وصارت مع مرور السنين عقيدة ثابته تنعكس في عقائد وسلوكيات جماعة الإخوان، علينا أن نرجع إلى كتاب الله والسنة الشريفة لنرد بهما على هذه الافتراءات والأكاذيب وما حوته من تضليل ودعوة إلى فتنة تقضي على الأخضر واليابس في المجتمعات الإسلامية، وهو ما يحقق أهداف أعداء الإسلام في الداخل والخارج.
أ- أن تكفير المسلمين بدعوى خروج الحاكم عن الالتزام بالشريعة الإسلامية هو سلوك يتعارض تعارضًا كاملًا مع قوله تعالى: "ولا تزر وازرة وزر أخرى" (الأنعام 164)، فإيمان أو كفر أي إنسان هو أمر شخصي يرتبط به وحده ويتعلق فقط بما يستقر في قلبه من معتقد في أركان الإيمان، وليس له علاقة بإيمان أو كفر الحاكم أو غيره من الناس، وأن تردي – أي الشأن في الكفر-بما في ذلك الحاكم- لا ينقص من إيمان غيره، ولا يضار المؤمن مطلقًا في إيمانه بضلال أي إنسان آخر، مصداقًا بقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من صل إذا اهتديتم" (المائدة 105).
ب- كما أن هذا المنهج الذي يدعو له سيد قطب بتكفير المسلمين يتعارض مع أحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل فيها: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما". لذلك يحذرنا المولى عز وجل من أن يرمي المسلم غيره بالكفر لأن الإيمان أو الكفر محله القلب، وما في قلب العباد لا يعلمه إلا خالق العباد "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور"، لذلك فإن لنا ظاهر الإنسان، فإن أعلن أو أظهر الإسلام قلنا أنه مسلم، وأن أعلن وأظهر كفرة فلنا أنه كافر، أما تكفير المسلم- أو مجتمع إسلامي كله- رغم نطقه بالشهادة وإقامة فروض الإسلام الخمسة، فذلك مما لا يرضى عنه الله ورسوله، بل ويعد من الكبائر. ومن ذلك كله نستنبط أن الحكم على إيمان الناس أو كفرهم مرجعه إلى الله تعالى، ومن ثم فإن كل من يزعم أن له حق الحكم على كفر أو إيمان الناس فهو في حكم الشرك بالله تعالى، لأنه يشارك المولى عز وجل فيما اختص به نفسه سبحانه وتعالى، كما يدل على ذلك قوله تعالى: "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله" (الشورى 21).
ج- وفي مواجهة شعار الحاكمية لله التي يزعم سيد قطب أن هذه الحاكمية لا تتحقق ولا تقوم إلا إذا كان الحاكم يطبق قوانين الشريعة الإسلامية، ثم يؤسس على ذلك حكمه بتكفير مجتمعنا المصري، فإننا نود بداية التأكيد على أن لفظ الحاكمية لم ترد بأية آية في القرآن ولا في أي حديث للرسول صلى الله عليه وسلم، وغالبية الإخوان ينطقون بهذا المصطلح الذي زرعه قطب في عقولهم وهم لا يعرفون حقيقة مراد واضعيه إلا عبارات مبهمة سمعها هنا أو هناك، لذلك فهم يعتقدون بمصطلح يرتكزون عليه في ممارساتهم الهدامة من كلام بشر غير معصوم وارد عليه الخطأ والوهم.
د- ونلاحظ أن سيد قطب يقتطع من الآيات القرآنية ما يخدم أهدافه الهدامة، مثل قوله تعالى: "إن الحكم إلا لله"، في أنها تعني الحكم الدنيوي الذي يمارسه الحاكم، فإذا رجعنا إلى قراءة هذه الآيات بشكل كامل فسنجد أنها تتحدث عن أحكام أخرى غير الحاكم الدنيوي الذي يقصده سيد قطب. فإن في قوله تعالى "ذلكم بأنه إذا ادعى الله وحده كفرتم وأن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير " (غافر 12) حيث تبين هذه الآية أن الحساب وما ينزل بالكافرين من النقمة والعذاب إنما بيد المولى عز وجل الذي يحكم بين عبادة ويفصل بينهم، ومن ثم فليس للفظ (الحكم) هنا أية علاقة بالحكم الدنيوي، وإنما هو (الحكم الإلهي) للمولى عز وجل بين عباده، وفي قوله تعالى في سورة الأنعام "قل إني على بينة من ربي وكذبتم به، ما عندي ما يستعجلون به أن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين". حيث تبين لنا هذه الآيات أن الرسول قد رد الحكم فيما يستعجل به المكذبون إلى الله تعالى لأن هذا الحكم مرده إليه سبحانه وليس له من علاقة بالحكم الدنيوي، وفي قوله تعالى أيضا في سورة الأنعام "ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين". في هذه الآية الكريمة ورد قوله تعالى "ألا له الحكم" ليصف الحكم الإلهي الساري في الوجود والذي لا تملك نفسي أن ترده أو تنفك عنه، وهو أيضا ما لا علاقة له بالحاكم الدنيوي، ومن البديهي أن الناس سواء طبقوا الشريعة أو لم يلتزموا بها فإن ذلك ليس له علاقة بالآيات التي تتحدث عن الحكم الإلهي الساري في الوجود ويتاجر بها أصحاب شعار الحاكمية لله، ذلك لأن الله غني عن العالمين مؤمنيهم وكافريهم.
هـ- وفي مواجهة دعوة سيد قطب لتخريب المجتمعات الإسلامية للاستيلاء على السلطة بزعم إقامة الحكم الرباني، فهي دعوة إلى الفتنة وليس فيها أي صالح للإسلام، لأن الدعوة إلى الإسلام لا يمكن أن تقوم على أساس الاستيلاء على الحكم، وإنما التأسي برسل الله واتباع منهجهم في الهداية إلى الله، الذي أمرهم به المولى عز وجل والقائم على أساس قوله تعالى: "أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". وذلك بعيدًا عن أي صورة من صورة الإكراه على حكم قوله تعالى "لا إكراه في الدين" هذا فضلًا عن أن الدعوة إلى الاستيلاء على الحكم لا بد أن تنتهي حتمًا إلى صراعات تبدأ فكرية وسياسية وتنتهي مسلحة ودموية، حيث تتصارع الجماعات والأحزاب والطوائف، كل يريد أن يأخذ الحكم لنفسه بدعوى تطبيق شرع الله، كما هو الحال اليوم في مصر قبل وبعد ثورة 30 يونيو 2013 بعد أن طرد الشعب المصري الإخوان من الحكم، فأشاعوا القتل والتخريب والفوضى في جنبات المجتمع المصري حتى يعودوا مرة أخرى للحكم.
و- أما ما يروج له سيد قطب من تقسيم البلاد إلى دار حرب دار إسلام، حيث يستبيح سيد قطب حرمات المسلمين من أرواح ودماء وثروات أعراض بدعوى أنها دار حرب، فإن ذلك تقسيم باطل ليس له أي دليل من كتاب الله وسنة رسوله، بل ويخالف ما جاء في القرآن الكريم من أن ثواب أو عقاب أهل القوى أنما يكون نسبة إلى سلوك أهلها وعقيدتهم من إيمان أو كفر "ظهر الفساد في البحر والبحر بما كسبت أيدي الناس"، كما يتعارض مع الحديث الشريف "كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه"، وأيضا حديث حضرته "من خرج علينا بالسلاح فليس منا".
ز- كما أن دعوة سيد قطب للقتل وسفك الدماء تحت شعار الجهاد في سبيل الله، بعد أن دفع المجتمع المصري بالكفر، والشرك مستندًا إلى قوله تعالى "وقاتلوا المشركين كافّةً"، فإنه قطع متعمدًا سياق الآية متجاهلًا باقي الآية "كما يقاتلونكم كافّةً"، كما تتعارض دعوته مع قول المولى عز وجل: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، أن الله لا يحب المعتدين"، ومتجاهلًا أيضا حقيقة وجوهر الجهاد، وهو جهاد النفس الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف: "عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، قالوا وما الجهاد الأكبر يا رسول الله؟ قال: جهاد النفس".
ح- أما زعم سيد قطب بأن الحكام والناس قد اعتدوا على سلطان الله، وسلبوه – حاشا لله ونستغفره- أخص خصائص الألوهية، فإن ذلك تطاول وسوء أدب على المولى عز وجل، لأن من بديهيات الإيمان أن نؤمن بالقدرة المطلقة للمولى عز وجل في الوجود، "له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير"، فمن ذا الذي يستطيع أن يسلب سلطان الله في الوجود أو يعتدي على أخص خصائص الألوهية كما يزعم قطب؟!. أن حكم المولى عز وجل للوجود قائم ومستمر ومرتبط بالإرادة الإلهية الصرفة والقدرة الإلهية المطلقة ولا علاقة له بإرادة الناس، ولا بقدرتهم ولا يتوقف على إيمانهم أو كفرهم "والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب". أما التكاليف الإلهية لعباده من عبادات ومعاملات، فإن المولى عز وجل يترك للناس حرية الالتزام بها، فيفعلونها بإرادتهم الحرة ليفوزوا برضوان الله، أو يخالفونها بإرادتهم الحرة فيبؤوا بغضبه مصدقًا لقوله تعالى: " فمن شاء فليؤمن ومن شاء فيكفر"، والمحاسب هو الله وهو سريع الحساب في الدنيا قبل الآخرة.
خاصة القول:
- تثبت السنين والأيام منذ ظهور سيد قطب على مسرح الأحداث في مصر في أربعينات القرن الماضي، أم كل ما شهده العالم الإسلامي وليس مصر فقط من أعمال عنف وفوضى وإرهاب كانت نتيجة البذرة الشريرة التي زرعها هذا الرجل في عقول الإخوان وحلفائهم حول تكفير المجتمعات الإسلامية ورميها بالجاهلية واستحلال حرماتها من أجل وصول جماعته إلى السلطة والحكم، وما الدين إلا الغطاء الذي يتدثر به هؤلاء الإرهابيين لإخفاء حقيقة هويتهم الفاشية التي ظهرت جلية بكل ما مارسوه من قتل وتحريب وتدمير وسحل وتعذيب وترويع الأمنين عبر عام من الحكم الظلامي لهذه الجماعة وما تلاه حتى اليوم بعد أن أزاحها الشعب المصري عن صدره ولفظها في 30 يونيو الماضي. وأكبر ديل على ذلك أن من يفتش في دماغ محمد مرسي يكشف ارتباطه الوثيق بسيد قطب، وأنه تلميذ متيم بأستاذ لم يره ولم يعرفه إلا عبر أفكار ملغمة تركها لأجيال من الإخوان لتصبح ما نفيستو حركي لأعمالهم الهدامة ومبررًا شرعيًا لانتهاجهم العنف والفوضى.
- ورغم ما ثبت من فاشستية سيد قطب وماسونيته ومن قبله حسن البنا، نرى جماعته يخلعون على البنا لقب (الإمام الشهيد) وعلى قطب لقب (الشهيد) في حين أن تاريخ حسن البنا وممارساته يثبتان أنه ليس بإمام ولا بشهيد، بل هو نهاز فرص حيث استغل سقوط الخلافة العثمانية في تركيا، فنادى بعودة دولة الخلافة ليجعل من نفسه خليفة للمسلمين، كما لم يثبت له أي اجتهاد في الدين يمكن أن يجعل منه إمامًا، بل أن كل ما جاء في رسائله وخطبه يعكس رؤية سياسية ونظام حكم ثيوقراطي(ديني) وتشكيل مجتمعي عصابي، وهو ما ليس من الدين في شيء، فأين الاجتهاد في الدين الذي يؤهله إلى مستوى الإمامة؟، كما أننا ننفي عنه أيضا لقب الشهيد لأنه قتل في صراع على السلطة مع الملك فاروق، ولم يقتل في سبيل الله. نفس الأمر مع سيد قطب فهو ليس أيضا بشهيد لأنه قتل في صراع على السلطة مع عبد الناصر.
- ولكن بفضل الله تعالى وحماية رسوله صلى الله عليه وسلم لهذا البلد، نجد أن كل مخططات وأعمال الإخوان وتنظمهم الدولي حتى اليوم وغدًا باءت وستبوء أن شاء الله بالفشل والخيبة. فقد فشلوا في حكم مصر وفشلوا في محاولات أخونة الدولة، وفشلوا في محاولات اعتصامهم في رابعة والنهضة وغيرها، وفشلوا في أن تحقق مظاهراتهم أي من أهدافها، وفشلوا في الإيقاع بين الجيش والشرطة والشعب، بل على العكس أدت ممارسات الإخوان إلى تلاحم هذه القوى الثلاثة في وجه الإخوان بشكل لم يسبق له مثيل. كذلك فشل تنظيمهم الدولي في إثارة الدول الغربية ضد مصر. فها هي أمريكا وبريطانيا وألمانيا يتراجعون عن قراراتهم السابقة بوقف التعاون العسكري والاقتصادي مع النظام الجديد في مصر، خاصة بعد أن أعادت مصر التوازن في علاقاتها الدولية بالانفتاح على روسيا والصين. ومن فضل الله أيضا علينا ما اتسمت به جماعة الإخوان من غباء سياسي جعلها تنفصل عن الواقع وتعيش في عالم افتراضي خاص بها، ولا تستوعب دروس وعبر اللطمات والضربات التي توجه لها، مما أدى إلى زيادة انعزالها وكراهية وبغض المصريين لها، واعتبارهم أن الإخوان ورم سرطاني ينبغي استئصاله نهائيًا من الجسد المصري، وهو ما سيتحقق بأن الله قريبًا حتى تنجو مصر من شرورهم وآثامهم، والله من ورائهم محيط.

kj1 06-02-2014 11:24 AM

رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
 
يعرفه الإخوان عن كاهنهم الأكبر "سيد قطب"
لواء أ.ح متقاعد/ حسام سويلم
الإثنين 25-11 - 04:15 م








http://www.albawabhnews.com/upload/p...600x337o/2.jpg سيد قطب


الانقياد الأعمى بـ "السمع والطاعة" و"الاستعلاء والاستكبار" حوَّلت الإخوان إلى قطيع من الدواب

"الحلقة الخامسة"

مقدمة..
من يتمعّن قليلا في كلام محمد مرسي وعدم اعترافه بالمحكمة التي تحاكمه على جرائمه في حق الشعب المصري خلال سنة حكمه السوداء، وأيضا البيان الذي بعث به مع فريق المحامين الإخوان، وأعلنوه في مؤتمر صحفي، يكتشف أمرًا خطيرًا له مدلوله في سلوك جماعة الإخوان، يتمثّل في انقيادهم الأعمى دون إعمال عقل لكل ما يصدر لهم من أوامر وتعليمات من قياداتهم في مكتب الإرشاد، أو في التنظيم الدولي، أيا كان منصب الإخواني، حتى وإن كان رئيس الجمهورية المعزول محمد مرسي، فهو مجبول منذ التحق بالجماعة على الانصياع التام لإلههم المرشد، وزمرته في مكتب الإرشاد، وذلك بموجب قانون "السمع والطاعة" الذي يقسم الإخواني عليه عند التحاقه بالجماعة، وتنفيذ كل ما يكلّف به دون مناقشة، حتى وإن كان هذا التكليف يؤدي به إلى التهلكة، بنفس أسلوب قسم الماسونيين على السمع والطاعة، والخروج عليه يعني التصفية الجسدية.
فمما لا شك فيه أن الجرائم التي يحاكم عليها مرسي، وتتعلق بإصداره أوامر صريحة بقتل متظاهرين، والتخابر مع دول ومنظمات أجنبية، يصل فيها الحكم إلى الإعدام، وهو أمر يتعلق بحياة ومصير شخص محمد مرسي، وبالتالي يفرض عليه أن يكرس كل جهوده وإمكاناته لتشكيل فريق دفاع قوي يدافع عنه في مواجهة هذه التهم الخطيرة، وذلك حرصا على حياته، إلا أن الغريب في الأمر أن "مرسي"، ورغم أن ذلك من أخصّ خصوصياته الشخصية المتعلّقة بحياته، أبى إلا أن يستجيب لأوامر رؤسائه في مكتب الإرشاد والتنظيم الدولي، برفض توكيل محامين عنه، ورفض المحكمة والدخول في مواجهة مع رئيسها، بل واستجاب أيضا لأوامرهم فيما يتعلق بالبيان الذي بعث به مع سليم العوا، وأُلقي في مؤتمر صحفي، وثبت أن هذا البيان أيضا ليس من صنع مرسي، بل أُرسل إليه من التنظيم الدولي للإخوان عن طريق ابنه عند زيارته له، وأُلقي في مؤتمر صحفي، وإذا كان مرسي - بموجب قانون السمع والطاعة - لا يأبه حتى بمصيره، مُلقيًا بنفسه إلى التهلكة، فهذا شأنه، وهو أمر لا يعنينا، وإن كانت دلالته خطيرة، حيث تدل على أن من كان رئيسا لمصر لمدة عام من منتصف عام 2012 حتى منتصف عام 2013، إنما هو شخص فاقد الإرادة والقدرة على اتخاذ القرار، ويتحرك وينطق طبقا لما يمليه عليه مكتب الإرشاد، بل كان في حقيقته "دُمية" وألعوبة يحركها مكتب الإرشاد الذي عيَّنه رئيسًا لمصر طبقا لمصلحة الجماعة، وأن كل ما صدر عنه من قرارات خلال هذا العام، كان لصالح هذه الجماعة وبعيدا تماما عن مصالح مصر وأهدافها القومية.
وهنا يبرز السؤال المهم: هل مثل هذا الشخص -محمد مرسي- المُنصاع تماما لمكتب الإرشاد، حتى فيما يخص حياته ومصيره، والفاقد تماما لإرادته وقراره، يمكن أن يصلح رئيسا لمصر، وتصدر عنه قرارات في صالحها عندما تتعارض مع مصالح الجماعة وأهدافها؟!
ولأن الإجابة طبعا لا، فإن من رحمة المولى عز وجل أن خلَّصنا ونجَّانا من هذا الرجل التائه ومن جماعته الفاشية المُنقادة -كقطيع الدواب الذي لا يسمع ولا يعقل- لأوامر مكتب الإرشاد، تعيث في الأرض فسادًا وخرابًا وإجرامًا أينما حلّت، ويبرز لنا أيضا -كما يفسّر لنا- خطورة ما يقوم به قطيع الدواب هنا -المسمّى بجماعة الإخوان- من أعمال قتل وتخريب وتدمير وإثارة شائعات، صادرة بشأنها تعليمات من قيادات الإخوان في الداخل والخارج، وذلك بموجب قانون "السمع والطاعة".


** قاعدة السمع والطاعة:
لقد عبث كل من حسن البنا وسيد قطب بعقول الإخوان، وحوَّلاهم إلى مُسوخ مُشوَّهة بعد أن أوهماهم -وقادة الجماعة من بعدهما- بأن المرشد يتحدث بالحق الإلهي، وأنه يد الله الباطشة في الأرض، والتي تبطش بأعداء الجماعة، وأظهروا لله -حاشا لله- ما لم يكن أبدا له، ونشروا دينًا ومذهبًا لم يأت به أي من الرسل والأنبياء، فأبعدوا المسلم عن كل ما يهديه ويوصله حقا إلى الله، ولقّنوا أتباعهم أن على الإخواني أن يسمع ويطيع كل ما يصدر إليه من قادته، ولا يحقّ له أن يسأل أو يناقش وأن يكون بين أيدي مرشده أشبه بـ "الميت بين يدي مغسِّله"، دون إعمال العقل في كل ما يصدره له من أوامر وتعليمات حتى وإن كان فيها هلاكه.
وبعد أن رسّخ البنا، ومن بعده سيد قطب، ثمّ مرشدو الجماعة، قاعدة السمع والطاعة، صاروا يشحنون عقول وقلوب أتباعهم بكل ما هو باطل من عقائد وأفكار ومفاهيم خاطئة وباطلة وأبعد ما تكون عن الإسلام، بل ولا تمّت إليه بصلة، ربما أخطرها أن الإخواني يعيش في مجتمع جاهلي يضمّ كفرة، وأن أعضاء الإخوان وحدهم هم المسلمون حقا، وأنهم وحدهم أيضا أصحاب رسالة في تفويض هذا المجتمع الجاهلي، وإقامة المجتمع الإسلامي على أنقاضه، وهو ما لن يتحقق إلا بوصول الإخوان إلى الحكم، وهو ما ينبغي أن تسعى له الجماعة بكل الطرق والأساليب، حتى وإن كانت دموية وفاشية ولا أخلاقية، وذلك على أساس قاعدة "الضرورات تبيح المحظورات"، والضرورة عند الإخوان - التي لا ضرورة أخرى تسبقها - هي وصولهم إلى السلطة والحكم، وأن استخدام القوة هو وسيلة الإخوان الوحيدة لنشر الدعوة، وهذا ما حذّر منه الكاتب عباس العقاد في مقال له بجريدة "الأساس" في 2 يناير 1949 عندما قال: "سيستخدم الإخوان القوة لفرض رأيهم"، هذا فضلا عن شحن العقول أيضا بكل الأكاذيب والأباطيل والأوهام التي بها يتم تلميع صورة المرشد ورفعه إلى مرتبة الأنبياء والرسل، بل وإلى عبادته من دون الله، حتى إن المؤرخ الإخواني محمود عبد الحليم، قال في كتابه "الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ" ص54: "لم أُقدِّر النبوة حق قدرها إلا لما رأيت هذا الرجل - يقصد حسن البنا - وجلست إليه ولازمته وعاشرته"، ولا ندري كيف يمكن لمسلم أن يصل في تمجيده لقائد سياسي أو حتى ديني إلى مستوى يضاهي النبوة!، ثم يواصل عبد الحليم امتداح البنا بمبالغات شديدة فيقول: "كان حسن البنا هو الداعية الذي أهّله الله تعالى بكل هذه المؤهلات"، أما المؤرخ الإخواني الآخر أحمد عادل كمال - وكان أحد قادة الجهاز السري للجماعة - فقد قال في كتابه "النقاط فوق الحروف" ص66: "كان الإمام حسن البنا في أحاديثه يرتفع إلى سماوات علا من الروحانية، وكان يقدم من نفسه نموذجا ساميا ومثلا عاليا للرجل الرباني، فتكون إزاء إمام قلّ نظيره بين أئمة الهدى النادرين، بل ووليّ من أولياء الله".
ولكي يزيد حسن البنا من نفوذه وهيمنته على نفوس أتباعه، ليحقق فيهم ما يريده من سمع وطاعة عمياء لكل ما يصدر عنه من أوامر وتعليمات، لجأ إلى نسج هالات من القداسة والغموض والخوارق والمعجزات حول نفسه، وبالغ أتباعه فيها، ونشرها في صفوف الجماعة وخارجها، فقالوا عنه إن "حلول المشكلات تأتيه عفو الخاطر بإلهام سماوي"، كما أن باستطاعته رؤية وقراءة المستقبل، وأن العناية الإلهية غير المرئية تحيط به دوما، تنجيه وتنقذه وترعاه"!!، بل لقد وصل الأمر بأخيه عبد الرحمن البنا، إلى تشبيه حسن البنا بالرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله بمجلة "الإخوان المسلمون" العدد الممتاز عام 1948: "كان حسن البنا يحقق سيرة رسول الله في نفسه"، ثمّ يصل به الأمر إلى ألاّ يقبل من الأزهريين ولا من الصوفيين أو غيرهم مشاركة له ولجماعته في كونها "جماعة المسلمين"، أي أنها صاحبة الحق في تمثيل مصالح مجموع المسلمين، الذين كان هو وأتباعه، حريصين على شن هجمات قتالية ضد رجال الأزهر والصوفيين.
ولقد حرص البنا، ومن بعده سيد قطب وباقي مرشدي الجامعة، على أن تتسمّ علاقة عضو الجماعة بالمرشد بالمبالغة الشديدة في الاعتقاد فيه والولاء والتقديس له بما يملك عليه نفسه، فيجعله مُطيعا طاعة عمياء، مُتصوّرًا أنه كلما ازداد طاعة وخضوعا للمرشد وحاشيته في مكتب الإرشاد ازداد إيمانًا، وازداد قربًا من طاعة الله، وبالتدرّج يشعر عضو الجماعة، وكأنه يستمدّ وجوده المادي وحياته من الجماعة ومرشدها، حتى يتخلى العضو عن صلته بأيّة هيئة أو جماعة لا يكون الاتصال بها في مصلحة الدعوة، حتى يصل الأمر بسيد قطب إلى أن يدعو الإخوان إلى مقاطعة المجتمع المصري، الذي وصمه بالجاهلية، بل ومحاربته قائلًا في ص157 من "معالم في الطريق": "يحاربها المسلم ولو كان فيها مولده وفيها قرابته من النسب وصهره وفيها أمواله ومنافعه"، وللرد على هذه الأباطيل والترهات لمقاطعة القرابة والنسب والصهر، والتي يروجها سيد قطب بين أتباعه، نورد قوله تعالى: "وإن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا" (لقمان: 15). حيث يأمر المولى عز وجل الأبناء بمصاحبة والديهم بالمعروف، حتى وإن كانوا كافرين ويدعون أبناءهم للشرك.
ويروي حسن البنا في مذكرات "الدعوة والداعية"، كيف أن أحد الشيوخ نصحه بأن يُعمِّق عبق السلفية في جماعته بأن يشبه إخوانه وأصحابه ومنشآته بأسماء من تاريخ النبوة: "قل لهذا أنك تشبه أبا بكر، ولهذا أنك تشبه عمر، فإن هذا يبعث فيهم الحمية، وسَمِّ منشآتك: معهد حراء للبنين، ومدرسة أمهات المؤمنين للبنات، ونادي الخندق.."، واستمرت هذا الدجل باسم الدين يسري في الجماعة حتى إن البنا أطلق على جماعته "رهبان الليل وفرسان النهار"، ثم نجده يتخلّى عنهم بعد أن اغتالوا النقراشي باشا بأوامره، وتمّ الزج بهم في السجون، فينكرهم قائلًا: "ما هم بإخوان ولا مسلمين"، حتى الإسلام ينفيه عن أتباعه!!.
** محمد مرسي في إطار السمع والطاعة:
ليس هناك من يدل على حقيقة رسوخ قاعدة السمع والطاعة في نفوس وعقول الإخوان، إلا من عايشهم مثل الدكتور ثروت الخرباوي، وكان لفترة من الزمن واحدًا منهم، حتى أنقذه الله من براثنهم، بعد أن كشف له حقيقتهم، فيحدثنا د. الخرباوي عن رصده ومشاهدته لسلوك محمد مرسي - من كان رئيسا لمصر لمدة عام أسود - ومدى ترسخ قاعدة السمع والطاعة في نفسه، فنجده يقول في مقاله بصحيفة "الوطن" في 10 نوفمبر 2013: "أعجب ما رأيت عبر حياتي هو إعجاب البعض بمرسي، المهم لك أن تعرف أن محمد مرسي رجل شديد السطحية، يفتقد لأي قدر من الثقافة العامة، مفرداته اللغوية سوقية، يشعر بالدونية تجاه قياداته، فهو في ضميره أقل منهم قدرًا وقيمة، وفي ذات الوقت يشعر بالفوقية والاستعلاء على من هم خارج جماعته، وقد ظهر من خلال ما رأيناه منه أنه يعتبر بالنسبة إلى باقي إخوانه من أعضاء مكتب الإرشاد، من سقط المتاع، ومن نكد الدنيا علينا أن كل مكتب الإرشاد - بالنسبة إلى الشعب المصري - هم من سقط المتاع، فهذا الرجل سقط من سقط من سقط، ولكن لأنه كان مجهولا من المصريين، فقد ظن البعض أنه على شيء، ثم بعد أن جرّبناه اتضح لنا جميعا أنه لا شيء".
ثم يصف الخرباوي سلوك محمد مرسي في تبعيته لمكتب الإرشاد - ولم يكن من أعضائه - فيقول: "لم يكن محمد مرسي أكثر من دودة شرهة في تفاحة الإخوان الفاسدة، مرسي في الحقيقة لم يك شيئًا، وكان الكل ينظر إليه باعتباره شخصية تنفيذية تصلح لأعمال السكرتارية، محدود الأفق والذكاء، طبيعته مُنفرِّه، عشوائي، سوقي في عباراته، فظ، إلا أنه ظل عمره كله في التنظيم وهو يعيش بمبدأ "أنا عبد المأمور"، فحيثما كان مصطفى مشهور - المرشد - يضعه يوضع، وحيثما يحرّكه خيرت الشاطر يتحرك، كل اهتمامه في نهاية كل شهر أن يتقاضى المكافأة الشهرية المقرّرة له من الإخوان، مثله مثل أعضاء مكتب الإرشاد، وكم جاهد من أجل أن يعطيه الإخوان سيارة، وحصل عليها بالفعل بعد أن أراق ماء وجهه للشاطر".
ويوضح الخرباوي أن اختيار مكتب الإرشاد لمحمد مرسي مرشحا للرئاسة، كان بسبب طاعته العمياء لرؤسائه في مكتب الإرشاد، فيقول: "ولمزاياه في الطاعة رشّحه الإخوان للرئاسة، فهو لا رأي له، بل الرأي لسادته، وللأسف فإن من عصروا الليمون كانوا يظنون أن مرسي من الممكن أن يكون رئيسا لمصر كلها، ولكنهم كانوا لا يعرفون مرسي ولا يفهمون الإخوان، فمرسي لا يستطيع ذلك، فهو كغيره من الإخوان لديه مسؤول، ومسؤوله هو الذي يقوده ويوجهه، وهو المتصرف في كل أحواله حتى في أموره الشخصية، أما عن الإخوان فهم يتعبّدون لله بالتنظيم "السري"، فهو عندهم الإسلام، لذلك فإن مرسي لم يكن يستطيع الانفصال عن الجماعة أبدا، إلا إذا كان يستطيع الانفصال عن الإسلام".
وفي ضوء سلوك محمد مرسي الذي اتسم بالسمع والطاعة والتبعية لمكتب الإرشاد، لم يكن غريبا حتى بعد أن صار رئيسا للجمهورية أن يجتمع يوميا في منزله بقيادات من مكتب الإرشاد ليلا، فيما بين الساعة الثانية عشرة وحتى صلاة الفجر، ليملوا عليه ما سيقوله ويفعله في اليوم التالي، وهو ما كانت ترصده أطقم الحراسة التي كانت مكلّفة بحراسته، ويؤكد أن محمد مرسي لم يكن يملك إرادته ولا قراره فيما يتعلق بشؤون مصر، بل كان ذلك يُفرض عليه من مكتب إرشاد الجماعة، وما على محمد مرسي إلا أن يقوله ويفعله، لذلك لم يكن غريبا أيضا طوال فترة احتجاز محمد مرسي قبل المحاكمة، أن يكرر طلبه بلقاء خيرت الشاطر أو المرشد أو حتى محمد البلتاجي أو عصام العريان، وحتى داخل قفص الاتهام في أثناء الجلسة الأولى لمحاكمة مرسي، كان العريان يملي على مرسي في أذنه ما يقوله للمحكمة ووسائل الإعلام، ويذكره برفع يديه مشيرا بإشارة رابعة!!، إلى هذا الحد كان مرسي خاضعا لقاعدة السمع والطاعة التي زرعها البنا وقطب في نفوس أتباعهما، وألغيا عقولهم وحرماهم من نعمة التعقل والتدبر والتفكير.
** تعمد تجهيل الإخوان بأمور دينهم حتى لا يسألوا ولا يناقشوا:
حقيقة الأمر أن الإسلام الذي دعا إليه كل من حسن البنا وسيد قطب، إسلام لا يستند إلى دراسة ومعرفة أمور الدين، وتفهم التعاليم والأوامر والنواهي وحكمتها، ولا حتى إلى حفظ القرآن وإدراك مقصد الهداية في آياته، عملا بقوله تعالى: "إنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ" (الإسراء: 9)، وإنما إلى مجرد قشور تكون مبررًا للطاعة العمياء في "المنشط والمكره"، وهو جوهر القسم الذي يقسم عليه الإخواني لقبوله في الجماعة، وعندما كان كثير من أصدقاء البنا يحثّونه على تأليف كتب في التفسير وغيرها من علوم الدين، كان يرفض بدعوى "أن المكتبة الإسلامية متخمة بالمؤلفات في جميع العلوم والفنون، ومع هذا فإنها لم تفد المسلمين شيئا حين قعدت هممهم وثبطت عزائمهم وركنوا إلى الدعة والخمول"، ثم أضاف البنا موضحا حقيقة هدفه وسياسته لتحقيق هذا الهدف قائلًا: "والوقت الذي أضيّعه في تأليف كتاب أستغله في تأليف مئة شاب مسلم يصير كل منهم كتابًا حيًّا ناطقًا عاملًا مؤثرًا، أرمي به بلدًا من البلاد فيؤلّفها كما أُلِّف هو".
وعند تحليل هذه العبارات نجدها تكشف أن البنا كان يقيم حزبًا سياسيًّا، "يرمي" به البلاد، وما الإسلام إلا قشرة جاذبة، يؤكد هذا المفهوم محمود عبد الحليم في كتابه "الإخوان المسلمون.. أحداث صنعت التاريخ" ص345، فيقول: "الإسلام شقان: أحدهما للمعلومات، والآخر للتنفيذ والتطبيق، ولم يشغل الشق الأول بكل ما فيه من صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا جزءًا من ألف جزء شغلها الشق الأخير"، ثم يمضي قائلًا: "فالإسلام ممارسة وعلم وصبر وجهاد قبل أن يكون معلومات يُتعمّق في دراستها ويُتبحر في الخوض فيها"، هنا يتبين لنا نوع "الأخ المسلم" الذي أراده حسن البنا، إنه ببساطة يريد إنسانا لديه أقل قدر من المعلومات عن الدين، ثم ممارسة عملية، ولأن الممارسة لا بدّ لها أن تستند إلى مرجعية، فالمرجعية هنا تصير "السمع والطاعة للمرشد في المنشط والمكره"، ولكي تكون الطاعة ممكنة فإنها تُغطي بقشرة إسلامية، أو ما يسمونها "المعلومات الأساسية القليلة من أحكام الدين"، ثم يكفيه بعد ذلك أن يتحرك، أو بالدقة تحريكه لصالح الجماعة بدعوى أنه يتحرك للدين، ومن هنا كان بالإمكان إقناع شباب الإخوان أمس واليوم وغدا - وعلى مدار تاريخها - بأن الإرهاب هو من الدين، والقتل هو من الدين، وأن الغضب على أعداء الجماعة هو غضب للدين، إذن فالجهل بالدين كان عند البنا وقطب ومن بعدهما - جميع مرشدي وأقطاب الجماعة - مقصودًا لذاته، فما كان بالإمكان أن يقبل شاب عارف بأحكام الشرع وتعاليم الإسلام، أن يكون مجرد أداة في يد المرشد وقيادة الجماعة، يتمّ تحريكها لأهداف ومصالح حزبية وشخصية ضيقة، بل ما كان بالإمكان لشاب يعرف أصول دينه أن يتحول إلى أداة قتل وتخريب وتدمير وانتهاك لكل حرمات المسلمين بعد تكفيرهم، في حين أن أول مبادئ الإسلام تنهى عن كل ذلك، من هنا كان حرص مرشدي الإخوان عبر تاريخهم على عدم توعية كوادر الجماعة بحقيقة دينهم، لأنهم لو أدركوها لسألوا وناقشوا قادتهم في مكتب الإرشاد وغيره من مكاتب الجماعة حول ما يأمرونهم بارتكابه من جرائم، ولرفضوا تنفيذ تلك الأوامر، لأنها ليست من الدين في شيء، ولما سمعوا ولو أطاعوا لهم أمرًا، لذلك حرص قادة الجماعة على إبقاء كوادرها على جهل تام بالدين، إلا ما ورد في رسائل البنا وكتب سيد قطب من أفكار هدامة حول تكفير المجتمعات الإسلامية ورميها بالجهالة، وضرورة قيام الجماعة بتفويض تلك المجتمعات والاستيلاء على السلطة بدعوى إقامة دولة الخلافة الإسلامية، ولقد نجحوا فعلا في تلويث عقول شباب الإخوان وحوّلوهم من أدوات بناء وتعمير إلى أدوات هدم وتخريب، وصاروا قطعانًا من الدواب لا تعي ولا تعقل ما يُصدر لها من أوامر وتعليمات، وتسأل أنفسها: هل هذا من الدين أم ضد الدين؟!
وفي مواجهة افتراءات الإخوان فيما يتعلق بتكريس قاعدة "السمع والطاعة" دون تعقل أو تدبر، نقول إن إغلاق نافذة العقل كان أكبر نكبة ابتلي بها الإسلام في تاريخه، حيث ينكر عليهم القرآن ذلك إنكارًا تاما، ويصفهم الله تعالى بأنهم: "لا يعقلون شيئا ولا يهتدون"، بل إن القرآن ينكر على المسلم أن يتبع ما يُملى عليه من غيره -كبيرًا كان أم صغيرًا- دون تعقل أو تدبر، مصداقا لقوله تعالى: "وإذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا ولا يَهْتَدُونَ" (البقرة: 170)، بل يوضح القرآن أن السمع دون تدبّر وتمعّن سيهوي بالإنسان إلى مهاوي الدواب والأنعام، التي تشير إليها آية قوله تعالى: "إنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ البُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ" (الأنفال: 22)، فالمقصود بالدواب التي توصف بصفة البشر، هو ذلك الإنسان المنحرف عن صفات البشرية فيما تهوي فيه نفسه من محرمات كالتي يرتكبها الإخوان من قتل وسفك دماء وتعذيب وسحل لمسلمين آخرين، فضلا عن سرقة أموال وتخريب منشآت من أجل السلطة والحكم باسم الدين، وما هو من الدين في شيء، بل يُحرِّمه ويُجرِّمه الدين، ومن ثم فإن الإخواني الذي يسلّم نفسه لقادته، وينفذ أوامرهم دون تدبر أو تعقل، فإنه يتدنّى إلى أدنى مراتب المخلوقات، بل يمكن وصفه حقا بالمخلوق الدابة الذي لا يعي ولا يعقل، لأنه يمشي كما يصفه القرآن "مكبًّا عَلَى وَجْهِهِ"، بل ويصل إلى مرتبة الوحوش فيما يرتكبه من جرائم على النحو الذي ارتكبه الإخوان في رابعة والنهضة وكرداسة وغيرها، على كل الساحة المصرية، وهو ما يعنيه قوله تعالى: "وإذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ" (التكوير: 5)، فالآية لا تتحدث عن أسد ونمر وضبع، ولكن عن أناس تدنت صفاتهم فوصلت بدمويتها إلى مرتبة الوحوش، فمن البديهي أن الأسد والنمر والضبع مخلوقات غير مكلفة، وبالتالي فليس عليها من حساب، وليست محلاًّ لخطاب الله تعالى لها، ولكن الآية تتحدّث عن نفوس آدمية توحشّت فوصلت إلى مرتبة الوحوش.

** الاستعلاء والاستكبار وارتباطهما بفكر التكفير:
يعتبر الاستعلاء والاستكبار من أخطر الأمراض النفسية التي زرعها سيد قطب في نفوس الإخوان واستشرت فيهم، بل هي الآفة الكبرى التي أصابتهم، ويطلق عليها علماء النفس "الشيفونية"، والشوفيني هو الذي يرى جماعته وقوميته وعشيرته وحزبه وتنظيمه، يتمثل فيهم النقاء المطلق والحق الذي لا شك فيه، ولأنهم يرون ذلك نجدهم يتعصبون لجماعتهم تعصبًا مقيتًا غبيًّا لا عقل فيه، حيث تسود الكراهية نظرتهم وتعاملهم مع من هم ليسوا من جماعتهم، يرون أنفسهم وحدهم على حق وما دونهم على باطل، وهذه الحالة النفسية المريضة هي التي تتحكم في كلام وسلوكيات الإخوان من أصغر إخواني حتى المرشد ومحمد مرسي والشاطر وغيرهم، لذلك نجدهم يتباهون بكثرتهم، وذم واستصغار واستحقار كل من ليس منهم وكأنهم ليسوا مسلمين وأنصاف مواطنين.
وفي ذلك يقول سيد قطب في كتابه "معالم في الطرق" ص146: "ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلي، ولا أن ندين له بالولاء، فهو بهذه الصفة الجاهلية غير قابل لأن نصطلح معه، إن أولى الخطوات في طريقنا هي أن نستعلي على هذا المجتمع الجاهلي وقيمه وتصوراته، وأن لا نعدل من قيمنا وتصوراتنا قليلًا أو كثيرًا لنلتقي معه في منتصف الطريق، كلا، إننا وإياه على مفترق الطريق، وحين نسايره خطوة واحدة فإننا نفقد المنهج كله، ونفقد الطريق". من هنا يتبين لنا السبب في رفضهم التصالح مع المجتمع المصري والاعتذار له بعد كل ما ارتكبوه من جرائم في حقه.
كما رسّخ سيد قطب لدى الإخوان فكرة "الاستعلاء بالإيمان"، فالمؤمن في نظره هو الأقوى سندًا بإيمانه مهما استقوى الجاهليون بالجاه والسلطان وبالتفاف الجماهير الغفيرة حولهم، ولهذا يمضي قطب فيقول في كتابه "معالم في الطريق" ص146 "إن الإسلام لا يقبل أنصاف الحلول مع الجاهلية، لا من ناحية التصور، ولا من ناحية الأوضاع المنبثقة عن هذا التصور، فإما إسلام وإما جاهلية"، ثم يمضي مجددًا، قائلًا: "ووظيفة الإسلام إذن هي إقصاء الجاهلية من قيادة البشرية وتولي هذه القيادة على منهجه الخاص المستقل الملامح، الأصيل الخصائص». ونلاحظ هنا أن سيد قطب قد انتقل في استعلائه من جاهلية المجتمع المصري إلى جاهلية كل المجتمعات القائمة على الأرض، ومن ضرورة التغيير في مصر إلى تولي "قيادة البشرية".
ثم يستعدي سيد قطب إخوانه إلى مواجهة شاملة لا خفاء فيها مع المجتمعات التي كفرَّها، فيقول: "لن نتدسَّس إليهم بالإسلام تدسُّسًا، ولن نربت على شهواتهم وتصوراتهم المنحرفة، سنكون صرحاء معهم غاية الصراحة، هذه الجاهلية التي أنتم فيها نجس، والله يريد أن يطهركم، هذه الأوضاع التي أنتم فيها خبث والله يريد أن يُطيِّبكم، هذه الحياة التي تحيونها دون، والله يريد أن يرفعكم، هذا الذي أنتم فيه شقوة وبؤس ونكد، والله يريد أن يُخفف عنكم ويرحمكم ويسعدكم". وهنا نلاحظ أن سيد قطب يتجاسر ويتحدث صراحة باسم السماء، بل هو يؤكد أنه إنما يتحرك باسم الإرادة الإلهية ليطهر الناس ويرحمهم ويسعدهم، ثم يصل قطب إلى مبتغاه في النهاية بتكفير البشر، فيقول: "وإذا بدا للبشر يوما أن مصلحتهم في مخالفة ما شرع الله لهم فهم واهمون أولا، وهم كافرون ثانيا".
ورغم الصراحة الواضحة في كلام قطب عن تكفير جميع المجتمعات البشرية بما فيها المجتمعات الإسلامية، فإننا نجد كبار قادة الإخوان ومرشديهم من بعد حسن البنا يحاولون على استحياء تخفيف حدته في التكفير، بعد أن نالت قدرًا كبيرًا من الرفض والاستهجان في جميع البلدان الإسلامية، فنجد مأمون الهضيبي ينفى عن قطب دعوته إلى التكفير، فيقول في حوار مع الباحثة كريمان المغربي "إنه لا يشم من كتاب المعالم بأنه يكفر الناس، وأنه بسؤال سيد قطب رفض أنه يقصد تكفير الناس"!! وكذلك المرشد عمر التلمساني نجده ينفي تكفير قطب للمسلمين، فيقول: "لا أعتقد أن كتاب معالم في الطريق فيه جديد.. وما أراد الأستاذ سيد قطب أن يكفر مسلما لأنه أعلم المسلمين بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في أكثر من حديث إن من قال لا إله إلا الله مؤمنا بقلبه فلن يخلد في النار، ونحن نعلم أنه لن يخلد في النار إلا الكافرون الذين ينكرون وحدانية الواحد القهار، أما كثرة ترداده لكلمة "المجتمع الكافر" و"المجتمع الجاهلي" فلم يقصد بها تكفير المجتمع ولكن تشديد الفِكر على الظلمة والطغاة"... ولكن نسي التلمساني أنه تحدث في ذات الكتاب عن مجموعة من الشبان المسجونين في ليمان طرة الذين أخذوا بكفرة التكفير.. بل وترسَّخت في أذهانهم فكرة التكفير.. مثل شكري مصطفى زعيم جماعة التكفير والهجرة التي اغتالت وزير الأوقاف الشيخ حسن الدهبي عام 1977، كما نسي التلمساني أيضا عبارات واضحة وصريحة وردت في المعالم مثل "ليس هذا إسلاما، وليسوا هؤلاء بمسلمين". ثم نجد قطبا إخوانيا آخر، أبو عزة في مقال له بمجلة "الشهاب" عدد 21 عام 1973 – يبرئ سيد قطب فيقول "إن سيدًا لم يكفر الناس، لا أفرادهم ولا جمهورهم، وإنما قصد بحكم التكفير كل نظام الحكم".
أما مؤرخ الجماعة أحمد عادل كمال، فنجده يقول: "إن العبارات التي وردت بكتاب المعالم كُلُّ فهمها بمفهوم خاص، وأن التكفير ظهر أول ما ظهر على يد شكري مصطفى". هذا بينما يؤكد صالح أبو رقيق، مرشد الجماعة بعد عمر التلمساني، "أن سيد قطب قد كفّر المجتمع فعلا، ولكن فكره قاصر عليه وعلى مجموعته".
وإذا عدنا إلى كتاب "دعاة لا قضاة" نجد المرشد الثاني الهضيبي تحاشى أن يذكر اسم سيد قطب أو أيا من كتبه وإنما ركزَّ نقده على أبو الأعلى المودودي، المفكر الباكستاني، فنجد الهضيبي يستند إلى آيات من القرآن والأحاديث الشريفة تنسف من الأساس فكر تكفير المسلمين عند سيد قطب، فيقول: "إن حكم الناطق بشهادتي أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله أن نعتبره مسلما تجرى عليه أحكام المسلمين، وليس لنا أن نبحث في مدى صدق شهادته". ثم يمضي الهضيبي مستنكرا فكرة تكفير المسلمين فيقول "إن حكم الله تعالى أن يعتبر الشخص مسلما في ذات اللحظة التي ينطق فيها بالشهادتين يلزمنا اعتباره مسلما ويحرم علينا دمه وماله.. ومن تعدى ذلك إلى القول بفساد عقيدة الناس بما أخرجهم عن الإسلام قلنا له: إنك أنت الذي خرجت على حكم الله بحكمك هذا الذي حكمت به على عموم الناس". ثم يمضي الهضيبي في كتابه رافضا فكرة التكفير حتى عن مرتكبي المعاصي والمجاهدة بها، فيقول: "ليست المعالنة بالمعاصي وشيوعها، وليست الظواهر العامة التي ركن إليها دعاة التكفير مما تجيز لهم شريعة الله أن يصدروا حكما على عموم الناس يخرجوهم من الإسلام إلى الكفر، أو بعدم دخولهم في الإسلام أصلا رغم النطق بالشهادتين".
فإذا كان هذا هو رأي الهضيبي المرشد الثاني للجماعة، فما بالنا اليوم في عام 2013 نرى جميع كوادر الإخوان دون استثناء وما تفرع عنها من جماعات مثل أنصار بيت المقدس، ترتكب جرائم قتل وسحل وتعذيب مسلمين مصريين بعد أن كفّروهم على النحو الذي قاموا به بقتل الـ17 شهيدا في رفح وهم يصلون ويفطرون، بعد أن أتموا صيام يومهم في رمضان، بل ويلقون بماء النار على وجوه ضباط الشرطة في كرداسة بعد قتلهم بدم بارد، وهو الأمر الذي تكرر مع من قتلهم الإخوان في رابعة والنهضة ودلجا.. فضلا عن قيام طلبة الإخوان في الجامعات بإلقاء تهمة الكفر في وجوه الطلاب الذين تصدوا لأعمالهم التخريبية وشعاراتهم المناهضة للدولة والجيش والشرطة في مصر.
ومن أقوال حسن البنا التي رسَّخ بها أسلوب الاستعلاء والاستكبار في أقوال وسلوكيات الإخوان مع غيرهم من الناس قوله عن منهج جماعته "على كل مسلم أن يعتقد أن هذا المنهج كله من الإسلام، وأن كل نقص منه نقص من الفكرة الإسلامية الصحيحة"، حيث يرى البنا أن برنامج جماعته كله من الإسلام، فإن رأى إنسانا، أو تجاسر أن يزعم، بأن ثمة خطأ في هذا البرنامج فإنه يعني أن الإسلام خطأ، وإن تجاسر بالقول إن فيه نقصا فإن ذلك يعني نقص الفكرة الإسلامية الصحيحة. وهو ما طبقَّه قادة الإخوان بعد ذلك على مدار العقود، فها هو صالح العشماوي يقول: "إن أي اضطهاد للإخوان هو اضطهاد للدين ذاته". وعندما ألقت حكومة عبد الناصر عام 1954 القبض على عدد من قادة الإخوان لاشتراكهم في محاولة اغتيال عبد الناصر آنذاك، وقف عضو مكتب الإرشاد، عبد القادر عودة، صائحا في إحدى المظاهرات "الإسلام سجين". والأمر هنا ليس مجرد حماس لفظي، ولكنه معتقد رسَّخه حسن البنا وسيد قطب ومرشدو الجماعة من بعد عن الخلط بين الدين المطلق الصح وبين اجتهاداتهم القابلة للصواب والخطأ. وإذ تعتبر الجماعة أن منهاجها وحدها هو الدين ذاته، فإن كل من يرى فيها عيبًا يكون معاديا للإسلام ذاته، وكل من ينتقدهم يكون منتقدا للإسلام ذاته، ثم يكون ما يترتب على ذلك من اتهامات بالجهالة والكفر وما يستتبع ذلك من استحلال أرواح ودماء وانتهاك حرمات الأفراد والدولة، لأن للقرآن عند الإخوان فهم واحد، ووجه واحد، هو ما يقولون هم به، وعلى الجميع الخضوع لما يقولون وإلا تم إخضاعهم بالقوة. وكما هو معروف للإخوان تقاليد قديمة وحديثة في إخضاع المخالفين والمنتقدين لهم، تبدأ باتهامات بالمروق والإلحاد والعلمانية، ثم بالجاهلية والكفر، وتنتهي باستخدام القوة.
وعندما أصدرت الجماعة مجلة "النذير" عام 1937 حرص عبد الرحمن الساعاتي والد حسن البنا على كتابة افتتاحية مُشرَّبة بالاستكبار والاستعلاء، يحض فيها أعضاء الجماعة على الاستعداد لإشهار السلاح في وجه كل من يعارضهم، قائلًا: "استعدوا يا جنود، وليأخذ كل منكم أهبته ويعد سلاحه، ولا يلتفت منكم أحد، وامضوا حيث تؤمرون.. ثم خُذوا هذه الأمة بالرفق.. فإذا الأمة أبت فأوثقوا يديها بالقيود وأثقلوا ظهرها بالحديد، وجرّعوها الدماء بالقوة، وإن وجدتم في جسدها عضوًا خبيثًا، فاقطعوه أو سرطانا خطيرا فأزيلوه.. استعدوا يا جنود فكثير من أبناء هذا الشعب في آذانهم وقر وفي عيونهم عمى"!! فهل تحتاج هذه العبارة إلى تفسير؟! أي أن الإخوان وحدهم هم القادرون على وصف الدواء ويصنعونه ويجرعونه للأمة، فإن أبت فلا شيء سوى العنف. وهكذا نرى أن الخلط بين الدين والرأي الإنساني في أمور دنيوية هو أمر مخيف، لأنه الخطوة الأولى في طريق العنف والإرهاب الذي سارت فيه جماعة الإخوان، وما انشق عنها من جماعات أخرى، منذ نشأتها وحتى اليوم وفسر بسببه المسلمون في أرجاء الأرض الكثير والكثير على كل الأصعدة.
وهذا بالضبط هو جوهر الاستعلاء بأفكارهم والاستكبار بممارساتهم، واعتبارهم المصدر الوحيد للصحة المطقة، ذلك لأنهم يعتبرون أفكارهم هي وحدها -كانت وتكون وستكون- صحيح الإسلام، ولذلك فهي في نظرهم دومًا صحيحة ولا يمكن مراجعتها، بل ويتعين استعادتها.
وإذا قرأنا في وثيقة إخوانية أخرى كانت ضمن مضبوطات قضية سيارة الجيب، وهي مضبوطات تخص الجهاز السري الخاص للجماعة المكلفة بتخطيط وتنفيذ عمليات القتل والتخريب والتدمير، ولذلك يعتبر الجهاز الحاكم في الجماعة والذي أفرز لها أكثر من مرشد عام (منهم مصطفى مشهور، ومهدي عاكف)، فستجد الوثيقة تقول: "إن القتل الذي يعتبر جريمة في الأحوال العادية، يفقد صفته هذه ويصبح فرضا واجبا على الإنسان إذا استعمل كوسيلة لتأييد الدعوة، وأن من يناوئ الجماعة أو يحاول إخفات صوتها مهدر دمه وقاتله مثاب على فعله". لذلك وبسبب هذا التراث الفكري المفعم بمظاهر الاستكبار والاستعلاء، لا يجب أن تصيبنا الدهشة أو الاستغراب عندما نجد المرشد السابق مهدي عاكف يصرح لمجلة "المصور" في استكبار لا يعرفه الإسلام: "الإخوان لا يعتذرون"، "الإخوان معصومون"، وما هذا بصحيح ولو بأقل قدر. ولأنهم إذ يرفضون أية رؤية نقدية لماضيهم فإنهم وفي نفس الوقت يمجدون ماضيهم ويسعون لاستعادته، بالطبع تكون استعادته وبالا على الوطن كله كما حدث في سنة الشؤم والعار والدم والخراب التي حكموا فيها مصر عام 2012-2013.
- انعكاس فكر الاستعلاء على شكري مصطفى:
ذكرنا آنفا أن شكري مصطفى زعيم جماعة التكفير والهجرة تربى في مدرسة سيد قطب، وتشرب بكل مفاهيمه حول الحاكمية والتكفير والاستعلاء على الآخرين، وقد انعكس ذلك في اتهام شكري لمرشد الجماعة الهضيبي بالكفر، وزعم أنه سيحكم العالم بالإسلام، وأنه ميراث النبوة، وسيملأ أنهار وبحار العالم بدماء الكفار، وأنه سيعيد حكم الخلافة وستكون القدس هي عاصمة الخلافة!! فهل اختلف هذا الذي قاله شكري مصطفى عام 1977 عما قاله صفوت حجازي عام 2013، في رابعة كأن مصر ستكون إحدى ولايات دولة الخلافة الإسلامية والتي عاصمتها القدس؟! ويعتبر شكري مصطفى المؤسس الثالث لجماعة الإخوان وكان يحظى بتأييد ودعم مصطفى مشهور.
ولم يخرج فكر شكري مصطفى وجماعة الإخوان عن فكر جماعات الخوارج، بل أخذوا يكفرون من ارتكب أي معصية من سرقة أو شرب خمر أو زنى تخرج المسلم وتورده جهنم خالدًا فيها أبدًا لأنه من الكفار، لذلك رفض شكري مصطفى الصلاة حتى مع غيره من الإخوان المسلمين في السجن، فقد تلبَّسته فكرة أن الإسلام غاب عن الدنيا، وأن من يتبعه هو المسلم حقا. وأوصى أتباعه بالسفر إلى اليمن لأن منها سينطلق نور الإسلام من جديد. لذلك لم يكن غريبا أن نجد موضوع اليمن يرد كثيرا في كتابات حسن البنا وسيد قطب، بل إن من قادة الإخوان اليوم من نجده يلجأ إلى اليمن بعد فراره من مصر مثل محمود عزت.

kj1 06-02-2014 11:27 AM

رد: التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود
 


ما لا يعرفه الإخوان عن كاهنهم الأكبر.. سيد قطب (4)


- انعكاس فكر الاستعلاء على محمد مرسي:
إن المتابع لعام الظلام والشقاء الذي عاشته مصر في ظل حكم الإخوان برئاسة مرسي سيجد فكر الاستعلاء منعكسا في خطبه وسلوكياته، كما سيكتشف تشابهًا كثيرا بين مقولات مرسي وكتابات سيد قطب، فليس هذا غريبا فقد كان قطب أستاذه ومعلمه، لذلك طلب مرسي نسخة من كتاب المعالم ليأنس بها في سجنه!!
فنجد مرسي يقول: "أنا رئيس بعد ثورة وممكن نضحي بشوية علشان الوطن كله يمشي"، 24 مارس 2013، كما يقول: "أنا ضد أي إجراءات استثنائية، لكنني لو اضطررت سأفعل وها أنا أفعل"، 27 يناير 2013، ويقول أيضًا: "إن على الناس أن تقول "نعم" للدستور الذي أعددته تأسيسية "الإخوان" كي ينتهي الإعلان الدستوري"، في لقاء تليفزيوني قبل الاستفتاء على الدستور.
وإذا قمنا بتحليل إجراءات محمد مرسي منذ تولي الحكم حول استعداده التنازل عن أراضٍ في شمال سيناء لحماس، وتجنيس آلاف الفلسطينيين بالجنسية المصرية، واستعداده أيضا للتنازل عن حلايب وشلاتين للسودان، ومنح قطر حق استغلال منطقة القناة، يجد تطابقا كاملا مع فكر سيد قطب في كتاب المعالم بأن الوطن عنده كما عند أستاذه سيد قطب بلا حدود وبلا خصائص ولا نشيد قومي، وإنما هو وطن العقيدة حدها، لذلك لم يكن غريبا في مدارس جماعة الإخوان (400 مدرسة) أن تُلغى فيها تحية العلم والنشيد القومي، وأن تُلغى كلمة الوطن نهائيا من كتاب التربية الوطنية لسنة أولى ثانوي، وتحل كلمة "الجماعة" بدلا من الوطن، وأن يكون الولاء كل الولاء للجماعة فقط، كذلك لم يكن غريبا أن نرى طلاب الإخوان يهتفون ببجاحة وسفاهة وانحطاط لم تشهد مصر له مثيلا من قبل في تاريخها "تسقط مصر"!! بل ويحرقون علم مصر في ميدان التحرير يوم 19 نوفمبر الماضي، الأمر الذي أثار غضب جموع المصريين وزاد من ثورتهم ونقمتهم وكراهيتهم لجماعة الإخوان التي كشفت بشكل نهائي عن وجهها القبيح وعنصريتها "عدم وجود أي انتماء وطني لها".
والخطير في الأمر أن مرسي عندما أفرج عن إرهابيين ومجرمين وقتلة (850 فردا) مارسوا العنف وسفكوا دماء الأبرياء تحت لافتة الدين، كان يستهدف بذلك إنشاء طليعة عسكرية دعا لها سيد قطب فيما أطلق عليه "تنظيم حركي منعزل عن المجتمع الجاهلي"، بل حاول قطب استخدامها لإسقاط نظام حكم عبد الناصر عام 1965. وقد أثبتت الاتصالات الهاتفية التي رصدت بين مرسي وأيمن الظواهري أن هذه الطليعة العسكرية ستكون وسيلة جماعة الإخوان في تدعيم حكمها. يتأكد هذا المفهوم عندما تكتشف أن سعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة الإخواني، قد طالب مرسي بإنشاء حرس ثوري مصري ليدافع عن نظام الحكم الإخواني ويكون بديلا عن الحرس الجمهوري، وبتكلفة 250 مليون دولار قدمتها قطر لخالد مشعل رئيس حماس ليتولى تدريب هذا الحرس الثوري الإخواني.
وبنفس الفكر الاستعلائي الذي دعا إليه سيد قطب، طبَّقه محمد مرسي في مخاصمة كل القوى السياسية والثقافية والإعلامية المصرية واعتبرها قوى تخريبية ينبغي مقاطعتها وإقصاءها عن المشاركة في حكم مصر الذي تستفرد به جماعة الإخوان، لذلك قام مرسي بأخونة 11000 منصب قيادي وإداري في جميع الوزارات والمؤسسات والهيئات في مصر (طبقا لإحصاء رئيس حزب النور الذي قدمه إلى محمد مرسي). ومن مظاهر الاستعلاء الإخواني على الآخرين أن نجد المواقع الإلكترونية للإخوان نطلق على جبهة الإنقاذ "جبهة الخراب"!!
خلاصة القول:
إن فكر الإخوان، سواء فيما يتعلق بالسمع والطاعة، أو بالاستعلاء والاستكبار على من هم سواهم، هو نفس فكر جماعات الخوارج التي ظهرت عبر القرون الماضية، معتبرين أنهم الفئة المسلمة وحدها، والفئة الناجية دونًا عن باقي المسلمين الذين كفرّوهم واستحلوا حرماتهم، لذلك حذّر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين من جماعات الخوارج هذه في حديثه الشريف: "يخرج فيكم حداث الأسنان، سفهاء الأحلام، تحقِّرون صلاتكم لصلاتهم، وصيامكم لصيامهم، يقرأون القرآن ولا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"، حيث يصف حضرته خوارج هذا العصر بأنهم صغار السن، يكثرون من الصلاة والصيام وقراءة القرآن، إلا أنهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، وما ذلك إلا لكونهم مصادر فتنة وخراب وهدم في المجتمعات الإسلامية تقوضها وتدمرها باسم الدين، والدين منها براء.
كما يحذرنا المولى عز وجل من الاستعلاء والاستكبار على الآخرين، وذلك في قوله تعالى: "وأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُوا واسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ولا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ ولِيًا ولا نَصِيرًا" (النساء: 173).
وأيضا قوله تعالى: "إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْتَكْبِرِينَ" (النمل: 23)، ذلك لأن هذه الصفة المقيتة تولد ممارسات بغيضة أخطرها -كما شاهدنا- تكفير من يستعلون عليهم ويستحلون حرماتهم، إلى جانب ممارسة الكذب والغش والخداع والتضليل والتدليس، بدعوى أن "الضرورات تبيح المحظورات"، ناهيك عن استخدام العصا لتأديب من هم دون الإخوان في العقيدة. فقد قدّم الإخوان أنفسهم للمصريين في الانتخابات بأن جماعتهم "راعية الحل الإسلامي"، وأكدوا أنهم عندما يصلون إلى الحكم أن يقيموا العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحرية الرأي، فماذا كانت النتيجة عندما وصلوا إلى الحكم؟ اتضح للجميع أن الإخوان لا يؤمنون لا بالديمقراطية ولا العدالة ولا حتى في داخل مجتمعهم الإخواني، وأن الديمقراطية هي فقط من أجل توصيلهم إلى الحكم. وبعد ذلك وداعًا للديمقراطية، ومن البديهي أن فاقد الشيء لا يعطيه، كما وجدنا اعوجاجا في إقامة العدل وعدم احترام الرأي الآخر، وضاقت صدروهم بالمخالفين بل وإرهابهم وترويعهم إلى حد القتل.
كما ثبت للمصريين أن الإخوان الذين يتظاهرون بالفضيلة والغايات النبيلة والقيم الروحية الأصيلة، إنما هم في الحقيقة يمارسون أحقر صور الخداع والتضليل والكذب والتزوير على الذين لا ينتمون إليهم، بل ويتفانون في إهانة الكرامة الإنسانية لمن يختلف معهم في الرأي. وأن هدفهم الأوحد الإمساك بالسلطة والحكم لأطول فترة ممكنة، كما ثبت للمصريين أيضا أن جماعة الإخوان هو تنظيم سياسي بحت حتى النخاع وله أفكاره الباطنية، يتاجر بالدين على سبيل التَّقِيَّة. ومن يتصل بالإخوان عن قرب سرعان ما يلمس فيهم بعد برهة الروح العدائية في نفوس الإخوان للمجتمع ونظرتهم الناقمة الساخطة على هذا المجتمع، يعتبرون كل الناس أشقياء وكفار وأنهم وحدهم خاصة البشرية التي وصلت إلى أعلى درجات النقاء، لذلك يتعاملون مع غيرهم بأقصى درجات القسوة إذا ما تحكموا فيهم.
إن رفض المصريين لجماعة الإخوان ليس كما يدّعون رفضا للإسلام، فنحن مسلمون من قبل الإخوان وبعدهم، ولا يجرؤ أحد أن يطعن في إسلام وإيمان المصريين، ولكن المطعون فيهم هم الإخوان الذين لا يطبقون أي مبدأ من مبادئ الإسلام وأخلاقياته وآدابه، لذلك فإن قبول الإخوان في المجتمع المصري على ما هم عليه من أخلاق وسلوكيات هدامة أمرٌ مرفوض من أساسه، فقد نزعهم المصريون في 30 يونيو الماضي من الجسد المصري، كما ينزع الجرّاح الورم السرطاني من الجسد إلى الأبد حتى يبرأ من علله ويشفى من آلامه.


الساعة الآن 10:51 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2024
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017