مصر موتورز مجتمع السيارات

مصر موتورز مجتمع السيارات (https://www.masrmotors.com/vb/index.php)
-   ثورة الحرية 25 يناير (https://www.masrmotors.com/vb/forumdisplay.php?f=177)
-   -   التحايل "الاخوانى"!! (https://www.masrmotors.com/vb/showthread.php?t=77806)

silverlite 01-09-2012 12:04 PM

رد: التحايل "الاخوانى"!!
 
عبد الناصر و الجماعة من الوفاق إلى الشقاق (4)



عبدالناصر يقرر حل «الإخوان المسلمين».. ثم يذهب لزيارة قبر حسن البنا «ليشكو له الجماعة» !

سليمان الحكيم


الهضيبى يستعد

ويقول الدمرداش العقالى: إنه فى اللحظة التى بات كل من الهضيبى وعبدالناصر يشعر فيها بقوته.. كان الصدام واقعاً بينهما لا محالة.
وقد بدأ الهضيبى فى إعداد العدة، استعداداً للحظة الاشتباك، فأصدر أوامره بفصل جميع أعضاء الجهاز السرى من التنظيم الخاص، الذى كان بزعامة خصمه اللدود عبدالرحمن السندى، ثم راح يشكل جهازه السرى الخاص الذى عهد به إلى يوسف طلعت.. وهو الذى راح ينتقى العناصر الموالية للزعيم حسن الهضيبى، بصرف النظر عن كون تلك العناصر تتمتع بالسرية المطلوبة من قبل تلك التنظيمات، مما أعطى الانطباع بأن الهضيبى يسعى لتكوين ميليشيا خاصة لتدافع عنه، ويهاجم بها ولتحقيق بعض المآرب السياسية الخاصة وليس الغرض من تشكيلها خدمة الدعوة كما كان الأمر فى السابق حين فكر حسن البنا فى إنشاء ذلك الجهاز.
كان التنظيم السرى الجديد الذى عمل الهضيبى على تشكيله أداة لـ«الصدام» وليس أداة لـ«الدعوة»، وقد فرضت الظروف المحيطة فى ذلك الوقت هذا الهدف على زعيم الإخوان فرضاً، فقد كانت ظروفاً صدامية تمتلئ بالصراعات والمشاكل.. سواء كانت بين الإخوان والإخوان، أو بين الإخوان وعبدالناصر.
والغريب هنا أن يلجأ الهضيبى إلى تشكيل الجهاز السرى، وهو الذى كان فى حربه ضد عبدالرحمن السندى لا يجد ما يبرر به طلبه لحل هذا الجهاز غير شعار «لا سرية فى الإسلام».. ولكن مع توالى الأحداث وتشابكها كان يستحيل على «الهضيبى» أن يضمن سرية التشكيل لهذا الجهاز الجديد، فهى ظروف متسارعة لا يمكن معها العناية بالتربية الفردية للأعضاء، كما كان يحدث فى أيام الأستاذ حسن البنا.. إنما العناية فقط فى التحقق من الولاء للأستاذ الهضيبى.. وبالتالى فإن الولاء فى التنظيم الجديد كان للهضيبى شخصياً، وليس للدعوة كما كان الحال أيام البنا.
وقد ساعدت تلك الظروف على تسرب عدد غير قليل من أعضاء الجهاز القديم إلى تشكيلات الجهاز الجديد، بما فى ذلك يوسف طلعت نفسه، رئيس الجهاز، الذى كان عضواً بارزاً فى الجهاز القديم برئاسة عبدالرحمن السندى.. وقد شرع يوسف طلعت - مستفيداً من خبرته السابقة - فى تشكيل الخلايا بالقرى والمدن والمحافظات، ومنها خلية إمبابة برئاسة المحامى هنداوى سيد أحمد دوير، وهى الخلية التى قدر لها أن تلعب الدور الأكبر فى الصراع بين عبدالناصر والإخوان حينما وصل الصدام بينهما إلى قمته الدراماتيكية.

الصدام مبكراً
وحينما علم عبدالناصر بمحاولة الهضيبى إعادة بناء الجهاز السرى ليكون أداته فى الصراع بين الثورة والإخوان، حاول من جانبه وأد تلك المحاولة بأن بدأ الاشتباك مبكراً قبل أن ينجح الهضيبى فى استكمال بناء جهازه السرى، ليقضى على تلك المحاولة فى مهدها.
انتظر عبدالناصر الفرصة المناسبة لبدء الهجوم حتى جاءته يوم ١٢ يناير ١٩٥٤، وهو اليوم الذى كان مقرراً لإقامة احتفال بجامعة القاهرة بذكرى الشهداء من طلاب الجامعة.. وفى هذا الاحتفال بدأ الطلاب المنتمون للجهاز السرى للإخوان فى الاشتباك مع الطلاب المنتمين لهيئة التحرير، وهو أول التنظيمات السياسية التى أقامتها الثورة، وقام الطلبة الإخوان بحرق سيارة جيب عسكرية فى حرم الجامعة.
أدرك عبدالناصر أن الهضيبى بدأ يستعرض قوته الجديدة، متعجلاً الاشتباك مع الثورة لإرهابها.. حتى لا تفكر فى التعرض للجهاز الجديد قبل أن ينجح فى بنائه كاملاً.. ولكن عبدالناصر الذى لم تكن ترهبه مثل تلك المحاولات قبل التحدى مقرراً حل جماعة الإخوان المسلمين.
وفى أعقاب ذلك أراد عبدالناصر - الذى تفتقت عبقريته السياسية مبكراً - أن يشعر القيادات القديمة للإخوان المسلمين، والشارع السياسى المصرى بأنه فى صراع فقط مع قيادة الهضيبى، وليس مع الإسلام.. أى أن صراعه مع الإخوان صراع سياسى، وليس صراعاً دينياً، فتوجه بعد أيام من إصداره قرار حل جماعة الإخوان المسلمين إلى قبر حسن البنا، وبرفقته عدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة، وفى مشهد تاريخى وقف عبدالناصر أمام القبر ليخطب مناشداً قواعد الإخوان، أنه لم يكن أبداً نقيضاً للإسلام، وليس لديه ما يدعو إليه غيره، وأنه جندى مخلص من كتائب الدعوة الإسلامية، والنهوض بأوطانه.
وقد كان عبدالقادر عودة، القطب الإخوانى البارز، وعبدالرحمن البنا، شقيق حسن البنا فى استقبال عبدالناصر عند وصوله إلى القبر، وبعد أن ألقى عبدالناصر كلمته، رد عليه عبدالرحمن البنا قائلاً: إن مجيئك هنا يؤكد زعامتك لهذه الأمة وانتماءك الصحيح لدينها الحنيف، وإخلاصك غير المنقوص للدعوة إليه، وطلب عبدالرحمن البنا من جمال عبدالناصر أن يفرج عن الإخوان المعتقلين الذين كانت قد مضت أيام على اعتقالهم فى أحداث جامعة القاهرة.
وقد نجح عبدالناصر بحنكته السياسية التى دفعته لاتخاذ تلك الخطوة فى سحب البساط من تحت أقدام خصمه حسن الهضيبى، فقد لاقت كلمته المؤثرة التى ألقاها على قبر البنا استحسان الكثيرين من قواعد الإخوان وقياداتهم، وخففت فى نفوسهم الأثر السيئ الذى أحدث قراره بحل الجماعة.

الإخوان مطلوبون
وفى أواخر فبراير من نفس العام ١٩٥٤ اشتدت وطأة الصراع بين عبدالناصر ومحمد نجيب داخل مجلس قيادة الثورة للأسباب التى يعلمها الجميع.. وقد حاول كل منهما أن يستقطب الإخوان إلى جانبه، فقام عبدالناصر باتخاذ قرار مفاجئ للجميع، بأن أفرج عن جميع الإخوان المعتقلين بمن فيهم حسن الهضيبى خصمه اللدود، وزاد المفاجأة وقعاً بأن توجه فى مساء نفس يوم الإفراج إلى منزل الهضيبى ليزوره ويطيب خاطره، ولكن الهضيبى قابل هذه المبادرة باستعلاء وعجرفة تجلت واضحة فى لحظة مغادرة عبدالناصر لبيت الهضيبى الذى لم يكلف نفسه مصاحبة عبدالناصر حتى باب الخروج من المنزل.
وجاءت أحداث ٢٥ مارس التى عرفت فى التاريخ باسم «أزمة مارس» والتى اشتد فيها الصراع بين عبدالناصر ومحمد نجيب والتى لعب فيها الإخوان دوراً مؤثراً، وهنا يجب التوقف قليلاً عند علاقة عبدالناصر بالمرحوم عبدالقادر عودة الذى تسبب إعدامه مع آخرين فى تعقيد الموقف بين عبدالناصر والإخوان.
لقد كانت العلاقة بين عبدالقادر عودة وعبدالناصر حسنة جداً، حتى إنها لم تتأثر باشتداد الخصومة والصراع بين عبدالناصر والهضيبى، وحينما أصدر عبدالناصر قراره باعتقال قيادات الإخوان كان عبدالقادر عودة هو الوحيد من بينهم جميعاً الذى استثنى من قرار الاعتقال، بل سمح له بزيارة السجن الحربى حيث كان الإخوان يمضون فترة الاعتقال.
وكان عودة يحاول جاهداً خلال زيارته تلك التقريب بين قيادات الإخوان وعبدالناصر سعياً لعقد المصالحة بين الجانبين.. وكان يقول - ويكرر - إنه لا يوجد مبرر للصدام مع عبدالناصر أو الثورة، قد يوجد مبرر للخلاف ولكنه لا يرقى إلى مستوى الصدام، خاصة أن كل القرارات التى اتخذها عبدالناصر حتى الآن لها ما يسندها فى الشريعة الإسلامية.
هذا هو رأى عبدالقادر عودة الذى كان يجاهر به فى وجوه الإخوان فى ذلك الوقت، فما الذى حدث إذن حتى ما كاد ينتهى عام ١٩٥٤ حتى كان عبدالقادر عودة معلقاً على أعواد المشانق بأمر عبدالناصر.

مؤامرة شيوعية
كان الشيوعيون فى ذلك الوقت يحاولون الإيقاع بين عبدالناصر والإخوان، وفى الصراع المحتدم بين الطرفين - عبدالناصر والإخوان - أخذ الشيوعيون جانب الإخوان ضد عبدالناصر.
نجح الشيوعيون فى تنظيم مظاهرة طلابية كبيرة خرجت من جامعة القاهرة متجهة إلى قصر عابدين، وقد أطلق الشيوعيون - بخبث - بعض الشعارات الإسلامية لاستقطاب قواعد الإخوان فى هذه المظاهرة، وكانت تلك الشعارات تطرح بالتدريج إلى أن وصلوا إلى ميدان التحرير كانت الشعارات «إسلامية - قرآنية».. وحين وصلوا إلى ميدان عابدين بدأت الهتافات فى الهجوم على عبدالناصر.
لقد خرجت تلك المظاهرة الحاشدة بعد أيام فقط من قرار عبدالناصر بالإفراج عن الإخوان المسلمين، الذى كان عبدالناصر يتصور أنه بمجرد صدوره فسوف تتم المصالحة بينه وبين الإخوان المسلمين، ثم إنه توجه - فى إشارة واضحة - إلى بيت الهضيبى لتطييب خاطره، وإن كان اللقاء الذى تم بينهما قد جاء فاتراً، إلا أنه لم يكن يستوجب مثل هذا التصعيد وهذه الدرجة من تسخين الأجواء وتسميمها.
وقد زاد الأمر تداعياً أن أحد الإخوان البلهاء السذج - وفى الإخوان كثيرون من هذا الطراز - توجه إلى عبدالقادر عودة بمكتبه بميدان الأوبرا وكان معه إبراهيم الطيب، وقد حاول ذلك الإخوانى استغلال خصومة كانت واضحة بين عودة والهضيبى حين عزله الهضيبى من منصب وكيل الجماعة وجاء مكانه برجل آخر هو محمد خميس حميدة، مما ترك أثراً سيئاً فى نفس عبدالقادر عودة تجاه المرشد العام حسن الهضيبى.
كانت الخصومة بين عودة والهضيبى أمراً معروفاً لكل إخوانى، فجاء هذا الأخ إلى عبدالقادر عودة ليقول له: من الذى أمر بتحريك هذه المظاهرة الضخمة أمام قصر عابدين؟ وكان عبدالقادر عودة لا يعلم شيئاً من أمر هذه المظاهرة، فكان طبيعياً أن يسأل محدثه: أى مظاهرة تقصد؟
قال الرجل بخبث: أليس لك علم بها؟! كيف وأنت القيادى الإخوانى البارز؟ أيقن أن خصمه الهضيبى هو الذى قام بتحريك تلك المظاهرة فأراد أن يفسد عليه الطبخة، وفى نفس الوقت لم يكن عودة يريد - مخلصاً - تفاقم الخصومة بين الإخوان وعبدالناصر، فقرر التوجه فوراً إلى ميدان عابدين القريب من مكتبه ليقود المظاهرة بنفسه ويوجهها بعيداً عن الهجوم على الثورة وعبدالناصر.
وما إن وصل عودة إلى مكان المظاهرة حتى رآه بعض الشيوعيين الخبثاء، فرفعوه على الأعناق عنوة، وقد كان عودة رجلاً عاطفياً جياشاً وتعالت الهتافات الشيوعية الخبيثة «الله أكبر ولله الحمد» ثم وضعوا فى أيديه وهو على أعناقهم قميصاً ملوثاً بدم أحد القتيلين، اللذين كانا قد سقطا برصاص الجيش أثناء تصديه للمظاهرة عند كوبرى قصر النيل، وهى فى طريقها إلى قصر عابدين.. وقالوا لعودة إن عشرات القتلى قد سقطوا على كوبرى قصر النيل، فاهتزت عاطفته أمام منظر الدم وعدد القتلى الذين سقطوا كما جاء على ألسنتهم كذباً.
وفى هذه الأثناء ظهر فى شرفة القصر عبدالناصر ومعه عدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة، فرأوا عبدالقادر عودة وهو يلوح بالقميص الملوث بالدم وهو يهتف «هذا عمل المفسدين.. هذا عمل المجرمين».
ظن عبدالناصر أن عبدالقادر قد تحول عن تأييده له، وأنه هو الذى دبر هذه المظاهرة، ومع ذلك أراد أن يتحقق بنفسه من حقيقة الموقف، وحينما وصل «عودة» اقترب منه عبدالناصر مصافحاً فأبى أن يصافح عبدالناصر معتقداً أن المظاهرة للإخوان المسلمين، وأن القتلى الذين سقطوا كانوا منهم، وأنهم قُتلوا بأمر من جمال عبدالناصر، وفى نفس الوقت رأى عبدالقادر عودة أنه أصبح الآن فى الموقف الذى يسمح له بكسب تأييد الإخوان وثقتهم على حساب خصمه اللدود حسن الهضيبى، وأنه برفضه السلام على عبدالناصر أمام هذه الحشود الكبيرة التى كان يعتقد أنها من الإخوان المسلمين، سوف تعطيه ورقة يلعب بها مع الهضيبى على زعامة الإخوان وقيادتهم، فوقف فى شرفة قصر عابدين على مقربة من عبدالناصر ليخطب فى المتظاهرين، خطبة حماسية انتهت بأن طلب منهم الانصراف.. فانصرفوا طائعين! وحينما رأى عبدالناصر المتظاهرين وهم ينصرفون صاغرين بمجرد أن طلب منهم عبدالقادر عودة ذلك، ازداد اعتقاده بأنه هو الذى دبر تلك المظاهرة ووجهها للهتاف ضده وضد الثورة، فأسرّها فى نفسه.

حسابات الأضداد
وبمجرد أن تخلص جمال عبدالناصر من محمد نجيب استدار بوجهه ليصفى حساباته مع الإخوان الذين ساندوا نجيب وتحالفوا معه، والحقيقة أن محمد نجيب، وقبل أن يشتد صراعه حدة مع عبدالناصر، أرسل رسله للاتصال بالإخوان طلباً للتأييد والعون ولكن الإخوان رفضوا الوقوف مع نجيب ليس حباً فى عبدالناصر - بطبيعة الحال - أو خوفاً منه فقد كانت تقديراتهم للموقف تقول إنهم لو تركوا عبدالناصر ونجيب يتصارعان بقواهما الذاتية دون معاونة منهم لأى من الطرفين، فإنهما سوف ينتهيان بالفناء معاً بما يفتح الطريق لهم لكى يتقدموا فيه دون مزاحمة، أما إذا قدموا مساعدتهم لأى من الطرفين فسوف يقوى موقفه بهم فيخرج منتصراً ليستدير عليهم فى نهاية الأمر.. ولهذا أصدر الهضيبى تعليماته للإخوان بأنه لا شأن لنا بالصراع الدائر بين (العسكر).
أما عبدالناصر فقد دخل الصراع مع نجيب وعينه لا تزال على الإخوان المسلمين، مقدراً أنه إذا لم يتمكن من استمالتهم إلى جانبه، فلا أقل من أن يحيّدهم، أو يحيّد بعضهم على الأقل، فتوجه بالحوار مع قطب إخوانى كبير كان لا يزال يثق به، وهو الشيخ محمد فرغلى، وهو واحد من مؤسسى جماعة الإخوان فى مدينة الإسماعيلية، كما حارب فى فلسطين، وهناك تعرف على عبدالناصر.

ميثاق البندين
التقى عبدالناصر والشيخ فرغلى ونجح فى إقناعه بأنه لا مبرر للصراع بين الإخوان والثورة، وإن المصلحة الوطنية والدينية تقتضيان أن تتم مراجعة للعلاقة بينهما وأن يتجاوز كل منهما عن أى تجاوز حدث من أحدهما فى حق الآخر، ويعقدا ميثاقاً من بندين.. أولهما أن يقر الإخوان بشرعية الثورة فى أن تحكم مصر لمدة خمس سنوات لا تسأل فيها قيادة الثورة عما تقوم به خلال هذه السنوات الخمس، كما لو كانت تفويضاً شعبياً مدته خمس سنوات، وفى مقابل ذلك أن تطلق الثورة يد الإخوان فى تربية الشباب على الإسلام دون أن يتطرقوا إلى السياسة فى نفس المدة التى اتفقوا عليها، على أن يجرى الحساب بين الطرفين فى نهاية المدة المتفق عليها.. فاقتنع محمد فرغلى ببنود هذا الاتفاق ووقّع مع جمال عبدالناصر على وثيقة مكتوبة تتضمن ما تم الاتفاق عليه تفصيلياً.. وطلب عبدالناصر من الشيخ فرغلى أن يحصل على توقيع بقية أعضاء مكتب الإرشاد ومعهم الهضيبى على وثيقة الاتفاق، فوعده فرغلى بذلك.
وفكر عبدالناصر - بحنكته السياسية المعروفة - أن أعضاء مكتب الإرشاد سوف يرفضون التوقيع على الوثيقة فيكون الشيخ فرغلى شاهداً عليهم، وربما حدث انقسام نتيجة لذلك فى صفوف القيادة الإخوانية، أما إذا وافق الجميع على التوقيع على الوثيقة فسيكون عبدالناصر قد ضمن - على الأقل - حياد الإخوان أو فترة من الهدنة معهم تسمح له بالتفرغ لصراعاته الأخرى.. وهى كثيرة.
بقى عبدالناصر منتظراً الشيخ فرغلى ليأتيه بالتوقيع على وثيقة الاتفاق، ولكنه فوجئ باختفاء قيادات الإخوان وعلى رأسهم المستشار الهضيبى، فلم يكن أى منهم فى بيته، كما لم يظهر فى أى مكان آخر مما اعتاد الظهور فيه.
وحينما علم عبدالناصر بأمر اختفائهم جميعاً، ارتاب فى الأمر، ولم يجد ما يفعله غير الانتظار.. متربصاً.
ولما جاء أكتوبر من عام ١٩٥٤، اكتشف عبدالناصر أن هناك بعض الفلول فى صفوف الجيش، والتى لا يزال ولاؤها لمحمد نجيب، كانت تدبر للقيام بحركة عسكرية بالتعاون مع الإخوان المسلمين بزعامة حسن الهضيبى.. ولولا اختفاء الهضيبى فجأة لما تمكنت أجهزة عبدالناصر من اكتشاف أمر تلك المحاولة، فقد أيقن عبدالناصر أن اختفاء الهضيبى وجماعته فجأة ما كان إلا لتدبير أمر له، فجد فى البحث عن ذلك الأمر مستنفراً كل أجهزته حتى تمكن من اكتشاف تلك المحاولة الانقلابية.
كان الهضيبى قد أصدر أوامره لجميع الأعضاء بجماعته بأنهم لا شأن لهم بما يحدث من صراعات بين العسكريين، خاصة بين محمد نجيب وجمال عبدالناصر، وحين وصلت تلك التعليمات إلى هنداوى دوير، رئيس الجهاز السرى بإمبابة، بدأ فى حسبة فردية يجريها لحسابه الخاص، وكانت تلك الحسبة تتلخص فيما حدث فى ميدان المنشية بالإسكندرية وهو ما عرف باسم «حادث المنشية» الذى تعرض فيه جمال عبدالناصر للاغتيال على يد محمود عبداللطيف، أحد أعضاء الجهاز السرى لتنظيم الإخوان المسلمين.
تقول الحكومة إن عملية الاغتيال كانت بتدبير مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان، خاصة عبدالقادر عودة وحسن الهضيبى.. وهذا ليس صحيحاً.. بينما يقول الإخوان إنها مجرد تمثيلية أخرجتها الحكومة لتكون مبرراً للقضاء على الإخوان المسلمين.. وهذا أيضاً ليس صحيحاً.. فقد كان حادث المنشية حادثاً فعلياً واقعياً وحقيقياً تعرض فيه جمال عبدالناصر لمحاولة الاغتيال الفعلى على يد أحد أعضاء الجهاز السرى للإخوان، ولكن دون علم قيادات الإخوان التى تحملت مسؤولية ما حدث، والحقيقة أن المسؤولية فى ذلك كانت تقع على هنداوى دوير، رئيس الجهاز السرى للإخوان فى إمبابة.

silverlite 01-09-2012 12:33 PM

رد: التحايل "الاخوانى"!!
 
عبد الناصر و الجماعة من الوفاق إلى الشقاق (5)


حادث المنشية كان حقيقياً.. ولكن لماذا قال الإخوان إنه تمثيلية ؟!


سليمان الحكيم

هذه هى حقائق حادث المنشية

كلما اقترب عبدالناصر من الإخوان خطوة، ابتعد الإخوان عنه خطوتين، ومع كل محاولة كان يقوم بها عبدالناصر للوصول إلى حل لصراعه مع الإخوان، كانت تقابلها محاولات من جانبهم لتعقيد المسألة أكثر.
فقد رأينا كيف أنه بعد يومين فقط من قراره بالإفراج عنهم، استجابوا لدعوة الشيوعيين للقيام بمظاهرة ضده وضد الثورة، وفى الوقت الذى كان يتقرب فيه من عبدالقادر عودة وفرغلى وآخرون، كان هؤلاء جميعاً يعملون لحسابهم الخاص، وفى إطار طموحاتهم الشخصية، وبينما كان عبدالناصر يراهن على اقترابه من الإخوان، كان الإخوان يراهنون على صدامهم معه، فكان عبدالناصر يرى أن اقترابه من الإخوان واقتراب الإخوان منه سوف يساعد على حل صراعاته على الجبهات الأخرى داخل مجلس قيادة الثورة وخارجه، بينما كان الإخوان يرون أنه بتصادمهم مع عبدالناصر -ولو افتعالاً- سوف يعملون على حل صراعاتهم مع بعضهم البعض. فالمكسب فى نظر أى منهم كان يقاس ببعد المسافة بينه وبين عبدالناصر، بينما كان عبدالناصر يرى مكسبه بقرب المسافة بينه وبينهم.
ولعل أصدق دليل على ذلك ما حدث فى ميدان المنشية، فيما عرف باسم «حادث المنشية»، الذى جرت فيه محاولة اغتيال عبدالناصر بالرصاص على يد محمود عبداللطيف، الذى جنده هنداوى دوير، رئيس الجهاز السرى بإمبابة، لإتمام عملية الاغتيال لحسابه الخاص، ومن وراء ظهر قيادة الإخوان، حين رأى هنداوى أن كلاً منهم يعمل لحسابه الخاص لإزاحة الآخرين من طريقه.. فأراد هو أن يتقدم الجميع وعلى حسابهم بعملية يجريها لحسابه الخاص.
يروى المستشار الدمرداش العقالى حقيقة ما حدث فى ميدان المنشية.. وخلفياته التاريخية، مزيحاً الستار لأول مرة عن بعض التفصيلات التى تساعد المؤرخين فى كشف حقيقة هذا الحادث الغامض، الذى كان يمثل لغزاً محيراً لكل من الفريقين.. الإخوان وأنصارهم، وعبدالناصر وأنصاره.
ويقول العقالى: إن الهنداوى دوير- وكان شابا يعمل بالمحاماة- قد أدرك أن الإخوان لا يريدون مساعدة محمد نجيب فى صراعه مع عبدالناصر، ففكر هو فى تقديم المساعدة له شخصياً حتى إذا خلصه من عبدالناصر تم حسم الصراع لصالح نجيب، الذى لابد أن يكافئ هنداوى لقاء ما قام به من خدمة جليلة.

تمثيلية واقعية
كان عبدالرحمن السندى -الزعيم القديم للجهاز السرى- يراقب الموقف من بعيد، وكان له بعض الأنصار فى صفوف الجهاز السرى الجديد، الذى قام الهضيبى بتشكيله عقب إزاحة السندى والتخلص منه، وعن طريق هؤلاء الأنصار علم السندى بالمؤامرة التى يدبرها هنداوى دوير لاغتيال جمال عبدالناصر.
ويقول الإخوان فى تدليلهم على أن حادث المنشية كان مجرد تمثيلية دبرها جمال عبدالناصر للتخلص منهم، إن الرصاص الذى أطلقه الفاعل محمود عبداللطيف، كان «فشنك»، فى الوقت الذى تمكنت فيه الرصاصة الأولى التى خرجت من مسدسه من إزالة جزء كبير من المنصة الاسمنتية، التى كان يقف عليها جمال عبدالناصر، بينما لم تتمكن رصاصة أخرى من الرصاصات التى أطلقت من إحداث نفس الأمر، مما يعنى أنها كانت رصاصات «فشنك»، وأن الرصاصة الأولى فقط هى التى كانت حقيقية.
ويضيف الإخوان، أن الاتفاق قد جرى بين أجهزة عبدالناصر التى دبرت التمثيلية وبين الفاعل على أن يطلق الرصاصة الأولى وهى حقيقية فى المنصة، ثم يطلق بقية الرصاصات «الفشنك» على جمال عبدالناصر.
ولكن ذلك لم يحدث بطبيعة الحال، والذى حدث أن عبدالرحمن السندى حين علم بمؤامرة هنداوى دوير لقتل عبدالناصر، أراد أن يفشل المحاولة دون أن يعلم جمال عبدالناصر، وذلك فى إطار حسابات دقيقة أجراها السندى فى ذلك الوقت، فهو شديد الحرص على حياة عبدالناصر وبقائه على رأس السلطة، إذ باغتياله سيقوى موقف الهضيبى الذى لابد أن يستدير بعد ذلك ليفتح ملف الثورة من جديد، خاصة أن العهد بقيامها لايزال حديثاً، فيصفى الجهاز السرى القديم بكل أعضائه وعلى رأسهم بطبيعة الحال عبدالرحمن السندى، ومعه كل الذين شاركوا عبدالناصر فى التخطيط للثورة.


السندى يحبط المحاولة
أما لماذا لم يخطر عبدالرحمن السندى جمال عبدالناصر بالمحاولة عند علمه بها، فذلك لأنه أراد أن تقع المحاولة فعلاً لتزيد من نقمة عبدالناصر على حسن الهضيبى فيقرر إعدامه.. وهو القرار القديم الذى ظل السندى يسعى لاستصداره، ولكن عبدالناصر كان يرفض اتخاذه، فمن ناحية أراد السندى أن تتم المحاولة ومن ناحية أخرى أراد أن تكون محاولة فاشلة للإبقاء على حياة عبدالناصر حماية له هو شخصياً.. فكيف يتحقق ذلك؟
لم يكن عبدالرحمن السندى مجرد عضو عادى فى التنظيم السرى، وهو تنظيم عسكرى مسلح، بل كان زعيمه ومؤسسه الذى يتمتع بخبرة كبيرة فى إطلاق النار وعلى دراية تامة بالحالة النفسية التى يكون عليها الشخص حين يشرع بإطلاق النار وسط الناس وفى الأماكن العامة.. وكان يعلم -كما قال لخاصته بعد الحادث- أنه يستحيل على هذا الشخص الذى يهم بإطلاق النار وسط الزحام مع حالة الخوف والرهبة، أن يحكم التصويب من الطلقة الأولى، ولكن يعود إلى التحكم فى تصويبه حينما يندمج بعد خروج الطلقة الأولى، التى يقضى بها على حالة التردد والرهبة التى كانت تنتابه عند الاستعداد للضرب وإطلاق الرصاصة الأولى.. فيحكم التصويب فى الرصاصات التالية.


خبرة طويلة
كانت تلك هى قناعات عبدالرحمن السندى التى أدركها بالخبرة الطويلة فى مجال العمل السرى والعسكرى ولهذا أرسل إلى محمود عبداللطيف، أحد أنصاره، ليبيت معه فى الفندق الذى أمضى فيه الليلة السابقة على الحادث، وهناك نجح فى حشو المسدس المستخدم برصاصة حقيقية واحدة هى الرصاصة الأولى التى قدر لها عبدالرحمن السندى أن «تطيش». ثم أكمل بقية الخزنة برصاصات من النوع «الفشنك» وهى التى قدر السندى لها أن تكون محكمة التصويب.
وجاءت تقديرات عبدالرحمن السندى للموقف سليمة مائة بالمائة فخرجت الطلقة الأولى لتزيل جانباً من المنصة، أما بقية الرصاصات فلم تحدث أى منها أى أثر بما يعنى أنها كانت رصاصات «فشنك» وذلك ما جعل الإخوان يقولون إنها تمثيلية، ولم تكن كذلك أبداً، والذى رأى عبدالناصر أو حتى سمعه فى تلك اللحظة- لحظة إطلاق الرصاص عليه- يستحيل أن يصدق وجود ذرة واحدة من الشك فيما حدث، فقد خرجت تعبيراته وكلماته عفوية وتلقائية لرجل تعرض للموت فعلاً، وليس افتعالاً أو تظاهراً.
الجريمة والعقاب
وبعد انتهاء العملية اعتقد عبدالناصر أن وراءها عبدالقادر عودة الذى كشف عن مشاعره الحقيقية تجاهه، حين قاد مظاهرة ضده بعد يومين فقط من إفراج عبدالناصر عن المعتقلين من الإخوان بناء على طلب عبدالقادر عودة نفسه، فقد دخل فى روع عبدالناصر أن «عودة» كان يقترب منه فقط بهدف الإفراج عن الإخوان، ليكسب بذلك نقطة فى صراعه مع الهضيبى حول زعامة الإخوان بينما هو فى حقيقة الأمر لا يضمر له غير الشر والحقد.
أما الآخر، الذى انصرف ذهن عبدالناصر إليه شريكا فاعلاً فى عملية اغتياله فهو الشيخ محمد فرغلى، الذى اعتقد عبدالناصر أنه وافقه على وثيقة الهدنة، لمجرد أن يصرفه فقط عما يدبره له فى الخفاء.
ويقول الشيخ الباقورى، فى مذكراته، إنه بعد أن أصدرت محكمة الثورة أحكامها بإعدام الإخوان المتهمين بقتل عبدالناصر، وجىء بالأحكام للتصديق عليها من المجلس المشترك بين مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء وهو المخول بالتصديق على الأحكام، قال جمال عبدالناصر إن الأحكام التى صدرت قد أحدثت أثرها، لمجرد صدورها ولا أرى أى داع لتنفيذها إلا على محمود عبداللطيف فقط والعفو عن الجميع ما عدا الفاعل الحقيقى.. وهو محمود عبداللطيف.
ويقول الباقورى، وقد كان حاضراً الاجتماع، بصفته وزيراً للأوقاف، إن جمال سالم ما إن سمع عبدالناصر يقول ذلك، حتى تظاهر بالخروج إلى دورة المياه ثم عاد ليقف خلف جمال عبدالناصر واضعاً المسدس فى رأسه قائلا له «انت بتعمل محكمة أحكم فيها أنا بالإعدام عليهم ثم تصدر أنت عفواً عنهم، فتكون أنت ملاك الرحمة فى نظرهم وأكون أنا الشيطان الذى يستحق القتل؟!».
ومضى جمال سالم فى تهديده لجمال عبدالناصر: «إما أنك توقع على تنفيذ الحكم فوراً والآن، وإما أن أقتلك فوراً والآن!!»


تنفيذ الإعدام
كان جمال سالم قد اتفق مع أحمد أنور، قائد السجن الحربى، الذى أودع فيه المتهمون على أنه بمجرد سماع إذاعة خبر التصديق على الأحكام من الإذاعة ينفذ فى المتهمين حكم الإعدام فوراً، كما اتفق مع أخيه صلاح سالم على إذاعة الخبر من الإذاعة فوراً.. وبقى الاجتماع منعقداً تحت تهديد جمال سالم حتى أذيع الخبر من الإذاعة وتم تنفيذ حكم الإعدام فى المتهمين، رغم أنف جمال عبدالناصر وضد رغبته.
وقد تبين من التحقيقات التى أجرتها النيابة أن الهضيبى لم يكن له أى دخل فى عملية الاغتيال، ولكن رأت المحكمة أن عدم علمه لا يخلى مسؤوليته عما حدث، فهو المسؤول الأول عن تنظيم حاول بعض أفراده اغتيال رئيس الجمهورية، فتم تخفيف حكم الإعدام إلى الأشغال الشاقة المؤبدة نظراً لكبر السن، كما قالت المحكمة فى حيثياتها، وكان الهضيبى فى ذلك الوقت قد وصل السبعين عاماً.
أما قول الإخوان بأن المسدس- أداة الجريمة- قد ضاع وأن وجوده ضرورى لتحقيق الجريمة، فهو حجة واهية، نظراً لأن الرصاصات قد أطلقت فعلاً وسمعها الجميع، ولابد أنها أطلقت من مسدس. فالمهم هنا هو إطلاق الرصاص وليس المسدس الذى أطلقت به، لأن العملية ليست مجرد شروع فى قتل بمسدس ضبط أو لم يضبط. المهم أن عبدالناصر لم يعتقل أحداً من الجهاز السرى الخاص القديم الذى كان قد تشكل فى عهد حسن البنا، والذى كان برئاسة عبدالرحمن السندى، لأن عبدالناصر كان يعلم أن قاعدة ذلك الجهاز سليمة وذلك بحكم معرفته القديمة التى استقاها من انتمائه له فترة طويلة واطلاعه على الكثير من أموره السرية والغامضة، وكانت كل الاعتقالات التى تمت بعد حادث المنشية من أعضاء الجهاز السرى الجديد برئاسة يوسف طلعت الذى كان يدين بالولاء للمستشار حسن الهضيبى شخصياً.
أعود إلى تأكيد أن عبدالناصر كان إخوانياً خالصاً مخلصاً، ولكن كونه إخوانياً ملتزماً لا ينفى أنه كان كإنسان يحرص على أن يوجد مركز قوة آمناً.
والمهم هنا أنه فى أعقاب حادث المنشية، وكنتيجة مباشرة له، ظفر عبدالناصر بالساحة المصرية منفرداً، ثم تلاحقت الأحداث تدعمه وتعزز مركزه زعيماً وطنياً وعربياً وإسلامياً من طراز خاص، وجاء تأميمه لقناة السويس وأحداث العدوان الثلاثى وخروجه منتصراً سياسياً، لتساعد على ترسيخ مكانة عبدالناصر محلياً وعربياً وإسلامياً، حتى جاءت الوحدة مع سوريا.
ولعل ما حدث فى أول زيارة له لسوريا يكفى لأى مؤرخ دقيق أن يقول: هاهو الإخوانى القديم، بمجرد أن غادر الساحة المصرية التى عانى فيها من التناقض الإخوانى وجاء إلى ساحة جديدة برزت فيها إخوانيته فى التعامل مع ظروف الحركة فى سوريا بالدليل، وبمجرد أن وصل عبدالناصر إلى سوريا، كان الموقف أمامه يتلخص فى أن الذين طالبوا بالوحدة وعملوا لها هم ضباط الجيش السورى وعلى رأسهم رئيس أركان الجيش عفيف البزرى وأكرم الحورانى وصلاح البيطار، وهم يمثلون مختلف القوى السياسية على الساحة السورية، ما عدا قوة واحدة لم تأت إلى القاهرة، ولم تطالب بالوحدة مع عبدالناصر، لأنها كانت تشعر أنها قوة نقيضة، وهى قوة الإخوان المسلمين، وعلى رأسها مصطفى السباعى، المرشد العام فى سوريا.
وكان مصطفى السباعى قد أقام سوريا وأقعدها ضد عبدالناصر فى أعقاب حركة الإعدامات التى قام بها فى صفوف الإخوان المسلمين بمصر بعد حادث المنشية الشهير، وكان السباعى وقتها عضواً بمجلس النواب السورى، واستطاع أن يهيج المجلس كله ضد عبدالناصر فى ذلك الوقت، فكان طبيعياً ألا يطالب بالوحدة مع مصر تحت زعامة عبدالناصر.

كما كان طبيعاً أيضاً أنه حينما يذهب عبدالناصر إلى سوريا حاكماً أن يكون الخائف الوحيد منه هو مصطفى السباعى، ومعه بقية جماعة الإخوان السوريين، وهذا ما جرى، بمجرد وصول عبدالناصر إلى دمشق، اجتمع الإخوان السوريون وقرروا الهرب وإخلاء الساحة السورية لعبدالناصر كما خلت له الساحة المصرية، حتى لا يعرضوا أنفسهم للتنكيل على يديه.. فقد كان هذا هو المصير الوحيد الذى تخيلوه لأنفسهم فى العهد القريب.


المفاجأة.. ولكن
وبينما السباعى فى بيته يعد العدة للهرب إلى بيروت، فوجئ فى اليوم التالى لوصول عبدالناصر إلى دمشق بوصول عبدالحميد السراج، رئيس المكتب الثانى بالمخابرات السورية، على رأس قوة عسكرية من عدة سيارات تحاصر بيته، فأيقن السباعى أن أجله قد حان وبأسرع مما كان يتوقع.
صعد السراج إلى بيت السباعى وحينما قابله فوجئ به قائلاً: السيد السباعى.. رئيس الجمهورية العربية المتحدة جمال عبدالناصر يستأذنك فى الزيارة ببيتك العامر!
جلس عبدالناصر فى مواجهة الشيخ مصطفى السباعى ليقول له: يا شيخ مصطفى قبل أن أسمع رأيك فى مسألة الوحدة وموقفك منها، أريدك أن تسمع منى قصتى مع الإخوان منذ عام ١٩٤٢، وحتى الآن، وأنا أقبل حكمك بينى وبينهم، فإذا رأيتنى مخطئاً فمعنى ذلك أننا مختلفون وأعطيك الفرصة لتذهب إلى أى مكان آمن ولا شأن لى بك.. أما إذا أعطيتنى الحق فأنا أطالبك بالوقوف معى دون تردد.
أخذ عبدالناصر يقص على السباعى وقائع العلاقة بينه وبين الإخوان ثم ظروف وملابسات الخلاف مع حسن الهضيبى، وصولاً إلى حادث المنشية وما جرى بعده، وحينما انتهى من قصته قال له السباعى، إن الوحدة العربية عندى هى عودة الروح للإسلام، فهى وحدها- إذا خلصت النوايا- عين الإسلام، وحتى أعلن هذا على الملأ لأؤكد لك أننى ملتزم بما أعلن، ألتمس منك وقد تفضلت بزيارتى أن أخرج معك الآن لنزور قبر صلاح الدين، لتقول على القبر نقيض ما قاله «غورو» القائد الفرنسى حين دخل دمشق مع قواته «ها قد عدنا يا صلاح الدين»!
ذهب عبدالناصر فعلاً وفى صحبته مصطفى السباعى، المرشد العام للإخوان المسلمين فى سوريا، إلى قبر صلاح الدين، وهناك ألقى خطابه الشهير الذى قال فيه: «لقد قامت فى الشرق دولة لا شرقية ولا غربية تحمى ولا تهدد تصون ولا تبدد تشد أزر الصديق.. وترد كيد العدو»! وقد استغضب عبدالناصر بقوله هذا كلاً من البعثيين والشيوعيين.. بينما شعر كل إخوانى مخلص أنه هو الذى كان يتحدث.
ربما يقول البعض إن عبدالناصر قد فعل ذلك ليستقطب الإخوان المسلمين، ولكن الدليل على أنه كان جاداً ويعنى ما يقول أن الشيوعيين والبعثيين اعتبروا كلمة عبدالناصر رسالة موجهة لهم، فقرروا مغادرة سوريا، مخلين الساحة لعبدالناصر وجماعة الإخوان المسلمين وحدهم!
وجاء السباعى إلى مصر ليتصل برموز الإخوان فيها، مؤكداً لهم أنه إذا ضاع عبدالناصر فلن تعوضه الحركة الإسلامية، وأن خلافهم مع عبدالناصر لا مبرر له خاصة أن كل ما يقوم به يصب فى إطار الشريعة الإسلامية ولا يخرج عنها، وأنه من غير المقبول ولا المعقول أيضاً، أن يكون الإخوان المسلمون مع الصهاينة والغرب والشيوعيين فى صف واحد ضد عبدالناصر، وضد الوحدة.. بحجة أن القومية العربية نقيض للإسلام، أو أن الوحدة العربية نقيض للوحدة الإسلامية.
وأخذ السباعى يشرح للإخوان المصريين حقيقة رأيه المؤيد والمناصر لجمال عبدالناصر ويطالبهم باتخاذ نفس الموقف الذى يمليه عليه ضميره الإسلامى وحرصه على النهوض والتقدم.
من ناحيته، ظل عبدالناصر حريصاً على تقريب مصطفى السباعى منه، بعد أن وجد فيه العوض عن الإخوان المصريين، وحينما فكر عبدالناصر فى إجراء حركة التأميمات بسوريا، ذهب إلى السباعى ليستطلع رأيه، ويستفتيه، فأفتاه السباعى، بأن الاشتراكية هى عين الإسلام، وأنه لا تناقض بينهما، فالإسلام قام على العدل الاجتماعى الذى هو القاعدة فى كل من الاشتراكية والإسلام، وقد وضع السباعى كتابه الشهير «الاشتراكية فى الإسلام» ليؤكد به رأيه المؤيد لعبدالناصر فى قرارات التأميم، التى جرت فى كل من مصر وسوريا.
فى الوقت الذى كان فيه الإخوان فى مصر يهاجمون القرارات الاشتراكية ويصفون اشتراكية عبدالناصر بالكفر والإلحاد والخروج على الإسلام، كما هاجموا فى السابق قوانين الإصلاح الزراعى، حين اعتبرها الهضيبى عدواناً على أموال الناس وأكلها بالباطل، وكانوا بهذه المعارضة يؤكدون انحيازهم الكامل لطبقة الإقطاعيين، «كان الإخوان المسلمون فى سوريا مع جمال عبدالناصر فى كل ما اتخذه من خطوات اشتراكية إسلامية».

I.fouad 01-09-2012 12:44 PM

رد: التحايل "الاخوانى"!!
 
:10CC26~164: !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

silverlite 01-09-2012 12:56 PM

رد: التحايل "الاخوانى"!!
 
عبد الناصر و الجماعة من الوفاق إلى الشقاق (6)

عبدالناصر يختار سيد قطب نائباً له فى أول تنظيم للثورة!!


سليمان الحكيم

انقلاب قطب على الثورة وانضمامه للإخوان

لم تكد حلقة من حلقات الصراع بين عبدالناصر والإخوان تنتهى، حتى يبدأوا معه حلقة أخرى، ولكنها كانت من بين جميع الحلقات، الأكثر ضراوة ودموية.. فما كان لعبدالناصر أن ينتهى من صراعه مع حسن الهضيبى، حتى ظهر له سيد قطب.
وقد جاء ظهور سيد قطب فى صفوف الإخوان- بل وعلى رأسهم- فى إطار سياسة «الخطف» التى اتبعها الجانبان كل منهما ضد الآخر، فبعد أن نجح عبدالناصر فى «اختطاف» عدد من الإخوان إلى صفه، مثل الشيخ الباقورى وعبدالعزيز كامل وأحمد حسنى وغيرهم، نجح الإخوان بدورهم فى اختطاف سيد قطب من صفوف عبدالناصر ليكون مفكرهم بعد أن كان مفكر الثورة ومنظرها الأول.
ويروى الدمرداش العقالى تفاصيل تلك الحلقة، التى جاءت تحت عنوان «سيد قطب من الثورة إلى الثورة المضادة».. متتبعاً بداياتها الأولى التى هى نفسها بدايات سيد قطب مع الثورة.
كان سيد قطب أديباً مشهوراً قبل أن يعرفه الناس «قطباً» من أقطاب الإخوان المسلمين، وهو كأديب كان يتصف بالنرجسية الشديدة واعتداده بنفسه، وقد أوقعه ذلك فى تناقض مبكر مع المرحوم الشيخ حسن البنا، الذى رأى فى سيد قطب أنه يتشابه معه فى صفات كثيرة أولها أن كليهما كان «درعمياً» أى خريج كلية دار العلوم، ولكن الشيخ حسن البنا كان ينفرد عن أبناء جيله فى أنه بدأ يبنى صرحه الذى يقوم على صناعة الأفكار وصناعة الرجال. أما سيد قطب فقد كان من فريق «الوراقين»، أى أنه كان يعيش فى عالم بناه من الورق قراءة وكتابة، وربما كان اعتداده بنفسه هو الذى جعله يتحاشى التعامل مع الناس ومع الواقع، فلما رأى زميله «الدرعمى» يملأ السمع والبصر، صيتاً وشهرة، كان يمقت عليه ذلك ويحسده، ولا أقول من قبيل التحليل، بل أنا شاهد عليه وكنت أول راصديه.
فقد كان سيد قطب خال زوجتى وهو من قرية موشى التابعة لأحد مراكز محافظة أسيوط. وكان أحمد محمد موسى ابن شقيقته، وشقيق زوجتى من أتباع حسن البنا وأحد المنخرطين فى صفوف الإخوان المسلمين، وكان سيد قطب إذا جاء إلى قريته والتقى مع ابن شقيقته الإخوانى ومعه عدد كبير من رفاقه أتباع حسن البنا، كان يكثر من سباب حسن البنا أمامهم، وفى بعض المرات سمعته يسأل ابن اخته هذا: «ماذا فعل بك حسن الصباح وجماعة الحشاشين»؟!
كان سيد قطب كثيراً ما يعقد مقارنات بين جماعة الإخوان المسلمين، وجماعة «الحشاشين» الشهيرة الذين كان يتزعمهم «حسن الصباح»، والذى كان سيد قطب يرى- فى ذلك الوقت من أواسط الأربعينيات- شبهاً كبيراً بينه وبين حسن البنا زعيم الإخوان المسلمين، فكان ابن اخته حين يسمع خاله سيد قطب يقول ذلك عن جماعته وزعيمها، يدخل فى شجار عنيف معه، لم يكن ينتهى إلا بتدخلنا لإنهائه.

قطب الاشتراكية
قد ظل سيد قطب على عدائه الشديد لجماعة الإخوان المسلمين وزعيمهم حسن البنا، حتى سافر إلى أمريكا مبعوثاً من وزارة المعارف، وكان على رأسها فى ذلك الوقت طه حسين، وحين عاد من هناك عين مستشاراً لوزارة المعارف، ولكنه كان قد تحول خلال الفترة التى أمضاها فى أمريكا فأصبح شديد العداء للرأسمالية والمجتمع الرأسمالى، شديد التأييد للاشتراكية والعدالة الاجتماعية.
عاد سيد قطب من أمريكا لا ليكتب فى الأدب والنقد كما كان يفعل قبل أن يسافر إليها، بل عاد ليكتب فى الاشتراكية مطعما كتاباته فيها باجتهادات إسلامية. فكتب كتابه الذى جاء بعنوان «العدالة الاجتماعية فى الإسلام» ثم كتاب «معركة الإسلام والرأسمالية»، وهو من أخطر ما كتب سيد قطب على الإطلاق، فهو يعقد فى هذا الكتاب حلفاً بين الإسلام والشيوعية، مستبعداً أى تلاق بين الإسلام والرأسمالية، ويقول إن الشيوعية اجتهاد للبحث عن العدل أقحمت نفسها فى الكلام عن الدين بغير مبرر، وعادت الدين بغير مقتضى، ولكنها وصلت إلى العدل الاقتصادى والاجتماعى الذى هو أحد، وأهم، أهداف الدين، وأضاف سيد قطب مفسراً أن الشيوعية لو تخلت عن فكرة الإلحاد التى هى ليست من ضرورات المذهب ولا يتطلبها الفكر الاقتصادى، لالتقت مع الإسلام فى العدالة الاجتماعية.
أما الرأسمالية- فى رأى سيد قطب- فإن القرآن فى معظم آياته يطارد الكنز والتراكم ويدعو إلى تداول الأموال بين الأجيال «لكى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم».
حين بدأ سيد قطب فى تطعيم الاشتراكية بالإسلام، كان حسن البنا قد انتقل إلى جوار ربه، فى أوائل الخمسينيات، وبدأ حسن الهضيبى الذى أصبح على رأس الإخوان والذى كان ينكره الإخوان القدامى يبحث عن أنصار له مما جعله يضنى نفسه بحثاً عن إخوان جدد يدينون له بالولاء زعيماً وأباً للجماعة، وقد رأى الهضيبى أن الأعضاء الذين ينضمون للجماعة حديثاً ليس لهم فضل السبق الذى يتميز به الإخوان القدامى على الهضيبى نفسه، فيحول بينه وبين ولائهم له، ولهذا راح الهضيبى يبحث له عن أعضاء جدد يتميز هو عليهم. وقد وجد حسن الهضيبى ضالته المنشودة فى سيد قطب خاصة أن الكثيرين من شباب الإخوان قد استهوتهم دعوته للاشتراكية الإسلامية. ولكن سيد قطب الذى اقترب كثيراً من الإخوان بعد تحوله الغريب والمفاجئ، كان فى اقترابه اشتراكياً، فقد رفض أن يكتب فى مجلة «الدعوة» لسان حال الإخوان المسلمين مفضلاً الكتابة فى مجلة «الاشتراكية».

قطب الثورة وقطب الإخون:
ولما قامت الثورة، وجد سيد قطب نفسه قريباً من جمال عبدالناصر الذى اختاره نائباً له فى «هيئة التحرير» وهى أول تنظيم سياسى تقيمه الثورة بعد أن أصدرت قرارها بحل جميع الأحزاب السياسية.
شكل جمال عبدالناصر هيئة التحرير لتكون بديلاً عن الأحزاب السياسية المنحلة واختير سكرتيراً عاماً لها واختار سيد قطب سكرتيراً عاماً مساعداً. والذى يعود إلى جريدة «الجمهورية» وهى أول جريدة تنشئها ثورة يوليو لتكون لسان حالها، وكان الترخيص بإصدارها باسم جمال عبدالناصر شخصياً، سيجد أن مقالات سيد قطب بها هى المقالات الرئيسية التى تتصدر صفحاتها الأولى، وقد عبر فيها سيد قطب عن ضرورة الثورة والقرارات الثورية التى اتخذتها علاجاً للأوضاع السيئة فى مصر.
وأكثر من ذلك كان سيد قطب هو رسول جمال عبدالناصر إلى التجمعات الطلابية فى المدن الجامعية فى البدايات الأولى للثورة، حين تظاهر طلاب الجامعات مطالبين بالديمقراطية، فذهب إليهم سيد قطب موفداً من عبدالناصر ليشرح لهم الأوضاع السياسية. وكان سيد قطب فى معرض حديثه عن تلك الأوضاع يرى أنه لا مخرج لمصر مما تعانى منه من مشكلات مزمنة ومتضخمة إلا بإطلاق يد الثورة لترتيب البيت الذى تسلمته منهاراً.
وكان سيد قطب يدافع عن موقف جمال عبالناصر مهاجماً الهضيبى وجماعة الإخوان المسلمين. وقد وصل سيد قطب فى هجومه عليه وعليها إلى درجة التأثيم والتجريم، فكان يرى أن أهداف الأمة المتفق عليها لا تتحمل الديمقراطية لأنها أهداف استحكمت فى ضمير الأمة وعقلها الجمعى الباطن. ولذلك فإن تلك الأهداف لا تحتاج إلى ديمقرطية لتحقيقها بل إن تحقيقها هو الذى يفتح الباب أمام الديمقراطية التى ليست شرطاً لتحقيق الجلاء ومحو الأمية والإصلاح الزراعى والتصنيع والتحرير. ولكن الجلاء وخروج الإنجليز والتحرير من الإقطاع والرأسمالية هو الشرط الأساسى لتحقيق الديمقراطية.
هكذا ظل سيد قطب هو مفكر الثورة أو أحد مفكريها وأبواقها فى أوساط الجماهير- طلابية وعمالية وفلاحين- وكان شديد الولاء لجمال عبدالناصر وقوى الإيمان بزعامته. حتى جاء المنعطف الذى حول سيد قطب من مناصر للثورة وزعيمها إلى معاد- شديد العداء- لها.

لماذا تحول؟
كان الإخوان لا يزالون فى محاولاتهم لاستقطاب سيد قطب بما له من كتابات إسلامية تستهوى أعداداً كبيرة من شباب الإخوان، بينما كان سيد قطب نفسه على ولائه للثورة وجمال عبدالناصر يرى فيها تحقيقاً لآرائه التى ينادى بها.
وبعد إقالة وزارة على ماهر- أول وزارة شكلتها الثورة- تقرر تشكيل وزارة جديدة برئاسة محمد نجيب، ففاتح جمال عبدالناصر صديقه سيد قطب فى أمر تعيينه وزيراً للمعارف فى الوزارة الجديدة، التى تجرى المشاورات لتشكيلها، وجاء سيد قطب إلى أصدقائه وأهله ومعارفه ليتحدث معهم فى هذا الأمر، الذى اعتبره وعداً من جمال عبدالناصر وليس مجرد تشاور.
ولكن قبل إعلان التشكيل النهائى للوزارة الجديدة، جاء جمال عبدالناصر إلى سيد قطب ليعتذر له عن وزارة المعارف التى كان قد «وعده» بها، بحجة أن كمال الدين حسين- عضو مجلس قيادة الثورة- كان مصراً على تولى هذه الوزارة بنفسه، وعرض جمال عبدالناصر على سيد قطب وزارة الأشغال بدلاً من وزارة المعارف، التى كان يرى سيد قطب أنه أحق بها من الجميع.

الثمن الغالى:
ولما كان سيد قطب شديد الاعتداد بنفسه، كان يتعامل مع جمال عبدالناصر على أنه «العقل» وعبدالناصر «الجسد» فلا يقبل من الجسد أن يوجه العقل، بل يجب على العقل أن يوجه الجسد! غضب سيد قطب غضباً شديداً واعتبر عبدالناصر مسؤولاً عن ضياع حلمه فى وزارة المعارف التى كان ينتظر تعيينه بها مكافأة له على تأييده للثورة والدعاية لها.. وكتب لأحد أصدقائه وهو حسين عبدالفتاح الترامسى ناظر مدرسة «موشى» الإعدادية بأسيوط يقول له «إن العسكر استكثروا على سيد قطب وزارة المعارف.. والله سأجعلهم يدفعون ثمن استهانتهم بى غالياً».
انزوى سيد قطب بعد ذلك، ولم يعد إلى نشاطه السابق فى هيئة التحرير، بل أخذ يقترب من الإخوان الذين لم يكفوا عن مغازلته حتى وهو فى أحضان الثورة بقده وقديده. وفى نوفمبر عام ١٩٥٣ اقتحمت جماعة شباب الإخوان من أعضاء التنظيم السرى- وكنت واحداً منهم- بيت حسن الهضيبى ليطالبوه بالاستقالة تنفيذاً للاتفاق الذى عقدوه مع زعيمهم عبدالرحمن السندى على إقالة الهضيبى. وأما وقد فشل هؤلاء الشباب فى الحصول من الهضيبى على الاستقالة، فقد اتهم الهضيبى عدداً من قيادات الإخوان بتدبير هذه «المؤامرة» عليه، وكان صالح عشماوى، رئيس تحرير جريدة الدعوة، لسان حال الإخوان المسلمين، واحداً ممن أدانهم الهضيبى بمسؤولية التآمر عليه. فقرر الهضيبى فصل صالح عشماوى ومحمد الغزالى من جريدة الدعوة، بل ومن جماعة الإخوان كلها.
وحين انفصل صالح عشماوى عن الإخوان- وكان صاحب الرخصة لجريدة الدعوة- قرر عشماوى الانفصال بالجريدة وسخرها للهجوم على الهضيبى. عندئذ فكر الهضيبى فى إصدار جريدة أخرى غير «الدعوة» التى انتقلت إلى خصومه، وكان من شروط الترخيص لإصدار جريدة جديدة- ولا يزال- تحديد اسم رئيس التحرير الذى يصدر الترخيص باسمه.
تقدم الهضيبى بطلب إلى وزير الداخلية- الذى كان فى ذلك الوقت هو جمال عبدالناصر نفسه- ليصرح له باستخراج جريدة جديدة باسم «الإخوان المسلمون» محدداً اسم رئيس التحرير وهو سيد قطب إبراهيم!! حين تقدم السكرتير بطلب الترخيص لجمال عبدالناصر وقعه فوراً، بمجرد أن علم أنه طلب من الإخوان إصدار جريدة جديدة، فاندهش السكرتير من السرعة التى رأى عبدالناصر يوقع بها طلب الترخيص، مما حمله على سؤاله: هل تعلم من هو رئيس التحرير؟ فقال عبدالناصر: أياً كان رئيس التحرير، فقال السكرتير له: إنه سيد قطب!
هنا توقف عبدالناصر الذى لم يكن قد قرأ اسم رئيس التحرير على طلب الترخيص، وطلب من سكرتيره أن يستدعى له سيد قطب ليتأكد منه بنفسه، فربما يكون الهضيبى قد وضع اسمه على الطلب دون علمه ليورطه، أو يوقع بينه وبين عبدالناصر. وحين جاء سيد قطب، سأله عدالناصر: هل أنت من الإخوان؟ وكانت هناك واقعة سابقة سأله فيها جمال عبدالناصر نفس السؤال: يا أخ سيد هل أنت من الإخوان؟ فنفى سيد قطب أى علاقة له بالإخوان.
ففى صيف ١٩٥٣، صدر قانون حل الأحزاب السياسية، وكان مجلس قيادة الثورة برئاسة محمد نجيب مصراً بكامل هيئته على أن يشمل قرار حل الأحزاب الإخوان المسلمين باعتبارهم حزباً سياسياً. وكان جمال عبدالناصر هو الوحيد من بينهم جميعاً الذى رفض أن ينطبق قرار الحل على الإخوان. وقال عبدالناصر فى تبريره الذى أبداه أمام المجلس فى ذلك اليوم إن الإخوان المسلمين جماعة دينية تشتغل بالوعظ والإرشاد ولا ينطبق عليها وصف الحزب السياسى. فانقسم مجلس قيادة الثورة إلى قسمين متساويين بين مؤيد للرأى ومعارض له. وهنا تقدم عبدالناصر برأى يحل به مشكلة التعادل فى الانقسام بين أعضاء المجلس.. وقال عبدالناصر إننا عسكريون ولا بد أن نستأنس فى قرارنا برأى أحد المدنيين المتصلين بالشارع السياسى المصرى. فما رأيكم فى سيد قطب، السكرتير المساعد لهيئة التحرير، وقد وافق أعضاء المجلس على حضور سيد قطب اجتماع المجلس ليقول رأيه فى قرار حل الإخوان المسلمين باعتبارهم حزباً سياسياً.
قال سيد إنه ليس مع حل الإخوان المسلمين حرصاً من الثورة على ألا تحارب فى كل الجبهات فى لحظة واحدة، فتخسر الكثيرين من أنصارها ومؤيديها فى وقت هى فى حاجة إليهم لتحارب بهم فى الجبهات الأخرى، ثم- كما قال سيد قطب- إن المبررات التى تكمن وراء قرار حل الأحزاب السياسية لا تتوافر فى الإخوان المسلمين، فالإخوان لم يشاركوا فى السلطة قبل قيام الثورة، ولم يعرفوا بالفساد الذى عرفت بها أحزاب تلك الفترة، كما أنهم كانوا من أنصار «التغيير» الذى اتخذته الثورة شعاراً لها، مما يستوجب التفريق بين أنصار الثورة ومعارضيها.
وبعد أن أعلن سيد قطب رأيه على هذا النحو فى اجتماع مجلس قيادة الثورة، شكره جمال عبدالناصر ثم سأله: هل أنت من الإخوان المسلمين؟ فنفى سيد قطب أى صلة له بالإخوان بل أكد أنه معارض لهم. وحين قدم حسن الهضيبى طلب الترخيص لإصدار جريدة للإخوان المسلمين برئاسة تحرير سيد قطب، استدعاه جمال عبدالناصر ليكرر عليه نفس السؤال: يا أخ سيد.. هل أنت من الإخوان المسلمين؟

فقال سيد قطب: لم أكن.. فكنت!

تصفية حسابات:
وقد أجاب سيد قطب عن السؤالين القديم والحديث، إجابة واحدة، بمعنى أنه لم يكن فى الإخوان المسلمين حين سأله عبدالناصر هذا السؤال أول مرة فى اجتماع هيئة التحرير، ولكنه الآن قد انضم إليهم. قال له جمال عبدالناصر: أنت حر فى أن تنضم لمن تشاء ولكن أرجو ألا يكون ذلك «تصفية حسابات»!!
بدأ سيد قطب بالعمل رئيساً لتحرير جريدة الإخوان المسلمين بعد أن وافقه جمال عبدالناصر على إصدارها، ومنذ العدد الأول للجريدة بدأ قطب هجومه على الثورة وجمال عبدالناصر، مبتكراً شخصية «قرفان أفندى» الكاريكاتورية ليحملها هجومه الذى أراده على المرحلة الجديدة.
ورغم تلك الشخصية الكاريكاتورية التى تهاجم الثورة وأعمالها، لم تنقطع علاقة عبدالناصر بسيد قطب، وفى إحدى المرات سأله عبدالناصر: إيه يا أخ سيد «القرفانين» بيكتروا قوى فى البلد اليومين دول! «فرد عليه سيد قطب قائلاً: إذا كنتم فاكرين إن مافيش حد «قرفان» منكم تبقوا بتغالطوا أنفسكم!!
وحين تخرجت فى الجامعة عام ١٩٥٤، وكنت أول دفعتى بكلية الحقوق جامعة القاهرة، نشرت جريدة الإخوان الخبر مع تهنئة لى فى صفحتها الأولى، فكان ذلك سبباً فى عدم تعيينى معيداً بالكلية أو بالنيابة. وكان ذلك أول ثمن أدفعه لقربى من سيد قطب فى ذلك الوقت!

القطب السجين
وقد ظلت جريدة الإخوان المسلمين فى هجومها على عبدالناصر والثورة ولم يتعرض لها أحد بالمنع أو المصادرة حتى وقع حادث المنشية، فقبض على سيد قطب مع من قبض عليهم من قيادات الإخوان فى ذلك الوقت وقدم إلى المحاكمة، وتم الحكم عليه لمدة خمسة عشر عاماً بتهمة الاشتراك فى تنظيم يستهدف قلب نظام الحكم بالقوة المسلحة.
دخل سيد قطب السجن، وكانت هناك تعليمات من جمال عبدالناصر شخصياً بمعاملته معاملة حسنة، حتى إنه تمكن من مواصلة قراءاته وكتاباته فكتب معظم مؤلفاته خلال الفترة التى أمضاها فى السجن، وسمح له بطبع كتبه وتداولها، فخرج «فى ظلال القرآن» فى أكثر من طبعة جديدة.
وفى أعقاب إصدار «الميثاق» دارت المناقشات حوله فى أوساط المثقفين المصريين، وكان الرأى الغالب على تلك المناقشات والتفسيرات يتجه نحو الماركسية واليسار، فكثرت الكتابات عن الميثاق كما لو كان اجتهاداً من الشيوعية، وكان ذلك على خلاف ما كان يراه فيه عبدالناصر، وحين فكر عبدالناصر فى الخروج من هذا المأزق الذى وجد الماركسيين يحفرونه له، لم يجد أمامه غير سيد قطب، فهو المفكر الوحيد القادر على أن يفهم الميثاق فهماً إسلامياً يتفق مع فهم عبدالناصر له.
قرر عبدالناصر الإفراج عن سيد قطب وفور خروجه من السجن استقبله فى بيته، وقال له: إن الجماعة الماركسيين افتكروا أن الميثاق فتح لهم الطريق «لمركسة» الثورة، وأنت أعلم بأن الثورة ليست ماركسية ولن تكون، وأنا أريدك أن تكتب عن الإسلام، فى مواجهة الماركسية لإيقاف هذا المد الماركسى عند حده. وهنا سأله سيد قطب: وهل سيتركنى زبانيتك لأكتب ما أراه؟ فقال له عبدالناصر: اكتب ولا شأن لك بهم ولا شأن لهم بك.وفعلاً خرج سيد قطب من مقابلته لعبدالناصر ليكتب أخطر كتبه على الإطلاق: «معالم فى الطريق» الذى يكاد يكون الأساس فى الفكر المتطرف الذى تشهده الساحة الآن. أو «مانيفستو» الإرهاب!
وقد جاءت كتابات سيد قطب فى هذه الفترة لتدعو إلى المفاصلة مع المجتمع وتكفيره.. وطبع كتاب «معالم فى الطريق» أكثر من طبعة جديدة، كانت تنفد كل منها بعد ساعات من إصدارها، وكتب سيف اليزن خليفة رئيس المباحث العامة فى تلك الفترة تقريراً عن الكتاب يصفه فيه بالخطورة على المجتمع. ورفع التقرير إلى جمال عبدالناصر والذى يطلب فيه من رجال المباحث منع الكتاب من الطبع والتداول لخطورته، ولكن عبدالناصر رفض منع الكتاب أو التعرض له، لأنه كان قد قطع عهداً لسيد قطب ألا يسمح لأحد بالتعرض لكتاباته وأن يتركه حراً يكتب ما يشاء.
ورغم الكتب الكثيرة التى وضعها سيد قطب قبل الثورة وبعدها، إلا أنه لم يغنم من ورائها مادياً ما غنمه من كتاب «معالم فى الطريق» الذى ألفه بعد خروجه من السجن، فغير مسكنه من شقة متواضعة إلى فيلا فاخرة فى حلوان. واعتبر ذلك مؤشراً صحيحاً على اندماجه فى المجتمع، وانسجامه مع الأوضاع فيه.. حتى كانت أحداث ١٩٦٥ الدامية.

silverlite 01-09-2012 01:41 PM

رد: التحايل "الاخوانى"!!
 
عبد الناصر و الجماعة من الوفاق إلى الشقاق (7)

«عبدالناصر» يطلب من «قطب» تفسيراً إسلامياً للميثاق.. فيقدم له ميثاقاً غيره!

سليمان الحكيم

كان على جمال عبدالناصر أن يدفع دائماً فاتورة ولائه القديم للإخوان المسلمين، وكان الإخوان المسلمون أنفسهم ولا أحد غيرهم- هم أكثر الناس استغلالاً لضعف عبدالناصر أمام كل ما يمت إلى الإسلام بصلة.
فراحوا يطالبونه بدفع «الفواتير » أولاً بأول حتى إذا لم يجد معه ما يدفعه لهم.. كان الشجار والتشاحن ثم الصدام والاقتتال!
فبعد إصداره «الميثاق» راح الماركسيون يقدمون له الشروح والتفسيرات التى تناسب هواهم وميولهم، فخاف عبدالناصر من اتهام الإخوان له «بالتمركس» وهو اتهام- لو صح- يضعه فى خانة الكفار والمرتدين.. ولم يجد أمامه من ينقذه من هذا المأزق الذى وجد نفسه فيه، غير صديقه القديم سيد قطب، فأفرج عنه واستقبله فى بيته ليصارحه بحقيقة الأزمة، وطلب منه أن يكتب عن الإسلام والتفسير الإسلامى للميثاق.. واضعاً حداً لهذا المد الماركسى الذى وجد الساحة أمامه خالية فاستشرى.
ولكن سيد قطب الذى كان نرجسياً معتداً بنفسه، رأى أن يكتب «ميثاقه» هو بدلاً من أن يتحدث عن ميثاق عبدالناصر، وعن إسلامه هو بدلاً من إسلام الثورة وميثاقها.. فوضع «معالم فى الطريق» الذى أصبح ميثاق الإرهاب والتطرف بدلاً من ميثاق عبدالناصر الذى كان «معالم على الطريق» عنوان أحد فصوله.
وهكذا لم يشأ سيد قطب أن يضع نفسه فى مواجهة عبدالناصر، بل وضع نفسه فى مواجهة المجتمع كله، بعد أن رأى هذا المجتمع بكله وكليله مع عبدالناصر.. فلم يجد أمامه من وسيلة ينتقم بها من هذا المجتمع الذى رآه يسير وراء عبدالناصر غير اتهامه بالجاهلية ورميه بالكفر.. داعياً أتباعه إلى تجنب هذا المجتمع ومخاصمته والهجرة منه.. هجرة عقلية وروحية وجسدية، والخروج عليه ومقاتلته قتال المسلمين لمجتمع كافر جاهلى!
كل ذلك كتبه «سيد قطب» فى عهد عبدالناصر الذى راح يغمض عينيه ويصم أذنيه، ويكف يديه عن تلك الكتابات التحريضية خوفاً من اتهامه بالديكتاتورية والإرهاب والشيوعية!
الإرهاب والديمقراطية
وفى نهاية الأمر أفرزت كتابات سيد قطب ودعوته تنظيماً إرهابياً أخذ يخطط لنسف وتدمير المجتمع المصرى، فوجد عبدالناصر نفسه مطالباً بالتدخل حاسماً.. بعد أن أيقن أن الخوف من اتهامه بالإرهاب والتظاهر بالديمقراطية، قد جعل خصومه أكثر إرهاباً لتقويض المجتمع الذى نذر نفسه لتغييره إلى الأفضل.
ويروى المستشار الدمرداش العقالى لنا تفاصيل ما حدث بين عبدالناصر وخصومه.. بزعامة سيد قطب، فيقول:
بعد أن أفرج عبدالناصر عن سيد قطب، بدأ التحرك والكتابة والقول بحرية يضمنها له عبدالناصر شخصياً، فبدأ فى التجول بقرى مصر ومدنها ليقابل كل من يعرفه ومن لا يعرفه من أعضاء الإخوان المسلمين القدامى، وجاء إلى أسيوط وقابلته هناك فى شتاء ١٩٦٤، ليتحدث مع الناس حول ضرورة إعادة تجميع الإخوان المسلمين، فسألته عن الهدف من وراء ذلك، خاصة أنك كما قلت له تنعم بحرية لم تنعم بها فى أى عهد سابق، فتكتب ما تشاء، وتنشر كما تشاء، وتتحدث وتتصل مع من تريد فيما تريد.. فلماذا إعادة تجميع الإخوان؟ ومن الذى يضمن لك مثل هذا القدر من الحرية الذى تنعم به الآن أنت وجميع الإخوان؟
الاعتقال
وأذكر أننى اشتبكت معه فى معركة كلامية وقف فيها معى كثير من الذين كانوا يحضرون اللقاء، وأنهى سيد قطب معركته معى قائلاً: خير لى أن أسمعك تعارضنى الآن، من أن توافقنى مسايراً ثم تتراجع فى منتصف الطريق.
اعتزلت سيد قطب وجماعته بعد رفضى الانضمام إليهم عند مفاتحتى فى الأمر، حتى فوجئت بالإعلان عن تنظيم مسلح يتزعمه سيد قطب عام ١٩٦٥، لقلب نظام الحكم، وقد تم اعتقالى مع من اعتقل من أعضاء الإخوان القدامى، وبقيت أسبوعاً فى الحبس رهن الاستجواب والتحقيق وبعد الإفراج عنى بعدما ثبتت لجهات التحقيق براءتى، توافرت لى معلومات دقيقة عن التنظيم الجديد الذى نجح سيد قطب فى تشكيله بعد الإفراج عنه، وتركه ليعمل بحرية فى ظل حماية عبدالناصر شخصياً.
وبينما كان عبدالناصر فى زيارة لموسكو وصلته معلومات من رئيس جهاز المخابرات بأن الإخوان المسلمين بدأوا فى التحرك والخروج من أوكارهم فى وثبة جديدة على الثورة.
الصدام مع الإخوان
وهكذا اكتشف عبدالناصر أن المواجهة مع الإخوان باتت مسألة حقيقية.
طلب عبدالناصر من شمس بدران- وكان معه فى موسكو- أن يتصل بمخابرات الجيش ويأمرها بالبحث عن حقيقة الأمر.. فقد فشلت المباحث العامة ومباحث أمن الدولة فى الوصول إلى «أى شىء غير عادى» فى حركة الإخوان على الساحة فى الأيام الأخيرة، كما قال له وزير الداخلية قبل سفره إلى موسكو.
ولم تكد تمر ساعات على ذلك حتى تمكنت المخابرات الحربية فعلاً من اكتشاف معسكر للتدريب بمنطقة رأس البر، وعدد كبير من الخلايا فى تنظيم إخوانى مسلح بزعامة سيد قطب. كان يخطط لنسف عدد من الجسور والكبارى والمنشآت فى مصر. وتولت أجهزة المخابرات الحربية أمر القبض والتحقيق فى هذا التنظيم، وقد أعلن عبدالناصر- وكان لا يزال فى موسكو- قرار حل الإخوان المسلمين، و«إعادة اعتقال من سبق اعتقاله» من الإخوان المسلمين، وكان ذلك فى نادى الطلبة المصريين الدارسين بموسكو.
قطب يرفض العفو
والذى حدث أن عبدالناصر أرسل إلى سيد قطب من يخبره فى السجن بأن عبدالسلام عارف قد توسط له لدى عبدالناصر، بشرط أن يخرج من السجن ليسافر إلى بغداد.
ذهب هذا الرسول من قبل عبدالناصر إلى سيد قطب، بعد الاتفاق معه على ألا يسمح لسيد قطب بأن يفهم أنه موفد إليه بأمر عبدالناصر حتى لا يركب رأسه.. وكان عبدالناصر يفهم جيداً نفسية سيد قطب وتركيبته النرجسية.. ورغم ذلك، رفض قطب أن يلتمس العفو من عبدالناصر كتابة، بعد أن علم أن «عارف» يتوسط له، وقد فهم قطب من تلك الوساطة أنه مشمول بحماية عبدالسلام عارف، ولابد أن عبدالناصر لا يستطيع أن ينفذ فيه حكم الإعدام حرصاً منه على العلاقة الوطيدة التى تربطه بعارف.
وكان تقدير سيد قطب للأمر فى ذلك الوقت أن كتابة الالتماس إلى عبدالناصر سوف تنزل من قدره، وتحط من شأنه فى نظر أتباعه ومريديه.. وبذلك سوف يخسر كثيراً إذا ما أقدم على كتابة الالتماس بالعفو عنه لعبدالناصر، بينما لن يخسر شيئاً إن لم يكتبه، لأنه بتدخل عبدالسلام عارف قد ضمن البقاء على حياته، فليحيا إذن حراً كريماً دون كبوة الالتماس لعبدالناصر التى تحط من كرامته، وتشعره بالضعف أمام خصمه اللدود!
وحين سمع عبدالناصر بأن قطب رفض كتابة الالتماس بتخفيف الحكم عنه، اعتبر ذلك محاولة للى الذراع فقرر تنفيذ الحكم فيه.. ونفذ الحكم فعلاً بإعدام سيد قطب الذى راح ضحية نرجسيته وحساباته الخاطئة!
عبدالناصر مسلماً
وباعدام سيد قطب انتهت آخر وأخطر الحلقات فى الصراع المرير بين عبدالناصر والإخوان، وهو صراع على السلطة وليس على الدين، فلم يكن عبدالناصر قد فعل ما يبرر للإخوان صراعهم معه، بل لعل انتماء عبدالناصر للإخوان عقائدياً قد انعكس فى الكثير من القرارات التى اتخذها. واعتقد أن العمل الإسلامى بكل أبعاده فى مصر تلقى فى عصر عبدالناصر دعماً لم يتلقه منذ دخول الإسلام مصر. ولكن مع عداوته مع الإخوان استطاعوا حجب وتشويه آثار هذا العمل الإسلامى الناصرى، وهذا من قدرات الجماعة التكتيكية والحركية، بينما عجزت الناصرية أن تجلى هذه الآثار وتبرزها.
ولابد أن يصاب المرء بالحيرة والدهشة أمام الموقف العدائى الذى اتخذه الإخوان المسلمون من عبدالناصر وعهده.. فهو الموقف الذى ليس له ما يبرره، خاصة أن الرجل قد فعل كل ما كان فى وسع أى حاكم مسلم أن يفعله.. ولو كان حسن البنا نفسه - وهو زعيم الجماعة ومؤسسها - فى مكان عبدالناصر.. لما استطاع أن يفعل أكثر مما فعله عبدالناصر خدمة للإسلام والمسلمين؟
فلماذا إذن كان العداء والعدوان؟ ولماذا كان الخلاف والاقتتال؟ ولماذا حاولوا قتله غيلة، ثم حين فشلوا.. راحوا يحاولون قتله معنوياً بتشويه صورته والتشكيك فى إسلامه؟
يقول الإخوان - أو بعضهم - ممن شعر بحرج الموقف باغتيال رجل مسلم حقق للإسلام أكبر وأعظم إنجازاته فى العصر الحديث، إن محاولة الاغتيال التى جرت فى ميدان المنشية بالإسكندرية فى صيف ١٩٥٤ ما هى إلا تمثيلية قام عبدالناصر بإخراجها لإيجاد المبرر المناسب الذى يسمح له بالتخلص من الإخوان شنقاً أو اعتقالاً.. ونحن نسأل هنا: ألم يكن انفجار مدبر تقوم به أجهزة عبدالناصر فى إحدى الحافلات العامة أو دور السينما كفيلاً بإيجاد مثل ذلك المبرر الذى كان عبدالناصر يبحث عنه لإعدام بعض الإخوان أو سجنهم؟
ثم ماذا يقول هؤلاء وقد شهد الكثيرون - ومنهم الباقورى، نائب حسن البنا نفسه - بأن عبدالناصر كان الوحيد فى مجلس قيادة الثورة الذى رفض التصديق على الحكم الذى أصدرته محكمة الثورة بإعدام عدد من قيادات الإخوان، وطالب زملاءه بتخفيف تلك الأحكام إلى السجن والاعتقال، حتى إن زميله جمال سالم، رئيس محكمة الثورة التى أصدرت تلك الأحكام، هدد بقتله برصاص مسدسه حين سمعه يطالب بتخفيفها.
ثم هل اتهام الإخوان باغتيال عبدالناصر، كان موجهاً إلى جماعة من الأبرياء لا تؤمن بالقتل والاغتيال كوسيلة لتصفية الخلافات؟
ثم ألم يكن هناك تنظيم إخوانى مسلح، هو «التنظيم السرى»، ولماذا كان سرياً حتى على قيادات الإخوان أنفسهم، إذا كان الهدف من إنشائه مشروعاً وأخلاقياً؟ إن الدمرداش العقالى، وهو أحد أبرز أعضاء ذلك التنظيم السرى أو «الجهاز الخاص»، يعترف بوجود هذا الجهاز، بل يعترف بكل العمليات التى نسبوا إليه القيام بها.
السرية للجميع
ويقول العقالى: إذا أردنا أن نعيد قراءة الحقبة التاريخية التى تبدأ بعام ١٩٤٥ وحتى قيام الثورة عام ١٩٥٢، لكى نحكم على مجمل نشاط الجهاز الخاص بقيادة عبدالرحمن السندى، كان علينا أن نأخذ بعين الحذر والتدقيق تلك الحوادث التى نسب إلى الجهاز الخاص أو «الجهاز السرى» القيام بها فى تلك الحقبة، لدى قراءة ملف الجهاز الخاص فى الفترة السابقة على ثورة يوليو علينا أن نكون حذرين فى إسناد تلك الحوادث إلى ذلك الجهاز لأن كثيراً منها ارتكبته أيد أخرى حيث كانت الساحة المصرية - قبل الثورة - مليئة بالحركات السرية المسلحة، التى ينتمى كل منها إلى أيديولوجية مختلفة،
وذلك بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين بالإضافة إلى الظروف المصرية المحلية التى تتمثل فى الاحتلال الأجنبى والفساد المستشرى فى جنبات الحكم وأجهزته مع التمايز الطبقى الواضح فى المجتمع، ولا شك أن تلك الظروف ـ محلية وعربية ودولية ـ كانت مناخاً مناسباً لظهور الكثير من الحركات السرية المسلحة التى ترى الحل للمشكلات المصرية فى العنف والقوة بديلاً عن الديمقراطية الغائبة فى مجتمع يتميز بالفوارق الطبقية الرهيبة.
ولم تكن تلك الحركات السرية كلها إسلامية، وأضرب لذلك مثلاً بحادثتين شهيرتين، يصل التعميم إلى إسنادهما إلى الجهاز الخاص للإخوان المسلمين، رغم وجود أدلة قطعية على عدم صلة ذلك الجهاز بوقوعهما، الأول هو حادث مقتل الدكتور أحمد ماهر، رئيس الوزراء المصرى المعروف، والثانى حادث مقتل سليم زكى حكمدار القاهرة ـ أو مدير أمن القاهرة ـ وهما الحادثان اللذان ينسب البعض وقوعهما إلى الجهاز الخاص للإخوان المسلمين.
الحزب الوطنى القديم
أما الحادث الأول وهو اغتيال الدكتور أحمد ماهر، فقد قام به فرد معلوم للجميع وهو محمود العيسوى، الذى كان منتمياً كما هو ثابت فى ملف القضية، إلى الحزب الوطنى القديم، الذى أسسه مصطفى كامل، وكانت هناك أرضية مشتركة يقف عليها ذلك الحزب مع جماعة الإخوان وهى الأرضية الإسلامية، فكلاهما كان يطرح الأمور من زاوية إسلامية واضحة، وربما لهذا السبب يقع بعض المؤرخين فى الخطأ حين ينسبون اغتيال أحمد ماهر إلى الإخوان.. وهم فى الواقع أبرياء من ذلك العمل، الذى قام به عضو منظم فى الحزب الوطنى الذى لا يوجد له أى ارتباط حركى أو تنظيمى بجماعة الإخوان وإن كان هناك ارتباط فكرى وأيديولوجى واضح بينهما، ومحمود العيسوى الذى كان متهماً باغتيال الدكتور ماهر، لم يقل أحد بعد وقوع الحادث أو أثناء المحاكمة التى جرت له إنه ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، فقد كان معلوماً للجميع أنه من الحزب الوطنى القديم، ولذلك تطوع للدفاع عنه أحد أبرز أقطاب الحزب وهو الدكتور على بدوى، عميد كلية الحقوق فى ذلك الوقت.
الماركسيون
أما سليم زكى حكمدار القاهرة فقد اغتيل فى كلية الطب جامعة فؤاد «قصر العينى» على إثر مظاهرة طلابية كبيرة، الثابت أن الذين قاموا بها هم الطلاب الماركسيون الذين يتزعمهم الطالب فؤاد محيى الدين الذى أصبح رئيساً لوزراء مصر بعد ذلك، وكان سليم زكى قد ذهب إلى قصر العينى على رأس قوة عسكرية من رجال البوليس لفض تلك المظاهرة الطلابية الماركسية فألقيت عليه قنبلة من فوق أحد المبانى أصابته مباشرة فلقى مصرعه، ولم يقر أحد من الذين حققوا فى تلك القضية تحقيقاً قضائياً أو تاريخياً أن الإخوان كانوا ضالعين فيها. وحين كنت عضواً بمجلس الشعب عن أسيوط، وكان ممدوح سليم زكى، ابن المرحوم سليم زكى، محافظاً لأسيوط، دار بينى وبينه حوار حول الحادث، وأكد لى ممدوح زكى أن الإخوان أبرياء من دم والده، وأن الطلاب الماركسيين هم الذين اغتالوه.
أما لماذا اغتيل الدكتور أحمد ماهر، فقد كان رئيساً لوزراء مصر أثناء نشوب الحرب العالمية الثانية ووصول معاركها إلى نقطة الذروة، ولهذا استصدر أحمد ماهر قراراً من مجلس النواب بانضمام مصر إلى معسكر الحلفاء ضد معسكر المحور، مما أثار غضب الشباب المصرى فى ذلك الوقت، وكانوا متعاطفين مع المحور ضد الحلفاء. على أمل أن تنتصر قوات المحور بقيادة ألمانيا على قوات الحلفاء بقيادة بريطانيا، الأمر الذى سيضعف قواتها المحتلة فى مصر، فتنسحب من الأراضى المصرية ويتحقق الجلاء، وهو أسمى الأهداف وأغلاها، ولم يكن من المعقول أو المقبول فى نظر أولئك الشباب أن تنضم مصر لتقاتل مع القوات البريطانية وتناصرها وهى التى لاتزال تحتل الأراضى المصرية،
ولهذا اعتبر محمود العيسوى وغيره من الشباب فى أحزاب مصرية كثيرة غير الحزب الوطنى أو الإخوان المسلمين، أن القرار الذى استصدره أحمد ماهر من مجلس النواب بالانضمام إلى صفوف بريطانيا يشكل خيانة عظمى جزاؤها القتل. لهذا السبب الوطنى وحده، ودون أى خلفية إسلامية أو مبررات دينية، أقدم محمود العيسوى على اغتيال أحمد ماهر الذى استصدر ذلك القرار «الخائن» فى نظر الشباب إسلاميين وغير إسلاميين.
كذلك فإن سليم زكى لم يقتل لشخصه، بل قتل كرجل بوليس وجد نفسه فى مواجهة مع طلاب ثائرين، ولو كان أى شخص آخر فى موقعه فى تلك الموقعة لقتل كما قتل سليم زكى. وكانت تلك الفترة من عام ١٩٤٦ تتسم بالثورة والعنف فى الأوساط الطلابية والعمالية.
بداية العنف
أما الحوادث التى قام بها الجهاز الخاص للإخوان المسلمين فقد بدأت بعد القرار الذى اتخذته الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، وقد أثار ذلك القرار الغضب فى نفوس الناس - إسلاميين وغير إسلاميين - ولكن أعضاء الجهاز الخاص للإخوان انفردوا فى التعبير عن غضبهم بالعنف، حين قرروا ضرب بعض المصالح والمشروعات التى يتملكها اليهود فى مصر، مثل شركة الإعلانات الشرقية «جريدة الجمهورية الآن».
اغتيال الخازندار
أما حادث اغتيال الخازندار، رئيس محكمة الجنايات، فقد وقع لأسباب مغايرة للأسباب السابقة. وترجع الأسباب الحقيقية لاغتيال الخازندار ليس فقط للأحكام المشددة التى وقعها على بعض أعضاء الجهاز السرى للإخوان الذين تمكنوا من وضع القنابل فى نادى الضباط الإنجليز، بمعسكر مصطفى باشا فى الإسكندرية، بل لأن تلك الأحكام المشددة التى أصدرها ذلك القاضى اقترنت بأحكام أخرى اعتبرها الإخوان مخففة جداً على أحد الجناة فى قضية مشهورة جداً فى ذلك الوقت وهى قضية «السفاح قناوى».
كان السفاح قناوى متهماً فى عدد من حوادث اختطاف الأطفال وقتلهم بعد الاعتداء عليهم، وقد تكررت تلك الحوادث فى الإسكندرية حتى تم اكتشاف مرتكبها وهو السفاح «قناوى» الذى اعترف بارتكاب تلك الحوادث جميعها. وثبتت عليه التهمة فى محاكمة شدت إليها أنظار المصريين جميعهم..
وكان الناس ينتظرون إعدام ذلك السفاح «قناوى» لبشاعة الجرائم التى ارتكبها، ولكن القاضى الخازندار لم يحكم عليه بأكثر من سبع سنوات فقط، بينما حكم - وفى نفس الجلسة - على أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين وضعوا القنابل فى نادى الضباط الإنجليز، وهى قنابل لم تنفجر، بالأشغال الشاقة المؤبدة أى ٢٥ سنة.

kj1 01-09-2012 07:35 PM

رد: التحايل "الاخوانى"!!
 
«مرسى» يمنح غزة 30 ألف طن سولار

خبير: أتوقع مزيداً من الدعم للقطاع بسبب علاقة «الإخوان» و«حماس»
كتب : شادى أحمدالثلاثاء 28-08-2012 23:18




http://elwatanmedia.sarmady.net/News...660_385931.jpgالرئيس مرسى

قال المهندس عمرو مصطفى، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول، إن الهيئة تلقت تعليمات من الرئيس محمد مرسى بإرسال كميات جديدة من السولار إلى قطاع غزة لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة بالقطاع.
وأوضح «مصطفى» أنه سيجرى إمداد المحطة بـ 30 ألف طن سولار، إضافة إلى الحصة البترولية المهداة من دولة قطر للقطاع، والبالغ وزنها 25 ألف طن سولار، لافتاً إلى أن الشحنات سيجرى توصيلها عبر معبر العوجة بين مصر وإسرائيل، ثم نقلها إلى القطاع عبر معبر كرم أبوسالم، وأشار إلى أن تلك الكميات لن تؤثر سلباً على السوق المصرية، خاصة بعد زيادة إنتاج معامل التكرير المصرية من الزيت الخام.
وأكد نائب رئيس هيئة البترول أن الشحنات ستصل غزة خلال يومين على أقصى تقدير، على الرغم من الحالة الأمنية فى سيناء، التى تشهد حالياً مطاردة من الجيش المصرى للعناصر المسلحة، على خلفية أحداث رفح.
وقال عزيز عفت، خبير بترولى، إن إمداد غزة بالسولار المصرى لن يؤثر على السوق المحلية فى مصر، لأن الكميات الموردة من نوع السولار المخصص لتموين السيارات فى مصر، وليس من الغاز المسال، وتوقع استمرار مصر فى دعم القطاع بقوة نظراً للعلاقة الوطيدة بين جماعة الإخوان وسلطة الحكم فى غزة المتمثلة فى حركة حماس.
ويأتى الدعم المصرى إلى قطاع غزة فى الوقت الذى تعانى فيه مصر من أزمات متكررة فى قطاع البترول، بعد تخفيض الحكومة قيمة فاتورة دعم المنتجات البترولية فى موازنة العام المالى الحالى إلى 70 مليار جنيه، بدلاً من 95 مليار جنيه فى الموازنة السابقة، بخلاف أزمة مالية تواجهها هيئة البترول بعد زيادة مديونياتها للبنوك إلى نحو 80 مليار جنيه، وعجزها عن تحصيل مستحقاتها المالية لدى الهيئات الحكومية البالغة 60 مليار جنيه لدى وزارات المالية والكهرباء والنقل.وقال المهندس أسامة كمال، وزير البترول، إن مصر تستورد بترولاً بقيمة 60 مليون دولار يومياً، وتكلفة الدعم السنوى للمنتجات البترولية وصلت إلى 70 مليار جنيه فى الموازنة الأخيرة، وقد طالبت الحكومة بإعادتها إلى 95 مليار جنيه فى الموازنة الحالية، لكنها رفضت.

kj1 01-09-2012 07:47 PM

رد: التحايل "الاخوانى"!!
 
بالصور.. الفريق عنان يحضر قران نجل اللواء ممدوح شاهين على نجلة ابن عم الكتاتنى.. ويلتقى رئيس مجلس الشعب السابق بقاعة كبار الزوار بـ"الماسة".. المفتى يحرر العقد.. ومشعل وأبوالعينين أبرز الحضور

الجمعة، 31 أغسطس 2012 - 17:58
قران نجل اللواء ممدوح شاهين على نجله ابن عم الكتاتنى
كتب محمد أحمد طنطاوى – تصوير محمود حفناوى
http://www1.youm7.com/images/graphics/igoogle.gif
حضر الفريق سامى عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، حفل عقد قران الدكتور محمد ممدوح شاهين، نجل اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع، على الآنسة إيثار كمال الكتاتنى، وذلك بمقر فندق الماسة التابع لهيئة الشئون المالية بالقوات المسلحة.

ويعتبر ظهور الفريق سامى عنان هو الأول له بعد إقالته من القوات المسلحة وتعيينه مستشاراً للدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، وظهر عنان مرتدياً بذلة مدنية، ورحب به جميع الحضور فور حضوره الحفل، حيث جاء عنان بنفس سيارته التى كانت مخصصة له أثناء الخدمة، وبعض طاقم الحراسة الذى كان يرافقه بما يؤكد عدم صحة المعلومات التى تداولت خلال الفترة الأخيرة حول تحديد إقامة عنان وعدم خروجه إلى الحياة العامة مرة أخرى.

من ناحية أخرى، حضر الحفل العديد من الشخصيات العامة والمسئولين، من بينهم الشيخ على جمعة مفتى الجمهورية، والدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب السابق، والدكتور سيد مشعل وزير الإنتاج الحربى السابق، ورجل الأعمال محمد أبو العينين، ومحمد أنور السادات عضو مجلس الشعب السابق، والشيخ محمد حسان الداعية السلفى، والشيخ محمود حسان، والدكتور عمرو خالد، والفنان محمد ثروت، والإعلامى خيرى رمضان، والإعلامى طارق علام، والدكتور عفت السادات رئيس حزب مصر القومى، والسيد الشريف نقيب الأشراف، والدكتور ممدوح حمزة، ورجل الأعمال رامى لكح، والمنشد الدينى محمود ياسين التهامى،والدكتور محيى الدين الغريب وزير المالية الاسبق والدكتور أحمد الكحلاوى وشخصيات سلفية وإخوانية وصوفية وليبرالية، ومن كافة أطياف المجتمع.

وبدأ الحفل بآيات القرآن الكريم، ثم أدت فرقة الإنشاد الدينى، تلاه عقد القران الرسمى، والذى قام به الشيخ على جمعة مفتى الجمهورية.

وفور انتهاء حفل عقد القران دخل الفريق سامى عنان إلى قاعة كبار الزوار ومعه الدكتور سعد الكتاتنى وأغلق باب القاعة عليهما.

http://www.youm7.com//images/Albumfl...y/images/1.jpg

http://www.youm7.com//images/Albumfl...y/images/2.jpg

http://www.youm7.com//images/Albumfl...y/images/3.jpg

http://www.youm7.com//images/Albumfl...y/images/4.jpg

http://www.youm7.com//images/Albumfl...y/images/5.jpg
هههههههههههههه ههههههههههههه ولا ايام مبارك زواج السلطه و المصالح و احسن من الشرف مافيش


الساعة الآن 12:11 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2025
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017