مصر موتورز مجتمع السيارات - ارشيف الاستراحة 2011

واقع اليوم من قصة ::: الأعمى والبصير وإبراهيم الملوحي
--------------------
حدث أن قتل رجل أعمى آخر مبصراً في حي الصنادقية .. فعنيت الصحف بنشر تفاصيل هذه الجريمة والبحث في أسبابها
أما إبراهيم الملوحي فقد تلقف هذه المفارقة من ناحية ثانية وجعل منها قياساً يحمل عليه كل ما هو سائد في المجتمع يومذاك من أوضاع
يراها مقلوبة معكوسة فيقول في التعقيب على هذه الحادثة :
( إذا أصبح الأمي مُحرراً .. والأعمش مصوراً .. وأصبح الوزير شاكياً .. والمغني باكياً .. وأصبح القاضي مختالاً .. والوصي مغتالاً
وأصبح العالم مخرفاً .. والجاهل مؤلفاً .. وأصبح الأجنبي مدللاً .. والوصي مذللاً .. وأصبح الطاهي مهندساً .. والفقيه مدلساً .. وأصبح الطبيب صوفياً ..
والصيدلي سياسياً .. وأصبح مدير المعارف أعجمياً .. ومفتش المدارس عامياً .. وأصبحت ذوات الأرواق في مقام ذوات الأطواق .. تنشد أشعار الأشواق في الحانات والأسواق
وأصبح خطيب القوم صبياً رقيعاً .. وحامل اللواء غلاماً وضيعاً .. وأصبح المنكر يسمى عرفاً .. والثقل يدعى لطفاً .. وأصبح الأحمق يسمى رشيداً
والألمعي يدعى بليداً .. وأصبح عميد الشيطان يتعبد ويتهجد .. واسم المسلم " خريستوفوروس " بعد أحمد .. وأصبح التزوير صناعة .. والنفاق بضاعة
وأصبح الدعي حسيباً ونسيباً وكف العارف بالله في الحضرة خصيباً والمريد له في الخلوة شكيباً والمراد من أمرهما شيئاً عجيباً .. وأصبح الزاهد مرابياً والعابد محابياً
وطالت الأرض السماء سفاهة .. وفاخرت الشهب الحصى والجنادل .. وقال السها للشمس : أنت ضئيلة .. وقال الدجى للصبح : لونك حائل .. فليس من غريب المقادير .. أن يفتك الأعمى بالبصير !

منقول
http://toocool6.blogspot.com/