مصر موتورز مجتمع السيارات

مصر موتورز مجتمع السيارات (https://www.masrmotors.com/vb/index.php)
-   ثورة الحرية 25 يناير (https://www.masrmotors.com/vb/forumdisplay.php?f=177)
-   -   مخطط تصفيه الثوره ,, (https://www.masrmotors.com/vb/showthread.php?t=76878)

silverlite 20-05-2013 08:42 AM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
جنودنا مقتولون ومخطوفون ومعتصمون


ابراهيم عيسى


محمد مرسى يُنهِى الحكم المصرى لسيناء..
أن يتفاوض مع إرهابيين أو تنظيمات متطرفة أو حتى أهالٍ لاستعادة جنودنا المخطوفين فهذا معناه أن أى مواطن فى سيناء له حاجة أو عنده طلب أو متضايق من الحكومة شوية يروح يخطف جنديا ويتفاوض عليه.
إن التفاوض الذى يديره مرسى وقيادات الإخوان يضرب هيبة الدولة فى مقتل ويهين الجيش والداخلية، فالتفاوض مع إرهابيين -إلا لو كان لدى مرسى وصف آخر يصف به مَن يخطف جنودًا فى الجيش والشرطة- يتم دون علانية أو شفافية، فتغيب الرقابة الشعبية تماما ولا يعرف أحد حجم التنازل أو الشروط التى يمليها هؤلاء الخاطفون والهروب من العقاب، ثم هناك فارق واسع بين خطف جنود بأيدى أعدائك، حيث يصبحون أسرى، وبأيدٍ فى بلدك فيتحولون إلى رهائن.
هذه المشكلة الأعمق، أن سيناء منطقة خالية من السيادة المصرية الآن، وقد تحول الجنود المصريون بهذه الحادثة الأخيرة إلى رهائن مرشحين يوميا للخطف فى هواية جديدة لأعضاء التنظيمات المتطرفة التى ترعاها سياسة مرسى وتقف الأجهزة الأمنية عاجزة أمامها بشكل مقيت ومحزن ومُخْزٍ.
إن التعاطف والتضامن والدعم لجنود معبر رفح الذين اعتصموا احتجاجا على خطف زملائهم (وما يستتبعه من مفاوضات على دم جنودنا) واجب وكامل، فلم يعد عند هؤلاء خرم أمل فى تغيير سياسة الفوضى العارمة التى يدير بها حكم مرسى سيناء، كأنه يقودها إلى أن تكون شبه جزيرة فى شبه دولة. إذن السؤال الهائل المؤلم الذى يطلقه اعتصام الجنود هو: مَن يحمينا؟
دَعْك من أن مرسى كذلك لم يُوفِ بوعده -ومتى أوفى بوعده؟ هذا رئيس يَعِدُ كى لا يفى- حين شخط فى جنود جلبهم أمامه يومها وزعم أنه يقود العملية «نسر» بنفسه لتطهير سيناء من الإرهابيين وجلْب قتلة الستة عشر جنديًّا المغدورين، لكنه كالعادة نسى وتناسى وفشل ولم ينشغل بالاعتذار إلى شعبه ولم يستردّ حق قطرة دم لجنودنا، واكتفى بأن تكون جثامينهم ثمنا لطرد طنطاوى وعنان من مناصبهم، كأن قتل أبنائنا الجنود لم يكن له هدف إلا إقالة طنطاوى!

silverlite 20-05-2013 08:54 AM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
سلمى صباحى: افتكرونى دراع أبويا.. لاقونى ضهره المستقيم


http://tahrirnews.com/images/Section...ين%20صباحى.jpg

التحرير


حسيت بوجع المظلومين واكتشفت إن الظلم بيقوِّى وتذكرت صمود أمى بجوار أبى

بعد ساعات من إخلاء سبيل سلمى صباحى من مقر نيابة العجوزة، كتبت على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» تدوينة بعنوان «السر» تحكى فيها تجربتها خلال الأيام السابقة.
السر..
السر.. إنى حسيت إن ربنا بيحبنى أوى، ابتلانى ونصَفْنى.
السر.. إنى ذقت جزءا من الظلم اللى ذاقه أبويا.
السر.. إنى كنت باشوف صمود أمى أياما وشهورا لما كانوا بيعتقلوا أبويا.
السر.. إنى بعد 6 سنين جواز اكتشفت فى أشرف حاجات جديدة واتأكد شعورى إنه هدية ربنا لىّ..
السر.. إن المحامين العظماء حامد جبر ومحمد منيب «عمامى» اللى اتولدت وسطيهم وكبرت قدامهم دافعوا عنى بقلب الأب ولما رجعت البيت خدونى فى حضنهم وبكوا من فرحة رجوعى.
السر.. إن كل المحامين الكبار الأعزاء أصدقاء أبويا واللى بيعتبرونى زى بنتهم دافعوا عنى متطوعين وبقلب صادق جدا.
السر.. إن المحامى المحترم خالد أبو بكر ظهر فى حياتى فجأة ليلة التحقيق سمع قصتى وطلب منى أعمله توكيل عشان يقف جنبى تطوعا منه وما سابنيش لحظة..
السر.. إن صحابى الجدعان «بنات ورجالة» كانوا واقفين طول الأيام فى النيابة وقدام القسم بس عشان يحسسونى إنهم جنبى..
السر.. إنى اكتشفت عظمة حب الناس ودعواتهم الصادقة كانت بتوصلنى وأنا لوحدى فى الحجز.
السر.. إن ظباط قسم العجوزة كلهم باختلاف الرتب كانوا بيتعاملوا معايا «كإنسانة».
السر.. إن ملازم أول أصغر منى بكام سنة من القسم قاللى «لما كنت فى ثانوى كنت بتابعك فى برنامج شبابيك وأحس إنك أختى، أنا واثق إنك بريئة».
السر.. إن رئيس ووكلاء نيابة العجوزة فى منتهى الاحترام.
السر.. إن رئيس نيابة العجوزة رجل عنده ضمير مهنى حقيقى بعد تحقيقات استمرت 3 أيام وبعدما كتب مذكرة تفيد إنى مجنى علىّ ولست مدانة جه القرار بالحبس قال لى «أنا باعتذر لك».
السر.. إنى لما رجعت البيت كنت مشتاقة أوى لحضن «حلم» بنتى ولما حضنتها لقيتها اتعلمت جملة جديدة «وحشتينى يا ماما».
السر.. إنى عرفت قيمة سريرى.. وإنى بعد 5 أيام من غير نوم نمت لمدة 6 ساعات فيهم البركة ولما صحيت لقيت 654 ميسد كول و76 رسالة بيباركولى..
السر.. إنى لقيت اسمى «ستاتس» على الفيسبوك وأكتر من 30 مقال بأقلام كبار الكتاب عنى فى الجرايد وآلاف التويتات بتدعمنى..
السر.. إنى حسيت بوجع المظلومين.
السر.. إنى اكتشفت إن الظلم بيقوى.
السر.. فى سبحة «الطاهر» عمر طاهر.
السر.. فى الآية الكريمة «لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين» اللى كتبتها على جدران الحجز عشان أى حد يدخل الحجز ده يقراها.. سحر..
السر.. إنى لقيت الوقت اللى افتكرت فيه كل حاجة حلوة ربنا أكرمنى بيها فى حياتى ولقيت نفسى محظوظة جدا بالأهل والأصحاب والأحبة..
السر.. إنى لما افتكرونى دراع أبويا عشان يلووه.. لاقونى ضهره المستقيم اللى مايتحنيش..
السر.. إنى افتكرت لما كان أبويا بيقعد معايا بالليل فى البلكونة أغنيلُه «حبيبتى من ضفايرها طل القمر» وهو يقرالى شعر من ديوان محمود درويش «لماذا تركت الحصان وحيدا» ودايما كانت تشغلنى جملة فى القصيدة دى عرفت معناها دلوأتى «مثلما كنت تحملنى يا أبى»..
ببساطة..
السر.. إنك تعرف تشوف «المنحة» المستخبية فى قلب «المحنة»..
أحمدك يا ربى يا حبيبى يا سندى.. وأشكر كل حد وقف معايا وردّ غيبتى ودعالى وساندنى..
سلمى صباحى

silverlite 20-05-2013 09:17 AM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
سم العقارب..


وحيد حامد


هى حكاية خيالية بالطبع، يعرفها الصغار والكبار وتُحكى دائماً كبرهان ودلالة على الغدر الذى سكن فى داخل بعض المخلوقات حتى صار جزءاً منها، وعن الخيانة عندما تصير السلوك والمنهج الدائم، وعن خسة الطباع وسفالة القصد.
تقول الحكاية باختصار:
إن العقرب أرادت أن تعبر النهر إلى الشاطئ الآخر، ولأنها لا تعرف السباحة فقد لجأت إلى ضفدعة، وطلبت منها أن تحملها على ظهرها، وتسبح بها حتى تصل إلى الشاطئ الذى تريد الوصول إليه..؟ إلا أن الضفدعة لم توافق، وأعلنت عن سبب رفضها حيث إنها تخشى على حياتها، فهى تعرف طباع العقارب وقد تغرس ذنبها وتزرع سمها فى جسدها وهى راقدة عليه أثناء السباحة.!! إلا أن العقرب كان لديها منطق الشيطان ودهاء القاتل المحترف، حيث قالت للضفدعة.. كيف يحدث هذا؟ فلو فعلت ذلك الفعل وغدرت بك فسوف تموتين بالسم وأموت معك بالغرق.. سلامتك هى الضمان لسلامتى وليس من المعقول أن أقتلك وأقتل نفسى معك..!! وعليه وافقت الضفدعة وصعدت العقرب على ظهرها وبدأت رحلة العبور إلى الشاطئ الآخر.. وفى منتصف المسافة لدغت العقرب الضفدعة لدغة الموت.. صرخت المسكينة من الألم والسم يسرى فى جسدها.. ليه كده يا عقربة..؟ قالت العقرب فى خسة وسفالة.. هذا طبعى ما أقدرش أغيره.
وهكذا جماعة «الإخوان المسلمين» التى تحكم مصر الآن.
لو أن إسرائيل حاربت مصر وانتصرت عليها فى خمس حروب متتالية لما حققت هذه النتائج الباهرة فى ظل حكومة الإخوان
لو أن إسرائيل حاربت مصر، وانتصرت عليها فى خمس حروب متتالية، لما كانت تحقق لنفسها هذه النتائج الباهرة فى ظل حكومة الإخوان.. تنعم بالسلام والطمأنينة والأمان،، وتتوسع فى الضفة، وتنشئ المستوطنات الجديدة... وتقوى اقتصادها.. وتطور صناعتها، وتحسن من زراعتها، وتزحف زحف الأفاعى داخل القارة الأفريقية التى أهملنا شأنها فأهملتنا، وتركناها حيث تلقفها إسرائيل دون معاناة.. كانت أفريقيا معنا فأصبحت بعيدة عنا.. والأحمق الغبى هو الذى لا يدرك أن مصالح مصر الحيوية فى أفريقيا وليست فى أمريكا الجنوبية، ومرة أخرى لو خسرت مصر خمس حروب متتالية، فسوف يكون حالها أفضل بكثير مما هى عليه الآن.. الآن تعيش حالة الدولة المحتلة المهزومة التى تم تدميرها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ونفسياً وأخلاقياً.. أما الانهيار الأمنى، فهو الذى يحتل المركز الأول، وأشهد، ويشهد معى كل الناس أن مصر المحروسة لم تشهد فى تاريخها القريب والبعيد هذا الهوان والانكسار وعدم القدرة على الفعل، وكلها أمور تسيطر على جهاز الشرطة فى ظل حكم الإخوان وكأنهم يريدونها دولة فوضوية غير قادرة على فرض الأمن بالقانون.. وأنا أعجب أشد العجب طالما أنهم يحكمونها فعلا وكوادرهم المدربة والفعالة تغلغلت فى جسد الدولة لماذا يعملون على خرابها المستعجل ولصالح من يعملون، ولاسيما أننا مقبلون على تنفيذ مشروعات جهنمية يتم الترويج لها على أنها تحمل الخير لمصر؟! بينما الحق والحقيقة عكس ذلك تماماً. أن مشروع إقليم قناة السويس المطروح حالياً فى المزادات الإخوانية لبيع مصر.. هو أول خطوة خبيثة لتقسيم مصر ورهن قناة السويس وعزل شبه جزيرة سيناء بكاملها عن جسد الوطن، حيث يسهل ابتلاعها عندما يبدأ تنفيذ مشروع غزة الكبيرة.. وكارثة الصكوك المزمع طرحها هى ببساطة تعنى بيع أصول الدولة..!! وكأنها خطة محكمة لذبح مصر على الطريقة الإخوانية.. والجماعة تمضى فى تنفيذ كل ما تريد بكل صلافة واندفاع دون أى معارضة.. الرئيس إخوانى يسمع ويطيع.. مجلس الشورى إخوانى يسمع ويطيع - رئيس الوزراء ومعه الوزراء كلهم إخوان وعليهم السمع والطاعة، حتى وزارة الداخلية عادت إلى طباعها الأصيلة وأصبحت فى خدمة النظام كالعادة.. ويبدو أن شعار الشرطة الحقيقى هو «اللى يتجوز أمى يبقى عمى» وليس «الشرطة فى خدمة الشعب».. ومن هزليات وزارة الداخلية الأخيرة البيان الذى أصدرته والذى يقول إن ملفات سجن وادى النطرون ليس فيها أى إثبات على أن «مرسى» كان أحد نزلائه.. وصدق من قال «الكدب ملوش رجلين» فالرجل اعترف بصوته وصورته بوجوده داخل السجن، وأنه هرب مع الهاربين، فمن غير المعقول أنه كان محبوساً فى إحدى «غرز» الصحراوى القريبة من السجن.. إنه الكذب الفاضح والضلال المبين.. ولكن «هيه جت على دى؟».. ما علينا..!
المهم جداً أنه آن الأوان لكشف المستور والتفتيش فى باطن الأرض عن الحقائق المدفونة، التى يريدون لها أن تتحلل وتتآكل، لابد أن يعرف أهل مصر كيف ابتلينا بهذه البلوة، وأصبحت «أمنا الغولة» هى التى تحكم، وتستبد، وتطغى، وباعتبارى مؤلفاً وكاتب سيناريو، فمن حقى أن أسرد الأحداث والوقائع كما أراها، وكما يفرضها المنطق، ولاسيما أن اللعبة كانت بين الطيب والشرس والقبيح، ودعونا نعش الأحداث كما وقعت.. خاصة أن الذين يعرفون الحقيقة أغلقوا أفواههم تماماً ربما لأن على رأسهم بطحة أو نظراً لإحساسهم بالذنب الكبير الذى يجب أن يحاسبوا عليه.. ولأن الأوطان هى الباقية والأشخاص زائلون فعلينا أن نكشف ونعرى الذين خانوا والذين تآمروا والذين أهملوا.. والذين تم ابتزازهم وأيضاً الذين تم إرهابهم إلى جانب الهلافيت من عشاق السلطة الانتهازيين الكبار والصغار، وحتى عواجيز الفرح الذين يمضغون الذكريات.. وتبدأ وقائع السيناريو.
أول من ساند الإخوان بقوة وصنع لهم أرضية طيبة فى الشارع المصرى هو «حسنى مبارك» بنظامه المهلهل المأفون المتغطرس وحزبه الوطنى الفاسد.. التدهور والتدنى جعلا مساحات السخط والغضب تزداد، وتتسع فى نفوس الناس جميعاً.. كانت الجماعة تستثمر هذا الخط لصالحها، وكانت تزداد، وتتوسع دون أى مجهود وكان هناك اتفاق غير معلن بينها وبين النظام، بحيث يكون لها بعض ما تريد، وليس كل ما تريد، وظن مبارك أنه أمن شرهم وضمن سكوتهم عنه وعن نظامه.. وهذه حسابات خاطئة تماماً.. صحيح أن رموز الجماعة كانت أياديهم فى أيدى رموز النظام والحزب.. وحتى آخر لحظة كانت الجماعة مع مبارك ونظامه.. ولكن فى لحظة انتصار الثورة تواجدت الجماعة بكل خبثها وسمها القاتل وأخرجت ثعابينها وحيّاتها وكل الهوام التابعة لها، ولقد قررت السطو على الثورة مبكراً وبطريقة منهجية وخطة مدبرة بإحكام، ولا أجد نفسى مخطئًا إذا قلت إن مبارك تخلى عن العرش وهو يتبع وينفذ سياسة الأرض المحروقة، حيث سلم السلطة للمجلس العسكرى، وكأنه لا يريد لمصر خيراً.. صحيح أن البلد بكاملها كانت كقدر الماء المغلى، والفوضى سائدة فى بشاعة وحشية بعد فتح السجون فى توقيت واحد.. وحرق أقسام الشرطة أيضاً فى وقت واحد وتدمير الجهاز الأمنى بالكامل وذلك كله لم يكن بفعل الثوار وإن شارك فيه البعض منهم دون أن يدرى أن الجماعة تفسح الطريق لنفسها، وقد علمنا أن الذين هاجموا السجون، وحطموا أسوارها، وأخرجوا مساجينها هم عناصر مدربة غير مصرية، ولديها الخرائط والمعلومات والقوة سواء فى قتل الأبرياء من الحراس أو تدمير المنشآت و«بالمناسبة ضمن الذين هربوا هو الدكتور مرسى العياط نزيل سجن وادى النطرون ليس بصفته زعيما إخوانياً ولكن على ذمة قضية تخابر لصالح دولة أجنبية هى أمريكا، ولعل ذلك يفيدنا عندما نكشف عن علاقة أمريكا بالجماعة» ويجب أن نعترف صراحة بأن الجماعة أمسكت بزمام الأمور، وأصبحت توظف جماهير الثورة لخدمة «أهدافها»، ورغم سقوط مبارك النهائى الذى لا رجعة فيه.. فإننا شاهدنا على الحوائط شعار «الثورة مستمرة» وهو شعار حمال أوجه، مثلاً هناك من يرحب به، على اعتبار أن إعادة بناء مصر من جديد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وإنسانياً وأخلاقياً يحتاج استمرار الثورة والعمل بروحها لسنوات وسنوات.. إلا أن الجماعة كانت توظف الشعار لخدمة أهدافها وهى التخلص من خصومها وإزاحة كل من ترى أنه سيعترض طريقها.. فكانت الثورة مستمرة لإزاحة الفريق أحمد شفيق من رئاسة الوزراء، على اعتبار أنه تلميذ الشيطان «مبارك» وفلول.. و.. و..
يذهب شفيق ويأتى عصام شرف فى احتفالية ميدانية خادعة روج لها الإخوان والجماعات التابعة لها والتى تمارس نشاطها تحت مسميات أخرى، بالإضافة إلى النخبة المضللة، وثوار المصلحة الذاتية الذين بذلوا أقصى ما لديهم من جهد حتى يحصلوا على زعامة شعبية وسياسية، وفى سبيل تحقيق هذه الزعامة لوثوا عقول الناس بالخداع والثرثرة والمنطق الغلوط وأقولها بكل الموضوعية أن عدد الحمقى والمغفلين كان أكثر بكثير من عدد العقلاء.. وهكذا دخلت جماعة الإخوان إلى سدة الحكم برجلها اليمين.. وهتف «البلتاجى» فى الميدان وهو يرفع يد عصام شرف.. لقد اختار الميدان رئيس الوزراء.. هتاف.. وتكبير..
■ المجلس العسكرى الموقر.. وأنا شخصياً أعتقد أنه خان الأمانة أو أنه لم يقدر على حفظها.. والحقيقة الثابتة هى أن العلاقة بين الشعب والجيش كانت على أحسن ما يكون، وكان فى إمكان المجلس العسكرى أن ينطلق بمصر إلى بر الأمان.. لو أنه وضع مصر أمام عينيه، ولكنه للأسف لم يفعل ذلك.. لقد جعل من نفسه الحكم فى مباراة مصارعة حرة وجماعية، حيث غابت مصر عن أعين الجميع وتفرغ المصارعون لقتالهم الشرس.
زعماء التيار المدنى بكل أطيافه مزقتهم النرجسية والانتهازية والأطماع الشخصية.. والانتفاخ الذاتى، حيث تصور البعض منهم أن فى داخله زعيماً ورئيساً وقائداً وكلما التف حوله عشرة أشخاص رآهم جموعاً غفيرة.. وجميعهم كانوا نجوم السيرك الإعلامى يقدمون ألعابهم على الشاشات المختلفة، وتركوا الإخوان يتسللون إلى المجلس العسكرى، بوصفهم المستشار والناصح الأمين.. وهذه سقطة المجلس العسكرى الذى زعم أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع، بينما قادة الجماعة هم ساعده الأيمن.. وعندما تم كشف الأمر كان التبرير أن المجلس يسمع من الجميع وقد يكون هذا صحيحاً.. وهو يسمع من الجميع فعلاً ولكنه ينفذ ما يسمعه من الإخوان.. كانت الصدمة المبكرة هى تشكيل لجنة تعديل الدستور أو الإعلان الدستورى الأول، برئاسة المستشار «البشرى»، حيث انتشرت رائحة الجماعة فى الهواء بكثافة تزكم الأنوف.. وكان الإعلان الدستورى الذى افرزته هذه اللجنة محبطاً ومختلفاً عليه ويمهد للدولة الدينية.. ولا أحد يدرى حتى الآن لماذا ولأى سبب احتضن العسكر الإخوان فى لطف ومودة وتعاون مشترك؟.. حتى إنه انتشرت تساؤلات عديدة ومريرة.. هل العسكر إخوان؟.. المؤكد أن داخل المجلس العسكرى من كان يساند الإخوان بقوة، ولأن العلاقة كانت طيبة وحميمة بين الشعب والجيش، وكان الشعار السائد «الشعب والجيش إيد واحدة» فإن دوام هذا الأمر من شأنه أن يعطل مشروع الجماعة فى ابتلاع الثورة وأيضاً هضمها، فكان لابد من إنهاء هذه العلاقة مهما كان الثمن.. وبدلاً من شعار الشعب والجيش إيد واحدة الذى تلاشى واختفى وحل محله «لا لحكم العسكر» وكلنا يذكر الأحداث المؤسفة والتى سببت ضحايا وشهداء، حيث ذهب الاتهام مباشرة إلى الجيش الذى هو برىء من أى دم أريق وأن القتلة، هم نفس القتلة، والمؤسف أن المجلس العسكرى كان يعرف ذلك ولكنه كتم الأمر لأسباب لا نعلمها وترك الشارع يشطط غضباً وسخطاً على حكم العسكر الذى يتفق عليه الجميع.
كانت ميليشيات الجماعة تملأ الحوائط والجدران بشعار «لا لحكم العسكر».. بينما قادة الجماعة هم والعسكر يد واحدة.. وهكذا صار المجلس العسكرى هو الضفدع الساذج الذى حمل العقرب فوق ظهره.. ولو أن هذا المجلس العسكرى انحاز للوطن ما كنا وصلنا إلى ما نحن عليه الآن..
أمريكا.. هى وريثة الاحتلال والنفوذ الإنجليزى فى الشرق الأوسط.. والإنجليز هم الذين عملوا على إنشاء جماعة الإخوان المسلمين، بالاتفاق مع الملك عبدالعزيز، ملك السعودية، وهم أول من أسسوا رذيلة الصراعات الدينية داخل الشعوب بحيث تتمزق وحدة الشعب الواحد وينقسم إلى طوائف متصارعة وبهذا يتمكنون من السيطرة على هذه الشعوب المنهكة فى صراعات طائفية وعقائدية.. وحتى لا نذهب بعيداً علينا أن نلقى نظرة سريعة على ما جرى فى لبنان والعراق ويجرى فى سوريا الآن.. الوريث الأمريكى له مصالحه القوية التى تحمى اقتصاده وأمنه وفرض سيطرته الكاملة على دول المنطقة حتى تكون فى جعبته.. احتلال بلا جنود.. ولا شك أن النظام السابق كان داخل الجعبة الأمريكية تماماً وأيضاً يساهم ويساعد، وإن كان يظهر فى بعض الأحيان رفضاً أو استياء باهتاً ومتهافتاً.. شأنه شأن دول المنطقة بالكامل!!.. فلماذا التخلى عن نظام هو داخل الجعبة الأمريكية وإحلال نظام بديل وأيضاً داخل الجعبة الأمريكية.. والمسألة ببساطة شديدة مثل تغيير «بوجيهات» السيارة أو تغيير البطارية، ولأن الجماعة هى التى ذهبت إليها راكعة وهى تقدم فروض الولاء والطاعة.. أقسمت قسم الولاء والطاعة لأمريكا.. أى أن إسرائيل تكون فى الحفظ والصون ولا أحد يقترب منها حتى لو حولت المسجد الأقصى إلى ملهى ليلى.. ومن الهزليات التى تتوالى الدعوة إلى عمل مظاهرة على الحدود الإسرائيلية تهتف ضد إسرائيل. تحرير القدس انتهى إلى مجرد مظاهرة.. واختفت بل ضاعت الحناجر التى تصرخ «شهداء بالملايين على القدس رايحين».. أين ذهبوا؟.. أين الداعية الإسلامى «فنى اللاسلكى»، الذى كان يتصدر المشهد الإخوانى.. أين «مسيلمة الكذاب» المصرى الذى يملأ الدنيا صخباً وضجيجاً وثرثرة.. أين القيادات الإخوانية التى تاجرت بالقضية الفلسطينية سنوات وسنوات.. ولماذا تحولت القردة والخنازير إلى غزلان!؟.. لكل هذا فإن أمريكا هى الراعى الرسمى الداعم للجماعة وتعمل جاهدة على تثبيت وجودهاوتقدم لها كل العون والمساندة وليحترق الشعب المصرى، لأن الغباء الأمريكى قديم وأصيل والذى يدفعها إلى عداء الشعوب طالما أن الأنظمة فى جعبتها...!!
■ الخلايا النائمة.. من المعروف والثابت أن الأسس التى قام عليها تنظيم الجماعة منذ النشأة يندرج تحت ما يطلق عليه التنظيمات الإجرامية والإرهابية والذى يحقق للجماعة أهدافها وأغراضها غير المعلنة، وهذه الأهداف هى الأصل فى نشأة الجماعة، وعندما أراد «حسن البنا» التعريف بجماعته، قال عنها «الإخوان دعوة سلفية، طريقة صوفية، هيئة سياسية، جماعة رياضية، رابطة ثقافية، شركة اقتصادية، فكرة اجتماعية»، والذى يعى ويدرك هذا التعريف يعرف أن الرجل كان يتحدث عن دولة بكاملها، وعليه لجأت الجماعة إلى زرع الخلايا من شبابها وكوادرها العاملة فى جسد الوطن بكامله دون أن يكشفوا عن هويتهم الحقيقية، وتم اختراق الأحزاب والجامعات والمصالح الحكومية والشركات والوزارات، ويكفى أن قاتل أحمد ماهر باشا، والمحسوب على الحزب الوطنى أيامها، هو أصلاً من جماعة الإخوان، هؤلاء الذين يعملون فى الخفاء على طريقة أحقر الجواسيس والخونة.. وما حدث عندما قررت الجماعة السطو على الثورة أنها اعتمدت اعتماداً كبيراً على هذا الطابور الخامس المتغلغل فى جسد البلاد، تغلغل الدود فى تفاحة تالفة.. عملوا على تخريب عقول الناس.. وجاهدوا فى سبيل تشويه كل خطوة نحو ديمقراطية فعلية، وعملوا على تخريب الثورة وتشويه رموزها من شباب وشيوخ، وانتشرت الكتائب التى تعلن حبها وعشقها للإخوان مع التأكيد أنهم ليسوا بإخوان، وكان للطابور الخامس الدور الأخطر فى تزوير الإرادة الشعبية والعمل على هدم الوحدة الوطنية. ولذلك لا أندهش كثيراً عندما تطل علينا شخصيات خرجت علينا من قلب الشقوق، لا نعرف عنها شيئاً، لتتولى زمام الأمور فى الدولة الإخوانية.. من كان يتخيل أن يكون للجماعة رجال داخل المحكمة العليا وداخل اللجان الانتخابية وجميع أجهزة الدولة المهمة والحيوية يتجسسون عليها ويبثون سمهم فى مفاصلها.. والآن نراهم وزراء ومحافظين ومسؤولين كباراً يعملون على أخونة مصر فى العلن بدلاً من الخفاء.
■ النخبة المأخونة.. حسن النية غير مقبول فى حالة الخطأ الجسيم.. وجرائم الغباء السياسى لا تغتفر وليس لها توبة ولا يجوز فيها الندم.. والأنانية هى أم الشرور، والغرور هو الأب الروحى للفشل.. وشهوة الشهرة هى مصيبة النفس البشرية، ربما تأخذ صاحبها إلى الضياع أو الجنون.. فما بالكم بشهوة «المنصب السياسى».. كل هذه الخبائث اجتمعت فى نخبة مأخونة عشقت الجدل والنقاش والثرثرة وطرح النظريات السياسية الساقطة والواهية اختلفوا مع بعضهم البعض.. الحصان أمام العربة.. أم العربة خلف الحصان؟ أصدقاء فى الظاهر وخصوم أشداء فى داخل نفوسهم.. كانوا يتعاركون على قطعة الجبن عراك القطط حتى قفز عليها القرد وخطفها.. والمؤسف المحزن حقاً وصدقاً أن هذه النخبة المأخونة مازالت على حالها، لم تحس بألم الهزيمة، ولم يدركوا أنهم سبب انكسار الأمة.. وأيضا لم يدركوا أنهم أصبحوا وجوهاً غير مرغوب فيها بعد أن فضحوا أنفسهم بأنفسهم، وكشفوا عن ضحالتهم السياسية والفكرية وعجزهم عن إدراك الصواب، وفى لعبة السياسة دائماً الخاسر يخرج.. بل يحترق تماماً.. وهذه النخبة المأخونة يجب أن ترحل تماماً برفقة أعوانها وتترك الساحة لدماء جديدة وعناصر وطنية خالصة تملك القدرة على العطاء المخلص للوطن.
■ والآن الجماعة تحكم.. وهنا يقفز فى رؤوس كل من لديهم عقل ومنطق.. طالما أن الدولة صارت لكم فلماذا تخربوها؟ لماذا تقذفون بها من أعلى قمة الجبل؟ أتفقد شوارع المدينة وأرى على أكثر من مبنى عبارة «تصريح هدم»، ويبدو أن هذه العبارة هى منهج الجماعة فى حكم مصر.. عند نشأة الجماعة قال حسن البنا «أيها الإخوان.. أنتم لستم جمعية خيرية، ولا حزباً سياسياً، ولا هيئة موضوعية الأهداف محددة المقاصد، ولكنكم روح جديدة تسرى فى جسد الأمة» كلام إنشائى قد يحدث رنيناً لا يفيد.. ولكن أين الخطة وأين البرنامج.. وعندما سألوه عن البرنامج قال «ولم البرنامج..؟ إنه يفرقنا.. القرآن دستورنا والرسول زعيمنا»، وهى مناورة بارعة، حيث أقحم القرآن والرسول فى شأن دنيوى وسياسى بحت.. والآن إذا سألنا المرشد الحالى ما هو البرنامج؟ فما هى الإجابة؟ واقع الحال أن مصر تسير نحو الأسوأ، لدينا دستور كارثى، أسوأ ما فيه أنه يمهد لزرع الطائفية فى جسد الوطن.. لدينا اقتصاد منهار يدار بفكر البقالين وتجار الملابس وأصحاب الجمعيات الخيرية، مصانع أغلقت.. وأصحاب حرف ضربتهم البطالة ومزارع خربت ومحال أفلست حتى إن الفقر صار يسير فى كل مكان منتشياً ومتبجحاً.. ومصر كلها تتسول.. فقر تلازمه الفوضى العصبية وضيق الأنفس، فى شارع السير فيه متوقف من شدة الزحام والتكدس، رأيت أحد الكناسين الذين أصبحوا كلهم متسولين وهو يمارس مهنته بحكم وجوده الشرعى فى الشارع، كان فجاً ورخيصاً ومقززاً ولحوحاً ولا ذرة كرامة لديه.. الأمر الذى دعانى أن أقول له.. عيب كده.. مش للدرجة دى.. وإذا به يتحول إلى شخص شرس ساخط وصرخ فى وجهى: «الرئيس مرسى ذات نفسه بيشحت.. ماتروح تقول له عيب».
ولا أنا أو غيرى يستطيع منع مرسى من التسول الذى يفرضه على نفسه وعلينا، ولكننا جميعاً نستطيع منعه هو وجماعته والقتلة الذين يتحصن بهم من بيع أى قطعة أو جزء من أرض مصر بأى طريقة أو وسيلة وخاصة أرض سيناء، وأنا أستنهض الشعب المصرى من الجنوب إلى الشمال أن يتذكر أبناء مصر من رجال وشباب الذين استشهدوا فى سيناء منذ حرب عام 1948 وحتى شهداء شهر رمضان الماضى.. إن رفات شهداء مصر تحللت فى رمال سيناء، وأصبحت هى الأرض والوطن.
إننا أمام نظام حكم فاشى مستبد صعد إلى السلطة فوق عتبات جهنمية الأصل، فيها التزوير والخداع والبطلان والتآمر المفضوح وفرض الأمر الواقع بالإرهاب سواء من الجماعة أو حلفائها من القتلة والإرهابيين مشعلى الحرائق فى الماضى القريب والحاضر التعيس.. إن جماعة الإخوان تعيش الكذبة التى صنعتها وتحاول أن تفرضها علينا حقيقة ثابتة، الله عز وجل يقول فى محكم كتابه «ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار»، وقوله عز وجل «ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون» وفى حديث متفق عليه لرسولنا الكريم يقول «إنه سيكون بعدى أمراء من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منى ولست منه»، وعلينا نحن أهل مصر أن نخرج جميعاً لتحرير الوطن من هذا الاحتلال الشيطانى البغيض الذى يسير بنا نحو الخراب والدمار.. وعلينا أن نتذكر حديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام «سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه.. فقتله..» والله المستعان.

silverlite 20-05-2013 10:00 AM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
في حضرة الجبرتى


بلال فضل


يعلمنا التاريخ أن الفقراء كانوا دائما أقوى سلاح يلجأ إليه الحاكم المستجد عندما يرغب في توطيد دعائم عرشه، لكنه أيضا يعلمنا أنهم أخطر كوابيس الحاكم وأعدى أعدائه والمسمار الأخير في نعشه، لكن الحاكم الغبي يدرك دائما ذلك بعد فوات الأوان.

يروي المؤرخ المصري العظيم عبد الرحمن الجبرتي في الجزء الاول من تاريخه عن ثورة جياع عنيفة شهدتها القاهرة في منتصف شهر المحرم سنة 1107 (ما يوافق 26 أغسطس 1695) بدأت وقائعها عندما «اجتمع الفقراء والشحاذون رجالا ونساء وصبيانا وطلعوا إلى القلعة، ووقفوا بحوش الديوان،وصاحوا من الجوع فلم يُجِبهم أحد، فرجموا بالأحجار، فركب الوالي وطردهم»، وعندما أدرك الفقراء أن الصياح ورجم الحجارة لم يكن كافيا لإقناع الحاكم بجدية مطالبهم، قرروا أن يفعلوا ما هو أجدى، فنهبوا مخازن الغلال الحكومية والمخازن التي يمتلكها كبار التجار أيضا، ووزعوا ما بها من فول وشعير وأرز وقمح على بعضهم، لتشهد البلاد بعدها أزمة غلاء حادة، «وحصل شدة عظيمة بمصر وأقاليمها، وحضرت أهالي القرى والأرياف، حتى إمتلأت منهم الأزقة، واشتد الكرب حتى أكل الناس الجيف، ومات الكثير من الجوع، وخلت القرى من أهاليها، وخطف الفقراء الخبز من الأسواق، ومن الأفران، ومن على رؤوس الخبازين، ويذهب الرجلان والثلاثة مع طبق الخبز يحرسونه من الخطب وبأيديهم العصى، حتى يخبزوه بالفرن، ثم يعودون به».

نجحت ثورة الجياع بعد 12 يوما فقط في عزل الوالي الذي ظن في البداية أن طرده للفقراء كافٍ للسيطرة على غضبهم، وفي يوم 17 صفر تولى الحكم الوالي الجديد إسماعيل باشا، «ولما استقر في الولاية ورأى ما في الناس من الكرب والغلاء، أمر بجمع الفقراء والشحاذين، وأمر بتوزيعهم على الأمراء والأعيان، كل إنسان على قدر حاله وقدرته، وأخذ لنفسه جانبا ولأعيان دولته جانبا، وعَيّن لهم ما يكفيهم من الخبز والطعام صباحا ومساء، إلى أن انقضى الغلاء، وأعقب ذلك وباء عظيم، فأمر الباشا بيت المال أن يكفن الفقراء والغرباء، فصاروا يحملون الموتى من الطرقات، ويذهبون بهم إلى مغسل السلطان إلى أن انقضى أمر الوباء في آخر شوال».

لم تكن سيطرة الوالي على أزمتي الغلاء والوباء آخر مآثره، فمع مرور الأيام أخذت مآثره تتوالى، فأكبر له الناس مثلا قيامه بالقبض على شيخ إسمه محمد الزرقاني كتب حُجّة وقف مزورة، وأمر الوالي بحلق لحية الشيخ الزرقاني وتشهيره على جمل في الأسواق بينما المنادى ينادي «هذا جزاء من يكتب الحجج الزور»، ثم أمر بنفيه إلى جزيرة الطينة، وأبهرهم قيامه بمحاسبة باشا إسمه علي المنفصل تهرب من أداء الضرائب، فتم تشميع منزله وبيع ممتلكاته، ولهج الناس بالثناء على الوالي عندما قام في يوم ختان ولده إبراهيم بالتكفل بمصاريف ختان 2336 غلام من أبناء الفقراء وأمر لكل غلام مختون بكسوة كاملة ودينار، ومع توالي قراراته العادلة الحكيمة ظن الناس أنهم وجدوا أخيرا حلمهم في حاكم عادل يدوم عدله إلى الأبد.

لكن الوالي قرر فجأة أن يغير سياسته الإقتصادية في حكم البلاد، بناءا على نصيحة مدير إدارة ضرب النقود الذي كان يهوديا إسمه ياسف، ولأنه كان بارعا في مهنته وخبيرا بمفاتيحها، فقد استطاع أن يقنع الوالي بخطة جديدة يقترحها لزيادة ما يتم تحصيله لخزينة الدولة، فأشهر الوالي النداء بالقرارات الجديدة في شوارع مصر، «فاغتم الناس وتوجه التجار وأعيان البلد إلى الأمراء وراجعوهم في ذلك، فركب الأمراء وطلعوا إلى القلعة وفاوضوا الباشا فجاوبهم بما لا يرضيهم، فقاموا عليه قومة واحدة، وسألوه أن يسلمهم اليهودي فامتنع عن تسليمه»، وتصاعد الخلاف بين الوالي وأركان دولته الذين كانوا أكثر إدراكا منه لغضب الشارع، وبعد شد وجذب قرر الوالي أن يضحي بمساعده فيضعه في الحجز إمتصاصا للغضب، لكن مطالب الشارع كانت قد تصاعدت وقتها بسبب تأخر الوالي في إتخاذ القرار، وهو ما لم يدركه الوالي الذي كان يعتقد في قرارة نفسه أن الناس لن تنسى له ما فعله من أجلهم عندما سيطر على أزمتي الغلاء والوباء، ولن تنكر له كل ما قام به من مآثر كانوا يحكون ويتحاكون عنها حتى وقت قريب، كما أنه أيضا لم يكن يتصور أبدا أن جنوده سينقلبون عليه، وسيقومون بالتوجه إلى السجن وإخراج مساعده منه ليقوموا بقتله وجره من رجليه في شوارع العاصمة، وهو ما شجع الجماهير الغاضبة على التمادي، فقامت جماعات منها بخطف جثة الرجل وجمع حطب وقاموا بإحراق الجثة على الملأ بعد صلاة الجمعة. مع أن مطلب هؤلاء الجماهير في البداية كان مقتصرا على الإطاحة بهذا الرجل من منصبه وإيقاف قراراته التي جلبت الخراب للناس، لكن تعنت الوالي وعناده النابع من ثقته في حب شعبه له، جعل مشاعر الغضب تتصاعد بداخلهم وتفقدهم إنسانيتهم ليرتكبوا فعلا بشعا كهذا، وبدلا من أن ينقذ الوالي نفسه بالإستجابة للناس منذ البداية، أدى به عناده إلى أن يفقد هو حكمه شخصيا كما يخبرنا الجبرتي، ففي ثاني عشر ربيع الأول قامت العساكر المصرية وعزلوا الباشا وحاسبه الوالي الجديد الذي تولى بعده فوجد أنه تأخر عليه خمسون ألف إردب دفع عنها خمسين كيسا واضطر لبيع منزله وبلاد البدرشين التي كانت وقفا له وتوجه إلى بغداد التي اتخذها منفى له، لينتهي حكمه بعد سنتين فقط لأنه لم يدرك خلالهما أهم درس ينبغي أن يتعلمه الحاكم «لا تأمن غضب فقراء شعبك لأنهم لن يكونوا لك على الدوام إلا لو كنت لهم على الدوام».

لماذا يحب التاريخ أن يعيد نفسه في الدول المتخلفة؟، ببساطة لأنه لا أحد فيها يقرأه ويتعلم من دروسه، ولذلك يجد التاريخ أن من الأسهل عليه تكرار نفسه بدلا من تكليف نفسه بتقديم الجديد.

silverlite 20-05-2013 03:07 PM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
https://fbcdn-sphotos-b-a.akamaihd.n...42455170_n.jpg

kj1 20-05-2013 06:39 PM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.n...63465235_n.jpg

kj1 20-05-2013 08:26 PM

رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
 
https://fbcdn-sphotos-f-a.akamaihd.n...30413907_n.jpg


الساعة الآن 06:24 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2025
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017