#1
|
||||
|
||||
![]()
ورقة بمائة جنيه
--------------- نزل من الحافلة بصعوبة بالغة وسط زحام شديد فى نهار حارق00 تصبب منه العرق غزيرا وهو يلملم جسده المبعثر ليكمل المسير لبيته 00 دلف فى شارع جانبى دائما ما يتمنى أن يصل لآخره بعدها رحلة قصيرة فى شارع ضيق حتى يصل إلى البناية التى يقطن بها مهدودا ! اثناء سيره كانت عينه تحط على بضاعة البائعين وهو يتحسس جيبه شبه الخاوى سوى من جنيهات معدودة00 تمنى أن يحمل فاكهة لولديه وصوت أحدهم يتردد فى أذنيه 00 فالولد الصغير يشتهى المانجو منذ عدة أيام وعجزه يمنعه ! كيف له أن يشترى حتى كيلو واحد وما معه لا يكفى ؟! موعد قبض الراتب على بعد ثلاثة أيام لا يدرى كيف سيدبر مأكلها ومشربها ! ضاق صدره هذه المرة كما لم يضق من قبل 00 ربما من تراكم الأيام والسنوات التى إنقضت فى شقاء لم ينّفّض وعذاب لم ينته ! توقف عند أحد البائعين ليسأل عن سعر كيلو المانجو وهو بالأساس يعرفه ولكنه يمنى النفس 00وما بين الرغبة والإحباط قرر الحفاظ على الجنيهات الزهيدة التى فى جيبه والإنصراف00 لكن وسط الزحام على البائع رصدت عينه ورقة من فئة المائة جنيه تسقط من الرجل الذى يجاوره - وهو يخرج النقود من جيبه - عند قدمه ! انحنى ليلتقطها ويده تقبض عليها بقوة 00 عندما إعتدل وزّع عينيه على الناس 00كل منصرف إلى حاله وقد تيّقن أن أحدا لم يره خاصة صاحبها الذى لم يلتفت إليها ولم يشعر بفقدانها00 كيف يلتفت إليها ومعه منها العديد ؟ كأنها لا تعنيه ولن يؤثر فقدانها فى ذرة منه ! وكان قراره فى المضى بها غير آسف على ما سيفعل ولكن تسمرت ساقاه 00جاهد فى جرهما 00وبصعوبة تقدم وهو غير راض عن نفسه 00 يوّد الرجوع ليردها 00 توقف عن المسير مشتت الذهن 00 إذ بالرجل قادم نحوه ! تسمر فى خوف وهو يترقب الرجل الذى مرّ من أمامه ولم يعره إلتفاته 00 وجد نفسه يتبع الرجل من على البعد 00 توقف عند جزار ليحمل لفافة كبيرة ويمضى بها 00 ظل خلفه حتى صعد لبناية وهو يعطى حارسها -الذى إنتفض لمقدمه مرحبا- نقودا عاد أدراجه 00 حدثته نفسه بالرجوع وإعطاء الورقة لصاحبها لكن حاجته إليها تقهره 00 إعتبرها سلفة يردها عند اليسر فقد عرف مكان الرجل ويمكنه العودة فى وقت لاحق00 مضى وهو يبشر نفسه بإنفراجة ولم يعد إلى بيته إلا وقد تبخرت الورقة ! جلس وسط أسرته الصغيرة يتناولون الطعام وهو يرقب بهجتهم بوليمة قالما تكرر ولطالما إفتقدوها ! تتبع |
#2
|
||||
|
||||
![]()
جلس وسط أسرته الصغيرة يتناولون الطعام وهو يرقب بهجتهم بوليمة قلّمّا تتكرر ولطالما إفتقدوها !
أمضى ليلته مؤرقا ولكن فى النهاية نام 00وفى يومه التالى شرد بمكتبه المتواضع بأحد المصالح الحكومية وهو يراجع أحواله وحاجته التى لا تنتهى للمال وما يناله منه لا يكاد يكفى نصف الشهر ولا حتى ثلثه مع الزهد الشديد والأولاد تكبر وحاجتهم تزيد ! أصبح اليأس يحلق به من كل جانب بعد أن أعيته الحيل فى أن يحسن دخله وفى المرة الوحيدة التى عمل فيها عملا أضافيا كان زميله الأقدم لصا يحرضه على الإشتراك معه فى سرقة المحل ولكنه أبّى وآثر أن ينسحب قبل أن يتم تقديمه ككبش فداء عند إفتضاح الأمر ! الزملاء من حوله يجنون ما يفوق راتبهم بأضعاف وهو يمتنع حتى لا يقع فى الحرام وإن كانت نفسه بين الحين والآخر تراوده00 وفى جهاده مع نفسه كان يضعف أحيانا ولكنه يرتد لعقله أو الباقى من عقله فى طاحونة لا ترحم الضعفاء00! بالأمس من شدة الحاجة إغتصب ما لا ليس من حقه 00 جاءت اللحظة الفارقة التى إنهزمت فيها نفسه وقرر أن يصبح مثل الآخرين ينخرط بينهم ! صرخ فى نفسه 0000 من حق الجائع أن يشرق ليعيش وهو جائع يجر ثلاثة من الجوعى خلفه00 ومع دخول أول متردد عليه بالأوراق قام بتخليصها بعدها منحه الرجل ورقة لم ينظر فيها ولم يرفضها كالعادة أو ينهر صاحبها مما جعل الأنظار تتعلق به مشدوهة تلتها إبتسامات الرضا ! تناول الورقة فى هدوء ولامبالاة ! وعند إنتهاء العمل كان جيبه يحوى بضع ورقات تقترب من ثلث راتبه الشهرى ! تتبع |
#3
|
![]()
متابع بشغف
__________________
حـازم خـضـر
|
#4
|
||||
|
||||
![]()
مثله
ولكن احب ان أقول القابض على دينه كالقابض على جمره وسلعة الله - الجنة - غالية أكمل وامتعنا وفقك الله |
#5
|
||||
|
||||
![]()
متابع بشغف شديد جدا
__________________
|
![]() |
|
|