هذا الرجل أبى "من أبطال حرب أكتوبر المجيدة"

[د0تامر محمد]

-1-
الأبن الثالث لأسرة تقطن بريف الشرقية كان الأب يعمل تاجرا ويمتلك قطعة أرض زراعية من بضعة فدادين يعيش فى بحبوحة من العيش وتمضى الحياة هانئة بلا مشاكل !
كانت ملامحه أوروبية خالصة بالعيون الملونة والشعر الأصفر والبياض بحمرة ولذا كانت الأم تخاف عليه من الحسد لأنه مميز الشكل عمن حوله ولذا أعطته إهتماما خاصا وكعادة الريف يتم إلتحاق الصغار بكتّاب القرية (وهو حجرة يلتف فيها الصغار حول شيخ صارم يعلمهم مبادىء القرآة والكتابة والحساب ويحفظهم القرآن )إستمر أبى حتى أتم عامه العاشر قبل أن يطلب من والده أن يدخل المدرسة !
كان أمرا غير دارج بريف الخمسينيات أن يلتحق الصغار بالمدرسة خاصة وأن المدرسة تكون بعيدة والأهالى تخاف على صغارها وكذلك ما فائدة التعليم!
المهم أنه إلتحق مباشرة بالصف الخامس بعد أن إجتاز الإختبارات وحصل على الشهادة الإبتدائية فقط فى عامين ونشب الطفل وهو يحلم بأن يكون مهندسا زراعيا كما يرى المهندس الذى يحرمه الجميع ويقدرونه وهو يراه كالأسطورة فى مجتمعه الصغير!
بعدها جذبه الزى العسكرى المهيب وهو يراه فى عبدالناصر ورفاقه !
إنقسمت الأمنية إلى أمنيتان كل منهما تلح عليه بشدة ولكن كيف تتحقق
وكيف تجتمع ؟!
الطفل الصغير "محمد" بعد أن أظهر تفوقا فى الدراسة وحصل على الشهادة الإبتدائية أصر والده على أن يكمل تعليمه للنهاية وقد كان أن أتم بعدها الشهادة الإعدادية بنفس التفوق وجدى يغدق عليه ويهتم به وبراحته وقد خصص له دابة توصله إلى المدرسة وكانت تبعد عن البيت مسافة 8كيلو فى وقت لم تكن السيارات تعرف لها طريقا بهذه القرى ولا كهرباء ولا ماء وإستذكار الدروس كان على لمبة جاز !
بعدها إلتحق بالثانوية وقد إقترب الحلم من التحقق وبالفعل أنهى الثانوية بتفوق فى رحلة كفاح وإجتهاد00
لم يصدق نفسه وهو يلتحق بكلية زراعة عين شمس لأنه بالتأكيد لم تكن هناك جامعات بالشرقية !
وبدأ خطواته مع دراسة الزراعة فى منتصف الستينات تقريبا وقبل أن تنتهى دراسته جاءت النكسة التى قصمت ظهر مصر وأذهلت شبابها الذى كان يعيش فى حلم وردى جميل ولكنه خرج مع من خرج لرد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عن تنحيه00
أنهى دراستة الجامعية وبدلا من أن يبحث عن وظيفة -جاءت له أمنيتة الثانية ورغم ظروف البلد القاسية وإنكسار الجيش-أصر على الإلتحاق بالكلية الحربية التى كانت دراستها مكثفة لظروف الحرب والحاجة إلى ضباط جدد يضخون بهم دماء جديدة فى الجيش المصرى !
ومع دخول الحربية مضى بنفس الإجتهاد ليتمها ويتخرج ضابطا مع وفاة عبدالناصر المفاجئة وتولى الرئيس السادات لمقاليد الحكم وبدأ الإعداد للمعركة الكبرى

تتبع

[ahmedkhaledsaid]

متابع...

[Muhammad A]

في انتظار الباقي

[د0تامر محمد]

-2-
كان الشاب مفعم بالحيوية والثورية وأصبح الحلم القديم واقع ولكنه نشأ الحلم الأكبر مع أولى خطواته فى العسكرية وهو تحرير الأرض المغتصبة وإسترداد الكرامة بالقوة مع شعار ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة !
كانت التدريبات العسكرية تتم فى صرامة وجدية غير زى وقت مضى والخبراء الروس بجانب المصريين يعلمون الجند فنون القتال والحرب وإن كانوا يسربون إليهم بإستحالة حدوث نصر فى ظل قوة العدو وآلياته المتطورة!
كان السادات يدرك أنه ليس لأحد أن يحب مصر إلا أولادها المخلصين لذا قام بحملة تطهير واسعة والقضاء على مراكز القوى وتم طرد الخبراء الروس الذين بلغ عددهم 17000 خبير وفى سرية تامة كانت القيادة العليا للقوات المسلحة وعلى رأسها الرئيس السادات يخططون للحرب بكل جدية وصرامة ودهاء وفى العلن يسربون إلى العدو عكس ذلك00!!
الجنود فى راحة على شاطىء القناة يستحمون ويأكلون القصب فى لا مبالاة!
مع ثورة التصحيح عين السادات سعدالدين الشاذلى قائدا لأركان القوات المسلحة فى مايو 71وكان له الدور البارز ورأى الهجوم وإقتحام قناة السويس وتحطيم خط بارليف وإسترداد حوالى 12كيلو على عكس ما كان يقوله وزير الحربية وقتها ومن أن الجيش غير قادر على تنفيذ هذا لقلة المعدات عن العدو والتفوق الجوى للعدو وإمكانية تحطم الجيش فى هذه المغامرة!
إن السادات المقاتل كان حلمه هو التحرير لذا كان يحاول أن يجمع كتيبة من المقاتلين الطموحين أصحاب الفكر العسكرى الرفيع وممن لديهم طموح وذكاء عسكرى ثاقب يتماشى مع هدفه الأسمى فقام بالإختيار الدقيق لقادته وكان منهم الشاذلى واللواء محمد عبد الغنى الجمسى فى يناير 72 و عين الفريق أول أحمد إسماعيل وزيرا للحربية فى أكتوبر 72
واللواء على فهى لقوات الدفاع الجوى ولواء المدرعات كمال حسن على (رئيس الوزراء الأسبق)
قائد المدفعية عميد محمد عبدالحليم أبو غزالة وغيرهم وغيرهم من الأبطال العظام وهذا الأخير الذى صار وزيرا للحربية وأحبه المصريون هو من عمل تحت قيادته والدى قبل وبعد الحرب وكان شديد الحب له ودائم الإشادة بوطنيته وذكاؤه الشديد ورؤيته الثاقبة!
كان أيضا يشيد بدور العميد فؤاد عزيز غالى قائد الفرقة 18 مشاة ويذكره مع كل حادث يحاول التفريق بين مسلم ومسيحى وكذلك عقيد شفيق متري سيدراك قائد اللواء الثالث المشاة الآلي الذى أستشهد وكذلك عقيد جورج حبيب قائد اللواء 24 المدرع وغيرهم من أبطال التحرير العظيم

تتبع

[د0تامر محمد]

-3-
كان الشباب يستعجلون المعركة ويتمنوها ليثبتوا للعالم قدراتهم العسكرية ورغبتهم الأكيدة فى إسترداد الأرض الطاهرة من قبضة العدو الغاشم وطالما روى والدى أهمية الخطاب الدينى الذى كان جنبا إلى جنب مع التدريب العسكرى وكيف أن الإيمان ترسخ فى قلوبهم وأصبح طلب الشهادة فى سبيل الله أغلى أمنية يحلم بها كل مقاتل!
كان اليأس يتسرب إلى نفوسهم أحيانا وهم يسمعون أن الموعد قريب جدا ولكن يمر الوقت بدون تنفيذ لكن الإيمان الذى رسخ بالقلوب علّمّهم الصبر وحسن الإستعداد لأن العودة هذه المرة بدون الأرض وبدون إنتصار كبير ستكون النهاية الأكيدة !
ظلوا بمثابرة وصبر عظيم ينتظرون الساعة الموعودة وكلهم ثقة فى أنفسهم وإيمان بربهم الذى لن يخذلهم أبدا وهكذا تغيرت عقلية الجندى المصرى الذى عاد لأسلافه من المحاربين الذين كانوا يحاربون فى سبيل الله !
كانت الإستعدادت على أشدها والجنود لا يعلمون الموعد ولكنهم يشعرون ويرون فى عيون قادتهم كلمات لا ينطق بها اللسان
وكانت الفترة من أكتوبر 72 حتى سبتمبر 73 هى قمة الإعداد المكثف وقال والدى النقيب / محمد ضابط المدفعية أنهم وصلوا لقمتهم وقد شحذوا كافة أماكنياتهم وقدراتهم !
فى ذاك التوقيت كان السادات قد حشد رجاله فى منزله وهو يضع رؤيته للمرحلة القادمة ويشيد بالقوات المسلحة وبأنها قادرة على التنفيذ دون التصريح بموعد محدد وهو يطلب تقارير عن كافة أحوال البلاد ومدى قدرتها على الصمود وقبلها بشهرين كانت مصر فى الأمم المتحدة تضغط للتسوية وقد حصلت على 14 صوتا عدا الفيتو الأمريكى!
أمر السادات بتوفير 4 شهور على الأقل من المخزون الإستراتيجى الغذائى!
وتم طرح سلاح البترول وتخوف من الحضور على عدم مساندة العرب لمصر وعدم كفاءة القوات المسلحة لدخول الحرب ولكن الساات كان قد عقد النية بعزم لا يلين وبجانبه المشير أحمد إسماعيل وقواته التى وصلت لقمتها بعدها بأيام كان القرار بخوض الحرب
تتبع