عشاق فورمولا 1 يحصلون على فرصة لتذوق طعم المنافسات

[حازم شاهين]

من جيمس الين

لندن 14 أكتوبر تشرين الأول (خدمة رويترز الرياضية العربية) - يعتقد كثير من عشاق سباقات فورمولا 1 للسيارات الجالسون في مقاعد وثيرة أنهم لو حصلوا على فرصة لحققوا نتائج أفضل من السائق الالماني مايكل شوماخر أو لنافسوا السائق البريطاني لويس هاميلتون في سباق للسيارات. كل ما يقف في وجههم هو غياب الفرصة أو المال او كليهما.

ولكون بطولة العالم لفورمولا 1 مسابقة باهظة التكاليف فإن امكانية الحصول على فرصة لاختبار هذه النظرية تعد نادرة لذا أثار حدث استمر ليومين ونظم في حلبة مرسى ياس في أبوظبي لقيادة سيارات فورمولا 1 دهشة كبيرة.

ونظم الحدث الذي سبق سباق أبوظبي وهو آخر سباقات الموسم والذي سيقام في الشهر المقبل ليعرض لوسائل الإعلام ولعدد محدود من المشجعين على أرض الواقع قدر الإمكان مدى صعوبة أن تكون سائقا في سباقات فورمولا 1.

ويواجه سائق فورمولا 1 تحديات عديدة بينها ضرورة امتلاك رد فعل في أزمنة استثنائية وقوة وتحمل وتركيز وقدرة على الصمود أمام قوة الضغط.

وأجرى الدكتور ريكاردو سيتشاريلي الذي قضى 20 عاما يعمل في فورمولا 1 اختبارات ذهنية وبدنية للزوار فوضع أثقالا تزن خمسة كيلوجرامات إلى جانب الخوذات ليكون بوسع أعناقهم الشعور بمدى قوة الضغط.

وكان على المجموعة التي خضعت للاختبار الإمساك بعجلة قيادة محملة بأثقال لمدة ست دقائق ليقفوا على مدى ثقل عجلة القيادة في المواقف الصعبة كما اختبر سيتشاريلي قوة الجسم والتحمل.

وتحدث سيتشاريلي عن وجود أفكار خاطئة بأن السائقين ليسوا رياضيين لأنهم يتنافسون وهم جالسون وإن جهدهم ليس واضحا.

لكن السباقات تتطلب جلوس السائقين داخل مكان محدد في السيارة لمدة قد تصل لساعتين في درجة حرارة ربما تصل الى 50 درجة مئوية مع تعرض أجسامهم لضغوط قوية مرات عديدة في كل لفة.

وأثناء السباق الذي يستمر لمدة 90 دقيقة يصل عدد ضربات قلب السائق إلى معدلات تتراوح بين 180 و210 ضربة في الدقيقة لكن وبسبب الاستخدام المفاجيء للمكابح فإن ضربات القلب تنخفض إلى نحو 50 ضربة لثوان قليلة.

وحين حاولوا تقليد جهود السائقين مع سيتشاريلي فإن الزوار المنهكين خرجوا وهم يشتكون من آلام في العنق والأكتاف.

وكانت هناك تحديات أخرى بانتظار الزوار. فأزمنة رد الفعل قيست من خلال اختبارات للتركيز على شاشة كمبيوتر. وقدم للمشاركين أجهزة ضغط الكترونية في كل من اليدين وكان عليهم الضغط على "نعم" أو "لا" لاختيار ألوان أو كلمات تظهر بسرعة على الشاشة.

ونجح كثير منهم في تقديم 75 إجابة صحيحة من أصل 100. وقال سيتشاريلي إن بوسع السائق البولندي روبرت كوبيتسا الذي يمثل فريق رينو تقديم إجابات صحيحة على المئة سؤال في 60 ثانية ومواصلة الإجابات ليصل إلى 300 إجابة دون ارتكاب أي خطأ.

وقال الطبيب "لدى السائقين شيء مختلف في عقولهم لأنه يتعين عليهم أن يمتلكوا السرعة والذكاء والقدرة على رد الفعل واتخاذ قرارات. حين بدأت العمل في فورمولا 1 كنت في نفس عمر السائقين ودهشت لمدى سرعتهم في اتخاذ القرارات اليومية.. كان واضحا أن عقولهم أسرع من عقلي."

وأضاف سيتشاريلي الذي عمل في مجال البحث والتدريب مع سائقين بداية من جان اليسي إلى فيليبي ماسا وفرناندو الونسو وكوبيتسا "يختلف السائق عن الرياضيين الآخرين في قدرته على السيطرة على أشياء كثيرة واتخاذ قرارات عديدة في الوقت المناسب. يجب أن يكون السائق لائقا بدنيا ليستمر في السباق دون أن ينال منه الإجهاد لكن إذا أردت بعد ذلك تحسين مستوى سائق فيجب أن تجعل عقله يتصرف أسرع لفترة أطول."

وفي الخارج كانت درجة الحرارة تقترب من 45 درجة مئوية حين بدأت المجموعة جزءا في التدريب خاصا بالقيادة.

وجمع الفريق المنتمي لإدارة سباقات السيارات في أبوظبي خليطا من الآلات بدءا من سيارات الكارت ووصولا إلى سيارات فورمولا 1 وأحضر مجموعة من السائقين السابقين والحاليين وسائقي المستقبل لتقديم المساعدة.

ويبدأ العديد من سائقي فورمولا 1 خوض السباقات وهم أطفال صغار في سيارات كارت. وراقب المجموعة البطلان السابقان لسباقات الكارت جول بيانكي الذي يعمل الآن في برنامج السائقين الصغار في فيراري وكذلك ارو فيانيو.

ومن خلال سباقات الكارت يتعرف السائقون على الخطوط العريضة والدوران والقدرة على الحفاظ على السرعة الكبيرة واستخدام المكابح وهي عوامل بالغة الأهمية لقيادة سيارة فورمولا 1. ويلجأ العديد من سائقي فورمولا 1 الحاليون لتعزيز مهاراتهم من خلال سيارات الكارت.

[mido_4up]

معلومات قيمه جدا مشكور استاذ حازم