كيلو غباوة وطن إستهبال

[د0تامر محمد]

بعد مرور سنوات عديدة تربى فيها على الخنوع وتنفيذ أوامر والديه حرفيا دون نقاش أو إعتراض أو حتى بادرة تمرد مرت أيامه على ذات الوتيرة وعندما بلغ فترة المراهقة بتغيراتها النفسية لم يكن تمرده أكثر من محاولات فاشلة لصنع شخصية مستقلة ذات حيثية فمضى فى طريقه ونمت شخصيته المنقاده على هذا المنوال الرتيب !
وعلى الجانب الآخر كان يرى فى شقيقه نموذجا فريدا لما يجب أن يكون عليه من سمات شخصية مميزة وجذابة لأنه يرى فيه بطلا يقهر واقعه وماردا يخرج من قمقم القهر ويزأر فى وجه الخنوع وعلى الرغم من فارق العامين بينهما وبكونه الأكبر سنا إلا أنه كان يتخذ منه قدوة لا يستطيع إلا الإنجذاب إليها مأسورا والفاشل عن الوصول إليها !
بعد تخرجه من الجامعة والبحث عن وظيفة تعطيه شيئا من الإستقلاليه وبالطبع فشل وتبعه شقيقه بالتخرج وفشل هو الآخر
ونظرات الأب ترمقهما بإزدراء فى جلستهما بالمنزل بلا حيلة !
وبعد ترّفع نزل الصغير للعمل سائقا والكبير يتابع وهو يشعر بالخيبة وينظر بحسرة إلى مستقبله الذى حطمه الشقيق الأصغر الذى كان يعقد عليه الأمل فى أن يكون منتشله من الفشل والإحباط فإذ به يجره إلى القاع تبّاعا على سيارة لعينه تثير كالثعبان فى مدينة الزحام والفوضى !
ما أدهشه حقا إنهما أصبحا وجهين لشخصية واحدة والفعل ورد الفعل يكادا أن يتطابقا فى كل موقف !
ومع الإحتكاك بالحياة العملية تعلم أول درس من شقيقه وهو تصدير الغباء والعبط كسلاح نافذ لتخليص الأمور وإذا لم يجد نفعا فهناك سلاح الإستهبال بكل مشتقاته من الفوضى وكسر القواعد واللامبالاة إلى الهمجية !
فى البداية أعجبته نتائج اللعبة ولكنه بعد فترة إكتشف أنها حيلة شائعة بين الكثيرين وما أدهشه أكثر أنه إكتشف أنها تكاد أن تكون طبيعية وليست مصطنعة فكأنها وليدة تراث وتقليد عتيق !
ولأن ما حولهما يفعلون مثلهما فقد كان لزاما أن تزيد الجرعة فمن يملك رصيدا أكبر يواصل حتى النهاية ليفوز بغنيمته وإستمرت المحاولات بين فشل فى أحيان ونجاح فى أحيان أخرى إلا أن جاء يوم وطمعا فى حمولة ثمينة قد يبدأ بها مشروعا ناجحا فأدعيا فقدانها وبعد التحقيق خرجا منها دون إدانة !
ولأنها تخص واحد من التجار الكبار الذين لا يتعاملون إلا بالقوة فى أخذ حقوقهما ولا تنطلى عليه حيّل فقام بخطفهما إلى مزرعة يمتلكها وهناك بعد تجريب بعض الطرق العقابية لم يقرا إلا بالبراءة فأمر الرجل بزيادة الجرعة إلى أن إسترد بضاعته ورقد كل منهما فى مستشفى متواضع مثقلا بالجروح العميقة والكسور الثقيلة !
فى أول إختبار حقيقى فشلت النظرية رغم نجاحها مع البعض !
وفى فترة النقاهه لمعت فى ذهن شقيقه فكره أخرى مشتقة منها وربت على ذراع أخيه المكسور وهو يردد بأنها الطريق المثالى للقمة وإذا لم تنجح فهناك ثالثة والفرصة ستأتى كما أتت للكبار الذين سلكوا طريقا من ثلاثة أو الثلاثة معا ولا يأس مع الحياة فدنيا النجاح لم تعد تمضى بطريقها القديم الطويل الممل المجهد ولكن بهذه الطرق التى بنى عليها نظام حياة كامل ولا يعنينا أنه هش ويكاد يتهاوى فى أية لحظة فيجب أن نعيش اللحظة !

[مهند سالم]

بمعنى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يعني هي يتبع، ولا انتهت ولا إيه؟؟؟

[د0تامر محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهند سالم بمعنى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يعني هي يتبع، ولا انتهت ولا إيه؟؟؟

المرة دى لا تتبع لأن باقى الأحداث معروفة

[نبيل عبدالرحمن]

فعلاً هى النهاية كده مش نهاية الحكاية فقط بل ونهاية بطليها فى عيون الناس الشرفاء

[د0تامر محمد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نبيل عبدالرحمن فعلاً هى النهاية كده مش نهاية الحكاية فقط بل ونهاية بطليها فى عيون الناس الشرفاء

أخشى أن تكون نهاية الشرفاء على أيدى هؤلاء ممن أستفحل أمرهم