العودة   مصر موتورز مجتمع السيارات > النادى الثقافى الاجتماعى > استراحة مصر موتورز


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #166  
قديم 14-06-2010, 03:01 PM
الصورة الرمزية فاطومه المصريه
فاطومه المصريه فاطومه المصريه غير متواجد حالياً
من انا؟: بنوته مصريه تعشق الخير وتحب الحريه ^_^
التخصص العملى: طالبه تجارة &_^ سابقا... التسويق حاليا
هواياتي: التصميم والنت والقراءة فى السياسه
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
الموقع: بلادى مفتوحة كالسماء تضم الصديق ؛ وتمحو الدخيلا ومنى الحقيقة.. منى الخيال وعندى الجمال، وعندى آمال
المشاركات: 1,707
فاطومه المصريه has a brilliant futureفاطومه المصريه has a brilliant futureفاطومه المصريه has a brilliant futureفاطومه المصريه has a brilliant futureفاطومه المصريه has a brilliant futureفاطومه المصريه has a brilliant futureفاطومه المصريه has a brilliant futureفاطومه المصريه has a brilliant futureفاطومه المصريه has a brilliant futureفاطومه المصريه has a brilliant futureفاطومه المصريه has a brilliant future
افتراضي رد: العملية المستحيلة

موضوع جميل جدا جدا
وانا بحب المواضيع دى جدا
__________________


اللهم انزل نورا من نورك عليه
اللهم نور له قبره ووسع مدخله وآنس وحشته
اللهم ارحم غربته وارحم شيبته
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة . لا حفرة من حفر النار
اللهم أغفر له وارحمه واعف عنه واكرم نزله
رد مع اقتباس
  #167  
قديم 14-06-2010, 05:19 PM
الصورة الرمزية احمد بدر1978
احمد بدر1978 احمد بدر1978 غير متواجد حالياً
من انا؟: متزوج عندى بنتين وولد
التخصص العملى: مهندس موبيلات فى اى 2
هواياتي: تربية الكلاب والصيد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الموقع: الاسكندرية
المشاركات: 7,539
احمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond repute
الأهرام تنشر قصص ثلاثة عملاء زرعتهم المخابرات العامة داخل إسرائيل

كيبورك يعقوبيان تم تجنيده في الجيش الإسرائيلي
وقام بتصوير أهداف عسكرية مهمة
شموئيل باروخ رجل أعمال إسرائيلي
زود المخابرات المصرية بمعلومات سياسية واقتصادية
عبدالرحيم قرمان كشف عن صواريخ جبرائيل البحرية
أهم الأسرار العسكرية الإسرائيلية
إسرائيل تعترف بنجاح المخابرات المصرية
في اختراق الحاجز الإسرائيلي
أهم‏20‏ قضية تجسس ضد إسرائيل
من دول العالم كان نصيب مصر‏20 %‏ منها

حوار أجراه‏:‏ أحمــد مــوسي
كيبورك يعقوبيان ـ شموئيل باروخ ـ عبدالرحمن قرمان
كيبورك يعقوبيان‏,‏ شموئيل سامي باروخ‏,‏ عبدالرحيم قرمان‏..‏ هم ثلاثة عملاء نجحت المخابرات المصرية في زرعهم داخل إسرائيل في وقت الحروب واعترفت إسرائيل نفسها بنجاح جهاز المخابرات المصرية في اختراق الحاجز الإسرائيلي وزرع عملاء داخل إسرائيل من خلال كتاب إسرائيلي يحمل عنوان الجواسيس وهو الكتاب الذي ظل ينتقل لمدة‏3‏ سنوات ما بين الرقابة العسكرية والشاباك والموساد والأمان ثم نقل إلي دائرة الشئون الجنائية والأمنية في الادعاء العام الإسرائيلي لمراجعته واقراره ولم يتم الموافقة علي نشره إلا بعد أن وافقت محكمة العدل العليا الإسرائيلية علي نشره بحكم قضائي‏.‏

هذا ما أكده اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني والاستراتيجي في حواره لـ الأهرام الذي كشف فيه لأول مرة عن هوية العملاء الثلاثة الذين تم زرعهم داخل إسرائيل بواسطة المخابرات العامة المصرية وقصة كل منهم كما تضمنتها ملفاتهم‏.‏

سألته في البداية‏..‏ ما هي أهم القضايا التي لم يعلن عنها من قبل؟
أجاب اللواء سامح سيف اليزل قائلا‏:‏
دعني استخدم ما اعترفت به إسرائيل نفسها من خلال كتاب إسرائيلي تحت عنوان الجواسيس من تأليف يوسي ملمان وهو صحفي في جريدة هاآرتس وكاتب متخصص في شئون الأمن والآخر إيتان هابر وهو محرر في جريدة يديعوت أحرونوت وقام بتغطية معظم الحروب الإسرائيلية والأنشطة الأمنية وعمل مديرا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين وألف العديد من الكتب التي لها علاقة بالأمن‏,‏ منها قاموس الأمن الإسرائيلي ومعروف عن الكاتبين اللذين ألفا هذا الكتاب صلتهم الوثيقة بأجهزة الأمن الإسرائيلية الثلاثة الموساد والشين بيت أو الشاباك جهاز الأمن الداخلي والأمان جهاز المخابرات العسكرية‏.‏

ويتحدث الكتاب عن أهم عشرين قضية تجسس نجحت أجهزة المخابرات المختلف في العالم في اختراق الحاجز الإسرائيلي وزرع عملاء داخل إسرائيل‏.‏

وما هو جدير بالذكر أن الكتاب يوضح في مقدمته أنه قد مر بطرق قاسية لم يسبق لأي كتاب أن مر بها في تاريخ إسرائيل منذ نشأتها وظل ينتقل بين الرقابة العسكرية والشاباك والموساد لمدة ثلاث سنوات ثم نقل إلي دائرة الشئون الجنائية والأمنية في الادعاء العام لإسرائيل لمراجعته وإقراره ولم يتم الموافقة علي نشره إلا بعد أن وافقت محكمة العدل العليا الإسرائيلية علي نشره بحكم قضائي‏.‏

أورد الكتاب أربع قضايا لعملاء مصريين تم زرعهم بواسطة المخابرات العامة المصرية منهم رفعت الجمال والذي دخل إسرائيل تحت اسم جاك بيتون والشهير برأفت الهجان وقصته معروفة للجميع‏,‏ وثلاثة آخرون هم‏:‏ كيبورك يعقوبيان وشموئيل سامي باروخ وعبدالرحيم قرمان ـ وهذا يعني أن من بين عشرين عميلا كانوا يعملون لصالح أجهزة المخابرات في العالم أربعة عملوا لصالح المخابرات المصرية أي أن‏20%‏ من إجمالي أقوي عشرين عملية تجسس ضد إسرائيل كانت من نصيب المصريين‏.‏

ما هي قصة العميل الأول الذي زرعته المخابرات المصرية‏..‏ هذا التساؤل طرحته علي اللواء سيف اليزل؟
وجاءت إجابته من خلال الاعتراف الإسرائيلي نفسه بقوة المخابرات العامة المصرية في زرع العملاء‏,‏ فالعميل الأول هو‏:‏ كيبورك يعقوبيان أو يتسحاق كوتشـك ولد في مصر عام‏1938‏ لعائلة أرمينية‏..‏ ودرس في المدارس المصرية وعند بلوغه سن العشرين عاما توفي والده وأصبح العائل الوحيد للأسرة فتوقف عن الدراسة وعمل بالتصوير حتي يستطيع توفير المال لأسرته‏..‏ وعلي الرغم من عدم إكمال تعليمه إلا أنه كان يتحدث أربع لغات بخلاف اللغة العربية وهي الانجليزية والفرنسية والاسبانية والتركية‏.‏

تم تجنيده بواسطة المخابرات العامة المصرية لزرعه داخل إسرائيل وتم تدريبه وإعداده لمدة عام كامل اشتملت علي إجراء عملية ختان له حيث إن اليهود يختتنون ولم يكن هو كذلك‏,‏ وأعطي هوية جديدة باسم يتسحاق كوتشك يهودي من مواليد عام‏1935‏ في اليونان ـ وسافر إلي البرازيل بناء علي الخطة الموضوعة من جانب المخابرات المصرية في شهر أبريل عام‏1960‏ بحرا وبعد وصوله إلي البرازيل بشهرين اندمج مع الجالية اليهودية في سان باولو وفي نهاية عام‏1961‏ تقدم إلي مكتب الوكالة اليهودية بطلب هجرة إلي إسرائيل وتم قبول طلبه وأبحر من البرازيل إلي إسرائيل عن طريقه إيطاليا ووصل ميناء حيفا في منتصف عام‏1961.‏

بعد انتهاء دراسته للغة العبرية في إحدي الكيبوتسات طلبت المخابرات المصرية منه أن يتجند في الجيش الإسرائيلي وبالفعل تم تجنيده في سلاح النقل لجيش الدفاع الإسرائيلي وتدرب علي قيادة سيارات النقل الثقيلة في قاعدة عسكرية في منطقة بيت نبالا بالقرب من مدينة اللد ثم عين سائقا لأحد الضباط الكبار في قيادة الدفاع المدني وهو العقيد شمعيا بكنشتين ومن خلال وجوده في جيش الدفاع الإسرائيلي أرسل كما هائلا من المعلومات المهمة إلي المخابرات المصرية ونظرا لخبرته السابقة كمصور قام بتصوير أهداف عسكرية مهمة كما ورد في الكتاب الإسرائيلي وباعتراف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي اضطرت لإجازة طبع الكتاب‏.‏

قبض علي يتسحاق كوتشك بعد عدة سنوات من العمل مع المخابرات المصرية وأثناء محاكمته وصفته صحيفة يديعوت أحرونوت بأنه حوت ضخم لا يمكن لأجهزة الأمن الإسرائيلية القبض علي العديد مثله‏,‏ وحكمت المحكمة عليه بأقصي عقوبة وهي ثمانية عشرة عاما في السجن وظل في السجن لمدة عامين فقط‏,‏ وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر ابريل عام‏1966‏ تم تبادله مع ثلاثة إسرائيليين كانوا قد اجتازوا الحدود المصرية بدون إذن وهم يلفيد حانوخا وابنه صموئيل حانوخا وعودي مائير وطلبت مصر استلام فدائيين فلسطينيين مع يتسحاق كوتشك هما حسين حسن الحفاني وسعيد خميس عبدالقادر اللذان قبض عليهما في إسرائيل وهما في طريقهما لتنفيذ عملية فدائية في الداخل

وماذا عن العميل الثاني وكيف تم تجنيده لحساب المخابرات المصرية؟‏!‏
هو رجل الأعمال الإسرائيلي شموئيل سامي باروخ والذي ولد في عام‏1923‏ في مدينة القدس الحي القديم والده صيدلي والعائلة ثرية تعيش في الحي اليهودي بالقدس منذ مدة طويلة درس في البلدة القديمة بالقدس ثم درس في المدرسة الزراعية بمنطقة برديس حنا ثم انتقل للدراسة في كلية سانت جورج التابعة للكنيسة الانجليكانية ثم أنهي دراسته في معهد النسيج بمدينة مانشستر في بريطانيا‏,‏ واندلعت الحرب العالمية الثانية وبعد مرور عامين تجند شموئيل باروخ في الجيش البريطاني ووصل إلي رتبة رقيب أول وأصيب في المعارك وحصل علي عدة أوسمة وبعد الحرب في عام‏1946‏ استكمل دراسته

وتخرج عام‏1949‏ كهندس نسيج وأنشأ مصنعا للنسيج في مانشستر وتزوج وأنجب ثلاثة أولاد وبعد نحو عشر سنوات وفي عام‏1958‏ عاد إلي إسرائيل مع زوجته وأولاده وأقام في تل أبيب وأنشأ مصنعا للنسيج في كريات جات باسم أرجدين للنسيج في عام‏1963‏ أفلس المصنع وباع الدائنون المصنع إلي مصنع منافس له تحت اسم مصنع بولجيت مما أصاب باروخ بصدمة نفسية شديدة‏.‏

وعلي التوازي حين كان رجل أعمال وقبل إفلاسه عمل كناشط سياسي حيث انضم إلي حركة سياسية جديدة في ذلك الوقت تدعي إسرائيل الشابة وتم تعيينه رئيسا للجنة المالية للحركة وكانت هذه الحركة تعد نفسها للاشتراك في الانتخابات السادسة للكنيست الإسرائيلي وكان باروخ يرغب بشدة في دخول الكنيست كعضو منتخب‏.‏

وبعد إفلاس باروخ في عام‏1963‏ قرر السفر وعائلته إلي سويسرا في محاولة لتوفير سيولة مالية بشكل أو بآخر حتي يعود لبدء نشاطه مرة أخري في إسرائيل ووصل بالفعل إلي جنيف وأقام وأسرته لدي أحد أقاربه هناك‏.‏

علمت المخابرات العامة المصرية بوجود باروخ في جنيف وبتفاصيل حياته بالكامل ومنها حالته المالية المتدهورة وتم تجنيده للعمل لصالح مصر وتم تدريبه للعمل من داخل إسرائيل ورجع إلي إسرائيل هو وأسرته وقدم معلومات اقتصادية وسياسية مهمة من خلال اتصالاته ومعارفه لعدة سنوات‏,‏ إلا أن رعونته وثقته الزائدة في نفسه أدت إلي القبض عليه ومحاكمته وحكم عليه بالسجن ثمانية عشر عاما أمضي منها‏10‏ سنوات ثم أفرج عنه خلال عفو لبعض السجناء وترك إسرائيل وسافر لإحدي الدول الأوروبية التي يعيش بها حتي اليوم‏.‏

ومن هو العميل الثالث؟
هو عبدالرحيم قرمان والذي ولد في عام‏1938‏ لإحدي العائلات العربية الثرية والمحترمة في مدينة حيفا وكانت عائلته معروفة خلال الانتداب البريطاني بأنها عائلة محترمة ومعتدلة وجاء ثراء هذه العائلة نتيجة امتلاكهم أراضي كثيرة في مناطق الجليل الغربي ومدينة الكرمل‏,‏ تلقي تعليمه في المدرسة الثانوية في حيفا وغادر قريته في نهاية الخمسينيات وسافر إلي أوروبا وتعرف علي شابة فرنسية تدعي مونيك وتزوجها بعد أن أسلمت وعادا معا إلي إسرائيل وفي عام‏1967‏

غادر ومعه زوجته إسرائيل إلي فرنسا مرة أخري من أجل تبني ولد من أحد مخيمات اللاجئين في الدول العربية وتعرف علي أحد المصريين الذي قدمه إلي أحد ضباط المخابرات العامة الذي استطاع بعد فترة أن يجنده ويدربه للعمل لصالح مصر وكلف بمهام مهمة للغاية حسبا ما جاء بكتاب الجواسيس الإسرائيلي منها تصوير سفن سلاح البحرية الإسرائيلي في حيفا وتصوير الصواريخ من طراز جبرائيل التي تطلق من البحر علي أهداف بحرية وكانت هذه الصواريخ من الأسرار العسكرية المهمة في جيش الدفاع الإسرائيلي كما كلف باختبار ملائمة طريق حيفا ـ عكا لاقلاع وهبوط الطائرات الحربية وقت الطوارئ ومحاولة التقرب من اليهود خاصة الذين يسافرون كثيرا للخارج مع التركيز علي العاملين في القوات الجوية الإسرائيلية‏,‏

وفي ربيع عام‏1969‏ نجح قرمان في تجنيد عميل جديد للمخابرات المصرية بناء علي التعليمات الصادرة له وجند توفيق فياض بطاح البالغ من العمر ثلاثين عاما ويعمل موظفا في جمارك ميناء حيفا حيث رؤي ضرورة وجود أحد العملاء بصفة دائمة داخل الميناء لمراقبة القطع البحرية الإسرائيلية والابلاغ عن كافة المعلومات والتفاصيل عنها وهو الأمر الذي تم بنجاح حتي نهاية عام‏1970‏ وقبض عليهما لعدم اتباعهما تعليمات الأمن المستديمة وحكم علي قرمان بالسجن لمدة اثني عشر عاما واستأنف الحكم أمام محكمة العدل العليا التي حكمت عليه بستة عشر عاما بزيادة أربعة أعوام عن الحكم الأول‏,‏ أما توفيق بطاح فحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات وظلا بالسجن لمدة أربعة أعوام وقامت المخابرات العامة المصرية بتبادلهما ومعهما آخران عام‏1974‏ مقابل مبادلة الجاسوس الإسرائيلي باروخ زكي مزراحي ثم قررا السفر إلي إحدي الدول الأوروبية للإقامة بها‏.‏

تلك هي الرواية الحرفية التي وردت بكتاب الجواسيس عن العملاء المصريين الأربعة حتي يتحقق القول المعروف بأنه شهد شاهد من أهلها ولكن يجب أن نوضح أن هذا جزء من كل‏,‏ فليس كل من يعمل يقبض عليه أي أن هناك العشرات بل المئات من القصص البطولية الأخري لا يمكن الافصاح عنها لأنها ببساطة شديدة‏,‏ الموساد لا يعلم عنها شيئا‏.‏

هل تقل أهمية الأعمال الاستخباراتية في زمن السلم عنه في زمن الحرب خاصة في ظل معاهدات السلام وإقامة العلاقات الدبلوماسية؟‏!‏
الحصول علي المعلومات مستمر طالما هناك حياة علي سطح الأرض‏,‏ ولا تقل أهمية الحصول علي المعلومات في زمن السلم عن زمن الحرب بل إن هناك خبراء يعتقدون أن جمع المعلومات في زمن السلم يفوق في الأهمية عن زمن الحرب لعوامل عديدة ـ ونحن نعلم أن الموساد مستمر ولا يتوقف عن محاولة تجنيد عناصر جديدة تتعاون معه‏,‏ وخير دليل علي ذلك قيام المخابرات العامة بالكشف عن ثلاث قضايا تجسس لصالح إسرائيل خلال الفترة الماضية فقط‏,‏ وقدموا جميعا للمحاكم وتمت إدانتهم بالسجن ويوضح هذا أيضا مدي قدرة ويقظة رجال المخابرات المصريين‏.‏

لكننا نجد بين فترة وأخري مسلسلات وأفلاما تتضمن قضايا من ملفات المخابرات مثلما شاهدنا في رمضان مسلسل حرب الجواسيس هل لهذا أسباب أو أهداف ما؟‏!‏
أجاب اللواء سامح سيف اليزل بقوله‏:‏ تقوم أجهزة المخابرات الكبري والتي أثبتت مكانها ضمن صفوة أجهزة المخابرات العالمية بعرض بعض من أعمالها وقضاياها الحقيقية علي فترات متفاوتة يتم اختيار توقيت إذاعتها بعناية شديدة سواء كانت علي هيئة مسلسلات درامية متعددة الحلقات أو فيلم سينمائي بهدف بث رسالة أمنية تثقف وتزود المشاهد بجرعة أمنية تهدف إلي زيادة الوعي الأمني لدي المشاهد وتعريفه بطرق الاقتراب المختلفة التي يمكن أن يتعرض لها سواء كان ذلك داخل البلاد أو خارجها من أجهزة المخابرات المضادة وحتي يتمكن من اكتشاف ما يمكن أن يتعرض له في الوقت المناسب كما يهدف عرض هذه الأعمال الدرامية إلي رفع الروح المعنوية لدي المواطنين وزيادة ثقتهم في أجهزتهم السيادية وعرض بطولات لمواطنين شرفاء وهبوا أنفسهم لصالح وطنهم‏.‏

وكلنا نتذكر المسلسلات التليفزيونية رأفت الهجان ودموع في عيون وقحة وأخيرا حرب الجواسيس وأيضا الفيلم السينمائي الصعود إلي الهاوية وكلها أمثلة لما سبق ذكره ونلاحظ أن كل هذه القضايا كان الطرف الآخر فيها هو جهاز الموساد الإسرائيلي‏.‏

وماذا عن جهاز الموساد الإسرائيلي؟
كلمة الموساد هي اختصار لعبارة باللغة العبرية هي موساد لعالياه بت وتعني منظمة الهجرة غير الشرعية والتي صدر قرار بإنشائها من بن جوريون في عام‏1937‏ كادارة تابعة لمنظمة الهاجاناه التي كان يترأسها بن جوريون في ذلك الوقت والتي كانت تهدف بشكل رئيسي إلي تهجير اليهود من دولهم الأصلية إلي فلسطين تمهيدا لإقامة الدولة الإسرائيلية فيما بعد‏.‏

وفي‏13‏ ديسمبر عام‏1949‏ أي بعد الاعلان عن قيام دولة إسرائيلية بأكثر من عام تم الاعلان عن تأسيس جهاز المخابرات الإسرائيلية تحت مسمي جديد هو جهاز الاستخبارات والمهمات الخاصة وتقرر استمرار إطلاق اسم الموساد كاسم مختصر عليه نظرا لانجازاته المهمة التي تم تنفيذها من خلال خطة تهجير اليهود إلي فلسطين منذ عام‏1937‏ وحتي قيام الدولة الإسرائيلية‏.‏

ونظرا لأهمية وسرية الأعمال التي يقوم بها الموساد تقرر أن يتبع بصفة مباشرة رئيس الوزراء الإسرائيلي فيتلقي منه التعليمات ويرسل إليه بتقاريره ونتائج أعماله ويحضر رئيسه غالبية إجتماعات مجلس الوزراء المصغر المكون من رئيس الوزراء والوزراء السياديين والذي يبحث ويصدر قراراته في المهام العسكرية والأمنية‏.‏

ويكلف الموساد بصفة عامة بجمع المعلومات في زمن السلم والحرب عن الدول المعادية والصديقة‏,‏ كما يقوم بتنفيذ العمليات السرية الخاصة خارج إسرائيل كما يقوم بإجراء الدراسات الاستخبارية علي بعض الأهداف الاستراتيجية كالنشاط النووي الايراني علي سبيل المثال ويقدم التوصيات المناسبة للتعامل مع هذه الأهداف‏.‏

وتنحصر مهام الموساد الرئيسية بشكل محدد فيما يلي‏:‏
‏1-‏ تجنيد العملاء وإدارة شبكات التجسس في جميع الدول خاصة الدول التي لها حدود مشتركة مع إسرائيل كذلك الأقطار المجاورة والتنظيمات والمليشيات التي تشكل تهديدا لأمن وسلامة إسرائيل‏.‏

‏2-‏ التخطيط وتنفيذ العمليات الخاصة خارج إسرائيل بما في ذلك عمليات الاغتيال أو خطف الشخصيات التي تخطط لتهديد سلامة وأمن الدولة الإسرائيلية‏.‏

‏3-‏ وضع تقييم للموقف السياسي والاقتصادي للدول العربية عامة وتقديم المقترحات والتوصيات حول الخطوات الواجب إتباعها لصانع القرار ومتابعة ردود افعال هذه التوصيات بعد تنفيذها علي أرض الواقع‏.‏

‏4-‏ جمع وتقييم المعلومات والأخبار المنشورة في الوسائل العلنية بما في ذلك النشرات والصحف والمجلات والدراسات الاكاديمية والاستراتيجية والبرامج والأفلام التليفزيونية والسينمائية‏.‏

‏5-‏ إحباط النشاطات التجريبية التي تستهدف المصالح الإسرائيلية واليهودية في الخارج‏.‏

‏6-‏ إحباط تطوير الاسلحة غير التقليدية من قبل الدول المعادية والمجاورة خاصة الأنشطة النووية وأسلحة التدمير الشامل بجميع أنواعها والعمل علي منع تسليح هذه الدول بها بجميع الطرق والوسائل المشروعة وغير المشروعة‏.‏

‏7-‏ تنشيط أعمال المخابرات السياسية مع الدول التي ليس لها علاقة بإسرائيل وبصفة خاصة الدول العربية وأيضا الأحزاب والتنظيمات السياسية والعسكرية لهذه الدول‏.‏

‏8-‏ إنقاذ اليهود في البلدان التي لا يمكن الهجرة منها إلي إسرائيل من خلال الجاليات اليهودية في الخارج والمؤسسات الإسرائيلية المكلفة رسميا بالقيام بهذه المهمة‏.‏

وأقرب مثال علي هذا التكليف الذي نتذكره جميعا عملية نقل الفلاشا من أثيوبيا إلي إسرائيل بالآلاف بشكل مفاجئ بالطائرات وفي زمن قياسي‏.‏

فهل لهذه الأسباب أطلق علي جهاز الموساد بأنه جهاز المخابرات الذي لايقهر؟
علي الاطلاق فجهاز الموساد يجابه جهاز المخابرات المصري وهو جهاز المخابرات الوحيد في العالم الذي ومنذ إنشائه في عام‏1953‏ عمل في ظروف غاية في الصعوبة عبر ثلاث حروب هي حرب‏1967‏ وحرب الاستنزاف وحرب‏1973‏ وأثبتت الأيام تفوق جهاز مخابراتنا علي جهاز الموساد سواء تجنيد عملاء وزرعهم داخل إسرائيل كما هو الحال في قضية رفعت الجمال أو رأفت الهجان أو في قضايا العملاء المزدوجين كقضية جمعة الشوان والتي أذيعت كمسلسل تحت إسم دموع في عيون وقحة أو في قضايا مقاومة التجسس كما هو الحال في فيلم الصعود إلي الهاوية وأخيرا مسلسل حرب الجواسيس وتشهد أجهزة المخابرات الكبري في العالم بكفاءة وحرفية ضباط المخابرات المصرية الذين يعملون في صمت وهدفهم الوحيد هو حماية أمن مصر وشعب مصر‏.‏

في الفترة الأخيرة قضايا التجسس التي كشفتها المخابرات المصرية لحساب الموساد تورط فيها شباب‏..‏ بماذا تنصح لكي لا يقع أحد منا في براثن التجنيد من جانب أي جهاز مخابرات؟‏!‏
وفي إجابته عن هذا التساؤل قال اللواء سامح سيف اليزل‏..‏ ليس بالضرورة أن يكون الشخص الذي يحاول الاقتراب من المواطن إسرائيلي الجنسية فعادة ما سوف يصرح له بأي جنسية أخري لذا من الواجب علي أي مواطن يشعر بأن هناك اقترابا مشبوها من شخص أو أشخاص بأي جنسية الإبلاغ الفوري عن هذا الاقتراب فقد تكون محاولة لتجنيده من جهاز مخابرات مضاد وعليه إذا كان موجودا خارج البلاد إخطار السفارة المصرية الموجودة بهذا البلد فورا أما اذا كان داخل البلاد فعليه التقدم ببلاغه إلي مبني المخابرات العامة بكوبري القبة حتي يتمكن المسئولون من التعامل مع البلاغ في الوقت المناسب وقبل أن يقع فريسة
__________________


الله يرحمه ويتغمد روحه الجنة....ويحشره مع الصالحين,,,,ويجزيه الفردوس الأعــلى,,

إننا لله وإنا إليه راجعون...

إن القلب ليحزن والعين لتدمع,,,وإنا لفراق أمثاله لمحزونون....


ان مرت الأيام ولم ترونـــــــي. فهذه مواضيعي فتـذكرونـــــــي. وان غبت يوما ولم تجدونــــــي. ففي قلبي حبكـم فـلاتنسونـــــــي. وان طال غيابـي عنكــــــــــــــم. دون عـودة اكون وقتهـا بحـاجــة للدعـاء فادعـولــــــــــــــــــ ي
رد مع اقتباس
  #168  
قديم 14-06-2010, 05:21 PM
الصورة الرمزية احمد بدر1978
احمد بدر1978 احمد بدر1978 غير متواجد حالياً
من انا؟: متزوج عندى بنتين وولد
التخصص العملى: مهندس موبيلات فى اى 2
هواياتي: تربية الكلاب والصيد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الموقع: الاسكندرية
المشاركات: 7,539
احمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond repute
هيكل كشف للجزيرة : اقوى عملية قامت بها المخابرات المصرية بحرفية عالية ... غرس اربعة ميكروفونات تصنت في قلب السفارة الامر

هيكل كشف للجزيرة : اقوى عملية قامت بها المخابرات المصرية بحرفية عالية ... غرس اربعة ميكروفونات تصنت في قلب السفارة الامريكية في القاهرة يتكون جهاز المخابرات المصرية من جناحين.. جناح "الخدمة السرية".. مهمته تجنيد العملاء في أرض العدو.. مثل عملية رفعت الجمال.. الشهير برأفت الهجان.. وجناح الأمن القومي.. ومهمته كشف الجواسيس الذين يعملون في الداخل.. مثل عملية لوتز.. وهو جاسوس ألماني زرعته إسرائيل في مصر نجح في توطيد علاقته بشخصيات وجنرالات كانوا يتدربون في نادي الفروسية الذي كان غطاءه الظاهر.. ومثل عملية علي العطفي.. خبير العلاج الطبيعي الذي جندته إسرائيل في أمستردام مقابل مساعدته في الحصول علي الدكتوراة في تخصصه وادعت أنه قتل جمال عبد الناصر بالتدليك المسموم.. لكن ليس هناك دليل واحد علي ذلك
ويعتقد محمد حسنين هيكل في أحاديثه التليفزيونية علي شاشة الجزيرة أن دور المخابرات في اصطياد الجواسيس كان أقوي وأكبر وأخطر بكثير من دورها في تجنيد العملاء.. وأن ما يراه الناس في أفلام السينما ومسلسلات التليفزيون من بطولات اختراق إسرائيل فيه من خيال مؤلفي الدراما أكثر مما فيه من حقائق الأمر الواقع.. وأثار ما قاله زوابع الغضب ضده.. فقد صدم الناس في بطولات تابعوها وصدقوها ومجدوها.. لكنه يقول: إنه استند فيما قال إلي تقرير اللواء محمد أحمد صادق رئيس المخابرات الحربية ( ووزير الحربية فيما بعد ) الذي رفعه إلي وزير الحربية الفريق محمد فوزي عن هزيمة يونيه 1967 وفيه: " إن من أكبر المشاكل ( التي سببت الهزيمة ) انه لم يكن لنا عميل واحد له قيمة داخل إسرائيل ".. فالعمل في إسرائيل شديد الصعوبة " لعدم وجود علاقات معها ".. وليست لنا وسيلة لدس جواسيس لا ينكشفون بسهولة.. " وفي المحصلة لم تكن لدينا معلومات كافية من داخل إسرائيل " جعلتنا نعرف ما يدبر لنا
علي أن هكيل عاد وذكر مؤخرا ما أسعد عشاق متابعة التجسس بكشف أكبر وأهم وأخطر عملية اختراق قامت بها المخابرات المصرية.. وحصلت منها علي معلومات لم تكن تخطر علي بالها
كان ذلك في نهاية عام الهزيمة.. حين كان الشعور بالحاجة لمعرفة معلومات عن العدو ضاغطا ومسيطرا علي جمال عبد الناصر ورجاله في أشد اللحظات العسكرية والسياسية حرجا.. كان الرئيس يردد " ليس لدينا معلومات.. نريد معلومات ".. كما ان جمال عبد الناصر لم ينس اختراق وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لدولته في قضية مصطفي أمين الذي قبض عليه واتهم وأدين في قضية تجسس وفيما بعد أفرج عن أنور السادات إفراجا صحيا
في ديسمبر عام 1967 جاء من " هيئة الأمن القومي " من يعرض علي جمال عبد الناصر العملية ويستأذنه فيها.. لقد اكتشفت مجموعة من المخابرات وسيلة يزرعون بها ميكرفونات في السفارة الأمريكية.. لم يكن من السهل علي جمال عبد الناصر قبول العملية بسهولة.. فكشفها فضيحة.. وجريمة.. وكارثة يصعب تقدير ثمنها.. قال الرئيس: إن مثل هذه العملية " عواقبها كثيرة جدا " ومع ذلك لو كان هناك جدية كافية فلا مانع عندي من الموافقة عليها
في ذلك الوقت وضعت المجموعة المكونة من نحو ثمانية أفراد ( منهم ضباط مخابرات وحرفيون مهرة ) أربعة ميكرفونات ــ حصلوا عليها من المانيا ــ في عقر دار سفارة أقوي دولة في العالم ــ حيث تسيطر عليها وكالة المخابرات المركزية التي كانت تعيد تشكيل النظم السياسية وكأنها تلعب بالصلصال ــ وضعوا ميكرفونا في صالون السفير دونالد بيرجس.. وآخر في غرفة الطعام.. وثالثاً في مدخل بيته.. والأخير في الدور العلوي.. وبدأ المصريون يسمعون كل كلمة تقال ويعرفون كل مؤامرة تدبر وكل شخصية تأتي وكل ضيف يدخل أو يخرج
ولم يصدق جمال عبد الناصر نفسه وأول التقارير من داخل السفارة تأتي إليه ".. حسب تعبير هيكل الذي أبدي سعادته بالعملية.. فمثل هذه السفارة تعد محطة ترانزيت دبلوماسيين وعسكريين وبرلمانيين أمريكيين وأوروبيين وإسرائيليين.. يذهبون إلي تل أبيب ويأتون منها.. وما يقولونه كنز من المعلومات يصعب تقدير جواهره.. خاصة أن مصر في حالة حرب.. وقد بقي المنجم يستخرج ما به من ألماس حتي يوليو 1971.. بعد شهرين تقريباً من إطاحة أنور السادات برجال جمال عبد الناصر وأركان حكمه فيما عرف بانقلاب 15 مايو.. ولابد أن لسانا ما مهما مؤثراً قد فلت بما كان محظوراً.. فعرف الأمريكيون بعد ثلاث سنوات ونصف السنة " الخابور " الذي كانوا يجلسون عليه مطمئنين
كان أنور السادات علي علاقة برئيس المخابرات السعودية كمال أدهم الذي سأله عن صراعه مع من وصفهم بمراكز القوي وكيف يسعون لإثبات صلته بالأمريكيين لكن أنور السادات طمأنه قائلا له: «إحنا بنسجل داخل السفارة الأمريكية» .. فبهت كما لأدهم أو علي حد قول انور السادات " الواد كمال كان حيقع من طوله لما قلت له ". كانت التقارير شفهية في البداية.. وتصل مباشرة إلي جمال عبدالناصر.. أما هو فكان يتصرف في المعلومات بالطريقة التي يراها مناسبة لبعض الجهات.. دون أن يكشف عن المصدر.. وهنا جري استخدام لفظ شائع في مصر هو " العصفورة قالت ".. لكنه.. بعد فترة من الزمن خاف جمال عبدالناصر من ذلك اللفظ الذي يحمل الكثير من الاستخفاف وعدم الثقة.. " فبدأ يقول عصفور وبعد قليل استخدم لقب الأستاذ عصفور.. وانتهي بلقب الدكتور عصفور وهو اللقب الذي استمر واستقر ".. والملفت للنظر أن في ذلك الوقت كان هناك كاتب ومفكر وقانوني شهير هو الدكتور " محمد عصفور ".. لكن لا علاقة له بالعملية قطعا
أصبح الدكتور عصفور شخصية حقيقية من كثرة ما تردد اسمه.. " الدكتور عصفور قال ".. " الدكتور عصفور جاء".. وكان السؤال اليومي للرئيس ولمكتب معلوماته الذي كان يشرف عليه سامي شرف: " هل هناك معلومات من الدكتور عصفور النهاردة؟ ". بعد فترة بدأت تقارير الدكتور عصفور تكتب وتحفظ في سرية تامة ويقرأها جمال عبدالناصر ويعلق عليها بخط يده.. وفور رحيله أصبح هناك خمس شخصيات سياسية ترسل إليها نسخة من تلك التقارير علي رأسهم أنور السادات بجانب علي صبري وشعراوي جمعة وسامي شرف بالطبع بصفته المسئول عن مكتب الرئيس للمعلومات
لم يكن انور السادات يعلم شيئا عن العملية وهو نائب للرئيس وقد سأل هيكل جمال عبدالناصر وهما في طريقهما للمغرب في نفس يوم تعيين أنور السادات نائبا عن حقه في معرفة تقارير الدكتور عصفور فكانت الإجابة: " لا دلوقت لا ".. ويضيف هيكل: " ولما بقي رئيساً أظن انه كان هناك من رأوا أنهم خائفون علي معلومات الدكتور عصفور من رئيس الجمهورية وهذا كان وضعا غريبا جدا وأظن أنني شخصيا أول واحد قال للرئيس السادات بعدين هذه المسألة ".. كان السادات يتناول طعام الغداء في بيت هيكل الريفي في وجود زوجته السيدة جيهان وسيد مرعي فأخذه هيكل إلي الحديقة وكشف له الحكاية وبدا الذهول علي وجهه قائلا: «إيه ده». يقول لنا سامي شرف: إنه لم يكن يعلم بعلاقة أنور السادات بكمال أدهم إلا بعد أن خرج من السجن ويوم القبض عليه كان في حقيبته آخر تقرير للدكتور عصفور يحمله للرئيس السادات الذي لم يكن يطبق القراءة ويفضل سماع التقارير في صورة حكايات وهو ما لم يكن يجيده سامي شرف
بعد عشرين يوما من معرفة كمال أدهم بعملية الدكتور عصفور اختفت ميكروفونات المخابرات المصرية تدريجيا من السفارة الأمريكية. وتشبه عملية الدكتور عصفور في جرأتها وأهميتها وخطورتها عملية الترا التي نجحت فيها المخابرات البريطانية في فك شفرة القوات الألمانية النازية وقت الحرب العالمية الثانية. ويقدم هيكل علي شاشة الجزيرة في الأسبوع التالي لكشفه العملية نماذج من تقارير الدكتور عصفور شديدة الأهمية والإثارة منها
(1) تقرير في 25 يناير عام 1971 وفيه حوار بين دونالد بيرجس السفير الأمريكي ويوجين ترو مندوب المخابرات الأمريكية في السفارة ويتناقشان فيه حول الصراع الذي كان يجري في الأردن بين الملك حسين والمقاومة الفلسطينية وكان رأيهما ان الملك حسين هو الوحيد القادر علي تصفية ياسر عرفات ورجاله
(2) تقرير في 10 فبراير 1971 وفيه يتحدث بيرجس وزوجته مع السفير الأمريكي في عمان وزوجته وهم يعاينون ساعة أثرية حصل عليها الدبلوماسي الأمريكي في عمان.. وقالت زوجة بيرجس: إن الحياة في القاهرة تتسم بالرخاء وأن فيها سفارتين فقط هما اللتان تعملان والباقية تنشغل بتهريب البضائع في الحقيبة الدبلوماسية خاصة السفارات الإفريقية.. وقالت زوجة بيرجس إنها تشتري تحفا قديمة من خان الخليلي بتراب الفلوس بمساعدة سيدة مجتمع مصرية شهيرة
(3) تقرير في 5 أبريل 1971 يتحدث فيه بيرجس عن علاقة قادة سلاح الطيران بخبراء السوفيت والمشاحنات التي تقع بينهم وأقر بأن السوفيت تعهدوا بمساعدة مصر في عبور القناة
(4) تقرير في 25 مارس 1971 ويدور حول زيارة السادات إلي موسكو والادعاء بأنه وقع اتفاقاً مع السوفيت بالمساعدة في عبور القناة
(5) تقرير في 27 أبريل 1971 عن استعدادات الجيش المصري للحرب وشعور السفارة الأمريكية بالخطر من تغير نوعية المجندين المصريين التي اصبحت أكثر استيعابا لتكنولوجيا القتال بعد زيادة أعداد حملة الشهادات الجامعية وتكلمت السفارة عن تشجيع السوفيت للمصريين علي حرب الاستنزاف ضد إسرائيل والخسائر الفادحة التي تتكبدها.. بجانب حديث عن التدريب علي العبور
(6) تقرير في 5 مايو 1971 عبارة عن حوار بين السفير الأمريكي وعضو في مجلس الشيوخ جاء من بيروت وراحا يتحدثان عن ضرب السد العالي وقالا ان بلادهما لا تفكر في ذلك لكن إسرائيل تفكر في اختراع قنبلة خاصة لهذه المهمة بجانب أنها قد لا تتردد في استخدام قنبلة نووية من الوزن الثقيل إذا ما اقتضي الأمر
(7) تقرير في نفس اليوم عن زيارة وزير الخارجية الأمريكية وليم روجرز ودعوة العشاء علي شرفه في السفارة التي حضرها عشرون شخصاً بينهم هيكل الذي طلب الوزير أن ينفرد به في مكان جانبي بعيد
(8) تقرير في 25 مارس 1971 وهو تقرير يكشف عن تدريب السفير ومندوب المخابرات الزوار الأمريكيين من نواب في الكونجرس وصحفيين مهمين ورؤساء شركات علي الأسئلة التي توجه للمسئولين المصريين وردود فعلهم سواء بالقول أو بالإشارة أو الإيماءة
وفي هذا الصدد يذكر هيكل أن مدير المخابرات الإسرائيلية تنكر ذات مرة في شخصية مراسل صحفي غربي وجاء إلي القاهرة وقابل الدكتور مصطفي خليل الذي تعرف عليه فيما بعد عندما زار القدس مع السادات في عام 1977 وعرف حقيقته. ما أخطر تقرير وصل إلي جمال عبدالناصر فكان تقرير 30 نوفمبر 1969 وقد سمع جمال عبد الناصر التسجيلات بنفسه يوم 6 ديسمبر التالي فقد كان من الصعب علي مدير المخابرات والمسئول عن العملية أن يبلغاه بما في التقرير من حرج فقد كان التقرير يتعلق بالرغبة في اغتياله
التقرير يسجل حوارا بين السفير الأمريكي في القاهرة وزميله الوزير المفوض في سفارة تل أبيب الذي كان ضيفا عليه ويقيم في سفارة القاهرة.. قال الوزير المفوض: إنه عندما يمشي في شوارع القاهرة يشعر بأن العاصمة المصرية فقدت شعورها بالحرب وتبدو وكأن بلادها هي التي انتصرت.. وتحدث عن دور جمال عبد الناصر في دعم الثورة الليبية.. وتحدث عن متاعب جولدا مائير.. وسمعة موشي ديان التي تبدو في الخارج أكبر من قوته في الداخل.. وتحدث عن شعور الإسرائيليين بفقدان الأمن رغم انتصارهم في الحرب
راح جمال عبد الناصر يستمع للشريط ويكتب علي ورقة بخط يده عبارات مما يسمع منها " إذا تخلصنا من ناصر فإن اليمين سيحرض الجيش علي تغيير نظام الحكم ".. " سنتخلص منه إما بالمرض او بالسم ".. وكتب جمال عبد الناصر علي طرف ورقة اخري كانت تقريرا عن اجتماع لمجلس الوزراء كلمة عاجل أو «أكسبريس» باللغة الإنجليزية.. ولم تمر سوي شهور قليلة حتي توفي جمال عبدالناصر.. فهل كانت الوفاة طبيعية.. أم بالسم أو المرض؟لا يشك سامي شرف في أن الوفاة طبيعية ولكن يضيف إلي رأيه جملة " حتي الآن " فمن يدري ما ستكشفه الأيام والوثائق بعد عمر طويل أو قصير.. إن نابليون بونابرت مثلا ثبت بعد سنوات طوال أنه مات مسموما بجرعات غير محسوسة من الزرنيخ ولم يكتشف ذلك إلا في وقت قريب.. وتصر هدي عبدالناصر علي أن والدها مات مقتولاً.. ولكنها لا تملك دليلاً علي ذلك
عن جريدة الفجر المصرية

__________________


الله يرحمه ويتغمد روحه الجنة....ويحشره مع الصالحين,,,,ويجزيه الفردوس الأعــلى,,

إننا لله وإنا إليه راجعون...

إن القلب ليحزن والعين لتدمع,,,وإنا لفراق أمثاله لمحزونون....


ان مرت الأيام ولم ترونـــــــي. فهذه مواضيعي فتـذكرونـــــــي. وان غبت يوما ولم تجدونــــــي. ففي قلبي حبكـم فـلاتنسونـــــــي. وان طال غيابـي عنكــــــــــــــم. دون عـودة اكون وقتهـا بحـاجــة للدعـاء فادعـولــــــــــــــــــ ي
رد مع اقتباس
  #169  
قديم 14-06-2010, 05:22 PM
الصورة الرمزية احمد بدر1978
احمد بدر1978 احمد بدر1978 غير متواجد حالياً
من انا؟: متزوج عندى بنتين وولد
التخصص العملى: مهندس موبيلات فى اى 2
هواياتي: تربية الكلاب والصيد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الموقع: الاسكندرية
المشاركات: 7,539
احمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond repute
عمرك سمعت عن عملية عامود النور

أكتب يا تاريخ

سجل يا تاريخ

عرف يا تاريخ

و أعلن يا تاريخ

في بلدنا رجال

في صمتهم شافوا ألأهوال

و في نصرهم مافكروش في أي منوال

علشان بلدهم أهم عندهم من كل منوال

أنا النهاردة حبيت أجيب قصة من قصص رجال الصمت العظماء، علشان نعرف شبابنا و بناتنا من البلد بتاعتنا، أن في رجالة سهرانين على حمايتهم و حماية أمنهم.

و للأمانة الموضوع منقول من أحد المنتديات.

عمليه عمود النور



إيهود باراك" كان أحد أعضاء هذه الوحدة والذى تحدث عنه الكتاب بطريقة مفصلة إنه كتاب "الصفوة" الذى يتحدث عن الوحدة الخاصة "8200" وهى وحدة خاصة جدا كانت وحتى فترة قريبة للغاية من أهم وحدات المخابرات الاسرائيلية وكان معظم القادة الاسرائيلية من عناصر هذه الوحدة المتميزة.





ورغم كل عمليات هذه الوحدة الناجحة إلا إن لها عدد كبيرا للغاية من العمليات الفاشلة تماما وهو ما صمها كتاب "الصفوة" الذى قام بتأليفه العقيد "أورى لافور" والذى يقول فى كتابه إن العديد من عمليات هذه الوحدة باءت بالفشل خاصة تلك العملايت التى جرت أحداثها فى مصر وسوريا حتى إن الفترة فى بداية السبعينات توقفت عمليات تلك المجموعة تماما بعد أن اتضح إن المخابرات والجيش المصريين وفى سوريا يرصدون هذه الوحدة وعملياتها ويتدخلون فى الوقت المناسب من أجل إفشال هذه العمليات تماما.


ومن العمليات الفاشلة لهذه الوحدة عملية عامود النور الفاشل وهى عملية جرت أحداثها فى بداية السبعينيات وهى فترة حرب الاستنزاف التى أقلقت إسرائيل وأوجعتها تماما فما كان من القيادات الاسرائيلية إلا أن فكرت فى معرفة كافة التعليمات التى يجئ من القيادة المصرية فى القاهرة إلى الوحدات المصرية فى السويس طرأت على بال بعض قيادات الموساد فكرة سرقة عامود نور من الطريق الذى يصل القاهرة بالسويس وزرعه عامود نور بدلا منه ملئ بأجهزة التجسس الناقلة للمعلومات والتى تستطيع رصد أى إشارة سلكية أو لاسلكية بين القيادة فى القاهرة ووحدات الجيش الثالث فى السويس وتم التخطيط جيدا لهذه العملية واندفع مجموعة العمل من وحدة "8200"الخاصة ووصلوا إلى الهدف وتم خطف عامود النور المصرى وزرع آخر إسرائيلى يشبهه تماما وملئ بأجهزة التصنت والتجسس.

وغادرت المجموعة المكان وأعلنت لقيادات الموساد نجاح العملية تماما وهكذا جلست تلك القيادات بجانب أجهزة تلقى الاشارات فى انتظار ما تنقله أجهزة العامود المزيف وطوال أسبوع كامل لم تتصل أجهزة العامود أى شئ وفجأة وصلت مكالمة هاتفية من مدير الموساد آنذاك توضح للجميع سبب ورود هذه الإشارات وهو إن المصريين كانوا يرصدون هذه العملية وفور إنصراف اليهود فإنهم أخذوا العامود ووضعوا بدلا منهم عامود مصرى تقليدى وهكذا فشلت هذه العمليات.
__________________


الله يرحمه ويتغمد روحه الجنة....ويحشره مع الصالحين,,,,ويجزيه الفردوس الأعــلى,,

إننا لله وإنا إليه راجعون...

إن القلب ليحزن والعين لتدمع,,,وإنا لفراق أمثاله لمحزونون....


ان مرت الأيام ولم ترونـــــــي. فهذه مواضيعي فتـذكرونـــــــي. وان غبت يوما ولم تجدونــــــي. ففي قلبي حبكـم فـلاتنسونـــــــي. وان طال غيابـي عنكــــــــــــــم. دون عـودة اكون وقتهـا بحـاجــة للدعـاء فادعـولــــــــــــــــــ ي
رد مع اقتباس
  #170  
قديم 14-06-2010, 05:24 PM
الصورة الرمزية احمد بدر1978
احمد بدر1978 احمد بدر1978 غير متواجد حالياً
من انا؟: متزوج عندى بنتين وولد
التخصص العملى: مهندس موبيلات فى اى 2
هواياتي: تربية الكلاب والصيد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الموقع: الاسكندرية
المشاركات: 7,539
احمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond reputeاحمد بدر1978 has a reputation beyond repute
سمير الاسكندراني.. ثعلب المخابرات المصرية

لا ريب في أن الكل يعلم أن الفنان سمير الاسكندراني قد كان جاسوسا لا يشق له غبار للمخابرات المصرية..


ولكن قليلين فقط هم من يعلمون تفاصيل قصته كاملة..


فهيا نبدأ في سرد قصة الثعلب المصري.. ومن البداية.


نشأ سمير فؤاد الاسكندراني في حي الغورية ، وقضى فيه طفولته وصباه، وعاش مع والده الحاج فؤاد سهرات وأمسيات الأدب والفن والغناء، فوق سطح منزله هناك، وامتزج نموه بأشعار بيرم التونسي ، وألحان الشيخ زكريا احمد، وغناء والده بصوته العذب، وأحاديث السياسة والحرب والاقتصاد..

ولكن دوام الحال من المحال.. لقد انتقلت الأسرة من الغورية إلي شارع عبد العزيز، ليتغير هذا العالم كله، وتنقلب الحياة رأسا علي عقب، فالطباع المصرية الأصلية اختفت وتوارت، لتحل محلها عائلات وتقاليد إيطالية ويونانية وإنجليزية وتحول عم سيد الصعيدي البقال البسيط إلي جورج باباكرياكو البقال اليوناني المتغطرس، وعم عبد الفضيل أصبح الخواجة أرتين، ولم تعد هناك جارتهم الست نبوية، بل أصبحت سنيورا ماريا، وابنتها الفاتنة يولندا..

ويولندا هذه بالذات، كان لها أبلغ الأثر في حياة سمير، فقد وقع في حبها، وعشق من أجلها كل ما هو إيطالي، وقضى بصحبتها أمسياته الجديدة، فوق سطح منزل شارع عبد العزيز وأمتزج بعصبة أمم مصغرة، من الشبان الإيطاليين واليهود..

بل ومن أجلها، قرر أن يتعلم اللغة الإيطالية، ويتقنها، حتى يبثها حبه ولواذع قلبه بلغتها الأم..
وتفوق سمير في دروس الإيطالية ونجح في الحصول علي منحة دراسية في مدينة بيروجيا الإيطالية، لدراسة الأدب واللغة في جامعنها الشهيرة..
وسافر سمير قبل موعد الرحلة بثلاثة أسابيع، ليزور والدة الدكتورة ماريا هايدر، الأستاذة بجامعة فيينا، التي دعته لقضاء السهرة في مرقص صغير، راح براقصها فيه بكل مرح وبراعة، وضحكاتها تملا المكان، حتى ارتطمت قدمه عفوا براقص آخر، التفت إليه في حده يسأله عن جنسيته، وعندما أجابه بأنه مصري، ارتسم الغضب علي وجه ذلك الراقص، ولوح بقبضته في وجهه، صائحا في مقت شديد:
- وأنا إسرائيلي، ويوما ما سنحتل مصرك كلها، وعندئذ سأبحث عنك أنت بالذات، وسط الخراب والحطام، وأقتلك مرتين، و....
وقبل أن يتم عبارته، كانت قبضة سمير تحطم فكه، وتحول المكان كله إلي ساحة قتال..
وفي بيروجيا، استقر به المقام عند سنيورا كاجيني، التي عاملته كابنها، وأكرمت وفادته، وقضى في منزلها منحته الصيفية، وعاد إلي القاهرة، وكله شوق ولهفة، للقاء حبيبة القلب يولندا، وسكب عبارات الغزل الإيطالية في أذنيها..

ولكن كانت هناك في انتظاره مفاجأة مؤلمة..
لقد رحلت يولندا مع أورلاندو، صديقها القديم، ليتزوجا في أوروبا ونسيت أمره هو تماما..
وكانت الصدمة قاسية عليه، ولكنها لم تحطمه، وإنما دفعته للاستزادة من دراسته للغة الإيطالية، حتى حصل علي منحة دراسية ثانية، في جامعة بيروجيا، التي سافر إليها في الصيف التالي، ليقيم أيضا عند سنيورا كاجيني..

وذات يوم، وهو يلعب البياردو في الجامعة، التقى بشاب ذكي، يجيد العربية بطلاقة مدهشة، ويتحدث الفرنسية والإيطالية والإنجليزية في براعة، إلي جانب إجادته لبعض ألعاب الحواة، التي بهرت طلاب جامعة بيروجيا، وأدهشت سمير للغاية..
وقدم الشاب نفسه بأسم سليم، وسرعان من توطدت أواصر الصداقة بينه وبين سمير، وأخبره انه يعقد بعض الصفقات التجارية، التي تتطلب سرعة التحرك وسريته، مما يبرر اختفاءه كثيرا عن بيروجيا، ثم ظهوره المباغت في فترات غير منتظمة، وهو يصطحب في معظم الأحيان فتيات فاتنات، وينفق عليهن في سخاء واضح..
وعلي الرغم من انبهار سمير بهذا الشاب في البداية، إلا أن شيئا ما بعث الكثير من الحذر في أعماقه، فراح يتعام معه في بساطة ظاهرية، وتحفز خفي، نجح في التعامل بهما في مهارة، وكأنه ثعلب ذكي، يجيد المراوغة والخداع..

وذات يوم، أخبر احدهم سمير أن هذا الشاب ليس عربيا، وانه يحمل جواز سفر أمريكيا، مما ضاعف من شكوك سمير وحذره، فقرر أن يراوغ سليم أكثر وأكثر، حتى يعرف ما يخفيه، خلف شخصيه المنمقة الجذابة، حتى كان يوم قال له فيه سليم:
أن طبيعتك تدهشني جدا يا سمير، فأنت أقرب إلي الطراز الغربي، منك إلي الطراز العربي.. كيف نشأت بالضبط؟

وهنا وجدها سمير فرصة سانحة، لمعرفة نوايا سليم ، فأستغل معرفته الجيدة بطبائع المجتمع الأوروبي واليهودي، التي أكتسبها من أمسيات سطح شارع عبد العزيز وابتكر قصة سريعة، أختلقها خياله بدقة وسرعة مدهشتين، ليدعي أن جده الأكبر كان يهوديا، واسلم وليتزوج جدته، ولكن أحدا لم ينس أصله اليهودي، مما دفع والده إلي الهجرة للقاهرة، حيث عرف أمه، ذات الطابع اليوناني، وتزوجها، وانه أكثر ميلا لجذوره اليهودية، منه للمصرية..
وسقط سليم في فخ الثعلب، وأندفع يقول في حماس:
كنت أتوقع هذا.. أنا أيضا لست مصريا يا سمير ، أنا يهودي.
وابتسم الثعلب الكامن في أعماق بطلنا في سخرية، عندما أدرك أن لعبته قد أفلحت، ودفعت سليم لكشف هويته..

ولكن اللعبة لم تقتصر علي هذا، فبسعة قدم سليم صديقه الي رجل أخر، يحمل اسم جوناثان شميت، ثم أختفي تماما، بعد أن انتهت مهمته، باختيار العنصر الصالح للتجنيد، وجاء دور جوناثان لدراسة الهدف وتحديد مدى صدقه وجديته..

وأدرك سمير انه تورط في أمر بالغ الخطورة، ولكنه لم يتراجع، وإنما مضى يقنع جوناثان ، الذي لم يكن سوى أحد ضباط الموساد الإسرائيلي، بكراهيته للنظام، ورغبته في العمل ضده، حتى عرض جوناثان العمل لصالح ما أسماه بمنظمة البحر الأبيض المتوسط، لمحاربة الشيوعية والاستعمار، مقابل راتب شهري ثابت، ومكافآت متغيرة، وفقا لمجهوده وقيمة الخدمات التي يمكنه تقديمها، فوافق سمير علي الفور، وبدأ تدريباته علي الحبر السري، والتمييز بين الرتب العسكرية، ورسم الكباري والمواقع العسكرية، وتحديد سمك الخرسانة، ثم طلب جوناثان من سمير التطوع في الجيش، عند عودته إلي مصر، وأعطاه مبلغا كبيرا من المال، ومجلة صغيرة للإعلان عن ناد ليلي في روما، مطبوعة فيه صورته وهو يغني في بعض السهرات، كتبرير لحصوله علي المال..

وعاد سمير إلي بيروجيا ليستقبل شقيقه الوحيد سامي، الذي حضر ليقضي معه بعض الوقت، قبل سفره إلي النمسا، وقضى سمير فترة أجازة شقيقه كلها في توتر شديد، ثم لم يلبث أن حسم أمره فأيقظه في أخر لياليه في بيروجيا، وقبل سفره إلي النمسا، وروى له القصة كلها، ثم طالبه بالكتمان الشديد..
وأصيب سامي بالهلع، لما رواه له شقيقه، وطلب منه الحرص الزائد، والتوجه فور عودته إلي مصر، إلي المخابرات العامة، ليروي لها كل ما لديه..
وكان هذا ما قرره سمير بالفعل، وما استقر رأيه عليه، ولكنه في الوقت ذاته كان يصر علي ألا يخاطر بما لديه من معلومات، وبالا يبلغ بها سوي شخص واحد في مصر.. الرئيس جمال عبد الناصر نفسه...
وفور عودته إلي القاهرة، وعن طريق احد أصدقاء والده، تم الاتصال بالمخابرات العامة وبمديرها صلاح نصر، الذي بذل قصارى جهده لينتزع ما لديه من معلومات، ولكن سمير أصر في عناد شديد علي ألا يبلغ ما لديه إلا للرئيس جمال شخصيا.. وقد كان..
ولقد استمع الرئيس جمال في اهتمام شديد، إلي القصة التي رواها سمير، وشاهد مع مدير المخابرات تلك الحقيبة التي أعطاها جوناثان له، بجيوبها السرية، والعملات الصعبة، والحبر السري وغيره من أدوات التجسس، التي تطلع إليها الرئيس كلها، ثم رفع عينيه إلي سمير وقال له :
أعتقد أن دورك لم ينته بعد يا سمير.. أليس كذلك؟
أجابه الشاب في حماس شديد: أنا رهن إشارتك يا سيادة الرئيس، ودمي فداء لمصر.
وكان هذا إيذانا ببدء فصل جديد من المعركة..
الفصل الأكثر خطورة.
----------------------------
بدأ سمير يعمل لحساب المخابرات المصرية، وتحت إشراف رجالها، الذين وضعوا الأمر برمته علي مائدة البحث، وراحوا يقلبونه علي كل الوجوه، ويدربون الشاب علي وسائل التعامل، وأسلوب التلاعب بخبراء الموساد..
وكان سمير ثعلبا حقيقيا، أستوعب الأمر كله في سرعة وإتقان، وبرزت فيه مواهبه الشخصية، وقدرته المدهشة علي التحكم في انفعالاته، وبراعته في التعامل مع العدو، فراح يرسل معلومات سرية عن مواقع عسكرية ومراكز قيادية، ومعلومات عن برج القاهرة، الذي كان محطة رادارية هامة، ومواقع أخري لها فاعليتها الاستراتيجية، دون أن يتجاوز قدراته الحقيقية، أو يبدي حنكة غير عادية، يمكنها أن تثير شكوك العدو..

فذات يوم، طلب جوناثان من سمير تجنيد احد أقاربه من العسكريين، وكان هذا القريب رجلا ناضجا، يفوق الشاب عمرا وشخصية، ولم يكن من المنطقي أن ينجح سمير في تجنيده، لذا فقد أعتذر مبديا أسبابه، ومعلنا عدم استطاعته هذا، مما جعل جوناثان يطمئن لصدقه، فلو استجاب لمطلب عسير كهذا، لراود العدو الشك في مصداقيته وإخلاصه، وقطع علاقته به مباشرة.,
ولكن جهاز المخابرات المصري كان يقظا..
وسمير كان ذكيا حريصا وكتوما، وربما كانت هذه الصفة الأخيرة سببا في كثير من المشكلات، التي واجهها خلال مهمته هذه، فعلي الرغم من أن والده كان يعلم بأمر ذهابه الي المخابرات، فور عودته من ايطاليا، إلا أنهم افهموه هناك إنها مجرد شبهات بلا أساس، وان ابنه بالغ كثيرا في أمر لا يستحق، وطلبوا من سمير أن يخفي عن والده تماما أمر عمله معهم حتى يحاط الأمر بأكبر قدر ممكن من السرية، ولكن والده لم يتقبل غيابه الطويل، ولا عودته ذات ليلة متأخرا، فثار في وجهه، وطرده من المنزل، والشاب يتمزق حزنا، ولا يستطيع تبرير موقفه أمام والده، الذي يعتبره طيلة عمره مثله الأعلى..

ولكن يالعجائب الأقدار.. لو لم يطرد الحاج فؤاد ولده هذا الليلة، لفشلت العملية كلها وربح الموساد اللعبة، فسبب التأخير هو أن سمير كان يعد خطابا خاصا للعدو، بمعاونة ضابط اتصال من المخابرات المصرية، ورسم فيه بعض المواقع العسكرية، ولكنه أخطا في بعض الرموز العسكرية الهندسية، فأصلحها له ضابط الاتصال في عفوية، بفضل خبرته ودراساته العسكرية القديمة، مما أضطر سمير الي أعادة صياغة الخطاب مرة أخري برموزه الصحيحة، وحمله معه ليرسله الي جوناثان بالطرق المألوفة، ولكنه وصل الي منزله متأخرا، فطرده والده، واضطر للمبيت عند زميل له من أصل ريفي، وأصابته نوبة أنفلونزا، بسبب انتقاله من وسط المدينة إلي إمبابة في الليل البارد، فسقط طريح الفراش طوال الأسبوع، ولم يرسل الخطاب..

وفي الوقت نفسه، انتبه ضابط الاتصال الي انه من غير الطبيعي أن يرسم سمير الرموز العسكرية الهندسية الصحيحة، وهو لم يتعلمها علي يد جوناثان وفريقه، وانه من المفروض أن يرسل الرسوم غير الصحيحة، فأنطلق يبحث عنه ويدعو الله إلا يكون قد أرسل الخطاب، وإلا أدرك الإسرائيليون أن هناك من يرشده، وتفشل العملية كلها...
وعثر الضابط علي سمير، وحمد الله سبحانه وتعالي علي انه لم يرسل الخطاب، فأخذه منه وجعله يكتبه مرة أخري كما كان في البداية، وبدون تصحيح، وأرسله الي جوناثان..
وطوال الوقت كان سمير يشكو في خطاباته الي جوناثان من احتياجه الشديد للمال، ويهدد بالتوقف عن العمل، لو لم يعملوا علي إخراجه من ضائقته المالية، وفي الوقت نفسه كان يرسل لهم عشرات المعلومات والصور، التي سال لها لعابهم، وجعلتهم يتأكدون من انه عميل عظيم الأهمية، يستحيل التضحية به، لأي سبب من الأسباب، فطلبوا منه استئجار صندوق بريد، وأخبروه أنهم سيتدبرون أمر تزويده بالنقود المطلوبة.

ووصل ثلاثة الآلاف دولار إلي صندوق البريد، داخل عدة مظاريف وصلت كلها من داخل مصر، لتعلن عن وجود شبكة ضخمة من عملاء إسرائيل، تتحرك في حرية داخل البلاد وتستنفذ أسرارها وأمنها.
وبدأت خطة منظمة للإيقاع بالشبكة كلها، ولكن الإسرائيليين استدعوا سمير، وطلبوا منه السفر بسرعة الي روما، وهناك أخضعوه الي استجواب عسير، انتهى الي مضاعفة ثقتهم به، وعودته الي مصر بأوامر وتعليمات وطلبات جديدة، فستأجر شقة في شارع قصر العيني، وأرسل يطالب جوناثان بالمزيد من الأموال، لتغطية النفقات ومصاريف تأسيس الشقة، وأعلن خوفه من إرسال الأفلام التي يلتقطها للهداف الحيوية، خشية أن تقع في أيدي الجمارك ورجال الرقابة، فأرسل إليه جوناثان رقم بريد في الإسكندرية، وطلب منه إرسال طرود الأفلام إليه، وسيتولى صاحبه إرسالها إلي جوناثان نفسه..

وبدأت خيوط الشبكة تتكشف شيئا فشيئا، وعيون رجال المخابرات المصرية تتسع أكثر وأكثر، في دهشة وعدم تصديق..
لقد كانت أضخم شبكة تجسس عرفها التاريخ، منذ جواسيس قيصر روسيا، في بدايات القرن، ومعظمها من الأجانب المقيمين في مصر، والذين يعملون بمختلف المهن، ويحملون جنسيات مختلفة..
فمن مصمم ديكور يوناني، الي موظف فندق إيطالي، الي دبلوماسي ألماني، وجرسون ومدرس وممرضة..

وأدركت المخابرات المصرية أنها أمام صيد هائل، يستحق كل الجهد المبذول، وقررت أن تعد خطتها بكل دقة وذكاء، وتستعين بقدرات سمير الثعلبية، لسحق الشبكة كلها دفعة واحدة، في أول عمل من نوعه، في عالم المخابرات.
وبخطة ذكية وأنيقة، تحتاج الي مقال كامل لشرحها، استطاع سمير إقناع المخابرات الإسرائيلية بإرسال واحد من أخطر ضباطها إليه في القاهرة، وهو موسى جود سوارد، الذي وصل متخفيا، ولكن المخابرات المصرية راحت تتبع خطواته في دقة مدهشة، حتى توصلت الي محل إقامته، والي اتصالاته السرية برجلين هما رايموند بترو، الموظف بأحد الفنادق، و هيلموت باوخ، الدبلوماسي بأحدي السفارات الأوروبية، والذي ينحدر من أم يهودية، ويتولى عملية إرسال العمليات إلي الخارج، مستخدما الحقيبة الدبلوماسية بشكل شخصي..

وبضربة مباغته، ألقت المخابرات المصرية القبض علي موسى، وتحفظت عليه، دون أن تنشر الخبر، أو تسمح للآخرين بمعرفته، وتمت السيطرة عليه ليرسل خطاباته بنفس الانتظام الي الموساد، حتى يتم كشف الشبكة كلها، والإيقاع بكل عناصرها..
وكسرب من الذباب، انطلق في وجهه مبيد حشري قوي، راح عملاء الشبكة يتساقطون واحد بعد الأخر، والحقائق تنكشف أكثر وأكثر، ودهشة الجميع تتزايد وتتزايد..

ثم كانت لحظة الإعلان عن العملية كلها، وجاء دور الإسرائيليين لتتسع عيونهم في ذهول، وهم يكتشفون أن الثعلب المصري الشاب سمير الاسكندراني قد ظل يعبث معهم ويخدعهم طوال عام ونصف العام، وانه سحق كبريائهم بضربة ذكية متقنة، مع جهاز المخابرات المصري، الذي دمر أكبر وأقوي شبكاتهم تماما، وفكروا في الانتقام من الثعلب بتصفية شقيقه سامي، ولكنهم فوجئوا بان المخابرات المصرية قد أرسلت احد أفضل رجالها لإعادته من النمسا، قبل كشف الشبكة..
وكانت الفضيحة الإسرائيلية عالمية، وكان النصر المصري ساحقا مدويا، واستمع سمير إلي التفاصيل وهو يبتسم، ويتناول الطعام بدعوى شخصية من الرجل الذي منحه كل حبه وثقته، وعلي مائدة تضم الرجل وأسرته، في منزلهم البسيط..
لقد دعاه الرئيس جمال عبد الناصر، ليكافئه علي نجاحه في تلك اللعبة، التي أثبتت انه ليس فنانا عاديا، أو مواطنا بسيطا، بل هو يستحق وعن جدارة، ذلك اللقب الذي أطلقوه عليه في جهازي المخابرات المصري والإسرائيلي، عندما تسبب نجاحه في استقالة مدير المخابرات الإسرائيلية هرطابي..
لقب الثعلب..
الثعلب المصري.. سمير الاسكندراني.
__________________


الله يرحمه ويتغمد روحه الجنة....ويحشره مع الصالحين,,,,ويجزيه الفردوس الأعــلى,,

إننا لله وإنا إليه راجعون...

إن القلب ليحزن والعين لتدمع,,,وإنا لفراق أمثاله لمحزونون....


ان مرت الأيام ولم ترونـــــــي. فهذه مواضيعي فتـذكرونـــــــي. وان غبت يوما ولم تجدونــــــي. ففي قلبي حبكـم فـلاتنسونـــــــي. وان طال غيابـي عنكــــــــــــــم. دون عـودة اكون وقتهـا بحـاجــة للدعـاء فادعـولــــــــــــــــــ ي
رد مع اقتباس
إضافة رد


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

 MasrMotors غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي MasrMotors ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر


الساعة الآن 10:11 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2024
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017