مزودة بمحرك يتميز بقلة الاحتكاك الداخلي بين مكوناته....«رينو آر سبيس كونسبت».. عائلية مدمجة تجمع بين بساطة التصميم والمساحة الداخلية

عندما كشفت شركة «رينو» الفرنسية عن سيارتها التجريبية الجديدة «آر سبيس» في معرض جنيف الأخير أجمعت الآراء على أن هذه الفكرة قد حان وقتها فعلا. وقالت الشركة بعد المعرض إنها تدرس جديا إنتاج هذه السيارة لأسواق عام 2012.
وتعيد شركة «رينو» اختراع السيارة العائلية «ميني فان» التي سبق أن افتتحت بها أسواق هذا القطاع بالسيارة «ايسباس» في التسعينات من القرن الماضي. هذه المرة تأتي «ميني فان» في حجم مدمج، وبأبواب تفتح جانبيا كأبواب الصالون لتمنح العائلة مساحة شاسعة لدخول السيارة والخروج منها. كما أنها توفر درجة كبيرة من المرونة العملية في المساحة المتاحة داخل السيارة عن طريق فكرة جديدة محورها مكعب يمكن التحكم فيه كهربائيا بحيث تتحول السيارة إلى العديد من الأشكال المسطحة التي تتيح للأطفال خيارات متعددة بدءا بالنوم على سطح مستو وحتى اللعب على ما يشبه المقاعد والمناضد داخل السيارة، إذ إنها توفر مساحة واحدة «مونو سبيس» داخل السيارة لجميع أغراض الاستخدام. ومع ذلك فهي مدمجة الأبعاد ولا يزيد طولها على 4.25 متر. وهي ذات «بروفايل» ديناميكي، بسقف بانورامي ونافذة أمامية كبيرة الحجم عالية الانسيابية وتندمج مع التصميم الأمامي في زاوية واحدة تمتد حتى سقف السيارة. ويمتاز التصميم بالخطوط الجانبية التي تعكس الضوء وتعطي الانطباع بأن السيارة رياضية في طبيعتها وليست عائلية. وهي تشبه سيارات «هوت هاتش» التي يحلم بها الشباب. واختارت الشركة للنموذج التجريبي الذي كشفت عنه اللون الذهبي المعدني الذي يساهم في انعكاس الضوء وتوضيح معالم السيارة. وتتسم السيارة بانسيابية عالية حيث لا يزيد معامل مقاومة الهواء على 0.28 درجة. كما لا يتعدى وزنها 1300 كيلوجرام.

ويقول مصمم السيارة لورنس فان دين اكر، إن التصميم الداخلي يعكس الجو الدافئ لاجتماع العائلة في غرفة الجلوس ويعيد تفسير سيارة العائلة في إطار عصري يجمع بين الجمال الخارجي وسهولة القيادة ورحابة المساحة الداخلية. ولا يوجد في السيارة حاجز في الوسط بين البابين يعوق مساحة الدخول إليها بينما يتعامل السائق مع السيارة عبر قمرة خاصة به. وتهتم السيارة بالأطفال على وجه الخصوص وتتيح لهم مساحة كبيرة بها مكعبات يمكن تحريك زواياها عبر 27 محركا كهربائيا دقيقا لتعديل الارتفاع والشكل بحيث يمكن الاختيار بين عدة برامج تتيح مساحات مسطحة في السيارة أو مقاعد أطفال مع طاولة.

المحرك
* ويدفع السيارة جيل جديد من المحركات البترولية ابتكرته الشركة يوفر تقنيات الحقن المباشر بالوقود، وهو محرك سوف تستخدمه الشركة في العام المقبل في العديد من سياراتها الأخرى. ويتكون المحرك من 3 أسطوانات وهو بسعة 900 سم مكعب وأنتجته الشركة بالتعاون مع شركة «نيسان» شريكتها في التحالف القائم بينهما. ويرتبط المحرك بناقل أوتوماتيكي، وهو يوفر ما يعادل طاقة محرك سعته 1.6 لتر بفضل نظام الشحن التوربيني الملحق به. وتبلغ الطاقة القصوى للمحرك 110 أحصنة مع عزم دوران يبلغ 160 نيوتن/ متر. ولا يزيد الانبعاث الكربوني من هذا المحرك على 95 جراما لكل كيلومتر، وهي بذلك تكون معفاة من الضرائب والرسوم في العديد من الدول الأوروبية. وتنطلق السيارة إلى سرعة قصوى تصل إلى 200 كيلومتر في الساعة، وتنطلق إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة في زمن لا يتخطى 11 ثانية.

وتقول الشركة إن هذا المحرك يعد نقلة مبتكرة في اقتصاد استهلاك الوقود حيث لا يحتاج إلى أكثر من 3.7 لتر لكي يقطع مسافة 100 كيلومتر. وهو يتوقف عن التشغيل عند توقف السيارة لمزيد من التوفير ونظافة التشغيل. ويتميز المحرك أيضا بقلة الاحتكاك الداخلي بين مكوناته مما يساهم في نعومة التشغيل وإطالة عمر المحرك.

وبالإضافة إلى الحقن المباشر للوقود تستخدم المحركات نوعا جديدا من شموع الاحتراق يعمل بموجات الراديو لكي يوفر اشتعالا أقوى من المعدل العادي بنحو ألف مرة. ويحسن هذا من كفاءة التشغيل وتقليل الانبعاثات. كما يستخدم المحرك نظاما جديدا لضخ الزيت داخل المحرك بحيث يتم التسخين والوصول إلى الحرارة المثلى للتشغيل في وقت أسرع.

وتستخدم السيارة زرا اقتصادي التشغيل، اسمه «إيكو»، وهو يضبط أنظمة التشغيل على استخدام الحد الأدنى من الطاقة لمزيد من نظافة واقتصادية التشغيل. ويوضح النظام للسائق الأسلوب الأمثل في القيادة من أجل توفير الوقود عبر جمع المعلومات عن الطريق الممتد أمام السائق وتحليله واقتراح السرعة المثلى التي يجب أن تكون عليها السيارة. فعندما يتعرف النظام على إشارة مرور تتحول من اللون الأخضر إلى الأحمر، ينصح السائق بالتوقف عن التسارع فورا. وإذا كان الطريق خاليا فإن النصيحة تكون بالتسارع للوصول إلى السرعة الأمثل لأفضل استهلاك للوقود. وفي نهاية كل رحلة يمنح النظام درجة للسائق في الإنجاز بتحليل التسارع وضغط المكابح، لكي يتمكن السائق من تحسين أسلوب قيادته التي تحافظ على البيئة.

وتصف مصادر الصناعة هذه السيارة بأنها سيارة «سينيك» مصغرة بتصميم مستقبلي، وأهم ملامحها الخارجية علامة الشركة التي تشبه الماسة بحجم كبير على المقدمة والنافذة الأمامية التي ترتبط مع السقف بزاوية متصلة. وتعد هذه السيارة آخر السيارات التجريبية التي أنتجتها الشركة بدءا بالسيارة الرياضية التي أطلقت عليها اسم «ديزير»، وكانت باللون الأحمر. وتبعتها الشركة بسيارة «كروس أوفر» باللون البرتقالي اسمها «كابتور»، ومؤخرا أخرجت «آر سبيس» باللون الذهبي.

منقول