الضمان شيء والبارومة شيء اخر

[AbOnOrA]

لاشك ان الدور الحيوي الذي يلعبه جهاز حماية المستهلك لا يمكن اغفاله وخاصة امام الكثير من المنتجات والسلع الرخيصة والرديئة مجهولة المصدر التي تملأ اسواقنا والتي تختار ضحاياها بمنتهي السهولة لرخص اسعارها ولحاجة المشتري اليها وقدرته المالية المحدودة.



ولهذا كان للجهاز بالغ الاثر في رجوع الكثير من الحقوق للمخدوعين ضحايا تلك السلع مجهولة المصدر، وفي قطاعات حيوية اخري كان لجهاز حماية المستهلك دور لا يمكن اغفاله في ارجاع الحق لاصحابة وتأديب البائع سواء كان وكيلا او مستوردا.



فقطاع السيارات مثلا تعرض فيه البعض لمشاكل سواء من المشترين الجدد او طالبي الخدمات من قبل مراكز الخدمة او من مشتري قطع الغيار، وكان الحكم في اغلبها لصالح العميل بالتأكيد وذلك بعد دراسات مستفيضة بالاستعانة بالخبراء والاستشاريين حتي لا يتجني الجهاز علي احد.



ولكن في بعض الاحيان قد تفهم الشكوي خطأ فيكون هناك سوء تقدير من جانب اطراف المشكلة ومنها مثلا ما نشر مؤخرا بملحق السيارات بإحدي الجرائد الحكومية والتي من رأيي لم تكن علي الحياد كما يجب ان يكون دورها ولكن هذا هو حال الصحافة القومية.



والموضوع ان احد الاشخاص قام بشراء احدي السيارات وبعد استخدامها اكتشف وجود اهتراء ( بارومة اوصداء ) عند مقابض الابواب وهو بالطبع عيب خطير لايمكن السكوت عليه وبعد تقديم الشكوي لجهاز حماية المستهلك توصل الجهاز الي ضرورة رجوع كامل ثمن السيارة الي المشتري من قبل البائع، وهنا لم نتطرق الي كامل التفاصيل التي نشرت لاننا نريد فقط ان نوصل الي كاتب المقال ان هنالك اشياء لايمكن السكوت عليها بغض النظر اذا ما كانت السيارة استعملت ام لا.



حيث ان فترة الضمان التي يقدمها الوكيل شيء وضمان جسم السيارة شيء اخر والدليل علي ذلك ان بعض شركات السيارات في العالم تفخر بانها تقدم ضمان لجسم السيارة ضد العوامل الجوية المختلفة لفترة 10 او 15 سنة لتكون دليلا علي مدي قوة الصاج المستخدم او نوعية الطلاء.



اذن فإن ظهور اي اهتراء او صداء ولو علي جزء بسيط هو دلالة علي ان هذا السرطان في طريقة الي الانتشار وبالتالي فهذة السيارة معيبة بغض النظر علي عدد سنوات استعمالها فمن غير المعقول انة بعد ثلاثة او حتي خمسة سنوات وتظهر البارومة ونتحجج بسوء الاستخدام فأقل فترة ضمان لجسم اي سيارة لا يجب ان تقل باي حال من الاحوال عن 7 سنوات علي اقل تقدير.



اذن فمن حق اي عميل ظهرت علي سيارته اي من اعراض مرض البارومة ولم يمضي علي شرائة لسيارتة ثلاثة سنوات او اقل ان يتقدم وبمنتهي الثقة الي جهاز حماية المستهلك ليرد اليه حقه اي كان هذا الحق فجسم السيارة ليس مصنعا من الكرتون المقوي حتي يصيبه التلف بعد عام او اثنين، ولنقف علي الحياد فعلا دون شعارات رنانة ايها السادة!!

منقول