العودة   مصر موتورز مجتمع السيارات > النادى الثقافى الاجتماعى > ثورة الحرية 25 يناير

ثورة الحرية 25 يناير ساحة ثورة الحرية 25 يناير تحوى كل الموضوعات المتعلقة باﻷحداث التى مرت و تمر بها مصر الغالية منذ هذا اليوم و حتى اﻵن ... و هى ساحة الحوار السياسى الراقى و المسئول


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #111  
قديم 08-12-2013, 02:42 AM
tamer.koko tamer.koko غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: May 2011
الموقع: القاهره
المشاركات: 3,589
tamer.koko has a reputation beyond reputetamer.koko has a reputation beyond reputetamer.koko has a reputation beyond reputetamer.koko has a reputation beyond reputetamer.koko has a reputation beyond reputetamer.koko has a reputation beyond reputetamer.koko has a reputation beyond reputetamer.koko has a reputation beyond reputetamer.koko has a reputation beyond reputetamer.koko has a reputation beyond reputetamer.koko has a reputation beyond repute
افتراضي رد: دستور مصر المسودة الأولى لدستور لجنة الـ50 المعدل


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ahmed_eng2001 مشاهدة المشاركة

عودة للموضوع الرئيسى ...
مادة 1
فيها شبه كبير بمادة 1 فى دستور 2012 ... و ان كنت اراهم متطابقين .. الا ان الصياغة مختلفة
و تم حذف " وادى النيل " من المادة !!!!

انا معنديش اعتراض على المادة 1

شوفت يا بشمهندس احمد اني كان عندي حق لما قولت ان حضرتك انحيازك واضح وعتبت عليك وانت مصدقتنيش
للمره التانيه برده نفس الشخص دخل واتكلم في موضوع تاني خالص غير الدستور وكلام كوبي وباست ولم تعلق طب كنت علقت حتي من باب المجامله
علما ب ان من اول مشاركه ليه جبت فيها سيره الاخوان وكانت كمان في موضوع تاني لولا ان ابو نورا ضم الموضوع مكنتش هدخل اصلا في في الموضوع ده واقول اي حاجه عن الاخوان
علقت حضرتك علي كلامي فورا وقولت ان الاخوان خلاص ومحبوسين
وتزعلوا في الاخر مني علي انحيازي الواضح ضد الاخوان في اي تصرف وفخور ب اني اكره الاخوان الارهابيين وتصرفاتهم ولم اندم يوما علي كلمه سيئه قولتها في حقهم ومش هبطل كره او ارف منهم ومن مرسي ولا هبطل انتقدهم واتريق علي تصرفاتهم المسيئه

والمفروض كنت تشكره في المشاركه دي زي ما شكرته علي نفس الكلام ونفس الديباجه لما حطها في موضوع انجازات السيسي
علما انه برده حطها في كل مواضيع قسم الثوره
وده اللي اتكلمت عليه المهندسه سلوي

ورجاء من حضرتك متتقضنيش تاني لو اتكلمت او اسأت للاخوان
مع تحياتي
رد مع اقتباس
  #112  
قديم 08-12-2013, 08:47 AM
الصورة الرمزية ahmed_eng2001
ahmed_eng2001 ahmed_eng2001 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 2,509
ahmed_eng2001 has a reputation beyond reputeahmed_eng2001 has a reputation beyond reputeahmed_eng2001 has a reputation beyond reputeahmed_eng2001 has a reputation beyond reputeahmed_eng2001 has a reputation beyond reputeahmed_eng2001 has a reputation beyond reputeahmed_eng2001 has a reputation beyond reputeahmed_eng2001 has a reputation beyond reputeahmed_eng2001 has a reputation beyond reputeahmed_eng2001 has a reputation beyond reputeahmed_eng2001 has a reputation beyond repute
افتراضي رد: دستور مصر المسودة الأولى لدستور لجنة الـ50 المعدل

استاذ تامر .....

تعريف المجاملة و الانحياز مختلف شوية من شخص لاخر ..... و حضرتك مخدتش بالك من الى كنت عاوز اشرحه ... و فى الغالب انا لم اشرح جيدا


ردى على حضرتك ده مثال واضح ... لانحيازى لحضرتك ... لأنى بناقشك و ردك مهم عندى ... و بالتالى بتناقش مع حضرتك
مشاركة استاذ وليد كانت مناسبة فى احد المواضيع الاخرى.... و انا شكرته على مشاركته هناك ( علشان المشاركة عجبتنى مش علشان مجاملة ) ... مش هنا ... و بعدين انا وجدت الاستاذة سلوى ردت عليه ... مشاركة هادئة و فيها الكثير من التوبيخ و اللوم بشكل مباشر و بالطبع كالعادة من الاستاذة سلوى ... رد محترم جدا

بكدة احنا عندنا موضوعين خارج نطاق الموضوع ( مشاركة الاستاذ وليد و مشاركة الاستاذة سلوى ) ... تخيل حضرتك ان انا كمان رديت ... و حضرتك كمان رديت ( انا شاكر لحضرتك انك لم ترد ) و احد الاعضاء كمان رد ... فيكون عندنا 5 مشاركات خارج الموضوع الرئيسى .. فيتم الخروج عن الموضوع الرئيسى بصورة كبيرة و ننسى احنا كنا بنتكلم فى ايه !!!!!

تخيل حضرتك مثلا اننا بنتكلم عن الكاربراتير ... و جيت حضرتك اتكلمت عن الفرامل !!!!

و زى ما قلت لحضرتك قبلا .... حضرتك حر فى رأيك ... تقول نعم للدستور او لأ للدستور .. محدش يستطيع يجبرك على تغيير رأيك .... كمان حضرتك حر فى مشاركاتك ضد او مع الاخوان ... تقول الى انت عاوزه ... بس رجائى الشخصى ان حضرتك تنشر الى انت عاوزه فى موضوعه
طيب .... حضرتك عملت زى استاذ وليد و نشرت موضوع فى موضوع تانى خالص ... انا مش حنتقضك و لا حاجة ... هو صحيح انا حتضايق شوية بسب التشتيت .... بس ده كان رجائى الشخصى و لك مطلق الحرية


و على العموم... براحتك يا باشا ... انقض الاخوان زى ما انت عاوز انا مش حعترض على حضرتك

و اخيرا .... حضرتك حر تماما فى انك تهاجم الاخوان فى مواضيع تناقش الاخوان .... ( و حر برضه انك تهاجمهم فى غير مواضيع الاخوان )

موضوعنا يناقش الدستور ... و ده موضوع المستقبل .. الانتخابات ... موضوع المستقبل ..
الاخوان .. موضوع الماضى ...
بالفعل .. احنا لازم نناقش الماضى علشان نتعلم و نستفيد ... بس نقاشنا ده لا يأثر على المستقبل

و تقبل مرورى
__________________

رد مع اقتباس
  #113  
قديم 08-12-2013, 12:00 PM
الصورة الرمزية وليد مسلم
وليد مسلم وليد مسلم غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 492
وليد مسلم is a glorious beacon of lightوليد مسلم is a glorious beacon of lightوليد مسلم is a glorious beacon of lightوليد مسلم is a glorious beacon of lightوليد مسلم is a glorious beacon of lightوليد مسلم is a glorious beacon of light
افتراضي رد: دستور مصر المسودة الأولى لدستور لجنة الـ50 المعدل


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Eng/salwa مشاهدة المشاركة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عاوزة أسأل سؤال لإدارة المنتدى والاعضاء المحترمين
هل معقول انى ادخل اكثر من 5- او 6 مواضيع فى المنتدى وأجد نفس المشاركة فى كل المواضيع سواء مناسبة للموضوع او لأ

هل هذا يعقل
ولو لك رأى وقد قلته فى موضوع ما
فما الداعى لتكرار الرأى والمشاركة فى موضوع تانى وثالث ورابع ..............

سبحان الله ولا حول ولا قوة الا بالله
انا اسف ليكى جدااا يا فندم
انا عارف ان الكلام ده بيضايق وبيزعل

لكن والله اردتها تذكره لنا جميعا
ومش عيب اننا نذكر بعض طالما انه فى حدود الادب وبما لا يخالف شرع الله
والجميع يرى ان المشاركة لم تخرج عن هذا

واتمنى يا جماعه انكم تخرجوا لغة العداوه والبغضاء والكراهيه من قاموسكم
جزاكم الله جميعا كل خير
رد مع اقتباس
  #114  
قديم 08-12-2013, 01:58 PM
الصورة الرمزية Eng/salwa
Eng/salwa Eng/salwa غير متواجد حالياً

من انا؟: ام لثلاثة رجال(خالد-عمرو-طارق) و مهندسة اتصالات
التخصص العملى: تدريس كمبيوتر
هواياتي: حفظ القرآن
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 1,734
Eng/salwa has a reputation beyond reputeEng/salwa has a reputation beyond reputeEng/salwa has a reputation beyond reputeEng/salwa has a reputation beyond reputeEng/salwa has a reputation beyond reputeEng/salwa has a reputation beyond reputeEng/salwa has a reputation beyond reputeEng/salwa has a reputation beyond reputeEng/salwa has a reputation beyond reputeEng/salwa has a reputation beyond reputeEng/salwa has a reputation beyond repute
افتراضي رد: دستور مصر المسودة الأولى لدستور لجنة الـ50 المعدل


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد مسلم مشاهدة المشاركة

انا اسف ليكى جدااا يا فندم
انا عارف ان الكلام ده بيضايق وبيزعل

لكن والله اردتها تذكره لنا جميعا
ومش عيب اننا نذكر بعض طالما انه فى حدود الادب وبما لا يخالف شرع الله
والجميع يرى ان المشاركة لم تخرج عن هذا

واتمنى يا جماعه انكم تخرجوا لغة العداوه والبغضاء والكراهيه من قاموسكم
جزاكم الله جميعا كل خير


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوانى الكرام الاعضاء المحترمين لمنتدانا المحترم

أعتقد أننى والحمد لله منذ اليوم الاول لانضمامى لمنتدانا المحترم ولم أستخدم لغة عداوة ولا بغضاء ولا كراهية لأحد أو جماعة


لغة العداوه والبغضاء والكراهيه من قاموسكم

يا فندم الدنيا مش مستاهلة تشاحن وخناق وكراهية وبغضاء من أحد لأحد

وقد حاولت فى موضوع لك قبل ذلك ان أجعلها مناقشة مختلفة ونبعد عن الشتيمة والخلافات وحضرتك بنفسك رفضت ذلك واستمريت ترد بالتهكم والسخرية والبغضاء للطرف الآخر يعنى حضرتك اللى إعترضت على أسلوبى فى تنظيم النقاش بأسلوب متحضر وقد قلت لى أنه موضوعك وانت حر فيه ولا مانع من نشر صور وكاريكاتيور وخلافه يعنى مالكيش دخل فى تنظيم أسلوب النقاش برغم إحترام الطرف الآخر لرغبتى والتزامه بعدم التجاوز فى النقاش لكى نستفيد من المناقشة
وأعتقد إنى بعدها إلتزمت الصمت تماما ولم أتدخل بعدها فى موضوعك
ولكن تكرار مشاركة منك فى 6 موضوعات كتيييير قوى هل ده لتأكيد المعلومة لنا لاننا لا نفهم مثلا ؟؟؟؟؟
وكل المهاترات دى تبعدنا عن الموضوع الأصلى
وعلى فكرة أنا لا أكره الاخوان ولا أهاجمهم فلا داعى لأن تأخذ اى كلام اننا ضد ونهاجم الاخوان


ولكن هنا موضوع م/ وائل ويختص بمناقشة بنود الدستور اللى نفسنا نقرأ ونستفيد منها بدون الدخول فى مهاترات جانبية أخرى



وأخيرا يا ريت كلنا نكون عباد الله إخوانا وننظر لبناء البلد بقه
ونترك البكاء على اللبن المسكوب
وكل ما أتمناه وأوصيكم ونفسى قبلكم ان يكون منهجنا هو إحترام بعضنا لبعض

__________________

اللهم ياجامع الناس ليوم لا ريب فيه اجمع على ضآلتى

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
  #115  
قديم 08-12-2013, 06:10 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,002
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: دستور مصر المسودة الأولى لدستور لجنة الـ50 المعدل

مصر «بين دستورين»



محمد نور فرحات




لا تثريب على المصريين أن يكتبوا دستورهم، ثم يعيدوا كتابته مرة ثانية، ثم يقوموا بتنقيح ما كتبوه فى المرتين الأولى والثانية فتلك هى السابقة الأولى فى التاريخ المصرى الذى يكتب فيه المصريون دستورهم بأنفسهم. دستور 1923 كتبته لجنة شكلها الملك فؤاد، وأصدره الملك كمنحة منه للشعب، وإن انعكست فيه روح ثورة 1919.
ودساتير نظام يوليو الدائمة والمؤقتة كانت تضعها لجان فنية تابعة لمكتب الرئيس، وقد يستفتى الشعب عليها استفتاء صوريا ينتهى بموافقة تقترب من الإجماع. المرة الأولى التى اضطلع فيها الشعب المصرى بكتابة دستوره بنفسه كانت بعد ثورة 25 يناير 2011 فى ظل مناخ من الاضطراب والفوران السياسى والفكرى غير المسبوقين فى تاريخ مصر الحديث.
سعى تيار الإسلام السياسى يتصدره تنظيم الإخوان المسلمين وفقهاؤه إلى استغلال حالة الاضطراب السياسى، التى شهدتها مصر غداة ثورة 25 يناير لرسم خريطة طريق تضمنتها المادة 189 مكرر من دستور 1971، التى عدلتها لجنة سادها فقهاء الإخوان، وحرصوا فى خطتهم الماكرة التى صاغوها باسم الديمقراطية على أن يكون تشكيل الجمعية التأسيسية فى يد البرلمان، الذى كان أمر هويته وانتماء غالبية أعضائه إلى تيار الإسلام السياسى أمرا محسوما بحكم موازين القوى حينئذ.
وتمكن هذا التيار العصى على التوافق بمنهجه الاستعلائى من الاستئثار بعملية كتابة الدستور، وتم وضع دستور مطابق لرؤيته وطموحاته، حتى ولو أدى هذا إلى تقسيم شعب مصر، وإقصاء قطاعات كبيرة من القوى السياسية والاجتماعية فى المجتمع المصرى.
كان الصراع على وضع دستور 2012 أشبه بلعبة كرة القدم الأمريكية ما إن يستأثر أحد اللاعبين بالكرة حتى ينطلق متشبثا بها يقبض عليها بيديه حتى يودعها المرمى، وله أن يزيح من طريقه كل من يعترضه، وبكل الطرق والأساليب.
ممارسات جماعة الإخوان المسلمين وتابعيهم فى النأى عن التوافق، وفى الاستئثار بوضع الدستور ما زالت حاضرة فى الذاكرة شهودها أحياء يرزقون، وقد حاولوا جميعا البحث عن مساحة مشتركة للتوافق على معايير تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور على نحو متوازن، وعلى مبادئ حاكمة للوثيقة الدستورية تضمن مدنية الدولة، وتصون الحقوق والحريات، لكن النزعة الاستئثارية المفرطة لجماعة الإخوان المسلمين نأت بها عن أى سعى مخلص للتوافق، واستعانت الجماعة بعدد من خبراء القانون الموالين لها صراحة، أو ممن هم على استعداد لبيع خبرتهم لمن يدفع الثمن فى سبيل إحباط محاولات التوافق الدستورى حتى إن أحدهم كان يصرح دائما بأن الدستور لا يعرف التوافق بل يعرف الغلبة.
لم يكن غريبا أن يخرج عن هذه الجمعية التأسيسية، التى لا تمثل إلا فريقا سياسيا واحدا تصدر الساحة السياسية المصرية فى فترة الاضطراب السياسى عن طريق التآمر الخارجى تارة والداخلى تارة أخرى، لم يكن غريبا أن يخرج عنها دستور 2012 الذى اتسم بطابع طائفى، وقسم الأمة شيعا وفرقا متناحرة، ونال من وحدتها، وانتهك الحقوق والحريات العامة، وكرس لاستبداد السلطة التنفيذية، واعتدى على استقلال القضاء الدستورى، ومهد الطريق أمام إقامة الدولة الدينية فى المستقبل.
لن نتوقف كثيرا أمام تفاصيل دستور 2012 الذى أسقطته الجماهير المصرية بخروجها الكبير فى 30 يونيو 2013 (وهو الخروج الذى يتغافل عنه عن عمد مفكرو وفقهاء الإخوان)، ولن نتوقف طويلا أمام خارطة الطريق، التى صدرت عن اجتماع عقده رموز الأمة فى رحاب المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى 3 يوليو 2013 والتى أسفرت عن انطلاق قطار الاستقامة السياسية (الذى يسميه الإخوان ومن يأكل على موائدهم انقلابا)، ولكن من المناسب والمطلوب أن نعقد المقارنة بين أعمدة أربعة لكل من دستور 2012 ومشروع الدستور الحالى فى المسائل التالية: مسألة الهوية ومسألة السلطة ومسألة الحرية ومسألة العدالة الاجتماعية لنرى فى النهاية أنه عندما تطيب البذرة يستقيم العود، والعكس أيضا صحيح رغم إنكار الجاحدين وصياح الصائحين.
فى مسألة الهوية
ليس من مهمة الدساتير الديمقراطية أن تتحدث عن الهوية، الهوية حالة لا يفرضها الدستور، بل هى محصلة للمعطيات التاريخية والثقافية والحضارية بجوانبها المادية، وغير المادية، التى تراكمت فى عقل الأمة عبر التاريخ طبقات بعضها فوق بعض.
الهوية حالة تتغير لدى الشعوب ببطء، وتتأثر بتجارب الأمم، وتطور ثقافتها. فهوية مصر الفرعونية ليست متطابقة مع هوية مصر القبطية أو الإسلامية أو الحديثة. يبقى فى الهوية السابقة ما هو أصيل، ويضاف إليها ما هو مستجد من عناصر الثقافة والمجتمع والاقتصاد.
ورسم ملامح الهوية بنص قانونى أو دستورى ينطوى على هيمنة ثقافية من واضعى الدستور على حاضر الأمة، ورؤية ذاتية لماضيها، ومصادرة على مستقبلها.
وإنما تسربت بدعة الحديث عن الهوية إلى عدد من الدساتير المعاصرة من سيطرة الأيديولوجيات الشمولية التى تنفى الآخرين، قارن على سبيل المثال دستور الاتحاد السوفيتى (المادة السادسة تحدثت عن قيادة الحزب الشيوعى وهيمنة الماركسية اللينينية) وسوريا (المادة الثامنة التى تتحدث عن قيادة حزب البعث وفقا لأهداف الاشتراكية العربية) ودستور عراق صدام والكتاب الأخضر لليبيا القذافى، وهى كلها دساتير علمانية تعطى الهيمنة والصدارة للإطار الفكرى، الذى تتبناه الزمرة الحاكمة باعتباره الإطار الأوحد، الذى يحوز الشرعية، والاعتراف فى المجتمع.
قارن تلك الدساتير بدساتير تتبنى أطرا فكرية مهيمنة ذات طابع دينى مثل دساتير إيران (تنص المادة الثانية من الدستور الإيرانى على أن نظام الجمهورية يستند إلى الإيمان بالإله الواحد وسيادته، وحقه فى التشريع، وضرورة الخضوع لتعاليمه، وإلى الآيات المقدسة، وإلى الرجوع إلى الله فى الآخرة - كما تنص المادة الرابعة على أنه يجب أن تستند كل القوانين إلى المعايير الإسلامية، ويعتبر الدستور السودانى السابق الصادر عام 1998 مثالا على إكساب نظام الحكم فى الدولة طابعا دينيا خالصا فقد نصت مادته الرابعة على أن الحاكمية فى الدولة لله خالق البشر، والسيادة فيها لشعب السودان المستخلف يمارسها عبادة لله وحملا للأمانة..، ونصت المادة 18 منه على أن يستصحب العاملون فى الدولة والحياة العامة تسخيرها لعبادة الله يلازم فيها المسلمون الكتاب والسنة ويحفظ الجميع نيات التدين، وهو الدستور الذى عدل عنه نظام البشير عام 2005 بتبنى دستور مدنى تجنباً للانفصال بين الشمال والجنوب وقتئذ، وإن عاد البشير للحديث عن الدستور الإسلامى بعد الانفصال.
وعلى نهج مقارب سار دستور 2012 الذى وضعته الجمعية التأسيسية ذات الهوى الدينى الغالب، فبجانب النص فى المادة الثانية على أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع (وهو نص توافقى يسلم به المجتمع المصرى بأكمله) أضيفت مجموعة من النصوص تسمح بتحويل مصر مستقبلا إلى دولة دينية كما تسمح بتقييد الحقوق والحريات العامة بدعاوى دينية وبهيمنة المؤسسة الدينية على عملية وضع التشريع (راجع المادة 219 التى تجعل من المصادر المعتبرة لفقه أهل السنة والجماعة المصدر الرئيسى للتشريع، وهى مادة كان من شأنها، لو طبقت، أن تجعل آراء الفقه المحكومة بسياقاتها الثقافية والتاريخية منذ القرن الثانى الهجرى فى مسائل المساواة والحريات ووضع غير المسلمين والمرأة وعلاقة الحاكم بالمحكوم مصدرا ملزما لنا- راجع المادة الرابعة من دستور 2012 التى ألزمت الدولة بأخذ رأى الأزهر الشريف فى كل ما يتعلق بالشريعة بما فيه طبعا أمر التشريع، ما يفرض وصاية للأزهر على عملية التشريع، وطالع المادة 6 التى ألغت حظر قيام الأحزاب على أساس دينى واكتفت بحظر الأحزاب التى تفرق بين المواطنين بسبب الدين، وقارن ذلك بالفقرة الأخيرة من المادة 81 التى رهنت ممارسة الحقوق والحريات بألا تتعارض مع المقومات الواردة فى باب الدولة والمجتمع أى مع مبادئ الشريعة وفقا لتفسيراتها فى مصادرها المعتبرة عند أهل السنة والجماعة).
بل تضمن دستور 2012 المعطل نصا غريبا فى بابه لا نظير له فى أى من دساتير العالم وهو أنه «لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص فى القانون أو الدستور» ( م 76)، فى حين أنه تجرى مختلف دساتير الدول الديمقراطية بل والشمولية على أنه «لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص فى القانون أو بناء على نص فى القانون»، وإنما أراد ثعالب الدستور الإخوانى السلفى أن يفتحوا الباب مستقبلا كى يحكم القضاة مباشرة بما رآه أهل السلف فى مسائل التجريم والعقاب استنادا إلى نصى المادة الثانية والمادة 219 اللتين تجعلان من شرع أهل السلف شرعا لنا، ولو جاء فى شرعنا ما يخالفه. قارن كل هذا وطالعه لتعلم عن يقين أن دستور 2012 كان يمهد لقيام دولة دينية فى المستقبل.
جاء مشروع الدستور الجديد المعروض حاليا لينهى، لصالح الشريعة ولصالح الحرية معا، هذه الخصومة المصطنعة التى أقامها أهل الكهف بين الشريعة والحرية. فأعاد المشروع الدستورى الجديد مبادئ الشريعة الإسلامية إلى مكانتها السامية كمصدر رئيسى للتشريع، وفقا لما فهمه أستاذنا السنهورى فى منتصف القرن الماضى عندما جعل الشريعة مصدرا للقانون، ووفقا لما تفهمه المحكمة الدستورية فى أحكامها المتواترة ، أن مبادئ الشريعة هى المبادئ الكلية المتفق عليها التى تستند إلى نصوص قطعية الثبوت والدلالة دون الدخول فى تفريعات الأحكام الفقهية المحكومة بسياقاتها التاريخية والثقافية.
لا تعارض إذن فى مشروع الدستور الجديد بين الهوية والحرية، فلم تعد الهوية سيفا مسلطا على المواطنين لقهر حريتهم والتمييز بينهم.
فى مسألة الحرية
لا ينال من احترام مشروع الدستور الجديد للحريات ولمبدأ المواطنة ومدنية الدولة تلك الجلبة التى حدثت نتيجة استبدال مدنية الحكومة بمدنية الحكم ثم بمدنية الحكومة فى ديباجة الدستور، فهذه فى رأيى جلبة مصطنعة لا معنى لها فى الإطار الكامل للدستور أوجدتها اعتبارات الملاءمة السياسية والرغبة فى امتصاص توابع الزلزال الدستورى الذى أحدثه انحياز الدستور للدولة المدنية فى الجوهر والمضمون.
وفى مجال الحريات العامة يحسب لمشروع الدستور الجديد، فضلا عن إزالته الألغام، التى كانت تمهد لنسف الحرية باسم العقيدة، أنه كان واضحا فى الانحياز لحقوق الإنسان وحريته، وقدم ضمانات فعلية تحول، إلى حد كبير، دون انتهاك الحريات، وهى ضمانات كانت غائبة عن الدستور المعطل.
حقيقة أننا كنا قد اقترحنا فى مناسبات عدة ضمانات أكثر فاعلية، ولكن ما ورد فى مشروع الدستور يعتبر بلا شك خطوات متقدمة للأمام على طريق حماية الحريات من انتهاكها أيا كان مصدر الانتهاك. فيحسب للمشروع أنه نص على إلزام المشرع بتجريم جميع صور التمييز. وهكذا، ولأول مرة فى النظام القانونى المصرى، أصبح لمبدأ المساواة مخالب وأنياب تدافع عنه ضد الاعتداء عليه. ويحسب للمشروع أنه لأول مرة فى التاريخ الدستورى المصرى يتضمن حكما على التزام الدولة باتخاذ التدابير الكفيلة بضمان حق المرأة فى تولى الوظائف العامة وتمثيل المرأة تمثيلا مناسبا فى المجالس النيابية والتعيين فى الوظائف العليا والوظائف القضائية دون تمييز وحمايتها من العنف وحماية النساء الفقيرات والمعيلات والمسنات ( م11)، (وهذه المادة فى رأيى هى درة تاج مشروع الدستور). ويحسب للمشروع أنه قد تخلى عن تردده فى نصرة الفئات التى عانت ودفعت ثمنا باهظا لسيطرة المشروع الدينى الطائفى فى عهد الإخوان وهم المسيحيون فضلا عن غيرهم من الفئات المهمشة. فنص على التزام الدولة بالعمل على تمثيل الشباب والمسيحيين والأشخاص ذوى الإعاقة والمصريين بالخارج والعمال والفلاحين تمثيلا مناسبا فى أول مجلس نواب يجرى انتخابه (المادتان 242، 244)، ويحسب للمشروع الدستورى الجديد أنه انحاز انحيازا كاملا لحرية الصحافة بأن نص على عدم جواز مصادرة الصحف أو إغلاقها أو الرقابة عليها فى حين كان الدستور السابق يجيز إغلاقها قضائيا، ويحسب له أنه استجاب بلا تردد لمطالب الصحفيين وأهل الرأى والمثقفين بحظر العقوبات السالبة للحرية فى قضايا الرأى التى ترتكب علانية.
ولا يقل عن كل ذلك أهمية هذا الموقف الإيجابى الذى اتخذه المشروع الدستورى من الاتفاقات الدولية لحقوق الإنسان التى تصدق عليها مصر. وليس خافيا تلك الكراهية الشديدة التى كانت تحملها الجمعية التأسيسية للإخوان تجاه مبادئ حقوق الإنسان العالمية كما تضمنتها العهود والاتفاقات الدولية. وهى الكراهية التى أفصحت عن نفسها فى أكثر من موضع فى الدستور المعطل وفى مداولات الجمعية عند إعداد هذا الدستور. جاء مشروع الدستور الحالى لينتصر انتصارا حاسما لاتفاقات حقوق الإنسان التى تصدق عليها مصر بما لا يتنافى مع مبادئ الشريعة الإسلامية. فجاء نص المادة 93 من مشروع الدستور على النحو التالى: «تلتزم الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التى تصدق عليها مصر وتصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقا للأوضاع المقرر ة». وهذه فى رأيى صياغة قانونية فنية بارعة تؤدى عملا إلى أن تصبح الصكوك الدولية لحقوق الإنسان التى تصدق عليها مصر (ومصر دائما ما تضع تحفظا ألا يتعارض تطبيق الصك مع مبادئ الشريعة) تصبح هذه الصكوك الدولية أعلى فى تدرج التشريع من التشريع العادى. لأنه ما دامت الدولة ملتزمة دستوريا باحترام اتفاقات حقوق الإنسان التى صدقت عليها فيمتنع عليها لاحقا إصدار تشريعات تتنافى أو تعارض مضمون هذه الاتفاقات.
علمتنا تجربة الدساتير المصرية السابقة ألا نتوقف طويلاً أمام ما تتضمنه الدساتير من عبارات بليغة عن التزام الدولة بحماية الحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ما لم تنطو الدساتير على ضمانات فعلية لتأمين واحترام هذه الحقوق على أرض الواقع. لقد تحدث دستور 2012 (فى إطار القيود العقائدية التى وضعها) عن الحقوق المدنية والسياسية وعن مبدأ العدالة الاجتماعية وعن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولكنه قدم للمشرع مسوغات أيديولوجية لانتهاك هذه الحقوق، ولم يقدم ضمانات للتطبيق الفعلى لها، مما جعل النص على هذه الحقوق والحريات مجرد عبارات بليغة فارغة. فهل هذا يليق بدستور يزعم واضعوه أنه دستور الثورة؟
الضمان الأساسى المعترف به فى الدساتير المصرية لاحترام الحقوق المدنية والسياسية هو رقابة المحكمة الدستورية العليا على التشريع للتأكد من دستوريته ومن عدم انتهاكه لهذه الحقوق. ولهذا يصبح استقلال المحكمة الدستورية العليا ضرورة جوهرية لضمان الحريات. وهذا يفسر الصراع بين الرئيس السابق وجماعته وبين المحكمة الدستورية فى المحاولات الدؤوبة من جانب الرئيس وجماعته لانتهاك الشرعية الدستورية. صراع مبعثه كون المحكمة الدستورية العليا هى الأمينة على قيمة الشرعية والمشروعية وتأمين الحرية فى حين كان سعى الرئيس السابق وجماعته إلى مجرد التمكين بصرف النظر عن الشرعية والمشروعية.
ومن أجل هذا جاء دستور 2012 ليهدر استقلال المحكمة الدستورية بإعادة تشكيلها وإبعاد الأعضاء المغضوب عليهم منها وليهدر استقلالها مستقبلاً وليجعل تعيين أعضائها بواسطة ترشيح (هيئات قضائية وجهات يحددها القانون ويصدر بتعيينهم قرار من رئيس الجمهورية). وكانت الخطوة القادمة التى تأهب لها برلمان الإخوان هى إصدار قانون جديد للمحكمة الدستورية يعيد تشكيلها ويجعل يد الإخوان فيها هى العليا، ويد القضاة المحايدين هى السفلى.
وقد تضمن مشروع الدستور الجديد، بالإضافة إلى وضعه تنظيما محكما يكفل استقلال المحكمة الدستورية.
فى مسألة العدل الاجتماعى
الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية هى بطبيعتها حقوق مبتغاة وليست حقوقا واجبة الأداء فورا، كالحق فى السكن الملائم والحق فى التعليم والحق فى الرعاية الصحية. إنها حقوق اصطلح على تسميتها فى الأدبيات الدولية بالحاجات الإنسانية الأساسية التى تلتزم الدولة الحديثة بالوفاء بها، وقد تضمنها جميعا مشروع الدستور الجديد، وأضاف إليها حقوقاً يتفرد بها الواقع المصرى الذى طال إهمال الفقراء فيه، مثل التزام الدولة بالقضاء على العشوائيات وتطويرها.
وليس من ضمان فعلى فى هذا الدستور إلا بنص الدستور على الأخذ بالضرائب التصاعدية على الدخول، وما تفرد به من تخصيص نسب معينة من الناتج القومى لميزانية الصحة والتعليم والتعليم العالى والبحث العلمى وهى خطوة محمودة وإن كانت أقل من توقعاتنا. وكنا نفضل أن يتضمن مشروع الدستور نصاً على النحو التالى: «فى الأحوال التى ينص فيها الدستور على التزام الدولة بتوفير الحقوق وتلبية الحاجات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تلتزم الدولة بوضع خطة للوفاء التدريجى بهذه الحقوق والحاجات يوافق عليها ويراقب تنفيذها مجلس النواب» ولعل مثل هذا النص المقترح وغيره من النصوص أن يكون مجالاً لاقتراح تعديل الدستور فى البرلمانات القادمة.
فى مسألة السلطة
نتوقف الآن عند موقع رئيس الجمهورية فى دستور 2012 ومقارنته بمشروع الدستور الحالى.. كان رئيس الجمهورية فى الدستور المعطل، ومازال فى مشروع الدستور الجديد، يتمتع بسلطات واسعة كرئيس للدولة ورئيس للسلطة التنفيذية. واختصاصاته بعضها ينفرد بها وحده فى مجال الأمن والدفاع والعلاقات الدولية وبعضها الآخر يمارسه من خلال الحكومة. ولكن كان منصب رئيس الجمهورية وفقاً لدستور 2012 متعالياً عن أى نوع من المسؤولية اللهم إلا إذا ارتكب الرئيس جناية أو جريمة الخيانة العظمى دون تحديد لمفهوم هذه الأخيرة. أما المسؤولية السياسية لرئيس الجمهورية فقد أعفاه منها الدستور السابق تماما، وهكذا أعاد هذا الدستور المعطل إنتاج نموذج الحاكم المطلق الذى لا يسئل عما يفعل.
أما مشروع الدستور الجديد فقد أضاف إلى حالات المسؤولية الجنائية لرئيس الجمهورية حالة جديدة (من واقع خبرة مصر مع رئيسها السابق) وهى حالة انتهاك أحكام الدستور. على أن الأهم من ذلك هو المسؤولية السياسية لرئيس الجمهورية التى تقررت فى مادة فريدة من نوعها فى المشروع الجديد، وهى المادة 161، حيث قررت أنه يجوز لمجلس النواب اقتراح سحب الثقة من رئيس الجمهورية بإجراءات خاصة وأغلبية خاصة ثم يقرر الشعب فى الاستفتاء إما سحب الثقة من الرئيس، فيخلو منصبه، أو تأكيد الثقة فى الرئيس فيحل مجلس النواب.
لقد أقام مشروع الدستور الجديد نظاما رئاسيا متوازنا يكون فيه الرئيس رئيسا قادرا كامل السلطات، ويكون فى نفس الوقت مسؤولا مسؤولية جنائية وسياسية، وتكون فيه الوزارة قادرة يشكلها الرئيس بمشاركة البرلمان والأكثرية فيه، وتشترك مع الرئيس فى القيام بأعباء الحكم وهى بدورها مسؤولة أمام البرلمان، ويكون فيه البرلمان قادراً على تشكيل الحكومة وعلى مساءلتها بل وعلى سحب الثقة منها ومن الرئيس ولكنه مهدد بالحل إن أساء استخدام سلطته.
وأتاح مشروع الدستور إمكانية أن يأخذ القانون فى المستقبل بانتخاب المحافظين ورؤساء الوحدات المحلية.
ليس ما ذكرته فيما سبق عرضاً شاملاً للفروق الجوهرية بين دستور 2012 ومشروع الدستور الحالى ولكنه إبراز لأهم هذه الفروق من وجهة نظرى. إن الدستور الجديد هو دستور توافقى يعبر عن كافة شرائح الأمة، لم يقص أحداً وخلا من الألغام التى تمهد لانتهاك الحقوق والحريات أو تبررها باسم الدين، وأعلى مكانة الشريعة بأن أزال التعارض المزعوم بينها وبين الحرية.
بقيت المسألة المثيرة للجدل حول وضع المؤسسة العسكرية فى مشروع الدستور الحالى وهى تتفرع إلى مسألتين: سلطة رئيس الجمهورية فى تعيين وزير الدفاع، واختصاص القضاء العسكرى بمحاكمة المدنيين. هاتان المسألتان كانتا بمثابة حائط المبكى الذى وقف عنده الذين سكتوا عن مظاهر الاستبداد فى دستور 2012 وأخذوا ينعون اليوم تحول مصر إلى دولة عسكرية على يد دستور النخبة الليبرالية، وهم بهذا يواصلون عادتهم فى تشويه الحقائق التى برعوا فيها طوال تاريخهم المهنى. لا أدرى لماذا ينوح البعض ويولول على إعطاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة حق ترشيح وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، فى الوقت الذى يتمتع فيه بهذا الحق المجالس العليا للهيئات القضائية وتحظى الجامعات ومجالسها بسلطة لا مراجعة فيها فى انتخاب القيادات الجامعية. حقيقة كان الحل الأمثل من وجهة نظرى أن يتم الفصل بين منصبى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة وهو ما كان عليه الأمر قبل ثورة 1952، ولكن إذا كانت الظروف لا تسمح بذلك فى مصر اليوم، فلا أرى بأساً من مشاركة المجلس الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية فى تسمية وزير الدفاع وعزله بصفة مؤقتة ولمدة محددة لظروف نقدرها جميعاً حفاظاً على أمن وتماسك جيش مصر.
أما عن النص على محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية فأرى أنه قد انطوى على توسع غير محمود. فليس مقبولاً أن يحاكم المدنيون أمام القضاء العسكرى إذا تعلق الأمر بمطلق الاعتداء على الأموال العامة للقوات المسلحة. هذه صياغة أرفضها وأراها توسعاً لا مبرر له وخروجاً على تقاليد الدول الديمقراطية فى وقت تتعدد فيه عندنا الأنشطة الاقتصادية والأنشطة ذات الطبيعة المدنية والتجارية للقوات المسلحة، وكان الأوفق أن يحصر اختصاص القضاء العسكرى بمحاكمة المدنيين فى حالة الاعتداء على الأموال المملوكة للقوات المسلحة واللازمة لمباشرة مهمتها الأصلية فى الدفاع عن الوطن.
قد تكون هناك ملاحظات عندى على صياغة حول هذه العبارة أو تلك من عبارات مشروع الدستور، وقد يكون هناك خلاف حول حكم موضوعى هنا أو هناك بين ثنايا الدستور ولكننى أرى أنه فى مجمله دستور يليق بمصر بعد الثورة.
لذلك فإننى أدعو كافة المصريين إلى التصويت بالموافقة على مشروع الدستور.
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية
2013, لاا, مصر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 MasrMotors غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي MasrMotors ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر


الساعة الآن 09:14 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2024
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017