لقد أثرت هذا الموضوع من قبل في أماكن أخرى
لكني وجدت صرخات الإستغاثة منه على حالها
فقررت فتحه
سنتحدث اليوم عن ظاهرة كونية مصرية تسمى مرور السلام
عنوان مرور السلام:
مدينة السلام بأقصى شرق القاهرة بجوار قسم شرطة السلام
حدود المناطق التابعة لمرور السلام كما هو موضح بالصورة:
من الجنوب الشرقي يحدها شارع جسر السويس بداية من ميدان التجنيد بجوار إدارة التجنيد بالحلمية وصولاً إلى كوبري الهايكستب بجوار آخر المطار ومدينة الحرفيين
من الجنوب الغربي يحدها شارع أبو بكر الصديق بداية من ميدان التجنيد مروراً بميدان المطرية ثم شارع الكابلات حتى شاطيء ترعة الإسماعيلية
من الشمال يحدها حدود محافظة القاهرة مع محافظة القليوبية ونهاية تلك الحدود تقريباً بعد الطريق الدائري (الحدود الشمالية غير متأكد منها 100%)
عدد سكان تلك المنطقة :
حسب الإحصاءات الرسمية للحكومة المصرية فإن منطقة شرق القاهرة بالكامل عدد سكانها تسعة ملايين نسمة
وإذا طرحنا منهم عدد السكان بمدينة نصر ومصر الجديدة سنصل للعدد الحقيقي لتلك المنطقة !
والجميل في الأمر أن هذا المرور القبيح يتعامل مع الملاكي والأجرة ليزيد الطين بلة
والآن نجد أن كل من له تعامل مع المرور بذلك الوطن عليه الذهاب لمرور السلام سواء سيارة خاصة أو أجرة
وبداية نلقي نظرة داخلية لمرور السلام بالقاهرة:
شهادة المخالفات:
بداية أي ترخيص أن تذهب للحصول على شهادة المخالفات
فهيا بنا نذهب لدفع المخالفات وإستلام شهادة المخالفات
المكان غير لائق وبه نوع من أنواع الحج الجماعي
والصورة تعبر أكثر:
نذهب إلى زنازين أقصد شبابيك التعامل مع الموظفين:
تنقسم لعدة طوابير مدة كل طابور تتراوح من نصف ساعة إلى ساعة وأكثر:
- 1 - طابور الشباك ليحضر لك الموظف الملف ويحولك للخزينة
- 2 - طابور التأمين لدفع التأمين
- 3 - طابور الخزينة لدفع الضريبة وشراء الدمغات والورق
- 4 - طابور العودة لموظف الشباك لإكمال الغزوة
- 5 - الإنتظار بعد ذلك تحت التندة لمدة لا تقل عن ساعة لإستلام الرخصة بعد التجديد أو نقل الملكية
وهذه صورة مجمعة لبعض الطوابير:
وإن كان لك صبر ستستمر وتكافح وتدفع المعلوم لبعض من تتعامل معه ليستمر في عمله ولا يعطلك أكثر
وإن لم يكن لديك صبر فستنحرف لتصرفات أخرى أولها هو أن تقوم بضرب رأسك في الحائط أو أن تشعل النار في سيارتك التي كانت السبب في دخولك هذا المكان القذر
وفي النهاية ليس لك إلا الدعاء
ولكن إن كنت ممن يتعاطون الواسطة فستقوم بالآتي:
تذهب بكارت الواسطة للظابط أو وكيل النيابة حسب نوع الواسطة
سيرسلك إلى فلان الفلاني الذي سيجلسك ويرسل عسكري بالورق ومعه المصروفات ليأتيك بالرخصة والنمر التي ستخرج من تحت الأرض رغم عدم وجود نمر وكل شيء خلال نصف ساعة من راحة واسطتك
وفي النهاية لابد أن تعلم أنك لابد أن تصل للمرور الساعة الثامنة صباحاً حتى يكون لديك أمل أنك ستنهي إجراءاتك في يوم واحد
الخلاصة والحل لهذه المعضلة:
لابد من أن يتم تقسيم وحدة مرور السلام إلى أربع وحدات مرور على الأقل لتخفيف الزحام وحل المشكلة
وإذا كانت بعض وحدات المرور الأخرى الأقل زحاماً في القاهرة قد تم تقسيمها لعدة وحدات لأسباب واضحة وخفية
والزحام فيها قبل التقسيم لم يكن يمثل حتى عشر الزحام بمرور السلام القبيح
فبذلك يصبح التقسيم حق أصيل لمرور السلام
وذلك الحق ظاهر لكل من لديه النية في رفع المعاناة
أكتب هذه الأسطر بعد عودة أخي لليوم الثالث على التوالي من مرور السلام حيث لا سلام هناك ولا يزال يحتاج للذهاب غداً لإكمال إجراءات ترخيص سيارته
ختاماً نسأل الله التوفيق لكل من يريد الإصلاح
وأن يبدل ويعزل كل من لا يريد التخفيف عن الناس
وعزاؤنا أن حسبنا الله ونعم الوكيل
وحدة مرور السلام بالقاهرة (أسوأ وحدة مرورية في العالم) حيث لا سلام ولا نظام ولا آدمية ولا إحترام
