تفق الرياضيون مع أهل الفن في أنهم يبحثون عن النجومية ويبذلون من أجل ذلك الغالي والنفيس, فهذه النجومية هي التي تجلب لهم العقود والأضواء، وهي التي تزيد قاعدة جماهيرهم ومعجبيهم. وهذا هدف مشروع، لأن الفنان أو الرياضي يقدم موهبته لإمتاع جمهوره ومعجبيه، ومن حقه أن يحصل مقابل ذلك على الشهرة والاعتراف بتميّزه وتفوقه على غيره ممن يعملون في المجال نفسه. وهناك من النجوم من يحاول قياس شهرته والإبقاء على جذوتها مشتعلة من خلال بث الأخبار والشائعات التي تبقيه مثار حديث الناس واهتمامهم.
والتأمين هو إحدى الوسائل التي استغلها كثير من أهل الفن والرياضة من أجل التعبير عن شهرتهم أو الإيحاء لجمهورهم, ومن خلال التأمين بأن قيمة الذي يقدمونه لمعجبيهم وجماهيرهم أمر مهم للغاية. فكثيراً ما تطالعنا الأخبار عن اللاعب الفلاني الذي أمّن على قدمه بمبلغ خيالي، أو تلك الفنانة التي أمّنت على حنجرتها بمبلغ يكفي لإعالة آلاف الأُسر. فالفنان أو الرياضي يُريد من خلال هذه الأخبار أن يوصل إلى جمهوره بأن موهبته تساوي كل هذه الملايين التي تعهدت شركة التأمين بدفعها له في حالة ما إذا فقد هذه الموهبة. وبالطبع فإن شركات التأمين لا تُمانع من استغلال هذا الحدث ومن مثل هذا التفسير أيضاً. كما أنها لا تمانع من توظيف التأمين خدمة لهذا النجم من أجل حصوله على مزيد من الشهرة. و على الرغم من أن تصوير التأمين بهذا الشكل مخالف للأصول الفنية للتأمين، فلا يوجد تأمين على القدم أو على الإصبع أو على العين أو الشعر أو حتى الأسنان، لأن التأمين ببساطة هو على الخطر المرتبط بفقدان وظائف هذه الأشياء طالما أنها تمثّل مصدراً لكسب قوت هذا الشخص أو مصدرا لتميّزه فيها. فالتأمين يكون على احتمال حصول خطر معين مرتبط بهذه الأشياء، وهو ما ينطبق على تأمين الرياضيين. فالتأمين على الرياضيين ينبع من الفكرة القاضية بأنه طالما كان هناك خطر فالتأمين موجود، ومن الممكن أن يتدخل للحماية من النتائج السيئة التي تترتب على حدوث هذا الخطر، فهنالك مثلا الإصابات الرياضية، وما يتطلب ذلك من التزام شركة التأمين بعلاج الرياضي المصاب لحين شفائه وعودته لممارسة لعبته، وهنالك التأمين ضد العجز المرتبط بالإصابات الرياضية سواء أكان هذا العجز كلياً أو جزئيا، وهنالك تأمين على الحياة حيث تلتزم شركة التأمين بدفع مبلغ التعويض إلى المستفيد في حالة وفاة اللاعب أو الرياضي.
وبلا شك فإن التأمين في المجال الرياضي يمثل ضمانة فعالة للرياضيين، فالمخاطر المقترنة بممارسة الرياضة كثيرة ومتنوعة ومن الممكن أن تصل إلى حرمان اللاعب من ممارسة رياضته المفضلة، وقد يصل الأمر حتى إلى حرمانه من ممارسة أي نشاط آخر يدر عليه دخلاً، كما في حالة العجز الكلي أو الشلل. وللأسف الشديد فإن الرياضيين لدينا لا يزالون لا يدركون الفوائد التي يمكن أن يحصلوا عليها من التأمين، حيث ما زال الوعي التأميني لديهم في أدنى مستوياته. وهذا لا يعفي الأندية أو الجهات القائمة على هؤلاء الرياضيين من القيام بدورها لحماية الرياضيين من خلال الطلب من شركات التأمين باعتماد وثيقة تأمين تُغطي كافة احتياجات الرياضيين الصحية والمالية في حالة تعرضهم لأية مخاطر بسبب ممارستهم الرياضة، والإبقاء عليهم أطول مدة ممكنة في الملاعب الرياضية، ولاسيما أولئك الذين يمارسون رياضات خطرة ومن المعروف أن الرياضي المحترف (أي الذي يتكسب عيشه من ممارسة الرياضة) لا يمكث طويلاً في ممارسة هذه اللعبة، فلو أخذنا مثلاً لاعب كرة القدم، فإن معدل بقائه في الملاعب لا يتجاوز عشر سنوات في أحسن الأحوال، هذا على فرض عدم تعرضه لإصابات تعوقه عن ممارسة هذه اللعبة.