العودة   مصر موتورز مجتمع السيارات > النادى الثقافى الاجتماعى > الاخبار المحلية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #481  
قديم 24-01-2012, 05:10 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)

9 - محمد هاشم
أوجع هاشم بشجاعته ومواقفه وإبداعه مما كتب ونشر نظام مبارك كثيرا ثم إنه أوجع المجلس العسكرى أيضا لأن الرجل ظل محرضا بأعلى الصوت على رفض حكم العسكر
خرج فى مظاهرة من شارع قصر النيل ومعه المئات وجاب شوارع وسط البلد حتى انتهى به الحال فى ميدان التحرير
كتب- محمد هشام عبيه:
معالم ميدان التحرير كثيرة، المجمع، المتحف، كوبرى قصر النيل، الجامعة الأمريكية، مسجد عمر مكرم، كنيسة قصر الدوبارة، و.. محمد هاشم بكل تأكيد.
قبل 13 عاما تقريبا، كانت تلك الشقة الموجودة فى الدور الأول فى هذه العمارة العتيقة التى تحمل رقم «6 ب» فى شارع قصر النيل، مجرد شقة عادية، تصلح لأن تكون سكنا لأسرة متوسطة أو عيادة لطبيب يبدأ حياته، أو مكتبا للسفريات، لكن عندما اختارها محمد هاشم لتكون مقرا لدار النشر التى ستحمل اسمه ابنته الكبرى «ميريت»، اختلف الأمر كثيرا، وصار المكان جزيرة يتجمع فيها الأدباء والمثقفون «اللى بجد»، أصحاب الأعمال الروائية والقصصية المغايرة، وأرضا صخبة فيها من كل صنوف البشر أشكال وألوان، وروح قلقة تتطلع دوما لتغير حال البلد الذى لا يعجب سوى العدو فما بالنا بالحبيب؟
بجسده النحيل ونظارته السميكة وعيونه العميقة وابتسامته الخالصة واندفاعه فى الحق، ودخان السجائر الذى يلاحقه أينما ولّى وجهه، يبدو الناشر محمد هاشم شخصية خارجة لتوها من كتاب «المحرضون على الثورات»، والأمر لا يقف بكل تأكيد عند حدود الملامح الخارجية، لكن اتخاذه قرارا بتأسيس دار نشر مستقلة عام 1998 وفى وقت قرر فيه كثير من المثقفين الدخول بكامل إرادتهم الحرة إلى حظيرة الدولة، وانحيازه إلى حرية الرأى والإبداع عبر أكثر من 500 عنوان أصدرتها الدار فى هذه السنوات، إضافة إلى وقوفه فى الصفوف الأولى مع معارضى نظام مبارك فى زمن كانت المعارضة تعنى فيه قطع الأرزاق والملاحقة الأمنية ومعاملة الأعداء.
هكذا كان محمد هاشم فى أول صفوف أولى مظاهرات حركة كفاية التى خرجت بنهاية عام 2004 لتكون ضد تمديد حكم مبارك الأب أو توريث الحكم لنجله جمال، ولما انبثق عنها حركة أدباء وفنانون من أجل التغيير كان هاشم موجودا أيضا داعيا ومحرضا على التغيير الذى كان وحده يمكن أن ينقذ مصر من مصائر سوداء، لكن انحياز هاشم للثورة حتى قبل أن تقع بدا واضحا فى الكتب الجريئة التى أقدم على نشرها رغم ما يمثله ذلك من مخاطرة، هكذا أصدرت ميريت العشرات من الأعمال الإبداعية التى تشرح مجتمع الفساد فى زمن مبارك، فخرجت من الدار مثلا الطبعة الأولى من الرواية فائقة الشهرة «عمارة يعقوبيان» للكاتب العالمى علاء الأسوانى عام 2002، وهى الرواية العمدة التى كانت من أولى الروايات التى نسجت خريطة للحياة فى مصر فى بدايات القرن الحادى والعشرين فى ذروة سطوة مبارك ونظامه، ثم أصدرت ميريت أيضا عددا آخر من الكتب الشجاعة لعل أبرزها «مصر والمصريين فى عصر مبارك» للدكتور العلامة جلال أمين، وهو الكتاب الذى يعد وثيقة علمية وأدبية فائقة المتعة لمن يريد معرفة ما فعله مبارك فى المصريين طوال سنوات حكمه، ولعلها مفارقة فى كونه صدر عام 2010 وهى آخر سنة حكم فيها مبارك مصر.
هكذا كان طبيعيا جدا أن يكون محمد هاشم فى أوائل صفوف المتظاهرين الذين خرجوا يوم 25 يناير الماضى يهتفون «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، متحديا مع آلاف غيره هراوات رجال الأمن وعصيهم وتشكيلاتهم السوداء، ثم اعتصم مع المعتصمين فى قلب الميدان مساء اليوم ذاته، وقد أرسل المداد من بطاطين للتدفئة وزاد قليلا، يعين على مواجهة المجهول الذى لم يكن يعرفه أحد، فاتحا أبواب دار نشره على آخرها لكل من يريد بحثا عن شربة ماء أو شوية دخان سجاير يدفئ الصدر، أو للحصول على مدد نفْسى من أهل الدار، أو حتى مسترخيا على أريكة منزوعة القلب، أو كرسى خشبى قديم، ليظفر عليهما بدقائق نوم تعينه على المواجهات القادمة.
لم يفعل محمد هاشم ذلك يوما واحدا أو يومين أو ثلاثة، وليس حتى طوال الثمانية عشر يوما التى تألقت فيها القاهرة والمحافظات بمظاهرات واعتصامات لإسقاط نظام مبارك، وإنما حتى يومنا هذا، مدركا أن الثورة مستمرة أبدا، وأن النظام لم يسقط بعد، فلماذا نعود إلى بيوتنا ونغلقها على أنفسنا؟
أوجع هاشم بشجاعته ومواقفه وإبداعه مما كتب ونشر، نظام مبارك كثيرا، ثم إنه أوجع المجلس العسكرى أيضا، لأن الرجل ظل محرضا بأعلى الصوت على رفض حكم العسكر، فكان لا بد من أن يخرج أحد لواءات المجلس ليتهم هاشم بأنه قدم دعما للمتظاهرين فى أحداث مجلس الوزراء، هى تهمة من وجهة نظره إذن، لكنه وسام استقبله هاشم -الذى فاز فى عام الثورة بجائزة هرمان كيستن وهى جائزة مرموقة يمنحها الاتحاد الدولى للكتب سنويا لأحد الناشرين البارزين فى العالم- بهدوء وكأن لسان حاله يقول «كيف أحرض الثوار وأنا واحد منهم؟!».


10 - حسام عيسى
انحياز عيسى التام إلى الدولة المدنية ودولة الحريات والليبرالية لم يجعله ينساق خلف «المفزوعين» من سيطرة الإسلاميين
فى مظاهرة عند شيراتون القاهرة حيث تم محاصرتهم ومنعهم من التوجه إلى الميدان حتى استطاع دخول ميدان التحرير والاعتصام فيه
فى ميدان التحرير حيث أدى صلاة الجمعة فى مسجد عمر مكرم وظل بعدها فى الميدان
لم يترك الميدان طوال أيام الثورة الثمانية عشرة التى يعتبرها أمجد أيام حياته
«حياتى كلها لا تساوى أيام وجودى فى التحرير»، كلمات لا يتردد أو يمل الناشط السياسى، أستاذ القانون فى جامعة عين شمس، الدكتور حسام عيسى، فى تكرارها فى كل المناسبات. الرجل يرى أنه كان فى عداد الموتى، قبل سقوط مبارك وأعوانه وأركان نظامه الفاسد، على يد ثوار 25 يناير، الذين منحوه الحياة مجددا، بعد سنوات طويلة عانى فيها من مرارة الإحباط من إمكانية تغيير وجه مصر، ودفعها نحو الحرية والديمقراطية.
عيسى لم يكن يترك الميدان، طوال أيام الثورة الثمانية عشرة، التى يعتبرها أمجد أيام حياته، بينما يصف نزول المصريين يومى 25 و28 يناير 2011، ومن بعدهما باقى أيام الثورة، بمثابة نسمة الأمل التى خرجت من رحم الكبت والقمع وبطش رجال السلطة، وعليه كان أول من ناشد المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إعلان 25 يناير عيدا قوميا، حيث انطلقت فيه شرارة أهم ثورة فى تاريخ مصر.
سر نجاح ثورة 25 يناير، من وجهة نظر عيسى، وكما لمسه فى قلب الميدان، وبين الثوار، كان فى توحيد صف جميع القوى السياسية، على اختلافها، وأن أى قرار كان يصدر بالإجماع، ومن أجل مصلحة الوطن، لا الأفراد أو الجماعات، أو الأحزاب، ومن ثم فهو يراهن على أن الاحتفاظ بتلك الروح الثورية النقية، هو الأمل فى تحقيق كل آمال المصريين.
فى السابع من فبراير 2011، وقبل أربعة أيام فقط من قرار الرئيس المخلوع، حسنى مبارك، بالتخلى عن رئاسة الجمهورية، وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد، تشكلت «المجموعة القانونية لاسترداد ثروة مصر»، لتضم نخبة من كبار أساتذة القانون فى الجامعات المصرية، من بين هؤلاء كان الدكتور حسام عيسى.
من الوهلة الأولى لعمل تلك اللجنة، بدا عيسى أنشط أعضائها، ولمَ لا وهو يتعامل مع ملف أموال مصر المنهوبة، سواء من قبل الرئيس المخلوع وولديه، أو من قبل أفراد عصابة نظامه المنهار، باعتباره مجرد قضية خاصة بمتابعة مصير تلك الأموال فى الداخل والخارج، والعمل على تجميدها لحين استردادها وإعادتها بالطرق القانونية، وإنما قضية تخص كرامة هذا الشعب، الذى وصل حد الاستهانة به فى زمن المخلوع، إلى سرقته علانية وبفجاجة، حتى أصبحت ثروة عائلة مبارك أكبر من ثروات كل ملوك مصر منذ تولى محمد على سدة الحكم فى مصر، فى عام 1805، الأمر الذى يجعل من إعدام مبارك، جراء جريمة سرقة وإفقار شعبه، أمرا بديهيا، تندرج أى محاولة لإعاقته تحت بند الخيانة العظمى.
بهذا المنطق لا يخشى الرجل أحدا، ولا يتردد فى توجيه انتقاداته الحادة والعلنية إلى مسؤولى اللجنة القضائية المصرية لاسترداد الأموال المهربة فى الخارج، برئاسة المستشار عاصم الجوهرى، والقول إننا نحتاج إلى ثلاثة آلاف لإنجاز تلك المهمة، استنادا إلى أن معركة استعادة الأموال، أشبه بامتحان لم نستعد له بعد، كما لم نوفر له أى إرادة سياسية تعين على النجاح.
كلمات عيسى لم تعجب كثيرا من «مشتاقى ومتملقى» السلطة، فكان اتهامه مؤخرا، على طريقة سندوتشات التيك أوى الجاهزة، بتلقى تمويل خارجى، ما لم يعلق عليه الرجل سوى بضحكة أسى وسخرية، لإصرار البعض على محاولة تشويه صورته أمام الرأى العام، وطمس تاريخه فى العمل الوطنى والنضالى الممتد إلى قرابة ربع قرن على الأقل.
محاولات تشويه عيسى لا تبدو بعيدة، عن مطالبته بمحاكمة كل من أطلق الرصاص على المتظاهرين، فى محمد محمود ومجلس الوزراء، فى محاكمات علنية، ناهيك بهجوم الرجل الشرس على المجلس العسكرى، لفشله الذريع وتخبطه فى إدارة البلاد، معتبرا أن الضباط الذين قاموا بسحل الفتاة وتعريتها، فى أحداث مجلس الوزراء، هم عار على مصر، ويمثلون إساءة إلى الجيش المصرى الذى نفتخر به.
كما يبدو أن الهجوم الموضوعى، الذى يشنه عيسى على حكومة الدكتور كمال الجنزورى، ووصفه عددا من وزرائها بالموظفين، الذين يغيب عنهم روح الابتكار والحس السياسى، وبالأحرى تغيب عنهم أفكار الثورة، لا يعجب البعض، خصوصا بعدما منح ثوار التحرير لقب رئيس وزراء الميدان لحسام عيسى، وطرح اسمه من قبل عدد من القوى السياسية والثورية لقيادة الحكومة، بدلا من الجنزورى، الذى يشار إليه باعتباره أحد رجال نظام المخلوع.
انحياز عيسى التام إلى الدولة المدنية، ودولة الحريات والليبرالية، لم يجعله ينساق خلف «المفزوعين»، من سيطرة الإسلاميين، على أول مجلس شعب منتخب، بعد ثورة 25 يناير، بل على العكس، يصف الانتخابات بـ«الحرة والنزيهة»، ويؤمن بأنها خطوة مهمة نحو بناء مؤسسات جديدة، وإخراج المجتمع المصرى من قهر التزوير المهين والفاجر لإرادة الأمة.
كما أن انحيازه إلى قوى المعارضة الوطنية، وإيمانه بجهود رموزها، كان دافعا لمطالب مختلف القوى السياسية الفاعلة على الساحة الآن، للتوحد مع جميع قوى الشعب، بحيث تصبح يدا واحدة، وتوحد كلمتها، بعيدا عن الانشقاقات التى اعتبرها سببا لنكسة 25 يناير، وناشد جميع المخلصين التعاون والوقوف جنبا إلى جنب، فى مواجهة أى طغيان، حتى تهدأ أرواح الشهداء، وتدين الكلمة العليا فى مصر للثوار، لا لغيرهم
__________________

رد مع اقتباس
  #482  
قديم 24-01-2012, 05:12 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)

11 - جميلة إسماعيل
نحَّت عاطفة الأمومة جانبا وتوجهت نحو معسكر الأمن المركزى مع مجموعة من المتظاهرين للمطالبة بالإفراج عن جميع المحتجزين
فى مظاهرة أمام دار القضاء العالى قبل أن تتوجه إلى ميدان التحرير وتنضم للمعتصمين
تحركت من منزلها فى الزمالك إلى جامعة الدول العربية حيث شاركت فى مسيرة إلى كوبرى قصر النيل
واحدة من أهم وجوه ثورة يناير التى لم تتخلَّ أبدا عن أملها وحلمها
كتب- عبد الرحمن عبادى:
صوتها.. كان الصوت النسائى الوحيد الذى خرج عبر «ميكروفون» ميدان التحرير، مساء الثلاثاء 25 يناير 2011، معلنا الدخول فى اعتصام مفتوح بالميدان حتى رحيل مبارك فى وقت كان فيه كثيرون من السياسيين متحصنين بمنازلهم، محاولين استيعاب وفهم ما يحدث، أو مجتمعين حول مائدة فى أحد المقرات الحزبية لصياغة بيان هزيل وتافه لإمساك العصا من المنتصف، انتظارا لما ستسفر عنه الساعات التالية.
لم تكن جميلة إسماعيل الناشطة السياسية والإعلامية تعرف إلى أين سيقودها ذلك المطلب الذى رددته عبر الميكروفون الوحيد الذى نُصب على عجل بميدان التحرير فى تلك الليلة.. وهى التى رأت مصير زوجها السابق أيمن نور، حينما غيبته سجون النظام السابق عن أسرته سنوات بتهم تافهة نتيجة خروجه عن النص بتنظيمه حملة حقيقية لمنافسة مبارك على الحكم فى انتخابات 2005.
هجوم مدرعات الداخلية على الميدان بعد انتصاف ليل الثلاثاء، ونجاحها فى تفريق المتظاهرين بالقوة وقطع الاتصالات، واحتجاز ابنها فى معسكرات الأمن المركزى ضمن 40 متظاهرا آخر، كان كفيلا بنزع القوة عن تلك السيدة التى تخلت عن أضواء الإعلام ورفاهية النجوم طواعية، لتشغل نفسها طوال ثلاث سنوات كاملة بعرض قضية زوجها على المجتمع الدولى والانخراط فى العمل العام والسياسى والمشاركة فى المظاهرات المحدودة الرافضة لتوريث الحكم واستمرار مبارك.. لكنها قررت معاودة الكرة من جديد عندما عادت إلى الميدان مرة أخرى يوم جمعة الغضب، لتصبح واحدة من أهم وجوه ثورة يناير التى لم تتخلَّ أبدا عن أملها وحلمها فى رؤية مصر أفضل عند رحيل العسكر وتحقيق باقى مطالب الثورة.
جميلة إسماعيل التى عرفها الشارع المصرى قبل 2005 مذيعة ناجحة فى التليفزيون المصرى، لم تكن بحاجة إلى إلقاء نفسها فى دوامة السياسة، التى طالها منها رذاذ قذر من الاتهامات المرسلة، بثها أذناب النظام المخلوع وذيوله قبل الثورة وبعد الثورة، فهى ابنة أسرة ثرية توفر لها من سبل العيش والحياة ما يغنيها عن المطالبة بالعدالة الاجتماعية للشعب المصرى.. لكنها اختارت الطريق الأصعب عندما دخلت فى منافسة شرسة فى انتخابات 2010 مع زعيم أغلبية الحزب الوطنى بمجلس الشورى محمد رجب، وهى الانتخابات التى أعادت تعريفها كسياسية لها قاعدة شعبية عريضة بعد ارتباط اسمها لسنوات بالنضال من أجل الإفراج عن أيمن نور، ولم تزدها خسارتها عضوية المجلس إلا صلابة جعلتها فى مقدمة صفوف المطالبين برحيل نظام مبارك فترة الثورة.
حتى فى تلك اللحظات العصيبة التى كان من الممكن فيها أن تتغلب عليها عاطفة الأمومة عندما تلقت عرضا بالإفراج عن نجلها نور، فقط دون باقى المحتجزين فى أثناء فض اعتصام الميدان، نحَّت عاطفة الأمومة جانبا وتوجهت نحو معسكر الأمن المركزى مع مجموعة من المتظاهرين للمطالبة بالإفراج عن جميع المحتجزين، ولم تغادر موقعها قبل الإفراج عن جميع المحتجزين بعد نجاحها مع من معها فى اقتحام البوابة الرئيسية لمركز الاحتجاز.
الدور الذى لعبته جميلة فى الموجة الأولى من الثورة، رغم ضخامته ونبله، لا يقارن بالدور الذى لعبته مؤخرا لإحياء روح الثورة مجددا، عندما دعت مع آخرين للاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية فى ميدان التحرير، لتعيد عشرات الألوف من المصريين إلى الميدان فى مشهد هز المشاعر والوجدان، عندما التحم المسلمون والمسيحيون معا فى مشهد حقيقى لوحدة الوطن، ردد خلاله الجميع الترانيم القبطية مع الأناشيد والأهازيج الصوفية وتخلل الجميعَ هتافاتُ المطالبة برحيل العسكرى عن الحكم، الأمر الذى جدد الأمل فى التفاف المصريين حول الثورة مجددا.
كان من الممكن عقب تنحى مبارك أن تعود جميلة إلى التليفزيون المصرى وتتقلد أحد مناصبه القيادية، لكنها اختارت الرصيف المواجه لمبنى ماسبيرو، مقر التليفزيون المصرى، لتردد من خلاله مع الثوار الإعلاميين هتافات مطالبة بتطهير الإعلام من أذناب النظام السابق ورفض استمرار سيطرة السلطة على شاشة التليفزيون وميكروفون الإذاعة، مهاجمة المجلس العسكرى الذى استخدم آلة الإعلام بنفس أسلوب النظام المخلوع، مؤكدة أن معركة الثوار الحقيقية القادمة ستكون لتطهير الإعلام من بقايا الفكر البائد.
خريجة كلية الإعلام والجامعة الأمريكية ذات التوجه الليبرالى لم تكن تعرف أنها ستتعرض لظروف شبيهة بما عانته فى انتخابات ما قبل الثورة عندما قررت خوض انتخابات مجلس الشعب الأخيرة مستقلة على المقعد الفردى بالدائرة فى مواجهة مرشحى «النور» و«الإخوان»، ردا على رفض الإخوان -الطرف الأقوى فى التحالف الديمقراطى الذى يضم حزبها- تصدُّرَها قائمة التحالف الانتخابية بدائرة بولاق أبو العلا والأزبكية والموسكى وعابدين.. ورغم خسارتها الانتخابات ومجيئها فى المركز الثالث بعد مرشحى «الكتلة» و«النور»، فإنها زادت من شعبيتها فى تلك الأحياء بعد تركيز جهودها مؤخرا لتقديم الخدمات الاجتماعية لأسر تلك المناطق وتنظيم حملات رعاية صحية للأهالى والعمل على حل مشكلات تلك الأحياء الفقيرة وإلقاء الضوء عليها ومناقشة مشكلاتهم اليومية عن طريق الخروج إلى الشارع ومناقشة الناس وعرض مشكلاتهم والمتاعب التى يواجهونها فى حياتهم اليومية.



12 - مظهر شاهين
شاهد عيان على كل الجرائم التى ارتكبها النظام ضد الثوار فى ميدان التحرير فقد فتح مسجده أمام المتظاهرين مسلمين وأقباطا
كان فى مسجد عمر مكرم وحين علم بالمظاهرات وقف فوق سطح المسجد ونبَّه الشباب إلى وجود سيارات شرطة تقف خلف عمر مكرم تأخذ الشباب وتحتجزهم
جاء له أمر بإغلاق مسجد عمر مكرم يومها لكنه رفض وصلى الجمعة مع 12 شخصا ثم صعد إلى سطح المسجد وبدأ فى مساندة المصابين
أصر على إلقاء خطبة الجمعة يوم 4 فبراير رغم تحذيرات أن خطبته فى الميدان ثمنها «قطع الرقبة»
كتب- عبد المجيد عبد العزيز:
هو ليس عبد الله النديم.. ولا جمال الدين الأفغانى، ولا عمر مكرم، لكنه شاب فى الثلاثين من عمره، بشوش الوجه، يرتدى زيا أزهريا، ينطق بالحق.. كان الشيخ مظهر شاهين «خطيب الثورة» كما يلقبه شباب التحرير، من أوائل رجال الدين الذين ساندوا الثورة منذ يومها الأول فى الـ25 من يناير، وأصر على أن يقول كلمة حق فى وجه سلطان جائر، من فوق منبر المسجد الذى عينته وزارة الأوقاف إماما به، مسجد عمر مكرم، ولم يخش بطش أمن الدولة، الذى كان يختار أئمةالمساجد ويراقبهم ويملى عليهم خُطبهم، ليضفى على نظام مبارك تلك المسحة الدينية الزائفة.
شاهين، رفض الانصياع إلى تعليمات الجهاز المنحل الذى طلب من كل خطباء المساجد الحديث عن حرمة قتل النفس، لوقف عمليات الانتحار حرقا التى شاعت قبل اندلاع الثورة، خوفا من تسببها فى هياج الجماهير، وفضل أن يقول ما يرضيه، لأنه يعلم أن الله سيحاسبه على كل كلمة تخرج منه، فخطب قبل الثورة من فوق منبره بمسجد عمر مكرم الكائن فى ميدان التحرير، متحدثا عن ظلم الحكام، وعاقبة البطش بالرعية، والعقاب الذى ينتظر الحاكم الظالم.
يقول خطيب الثورة: «ساندت الثورة من أول يوم.. وأتذكر أن أمن الدولة طلب منى يوم 28 يناير أن أغلق المسجد، لكننى أصررت على فتحه وصليت الجمعة بـ12 فردا من العاملين فى المسجد وفتحته أمام الثوار وجهزت قاعة فيه كمطبخ لإطعامهم».
شاهين، هو شاهد عيان على كل الجرائم التى ارتكبها النظام ضد الثوار فى ميدان التحرير، فقد فتح مسجده أمام المتظاهرين، مسلمين وأقباطا، وجعله ملاذا لهم من الموت الذى ينتظرهم فى الخارج، وفى الثانى من فبراير «موقعة الجمل»، صعد شاهين فوق المسجد، وأخذ يصرخ فى المتظاهرين، وينبههم كلما لاح خطر، ويحذرهم من هجمات البلطجية وأصحاب السوابق الذين استعان بهم جهاز الشرطة المتداعى لينتقم من الثوار، ولم يترك شاهين الميدان ولو للحظة واحدة، طوال أيام اعتصام الثوار التى بلغت 18 يوما قبل سقوط الرئيس المخلوع، فى الوقت الذى تخلى فيه رجال دين كثيرون عن الميدان، وبقوا إما على الحياد مرتبكين لا يعرفون أيا من الجانبين سيفوز حتى ينحازوا إليه، وإما مكابرين دفعهم نفاقهم للالتزام بجانب «فقهاء سلطان» نظام مبارك القمعى.
فى جمعة الرحيل، 4 فبراير، وأمام أكثر من 2 مليون متظاهر، ألقى شاهين أولى خطبه على الثوار فى ميدان التحرير، وعن ذلك اليوم يقول خطيب الثورة: يوم 3 فبراير جاءنى الدكتور صفوت حجازى، وقال لى: «تطلع تخطب الجمعة؟»، فقلت له: نعم، فقال لى: بس خد بالك دى فيها قطع رقبة؟ فقلت له: الأعمار بيد الله، وكان ابنى الأول عمره 85 يوما فقط، يوم الجمعة صباحا جلست معه لنتحدث عما سأقوله فى الخطبة، ولم يكن أحد يتوقع وقتها نجاح الثورة، جلسنا وحددنا مطالب الثورة من تعديل الدستور ورحيل النظام وحل مباحث أمن الدولة، وعلمت وقتها أنهم طلبوا من بعض المشايخ أن يخطبوا الجمعة فى التحرير فرفضوا.
بكلمات حماسية، صادقة، فاجأت الجميع، بدأ شاهين خطبته: «لن تكون هناك سلبية.. لن تكون هناك رجعة.. لن تكون هناك استكانة.. لا موت ولا اعتقال بعد اليوم.. أنتم على الحق.. وتسيرون على خطى الحبيب -صلى الله عليه وسلم- تأمرن بالمعروف وتنهون عن المنكر.. إننا جئنا نريد الحرية.. نريد أن نكون أعزة على تراب وطننا ونرفع رؤوسنا.. وتعود كرامتنا.. فلماذا يحاربوننا إذا ما طلبنا ذلك؟».
وبهذه الخطبة التاريخية، أسهم شاهين فى صناعة «مليونيات يوم الجمعة»، التى توالت بعد ذلك، التى خطب فيها شاهين أيضا، والتى كانت سببا رئيسيا فى انهيار نظام المخلوع وتخليه عن السلطة، ليوقف زحف الجماهير التى انطلقت تجاه قصره عقب مليونية الرحيل، التى ألقى خطبتها أيضا خطيب الثورة الشاب مظهر شاهين.
يقول شاهين: وصفى بخطيب الثورة لقب عزيز بل هو أعز لقب إلىّ.. فلا يلقب به رجل إلا كل ثورة، وقد تمر مئات السنين حتى تأتى ثورة أخرى
__________________

رد مع اقتباس
  #483  
قديم 24-01-2012, 05:14 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)

13 - أحمد حرارة
غطى عينه المعطوبة بقطعة من الرصاص كتب عليها 28 يناير تاريخ إطفاء نورها دون أن يعلم أن عينه اليسرى أيضا ما زالت مستهدفة
لم يشارك فى 25 يناير.. وشارك يومى 26 و27 بعدما اكتشف أن المظاهرات ضد نظام مبارك بأكمله، لا العادلى فقط
فى ميدان التحرير فقد عينه اليمنى بعد أن تلقى رصاصة من أحد جنود الأمن المركزى
فقد عينه 28 يناير 2011 ثم عاد 19 نوفمبر إلى التحرير للوقوف فى وجه نظام لم يسقط ففقد الثانية
كتب- عبد المجيد عبد العزيز:
هو عين الثورة وبصيرتها، وبوصلة الحق التى ترشد الثوار إلى طريقهم الذى بدا واضحا أنه ما زال ممتدا ومليئا بالعقبات.
«أعيش كفيفا مرفوع الرأس وبكرامة، أفضل من أن أعيش مبصرا مكسور العين»، هكذا كان رد طبيب الأسنان أحمد حرارة البالغ من العمر 31 عاما، فى أول تعليق له، بعدما فقئت عينه اليسرى ليصبح فاقدا للبصر بشكل كامل، ليثبت بما لا يدع مجالا للشك، أن «لسه النظام ماسقطش».
كان الشاب أحمد حرارة أحد الثوار الذين عاشوا وكابدوا ظلم نظام مبارك منذ نعومة أظفارهم، تلقوا تعليما مشوها، وذاقوا طعاما مسرطنا، وشربوا ماء ملوثا، وضربوا فى أقسام الشرطة، وعرفوا معنى الخوف من «أمن الدولة» بعبع نظام المخلوع وذراعه الباطشة، فكان من الطبيعى أن يحلم باليوم الذى تخرج فيه مصر، وتصرخ فى وجه الظالم المستبد، وتطالب بحقها فى لقمة عيش نظيفة وحياة كريمة، يقول حرارة: «قبل الثورة كنت فقط أتكلم عن السياسة مع أصدقائى، كنا نقول ونحن جالسين على المقاهى إن الوضع الحالى غير مقبول، فالفقراء يزدادون فقرا، والأغنياء يزدادون غنى، لكنى لم أشارك فى أى احتجاجات أو أفعل شيئا حيال ذلك».
حرارة تابع كغيره من شباب مصر ما حدث لشهيد الطوارئ خالد سعيد، والشاب السلفى سيد بلال، وكيف فقدا حياتهما نتيجة التعذيب، فقرر التوقف عن متابعة الأحداث عبر نشرات الأخبار، والخروج للمشاركة فى مظاهرات 25 يناير التى كانت قد انتشرت دعواتها على الـ«فيسبوك»، والمطالبة بإسقاط النظام. حرارة لم يشترك من أول يوم، وإنما من يوم الأربعاء 26 يناير، وعن ذلك يقول: «يوم 25 يناير، لم أكن أنوى الانضمام إلى الاحتجاجات، لأنهم كانوا ينادون أساسا بالإطاحة بحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، وإنهاء حالة الطوارئ، وكذلك رفع الحد الأدنى للأجور، وأنا لا أرى أن تغيير وزير واحد سيحدث فرقا فى النظام نفسه، لكن عندما رأيت فى الـ«فيسبوك» عبارة (الشعب يريد إسقاط النظام)، ذهبت إلى هناك، ميدان التحرير، يومى 26 و27 يناير».
يوم 28 يناير، هو يوم لن ينساه حرارة طوال عمره، فبعدما شارك فى مظاهرات اليومين السابقين، أيقن أن النظام يتداعى، وأن مبارك ورجاله على وشك السقوط، فى هذا اليوم، خرج وكله عزم وإصرار على عدم العودة إلى منزله إلا بعد الحصول على حريته وحرية مصر، وفى أثناء الاشتباكات الدامية التى وقعت، التى استخدمت فيها شرطة العادلى جميع أساليب القتل والاعتداء، فقد حرارة عينه اليمنى، بعدما أصابه جندى أمن مركزى برصاصة أصابت عنقه وعينه اليمنى، بعدما اخترقت القرنية ٤ شظايا، حيث أصيب حرارة بـ64 إصابة فى وجهه، و6 فى عنقه، و4 فى رئتيه، وهو ما تسبب فى حدوث نزيف فى الرئة أدخله فى غيبوبة لمدة ثلاثة أيام فى المستشفى، وبعد خروجه ظل فى منزله مدة شهرين لإتمام العلاج.
حرارة، بعد إصابته، غطى عينه المعطوبة بقطعة من الرصاص كتب عليها 28 يناير، تاريخ إطفاء نورها، دون أن يعلم أن عينه اليسرى أيضا ما زالت مستهدفة من قبل بقايا رجال العادلى.
ففى 19 نوفمبر الماضى، عاد حرارة إلى التحرير مجددا، للوقوف فى وجه النظام الذى اكتشف أنه لم يسقط بعد، وفى أثناء المواجهات الدامية التى وقعت فى شارع محمد محمود بين جنود الشرطة وبين المتظاهرين، عقب اعتداء الأمن المركزى على مصابى الثورة وطردهم من الميدان بالقوة، فقأت رصاصة مطاطية عين حرارة الثانية، ليفقد بذلك بصره كلية، ليثبت أن مبارك ما زال يحكم.
هل كانت تخشى «الداخلية» من أحمد حرارة؟ يبدو أن مجند الأمن المركزى الذى أصابه فى عينه اليمنى، كان يعلم أن حرارة رآه، وأنه يبحث عنه ليثأر لنفسه فى 25 يناير 2012، فسعى لأن يفقده عينه اليسرى، ليصبح بذلك حرارة فاقدا للبصر تماما، لتنام الداخلية هادئة، بينما لا تعلم، أنها منحت حرارة البصيرة التى ستفضح كل القتلة والمتواطئين، والسؤال الذى يفرض نفسه الآن: إذا حاسبنا مبارك والعادلى على ضياع عين أحمد حرارة اليمنى.. فمن نحاسب على ضياع عينه اليسرى؟
14 - إبراهيم عيسى
تعرضت الصحف التى رأس تحريرها للإغلاق والتضييق ولاحقته العشرات من القضايا التى رفعها مؤيدو وداعمو النظام السابق
تحرك فى المظاهرات المتجهة من كوبرى الجلاء إلى كوبرى قصر النيل ومنه إلى ميدان التحرير
فى مسجد الاستقامة فى الجيزة وبعد الاصطدام بالأمن كان فى مقدمة مظاهرة ضمت نصف مليون مواطن جاءوا من الهرم وشوارع الجيزة وانطلقت حتى دخلت ميدان التحرير فى السابعة مساء بعد مرورها بمعركة قصر النيل
كتب عمرو صلاح:
قبل الخامس والعشرين من يناير كان عيسى كعادته على تواصل بشباب من الحركات الاحتجاجية، يدرس معهم ما ينوون القيام به، ويسعوون إلى تنفيذه. انضم إلى مسيراتهم الحاشدة يوم الخامس والعشرين عند كوبرى الجلاء، ليشق طريقه معهم إلى ميدان التحرير، ويجد لنفسه موقعا على أحد الأرصفة ليستقر عليه وقد أنهكه التعب، مشاركا النشطاء أولى محاولات إقامة اعتصام بالميدان فى ليلة انتهت بتفريقهم بالقوة من خلال قنابل الغاز والرصاص المطاطى. وفى يومى السادس والعشرين والسابع والعشرين، كان عيسى على تواصل مع تلك المجموعة التى وضعت خارطة التحركات ليوم الثامن والعشرين من يناير، واختار وقتها أن يكون موجودا ضمن المجموعة التى سوف تخرج مع الدكتور محمد البرادعى من مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، حيث واجههم مئات الجنود بالرصاص المطاطى وقنابل الغاز والماء الكبريتى. وخاض عيسى مع مدير الأمن وقتها اللواء أسامة المراسى -الذى يخضع للمحاكمة الآن- حديثا نقاشيا حينما سأله المراسى بعد ساعات من الضرب «ماذا تريدون؟»، فأجابه عيسى «الشعب يريد إسقاط النظام»، لتنطلق يومها الجموع الثائرة من مسجد الاستقامة، وتلتقى بجموع أخرى قادمة من شارع الهرم، ومن مناطق مختلفة بالجيزة، فى ظل استمرار الضرب وإطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطى، ولتلتحم المسيرة التى صارت أضخم بمسيرات أخرى فى ميدان الدقى، ومن ثم تنطلق إلى ميدان التحرير، الذى كان ساحة لمواجهات دامية وقتها، سقط فيها المئات من الشهداء والمصابين، وانتهت بالسيطرة النهائية والمحكمة على الميدان من قبل الثوار.
الدور الذى لعبه عيسى على الصعيد الصحفى لم يكن ببعيد عن دور لعبه من هم مثله منذ عقود سعيا إلى الحرية، ففى فترة الاحتلال الإنجليزى لمصر كان هناك ما يعرف وقتها بالدور الوطنى من الصحافة المصرية، وهو نوع من الصحافة سخَّر كتابه أقلامهم فى مواجهة هذا الاحتلال والمطالبة برحيله.
وقد تعرض أصحاب تلك المدرسة للتضييق المستمر من الاحتلال أوقاتا كثيرة، ومن القصر فى أوقات أخرى، إلا أن هذا التضييق والمصادرة للصحف وملاحقة الكتاب لم يثن هؤلاء يوما عن استمرار النضال ومواصلته، حتى رحل الاحتلال نهائيا.
هذا هو النهج نفسه الذى سار عليه إبراهيم عيسى.
هذا الكاتب الذى سخَّر قلمه ومدرسته الصحفية فى مواجهة التشدد تارة فى التسعينيات، وفى مواجهة مبارك ونظامه فى خلال العقود الأخيرة، وقد تعرضت الصحف التى رأس تحريرها للإغلاق، والتضييق، ولاحقته العشرات من القضايا التى رفعها مؤيدو وداعمو النظام السابق فى محاولة لإثنائه عن خط واضح اتسم بالحدة والعنف، ضاربا عرض الحائط بخطوط حمراء كثيرة، ورافضا أن يختار طريق ما عرف «بالصحافة المحايدة» وهو مصطلح ربما اتخذه كثيرون وسيلة لتبرير مواقفهم العائمة التى كانت تخشى الخوض فى معارك مباشرة مع مبارك ورجاله.
وقد مثلت تجربة الدستور الأصلى خلال السنوات الخمس الأخيرة بشبابها من الصحفيين خطا داعما باستمرار لحركات التغيير والاحتجاج، إذ كانت فاعلياتهم تحظى بما يشبه إعلانات يومية بلا مقابل، وكانت صور نشطائهم والتذكير بهم فى حالة اعتقالهم موضعا للحديث اليومى بتلك الصحيفة بما لا يسمح بنسيانهم ويوعى الناس بنضالاتهم، حتى إن البعض كان يطلق على الجريدة لقب المنشور الثورى الوحيد فى مصر، وهو ما مثل دعما وسندا لكل الجماعات الاحتجاجية والسياسية المحظورة فى عهد مبارك بما فى ذلك جماعة الإخوان المسلمين، وأتاح لنداءات التغيير ودعواته ظهيرا إعلاميا قويا على الرغم من الضربات المتلاحقة التى حاولت تحطيم هذا الظهير وكان آخرها ما عرف بقضية «صحة الرئيس» وإغلاق جريدة «الدستور» بعد محاولة السيطرة عليها من السيد البدوى رئيس حزب الوفد فى عام 2010.
والواقع أنه لولا تحطيم الخطوط الحمراء من قبل مدرسة إبراهيم عيسى والمدارس التى على شاكلتها لما استطاعت وسائل إعلام كثيرة إيجاد مساحة أكبر تنتزعها تدريجيا لتقف فى مواجهة إعلام حكومى ومستقل كاذب ومنافق زيَّف الوعى العام على مدار عقود.
إبراهيم عيسى لم يكن يكتفى بدوره الإعلامى فحسب، إذ كان نموذجا أيضا للمثقف النشيط، الذى كان بمثابة مستشار لشباب الحركات الاحتجاجية ومخزن للأفكار والمقترحات التى استرشد بها هؤلاء، مطالبا إياهم دائما بقراءة التاريخ كى يكونوا على أهبة الاستعداد لحظة وقوع التغيير الذى يحلمون به
__________________

رد مع اقتباس
  #484  
قديم 24-01-2012, 05:17 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)

15 - ممدوح حمزة
دخل الميدان حاملا «البطاطين» وسط تصفيق المتظاهرين والثوار وهو ما كشف لقوات الأمن أن المتظاهرين ينوون المبيت
تحرك فى مسيرة انطلقت من ميدان روكسى فى مصر الجديدة بصحبة عدد من النشطاء متجها سيرا على الأقدام إلى دار القضاء العالى
بدأ المشاركة فى المظاهرات الحاشدة من ميدان الجيزة متجها مع الآلاف إلى ميدان التحرير عبر كوبرى قصر النيل
دخل الميدان حاملا «البطاطين» وسط تصفيق المتظاهرين والثوار
كتب- عبد المجيد عبد العزيز:
فى يوليو 2004 دخل سجن «بلمارش» بلندن بتهمة التخطيط لاغتيال أربعة من قيادات نظام مبارك: إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق، وزكريا عزمى الذى رئيس ديوان رئيس الجمهورية، وفتحى سرور رئيس مجلس الشعب الأسبق، وكمال الشاذلى أمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحلّ. كانت هذه هى المرة الأولى التى يسمع عنه فيها كثير من المصريين.
فى 1968 كانت المرة الأولى التى يستنشق فيها الاستشارى العالمى ممدوح حمزة غاز القنابل المسيلة للدموع، عندما شارك فى المظاهرات الطلابية ضد سياسات عبد الناصر الاقتصادية والاجتماعية، دون أن يخطر بباله، أنه سيواجه هذه القنابل ثانية بعد ما يزيد على 40 عاما، فى أثناء مشاركته فى ثورة يناير ضد نظام مبارك القمعى.
نظام مبارك اعتبر حمزة رجلا غير مرغوب فيه، عندما فضح إحدى صفقات الفساد التى كانت ترعاها سوزان مبارك زوجة الرئيس المخلوع، فقد كشف حمزة فى التحقيقات المتعلقة بقضية شركة «بالفور بيتى»، التى حصلت على مشروع إنشاء مكتبة الإسكندرية بشكل غير قانونى، أن سوزان مبارك وعاطف عبيد وإبراهيم سليمان وحبيب العادلى، كانوا وراء الصفقة، وحصلوا على رشاوى مالية مقابل ذلك، مما دفعهم إلى تلفيق قضية اغتيال أركان النظام التى حصل فى نهايتها على حكم بالبراءة بعد شهور من التحقيقات.
عندما وصل حمزة إلى مطار القاهرة فى 2006، قادما من لندن بعد عامين من الإقامة الجبرية، فوجئ بمئات فى استقباله، فقال لهم «أنا مَدِين لكم.. وسأضع نصف وقتى للعمل العام»، وهو ما حدث بالفعل، فقد تبنى الاستشارى العالمى فكر المعمارى المصرى الأشهر حسن فتحى، وسعى لحل المشكلة السكانية عن طريق عمارة الفقراء، من خلال عدة مشروعات، ظل رجال النظام السابق يحاربونه خلالها، ويتصدون له، ويحاولون إفشال جميع مشروعاته، مما أثبت له، أن مصر لن تشهد إصلاحا حقيقيا إلا إذا رحل مبارك ونظامه.
بدأت علاقة ممدوح حمزة بشباب الثورة، فى 2007، من خلال تعرفه إلى شباب حزب الجبهة الديمقراطية، التى من خلالها تعرف إلى شباب «6 أبريل» فى 2008. حمزة كان بالنسبة إليهم أبا يدعم أبناءه، الذين يذكّرونه بشبابه، لأنهم الأجدر والأقوى على التغيير، فمنح الحركات الشبابية كل ما استطاع من مقرات وطباعة منشورات وغيره، ليتمكنوا من إيصال أصواتهم الشابة إلى مصر جميعها، ومن هنا توطدت علاقته بهم، التى استمرت سنوات قليلة فى الإعداد ليوم النصر والثورة، التى جاءت ففاجأت حتى من قام بها.
يوم 25 يناير 2011، كان حمزة من أوائل المشاركين، حيث انطلق فى مسيرة من روكسى إلى دار القضاء، ضمن خطة تمويه للهروب من قوات الأمن التى كانت لا تزال بكامل عنفوانها، وعندما وصل إلى وسط القاهرة، وجد فى استقباله 12 سيارة أمن مركزى، فانضم إلى علاء عبد المنعم وحمدى قنديل وعبد الحليم قنديل ويحيى حسين، وتوجهوا معا إلى ميدان التحرير، ليدخلوه ضمن أول مجموعة تصل إلى الميدان فى يوم الثورة، حمزة كان يسأل عساكر الأمن المركزى الذين يصادفهم فى طريقه بعفوية «أمك هتكون مبسوطة وانت بتضرب اخواتك؟»،
ورغم أنه كان يعتقد أنها مجرد مظاهرة، فإن شيئا ما دفعه إلى مغادرة الميدان فى منتصف النهار لشراء 100 بطانية وزجاجات مياه وطعام (عسلية، وفول سودانى، وقُرَص بالعجوة لما بها من سعرات حرارية تمكّن المتظاهرين من النوم فى البرد)، وفى تمام السادسة و18 دقيقة، دخل الميدان حاملا «البطاطين»، وسط تصفيق المتظاهرين والثوار، وهو ما كشف لقوات الأمن أن المتظاهرين ينوون المبيت فى الميدان، ودفعهم إلى التخطيط لتفريقهم بالقوة.
حمزة يحكى عن هذا اليوم فيقول «الساعة واحدة إلا عشرة مثلا، بدؤوا ضرب قنابل مسيلة للدموع بكثافة شديدة، وجرينا زى الفيران، عينى كان فيها ألم شديد، فدخلنا فى قهوة زجاج كده، وقفلنا الباب، وطلعت أغسل عينى، فقالوا لى ماتغسلش عينك بالمية، لأنه المية بتزوّد، ماكنتش أعرف، لأنه أنا آخر مرة جات لى قنابل مسيلة كانت سنة 68».
وخلال اليومين التاليين، كثف حمزة من نشاطه، استعدادا لجمعة الغضب، فبدأ فى شراء اللافتات والأعلام وطباعة المنشورات وإعداد الأطعمة للمعتصمين، وخزنها فى مكان قريب من ميدان التحرير، بير سلم بأحد المقاهى.
بالقرب من جامعة القاهرة، أدى حمزة صلاة الجمعة يوم 28 يناير، وانطلق ضمن مسيرة ضخمة، طافت شوارع الجيزة، فى طريقها إلى التحرير، وهو يهتف «يا أهالينا انضموا لينا»، ويتخطى مع المتظاهرين الحواجز، ويفر من القنابل المسيلة للدموع، التى طردت الهواء من حولهم، قبل أن يهرب من قوات الأمن فى مركب فى النيل، ليعاود سيره حتى وصل إلى كوبرى قصر النيل من ناحية الأوبرا، وعاش مع المتظاهرين أهم معارك الثورة، وواجه الرصاص المطاطى والخرطوش، الذى تحول إلى رصاص حى، والشهداء يتساقطون من حوله، والثوار يصرون على المرور والوصول إلى الميدان، قبل أن تندحر قوات شرطة العادلى، ويفروا هربا من عزيمة الثوار، ويتمكن حمزة من دخول التحرير مع الثوار، وقد أيقن أن أحدا لا يستطيع الوقوف أمام إرادة الشعوب ورغبتها فى التغيير.
المفارقة، أن من اتهموا حمزة زورا، ولفقوا له قضية الاغتيال، أضحوا جميعا خلف الأسوار، بأمر الثورة
16 - نوارة نجم
كانت سعيدة يوم 25 يناير 2011 لأن ما ناضلت من أجله وما صدقته وما راهنت عليه لسنوات طويلة تحقق أخيرا
كتبت- دعاء سلطان:
«أحلى من الشرف مافيش».. وما أجمل أن يستقوى الرجال «الشرفاء» ممن يطلقون على أنفسهم لقب «المواطنين الشرفاء» على امرأة.. أحمد الله أنها ليست مكسورة الجناح ولا مكسورة العين والخاطر، وإنما هى أشرف وأرجل وأطهر وأنقى منهم جميعا.. ليست الفاجعة فى اعتدائهم على امرأة.. تصادف أنها الكاتبة الصحفية والناشطة والمدونة نوارة نجم، وإنما الكارثة أن تنتهك الحقوق ويضرب الناس ويهان الأشخاص فى الشوارع هكذا، لمجرد أنهم قالوا آراء تخالف آراء السلطة ومسانديها، ومن ينطق الآن ليقول لى: ماهو أبناء مبارك والفلول بيقولوا رأيهم، وبيتم طردهم من الأماكن؟! سأجيب بكلمة واحدة: تلك ثورة قامت عليهم وعلى أبيهم وعلى من يتبعونه، والثوار لم يضربوا امرأة ولم يعتدوا على رجل.. فقط طاردوهم بالهتافات فى مؤتمرات عامة من تلك التى يهذون فيها ويعربدون خلالها على شرف الثورة والثوار، وواقعة ضرب نوارة وسب علاء الأسوانى قبلها، من أسخف نتائج الثورة. ومن أسوأ التعليقات أن نتساءل: كيف يضربون امرأة؟! بل السؤال الأصح: كيف يضرب العبيد؟ وكيف يهاجمون ويعتدون على أحرار؟!
النوارة.. نوارة نجم، التى تنتاب كثيرين حالة صرع وذهول من كلماتها المتجاوزة لحدود الأدب، دون أن ينتبهوا إلى صدق الموقف، وقوته.. ينزعجون من سلاطة لسانها -التى لا تنكرها- ولا تخجل منها وتتحمل كل حرف يخرج من فمها، دون أن ينتبهوا إلى أن هناك من يتخذون مواقف فى غاية الوقاحة، مستخدمين أكثر الكلمات تهذبا وشياكة. أختار دائما أن يكون أصدقائى هم الأشجع والأصدق والأقوى والأجرأ منى، وأنا خلفهم.. أستمد قوتى من قوتهم، وأسندهم بقوتى عندما يقعون فرائس فى أيدى من لا يرحم، والمنطقى أن يسندونى هم قبلها، ولذلك فقد اخترت أن تكون نوارة نجم صديقتى «غصب واقتدار»، ونجحت.. صارت النوارة صديقتى.
يوم 24 يناير 2011 مساء.. تحدثت مع نوارة نجم، لأنها دليلى الأهم فى عالم الثائرين، سألتها: فى أى مكان سنلتقى؟!
قالت لى: فى السيدة زينب.. صدقت على الموقع وحدثت اثنتين من صديقاتى كانتا تتبعانى كما أتبع نوارة.. لم أستقل سيارتى، وفضلت ركوب تاكسى، من تحت منزلى.. اليوم هو الثلاثاء 25 يناير 2011، وسائق التاكسى ما زال لا يفهم أن هذا اليوم هو الشرارة الأولى للثورة المصرية، كان مذهولا من المرور المنساب يومها!
قلت له «السيدة زينب»، ثم تحدثت مع صديقتىّ اللتين تنتظران أن أنصحهما! فأكدت لهما أن المنطقة هى السيدة زينب. تحدثت مع نوارة نجم وقلت لها أنا فى طريقى إلى السيدة، فقالت لى: لا.. اذهبى إلى إمبابة، واحتار سائق التاكسى عندما قلت له: إمبابة يا أسطى، واتصلت بصديقتىّ وقلت لهما: إمبابة يا بنات!
بعد خمس ثوانٍ اتصلت نوارة وقالت لى: أنا الآن أمام ماسبيرو! طبعا لعنت اليوم الذى عرفتها فيه، وقلت لها: إحنا حنعمل ثورة إزاى واحنا تايهين من بعض كده؟!
المهم أننى أقنعت سائق التاكسى أن يتوجه حيث ماسبيرو، واتصلت بصديقتىّ وأنا فى غاية الخجل، وقلت لهما: أنا فى طريقى الآن إلى ماسبيرو.. و«قفلت السكة»، كى لا أستقبل منهما أى كلمات سلبية! توجهت إلى ماسبيرو بالتاكسى، ونزلت، ولم أجد أى تظاهرات.. اتصلت بنوارة ولم ترد.. اتصلت بزوجى وقال لى إنه أمام دار القضاء العالى، واتصلت بصديقتىّ اللتين ورطتهما معى وقلت لهما إننى فى بولاق أبو العلا أمام سينما الكورسال.. جاءتا سريعا، وبسرعة التحقنا بتظاهرة دار القضاء العالى، وما زال الاتصال بنوارة منقطعا!
بصعوبة.. تمكنا من اختراق حواجز دار القضاء العالى وتاه منى زوجى وتهت منه، ولكنى احتفظت بقدرتى على تشبيك يدى فى أيدى صديقتىّ نوارة مراد وولاء سعدة.. مشينا فى مسيرة بكل شوارع وسط البلد، إلى أن وصلنا إلى مدخل التحرير من باب اللوق، وبدأت القنابل المسيلة للدموع فى الانفجار.. أنا ضعيفة لا أحتمل هذه القنابل.. تحدثت إلى زوجى، لكن تليفونه خارج نطاق الخدمة، ثم تحدثت إلى نوارة نجم، قلت لها بهستيريا: «أنا حاتخنق.. حاسة إنى باموت.. قنابل الغاز حتموتنى».. ضحكت هى وقالت: شوية كده وتتعودى عليها»! وانقطع الاتصال.
صحيح أننى كنت مرعوبة من الموت خنقا، لكن نوارة نجم بكلماتها الساخرة غير المبالية، أكدت لى أن الموت نفسه غير مهم، وأخجلتنى من نفسى، فى الوقت الذى كنت أظن فيه أننى أستقبل الموت. المهم أننا اخترقنا يومها ميدان التحرير، والأهم أننى شعرت بأننى لأول مرة أشارك فى حدث يغير مصر فعليا.. ويومها قابلت كل أصدقائى.. قابلتهم جميعا بلا استثناء.. أحمد ماهر المخرج كان قادما مع كاتبة السيناريو عزة شلبى من مسيرة جامعة الدول العربية.. وائل عبد الفتاح وناصر أمين كانا هناك والتقيا بمحمد جمعة واجتمع الثلاثة فى الميدان.. نادين شمس ونبيل القط وإلهام عيضاروس وعبد الحكم سليمان، كانوا فى الميدان أيضا.. ومن منطقة ناهيا جاء يحيى وجدى ورحاب الشاذلى وليلى البلعوطى، ومن وسط الجموع فى ميدان التحرير ظهر إبراهيم عيسى هاتفا: سنظل فى الميدان.. واستقبلت تليفونا من شقيقى الذى أصيب فى رأسه بعد اشتباكات مع الأمن أمام دار الحكمة، وفى نفس التوقيت وجدت أمامى بلال فضل وعمرو سلامة، ومحمد شعير وعصام زكريا ومحمد دياب وعمرو واكد، ثم أحمد شوقى ومحمد أمين راضى وهبة مندور وهالة جلال وعباس أبو الحسن وجيمى هود «محمد جمال».. ما أجمل أن يجتمع كل من أعرفهم فى مكان واحد.. يبدو أننا على حق.
لكن أين نوارة نجم؟! بحثت عنها فى أرجاء الميدان ولم أجدها، إلى أن دلنى أحدهم على مكانها.. كانت مع أعضاء الألتراس.. منتشية سعيدة، فها هى لأول مرة منذ بدأت نضالها السياسى تفاجأ بهذا العدد من البشر، وهى التى كانت تخرج فى وقفات احتجاجية لا يزيد عدد أكبرها على الألف شخص.. نوارة كانت سعيدة يومها.. وكانت لا تبالى بى ولا تبالى بأى أحد.. قابلت نوارة تلك التى اتفقت معها على الخروج والنزول يوم 25 يناير 2011 فقط لثوانٍ معدودة.
نوارة كانت سعيدة يوم 25 يناير 2011 لأن ما ناضلت من أجله وما صدقته وما راهنت عليه لسنوات طويلة تحقق أخيرا، وما كان يجب أن تكون النوارة التى قالت للأعور أنت أعور فى عينه يوم أن جبن الجميع، واحدة من ضحايا ما راهنت عليه وانتظرته كل هذه السنوات.. ما كان يجب أن تهان النوارة ويتم التحقيق معها، وتعيّر بوالديها.. فؤاد نجم وصافيناز كاظم.. ما كان يجب أن تضرب بالحذاء فى الشارع، لمجرد أنها أجرأ من الكثيرين، وما كان يجب أن يهان أصدقاء كفاحها.. علاء عبد الفتاح بالسجن ومالك مصطفى بفقد إحدى عينيه ومينا دانيال باستشهاده.. كتبت لكم اليوم فى الذكرى الأولى للشرارة الأولى لثورة 25 يناير عن بنت الحشَّاش، التى لم أعرف شخصا يملك ضميرا يقظا مثلها ومثل أبيها.. ألا تخجلون عندما تكتبون هاتين الكلمتين قاصدين نوارة، وقاصدين أحمد فؤاد نجم؟! هل عميت الأبصار وصرتم لا تدركون قيمة أن يكون الإنسان حرا فيقول ما فى نفسه على حسابه الخاص على الفيسبوك أو تويتر؟! أزعجكم أن تسب امرأة حرة أحد المنافقين الذين تتبعونهم؟ فقررتم أن تسبوها وتضربوها فى الشارع؟! ألم تستاؤوا من نفاق شيخكم لسلطة باطشة على جبل عرفات؟! لم تهتز لكم شعرة من النفاق فى مكان يذكر فيه اسم الله؟! ما نوع الحشيش الذى تتعاطونه إذن، إذا كان يخدر ويشل ضمائركم وعقولكم هكذا؟!
كانت النوارة يوم 25 يناير، سعيدة كتلك الطفلة التى كتب فيها أبوها هذه الكلمات: «يا رب كبّر نوارة تكبر وتبقى أكبر فى كل عيد لا كل جمعة لا كل يوم.. لا كل ساعة لا كل لحظة.. تنول وتحظى وتزيد نباهة وتزيد ملاحظة وتحظى مصر السعيدة بيهم ويبقوا ليها وتبقى ليهم».. كانت سعيدة لأن كل رهاناتها السابقة التى كانت تناضل لأجلها مع حفنة لا تتجاوز العشرات من مناضلى مصر الرائعين قد أثمرت وتحققت، وهى لا تبالى بما يحدث لها.
يوم 25 يناير 2011، كنت أنا سعيدة لأن رهانى الأول، وحماسى الأكبر كان صائبا.. ورهانى ورهانها على اكتمال الثورة سينجح إن شاء الله.
ملحوظة: رهانى الأول كان مبنيا على كل رهانات نوارة نجم السابقة، لذلك فهى الأقوى والأكثر صمودا، ومن العار أن تهان من قالت كلمتها يوم صمت الجميع.. من العار أن تهان نوارة نجم، التى كانت نوارة لى ولكثيرين غيرى
__________________

رد مع اقتباس
  #485  
قديم 24-01-2012, 05:21 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: "ايقونات" الثوره المصريه..(25 مصريا فى25يناير)

17 - علاء الأسواني
كان محرضا أيضا على الثورة فى صالونه الأسبوعى الذى تحول من ندوة أدبية أسبوعية إلى ملتقى ثقافى وسياسى
خرج فى مظاهرة من شارع قصر العينى ثم توجه إلى ميدان التحرير
كان حاضراً فى المظاهرات التى جابت شارع قصر العينى من أوله حتى آخره
يُعتبر واحدا من «المحرِّضين»، كان لا بد أن يوجد فى ميدان التحرير يوميا
كتبت- نانسى حبيب:
اعتبر المفكر الكبير د.جلال أمين روايته «عمارة يعقوبيان» أحد الأعمال الأدبية التى حرضت على ثورة 25 يناير، أما د.علاء الأسوانى فيرى أنه لا يمكن أن يقرر أمرا مثل هذا. لكنه يعود ويؤكد أنه حين كان مع الشباب فى ميدان التحرير وجد تقديرا كبيرا منهم، وقال البعض له إنهم موجودون فى الميدان بسبب ما كتبه.
يحظى فى الخارج علاء الأسوانى بمكانة أدبية كبيرة على المستويين الأدبى والسياسى، وكانت روايته «عمارة يعقوبيان» سببا كبيرا فى شهرته بعد ترجمتها إلى أكثر من 32 لغة، حققت بها مبيعات تجاوزت مليون نسخة فى 82 طبعة، أما فى الداخل فهو معروف، إلى جانب قيمته الأدبية قطعا، بمواقفه الثورية وآرائه الجريئة وانتقاداته الحادة، التى دائما ما تثير جدلا كبيرا، ومنها حلقته الشهيرة على قناة «أون تى فى» مع د.أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق، التى كانت سببا فى استقالة الأخير أو إقالته. البعض رأى أن الأسوانى تعامل بحدة شديدة، والبعض الآخر رأى فى ما قاله جرأة وشجاعة، أما هو فيرى أنه لم يفعل شيئا سوى أن قال رأيه بصراحة، وأن د.شفيق هو الذى أخطأ حين اتهمه بأنه «مدعى الوطنية».
قبل ثورة 25 يناير، كان الأسوانى يؤمن بأن التغيير قادم لا محالة، يطالب بالإصلاح السياسى وينتقد الفساد، كان يكسر التابوهات دون أن يهمه حجم الهجوم الذى سوف يتعرض له، فعلها فى روايتيه «عمارة يعقوبيان» و«شيكاغو»، وفعلها فى مقالاته التى دأب فيها على انتقاد نظام مبارك وتعريته منذ أن بدأ قبل سنوات الكتابة المنتظمة فى عديد من الصحف مثل «العربى» و«الدستور» و«الشروق»، مذيّلا دوما مقالاته هذه بقوله الشهير «الديمقراطية هى الحل»، بينما كان محرضا أيضا على الثورة فى صالونه الأسبوعى الذى تحول من ندوة أدبية أسبوعية إلى ملتقى ثقافى وسياسى ندر وجوده فى فترة ما قبل سقوط مبارك. كان الأسوانى ولا يزال صريحا ومستشرفا، حتى إنه عندما كان فى إحدى الندوات يوم 23 يناير 2011، قال إن «التغيير قادم»، ولم يكن أحد يتخيل وقتها أنه بعد يومين فقط سوف تتحقق مقولته، وتخرج المظاهرات فى كل أنحاء مصر تطالب بإسقاط النظام.
ولأنه يُعتبر واحدا من «المحرِّضين»، كان لا بد أن يوجد فى ميدان التحرير يوميا، ويستعرض الأسوانى حوارا دار بينه وبين شاب مصرى التقاه يوم جمعة الغضب 28 يناير، وقال له: «أنت كتبت كتاب (لماذا لا يثور المصريون)» وطالبه بكتاب جديد عما يحدث فى ميدان التحرير لأن المصريين «فعلوها وثاروا». يقول الأسوانى إنه بعد هذا الحديث بدقائق أصابت الشاب رصاصة قناص من أحد الأسطح فى ميدان التحرير واستُشهد.
يقول الأسوانى إن آخر حديث لحسنى مبارك، قال فيه «أنا عايز أمشى، وأخشى الفوضى والمتطرفين والهجوم على الأقباط»، لكننا جميعا فوجئنا بعدها بعبود الزمر يتم تقديمه على أنه بطل قومى. كتب الأسوانى وقتها أن الزمر يتنقل من قناة إلى أخرى، وأن هذا لا يتم اعتباطا، لكنه أمر تمهيدى، فهذا مشهد سوف يأتى وراءه مشهد، حتى نصل إلى المشهد الرئيسى. ويضيف الأسوانى أن أى ثورة ينقسم بعدها المجتمع إلى ثلاث فئات: الكتلة الفاعلة للثورة، وهؤلاء يعرفون تماما ما يريدون ومستعدون للتضحية من أجل الوصول إلى أهدافهم، والثورة المضادة، والكتلة الساكنة التى تلقت الثورة كأنها خبر، لم تنزل ولم تضرب، ستظل رؤيتها لفترة بعيدة عن رؤية الثورة، وهم متذبذبون، بمعنى أنه حين خرج مبارك ليقول «أنا عايز أموت على أرضى»، بكوا. وحين عيّن الرئيس السابق عمر سليمان نائبا، قالوا خلاص كفاية. لكن هؤلاء -حسب الأسوانى- ليسوا غرباء عنا، لكنهم أهلنا وقد يكونون معنا فى نفس البيت، ونحن فى النهاية مسؤولون عنهم.
ولأن الأسوانى لم يتغير، فإنه ظل إلى جانب الثوار ينزل معهم إلى الميدان ويرافقهم أمام مجلس الوزراء ويخرج لينتقد من يقتلهم. لذا لم يكن غريبا أن يتعرض لاعتداء بالسب من قِبل مجهولين -هكذا قالت وسائل الإعلام عنهم- عندما كان بصحبة مصورين وصحفيين من التليفزيون البريطانى فى شارع قصر العينى يحاولون تصوير موقع الأحداث أمام مجلس الوزراء. وكان واضحا من كلمات الذين حاولوا افتعال مشاجرة مع الكاتب والروائى والناشط السياسى أن هدفهم هو تصوير الواقعة، ونشرها على مواقع الإنترنت لإظهاره كأن وجوده غير مقبول بالمنطقة التى تقع عيادته بها.
وصف المتحرشون الأسوانى بـ«العميل»، ووجهوا إليه ألفاظا نابية، وقال البعض إن هؤلاء حاولوا التطاول عليه والاعتداء عليه بالأيدى، لكن كل هذا لم يجعله يتزحزح عن موقفه. اتهموه بمحاولة إشعال البلاد -هو ومتظاهرى التحرير- لكنه ظل يخرج منتقدا لهم، مطالبا باستكمال الثورة التى سُرقت.
الأسوانى دعا الجميع للنزول إلى الشوارع والميادين يوم 25 يناير 2012، قائلا إن نظام مبارك ما زال يحكم، لكن الثورة مستمرة، وستظل حتى تحقق أهدافها، رافضا الاحتفال بذكرى الثورة، مؤكدا أن الاحتفال لا يكون إلا فى حالة الانتصار وانتهاء الثورة، وأنه لا يعتقد أن يكون هناك احتفال فى حالة الهزيمة، فالثورة لم تنتهِ بعد وما زالت مستمرة ولم تنتصر بعد

18 - عصام سلطان
25 يناير
شارك فى مظاهرة أمام دار القضاء العالى ثم انطلق فى مسيرة بشارع 26 يوليو واتجه إلى شارع رمسيس حيث انضم إلى مظاهرة وصلت إلى ميدان التحرير
28 يناير
صلى الجمعة فى مسجد الاستقامة وتعرض لاعتداءات من رجال الشرطة قبل أن يتوجه
كان هو دون غيره يصوغ البيان الأول لتأسيس الجمعية الوطنية للتغيير
كتب: محمد الخولي
خلفيته الإسلامية لم تمنعه من أن يقاطع إمام مسجد بمدينة المنصورة، كان محمد البرادعى يصلى به الجمعة ضمن زياراته التى قام بها عقب عودته إلى مصر. الخطيب كان يحرِّم الخروج على الحاكم، فوقف وصرخ فى وجهه: «هناك فتوى بحرمة مقاطعة الخطيب، لكنى أفتى بأن مقاطعته واجبة»، وخرج من المسجد ورفض أن يصلى خلفه «لأنه خطيب منافق». يرتدى روبه الأسود، وعلى كتفه حقيبة صغيرة، وبيده مجموعة من الأوراق، هكذا كان المحامى عصام سلطان، نائب رئيس حزب الوسط، يظهر أمام مبنى مجلس الدولة، لمتابعة الدعاوى القضائية التى رفعها مع أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط، للموافقة على تأسيس أكثر الأحزاب التى حصلت على رفض من لجنة شؤون الأحزاب فى عهد الرئيس المخلوع، وكلما أغلق طريق نجح بخبرته القانونية فى فتح طرق أخرى، إلى أن نجح فى 19 فبراير 2011، وأقرت المحكمة الإدارية العليا بالموافقة على تأسيس حزب الوسط الجديد. المحامى الدمياطى بدأ نشاطه السياسى من الجامعة، ولم تبهره أضواء المدينة، وبحث عن المبادئ التى قرأ عنها كثيرا، فتقدم إلى انتخابات اتحاد الطلبة بجامعة القاهرة، ونجح فى أن يقتنص منصب رئيس الاتحاد، 1986، وسعى إلى تنشيط الحركة الطلابية واستعادة مجدها فى السبعينيات، دعا إلى الخروج فى مظاهرات للمطالبة بتحسين الأوضاع الداخلية، والتضامن مع القضية الفلسطينية. الشاب الإخوانى لم يتوقف نشاطه عند الجامعة، وبعد تخرجه فيها سعى إلى المشاركة فى الحركة الوطنية المصرية، حتى منتصف التسعينيات، انشق مع مجموعة كبيرة من رفاقه عن جماعة الإخوان المسلمين، وبدؤوا فى تأسيس حزب الوسط، واجتمع مع عدد من زملائه فى 1995 واتفقوا على أن يكون الحزب الجديد وسطيا وقائما على المرجعية الإسلامية تحت اسم حزب الوسط، وتقدموا بأوراق الحزب إلى لجنة شؤون الأحزاب، وكان أول رفض له فى 1996، وذهب سلطان ورفاقه إلى المحكمة وطعن على القرار، وساق عددا من المبررات التى تثبت خطأ اللجنة، إلا أن المحكمة قضت هى الأخرى «برفض تأسيس الحزب عام 1998»، الإصرار إحدى سمات سلطان، فأعادوا تقديم أوراق الحزب مرة أخرى، لكن باسم حزب الوسط المصرى، لكن الأوراق رفضت للمرة الثانية، وفى عام 2004 توجه من جديد إلى اللجنة بأوراق تأسيس الحزب، وكان الرفض هو قرارها، ولم يعد هناك سوى طريق القضاء الذى ظل ينظر القضية حتى أصدر حكمه بقبول تأسيس الحزب، وللمفارقة أن الحكم صدر بعد تنحى مبارك بتسعة أيام فقط. لينهى قصة حزب حاول أن يبحث له عن شرعية لمدة 15 عاما. فى يوليو 2004 كان سلطان أحد الحضور فى منزل المهندس أبو العلا ماضى، لتأسيس حركة «كفاية»، ورفعت شعار «لا للتمديد ولا للتوريث»، وكانت أولى الحركات السياسية التى تعلن معارضتها لحكم مبارك نفسه لا لحكومته، وبعد هذا اللقاء بأربع سنوات تقريبا كان سلطان يحضر اجتماعا آخر، هذه المرة كان فى منزل المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعى، بل كان هو دون غيره يصوغ البيان الأول لتأسيس الجمعية الوطنية للتغيير، ولخص مطالب المصريين فى المطالب السبعة التى رفعتها الجمعية منذ اليوم الأول لها. وكان سلطان واحدا من المحرضين على الثورة، وطالب بالتظاهر يوم 25 يناير لوقف عمليات التعذيب الذى أصبح ممنهجا داخل السجون وأقسام الشرطة المصرية، وللاحتجاج على الأوضاع المعيشية التى تزداد سوءا كل يوم. صباح يوم 25 كان يهتف مع مجموعة أخرى أمام دار القضاء العالى يطالبون بتحسين الأوضاع، «كنت مع أبو العلا ماضى، وجمال زهران، ومحمد البلتاجى أمام دار القضاء العالى، وأمامنا جيش أمن مركزى». يقول عصام سلطان، الذى لم يمل من الوقفة، فـ«مع العصر بدأت بشائر الأمل تلوح»، الأعداد تتزايد، والأمن المركزى مرتبك، «بدأنا بعمل مسيرة فى شارع 26 يوليو، وعدنا إلى شارع رمسيس فأغلقوا الشارع علينا»، يحكى سلطان، ويضيف «وجدنا مسيرات ضخمة من العباسية وبولاق أبو العلا تتجه نحونا وسرنا معهم حتى وصلنا إلى ميدان التحرير، وكانت ثورة عظيمة»، وهى لم تكتمل بعد، حسب سلطان «الجزء الأكبر منها تم إنجازه، وباقٍ جزء آخر، لكن إذا حدث تباطؤ فى تنفيذه، فمن الممكن أن يقضى هذا الجزء الصغير على ما تم إنجازه بالفعل»، وينقل النائب الجديد فى مجلس الشعب نبض الشارع، «هناك حالة من الاحتقان السياسى، والضغوط الاقتصادية وعدد من مطالب الثورة لم يتم تحقيقها حتى الآن»، ولذلك يرى أنه «من الواجب أن يستكمل الشعب ثورته»، ويشترط «أن تكون بنفس منهج 25 يناير السابق.. سلمية». يختلف سلطان مع من يحلل بوجود شرعيتين فى مصر الآن «البرلمان والميدان»، لأنه «لولا الميدان ما كان أغلبية هؤلاء الأعضاء فى البرلمان الآن».
19 - محمود الخضيرى
25 يناير
شارك فى المظاهرات بالإسكندرية بعد أن تعرف على دعوة النزول للتظاهر فى كل ميادين مصر معلنا رفضه ممارسات الشرطة
28 يناير
غادر الإسكندرية وصلى الجمعة فى مسجد الاستقامة وتعرض لعدد كبير من القنابل المسيلة للدموع
15 يوماً كاملة قضاها فى ميدان التحرير معتصماً وثورياً ينادى بالتغيير
كتب: عبد المجيد عبد العزيز
«شعرت فى السنة الأخيرة بأنى لا أستطيع أن أقوم بالعمل بالصورة التى تعودت عليها فى السنوات السابقة، وكان كثيرا ما يؤنبنى ضميرى ويرتجف القلم فى يدى خوفا من أن أقع فى خطأ يتسبب فى ضياع حق يحاسبنى الله عليه يوم القيامة».. كان هذا جزءا من أسباب استقالة المستشار محمود الخضيرى «قاضى الثورة» كما يلقبه ثوار ميدان التحرير، التى تقدم بها بعد 46 عاما من العمل داخل أروقة القضاء منها 20 سنة كاملة فى أرفع محاكم مصر، «محكمة النقض».
صرخة الخضيرى فى وجه الأوضاع قبل الثورة، جاءت بعدما أصيب الرجل بالإحباط واليأس من إصلاح أحوال القضاء وتحقيق استقلال كامل وحقيقى للسلطة القضائية، فقرر أن يترك المنصة، ويعود إلى صفوف الجماهير «محاميا» ضد الظلم والاستبداد، سعيا وراء تغيير حقيقى وشامل، لا يقتصر على القضاء فقط، وإنما يشمل كل ربوع مصر.
الاستقالة، لم تكن مفاجأة بالنسبة إلى نظام مبارك، فقد كان الخضيرى -الذى قضى أكثر من ثلاث سنوات رئيسا لنادى قضاة الإسكندرية- أول من اتهم الرئيس المخلوع شخصيا بالضلوع فى تزوير الانتخابات التى أشرف عليها القضاة، وقاد مظاهرات القضاة المطالبة باستقلال القضاء، التى كانت إحدى أهم المفاجآت التى أربكت مبارك ونظامه، وكشفت للعالم إلى أى مدى استشرى الفساد فى مصر نتيجة الحكم السلطوى القمعى الذى ينتهجه مبارك، حتى كاد المواطنون يفقدون الثقة فى جدوى حصولهم على الأحكام القضائية نتيجة إصرار النظام على تجاهل تلك الأحكام كلما تعارضت مع مصالح رجاله.
قبل اندلاع ثورة يناير، كثف الرجل، من نشاطه العام، ونظم ثلاث حملات لكسر الحصار عن غزة، فى الوقت الذى كان يشارك فيه مبارك جنود الاحتلال الإسرائيلى فى قتل أطفال غزة نتيجة نقص الغذاء والدواء، بمنعه مرور المساعدات إليهم، بدعوى التزامه بالاتفاقيات الدولية وضرورة موافقة الاتحاد الأوروبى قبل فتح المعابر! كما شارك الخضيرى فى عديد من الحركات السياسية التى تدعو إلى مناهضة النظام الحاكم والمطالبة بضرورة سقوطه، وكان من أول الرموز الذين أسسوا الجمعية الوطنية للتغيير، التى ظهرت فى الحياة المصرية فور عودة الدكتور محمد البرادعى من الخارج عقب انتهاء فترة توليه منصب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التى كانت من أهم أسباب تحريك المياه الراكدة، وكانت انطلاقة حقيقية لبدء نزول الجماهير إلى الشارع.
قاضى الثورة، وقبل أشهر من سقوط مبارك، خاض تجربة جريئة لا يقدم عليها إلا رجل يؤمن بمبادئه حتى النهاية ويستطيع أن يقدم فى سبيلها كل ما يملك، عندما تحدى بطش مبارك الذى كان قد وصل إلى ذروته، وتحدى جهاز أمن الدولة القمعى، ونظّم محاكمة شعبية للحزب الوطنى «المنحل»، كشف من خلالها مدى سيطرة رموز الحزب ورجاله برئاسة مبارك على مقاليد السلطة فى البلاد مخالفين كل القوانين واللوائح، دون أن يمتلكوا وازعا من ضمير يردعهم عن غيهم بعدما أسقطوا البلاد فى بحار من الفقر والاستبداد.. أمن الدولة كثف جهوده عقب انتهاء المحاكمة التى أحدثت صدى واسعا، حتى يمنع الجلسة الثانية منها، واستخدم فى ذلك كل الوسائل حتى إنه اضطر إلى منع تلك المحاكمة الشعبية بالقوة! الخضيرى لم يكن يعلم حينها، أنه سيشكل محاكمة شبيهة بعد الثورة، لمبارك، بعد تلكؤ المجلس العسكرى فى تقديم الرئيس المخلوع للمحاكمة، ويصدر حكما ضده بالإعدام، مهددا بالذهاب إلى شرم الشيخ، حيث يوجد المخلوع، وإلقاء القبض عليه باسم الثورة، مما دفع المجلس العسكرى إلى الإسراع فى تقديم مبارك فعليا للمحاكمة وأصدرت النيابة أمرا بإلقاء القبض عليه.
الخضيرى تعرف على دعوة النزول فى 25 يناير 2011 فى عيد الشرطة، للتظاهر ورفض ممارسات الشرطة القمعية، بعد انتشار عمليات القتل العمد للمعتقلين فى الأقسام والسجون، خصوصا بعد واقعة مقتل شهيد الطوارئ خالد سعيد والشاب السلفى سيد بلال على أيدى رجال أمن الدولة. الخضيرى كان حينها فى الإسكندرية -محل إقامته- وقرر -كعادته- المشاركة فى تلك المظاهرات، التى لم يكن أحد يتوقع لها أن تتحول إلى ثورة عارمة تسقط النظام بأكمله.
فى مساء يوم الثلاثاء، وبعد يوم تاريخى فى حياة المصريين، أيقن الخضيرى أنها لم تكن مظاهرة عادية، بل ثورة مشتعلة، انطلقت ولن يستطيع أحد الوقوف أمامها، ومع ظهور دعوات النزول ثانية يوم 28 يناير فى جمعة الغضب، قرر الخضيرى أن يتجه إلى قلب الثورة، إلى ميدان التحرير بالقاهرة.
قاضى الثورة، الذى يبلغ من العمر 70 عاما، نسى كل شىء، ووقف يواجه قوات الشرطة الباطشة كشاب فى ربيع العمر، يجرى من المدرعات التى كانت تدهس المتظاهرين، ولا يتراجع أمام قنابل الغاز المسيل للدموع، ويقبل على الجنود يحاول إقناعهم بالتوقف عن إطلاق الرصاص الخرطوش على إخوانهم، ويهتف مع الجماهير الغفيرة «الشعب يريد إسقاط النظام».
15 يوما كاملة، قضاها الخضيرى فى ميدان التحرير معتصما وثوريا، ينادى بالتغيير، كان وجوده يبث الأمل فى الشباب ويدفعهم إلى المواصلة، والاستمرار وعدم التراجع تحت أى ظرف، وفى مساء 11 فبراير، وعندما أيقن أن الملك قد سقط، لملم متعلقاته، وعاد إلى الإسكندرية ليستنشق هواء الحرية فى بلده، وقد أدى المهمة
__________________

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدليلية
أخبار مصر, اضراب, اطباء, اكتوبر, هيونداي ماتريكس صيانة توكيل غبور


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 MasrMotors غير مسؤول عن أي اتفاق تجاري أو تعاوني بين الأعضاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي MasrMotors ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر


الساعة الآن 09:42 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
www.MasrMotors.com ™ Copyright ©2008 - 2024
Egyptian Automotive Community
جميع الحقوق محفوظة - مصرموتورز 2008 - 2017