رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
وائل غنيم ...
سمعت تصريحات د. مرسي فيما يتعلق بالجمعية التأسيسية وأنه لا يملك من الأمر شيئا للتدخل في أي من أعمالها، والحقيقة أن الرئيس في حقيقة الأمر قادر على القيام بدور هام.
قبل أيام من توليه رئاسة الجمهورية وعد الرئيس في اجتماع كنت أحد حضوره صراحة بصفته رئيسا لحزب الحرية والعدالة (آنذاك) وهو الحزب الأكثر تمثيلا في الجمعية بأن يعمل على السعي لتحقيق التوازن في تشكيل الجمعية التأسيسية وكذلك الح...رص على أن يكون الدستور توافقيا معبرا عن كل المصريين لا عن فصيل أو تيار بعينه.
لأن الدساتير تكتب بالأساس لحماية الحقوق والحريات وتحقيق استقلال المؤسسات وترسيخ قيم الديمقراطية وتداول السلطة ومنع استبداد الأغلبية بالأقلية. كما أن الدساتير تُكتب لتبقى مددا طويلة في عمر الشعوب ولا يمكن لأغلبية انتخابية أيا ما كانت أن تفرض رؤيتها منفردة فيما يتعلق بمواده.ويملك الرئيس محمد مرسي عدة أدوات يستطيع أن يحقق عن طريقها هذا الأمر حرصا على مصلحة الوطن ومنعا لاستقطاب سياسي عاصف (بعض مؤشراته واضحة وجلية بين المهتمين بالوضع السياسي في مصر اليوم) في لحظة حرجة على البلد في ظروف اقتصادية صعبة لا تتحمل المزيد من التناحر السياسي بل تتطلب أن يكون المصريون على قلب رجل واحد.
وأبسط هذه الخطوات هو تعديل القانون الذي أصدره مجلس الشعب قبل تشكيل الجمعية التأسيسية الثانية لتحصينها والذي نص على إمكانية أن يتم الموافقة على المواد الدستورية بأغلبية 57 عضوا في حالة عدم القدرة على تحقيق نسبة الثلثين. والحقيقة أن السلطة التشريعية بيد الرئيس كفيلة بأن يتم تعديل هذه المادة الغريبة (فلا أدري من أين أتى رقم 57 فلا سابقة له في مصر أو غيرها دستوريا على ما أعلم) والتأكيد على أنه لن تمرر أي مادة في الدستور إلا بموافقة ثلثي الجمعية التأسيسية على الأقل. وهو أقل ما يمكن عمله تأكيدا على توافق الجمعية وصياغة دستور للمصريين خاصة وأن الشعب لن يتاح له إلا التصويت إجمالا على مواد الدستور، وبذلك تكون الفرصة الوحيدة لقبول مادة بعينها أو رفضها داخل التأسيسية.
|