|
ثورة الحرية 25 يناير ساحة ثورة الحرية 25 يناير تحوى كل الموضوعات المتعلقة باﻷحداث التى مرت و تمر بها مصر الغالية منذ هذا اليوم و حتى اﻵن ... و هى ساحة الحوار السياسى الراقى و المسئول |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1691
|
![]() ![]()
__________________
|
#1692
|
![]()
المعركة فى مكان آخر
![]() وائل غنيم، الشاب النبيل الذى أنشأ صفحة «كلنا خالد سعيد» التى كانت دعوتها مع جماعة «ستة أبريل» ليوم خمسة وعشرين يناير شرارة ثورة، أعلن عن تأييده لعبد المنعم أبو الفتوح، لكن موقفه لم ينجح فى إقناع والدة خالد سعيد نفسه بما ذهب إليه، فقد أعلنت أم الشهيد تأييدها لحمدين صباحى. هذه مفارقة كاشفة. كاشفة لإيه؟ سأقول لك، لكنك مثلى بالتأكيد تعرف شبابا رائعا يدعون لمرشح ما، ولكنهم بكل حماسهم وعصبيتهم وتعصبهم لهذا المرشح لا يفلحون فى إقناع والدهم ولا حتى إخوتهم أو خالهم -على اعتبار أن الخال والد- بالتصويت له (وآباء كثيرون كذلك قطعا لا يقدرون على إقناع أولادهم بدعم مرشح يفضله الأب). ندخل على ما تكشفه مفارقة أن مؤسس صفحة الشهيد يمنح صوته لمرشح، ووالدة الشهيد نفسه تمنح صوتها لمرشح آخر! نعم.. المعركة الانتخابية لا يمكن خوضها على صفحات «الفيس» و«التويتر» ولا فى مؤتمرات القاعات المغلقة والمفتوحة بهتافاتها الحارَّة وشعاراتها المخلصة! لكن أخشى أن بعضنا يتصور أو يتصرف على أساس أن معركة الانتخابات الرئاسية يتم حسمها فى «التويتر». نفس الخطأ المأساوى الذى ارتكبته القوى الاحتجاجية وشبابها وناشطوها فى انتخابات مجلس الشعب، حيث استغرقوا جهدهم، إما فى تجاهل الانتخابات وإما فى الاندفاع نحو الاعتصامات والمظاهرات فكسب الإخوان والسلفيون الانتخابات، وظل حكم العسكر ولم يرحل الجنرالات! المعركة معركة شوارع والشباب ينجح جدا فى إثارة معركة الشوارع الثورية أو الاحتجاجية.. ولكنه فشل بامتياز فى معركة الشوارع الانتخابية، كما حدث فى انتخابات مجلس الشعب الماضية، لكن يبدو أن شباب القوى الاحتجاجية اهتم أخيرا بالانتخابات، ولكن اهتمامه جاء فى الانتخابات الرئاسية، وهى بالمناسبة غير مهمة! اهتم قطاع من شباب هذه القوى الاحتجاجية بانتخابات الرئاسة -والتى هى أقل أهمية بكثير دستوريا وعمليا من البرلمانية- فانخرط محموما فى الانتخابات على «الفيسبوك» و«التويتر» كأننا فى معركة استطلاعات رأى، وليست اقتراعا فى الصناديق، ولا أعرف مدى جدوى شبكات التواصل الاجتماعى فى إنجاح مرشحى الرئاسة على الأرض، ويجوز أن نكتشف لها دورا فى نتائج هذه الانتخابات مع إقبال الشباب على التصويت مثلا، لكن المؤكد أن الانتخابات لا تجرى على شاشة الكمبيوتر، والانتشاء الثورى على «التويتر» يرضى أصحابه، لكن لا يقود إلى أى إنجاز، فضلا عن أن شعبية الثورة نفسها والمرشحين باسمها أو المتمسحين بها أو المحسوبين على شبابها فى صناديق الانتخابات محل تساؤل مع احترامى لرضا الثوار عن أنفسهم، بالإضافة إلى أن أكبر عدد من المصوتين فى الانتخابات للمفارقة هو حزب الكنبة الذى نال تقريعا هائلا من شباب «الفيس» و«التويت» ونال شباب «الفيس» و«التويت» هجوما مروعا عليه من مكونات هذا الحزب بشرا وكنبا.. ومن ثم يبدو صعبا أن يستجيب حزب الكنبة لنداء «الفيس» و«التويت» لانتخاب مرشحهم، وإلا فإننا سنشهد أعظم عملية مصالحة فى التاريخ بين توم وجيرى (يبدو لى فى مئات أفلام الكرتون التى شاهدتها لتوم وجيرى أنهما يحبان بعضهما!). الانتخابات تتم على الأرض وفى الشارع، ومن هنا فإن «الإخوان المسلمين» فى رأيى تستعيد عافيتها وقوتها فى الانتخابات الرئاسية، لأنها غير مستغرقة كثيرا فى الاستسلام للمنشور فى الإنترنت والمذاع فى البرامج ونتائج استطلاعات الرأى المضحكة والمتناقضة! لاحظ كذلك أن الانتخابات ليست المؤتمرات الانتخابية للمرشحين فى الجامعات أو المحافظات، رغم ما بها من بهجة تريح المرشحين أو توترات تقلقهم، نعم يحتشد مؤيدوه ومهللوه والفضوليون وجمهور الزحمة والعائلات أو القبائل التى تؤدى واجبها لضيفها، بصرف النظر عن تأييدها أو عدمه، كما يأتى أحيانا الشباب المناصر لمرشح آخر للمناكدة والمكايدة والتعليم على المرشح المنافس، لكن المؤتمرات -على أهميتها فى الاستعراض الدعائى والتواصل الشخصى- تنتهى إلى دعم ناخبيك أكثر من جلب ناخبين جدد! الانتخابات صراع يتطلب من اليوم إلى لحظة إعلان النتيجة نحو خمسين مليون جنيه لإنفاقها على أربعة وخمسين ألف صندوق اقتراع فى مصر كلها ومعركة تنظيم شديدة الإرهاق، فضلا عن التعامل مع خريطة مصر الانتخابية بعد الثورة، وهى ككل مصر مشوشة وضبابية ومرتبكة ومتقلبة وزئبقية وعكرة المزاج، ومن ثم يصبح يوم الاقتراع، بل وأيام الفرز فى منتهى الأهمية المفصولة غالبا عن واقع الإعلام من تليفزيون وجرائد ونت ومحمول! الانتخابات حاجة تانية خالص!
__________________
|
#1693
|
![]()
مش ناقصاك
![]() قبل أن تعكنن على من حولك من فرط حماسك لاختيارك فى الانتخابات القادمة أرجوك راجع اختياراتك أنت الشخصية فى كل شىء، فى حياتك قبل أن تقهر مخالفيك وتمشى فارد جناحاتك كأنك جبت الزتونة، فى اختيارات الرئاسة فتقاطع هذا لأنه يراك مبالغا، وتستظرف على هذا لأنه اختار مرشحا احتمالات نجاحه ضعيفة، وتحذف هذا من قائمة أصدقائك لأنه يؤمن بقدرات مرشح أنت لا تراه أصلا، قبل كل هذا أرجوك راجع اختياراتك فى كل السنوات الماضية حتى النقطة التى نقف عندها الآن. راجع اختياراتك فى الحياة لتعرف أنك على باب الله زى حالاتنا، وأنك لا تمتلك كتالوج الاختيارات النموذجية وليست لديك نسخة من الإجابات النهائية لكى تحكم من خلالها على اختيارات الآخرين. راجع اختياراتك فى الحب، تذكر كم مرة انتهت اختياراتك بـ«سى دى» عليه أغانى أمير الأحزان مصطفى كامل، هو ينتع وأنت تهز رأسك خلفه مؤمِّنا على خلاصة حكمة سيادته فى خوابير الغرام؟ تذكر اختياراتك فى الأصدقاء، وكم مرة انتهت بأن تستغل أقرب تجمع لتفضح فيه عمايل هذا الصديق فيك؟ تذكر اختياراتك فى الكلية التى دخلتها وخرجت منها دون أن تستفيد شيئا (ده لو كنت خرجت أصلا). تذكر اختياراتك التى وجهت إليها كل أنواع سب الديانات فى ملابس الخروج، التى تحولت إلى بيجامات بعد أول غسلة، والسيارة التى ستجعلك تقول فى الآخرة إجابة عن السؤال حول عمرك فى ما أفنيته قائلا فى مدينة الحرفيين، عن الموبايل الذى دفعت فيه دم قلبك ثم تخلصت منه بصعوبة أو عجزت عن التخلص منه، فتتأمله مع كل استخدام مربك وأنت تلعن أم «البلاك بيرى» أو غباوة «الآى فون»، عن اختيارك فى شبكة النت الذى يخذلك فى أجمل لحظات التحميل، أو اختيارك فى شبكات المحمول التى تتنقل بينها كالفراشة دون أن تحصل على ما يرضيك. تذكر كم مرة لم يعجبك ميكروباصا فقررت أن تتفاداه وتختار اللى بعده، فيطلع اللى بعده أضل سبيلا بسائقه بركابه بالموسيقى اللى شغالة فيه بكراسيه بقلة أدب وسوقية جامع الأجرة؟ تذكر كم مرة اخترت مطعما شهيرا فلزمت الفراش بعده أسبوعا على المسلوق واللقمة الناشفة؟ تذكر كم مرة اخترت أن تقف إلى جوار شخص محتاج، فيطلع نصابا؟ وكم مرة اتهمت فلانا كذبا بأنه نصاب فأصبحت كلما رأيته تضع رأسك فى الأرض ككلب بلدى؟ تذكر كم مرة اخترت طريقا مختصرا فلبثت فيه يوما أو بعض يوم (أو لبست فيه مش فارقة)؟ تذكر كم مرة اخترت النسخة الصينى من سلعة ما فندمت واخترت الأصلى فندمت أكثر؟ تذكر كم مرة اخترت فكهانيا من بين خمسة يقفون متجاورين، فألقى أهل بيتك ما اشتريته فى الزبالة مع وصلة بعنوان «يا ما جاب الغراب لأمه فى عيد الأم»؟ تذكر كم مرة احترت بين فرص عمل متاحة أمامك، فاخترت واحدة تصحو كل يوم تضرب نفسك ميت جزمة عليها؟ تذكر كاتبك المفضل كم مرة خذلك؟ ومطربك المفضل كم مرة اشتغلك؟ ولاعبك المفضل كم مرة طالبته بالاعتزال؟ تذكر تاريخك فى اختياراتك الفاشلة قبل أن تتحمق علينا، مش كده وبس، لأ، تذكر كمان كم كنت متحمسا لاختيارك فى كل مرة؟ تذكر كم مرة مشى اختيارك على رقبة شخص ما فخسرته؟ تذكر لتعرف حضرتك أنك لست أبو العريف ولا زرقاء اليمامة ولا حتى طائر الرُّخ، أنت مجرد شخص طبيعى نصف اختياراته فى الحياة خاطئة وربعها نجح قضاء وقدرا وبدعوات أمك.. أيوه أمك أنت. تتمسك باختيارك مع احترام اختيارات الآخرين تبقى صاحبى وحبيبى وسأحترمك حتى لو ثبت أن اختيارك كان خاطئا، تضغط على أعصابنا باختيارك وتحاربنا وتعكنن علينا لن يرحمك أحد حتى لو ثبت أن اختيارك كان صحيحا. فارحمنا أرجوك لأنك تتحمس لاختيارك زيادة عن اللزوم قبل أن تكتمل الصورة، فلا أحد يعرف البلد هتمشى إزاى بعد الانتخابات، رئاسية ولّا برلمانية ولّا مختلط ولّا خلافة ولّا بيّعة؟ لا يوجد دستور يوضح ما الذى يقدر عليه الرئيس وما لا يقدر عليه، لا يوجد ما يؤكد أن الرئيس القادم سيقدر على الوفاء بكل ما وعد به، فقل لى بالله عليك لماذا تقهرنا باختيارك؟ يقول السلف الصالح: لا تقل رأيك فى طعام حتى تتخلص منه وتخرجه.. فربما مدحت فى طعام بناء على المذاق لكنه يخلف فى الجسد ما بين حموضة أو تلبك معوى أو إمساك مزمن يقودك إلى البواسير، لذلك تمسك حضرتك باختيارك، لكن أجِّل حماسك العدوانى لحد ما يبان لاختيارك أى أمارة، لأن العملية -وبكل الحب- مش ناقصاك. أى شخص فينا عبارة عن ٦٠٪ ماء و٤٠٪ اختيارات خاطئة، فلا يوجد داعٍ لأن تتنطط علينا أو تحس إنك جبت الديب من ديله، وسمعنى سلام «كلامى انتهى» للفنان أحمد سعد.
__________________
|
#1694
|
![]()
الراقصون
![]() الآن انتصرت الميليشيا. ورقص الجنود. وعاد المتظاهرون إلى بيوتهم بعلامات وجروح غائرة من حرب النظام القديم دفاعا عن نفسه. هل عادت البلد إليهم؟ هل انتصروا بما يليق برقصة الجنود فى الشوارع والتقاط الصور التذكارية مع سيوف البلطجية؟ هل رجع زمانهم وسيحكمون مصر كما حكموها ٦٠ سنة؟ هل سيسحبون من المصريين بسالتهم وشجاعتهم وقدرتهم على الدفاع عن أحلامهم إلى حد الاستهانة بالموت؟ هل سيحاصرون حق التظاهر أو الغضب أو الاحتجاج أو كل ما يسمح بوجود الناس قوة فى الشارع؟ أسأل نفسى لأرى المشهد الذى كان بالتأكيد عبثيا. المشهد يواصل عبثيته مع حكماء يريدون تسكين الأوضاع أو يحلمون بأن تتسع الأوانى القديمة للقوة الجديدة.. وهو ما يعنى إما أن معجزة حدثت واتسعت الأوانى… وإما ستقع كارثة وتذوب القوة الجديدة. لا المعجزة ستحدث ليستطيع النظام القديم العودة إلى الحياة واستيعاب ما حدث. ولا الكارثة اكتملت لأن القوة ما زالت فاعلة وتتبلور أشكالها بعد كل معركة ويتكون وعيها فى كل مواجهة. هل هذا يعنى أن الثورة انتصرت؟ أو أن المعركة حسمت؟ وما هى إلا أيام أو شهور وتحسم النتيجة؟ بالعكس هذا يعنى أن الثورة عادت إلى معناها الكبير. مغامرة تزيل السكون، وتغير المسارات التى تبدو من طول استمرارها أنها قدر، لتفتح المجال إلى شىء جديد تماما، لا أحد يستطيع مهما بلغت حكمته وامتلاكه قياسات دقيقة لحركة التاريخ والسياسة أن يعرف ما ستنتهى إليه هذه المغامرة؟ وهذا بالضبط ما يلعب عليه سلاح الحرب النفسية فى النظام القديم.. لا يفعل سوى إيقاظ الرغبة فى الاستقرار، فى عودة المصريين إلى حياتهم اليومية. رغم أن هذه الحياة اليومية نفسها نتاج الاستسلام لنظام الاستبداد والفساد، وهو ما كان سببا أو محرِّكا لثورة لم يكن هدفها نظاما ورئيسا بقدر ما كان هدفها اكتشاف إمكانية حياة أكثر سعادة وبهجة من الحياة التى يتحايل المصريون ليجدوا فى ظل ثقلها وضراوتها السعادة والبهجة. مصر عبرت فجوة زمنية كبيرة، تجعل المسافة بيننا وبين النظام القديم بعيدة جدا، نتذكر مبارك كما لو كان موجودا من عشرات السنين، وننتقل عاطفيا ونفسيا وسياسيا كل يوم آلاف الخطوات. الثورة حطمت السبيكة التى عاش المصريون محشورين داخلها، وخرج من هذا الحطام قوة أجيال لا تريد الحياة كما عاشتها أجيال وفّقت أوضاعها مع الديناصور الكبير وعاشت فى ظله. هذه القوة لن تختفى لأن لديها ما تدافع عنه، ولا تهاب حتى من الموت. أقرأ تعليقات الشهداء قبل ذهابهم إلى الموت، وتدهشنى هذه الشجاعة التى دخلت فى التكوين النفسى والسياسى وتعمقت رغم عمر الثورة القصير. أين ستذهب هذه الشجاعة؟ هل تموت مع صاحبها؟ إذن من أين تأتى هذه الأعداد الجديدة الخارجة عن كل الكيانات المغلقة لتدافع عن حلم أكبر من هذه الكيانات وأقوى من الوحش الذى يقتل ويحرق وينشر فزعه فى كل شارع وحارة؟ الوحش يفقد أسطورته رغم انتصاره. لم يعد لديه سوى فرق مذيعين ومحللين يروجون لبضاعة فاسدة بكل ما أوتوا من غناء مبتذل عن هيبة الدولة والفوضويين الذين ينشرون الفزع فى المدينة الآمنة. غناء مبتذل لمن لم يعد الابتذال ينفعه.. ولا الغناء سيجعل وجهه الكريه ملاحة صناعية. اللواء تسول فى المؤتمر تصفيق صحفيين يعملون لديهم، وضابط آخر قتل جنديا رفض قتل إخوته وجيرانه من المتظاهرين. وهم ما زالوا يلعقون جثة الوحش ليحمسونه لقتل المتمردين وإنهاء المغامرة. والوحش فى داخله يدرك أن زمانه انتهى. وهو ما يدركه أيضا كل الكومبارس الذين منحوا للوحش متعته فى المصارعة السياسية، من الإخوان إلى المشايخ وصولا إلى أصحاب الدكاكين الحزبية. رغم هذا الإدراك فما زال الوحش والكومبارس.. وجمهورهم الخائف على حياته اليومية، يحاول العودة إلى الزمن القديم، فيذهب وفد ليعتذر إلى ملك السعودية، وتضرب ميليشيات القبعات الحمراء اعتصام العباسية.. وكلاهما لا هدف له إلا إخماد جمرة الثورة على أخلاق العبيد. وفد الاعتذار وهجمة الميليشيات تلتقيان فى محاولة حصار روح الثورة التى تثبت أنها ما زالت على قيد الحياة، رغم كل محاولات دفنها حية أو تحويلها إلى كعكة على مائدة اللئام.
__________________
|
#1695
|
![]()
العار موثقًا بالصور
![]() مطلوب من كل الذين ارتضوا أن يكونوا عبيدا للكذب، وخدما تحت الأقدام الباطشة الغبية أن ينظروا بأعينهم ويفكروا بعقولهم ويخرجوا ضمائرهم من ثلاجة الموتى، ويطالعوا مشاهد وصور العائدين من سلخانة التعذيب بعد جريمة العباسية. ادخلوا على موقع البديل الإلكترونى وشاهدوا ما فعل البواسل حماة الثورة فى الزميلين أحمد رمضان وإسلام أبوالعز لتتعرفوا على حجم الخديعة، وعمق المأساة، وتقفوا على حدود الجريمة، حيث تعرض الصحفيان الشابان لتعذيب فاق فى بشاعته ووحشيته ما كان يجرى فى سلخانات حبيب العادلى. إن رمضان وأبوالعز لم يحملا سلاحا أو حجرا، بل ذهبا لتغطية ما يجرى فى معركة العباسية بالقلم والكاميرا، فعادا مثل الذبائح، ليسردا طرفا من خبر الأهوال التى تتم فى الثكنات، بهدف مواراة الفضيحة الثرى، ضرب وسحل وصعق بالكهرباء وسباب وإهدار للآدمية. وليت الزملاء والأساتذة الكبار ــ الذين قرروا ألا يروا إلا ما يريد الحكام الجدد ــ يقرأون وينظرون ويستحضرون ضمائرهم قبل أن يتحولوا إلى منشدين ومرددين للرواية الرسمية بلا نقاش أو تفكير فى حجيتها ومنطقيتها. ولأن الصور بالصور تذكر فإننا نريد تفسيرا لتلك اللقطات التى نشرت على حين غفلة أثناء زيارة الاطمئنان على الجنود المصابين، والذين بلغت لحاهم صدورهم، كما ظهر فى الصور، وليقولوا لنا هل هؤلاء جنود حقا؟ ومنذ متى صار مسموحا لهم بإطلاق اللحى ونحن لم نفرغ بعد من فقاعة فصل وإبعاد رجال الشرطة من ذوى الذقون؟ وإذا لم يكونوا جنودا فمن هؤلاء الذين حاربوا ضد المعتصمين بالعباسية واستحقوا أن يزورهم ويطمئن على علاجهم الحاكم؟ وليتفضل قردة الإعلام الصفيق الذين عادوا يلهون فى سلاسلهم ويعلقوا على هذه الصور، وحسب الدارج فى الصحافة فإن الصورة لا تكذب، والصورة بألف كلمة مما يثرثرون ويكذبون ويختلقون.. وبالمرة يعلقون لنا على تلك الصور المتطابقة لكميات السلاح التى أعلن عن ضبطها فى الكريمات، ثم ظهرت بالكمية ذاتها والترتيب ذاته باعتبارها قطع السلاح التى ضبطت فى مسجد النور. لقد تم خطف دماغ المصريين فوق ظهور حاملات الأكاذيب، ورأينا إعلاما تلطخت أياديه بالدماء، حتى تفوق على آلة إعلام جوبلز النازية، فراح يردد الأكاذيب ويجملها ويبرزها ويضيف عليها، بلا هوادة أو رحمة بمجتمع يعيش أكثر من ٣٤ فى المائة منه فى كنف الأمية، و٤٢ فى المائة فى رحاب الفقر. إنه إعلام «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» المعركة ضد الثورة وضد الأخلاق وضد كل ما هو نبيل ومحترم. وستبقى الصور وشهادات العائدين من الجحيم، ورواية الشيخ حافظ سلامة وثائق إدانة لعصر كذوب إلى درجة العهر.
__________________
|
![]() |
|
|