|
ثورة الحرية 25 يناير ساحة ثورة الحرية 25 يناير تحوى كل الموضوعات المتعلقة باﻷحداث التى مرت و تمر بها مصر الغالية منذ هذا اليوم و حتى اﻵن ... و هى ساحة الحوار السياسى الراقى و المسئول |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1611
|
![]()
آل سعود الأعظم
![]() وأنا شاغلة نفسى بالاحتلال الأمريكى لمصر، أجرن الاحتلال طلع سعودى. وقال الجنزورى لملك السعودية الذى يحتجز أكثر من 1500 مصرى مظلوم فى القبو: سورررريييييى. حيث إن الملك قال للبعثة الدبلوماسية: تعالى بيت أبوك… تاكلى لقمة وترمى عشرة. لم نطلب من السلطات السعودية أى اعتذار عن الإهانة المتواصلة للمواطنين المصريين، ولم نمس شعب الجزيرة العربية بأى سوء، بل وكتبنا وما كتبنا على جدران السفارة السعودية، ويا خسارة ما كتبنا لإنهم دهنوه، إلا أننا لم نكتب عبارة عنصرية واحدة، إذ إن نظام آل سعود يحتجز من شعب الجزيرة ما يزيد على الثلاثين ألف معتقل برىء، وهو النظام الذى دأب على إهانة المصريين وبذل الجهد والمال لإحباط الثورة المصرية، والانحياز غير المشروط للطاغية مبارك ضد إرادة الشعب المصرى، وأخيرا احتجاز محام مصرى، عرف بنشاطه الحقوقى المعارض لمبارك، وتشويه سمعته، فى داخل مصر وخارجها، لمجرد أنه فتح ملف الأسرى المصريين فى المملكة. ومع ذلك.. لم نطلب أى اعتذار، الاعتذار ما بيأكلش عيش.. إحنا عايزين عيالنا. خذوا المجلس العسكرى وهاتوا عيالنا المحبوسين.. خذوا كمال الجنزورى وهاتوا عيالنا المحبوسين، خذوا مجلس الشعب وهاتوا عيالنا المحبوسين. أقولكم.. خذوا مبارك اللى انتو متشحتفين عليه ده وهاتوا عيالنا المحبوسين.. عدانا العيب؟ فتعامل النظام السعودى مع المسألة بشكل شخصى، واستعظم أن يتظاهر هؤلاء «الخدامين» أمام سفارة «أسيادهم»، ومارسوا كل التهديدات المادية والسياسية، لا لأن أحمد الجيزاوى فى حد ذاته يعنى لهم الكثير، وإنما لأن أحمد الجيزاوى أصبح رمزا لمطالبة المصريين بحقهم فى الكرامة، وكرامة إيه دى اللى عايزها المصريين؟ لا بد من كسر أنوفهم. وطبعا ربنا بالينا بشوية متسولين، لا يعنيهم سوى المليارات التى تأتيهم من السعودية، فقالوا إن علاقة مصر بالسعودية.. لا مؤاغزة.. حميمة حتى لو اعتقلت السعودية عشرة آلاف مصرى! راك تبعزق من شعب أمك. النظام السعودى نظام فاشى، ديكتاتورى، مريض فى فاشيته، ينتهك حقوق الإنسان والعدالة من باب الهواية والاستمتاع، لا تشعر الأسرة الحاكمة بالقوة إلا بإذلال الضعيف.. وكل واحد وأصله بقى. لذلك، فقد تظاهر العديد من المواطنين أمام السفارة السعودية فى شتى أنحاء العالم، لأن انتهاك هذا النظام للإنسانية عادة ما يطرطش على سكان الكوكب أجمعين، إلا أن النظام السعودى لا يجرؤ مثلا على سحب السفير من لندن، أو من واشنطن، أو من الصين، أو حتى من إيران اللى بتطرقع لهم فى الطالعة والنازلة لما خلت قفاهم عرض كده.. فقط المصريون هم من يعاملون بهذه العنجهية والتكبر والجليطة، وماكانش ناقص غير يسيبوا لنا تسجيل صوتى: ما بقاش إلا انتو كمان يا جرابيع. نحن لسنا جرابيع والله، ولم نكن فى يوم من الأيام جرابيع، وإن كنا صبرنا على المتسول الذى أذل نفسه ووطنه من أجل المال والكرسى ثلاثين عاما، فها نحن قد خلعناه.. هو اللى كان جربوع مش احنا، وصمتنا عليه لم يكن جربعة منا.. سمها أصل، خيبة، يأس.. لكن جربعة؟ نووووو نو نو نو… كررنا أن مشكلتنا مع النظام السعودى، لا مع الشعب، وإن كنت لا أرى مجالا لهذا التبرير، فالشعب لم يحتجز الجيزاوى ولا الـ1500 سجين مصرى حتى نضطر إلى هذا التوضيح، ومن يقبل بظلم حاكمه لأبرياء ويدافع عن هذا الحاكم الظالم فهو محسوب عليه، سعوديا كان أم مصريا أم هنديا، وينسحب عليه كل الأوصاف التى وصفنا بها النظام السعودى والتى لا أتراجع عن كلمة منها، بل وأزيد، ومن يرى أن كرامته من كرامة حاكم ظالم، ظلم 30 ألفا من بنى وطنه قبل أن يظلم الآلاف من المصريين واليمنيين والهنود والبنغال.. إلخ، فلتكن إذًا كرامته من كرامة حاكم ظالم، والحاكم الظالم ليس له سوى القبقاب يتنسل على دماغه ودماغ اللى يتشدد له، خلعنا حاكمنا، حنعمل حساب لأى حاكم بلد تانية؟ أما كروديات صحيح. متى كان التظاهر أمام السفارة إهانة للشعب؟ متى غضب المصريون من التظاهر أمام سفاراتهم وقذفها بالحجارة واقتحامها فى أثناء حرب غزة؟ متى غضب السوريون من التظاهر أمام سفاراتهم ضد بشار؟ متى غضب الأمريكيون من التظاهر أمام سفاراتهم إبان غزو العراق؟ بل متى غضب الإسرائيليون من اقتحام سفارتهم فى القاهرة والإلقاء بورق التواليت من النوافذ؟ دول كانوا لازقة بغراء، مهما نبهدل فيهم مش عايزين يمشوا. طيب متى يعتذر النظام السعودى عن تحقيرنا وسحب بعثته الدبلوماسية والاستهانة بالعلاقة مع مصر، وهو ما لم تفعله إسرائيل ذاتها؟ وبالمناسبة.. ابقوا خدوا الجنزورى قعدوه جنب بن على.. خليه ينفعكم.
__________________
|
#1612
|
![]()
عنف ما بعد الثورة!
![]() لماذا يبدو المشهد بعد الثورة على هذه الدرجة من الغليان والتوتر والعنف اللفظى والبدنى؟ بينما كان كثير منا -بمثالية تلامس السذاجة- ينتظر وقتا أكثر بهجة ووطنا أكثر أملا وحياة أكثر إيجابية وسعادة، إذا بنا نعيش عاما وأكثر من العنف وخيبة الأمل والتشتت النفسى والتمزق الوجدانى والصراع بين الجميع ضد الجميع، وحالة من الارتباك التى أصابت كثيرين بالإحباط، الذى وصل بالبعض إلى إعلان الرغبة فى الهجرة من البلد أصلا! لا أحد يشعر بالرضا فى مصر الآن. الكل من أول الإخوان والسلفيين القلقين المذعورين من ضياع فرصة قضم ضروسهم على الدولة، لا راضون مرتاحون ولا الليبراليون وأنصار الدولة المدنية الذين يحسون بنهاية البلد التى عرفوها لصالح إمارة دينية قادمة. ولا الشباب على الفيسبوك والتويتر ولا المثقفون فى كتاباتهم ولا شباب الثورة فى تجمعاتهم وجماعاتهم، فلا فرحة ولا رضا ولا سعادة. بل قلق وتوتر أدعى أنه يسبب تآكلا فى العقل المتوازن والمتزن ويؤدى إلى فقدان الرؤية وزيغ البصيرة، وقد يذهب بالبعض الكثير إلى عيادات نفسية فى نهاية هذا العام (أرجو أن لا يصيب هذا الكلام بعضنا بالإحباط، بل يجب أن يزيده تنبها ويثير حماسه لقراءة التاريخ فورا، فأظن أن مداومة الاطلاع على ما جرى فى مصر خلال سنوات شبيهة سابقة أفضل سيكو ثيربى متاح!). على الناحية الأخرى هناك غضب عارم وعنف رهيب ينفث عن روحه وينفس عن كبته عند قطاعات واسعة جدا من الشعب المصرى من المستحيل أن تجد واحدا منهم على درجة من الرضا والقبول والأمل هذه الأيام، ربما هذا ما يقصده الدكتور أحمد زايد فى دراسته بمجلة «السياسة الدولية» حين كتب (يموج المجتمع بصراعات من القمة إلى القاع. وتكشف خريطة هذه الصراعات عن أنها لا تقوم على فعل تواصلى مشترك، يربط كل هذه المستويات بعضها ببعض، ويخضعها جميعا لمعيار واحد فى الحوار أو حتى فى الصراع. ومن الواضح أننا كلما صعدنا السلم الاجتماعى، كان الصراع فكريا وأيديولوجيا، والعكس. فكلما هبطنا السلم الاجتماعى، أصبح الصراع ماديا والعنف «غريزيا» وجسديا. فثمة تناقض أو عدم توازن هنا بين حجم الطاقة القادمة من أسفل والمسكونة بالعنف، وبين حجم المعرفة والثقافة القادمة من أعلى). صحيح فالإخوة من أهل السياسة ونخب الإنترنت يتبادلون السباب والشتائم والتجريح والطعن فى الوطنية والدين، فوق فى المجتمع المثقف الافتراضى فى عنف من دون دم، بينما الإخوة اللى تحت لا يجدون وقتا لتبادل السباب والتجريح، بل أكثر إنجازا، يجرحون دما ويضربون، ويبلطجون ويقطعون طرقا وسكك حديد! مرة أخرى، ليه الأوضاع بعد الثورة لم تكن على أى قدر من الأحلام؟ (طبعا لا يعنى هذا حنينا إلى الأيام السوداء من القمع والقهر والفساد فى أيام مبارك، فهو السبب فى أن مجتمعنا لم يعرف استثمار ثورته ولا الفرح بها حتى الآن من فرط ما شوه فى الناس وجهلهم ومحا أمخاخهم بتضليل إعلامه وتزوير تعليمه). يجيب الدكتور أحمد زايد (ويفترض أن يموج مجتمع ما بعد الثورة بكل هذه الصور من الصراع على استملاك الفضاءات على مختلف أنواعها. ويفترض أيضا أن يموج هذا الصراع بصور من العنف. فثمة عوامل تنتج هذا العنف فى مجتمع ما بعد الثورة: [أ] الغياب النسبى للدولة، كما يتمثل فى ضعف الأجهزة الأمنية، وعدم فاعلية أجهزة الدولة فى إدارة شؤون البلاد مقابل الحضور الكلى لعنف الدولة، وانخراطها كطرف أصيل فى حوادث العنف. ففى الحالتين، فإن الدولة سوف تسهم فى إنتاج العنف. [ب] غياب الرادع الثقافى والقانونى، وحضور الغريزة بقوة فى السلوك. ويبدو العقل هنا وكأنه يغيب عن ضبط فوران الغريزة، فلا تنفك عن الهجوم والسعى نحو استملاك الحيز أو الفضاء. [ج] ويرتبط السبب الثالث بطبيعة وفعالية أدوات الحوار والنقاش، أو ما يسمى بالمجال العام، والذى يعبر -إذا كان فعالا- عن القدرة على التدبر العقلى والتفاوض. وعندما يضعف هذا المجال أو يصيبه الوهن، فإن النقاش يفقد قدرته على التدبر والتفاوض، ويصير صياحا أو إملاء). هذا بالضبط تشريح لما نحن فيه. فكيف نتعامل معه؟ دعنا فى الأهم قبل المهم ونسأل كيف نتعايش مع العنف المتولد من السياسيين والثوار والإسلاميين، والعنف المتولد من الاحتجاج الفئوى، وعنف المجتمع الريفى والصعيدى والعشوائى وعنف قطع الطرق، وتعطيل حركة القطارات مثلا؟ يجيب زايد (يجب تفهُّم هذه الصيحات على أنها صيحات حرمان واستغاثة، وتعبير عن كبت تاريخى مدفون فى النفوس، على أثر الحرمان). شوف حكمة ربنا لما يكون ثمن الحرمان من الحرية هو تضييعها عندما نحصل عليها!
__________________
|
#1613
|
![]()
إنها… فوضى
![]() نحتاج إلى مزيد من الشجاعة لندرك أننا فى زمن لا عودة فيه إلى ما قبل ٢٥ يناير. عشاق الاستقرار أو المرعوبون من المستقبل يتمنون العودة لأن ما يحدث الآن فوضى كبيرة. مثلا… كيف يتجرأ الغاضبون على الوصول إلى مبنى السفارة السعودية ورفع الأحذية وشتم خادم الحرمين؟ ألا يعرفون الأساليب المتحضرة فى الاختلاف؟ إنها فوضى. نعم هى فوضى.. وتأتى بعد سنوات طويلة من قطع الألسنة وكبت الغضب وترويج التصورات المانعة للسياسة والحياة.. والتى ترى مثلا أن السعودية خط أحمر، ليس بسبب العلاقات الخاصة بين النظامين.. ولكن بسبب المصريين العاملين هناك. يقول كل الحكماء ذلك، ويروجون لما يعنى بوضوح أن المصريين فى السعودية أسرى، وأنه لا بد من القبول بالأمر الواقع لكى لا يعود المصريون هناك. لم يتوقف أحد من الحكماء طوال سنوات من الإهانة ليقول إنه مع الاحترام للسعودية ونظامها لا بد من إعادة ترتيب أوضاع المصريين هناك. لكنهم عندما ينفجر الغضب، لا يجد هؤلاء الحكماء سوى المطالبة بالعقل والحكمة والتحضر من وجهة نظرهم فى التعامل مع سفارة دولة تطبق على المصريين ما هو أقرب إلى العبودية الحديثة. نعم إنها فوضى…. لكنها فوضى ما بعد الموت. نظام مبارك مات… ووضع مصر كلها فى حالة الموت الجماعى، ولهذا فالفوضى هى دليل اليقظة، المرعب نعم، لكنه المؤشر بأن عودة الميت من رابع المستحيلات. اعتصام وزارة الدفاع مثال آخر للفوضى، أو العبث بعد سنوات الموت، أنصار الشيخ حازم تحركوا من ميدان التحرير إلى وزارة الدفاع…. وبدلا من أن يرفعوا هتافات الدفاع عن زعيمهم لم يجدوا سوى هتاف الثورة: «يسقط حكم العسكر»…. ولم يجدوا سوى فتح أبواب الاعتصام التى كانت مغلقة عليهم فى التحرير أمام التيارات الأخرى. لماذا الاعتصام وما مطالبه؟ أسئلة الحكماء والعقلاء الذين يتصورون وجود قواعد سابقة للقياس، وكأن لدينا تاريخا من الاعتصامات، أو العلاقات بين التيارات المتباينة، الحقيقة لمن يرى بشجاعة أننا فى أول تعلمنا السياسة، بما يعنى الخطوات الأولى من ارتباك وتعثر، بل وعبث. أنصار الشيخ مهووسون بالكاريزما، صحيح، لكنهم يرون بعد أن خرجوا من كهف شيخهم. إن الدنيا ليست على مقاس كاريزمته… سيرى بعضهم ويعود الباقى إلى الهوس الفتاك بالشيخ، طبيعى، ودليل على الحيوية بعد أن كان الجميع فى متحف شمع كبير يلزم مكانه… ويتصرف كأن الدنيا تنتهى عند حدود ما يعرفه. الحكماء أو العقلاء لديهم مساطر ربما تكون صحيحة، لكن من الناحية النظرية، وفى واقع متخيل لم تعشه مصر التى كانت دون قواعد سياسية إلا التكيف مع الأمر الواقع، والقوة اللا نهائية للنظام، فإن التغيير حلم فى الخيال نحلمه فقط من أجل أن نستمر أحياء. التفكير بمنطق الوضع الثابت، أو الموت الذى سبق ٢٥ يناير، تفكير يبدو وجيها وأناقته مدهشة، لكنه لن يصبح فعالا إلا بمزيد من شجاعة الاعتراف بأن ما نعيشه لا يمكن قياسه على ما سبق أو وفق موديلات جاهزة. نحن نتعلم اليوم المستقبل، وندفع أثمانا هربنا من دفعها لنبنى دولة حديثة، هل يمكن أن تبنى هذه الدولة دون استيعاب كل المصدومين من الحياة الحديثة؟ يمكن لكن على طريقة مبارك وجهاز أمن الدولة بالقمع والترويض. هل يمكن أن يقطع تيار الطريق على الدولة الحديثة ويدفعنا إلى موديل السعودية أو أفغانستان؟ يمكن لكن بعنف دموى لن ينتهى قريبا. نحتاج إلى مزيد من الشجاعة لنكتشف أن كل هذه الفوضى أرحم من الحياة فى نظام التماسيح الميتة.
__________________
|
#1614
|
![]()
مهرجان الاعتذار الجماعى للسعودية
![]() الموقف الآن أن هناك مواطنا مصريا يواجه دولة بأكملها اسمها المملكة العربية السعودية، والمفروض أن أحمد الجيزاوى لايزال متهما ـ مجرد متهم ـ من قبل السلطات السعودية التى تملك وحدها الكلام فى الموضوع، فهى التى قبضت عليه وادعت عليه بالإساءة للذات الملكية، ثم طورت ادعاءها باتهامه بتهريب أدوية محظور دخولها، وهى التى تمسك بالدفاتر ومحاضر الاتهام والتحقيق والتلفيق وانتزاع الاعترافات، والضغط والتهديد. بينما الطرف الآخر لا حول له ولا قوة، أعزل من كل سلاح، لا محامى يدافع عنه، ولا دبلوماسية تعتبره من رعاياها، وتشعره بأنه مواطن حتى لو كان مخطئا، ولا حكومة تغضب أو تنفعل، بل بالعكس تمارس الاعتذار المنبطح، حتى من قبل أن يصدر حكم فى القضية. وكله كوم، وهذا الإحساس بالدونية والتقزم فى مواجهة الأزمة كوم آخر، ذلك أن البعض إيثارا للسلامة، قرر أن يبادر بجلد الجيزاوى قبل أن يصدر عليه الحكم، ورأينا إعلاما يعتذر ويقبل الأيادى واللحى مستبقا دفاع الجيزاوى عن نفسه فى مناخ يوفر أبسط شروط العدالة. إن أحدا لم يغضب على سياسة لى الذراع التى مورست من خلال إغلاق السفارة والتهديد بوقف التأشيرات، والضغط بورقة العمالة المصرية هناك، واستدعاء السفير، وهذه كلها بلغة الدبلوماسية إجراءات مهينة للطرف الآخر، تستدعى الشعور بالغضب والإهانة فى أى دولة فى العالم. لقد كان من المتصور مثلا قبل رقصة الاعتذار المجنونة أن تطلب الحكومة المصرية من السلطات السعودية حضور فريق دفاع مصرى مع المتهم، يحضر التحقيقات من أولها، ويترافع عن «المتهم» وينقل للرأى العام المصرى الصورة كاملة، وساعتها كان يسهل التعامل مع الغضب الشعبى. غير أن الذى حصل أن الحكومة المصرية تعاملت من موقف التابع الأضعف، واعتبرت كل ما يصدر عن السلطات السعودية حقا لا يأتيه الباطل ولا يجوز الرد عليه أو مناقشته. وإذا كان ذلك مفهوما من حكومة هى امتداد طبيعى لنظام وصل به الهزال والتقزم إلى أن اعتبر مصر كيانا صغيرا يدور فى فلك السعودية، فإنه غير مفهوم على الإطلاق من قوى سياسية تدعى أن مصر شهدت ثورة من أجل كرامة مواطنيها وكانت مشاركة فيها، ومن إعلام كان من المفترض ألا يستسلم للرواية السعودية، والتسليم المصرى الرسمى بها، قبل أن ينقشع الغبار عن هذه القضية وتظهر الحقيقة. إن أحدا لا يبحث عن وقيعة بين مصر والسعودية، أو أى دولة عربية أخرى، ولا يسعى إلى المساس بالمصلحة المصرية ولا بوضعية العمالة فى أى مكان.. كل ما نريده أن يعى الجالسون فى مقاعد الحكم أنهم يقودون دولة كبيرة وليست جزيرة تعيش على فتات موائد الأغنياء.
__________________
|
#1615
|
![]()
__________________
|
![]() |
|
|