رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
مصر تعتلى عرشها
نور الهدى الجزائريه
مرة أخرى يقدم المصريين دروسا في الحضارة و الرقي / مرة أخرى يسنون طقوسا و قوانين لا يملك الآخرين معها الا الدهشة و الحيرة من عظمة هذا الشعب و قدرته اللا متناهية على الابداع و الابتكار
لقد كان الحفل الاسطوري الذي اقيم على ضفاف نيل مصر المحروسة لتنصيب زعيم الأمة عبدالفتاح السيسي / حفلا خارقا بكل المقاييس / حيث لم يسبق له مثيل / و أظن أن كثير من الدول الديمقراطية الكبرى في العالم / ستحاول جاهدة اقتباس باكورة ابداعات المصريين في هذا الشأن مستقبلا .
و كما عودنا أسياد البشرية أنهم السباقون لا المقلدون / المبدعون لا المتكلون / الصانعون لا المستهلكون / فقد كان هذا الحدث نقطة فارقة ستتحدث عنها شعوب العالم بمزيد من الاسهاب و التحليل
لكن ثمة أشياء لفتت نظري في تلك المناسبة التي أثلجت قلوب كل الشعوب العربية و الاسلامية بزعيمها الجديد
أولها : أن المصريين عمدو أن يكون أداء اليمين الدستورية في محكمتهم المسماة ( الدستورية العليا ) حكرا على الشخصيات المصرية فقط / و ذلك لم يكن عفويا أو ارتجاليا / و لكن للتأكيد على السيادة المصرية / و اعتبار القسم و الولاء شأنا مصريا خالصا
ثانيا : أقام المصريون حفل استقبال زعماء و وفود العالم في قصر أسطوري يعود تاريخه الى القرن التاسع عشر / فاكتشف زوار القصر من غير المصريين عظمة و روعة و بهاء مصر / التي لم تكن وليدة اليوم / بل ان ما تحمله ملامح هذا القصر من ابداع و ثراء و نفوذ / ليس موجودا في قصور كل من حل ضيفا على مصر بالأمس / بينما امتلك المصريون كل ذلك منذ مئات السنين
ثالثا : هذا الانطباع بدا جليا على وجوه الحضور من ملوك و رؤساء العالم الذين تاهت أبصارهم بين الأسقف و الجدران و اللوحات و الأثاث الخلاب / و لعل المصريين نجحو في ايصال رسالتهم لضيوفهم / و تمكنو من تذكيرهم بصفحات التاريخ التي لا تخلو من عظمة و قيادة و ريادة مصر للعالم كله / اضافة الى تعطفها و تكرمها على الجميع في الماضي / فأكست العاري و اطعمت الجائع / و آوت المحتاج / ليتأكد كل من مد يده لمصر أن الفضل كله لله و لا مكرمة لأحد على أحد / و أن مصر كانت سباقة بالخير و التضحية و الايثار
ثالثا : العظمة التي ظهرت بها مصر أمس أكدت بما لا يدع مجال للشك أنها عائدة بقوة لاعتلاء العرش الذي ظل خاويا فترة مرضها / و لم يستطع غيرها التربع عليه / فهو خلق لمصر وحدها دون سواها
رابعا : الحفل الكبير الذي اقيم في مساء ذات اليوم و حضرته كوكبة من ساسة و علماء و أدباء و فنانو و اعلاميو مصر / كشف عن حقيقة لا مناص منها / فمصر وحدها أكبر وعاء في العالم لنخبة البشرية / و مصر بلد النجوم الساطعة / و شعبها في تلاحم و انسجام عجيبين بشكل يترجم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المصريون في رباط الى يوم الدين )
خامسا : خلو هذه المراسم الأسطورية من تجار الدين و رموز الشرك و الالحاد من أصحاب اللحى التجارية و القمصان الملوثة بالحرام أكد أن مصر المستقبل لم يعد بها مكانا للعملاء و المرتزقة و الجواسيس
سادسا : لو حاولت كل شعوب الأرض الاقتداء بمصر في الديمقراطية و المعنى الحقيقي للانتقال السلمي و السلس للسلطة / فلن يأتو بما أتت به مصر بالأمس / و لو حاولو بكل ما يملكون من ثروات الاتيان بحفل شبيه لن يستطيعو / فأين لهم بقصور أجمل فاق جمالها و روعتها قصر الاليزيه الذي يحج اليه العملاء و العبيد ؟ و أين لهم بهذا الكم الهائل من النجوم ؟ و أين لهم بتلك الاجراءات الأمنية المعقدة التي تنم عن وجود قوة عسكرية و شرطية لا تضاهيها قوة في العالم ؟
فهنيئا لمصر هذا الانجاز التاريخي / و يبدو أن المرحلة القادمة ستجبرنا يوميا على تهنئة المصريين بنصر جديد
ففي لحظة ظن العرب أن نهايتهم أوشكت و أنهم قاب قوسين أو أدنى من الهلاك / فتحت بوابة الانتصارات على مصراعيها أمام المصريين و من خلفهم شعوب تحتمي بحماهم و تتطلع لمن يأخذ بيدها في هذه الظروف القاسية و العصيبة .
__________________
|