|
ثورة الحرية 25 يناير ساحة ثورة الحرية 25 يناير تحوى كل الموضوعات المتعلقة باﻷحداث التى مرت و تمر بها مصر الغالية منذ هذا اليوم و حتى اﻵن ... و هى ساحة الحوار السياسى الراقى و المسئول |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1281
|
![]() ![]()
__________________
|
#1282
|
![]()
طباخ الكراهية
![]() لم يتعلموا سوى الطهى السياسى. الإخوان يقودون السلفيين فى طبيخ للدستور. طهاتهم هواة لا يخجلون من نشرهم للطبيخ الفاسد الكريه. من يراهم يتخيل أنهم فرق جاءت لتعاقب المصريين وتنتقم منهم… يتصورون مقاعدهم خيلا ينشرون بها الإسلام فى بلد مسلم… يتصورون أنفسهم شطارا فيضعون على طبختهم بودرة تحلية لإخفاء معالم الطبخة. إنه مزاج متطرف يعادى الدولة الحديثة ويتمسح بها. ينشر خطاب التطرف والهوس ويسميه «صحيح الدين»، كأن المجتمع هو الفاسد وليس السلطة.. أو كأن الديمقراطية عقاب سيجعلنا نلعن الثورة. إنهم وقعوا فى الفخ الذى نصبته الأيادى المدربة وأعلنوا عن مخطط استيلاء على الدولة وخطفها… مخطط ساذج يشبه المحاولات المصرية فى صناعة أفلام خيال علمى. مخطط يعطل الثورة ويمنح للمعسكر فرصة تاريخية للظهور كحامى للدولة الحديثة… وهو الوهم الذى عشناه ٦٠ سنة، وأفقنا منه على المافيا الحاكمة. طهاة الإخوان والسلفيين، إمكاناتهم فى التخفى محدودة، ولهذا فإنهم ورغم اهتمامهم بإجراء شكلى ساذج يضمون به إلى التأسيسية أسماء قبطية «أحدهم عضو فى حزب الإخوان» فإنهم اختاروا مثلا الدكتور محمد عمارة أحد هواة العبث فى الكتب الصفراء القديمة لاستخراج فتاوى الكراهية والتمييز الدينى.. هواية لها سحر قاتل، هؤلاء يسهمون فى صنع غوغاء يعبدونهم بعد قليل، باعتبارهم مخلصين ومنقذين وزعماء دينيين.. غوغاء ينتظرون الدفاع عن مقدس، أو الانتقام من عدو، وها هو عدو جاهز، أتباع دين آخر، وشركاء يزاحمون على فتات تبقى من موائد مصاصى الدماء، سحر التطرف يجبر الأزهر على محاولة ملء الفراغ، لتبدو سلطة دينية افتراضية فى دين لا يعترف بالسلطة الدينية. وللدكتور عمارة واقعة قريبة لم تمر عليها سنوات قليلة، حين أعدمت وزارة الأوقاف نسخ كتابه «فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية». الدكتور المشترك فى كتابة الدستور يقول بصراحة إن المسيحيين «يستخدم الكتاب التعبير القديم: النصارى» كفرة ملحدون.. أموالهم ودماؤهم مستباحة. فكرة تكفير الأقباط مرت فى كتاب عمارة عابرة كأنها شىء طبيعى. ولم يتوقع هو أن يكتشفها. اعتذر اعتذارا مرواغا، قال فيه إنه «استغرب الضجة التى صاحبت صدور كتابه.. وفوجئ بمن يردد أن كتابه به استباحة لدماء غير المسلمين..»، وأكد عمارة اكتشافه بأنه أخطأ حين نقل عن الإمام أبو حامد الغزالى دون أن ينتبه إلى أنها تتعلق بإباحة الدم. هكذا ببساطة: اعتذار لا يكلف نفسه بالتراجع عن فكر التكفير. ولهذا لم يقبله أصحاب البلاغ، ولم يحل المشكلة. استمر حكم التفكير معلقًا. والكتاب رغم إعدامه أصبح ملكا لقراء يتلقفون هذه النوعية من الكتب التى تثبت أنهم الأعلى وأن لعقيدتهم السيادة. إنه ليس كتابا بل «تذكرة داوود»، تعالج النرجسية الجريحة. والدكتور محمد عمارة أستاذ متخصص فى تهييج النرجسية وشحن العقول العاجزة عن التفكير بقنابل عنقودية.. وإذا حذفت كلمة «الإسلام» من بين كلماته ستتصور على الفور أنه يقرأ بيانا للحزب النازى أو يلقى واحدة من فرمانات مدير إصلاحية الأحداث. يتحدث بمنطق مخيف يصدر الأحكام ويوزع الاتهامات ويعطى صكوك الغفران. إنه «زعيم» بلغة أهل السياسة. و«فتوة» بلغة الشارع. كما كان تقريبا وهو فى تنظيمات الماركسيين السرية. الأديب إبراهيم أصلان حكى بطريقته الساخرة عن الليلة التى أراد بها أصدقاء من عتاة الماركسيين أن يقدموا له هدية. وعدوه بلقاء «شخص خطير» فى التنظيم. إبراهيم أعجبته الإثارة وتحرك فضوله للمقابلة، فقالوا له: «سنطلب موعدا». فى الموعد اكتشف أن الأمر ليس بسيطا، شعر بالرعب والأصدقاء يحكون له عن تأمين منطقة التوفيقية التى سيتم فيها اللقاء. وشعر وهو يتحرك فى الشوارع الضيقة أنه تحت المراقبة واختلط الرعب بالإثارة وانتظر بشغف ليعرف من هو «الخطير». ولم يكن سوى محمد عمارة، «زعيم مهم» كل ملامحه تشى بالخطورة والجدية الفاخرة. يتكلم قليلا، وينظر بعيدا. وفى كلامه تعليمات حتى وهو يعرض أفكاره. لم يضحك إبراهيم أصلان وقتها «فى الستينيات»، بل بعدها بسنوات وهو يحكى لى الواقعة، بينما أصبح «الزعيم الخطير» يحمل لقب «دكتور» فى الفلسفة الإسلامية ويرتدى عباءة ريفية على بدلة من موديل السبعينيات، ويظهر فى الفضائيات باعتباره مرجعا إسلاميا، وشيخا لا ترد له فتوى. الشىء الأساسى الذى لم يتغير هو لغته الخطابية وطريقته فى تقسيم العالم إلى قسمين: «معنا» و«علينا»، أو بالمصطلحات الجديدة: «معسكر الخير» و«معسكر الشر»، وهى مصطلحات يحبها ويتحرك بها كل من بوش وبن لادن. بهذه الطريقة تكتسب كتابات الدكتور محمد عمارة حضورا فى مراحله المختلفة، لأنها تعتمد على مداعبة الرأى العام، وضبط الأفكار على موجات «ما يطلبه المستمعون». يسرق الكاميرا والميكروفون بخطاب زاعق، حماسى، لا يدعو إلى التفكير بل إلى الحشد على طريقة مشجعى مباريات كرة القدم.
__________________
|
#1283
|
![]()
إخوانى على نفسك
![]() كنت أتمنى أن أستوعبك كإخوانى عليا.. أترك لك زمام القيادة مطمئن النفس والبال داعما إياك بكل ما أوتيت من ثقة وحماس، وكلى رغبة حقيقية صادقة فى أن تحصل على فرصتك كاملة لتقديم تجربتك فى النور ورفع مستوى علاقتك بالأمة من الخدمات البسيطة متوسطة القيمة، والتى أشكرك عليها بالنيابة عن كل من استفاد منها (وأنا كلى ثقة أنك لا تنتظر شكرا على عمل هو جزء من عقيدتك).. أقول كنت أود أن أرفع مستوى تجربتك من حيز أنابيب البوتاجاز ومعلبات الطماطم إلى مشروع وطنى أكبر، مفترضا فى حضرتك القدرة على تطوير نفسك والتحرر من ثوابت بشرية لا تليق بمعتقدك الإيمانى الأوسع، لكنك لا تساعدنى على ذلك أبدا، بل إنك تتفنن طول الوقت فى أن تفسد رغبتى فى الصبر عليك وتفترض فى من ينتقدك غيرة تجعلك تملأ الآفاق كلها بكلمتين لا تحفظ غيرهما «موتوا بغيظكم». تتفنن فى أسلوب للحوار يهيج الأتربة فى وجه من يناقشك، بحيث يفقد القدرة على التركيز، تلف وتدور حول الإجابة الصريحة ربما لشعور خفى ترسب فى جينات الأجيال المتعاقبة للجماعة بأنها مراقبة (وفيه حد بيسجل لهم) جعلك هذا تتفنن فى تفادى الصراحة المباشرة، تتقن أداء «خدوهم بالصوت» وهو أداء يفلح بشدة مع البسطاء الذين لم يختبروا أصواتهم ولا يعرفون إن كانت لهم أصوات أم لا. تتقن الصعود على مسار كلمات الآخرين بطريقة يغلب عليها الصلف وهى سمة جديدة عليك، فقد أصبح الصلف نتاجا شرعيا لإيمانك بأنك حُزت الاثنين معا الدنيا والدين، هل أمنت مكر الله يا صديقى حتى تخرج كلماتك علينا واضعة ساقا فوق ساق؟، قامت ثورة لتقيك شر فضيحة الإمساك بالعصا من المنتصف وعار الصفقات الخلفية وذعر القهر والغدر والتعذيب، إلا أنك أخذت من الثورة ما يناسبك وحولتها إلى مشروع.. لعنتك هى إيمانك بمشروع لم تختره ولم تشارك فى صياغته ومجبر على الالتزام به، وإعمالك للعقل ومخالفتك له تستوجب تحويلك إلى التحقيق ثم الفصل. كنت أتمنى أشياء كثيرة فى صالح كلانا، لكنك لا تساعد نفسك ولا تقبل المساعدة من أحد، الآن تظهر بيانات فيها غضب ثورى، لا أحكم على النيات ولا أستطيع، لكننى لا أصدق هذا الغضب، فالكلام عن الخوف من الطعن على شرعية البرلمان يكشف الصفقات التى تمت قبل الانتخابات بخصوص القوائم التى نعرف جميعا أنها لم تخدم أحدا قدر ما خدمتكم، والكلام عن شعورهم بوجود إجهاض للثورة وتيئيس للناس من القدرة على تحقيق أهدافهم، قيل كثيرا خلال العام الماضى ووقفتم أنتم ضده بقوة ورفضتم المشاركة فى استكمال الثورة وإنقاذها من الإجهاض، حين كانت الفرص متاحة وواجبة ولها معنى وتأثير. تتكلمون الآن باستحياء شديد عن طريقتكم الحكيمة المتئدة التى تتوخى مصلحة الشعب وتسعى لتحقيقها واتباعكم طريقا أمثل لتكوين مؤسسات دستورية، طيب يا سيدى آديكم فى برلمان بلا صلاحيات تقفون فيه وتنفر عروقكم، بينما الوزراء يتابعونكم من التليفزيون بضحكات ساخرة ويرفضون المثول أمامكم، أكلتم أدمغتنا حين كانت الثورة هى الحق بتصريحاتكم عن الشرعية والاستقرار وحشدتم سرا ضدها، والآن حينما أصبح الأمر متعلقا ببرستيجكم وطموحاتكم وشكلكم أمام الناس أصبح الحشد للثورة وإعادة إنتاجها أمرا مطروحا ويتم التلويح به بقوة. النظر إلى الوطن من خلف أسوار مقر الجماعة كارثة، وبيان الجماعة جعلنى أقرر أن لا أدعم العسكر إن حدثت بينكما مواجهة وهذا ليس حبا فيكم ولا كرها فى العسكر، ولكن لأن الواحد مابيحبش يدخل بين اتنين متجوزين، لإنه دايما بيطلع هوّ الغلطان فى الآخر.
__________________
|
#1284
|
![]()
بيان الإخوان
![]() هههههههههههههههههههه.. حد يكتب كلام كده؟ كده برضه يا مجلس يا خاين؟ تفضل حكومة الجنزورى عليّا؟ أحبك مواه.. أعبدك.. مواه…. أموت فى هواك. وشعرت فى بيان الإخوان أن المجلس العسكرى قد تزوج حكومة الجنزورى عليهم. وهاتك يا هبد ورقع فى حكومة الجنزورى، وكأنهم، لا سمح الله، يعتقدون أن حكومة الجنزورى تحكم! وقالوا إنهم يرغبون فى استقالة حكومة الجنزورى، إلا أن الجنزورى يرفض، ثم قالوا «ويؤيده فى ذلك، للأسف، المجلس العسكرى»! ومع الأسف مع الألم يهددهم المجلس العسكرى بالطعن فى دستورية مجلس الشعب، وأنه، أى الطعن، موجود فى درج رئيس المحكمة الدستورية العليا! ياااا… ده الموضوع شكله كان فيه شتايم. آه… طب واحنا مالنا؟ راجل ومراته وبينهما خلافات، الحاجات دى تتكلموا فيها فى البيت مش قدامنا. فقال الإخوان فى بيانهم: فإن الشعب قادر ومستعد للحركة لإعادة إنتاج ثورته وحمايتها وإنقاذ سفينتها قبل أن تغرق إلى القاع على أيدى أناس لا يستشعرون المسؤولية الشرعية أو الوطنية. الشششعععععبببب…. آآآآه. أنهى شعب فيهم؟ إذ إن هناك كذا شعب. بفضل المجلس العسكرى، ومن خلفه تأييد جماعة الإخوان المسلمين غير المشروط، فإن الشعب انقسم على نفسه، فهناك الشعب الذى حشدت جماعة الإخوان المسلمين كامل طاقتها الإعلامية والتنظيمية، حتى وصل الأمر إلى نشر عناصر، تشبه التحريات العسكرية، فى الشارع لإقناع السادة المواطنين بعدم النزول، حماية لضحايا ماسبيرو الذين قتلوا من ظهورهم، ولترويج أكذوبة أنهم ضربوا الجيش، ولإلقاء اللوم على الأنبا فلوباتير، أصله سجل فيديو مش كويس.. هو السبب فلوباتير، كان بيمثل دور المدرعة فى الفيلم. أم تقصدون ذلك الشعب الذى هرع إلى الشوارع ملتاعا حين شاهد جثة الشاب يتم إلقاؤها فى المزابل، وظل يستنشق الغاز المسمم لمدة ستة أيام لإسقاط المجلس العسكرى، بينما بذلت كل القوى السياسية، ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين، قصارى جهدها للإبقاء على الحكم العسكرى؟ أم أنكم تنشدون مساندة الشعب الذى أقنعتموه أنتم بأن لا ينزل حماية لعرض يهتك فى الشارع وأخبرتموه أن العباية كانت بكباسين، وتساءلتم، أنتم وتابعكم قفة، اللى هو السلفيون: إيه اللى نزلها؟ أم تقصدون الشعب الذى انتشرت عناصركم وسط صفوفه تقنعه بأن مصر يجب أن تنعم بالاستقرار، وأن المجلس العسكرى يستحق الصبر عليه، بعد كل هذه الجرائم، وإعطائه فرصة؟ مالا الخازوج يا ساكينة تكونوا تقصدوا الشعب اللى بينزل ينضرب كل مرة ويدفن صحابه والذين اتهمتموهم فى برلمانكم بأنهم يتعاطون الترامادول ويتقاضون 200 جنيه… هل تقصدون بالشعب أولئك المواطنين الذين انتخبوكم، ثم طفقوا يضربون أنفسهم بأقدم حذاء فى منازلهم بعد أن عقدت أولى جلسات مجلس الشعب؟ كباتن… مافيش شعب.. الشعب بخ. موتوا لوحدكم… أنا واحدة من الشعب، شرفت بحضور كل العُلق، عدا ثلاث عُلق: علقة 8 أبريل 2011، وعلقة 15 مايو 2011 وعلقة اعتصام جامعة القاهرة 15 مارس 2012، وهو الاعتصام المعترض على لائحة أمن الدولة، والتى قام شباب الإخوان بالتظاهر لإعادة العمل بها بعد أن كانوا يتظاهرون ضدها سنويا حتى العام الفائت. وبما أننى حضرت معظم العُلق، وأعانى من إصابات نفسية وصحية أسأل الله أن يضعها فى ميزان حسناتى، وربنا يعلم عمرى ما أخدت ترامادول، أنا عايشة بالسيبراليكس بعد أن دفنت صديقى مينا دانيال، وفقدت عين أخى مالك مصطفى، واتشحطَتُّ فى المحاكم خلف علاء سيف وأحمد دومة، وبناء عليه، وقضيت معظم الوقت فى المشرحة لحد ما قربت أتلبس، فأنا فى البيت بقى… أنا واحدة ست.. أنا عندى برد، ولا يليق أن تنزل المرأة من بيتها، ألا يسحلونى وحين أرقع بالصوت تتساءلون فى تعجب: وانتِ إيه اللى نزِّلك؟ وهل أنتم من دفع بالشعب ليثور أول مرة، وأنتم من أعدتموه إلى البيوت، ومن ثم فأنتم من تستطيعون إعادته إلى الشارع؟ ما تنشفوا كده وتقولوا إحنا اللى نازلين.. هو انتو شوية؟ لم يحدث، منذ أن وعيت على الدنيا، أن نزل الإخوان المسلمون إلى الشارع وحدهم أبدا، بل إنهم عادة ما يخفون مشاركتهم فى أى تظاهرة حتى يستجلوا الأمر، فإن نجحت قالوا: ما احنا عشان كنا موجودين، وإن فشلت قالوا: ما احنا قلنا مش نازلين بشكل رسمى، عشان كده اللمبى فِيشل. من سينزل مع الإخوان هذه المرة؟ آه… السلفيون… ههههههه، يعنى جمعة قندهار حتى الساعة الخامسة عصرا ونروح بقى أصل بنخاف نرجع البيت فى الضلمة… صح؟ ششششت… ثانية واحدة، فالجملة التالية فى البيان: ونحن لا نريد أن تصل الأمور إلى هذا الحد… يا راااااجل، مش تقول إنك كنت بتهزر.
__________________
|
#1285
|
![]()
دستور بحبة البركة!
![]() أكيد أن المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة الدستورية العليا يعرف أن فى جسد الإنسان مُضغة إذا صَلُحت صَلُح الجسد كله وهى لا مؤاخذة ليست الطحال ولا البنكرياس ولكن حاجة كده اسمها بعيدا عن السامعين الضمير! طبعا المستشار سلطان راجل فاضل، على الأقل فاضل من عصر مبارك، ومستشار محترم ويملك ضمير الإنسان الصاحى، لكننا نتحدث عن الضمير السياسى، فالرجل من موقعه الرفيع الذى رفعه إليه الرئيس السابق يتصرف كالموظفين لا كأصحاب المواقف والرُّؤى والمهام الوطنية، يتصرف مثل أى موظف مخلص أمين لا يتحرك إلا بالروتين ولا يبادر بقرار ولا يتخذ إجراءً عاجلا ولا يتفاعل مع ما يجرى فى الوطن ولا تُملِى عليه الظروف أن يتخلى عن البيروقراطية ولا يتصور أن رئيس المحكمة الدستورية حارس للدستور يحميه من الانتهاك والابتذال (الحقيقة أن ما يجرى هو عملية اغتصاب) وأنه كذلك خازن للقيم وليس أمين مخازن مهمته تسجيل الصادر والوارد من القضايا، وإذا كنا نفهم أنه لا أمل ولا عمر ولا عادل ولا سعاد فى أن يستحث كلامنا المستشار فاروق سلطان للقيام بمسؤولياته الدستورية وينقذ الدستور القادم من كارثة صياغته من خلال برلمان مطعون فيه وفى شرعيته، فإننا كذلك نندهش من بعض الحجج التى تزعم أن المواءمة السياسية تقتضى عدم إصدار حكم ببطلان البرلمان حتى لا تدخل الدولة فى ارتباك جديد، فهذه فعلا حُجة البليد (التى هى طبعا مسح التختة)، فالقانون والحق لا يعرفان كلمة مواءمة، فالمواءمة معناها المهادنة والالتفاف على صحيح القانون وتعنى عدم الاستقامة ولا تلتزم بالمفروض بل تفترض اللف والدوران، ثم المواءمة أصلا، ليه؟ فالبلد لن يهتز أكثر مما هو مهزوز ولن يرتبك أكثر مما هو مربوك، فالحكومة قائمة كما هى أو حتى تتشكل حكومة جديدة، ثم إن دستور مصر بعد الثورة لا يصح عقلا ولا ضميرا أن يكتبه مجلس مطعون فيه لمجرد أن المستشار فاروق سلطان لا يريد (أو لعله يخشى) أن يكون فاروقا فى العدل أو سلطانا على الدستور، ويدير الموقف كأنه لا يزال يعمل مستشارا فى القضاء العسكرى كما كانت بدايته فى العمل القانونى، ثم إن البلد سيكون فى عهدة الرئيس المنتخَب الذى سيتسلم الحكم من المجلس العسكرى ونخلص.. ياه! كل هذه المصائب صنعها لنا جنرالات مجلس العباسيين بخوفهم ورعبهم أو بتوددهم وتزلفهم إلى الإخوان والسلفيين حتى صار مجلسا ينتظر البركة من الشيخ محمد حسان (ودونما يفهمنى أحد خطأ فعلاقة الشيخ حسان بـ«العسكرى» تذكِّرنى بما كتبه أحمد شفيق باشا فى مذكراته عن جيش عرابى فى معركة التل الكبير حيث كتب: ومن المضحكات المبكيات، أن صديقى المرحوم البمباشى حسن رضوان، قومندان الطوبجية فى استحكامات التل الكبير، أخبرنى بأنه فى مساء 12 سبتمبر دخل عليه فى الطابية أحد أرباب الطرق الصوفية وبيده ثلاثة أعلام، وتقدم إلى أحد المدافع فرفع عليه أحدها وقال «هذا مدفع السيد البدوى»، ثم انتقل إلى مدفع آخر فوضع عليه عَلمًا ثانيًا وقال «إنه لسيدى إبراهيم الدسوقى»، ثم إلى مدفع ثالث وقال «إنه سيدى عبد العال».. وقال صديقى معقِّبًا «ولكن لم يمر على ذلك بضع ساعات حتى صارت الأعلام والمدافع المصرية فى حيازة الجنرال ولسلى قائد جيش الاحتلال الإنجليزى». قلت ماحدِّش يفهمنى غلط!). من هنا فالبلد يضرب يقلب فى قضية بطلان مجلس الشعب وعدم دستورية قانون الانتخابات الذى أتى بنواب البرلمان، بينما ثمانية عشر مستشارا هم أعضاء المحكمة الدستورية صامتون ساكتون مراقبون مترقبون يتأملون فى سكون، يتساءلون حبيبتى من تكون؟! (عموما حبيبتى هى فاطمة ابنتى الغالية إذا كانوا مصممين فيعرفون!) بينما يقرر هذا المجلس المطعون فى شرعيته أن يشكِّل لجنة كتابة الدستور الجديد من أعضاء الإخوان والسلفيين وضموا إليهم عددا من الكومبارس المهذبين الحلوين الطِّعمين الذين يغسلون أيديهم بعد الأكل ويشربون اللبن قبل النوم ويمتدحون حكمة وعقل الإخوان وسماحة السلفيين ويفضِّلون طول الوقت إمساك العصا من المنتصف بينما طرف العصا فى يد الإسلاميين وطرفها الآخر لا مؤاخذة فى ظهر الثورة (لن أهبط عن الظهر حتى لا أجرح مشاعر الكومبارس، فنحن نعرف أن الكومبارس فى الأفلام يشكو دائما أنه لا يبوس وإشمعنى الأستاذ يوسف شعبان بيبوس!) ولأن إمساك العصا من المنتصف يحميك من طرف فى يدك أو فى… عينك فإن أعضاء الأحزاب الورقية والأقباط طالبى الإحسان والليبراليين طالبى المعروف يتعاونون مع طالبى طالبان ومن ثَم رضى عنهم التيار الإسلامى ومنحهم رضاه وتفضله ووضعهم فى مقاعد بجوار جهابذة السلفيين وفطاحل الإخوان فى كتابة دستور بحبة البركة والعسل الجبلى وبرائحة المسك!
__________________
|
![]() |
|
|