رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
أن تكون ضد القوانين شكلًا فأنت ربما تفكر، وأن تكون ضدها موضوعًا فأنت غالبًا تعارض، ولكن أن تكون، على طول الخط، ضدها شكلًا وموضوعًا فأنت تدعو للفوضى.. القانون المعروف إعلاميا بـ«قانون التظاهر» يقبله معظمنا موضوعًا، ويرفضونه شكلًا، فالتظاهر منظم فى كل الدول، ومصر الآن فى أشد الحاجة لهذا، بعد أن تحول التظاهر إلى موضة والتجمهر إلى سلوك، لكن بعض بنود القانون قد تفرغ الأمر من مضمونه، وتح...ول المظاهرة إلى طابور مدرسة، يخرج بأمر الناظر، وينصرف عند سماع الجرس.. لكن الطريف فى القانون أنه أوضح لنا حقيقة الوضع الراهن، فنحن نعيش بين فئة تعتقد أنها وحدها الإسلام، وفصيل يظن أنه وحده الثورة! فهؤلاء يعيشون بمبدأ المزايدة للجميع وعلى الجميع.. ومع ذلك فعلينا دائمًا الحذر من أن التشكيك فى وطنية الناس مرفوض، لكن التفكير فى نواياهم مباح، فهناك من يتظاهر، وهناك من يتظاهر أنه يتظاهر، وبينهما من يسخن الأمور دون خوضها.
وعلى الجميع أن يُقر بأن وقت صدور قانون التظاهر خطأ، تضاف إليه خطيئة عدم وجود مجلس تشريعى، وأزمة عدم طرحه للنقاش المجتمعى، وكارثة التطبيق الهمجى للشرطة (ضرب وتقطيع ملابس ورمى فى الصحراء وخلافه).. كما أن تراخى الحكومة فى تطبيق الطوارئ جعل الناس تقول «اللى أخده الطوارئ يأخده التظاهر»! لكن هذا ليس مبررًا لهدم الدولة ومساعدة أعدائها، فالفكر الإخوانى فكر طفيلى يحتاج إلى عائل لـ«يركبه»، وبعض النشطاء يقومون بهذا الدور بقدرة فائقة! فهل تخلصنا من مرض خبراء يناير لنعانى من مرض نشطاء يونيو؟!
النشطاء نوعان: حقيقيون ومزايدون. النوع الأول من مقومات نجاح الثورات، وهو يعمل فى الخفاء لوجه الله والوطن، أما أصحاب النوع الثانى فيتفننون فى إهدار ما بقى لهم من شعبية متآكلة، وينحصرون أكثر فأكثر فى جزيرة منعزلة، ويعملون دون دراية بمبدأ «من فيسبوك وإلى فيسبوك نعود».
تتضح لنا المشكلة عند تصفح الإنترنت وقراءة تعليقات بعض من يُطلق عليهم نشطاء: (فين أيام الغاز؟).. (واحشنى حرق عربيات الشرطة).. (نفسى أسمع صوت السارينة).. هذا ليس نشاطًا سياسيا، لكنه نشاطٌ كهربائى زائد فى المخ، فعندما تتحول الثورية إلى وظيفة يصبح الوطن شركة، يريد الجميع تصفيتها وأخذ حصته.. وهذا يطرح تساؤلا مهما، الثورة لو نجحت.. الناشط المزيف يشتغل إيه؟!
رامي جلال عامر
__________________
من مواضيع kj1 التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود ليه لا وليس نعم مصر الجميلة الغائبة الأن
|