تساؤلات خطيرة ملحة
تنتشر في مصر الآن البلطجة والسرقة والإجرام بشكل غير مسبوق على الإطلاق , ولست أنكر أنه كانت توجد قبل الثورة سرقات وتثبيت وإجرام بسبب الفقر والجوع والبطالة وعدم وجود شغل , بالإضافة إلى تركز الجانب الأمني الشرطي الأساسي على الجانب السياسي , وتأمين نظام الحكم . لكن الإجرام الآن فاق كل الحدود فمثلا على الطريق الدائري لا يكتفي المجرمون بتثبيت المواطنين وسرقتهم وسرقة سياراتهم منهم , بل بلغ الإجرام والوقاحة بالمجرمين ليس بسرقة السيارات فقط بل بإجبارصاحب السيارة تحت تهديد السلاح بتوقيع عقد بيع للسيارة !؟ شوف يا أخي الوقاحة والجبروت والإفتراء , والأمان من عدم ملاحقة القانون لهم , وهذا العقد كما يقال كاتبه محامي ولا يخر المياة . وفي إمبابة تباع المخدرات علنا على قارعة الطريق . وأمس العاشرة مساء كنت أسير في عزبة الصعايدة بإمبابة , وكان الطريق مظلما , ومررت بمجموعة من الشباب شكلهم مريب , وقال لي أحدهم تشتري بانجو يا خال فقلت له دون أن أتوقف عن السير لا شكرا , فقال لي شاب آخر تشتري حشيش فقلت له دون أن أتوقف عن السير لا مش عاوز , فقال لي أمال إنت ليك في إيه ؟ فقلت له وأنا أسير ما ليش في حاجة . والحمد لله إنتهى الموقف على ذلك الحد ولم يحاولوا تثبيتي فقد كنت أمد وأنا أسير وإبتعدت عنهم . وبعد هذا الموقف بحوالي ست ساعات تعرضت لموقف آخر ! فحوالي الساعة الرابعة والنصف فجرا كنت واقفا على الكورنيش أمام قسم مصر القديمة المحروق والمهجور والمتروك بدون حراسة . كنت واقفا على ناصية القسم لآخذ ميكروباس لجامع السيدة زينب لأحضر مقرأة القرآن الصباحية كما كنت أفعل زمان في الأيام الخوالي .ولم يكن بالشارع غيري وكانت تقف أمامي على الكورنيش في الإتجاه المقابل سيارة نصف نقل يركب فيها سائقها ويقف معه شابان والثلاثة يدخنون السجائر وأخذ الثلاثة ينظرون إلي , وكان بيني وبينهم الرصيف العريض الذي يقسم شارع الكورنيش إلى إتجاهين , إتجاه المعادي وإتجاه التحرير .وفجأة تحركت السيارة سائرة في إتجاه المعادي . وقلت لنفسي لو هؤلاء الشباب ينون لي سوء فإن السيارة النصف نقل ستلف من الصنية وتأتي إلى الرصيف الذي أنا واقف عليه وسيحاول سائقها حين يكون بجواري أن يثبتني , وسيعبر الشابان الآخران الطريق مسرعين لمساعدته . وما توقعته حدث , فلقد أتت السيارة النصف نقل ناحيتي بعد أن لفت الصنية , ووجدت الشابان يعبران نهر الشارع ناحيتي مسرعين . ولم أنتظر إكمالهم لما خططوا له , فلقد مديت بأقصى سرعى ( سرعة تشبه الجري ) ودخلت شارع قسم مصر القديمة ( لم أجري لأن الجري يعني أني خائف وهذا سوف يجرأهم علي زيادة ) وسلمت على سائس جراج عمومي في الشارع كان ساهرا يحرس سيارات الجراج . ودخلت السيارة النصف نقل بوابة سور قسم مصر القديمة المهجور !. وقال لي السائس مذهولا شوف السيارة داخلة القسم في الفجر تحمل منه ! وقلت لنفسي ربما تكون تريد أن ترجع بأي غنيمة حتى لو كانت من محتويات قسم الشرطة ( شوف يا أخي الجبروت ) . وربما كانت داخلة لقسم الشرطة حتى لا تشاهد حتى ترى صيدا آخر تنقض عليه وتقتنصه. ( شوفوا عجائب الدنيا قسم الشرطة يصير مخبأ للمجرمين ) وفكرت أن أتصل ببوليس النجدة , لكني قلت أنهم ربما لن يهتموا ببلاغي بل قد يلومونني ويؤنبونني على خرقي حظر التجول للذهاب إلى مقرأة السيدة زينب الصباحية .
وقلت لنفسي ما نهاية هذا الإجرام ؟ وكيف يستطيع الناس حماية أنفسهم وممتلكاتهم ؟ كيف يحمي كل إنسان نفسه ؟ أرجو منكم أن تساعدونني وتعطونني إجابة على هذه التساؤلات .
|
30-04-2011, 02:00 AM
