مخطط تصفيه الثوره ,,

[kj1]

[kj1]

لماذا غير تنظيم إخوان السودان شعاره؟
فشل تجربة الحكم لجماعة الإخوان المسملين في الدول العربية، كان له دورًا مؤثرًا، كما أن نتائج تجربة إخوان السودان في السلطة لا تزال تطاردهم...
أعلنت الحركة الإسلامية (فرع جماعة الإخوان المسلمين السودان) في المؤتمر العام التاسع لها، الأسبوع الماضي، عن تغيير العديد من شعارات الجماعة ذات الصبغة الدينية، والتي توارثها أعضاء التنظيم جيلا من بعد جيل، وشكلت أيقونة في ...جذب أنصار جدد، عبر تسويق خطاب التنظيم في هيئة مفردات حماسية دينية تروج لاستعادة أمجاد المسلمين وحلم الخلافة الإسلامية عبر التنظيم، إعلان التنظيم في السودان عن تبديل شعاراته تزامن مع حالة خفوت للحركة فى العديد من أقطار الدول العربية، وتراجع لافت لتأثيرها بعد فشل تجربة الحُكم خصوصاً لدى التنظيم الأم في مصر.
هذه المسألة ربما تشكل دافعا رئيسا في انقلاب التنظيم بالسودان على شعاراته القديمة.
شكل التغيير الأهم في شعارات الحركة بالسودان محو الكثير من المفردات ذات الصبغة الدينية في شعار الجماعة التاريخي لدى أعضاء الحركة، والذى يبدأ : "في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء.. لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فداء.. فليعد للدين مجده أو ترق منا دماء.. أو ترق منهم دماء.. أو ترق كل الدماء". تضمن التغيير محو المفردات التي أوحت بأن معركة التنظيم وأعضائه من أجل الدين، وأن العنف أحد الخيارات المفتوحة لحسم الصراعات السياسية مع مختلف القوى، ليستبدل الشعار ويصبح: "في سبيل اله قمنا ونعمنا بالإخاء.. لا لدنيا قد عملنا نحن في الحق سواء.. فليعد للدين مجده فليدم ذاك النقاء".
التيار الإصلاحي
فُسرت هذه التغييرات بتنامي نفوذ التيار الإصلاحي داخل الحركة الذي كان يدفع منذ فترة طويلة نحو الانفصال على الجماعة الأم في مصر والتنظيم الدولي، وتدشين مرحلة جديدة بخطاب مؤسس على التمييز بين ما هو ديني وما هو سياسي.
أما الدافع الثانى لهذه التغييرات لا يعدو سوى كونها مراوغة جديدة من قادة الحركة للحيلولة دون السقوط بعدما فشلت في السابق في الحكم، وإعادة تقديم نفسها من جديد بعد خلافات تنظيمية تكاد تعصف بالحركة في العامين الأخيرين، خاصة في ظل الأزمات الجديدة التي عاشتها الجماعة في العديد من البلدان العربية، وأنهت وجوديتها وقوتها التنظيمية.
يرتبط بالعامل الثاني محاولات السلطة الحاكمة في السودان لمحو مظاهر التطرف الديني عن سياساتها خاصة في ظل دخولها مرحلة من الحوار مع واشنطن، وفتح قنوات اتصال مع حلفاء إقليمين كمصر والإمارات، واللتان اعترضا في السابق على احتضان الخرطوم للعديد من قادة الإخوان المتورطة في العنف، ودعم حركات الجهاد المسلح في البلدان العربية.
يتأكد ذلك أيضا من واقع تصريحات الأمين العام للحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن، وذلك في المؤتمر، التي أكد فيها على عدم وجود علاقة بالتنظيم الدولي للإخوان، وأعاد التذكير بأن حزب المؤتمر الوطني هو الذراع السياسية للحركة الإسلامية.
تجربة الماضي
على مدار 3 عقود، أدار فيها فرع الإخوان شئون السلطة بعد انقلاب عسكري نفذه عناصر موالية له على الحكومة الشرعية المنتخبة، رسمت النتائج صورة كاملة عن كذب شعاراته التي روج بها لنفسه وحجم تضليله لأنصاره سواء كان على مستوى سياساته في الداخل أو الخارج.
وحولت سياسات التنظيم السودان إلى أشبه بالسجن لكل منتقد لسياسات النظام، وتحولت البلاد لمرتع للحركات الإرهابية وقادة التنظيمات المتشددة كأسامة بن لادن ومحمد الظواهري، فضلا عن دعمه للحركات الجهادية في عديد من الدول الإفريقية من أجل إسقاط الأنظمة الحاكمة في تلك الدول.
وتمثلت نتائج هذه السياسة في اشتعال الحروب بمناطق دارفور، والتي انتهت إلى انفصال جنوب السودان وإعلان دولته المستقلة عام 2011، وكذلك جنوب كردفان والنيل الأزرق، لأسباب لها علاقة أساسية بتحفيز التنظيم أنصاره لتحويل الأنظار عن فشله السياسي إلى معارك وهمية صور لهم فيها أنها للدفاع أجل الإسلام.
كما دفعت هذه السياسة الخارجية الداعمة للتنظيمات المتشددة إلى عزلة إقليمية عززتها إدارج الولايات المتحدة الأميركية السودان بقائمة الدول الراعية للإرهاب، والتي انعكست بصورة أساسية على تدهور الوضع الاقتصادي متمثلة في الانخفاض الكبير في قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار الأمريكي، وتضاعف حجم ديونه الخارجية، وبروز اسم السودان دائما ضمن أسماء الدول الـ10 الأكثر فسادا في العالم بحسب مؤشر منظمة الشفافية الدولية.

[kj1]

[kj1]

[kj1]