رد: مخطط تصفيه الثوره ,,
أيضا التحولات السريعة التى حصلت لكثير من المواقف السياسية السلفية لا يمكن وصفها بأنها طبيعية، لأنها وقعت فى زمن قياسى، ولم يسبقها نقاش عميق، خصوصا ما فعله شيوخ الإخوان وحزب النور ومحمد حسان وحسين يعقوب وغيره، وكانت تلك التحولات التى مهد لها الشيوخ طوال الوقت بآراء فقهية وفتاوى مغايرة ومتناقضة مع ما كان معلنا مسبقا خلقت قناعة فى وجدان الشارع المصرى.بواعث إصدار الفتاوى ليست دائما علمية تأصيلية بل سياسية مرتبطة بالمصلحة، فارتباط العلماء بالسلطة أو تيارات سياسية بعينها جعلهم يعملون على استقرارها على حساب الشعوب، بل على حساب الدين وقيمه، من هنا كان السقوط الأخير لهيبة رجل الدين، والنهاية الأبدية لفكرة الشيخ النجم. ساهم فى تسريع عملية الانهيار لفكرة الشيخ السياسى أو الشيخ النجم، مواقف الشيوخ الذين قدموا أنفسهم كثوار بعد 25 يناير، بينما كل مواطن فى مصر كان يتذكر جيدا آراءهم وفتاويهم المناصرة لنظام مبارك، تحليل العلاقة أيضا بين شيوخ التيار السلفى وسلطة مبارك ساهم فى التبكير بنهاية زمن المشايخ، كان النظام فى مصر قبل الثورة حريصا طول الوقت على تعديد وتنويع مصادر دعمه، وتجهيز كارت بديل إذا احترقت الكروت التى يدافع بها عن نفسه، كان طبيعيا جدا، وفى ظل عدم ثقة الناس فى المؤسسة الدينية الرسمية وموقفها السياسى، أن تصدر آراء وفتاوى من تيارات دينية أخرى سلفية أو غيرها، تدعم نظام مبارك وتصف وبشكل أكثر وضوحا أعداءه بالكفر والخيانة والإثم، مثلما قال أحد مشايخ السلف فى مصر، محمد سعيد رسلان وفى عز مظاهرات المعارضة فى وسط البلد عام 2005 الكلام التالى:
«لم يقل واحد من علماء أهل السنة- باختلاف طوائفها من حق وباطل-بجواز الخروج على الحاكم.. والخروج يشمل الكلمة، كما يشمل الكتابة، كما يشمل الخطبة بالتهييج، كما يشمل الثورات، كما يشمل الاعتصامات والمنشورات والمظاهرات، كل ذلك مخالف لاعتقاد أهل السنة، لم يقل به عالم من السلف ولا من الخلف».وهكذا تحول المعارضون والمشاركون فى مظاهرات مصر إلى خارجين عن الدين، وعن المذهب السنى طبقا لكلام الشيخ رسلان، الذى جاء بعده الشيخ محمود عامر، رئيس جمعية أنصار السنة المحمدية بدمنهور، ليفتى فى الناس بأن الرئيس مبارك لا بد أن يسبق اسمه لقب أمير المؤمنين، ثم أعلن تأييده لعملية التوريث داعيا من يرفضها إلى ضرورة العودة إلى رشده، ثم جاء الشيخ يوسف البدرى ليساهم فى اللعبة بفتوى تصف الداعين للإضراب بالغوغاء والدهماء، وحرم الإضراب ومطالبة الرئيس بالاستقالة.
لم يكن هناك أحد فى مصر يريد من الشيوخ أمثال الحوينى والقرضاوى وحسان ويعقوب وبرهامى وأنور وعبدالمقصود وما خلفهم من تيارات وأتباع سوى الآتى:
1 - احترام الرأى الآخر ومبادئ الديمقراطية.
2 - احترام الحريات الشخصية وما يكفله القانون والدستور من حقوق.
3 - احترام العقائد الدينية والمذاهب الأخرى.
4 - احترام مبدأ تداول السلطة وإعلاء شأن صندوق الانتخاب.
كان هذا ما نريده من الشيوخ حينما قرروا أن ينزلوا ملاعب السياسة، ووعدوا هم بذلك بل وشرعنوا تلك المطالب فى خطب عصماء خلال اللحظات الأولى لما بعد الثورة، تلك اللحظات التى كان يحاول الجميع فيها استمالة الشعب المصرى، ولكن الشيوخ المصدر الأكثر ثقة لملايين المصريين خالفوا ما وعدوا به، وفى مصر لا يحترم أحد هؤلاء الذين يعدون ويخلفون، يعلمون أن تلك علامة من علامات النفاق التى ذكرها النبى عليه أفضل الصلاة والسلام، وأهل بلدى يؤمنون بأن قداسة رجل الدين أو الشيخ منبعها الاقتداء بالنبى عليه الصلاة والسلام وتعاليمه، وأصلها الوفاء بالعهد، لذا وجدوا فى تناقضات الشيوخ السياسية أكبر دليل على أن نهاية هذا الزمن الذى كان فيه حسان وأصحابه نجوما فى المجتمع يأمرون ويصرخون فيطيع الناس، ليجد المصريون أنفسهم أمام ملخص لحكاية كالتالى: وطن يحترم شيوخه ورجال دينه ويقدسه، ثم يكتشف أهل هذا الوطن أن شيوخهم صامتون بل يتلاعبون ويتاجرون بالدين لخدمة من يحكم، ثم نكتشف جميعا الشيوخ الذين طالما لعنوا السياسية قد فتنتهم لعبتها وألبسوها ثوب الحرام والحلال، ثم عاش الجيل الشاب صدمة صورة شيوخ الدين وهم فوق المنابر يلونها بلون من يحكم ولصالح من يدفع، ثم صدمتنا الحياة بمشاهد لشيوخ طالما تكسبوا الملايين بخطب العفة والأخلاق وهم يشتمون ويردحون لبعضهم أو لآخرين بسبب السياسة، ثم جاءت اللحظة التى تفهم فيها الشعب المصرى أكذوبة لحوم العلماء مسمومة، لأن الشيوخ التى زرعوها فى عقولنا لحماية أنفسهم لم يكونوا علماء، فلا عالم يغير فتواه أو نظريته وفق قيمة المدفوع فى جيبه، وبدأت أهم ثورة فى تاريخ مصر وهى ثورة تعرية الشيوخ، وبداية نهاية زمن الشيخ السياسى، وهو الزمن الذى سنتابع تفاصيله عبر هذا الملف خلال حلقات متتالية، نكشف فى كل حلقة منها قصة سقوط شيخ من النجوم الذين سيطروا على عقول المصريين، ونشروا التطرف والفتنة وأضاعوا هيبة رجل الدين فى نفوس المصريين.
غداً فى الحلقة الثانية.. محمد حسان كبيرهم الذى علمهم الكذب والتلون
__________________
من مواضيع kj1 التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود ليه لا وليس نعم مصر الجميلة الغائبة الأن
|