|
ثورة الحرية 25 يناير ساحة ثورة الحرية 25 يناير تحوى كل الموضوعات المتعلقة باﻷحداث التى مرت و تمر بها مصر الغالية منذ هذا اليوم و حتى اﻵن ... و هى ساحة الحوار السياسى الراقى و المسئول |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
#1321
|
![]()
__________________
|
#1322
|
![]()
__________________
|
#1323
|
||||
|
||||
![]()
والله انت معدي يا معلم ، تسلم ايدك
|
#1324
|
![]()
__________________
|
#1325
|
![]()
مارس لن يعود!
![]() .. لكن ما الذى جرى فى مارس 1954بالضبط؟ تردد هذا التاريخ على الألسنة وفى السطور، وأخيرا التلميح له فى بيانات العتاب المتبادلة بين المجلس العسكرى والإخوان، طبعا يتحدث الكل عن قرار عبد الناصر وقتها بالإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين، ولكن الحقيقة أن الضربة الموجِعة للإخوان جاءت فى يوليو من العام نفسه، وليس مارس حين اتهمها ضباط يوليو بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر فى ميدان المنشية. وهى الحادثة التى يبذل الإخوان جهدا هائلا لتصويرها مدبرة وملفَّقة وهو أمر ممكن ووارد جدا، لكنها كانت سببًا فى ملاحقة ومطاردة عبد الناصر للإخوان، ولاحظ أنه كان من الجائز جدا أن يصدق الناس تورط الإخوان فى محاولة الاغتيال، لأن قبلها بخمس سنوات فقط قام الإخوان باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى، وكل ما تمكن الإخوان منه هو محاولة إظهار أنها جريمة تمت (مع اغتيالات أخرى) من وراء ظهر حسن البنا (الذى يقرأ سيرة هذا المؤسس الفذّ من الصعب أن يتصور شيئا يحدث من وراء ظهره، لكن ممكن ليه لأ). إذن حل جماعة الإخوان فى السابق كان عقب اغتيالات وعقابا لها. طيب ما علاقة مارس بيوليو؟ علاقة مارس بيوليو هو فبراير.. فالأهم جرى فعلا حتى فبراير 1954، فالثابت والمؤكد أن الإخوان خانوا الديمقراطية قبل أن يخونهم ضباط يوليو، وهذا جوهر الحقيقة، حيث يراوغ الإخوان كعادتهم فى اللف والدوران ولا يريدون الاعتراف الواضح بأنهم خَوَنة للديمقراطية فى 54 وأنهم نالوا عقاب خيانة الديمقراطية، كما هم الآن فى حالة خيانة فاضحة للديمقراطية، ولهذا يخشون حتى الارتجاف من أن يفعل المجلس العسكرى وجنرالاته ما فعله ضباط يوليو! كيف خان الإخوان الديمقراطية؟ يا سيدى قرر مجلس قيادة الثورة، بناء على مشورة وضيعة من مستشارَيْهم الكبيرين سليمان حافظ وعبد الرازق السنهورى (كانا نجمَى ونابغَى مجلس الدولة الذى كان بمثابة المحكمة الدستورية فى حينها) إعادة تنظيم الحياة الحزبية بقانون جديد، الغرض منه فقط هو التخلص من زعيم الأمة مصطفى النحاس باشا (كان سليمان حافظ من الحزب الوطنى القديم وكارها للنحاس و«الوفد» بشكل غير إنسانى!) وطبعا أدى هذا القانون إلى النتيجة التى أرادها العسكر، وهى إلغاء الحياة الحزبية وحل الأحزاب كلها باستثناء الإخوان المسلمين، ورضيت «الإخوان» وفرحت وهللت بإلغاء الأحزاب وبنهاية خصمها الأشد مصطفى باشا النحاس، وبانفرادها بالعمل السياسى فى تحالف مغرور ومتغطرس مع مجلس قيادة الثورة، وقد توهمت الجماعة أنها خلاص تمكنت من البلد وأنها طابت واستوت وبعد شهور كان جمال عبد الناصر يضرب ضربته الكبرى ويطيح بالإخوان! ورغم أن الواحد منا لا يصح له إدخال الجينات وعلم الأحياء والهندسة الوراثية فى السياسة فإن هناك شيئا يجنن فعلا فى جماعة الإخوان وفريق الزمالك! ينفرد الطرفان بتكرار نفس الأخطاء والبلاوى بذات الطريقة والأسلوب دون التعلم إطلاقا من خبرات الماضى، ورغم تعاقب الأجيال واختلاف الشخصيات فإن الأخطاء هى نفسها والنتائج هى ذاتها والمركز الثانى محجوز للفريقين! إذن لم تكن جماعة الإخوان بريئة أبدا فى أزمة مارس، بل كانت متورطة فى خيانة الديمقراطية حتى ذقنها (كان الإخوان فى المعتاد وقتها لا يطلقون لحاهم إلا نادرا جدا للبعض!) وقررت اللعب مع العسكر لاعتقادها أنهم لامؤاخذة شوية عيال وضباط صغيرين، ستتلاعب بهم فجاء الذئب فأكل النمر فأرجو أن لا يعمل فيها النمر حَمَلا وديعا! على الناحية الأخرى فإن ضباط يوليو كانوا فى حالة صراع داخلى.. طرف عبد الناصر حيث يريد امتلاك دفة الحكم لإدارة الثورة لصالح البلد (أو لصالحه!)، وطرف محمد نجيب الذى لا حول له ولا قوة، ومعه سلاح الفرسان (من اسمهم تعرف مبادئهم) الذين أرادوا أن تعود الديمقراطية والحياة الحزبية وأن لا يدير الجيش الدولة. من هنا يجب أن ننفض من دماغنا خالص أى تشابه بين ضباط يوليو والمجلس العسكرى، وأظننى شرحت كثيرا الاختلافات العميقة بينهم من حيث السن والجيل والثقافة والثورية والتربية داخل النظام، ولعل ما جرى فى 27 فبراير 54 يوضح لك الفارق تماما، فقد خرجت مظاهرات شعبية عارمة تهتف بعودة محمد نجيب، فذهب وفد من ضباط سلاح الفرسان إلى مبنى القيادة العامة للجيش (وكانت ثكنات سلاح الفرسان فى مواجهة مبنى القيادة العامة تماما على جانبى نفق العروبة حاليا) فإذا بالقيادة العامة تأمر باعتقال ضباط سلاح الفرسان، وسرعان ما يعرف الفرسان فى الرصيف المواجه بالخبر فيوجهون إنذارا إلى قيادة جيشهم بأنه إذا لم يُفرج عن زملائهم، فإنهم سيهدمون بالمدافع مبنى قيادة الجيش الذى يقع على بُعد أمتار منهم (…) فما كان من جمال عبد الناصر إلا أن أمر بإعلان عودة محمد نجيب رئيسا فى الإذاعة خلال دقائق! وبعدها بشهر تغيرت الدنيا كثيرا!
__________________
|
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|