|
ثورة الحرية 25 يناير ساحة ثورة الحرية 25 يناير تحوى كل الموضوعات المتعلقة باﻷحداث التى مرت و تمر بها مصر الغالية منذ هذا اليوم و حتى اﻵن ... و هى ساحة الحوار السياسى الراقى و المسئول |
![]() |
|
أدوات الموضوع |
|
||||
![]()
رسائل الاستفتاء- مندوبو مبيعات الأصنام
وائل عبد الفتاح توقّفت سيارة ميكروباص.. وهبط منها فجأة أكثر من 6 رجال.. يرتدى بعضهم جواكت جلد.. والآخرون لا يمكن تمييزهم إلا إذا كنت من هواة الفرجة على «خناقات» الشوارع. مَن هؤلاء؟ سؤال عادى لشخص عادى يبحث عن الهدوء فى ساعات متأخرة.. يستمتع فيها بالقاهرة من على مقعد فى المقهى. الفرقة الهابطة من الميكروباص كسرت هذا الهدوء.. فمنظرهم يوحى بالريبة والغموض والشراسة التى لا توحى بالأمن. من هؤلاء؟ هل هى فرقة فى مهمة انتقامية كما نرى فى الأفلام المغرمة بعالم رجال الأعمال أو الأثرياء وتجارتهم السرية، وفى الثوانى التى فصلت بين هبوط الفرقة السينمائية من الميكروباص، وبين وقوفهم أمام طاولة يجلس عليها شابان، لم يكتشف أن هذه تجريدة بوليس إلا عندما طلب أكثر الفرقة شراسة.. البطاقات من الجالسين.. ساعتها أدركنا أن هذه الفرقة ليست بلطجية للإيجار، ولكنها قوة بوليس.. إدراك لا يعتمد على علامة واحدة تشير إلى أنهم قوة نظامية إلا سلوكهم المستفز المعروف والمحفوظ، والذى كان أحد أسباب الثورة على نظام مبارك. الحفلة اكتملت طبعا بتفتيش الشباب بطريقة تتعمّد الإذلال والإهانة.. وإعلان الوجود. هذا المشهد أصبح عاديا فى الفترة الأخيرة.. شاهدته من مقعدى وأنا أفكّر فى تاريخ طويل تصورنا أنه غادرنا إلى الأبد.. لماذا يعلن معاون مباحث جديد عن وجوده بهذه الحركات التى لا تعبر عن كفاءة فى تحقيق الأمن، ولكن فى فرض سلطة الأمن على عالم الجريمة.. الشرطة تقول بهذه الإجراءات إنها عادت إلى عادتها القديمة أو للأسلوب الذى لا تعرف غيره فى إدارة عالم الجريمة بدلا من مواجهتها.. وشرط هذا الأسلوب هو فرض السيطرة على المجرمين والضحايا والتحكم فى شبكات الإجرام لا منعها. أسلوب متهالك.. مهين للجميع.. ومحبط.. ولهذا فإن الجديد تماما هو الشاب الذى قطع استمتاع الفرقة البوليسية بانتهاكاتهم.. بسؤال: «هو الحاجات دى مش اتمنعت؟ مش الدستور بيمنع التفتيش الشخصى دون تحريات.. واشتباه؟». أعضاء الفرقة نظروا إليه بين السخرية والغيظ، وانطلق أحدهم يرد عليه: «فاضل ساعتين على تطبيق الدستور» (حدثت الحكاية فى فجر يوم إعلان نتيجة الاستفتاء)، النهاية لم تكن فقط عند نظرة الانتصار فى عيون أمناء الشرطة، ولكن عند نظرة التحدى التى انتقلت من الشاب إلى أغلب الواقفين على المشهد الذى شهدته منطقة التوفيقية، وكانت ضمن استعراض معاون المباحث الجديد للإعلان عن وجوده أو وصوله إلى المنطقة، وهى عادات مستهلكة للسيطرة لا تحقق الأمن كما قلت، لكنها تضعه تحت السيطرة. والأهم فى هذا المشهد نهايته التى تضع القديم فى مواجهة جديد/ أو تضع أوهام العودة المستحيلة لشرطة الإذلال فى مواجهة تحدى شباب لم تتغير حياتهم نظريا، ولا انكسر حاجز خوفهم على الورق، ولكنهم ذهبوا إلى الصناديق وهم يرون أنهم يوافقون على وثيقة العبور إلى حياة جديدة، باختصار إنها مواجهة بين من ينصبون فخاخ مؤامرة/ وبين من يصدقون أحلاماً بأنهم سيتخلصون من الكابوس للأبد. يحدث هذا بينما تجار الوهم ومندوبو مبيعات الأفكار الفاسدة يبيعون فكرة تافهة مثل «لا يصلح معنا إلا فرعون يحكمنا بالكرباج». يقولون هذا بعد أن يتغنّوا بالشعب العظيم الذى أسقط الإخوان/ ويصنع المعجزات.. مندوبو مبيعات الديكتاتورية يروّجون هذه الأيام مقولات فسدت، وإكليشيهات لم تعد تصلح فى لحظة تحطيم الأصنام. لم يعد ممكن تصور فرعون يخرج بعد تلك الرحلة القاسية والمستمرة لتحطيم الأصنام وحملاتها الترويجية. إنه موسم تجريب آخر لنشر الخرافات حول قدرة الفراعنة/ بشكلها التقليدى/ المحافظ/على صنع حضارة/ بينما كانت الحضارة المصرية القديمة تزدهر فى فترات ليحكمها الفرعون الطاغى/ المتسلّط. يتصوّر عقل الدعاية أنه يمكن اختصار الفراعنة فى نمط واحد/ ينسفون التاريخ من أجل التنميط/ والقهر عبر تسييد فكرة تافهة مثل أن الديكتاتور قدرنا الذى لا نفلت منه.
__________________
|
|
||||
![]()
رسائل الاستفتاء: البرتقال البلاستيك
وائل عبد الفتاح قالت الصناديق.. أو من حول الصناديق: الشيخوخة تلتهم الشباب. بالضبط كما فى فيلم المخرج البريطانى ستانلى كوبريك «البرتقالة الآلية». الشاب يخرج من مصحّة الترويض، وبعدما تسحب طاقته الحيوية ينتقم منه العجائز. يلتهمه جبروت شيخوخة تشعر بانكسارها أمام الزمن وسطوتها فى مجتمع خامل. المشهد مرعب.. الشاب بعد رحلة الترويض/ والعنف الطبى/ يتجمع حوله العجائز فى الطريق وكادوا يلتهمونه.. وهذا ملخص ما حدث منذ 30 يونيو، حيث أقيمت حفلات الانتقام من «الشباب» بمعناه المرتبط بالعمر أو بالروح الخارجة عن تواطؤات جعلتنا نتحمل الديكتاتورية والفساد والاستبداد أكثر من 60 سنة. بل جعلت أجيالا كاملة تتعامل مع الحاكم على أنه قدر، وأننا كما يروج تجار البضاعة الفاسدة فراعنة لأنكم لا تسيرون إلا بالكرباج. هكذا نحن غير مميزين إلا فى الإذعان والقبول بالذل والعار.. نحن الذين يغنى باسمنا مغنون وفرق التطبيل والنفاق بأننا أعظم شعب فى الدنيا. بمعنى ما أن مندوبى مبيعات الديكتاتورية ترى أننا عظماء.. لأننا مذلون ومهانون ونقبل أن نقبل أيادى الديكتاتور لأنه يتعطف علينا بالحكم. هذا العبث الخارج من أفواه أكلها العفن.. هو روح الشيخوخة الذى يريد التهام الشباب سر إنقاذ هذه البلاد يوم 25 يناير.. تلك الروح الشابة التى فاجأت الجميع بالاحتجاج الصامت.. الذى قال بمعنى واحد.. هذه لعبتكم فأكملوها.. وهذه دولتكم فكلوها أو اتركوها لمصاصى الدماء. الدولة خاصمت شبابها وتركتهم للضباع الذين أرادوا وراثة ضباع الإخوان.. أى أنها حرب ضباع على السلطة.. والمثير للغثيان أن كل فرقة ضباع تتخيل أنها بالتهامها الشباب ستكون هى المستقبل. فيلم كوبريك يحمل رائحة السبعينيات. وصراع شباب 68 فى أوروبا مع شيخوخة دول ما بعد الحرب العالمية الثانية.. والفيلم عن ماكينات الترويض.. العمومية.. تلك التى تمتص العصير من البرتقالة لتتحول إلى برتقالة بلاستيك، تشبه البرتقال، لكنها ليست إلا «برتقالة آلية..» كما أسميناها فى فيلم ستانلى كوبريك. ماكينات محترفة فى صناعة قطيع من «الآليين» منزوع منهم حق الاختيار، يسيرون وفق كتالوج من القيم والأخلاق والمشاعر يجعلهم مثلا يخافون من قرار إنهاء حظر التجول، لأن هذا يعنى أنه سيكون أمامهم الاختيار، وهم تعودوا على الخضوع للأوامر والتعليمات. كوبريك حكى عملية تحويل «اليكس» من زعيم عصابة ليلية تعتدى على استقرار مجتمع الاستهلاك البرجوازى التافه وقوانينه فى حماية الرفاهة البلاهة/ القاتلة… العنف ضد البرجوازية/ من تمثيلات ثورة الشباب التى كانت مثل موسيقى «بينك فلويد» هادرة بطاقتها المفككة لعلاقات الأسر والسحر بالبرجوازية… وتأخذك إلى حياة أحرى بترتيب جديد. فى المصحات تعرض الشاب إلى نزع كل طاقات الرفض.. وإعادته إلى السحر البرجوازى… إعادته ليكون إلى مواطن طيب يكره العنف، عبر ماكينات ترويضه فى السجن، أفقدته «حق الاختيار»، هل تغير الشاب المتمرد؟ أم أن إرادته سلبت ولم يعد أمامه إلا السير فى «الطريق الصحيح» من وجهة نظر المروض؟ تشعر بملامح «ثورة ضد الشباب..»/ وشيخوخة تطل من كهوفها لتلتهم الشباب/ أو ما منحه الشباب لبلد التهمته الشيخوخة/ وهى ليست ثورة بالمعنى الكامل/ لكنها حفلات عقاب على إزاحة النظام المستبد والفاسد. الشيخوخة التى سمحت لنظام منحط بالاستمرار 30 سنة تريد عقاب الشباب على التغيير وأن هذا التغيير وبعد عصر الليمون أتى بالمرسى.. ثم أسقطته بعد أقل من 12 شهرا. الصوت القوى فى الاستفتاء كان الصمت الذى كشف أن الدولة تسير بدون قاطرتها الشابة.. بدون روحها التى تحاصر بروح عدائية… تعيد بناء سور برلين بين الشباب والبلد. من يتحمل بناء أسوار برلين جديدة فى مصر؟
__________________
|
|
||||
![]()
[COLOR="rgb(75, 0, 130)"]رسائل الاستفتاء- هل قتل الوحش؟[/COLOR]
وائل عبد الفتاح انتهى تحالف 30 يونيو أو دُمّر إلى حد كبير.. قبل الاستفتاء.. أولًا وقبل كل شىء بسبب اعتماده على «الخوف..» أو إثارة الرعب من «وحش رابض بجوارنا» اسمه الإخوان أو الإرهاب. الاعتماد على الخوف وحده/منزوعة منه الرؤية السياسية/ومعتمدًا على الهيستيريا جعل البقاء للأكثر قدرة على تلبية نزعة الهسترة.. إلى الدرجة التى جعلت التعبير عن رفض الدستور ليس رأيًا ولكن «خيانة» أو شراكة مع الوحش المخيف. الخوف هو صاحب النسبة الكبيرة التى تقترب من الإجماع الذى كان فى زمن الدولة الناصرية/وهى نسبة تعبّر عن «الخوف» أو «الاصطفاف» فى مخبأ واحد. الاستفتاء ليس نصرًا سياسيًّا لأحد.. لكنه إعلان مصر محمية للخائفين من الوحش الإخوانى/والانتصار عليه بعد أن أسهم بنفسه وبأدواته فى ترسيخ صورة «عدو الشعب». والإخوان ليسوا أعداء الشعب.. ولكنهم أعداء «صورة الشعب عن نفسه» باعتباره كيانًا منسجمًا متماسكًا له ملامح واحدة.. هذا الشعب الذى اخترع بعد يوليو 1952 ليخفى الشعب أو المجتمع بما يعنيه ذلك من تعدد مصالح وثقافات وانحيازات ورؤى وأديان. الإخوان من نفس الطينة القادرة على الكلام عن «الشعب» باعتباره فى جيبها اليمين/تعرف ترويضه ومداعبته/تصفه بالعظيم وتعنى أن عظمته فى التعلّق بالجماعة. هذا «الشعب» هو الذى قرر أن يعود إلى حالته المتراصة والمصفوفة/ولم يكن أمامه إلا الجيش. وهكذا بقى من تحالف 30 يونيو.. ملامح تكون «شعب» يسعى إلى أن يكون كتلة متماسكة/نقية/لا تحتمل الآخر وترى أن هذه طريقة إنقاذ مصر من العدو الرابض بداخلها ويمنح كل يوم مبررات هذه العداوة (.. بانتظار المستحيل أو بمعاندة وعقاب الشعب لا الدولة فقط.. وأيضًا بمبالغات الإعلام والأجهزة الأمنية).. هذا الشعب يخرج نزعته المحافظة بأقصى حالاتها الهيستيرية التى لا تخجل من «الإقصاء» (الآباء والأمهات فى بعض العائلات لم يحتملوا خروج الأبناء عن الغالبية القريبة من الإجماع.. وطاردوهم كأن الاستفتاء واجب من واجبات المدرسة أو تعليمات المواطنة الصالحة». المواطنة الصالحة تعنى من هذه النظرة التماسك فى مواجهة الخطر/وذلك لن يتم إلا فى محراب الدولة/أو هرمها الكبير المقدس.. هذا الاحتماء فى الدولة.. ليس فى صالح قوى سياسية بعينها كما يتوهّم أيتام مبارك والذين أرسلوا طيورهم الجارحة العجوز فى طلعات بدت مثيرة للشعب المقيم فى مخبأ الدولة. غارات الطيور الجارحة وطلعات الإخوان الفاشلة تغذّى الإحساس بالخطر والضعف وتغذّى أيضًا الرغبة المطلقة فى الانتصار على «العدو» حتى لو كان ذلك بسحق المختلفين وحرقهم وإلقائهم فى البحر. وعلى مستوى السياسة، هناك مركز وحيد حوله فراغ كبير.. كل القوى المتحالفة لإسقاط الإخوان بما فيها قوى النظام القديم.. تم تهميشها.. وفى المركز الجيش والسيسى/وحوله الأجهزة الأمنية، بما أنها أداته للسيطرة المباشرة. على القرب من المركز شريحة من جناح حكومى سياسى/محسوب على أحزاب الثورة/أو ما تسمى الآن/أحزاب يناير.. هذه الشريحة دفعت إلى إثبات «سلطويتها» لتكون تعبيرًا عن القوة والجدارة بالحكم. هذه المجموعات المقيمة على هامش «السلطوية»، لعبت دور أداة عزل لأحزابها، وللقوة شعبية غير منظمة تعيش حالات غضب مكبوت وإحباط من تسرّب شعور قوى بعودة «الدولة القديمة». وأجهزة الدولة القديمة تفعل كل ما فى وسعها لإثبات أو تأكيد هذه المشاعر لتخلى الساحة أمام أوهامها بالعودة. الجماهير لم ترَ هذه الخريطة وهى تتوجّه إلى «عُرس الديمقراطية».. الجماهير خرجت أو «نزلت» من بيوتها.. لأنها مذعورة/وهناك أجهزة فى الدولة عطّلت العقل عندها لتبقى غريزة الخوف وحدها تتكلم.. هؤلاء فى حرب دفاعية عن «مصر» التى كانت ستضيع على يد الإخوان والمرسى. وماذا بعد؟
__________________
|
![]() |
أدوات الموضوع | |
|
|