[احمد سويلم]

ولان احدا من قبل بالتأكيد لم يجرب السقوط الى اعلى
لان قليلون هم من يوجد بينهم وبين السيد نيوتن خلافات شخصيه تطورت الى محاولتهم افساد نظريته الشهيره بخصوص الجاذبيه .....
ومن ناحيه اخرى لان السيد نيوتن لم يضع هذه النظريه من دماغه
لابد انه كان يستند الى حقائق معينه لكى يبنى عليها فرضياته ..
كان المرحوم نيوتن رجلا مرفها فى الاصل
بالاضافه الى انه بالضروره لم يكن يعانى من اى مشاكل من اى نوع ...كتلك التى نعانى منها اليوم
السيد نيوتن قال انه كان يجلس تحت شجرة تفاح
وهذا يعنى شىء من اتنين
اما انه كان لديه قصر كبير به خدم وحشم وعمال وسفرجى وكماريره وحديقه ضخمه متراميه الاطراف بها من خيرات الله اشجارا وثمارا ..., وكان يوجد بها شجره تفاح تعود سيادته ان ينام تحتها ..
او الفرض الثانى ان الاخ نيوتن كان من متسول من الناس اللى على باب الله وبينما هو هائم على وجهه ادركه التعب عند جنينة واحد من الناس المرتاحين اللى فى العاده بيبقا عندهم جناين فنام فى الجنينه تحت شجره تفاح .
كلا الفرضين ليسو بمهمين مقارنه بأهمية الموضوع نفسه
السيد نيوتن سقطت عليه ثمرة تفاح من الشجره التى كان ينام تحتها
فى ذلك الزمن الذى كانت الثمار تسقط فيه من على الشجر والذى لابد انه كان زمنا جميلا ..
لان الثمار الان تقطف وهى خضراء من الجوع الذى يعترى الناس
المهم انه السيد نيوتن لم يأكل التفاحه ويشكر الله كأى شخص عاقل
بل دخل فى ارهاصات فلسفيه معقده حول التفاحه التى سقطت ولماذا سقطت لاسفل ولم تسبح فى الهواء مثلا او تطير لاعلى ...
بالتأكيد السيد نيوتن لم يكن جائعا
واكاد اقسم ان الامر فى الاصل يعود الى فراغ رأس السيد نيوتن
اكيد كان الله يجحمه راجل فاضى
لانه ليس من المنطقى ان يكون هو الشخص الوحيد الذى الهمه الله التأمل فى حقيقه الجاذبيه فى هذه اللحظه بالذات
ولكن لانه كان رجلا فارغا ...احتمال عاطل مثلا من اولاد الذوات الذين لا يرهق يومهم سوى تكديس الاموال التى امتلكوها بالوراثه .....
او عاطل لا يجد قوت يومه من العواطليه الذين تمتلىء بهم شوارعنا الجميله
عاطل على اى حال لا يشغل تفكيره سوى التأمل فى الاشياء التى لا يرهق اى انسان اخر نفسه فى التأمل فيها .
راح نيوتن مطرح ما راح ....., وبقيت نظريته ليصدع بها اجيال ورا اجيال ...وكل هذا لا يهمنى فى شىء
لان لدى موضوع اخر .....
وهو السقوط لأعلى ....!!!!!
السقوط عكس اتجاه الجاذبيه ......
فليتخيل احدكم نفسه مرتبط بجاذبيه ما تجعله اذا سقط يسقط الى الاعلى لا الى الاسفل
فالنتصور معا شخصا يكون سقوطه باتجاه الاعلى
اقول ...فالنتصور ... لان الخيال وحده سيسعفنا من اجل تحقيق هذا المنظر فى مخيلاتنا
السقوط ............. لاعلى !!!!!!
الامر ليس صعبا على التخييل ايها الساده ....اننى اراه فى غاية السهوله
فالسقوط لأعلى يحدث كثيرا امامنا ونراه كثيرا فى ايامنا هذه
السقوط ليس سقوطا فيزيائيا للاجسام والمواد وحدها
السقوط يمكن ان يمتد للقيم والمبادىء والاخلاق
السقوط يمكن ان يحدث للفضائل وللمثل العليا
نعم ......
السقوط يمكن ان ينال من عقائدنا وتقاليدنا وموروثاتنا الثقافيه والحضاريه والدينيه
وللاسف ....هذا السقوط يدمر نظرية العزيز نيوتن تماما
لانه فى زماننا هذا يلقى بالشخص لأعلى المناصب والمراكز ويجعل منه فى سدة السلطه ويرفع به الى اعلى قمم المجتمع ....
السقوط ايها الساده عندما يقع فى اخلاقنا ومبادئنا فاننا لا نهوى للاسفل
بل نعلو ونرتفع كثيرا ...فى الماديات وفى المراكز الاجتماعيه وفى الوضع العام
السقوط الذى يحدث فى قيم البعض يجعل منهم فى اعلى عليين الدنيا

جرائدنا ...ومجلاتنا ...ونشرات اخبارنا تحشد بأشخاص سقطت كل قيمهم الدينيه والروحيه والاخلاقيه
فارتفعت منزلتهم وعلا قدرهم .... وزادت مراتباتهم ...
واصابت التخمه حسابتهم فى البنوك
واتسعت رقعة ممتلكاتهم ..... وزادت عربات الحراسه المخصصه لهم ولذويهم
السقوط الذى رفع لأعلى
تلك الفلسفه التى اصبحت لغه غير مقروءه وغير مكتوبه لكنها جدا مفهومه للجميع
تلك النظريه التى لم يحتويها كتاب بعد على الرغم من ان الغالبيه الغظمى من الناس اصبحت تحفظها عن ظهر قلب
السقوط ..... لأعلى
ذلك السقوط الذى يجعل الانسان يتعدى اقرانه فى العمل
او يتميز عن زملائه فى المكانه والحظوه لدى صاحب القرار
ومن بيده الحكم والسلطان
السقوط لأعلى ...الذى لا يسبب تمزقا فى الملابس ولا اتساخا بها
السقوط لأعلى الذى لا يسبب الما فى الجسد الذى سقط ولا فى النفس التى هوت
السقوط لأعلى اصبح ممتعا ومفيدا
على الرغم من انه مازال سقوطا
وعلى الرغم من ان الساقطين يدركون انهم قد سقطوا بالفعل
لكن اغلبهم اصبحوا مستمتعين بسقوطهم واقليه منهم اصبحوا يعادلون بين سقوطهم المربح وبين فكرة انهم سقطوا بالفعل..
لذا فبعضهم فى تذبذب بين النفس اللوامه والنفس الاماره بالسوء .... لكنه تذبذب محسوم فى النهايه لصالح تلك الاخيره غالبا

السقوط لأعلى ايها الساده
نظريتى الجديده
التى لست من وضعها فى الاصل لكننى اعتقد اننى من تجرأ على جعلها نظريه ويطمح فى تسجيلها باسمه فى سجلات التاريخ ..
التاريخ القذر بالطبع
ذلك التاريخ الذى حفل بالساقطين والساقطات
والذى اصبح فيه السقوط يرفع الناس عاليا ويجعلهم من الساده المهمين والمشاهير
ولذا قررت ان اكون من الباحثين فى علم السقوط طالما ان السقوط ممتع هكذا
سأضع اولى نظرياتى فى السقوط ........
لأعلى .