عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21-07-2012, 10:48 PM
الصورة الرمزية AbOnOrA
AbOnOrA AbOnOrA غير متواجد حالياً
Aِِbo(Nora&Islam&Judy)
Wael Magdy Salah
من انا؟: ابو نورا واسلام
التخصص العملى: IT Consultant
هواياتي: Computers, Automotives
 
تاريخ التسجيل: May 2008
الموقع: ام الدنيا مصر
المشاركات: 17,076
AbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond reputeAbOnOrA has a reputation beyond repute
افتراضي رد: ضباط شرفاء احرار ثوار

http://aljazeera.net/programs/pages/...a-5477a97bc020

الشيخ حامد إبراهيم الشيخ حامد إبراهيم، أمين سر تنظيم ثورة مصر، برنامج زيارة خاصة، قناة الجزيرة، 25 يوليو 2003م





مقدم الحلقة:
سامي كليب
ضيف الحلقة:
الشيخ حامد إبراهيم: أمين سر تنظيم ثورة مصر
تاريخ الحلقة:
25/07/2003

سامي كليب: بين عامي 85 و88 وقع عددٌ من العمليات ضد دبلوماسيين إسرائيليين وأميركيين هنا في مصر، تساءل الجميع عن الجهة التي تقف خلف تلك الاعتداءات أو العمليات الناجحة، وتبين أنه ثمة شخصا اسمه محمود نور الدين هو الذي يقف خلفها لا بل وأن لديه تنظيماً سرياً اسمه تنظيم ثورة مصر، حوكم محمود نور الدين وتوفي في السجن.
اليوم سوف نلتقي بالذي اتهم بأنه كاتم أسراره المتهم رقم عشرة في هذا التنظيم وهو الشيخ حامد إبراهيم.
ولد عام 43، ترعرع في الثانوية الأزهرية وانضم باكراً إلى صفوف الجيش فبات ضابطاً، تقارب مع محمود نور الدين، فكان كاتم أسراره، ورفيقه وسميره، فانتهى مثله في السجن، محمود نور الدين فارق الحياة هناك، والشيخ حامد محمد إبراهيم مصطفى يخبرنا عن تلك الحياة، فأين تعرفت على محمود نور الدين؟
معرفته بمحمود نور الدين ونهجه في قتال اليهود والأميركان
حامد إبراهيم: تعرفت على محمود نور الدين قبل أن أقابل محمود نور الدين لأن بيقولوا أسيادنا إن الأرواح كلها تقابلت فمنها ما تآلف ومنها ما تعارض، فحينما قابلت محمود نور الدين سنة 85.. 84 فكأني كنت أعرفه منذ زمن بعيد.
سامي كليب: أين قابلته للمرة الأولى؟
حامد إبراهيم: قابلته عند صديق لي اسمه عادل عشماوي -الله يرحمه- ودا كان فيه سلك صوفي عالي.. عالي اسمه عادل عشماوي ده كان راجل بتاع ربنا يعني، فلما قابلته هناك حسيت إن الراجل ده يعرفني أو أنا أعرفه من زمان فكانت فيه مناقشة وأنا كنت بأشرب سيجارة..
سامي كليب: وليس الحشيش كما اتهمت فيما بعد..
حامد إبراهيم: أيوه وليس.. كنت بأدخن سيجارة فواحد من زملائي اللي قاعدين قال الله يعني أنت الشيخ حامد بيشرب سجاير أهو يعني أمال إيه يعني؟ فرد عليهم محمود قال لهم يعني إيه يعني .. أيه يعني بيشرب سجاير يعني، ما لها السجاير يعني، الله هي مش أحسن من حاجات ثانية، أفضل من حاجات ثانية، وأنتم بتهاجموه ليه يعني، وبدأ الراجل يخش في حلقة معاهم للدفاع رغم إن دي أول مرة أشوفه يعني، وافترقنا في هذه اللحظة سافر محمود نور الدين بعديها إلى لندن..
سامي كليب: إذن كان ذلك عام 84..
حامد إبراهيم: 84، سافر محمود نور الدين إلى لندن وفي أول عودته من لندن..
سامي كليب: هنا أود فقط أيضاً أن أقاطعك اسمح لي..
حامد إبراهيم: آه تفضل..
سامي كليب: في لندن طبعاً محمود نور الدين بلا شك سنحاول التعريف به أكثر في خلال هذه الحلقة، ولكنه كان يعمل في السفارة المصرية، كان يعمل تقريباً مستشار أمني، وهو الذي نجح في لندن في المرة الأولى في إنقاذ السفارة من طرد ملغوم، وفي المرة الثانية من اكتشاف العديد من رجال الموساد -على ما يبدو- الذين أرسلتهم الولايات المتحدة الأميركية بجوازات سفر أميركية كانوا متجهين إلى إسرائيل، وكشف الأمر للسفارة المصرية..
حامد إبراهيم: دا طلب إن هو يقوم بعملية ضد الناس دي..
سامي كليب: ومُنع..
حامد إبراهيم: ومُنع منها..
سامي كليب: إذن بعد عودته من لندن إلى القاهرة..
حامد إبراهيم: بعد عودته من لندن إلى القاهرة جاني أخوه أحمد عصام في البيت نادى علي وقال لي محمود عايزك ضروري، فشفت محمود المرة دي غير المرة الأولانية..
سامي كليب: كيف؟
حامد إبراهيم: لقيت محمود اللي في أول مرة ما كانش فيه ذقن، ما كانش.. لقيته نازل من هناك مربِّي ذقنه، وفي حالة يعني شفت.. شفته قدامي يعني أيه شيخ صوفي يعني مش محمود نور الدين اللي هو.. اللي أنا عرفته فيما بعد يعني، فأنا -وأعوذ بالله من أنا- قمت اتوضيت وصليت ركعتين لله، كان الكلام دا الساعة 10، 11 بالليل، ما فيش وقت يعني.. لكن لما شفته بالشكل دا قمت صليت ركعتين لله، كنت ثاني مرة أشوفه، فقلت يا ربي إذا كان هذا الرجل صادق وناوي خير في معاملته لي فليتوضأ ويصلي، وأنا ساجد، وفرغت من الصلاة فلقيت محمود نور الدين كان في إيده ساعة قلعها أصبح بالرداء بس بالعباية اللي لابسها وقام توضأ وصلى ركعتين لله، ومن هنا بدأت علاقتي بمحمود نور الدين..
سامي كليب: يعني طبعاً المقابلة لا نريد أن تتحول إلى تحقيق قضائي، لكن سنعود بالتاريخ قليلاً فقط للتعريف أكثر بتلك التجربة، ولكن هل كان مثلاً يحدثك عن إسرائيل.. عن ضرورة مقاتلة الإسرائيليين، عن..
حامد إبراهيم: طبعاً ما أنا قلت لك اللي حصل في.. يعني أيه.. يعني على قتال.. قتال اليهود ده أو قتل الإسرائيليين اليهود ده يعني حرام أم حلال؟ فكان نستدل على بعض الآيات من القرآن (وَاقْتُلُوَهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوَهُمْ) وبعدين دا ربنا لعنهم وغضب عليهم يعني في الفاتحة اللي بيقراها المسلمين خمس مرات في اليوم أو أكثر في.. في اليوم بيقول (غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) والمغضوب عليهم هم اليهود، وبعدين ربنا قال في كتابه (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) الله فيعني وبعدين أيه؟ محمود نور الدين ما كانش بيقاتل السياح الإسرائيليين، دا كان بيقاتل الموساد الإسرائيلي أو المخابرات الإسرائيلية والأمن الإسرائيلي يعني ما كانش بيتطرق لأي حد سائح أو حاجة زي كده يعني..
سامي كليب: سنعود إلى العمليات التي تم تنفيذها، ولكن هل كان في الحديث مع محمود نور الدين مثلاً تجد أنه متأثراً أكثر بجمال عبد الناصر كشخص أم بالقرآن وبالدين وبالتجارب الدينية الأخرى؟
حامد إبراهيم: محمود نور الدين زي ما قلت لحضرتك سابقاً جواه صوفي كبير قوي فكان يحب عبد الناصر على أنه مناضل شريف، ومحمود نور الدين جاي من لندن لأن اللي كان هناك يعني جاي محسوب على آل البيت، محمود نور الدين كان في لندن شاف السيدة زينب -رضي الله عنها- يكاد عياناً بياناً كاد يجزم بهذا، وجِه مصر عشان يعمل تنظيم ثورة مصر عشان يقاوم الصهاينة، يقاوم التطبيع، يقاوم التغلغل الإسرائيلي داخل القاهرة.
سامي كليب: طبعاً كان هناك تياران في مصر في الواقع في منذ بداية مرحلة السِلْم وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، تيار يود مقاتلة الإسرائيليين والأميركيين فقط والغربيين بشكل عام، تيار آخر يريد أيضاً مقاتلة النظام المصري، ويعتبر أنه كان مسؤولاً أيضاً عن هذه الاتفاقية، هل محمود نور الدين كان يعتبر أن يجب مقاتلة أيضاً النظام المصري أم فقط الإسرائيليين والأميركيين؟
حامد إبراهيم: لأ، هو فقط الإسرائيليين والأميركيين، والأميركان، حيث حدثني كثير هو بخصوص كامب ديفيد لما كان في لندن كان عمل مجلة اسمها "23 يوليو"..
سامي كليب: واستمرت عاماً واحداً.
حامد إبراهيم: واستمرت عام واحد، وكان بيصرف على الصحفيين.. الصحفيين هناك والناس اللي شغالين هناك من جيبه لمدة سنة عشان ظروف الناس اللي هناك يعني.
سامي كليب: رغم أنه حين أصدرها اتهم بأنه حصل على أموال كثيرة وأنه..
حامد إبراهيم: لم يعني..
سامي كليب: من دولة أخرى..
حامد إبراهيم: حدثني في ذلك، وقال لي أنا وقال لي إن كان فيه ضغوط علي إن أنا أكتب يعني زي ما ناس عايزة بره مثلاً في بعض الأقطار العربية ولكن رفض هو الكلام دا..
سامي كليب: مثلاً ليبيا..
حامد إبراهيم: آه.. فرفض هو الكلام داهو وقفل الجريدة، وبعديها فكر بقى في الرجوع إلى مصر.
سامي كليب: طيب..
حامد إبراهيم: وحصلت مطاردات له هناك يعني حصل مطاردات له في لندن هناك، مرة حرقوا الفيلا بتاعته ونجا هو وأولاده بفضل الله، -سبحانه وتعالى- وكان راكب مرة عربية مرسيدس لسه كان جايبها لسه جديد وكان فيه مطاردة بينه وبينهم والعربية اتكسرت خالص ووصل البيت متأخر وكان دماغه دي فيها الإزاز بتاع (البرابريز) [زجاج السيارة] دا كان مالي دماغه من فوق، لكن الحمد لله ربنا ستر يعني.
سامي كليب: يعني طبعاً هنا تجدر الإشارة إلى أنه كان استقال من وظيفته في السفارة ليؤسس الصحيفة ويبدأ في الواقع على الأقل سرياً في التفكير بإنشاء تنظيم ثورة مصر، كنت تحدثني عما كان يقوله لك بالنسبة لاتفاقات السلام وكامب ديفيد وما إلى ذلك، ما الذي كان يقوله لك؟
حامد إبراهيم: هو سبب.. استقالته من..
سامي كليب: من السفارة..
حامد إبراهيم: من السفارة هناك اللي هي اتفاقية كامب ديفيد، فكان بيوصفها إن دي أكبر خيانة تمت في.. كان بيعتبر دي خيانة ودي حقيقة خيانة برضو أنا بأعتبرها خيانة برضو، لأنها لم تأتِ.. إسرائيل اللي حصلت عليه بمعاهدة كامب ديفيد بما لم تحلم به جولدا.. (جولدا مائير) يبقى لها سفارة داخل مصر، يبقى لها مخابرات داخل مصر، يبقى لها التغلغل اللي حصل ده عمر ما كانت إسرائيل تحلم به أبداً.
تأسيس تنظيم ثورة مصر وانضمام حامد إبراهيم إليه
سامي كليب: طيب بعد الأحاديث -إذن- عن كامب ديفيد كان يعتبرها خيانة كبيرة، بدأ محمود نور الدين بالتفكير بتنظيم.. إقامة تنظيم ثورة مصر، هل أخبرك بشيء من هذا القبيل في البداية، هل كنت تعرف أنه بصدد إقامة هذا التنظيم؟
حامد إبراهيم: في البداية لم يذكر لي، جات فيما بعد، لأن البداية كان.. كان التقاء روحي.. يعني أيه كان ييجي قبل الفجر كده أو الساعة اتنين ينده علي ننزل.. أنا وهو ننزل نروح طنطا نزور شيخ العرب السيد نصلي الفجر هناك ونرجع ويوصلني لحد المعسكر، يعني كنا في أيه.. في جو روحي قبل.. قبل ما يفاتحني في أي حاجة من الحاجات دي، بعد كده بدأ نتكلم في التنظيم
سامي كليب: في الواقع هو محمود نور الدين يعني حين أسس التنظيم حاول إقناع ناس حتى بسطاء جداً يعني أعتقد أن عامل كهرباء جاء إلى منزله مرةً وأقنعه وثم أصبح عضواً فيما سُمي في المحاكمة بالقوة الضاربة التي قامت بعدد من العمليات.
حامد إبراهيم: محمود نور الدين لو كان قابلك كان جندك، محمود نور الدين كان لما بيقابل أي حد كان ممكن يعني عنده القدرة، ربنا إدى له القدرة إن هو ممكن يجند أي حد، مش عايز أقول بقى يعني إن إحنا في.. وإحنا في المعتقل في طرة كنا بنقرأ الجرايد اللي هي ممنوعة كان بتيجي بواسطة مين مش عارف برضو عشان يعني أيه ما نحرجش حد يعني، فمحمود نور الدين كان الناس بتحبه، كان عنده قدرة إنه يجند أي حد، وبيجند أيه.. الناس مجندة طبيعي، يعني الشعب المصري مجند طبيعي، لما سئل محمود نور الدين في.. في أمن الدولة عن عدد أفراد تنظيم ثورة مصر قال لهم 60 مليون..
سامي كليب: عدد سكان مصر..
حامد إبراهيم: آه عدد سكان مصر في هذا الوقت.
سامي كليب: طبعاً شيخ حامد إبراهيم هو اعتمد عليك ليس فقط لتجربتك الصوفية والتقارب معه، ولكن أيضاً لتجربتك العسكرية لكونك قادماً من صفوف الجيش، متى فاتحك تحديداً.. متى فاتحك في موضوع تنظيم ثورة مصر، وكيف بدأت فعلاً بتدريب عناصر التنظيم؟
حامد إبراهيم: هو فاتحني في التنظيم قبل عملية المعرض..
سامي كليب: إذن قبل عملية معرض القاهرة الذي.. كانت معرض الصناعة الذي كانت ستشارك به إسرائيل للمرة الأولى.. حدث ذلك عام 86.
حامد إبراهيم: 86 تقريباً..
سامي كليب: وكان قبل ذلك حصلت بعض العمليات في الواقع ضد الدبلوماسيين الإسرائيليين من قِبَل تنظيم ثورة مصر..
حامد إبراهيم: أيوه نعم.
سامي كليب: إذن فاتحك بعد المعرض.
حامد إبراهيم: بعد المعرض آه..
سامي كليب: كيف.. كيف جرى ذلك؟
حامد إبراهيم: كنا قاعدين في الجلسة أنا وهو في البيت فكنا بنحكي برضو ونسيت أقول لحضرتك.. اللهم صلي على سيدنا محمد.
سامي كليب: شكراً، نعم.
حامد إبراهيم: محمود نور الدين بالمناسبة كان انضم للإخوان، محمود نور الدين في جلسة من الجلسات وإحنا مرة واحد صديقي عزمنا وروحنا الفيلا في المعادي فكانوا بيعرفوا على بعض، بيقول له أحمد أخوك في الله، سمير في الله، حسين في الله، فكان بيقولوا في الله.. في الله، فبأفكر ولما وصل عنده قال له محمود أخوك في الله، بيقول لي.. أنا كنت بأفكر أنهم فيلا، قلت دا لأ..
سامي كليب: تصورت توزيع فيلل..
حامد إبراهيم: آه توزيع فيلل، لا في الله..
سامي كليب: إذن كان في الإخوان المسلمين..
حامد إبراهيم: آه يعني تقريباً يعني جميع المناضلين يكادوا يكونوا صوفيين.
سامي كليب: متى طلب منك تدريب عناصر التنظيم ومتى فاتحك فعلاً بأن لديه تنظيماً بعد المعرض مباشرة عام 86 كيف حصل ذلك يعني هل..
حامد إبراهيم: هو بالنسبة لتدريب التنظيم كلهم كانوا متدربين، كان فيه رائد في الجيش وشاويش في الجيش، فالتنظيم كان مُدرب هي بس كانت بعض الاستشارات.. كانت بعض الاستشارات لما يجري في.. لتلاشي أيه بعض الأخطاء اللي ممكن تحصل، يعني رغم الناس متدربة كويس قوي إلا إنه ممكن يحصل أيه عشان واحد مثلاً ما يركبش الخزنة كويس الخزنة تقع منه تبوظ المسائل كلها يعني.
سامي كليب: عام 84 تعرفت عليه، عام 85 حصلت أول عملية ضد الإسرائيليين جُرِحَ فيها على ما أعتقد أحد الموظفين في السفارة الإسرائيلية، هل فكرت بلحظة معينة أن التنظيم الذي قام بهذه العملية...
حامد إبراهيم: هو كان حكى لي على الواقعة دي وقال لي إن هو يعني كان بينه وبين الدبلوماسي الإسرائيلي ده بيقول يعني لو كان أحمد علي طلع صباعه كده من العربية وحطه في عينه كان خرق عينه.. لكن مش عارف ما ضربوش ليه فنزل محمود نور الدين وراه وضربه.
سامي كليب: أحمد علي أحد أعضاء..
حامد إبراهيم: أحد أعضاء تنظيم ثورة مصر آه..
سامي كليب: ما هي العمليات التي كنت متواجداً في الواقع فيها قبيل القيام بها؟
حامد إبراهيم: محمود للأسف يعني ما اشتركتش في عمليات معاه، كنت أتمنى إنه أشترك في عمليات معاه إلا إن هو كان مُصر إنه يبعدني عن العمليات لأن كان أولاده كانوا موجودين بره ومراته كانت موجودة بره في السويد وكان يدخرني إن لو حصل حاجة -لا قدر الله- أبقى أنا اللي (...) مراته بما كان يفعله.. وبما يكنه من حب لزوجته ولأولاده فكان يبعدني عن العمليات، قال لي كفاية بس إن يعني أيه إن كنت تبقى تحكي لأولادي أو.. زي الوضع اللي إحنا قاعدين فيه.
سامي كليب: بماذا أوصاك لو أنه استشهد في إحدى العمليات، هل كان بين يديك وصية معينة لأولاده وعائلته مثلاً..
حامد إبراهيم: إن أنا أحكي.. أحكي لأولاده مدى حبه لهم لأنه قعدنا فترات كبيرة قوي يحكي عن مدى يعني علاقته بمراته وأولاده، ويعني حتى لما جه يتزوج الزوجة الثانية هنا قبل ما تيجي الست بتاعته من السويد قال لها.. قال لها إن أنا عندي ثلاث بنات وزوجتي موجودة في السويد، وأول ما ييجوا هنا تعتبري إن أنا ماليش غير بناتي ومراتي دُول يعني، خطير، يعني وواضح..
سامي كليب: ولكن في العودة إلى سؤالي لو سمحت..
حامد إبراهيم: في العودة أيوه..
سامي إبراهيم: هل.. هل كان يخبرك ببعض العمليات التي حصلت لاحقاً فيما بعد.. يعني بعد عام 86.
حامد إبراهيم: أيوه بعد عملية المعرض طبعاً بننزل نتحرك إحنا بننزل نمشي في وسط البلد يعني، فعقب عملية المعرض بعديها بيوم تقريباً نزلنا ومشينا وروحنا المعرض برضو وقال أهو هنا بقى نزل نظمي وضربوا الإسرائيليين داخل العربية، يعني كانت البنادق موجهة داخل العربية عشان عدم.. يعني استبعاد إصابة أي حد من الجمهور الموجود داخل.. خارج المعرض.
سامي كليب: لأنه في الواقع تبين على كل حال.. تبين فيما بعد في التحقيقات وفي شهادات محمود نور الدين داخل قفص الاتهام أنه كان يضع نصب عينيه أمراً محدداً بالنسبة للمصريين هو استبعاد أي مصري، وحتى كان يتجنب القيام بعمليات في حال كان السائق مثلاً..
حامد إبراهيم: بالضبط..
سامي كليب: أو الموظف مصرياً إلى جانب الإسرائيليين أو الأميركيين، حين كان يحدثك عن هذه العمليات، هل كان يحدث أناساً آخرين.. هل كان يثق بأناس آخرين غيرك، هل كان مثلاً الذين ينفذون العمليات معه يعلمون بها قبل حصولها أم وقت التنفيذ مباشرة؟
حامد إبراهيم: لأ هو اللي كانوا موجودين معاه ما كانش حد يعلم غير وقت التنفيذ بس، يعني حتى لما يدي لهم.. يعني لما يوريهم الطريق.. بيقول لهم هيبقى المكان هنا المكان هنا، لكن ما حدش يعرف إمتى العملية غير وهم ماشيين..
أهداف تنظيم ثورة مصر وكيفية عمله
سامي كليب: طب تنظيم ثورة مصر يعني استمر تقريباً بالعمليات ما يقارب الثلاث سنوات قبل الكشف عنه، كيف كان يخفي كل ذلك محمود نور الدين خصوصاً أن.. أنه لم يكن وحيداً في الواقع، كان لديه جهاز يعني عدد من الرفاق الذين ساعدوه وكانت له لاشك اتصالات، كيف نجح بإخفاء ذلك، كيف كان يعيش يومه مثلاً؟
حامد إبراهيم: محمود نور الدين كان بيعيش يوم يعني تستعجب يعني الناس تستعجب يعني إن دا بيفكر إمتى وبيراقب إمتى وبيعمل إمتى، محمود كان ممكن 24 ساعة يتنه سهران 24 ساعة يبقى بيراقب الهدف بتاعه لوحده وييجي ياخدني ونطلع على طنطا، نزور السيد أحمد البدوي ونصلي وننبسط ونرجع، ويرجع هو ينام يعني يمكن بعد صلاة الفجر ينام هو بقى، ويبدأ مشواره ثاني، فكان صعب على إن حد.. هو لولا الخيانة ولولا.. والخيانة جت منين..
سامي كليب: من شقيقه..
حامد إبراهيم: وحذرته.. هو كان يعلم يعني..
سامي كليب: كان يعلم أن شقيقه سيخونه يوماً..
حامد إبراهيم: آه دا قال.. قال لي إن أنا مش هتيجي لي الخيانة من بره..
سامي كليب: لكي فقط لا نستبق الأحداث بالنسبة للمشاهدين أيضا يعني استبقنا الأمر ووصلنا إلى مرحلة الخيانة والمحاكمة، فقط نشير إلى أن شقيق -إذن- محمود نور الدين هو الذي وشى عليه وقدم معلومات للسفارة الأميركية آنذاك وأدى ذلك إلى اعتقال معظم شبكة تنظيم ثورة مصر، هل اعتقلوا جميعاً فعلاً؟
حامد إبراهيم: اعتقلوا.. لأ مش كلهم طبعاً يعني، هو زي ما قلنا إن تنظيم ثورة مصر ما كانش هو العشرين واحد اللي موجودين يعني، تنظيم ثورة مصر موجود لحد النهار دا، يعني بالمناسبة أنا رزقت بحفيد فسميته نور الدين فمن ضمن تنظيم ثورة مصر برضو.
سامي كليب: ما هو الهدف الأساسي الذي كان يضعه نصب عينيه، هل كان فقط طرد الإسرائيليين ومهاجمة الأميركيين والإسرائيليين هنا، أم كان هناك هدفاً أسمى ربما بالنسبة له وللتنظيم..
حامد إبراهيم: لما كلمت محمود نور الدين في التنظيم في يوم من الأيام أشفقت عليه فقلت له طب يعني.. يعني ربنا مديك إمكانيات..
سامي كليب: لماذا أشفقت عليه؟
حامد إبراهيم: خوفاً عليه، يعني في لحظة ضعف.. وأنا بأقول في لحظة ضعف مني إني خفت على محمود نور الدين، فقلت له أنت ليه ما بتعملش مصنع وتشغل الناس قال لي لا لا، دي مش شغلتي، دي شغلة ناس تانية في البيزنس..
سامي كليب: رغم أنه اشتغل لفترة.. في لندن..
حامد إبراهيم: اشتغل فترة.. اشتغل فترة، دا الفترة اللي اشتغلها دي عشان يعمل ده، يعني -سبحان الله- الفترة اللي اشتغلها محمود نور الدين في البيزنس في لندن عشان ييجي يجيب سلاح وعشان ييجي يشوف ناس وعشان يبقى مسؤول عن ناس وعشان.. فشتّان بين بيزنس يستمر وبيزنس لغرض..
سامي كليب: إذن سألته ما الذي يريده تحديداً؟
حامد إبراهيم: فقال لي لا دا فيه.. يعني فيه أرواح ناس في أيدينا وليَّ ثلاث بنات، ما أتمناش في يوم من الأيام إن يحصل إن واحد كلب صهيوني يعتدي عليهم..
سامي كليب: قلت منذ قليل أنك حذرته أيضاً من شقيقه لماذا؟ كيف دارت الشكوك حول شقيقه تحديداً؟
حامد إبراهيم: وجدت شقيقه لما كان بييجي يشوفني قاعد معاه وأتكلم معاه وأقول له يا محمود ويقول لي يا شيخ حامد، ونقوم نصلي سوا أنا وهو وأؤمه في الصلاة فكان شقيقه بيشعر بغيرة قاتلة يقول له يعني أيه الشيخ حامد دا اللي أنت يعني ماشي وراه يعني، وبعدين سلوكياته بدأت تتغير لدرجة إنه مرة محمود حس بمدى قربه من الخيانة فضربه بالنار..
سامي كليب: الشيخ حامد إبراهيم بالنسبة لأي تنظيم في العالم عادة يحاول الحصول -أكان سياسياً أو عسكرياً- يحاول الحصول على دعم معين أو على ارتباط معين بدولة أو بحركة أخرى في العالم، هل حاول محمود نور الدين عبرك الاتصال بالطريقة النقشبندية أو ببعض تيارات الصوفية أو الإسلامية هنا للحصول على دعمها؟
حامد إبراهيم: لا لا، إطلاقاً، لأن محمود نور الدين كان جاي من لندن كان معاه فلوس كثيرة وكان عنده بره رصيد بره في البنوك بره بدأ يجيبها ويستعين بها هنا، وبدأ يعمل مشاريع عشان أيه.. بدأ يعمل مشاريع هنا عشان يستثمر فلوس للعمل دا يعني..
سامي كليب: من الاتهامات التي سيقت ضده فيما بعد أنه اشترى أيضاً بعض الذين نفذوا العمليات ودفع مبالغ معينة للذين حاربوا معه أو الذين نفذوا عمليات معه، هل فعلاً كان بعض أعضاء تنظيم ثورة مصر فقط من أجل هدف مادي شاركوا في العمليات؟
حامد إبراهيم: لا.. لا طبعاً، هو يعني لما.. لما يجيب واحد ويشغله سواق مش يبقى.. مش يبقى ملتزم به يعني، بس هذه مش أكثر من كده..
سامي كليب: لأ حكي أيضاً عن بعض العسكريين أيضاً..
حامد إبراهيم: لا..
سامي كليب: العقيد..
اعتقاله وتعذيبه في معتقل طرة
حامد إبراهيم: العقيد الأحمدي لأ.. العقيد الأحمدي أنا حضرت معاه كذا مرة ما مش ممكن، دا رجل صوفي وله واقعة معايا في السجن الحربي لما كنا موجودين في السجن الحربي، كنا بنلتقي في الفسحة سوا أو ييجي هو في الفسحة قدام الباب بتاعي في.. قبل ما بيطلع بيوم قال لي يا شيخ حامد أنا شوفت الشيخ بتاعي وأنا طالع بكره، وفعلاً ثاني يوم خرج الأحمدي في جلسة مشورة، كان بعديه العميد حسن رواج دا طبعاً يعني من البيت للمعتقل على طول كده فالراجل كان هيتجنن فكان بيقول الشيخ حامد أيه.. يا شيخ حامد قلت له نعم.. قعد يقرأ قرآن ويتوسل بكل آل البيت عشان يخلص من المشكلة دي، وقتيها 9/8.. ، 17/9/88، وصل طبعاً بييجوا الساعة اثنين ونصف بالليل.. بيبقوا ساعتين بالليل، فأنا فكرت طبعاً إن في الوقت دا، إن فيه ناس بتستدعيني أو ناس بتيجي لي عشان أطلع معاهم أصلي الفجر في سيدنا الحسين أو نسافر طنطا أنا ومحمود، ففكرت إن حد جاي من -الله- ففوجئت إن بأن فيه ناس لابسة أسود ورشاشات في إيديها فقلت اللهم صلي على النبي.. اللهم صلي على النبي لا حول ولا قوة إلا بالله، بالراحة والهداوة كده (...) ودخلوا فقلت لهم بعد إذنكم أنا بقى هأتوضأ بس عشان أيه أصلي ركعتين حمد وشكر لله على اللي أنا فيه دا يعني، فقال لي بس خلي حبة الباب موارب لو سمحت يعني خليه.. قلت له لأ أنا هأفتحه خالص مش، ودخلت توضأت وصليت ركعتين حمد وشكر لله على ما أنا فيه، وبدءوا هم يفتشوا في أرجاء البيت.. الشقة.. أتاريهم كانوا دخلوا من بيبان ثانية للشقة.. الشقة كان لها كذا باب فدخلوا من باب ثاني بقى جزء في الصالة وجزء في المطبخ يعني كأني يعني دا الإرهاب بعينه، وقعدوا يفتشوا حد.. كان عندي ابني في التعليم الابتدائي لسه صغير فكان بيفتش معاهم يعني بيقلب معاهم عشان يوريهم يعني بيدوروا عن أيه بيساعدهم في التفتيش يعني، وخلصوا قرب الفجر..
سامي كليب: بدون ممارسة أي عنف ضدك يعني..
حامد إبراهيم: لا في التفتيش دا ما فيش عنف، الإرهاب كان موجود دا يعني، يعني ربنا بيقول لك (لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا)، يعني ما تدخلش كده يعني، فدول يعني ما فيش عندهم الكلام دا يعني هو دا الإرهاب بعينه يعني، إرهاب المواطنين الآمنين، اللي كانوا بيقولوا عبد الناصر كان بيعمله، يعني كان بيوصم عهد عبد الناصر بالـ.. فطلعت معاهم بره فالراجل ضابط قلت له أنت موديني على فين، قال لي أنا موديك على المخابرات، قلت له أنا ضابط في الجيش أروح المخابرات الحربية ما أروحش الـ.. قال لي هأوديك المخابرات يا باشا، فبيقول لي اركب عربية لوري، قلت لأ ما أركبش لوري، يا أركب تاكسي يا أخذ عربية ملاكي وأروح بها على.. فقال طب تعال معانا يا سيدي في العربية الملاكي، ركبت العربية الملاكي معاهم ومشيت، وصلنا قدام الأمن المركزي في الدراسة، فقلت له دا إحنا مش رايحين بقى المخابرات بقى، فقال لي يا عم الشيخ دين المشايخ ودين شيخ الأزهر ودين وزير الدفاع، أيه شيخ مين ووزير مين انزل انزل يا ابن ويا ابن قلت بس دا كده أيه وصلت وضحت الرؤية كده يعني، فلهم واحد يشوف لي..
سامي كليب: طبعاً فكرت في هذه اللحظة أنك اعتقلت بسبب ارتباطك...
حامد إبراهيم: طبعاً.. لا بس مش بسبب التنظيم، دائماً بأقول من فضل ربنا، أنا افتكرت قبض علي بأن أنا بأتردد على الجامع بتاع الجهاد الإسلامي بعيد عن ثورة مصر، قلت في الجيش عارفين كانوا بيندهوا لي الشيخ حامد.. في الجيش الشيخ حامد، فيسألوني عن بعض الأمور في الدين بتاع، كنت أؤم الضباط في الصلاة في أوقات الصلاة، فقلت أكيد يعني يبقى فيه تقرير إن أنا مع الإسلاميين فكده خدوني يعني، فاقتادوني حيث لا أدري، طبعاً في الدراسة غموا عيني وركبت اللوري وطلعت فين أنا مش عارف، بأسأل الواد أمين الشرطة جنب مني بأقول له يا ابني اللوري دا رايح فين، قال لي أنت رايح في المكان اللي حد بيروح في ما بيرجعش يا عم الشيخ، قلت اللهم صلي على النبي الحمد لله، رضا، وصلت هناك في طرة وأنا نازل من العربية قابلني واحد باللبكاس وورايا بيصارعني شيء عجيب قبل ما كان.. ما فيش كلام بقى يعني، خد آه.. فيه أيه، جم رامييني في زنزانة يا دوبك تقف فيها كده، خمس دقايق طلعوني بره قالوا لي الباشا عايزك، جم مغمييني، لما دخلوني الزنزانة فكوا العصابة لما جم ربطوا العصابة الباشا عايزك، نروح للباشا، وأنا خارج من باب الزنزانة يقول لي أيه طاطي قلت طاطي.. امشي امشي، ارفع رجلك فوق، انزل تحت، تتخيل إن أنت ماشي في وسط سراديب وتوصل للباشا فيقول لي طور مصر قلت لهم يعني أيه طور مصر، ثورة مصر، قلت له يعني أيه ثورة مصر، لما قال لي ثورة مصر قلت بس.
سامي كليب: فهمت
حامد إبراهيم: قلت له يعني أيه ثورة مصر، قال لي محمود نور الدين، قلت له دا أخي في الله، قال لي أخوك في الله.. خذ، تنه هو وثلاثة أربعة يخبطوا فيَّ لحد ما قالوا شيلوه بقى يللا ودوه وجابوني ثاني بعديها بخمس دقايق جابوني ثاني، تعرف مين تاني في..، قلت لهم ما أعرفش غير محمود نور الدين بس، قالوا وأحمد علي، قلت لهم ما أعرفوش، قالوا كان بيصلي معاك الجمعة اللي فاتت في السبع عمارات أنت ومحمود نور الدين قلت لهم آه هو الأسمر الطويل دا، قالوا آه هو الأسمر الطويل، تعرف نظمي شاهين فقعد يجيب لي الأسماء لحد ما جاب لي اسم خالد تعرف خالد عبد الناصر، قلت لأ ما أعرفوش، قال لي خالد عبد الناصر، قلت له لأ ما أعرفوش وما شوفتوش..
سامي كليب: أنت فعلاً لم تكن قد رأيته في السابق..
حامد إبراهيم: متهيأ لي مش عايز.. السؤال دا ما فيش داعي إن أنا أجاوب عليه دلوقتي..
سامي كليب: يعني رأيته..
حامد إبراهيم: أيوه، واخد بال حضرتك، فقلت لأ ما شوفتوش، قال لي دا هو فوق قلت له طيب لو فوق هاته لو كنت شفته هناك أقول لك عليه، فقال لي طيب طيب مش عايز تتكلم يعني أنت كل حاجة تقول لا إله إلا الله.. لا إله إلا الله أيه حكايتك يعني، قلت له هو فيه أحسن من لا إله إلا الله، جم باعتني الزنزانة تاني، خمس دقايق واستدعوني، كنت بين الاستدعاء والاستدعاء أقعد أقرأ ياسين علشان أطلع أتعذب وأرجع تاني، لغاية ما الراجل أيه يعني أنا مستغمي فاستقبلوني قبل ما يسألوني .. جلسة تعذيب ظريفة عشان أتكلم، قالوا مش هتتكلم يا شيخ حامد..
سامي كليب: فيه تعذيب ظريف؟!
حامد إبراهيم: آه وسبحان الله وهأقول لك يا أخي والله -سبحان الله- ربنا لما قال (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا) هذا صحيح، أقسم بالله كان لا إله إلا الله كانت بتزلزلهم، أنا كنت بأحس بس كأني بأربطهم بالحيطة بس، فجه قال لي أنت مش عايز تتكلم ماشي هات الخوذة يا جدع، جاب الخوذة وحطها في دماغي كده وطبعاً أنا قاعد قالع.. بالسلب بس من غير فانلة من غير حاجة حافي القدمين، لبسني خوذة وقام جاب سلك فيها، وسلك في رجلي وبتاع عشان أيه يكهربني، مش هتتكلم يا شيخ حامد، قلت له ما أعرفش حاجة بأقول لك، قال لي دا أنت كاتم أسرار محمود نور الدين، مين كان بيخش عند محمود نور الدين، قلت له ناس كثيرة كانت بتخش على محمود نور الدين، قال لي أوصف لي، قلت له واحد أبيض وطويل وقصير، قالي لي أنت هتضحك علينا بقى طويل وقصير وتخين إيه يا شيخ حامد، دا الباشا جاي مخصوص عشانك، يعني هو يقول لنا الباشا جاي مخصوص عشانك، دا إحنا هنطلعك من القضية، ونعملك شاهد ملك، وتاخد معاش وبتاع، أحمد علي عملنا له كده، قلت حقيقة ما بأعرفش إلا اللي بأقول لك عليه دا، رد الباشا قال لهم سيبوه بقى، أنا هأجيب اللي عنده، هو عنده بنات قالوا آه يا باشا، قال هنجيب بناته بقى ونعلمهم هنا ونخليه يتكلم، قلت له أنا عندي يقين تام بأنك أنت لن تجرؤ تمس أي بنت من بناتي، قال طب شيلوه من قدامي، شيلوا ابن دين الكلب دا، شيلوه من قدامي شيلوه، رحت الزنزانة، ما فيش خمس دقايق واحد تاني جالي، قال لي يا شيخ حامد ما تتكلم أحسن يعني خليك حلو، زمايلك كلهم اتكلموا، أحمد علي اتكلم، ونظمي شاهين اتكلم، وكلهم اتكلموا، اشمعنى أنت يعني مش عايز تتكلم يعني، قل لنا محمود نور الدين كان مديك شنطة فيها 40 ألف دولار أنت عبيط أنت أهبل، هو حد هيقول لك حاجة، قلت له ماحصلش الكلام دا، قال لي الشنطة كانت معاك ونظمي شاهين قال الشنطة كانت معاك، وأحمد علي قال الشنطة كانت معاك، قلت له ما كانش معايا شنط، قال لي القنابل اليدوية فين يا شيخ حامد بقى اللي كنتم بتتدربوا عليها، القنابل اليدوية فين يا شيخ حامد، قلت له قنابل يدوية أنا أعرف برضو قنابل يدوية، ما شفتش .. فخدت هنا جلسة تعذيب لحد لما قلت لهم هأقول لكم حاجة بقى أنا قتلت جمال عبد الناصر والسادات وحسني مبارك وأختم، بس أخلص من اللي أنا فيه يعني أيه عايزين أيه بالضبط يعني، قنابل يدوية آه فيه قنابل يدوية، فين حتة يا شيخ حامد، قلت له كانت هناك على البوفية هناك أنا حاططها على البوفيه، أخلص بقى يعني ما خسرت، يعني ما فيش حد اتعذب تعذيب في التنظيم دا قدي، لأن أنا نويت إن أنا يعني قلت طالما هي المسألة إنك أنت هتقابل رب كريم، يبقى قابله وأنت نظيف ما فيش داعي تسيء لأي حد، كفى ما تلقيه، واعتمدت على الله وربنا..
سامي كليب: كنت.. كنت واثق أن الآخرين لم يتكلموا..
حامد إبراهيم: لا أنا ما أنا بأقول لك معرفتي كانت خالصة بمحمود نور الدين فقط، يعني حتى لما كنت بأشوفهم دول كنت بأقعد معاهم كده بس كده، ما ليش احتكاكات أو اتصالات بهم يعني غير حاجات بسيطة يعني، فكنت أرجع لزنزانتي أقعد أقرأ بعض القرآن اللي أنا حافظه وأصلي على حضرة النبي، وكنت أنا أحب بالمناسبة ولي من أولياء الله موجود في ليبيا اسمه سيدي عبد السلام الأسمر وأنا أتمنى أن أزور هذا الرجل الولي العظيم دا، فكان له بعض المقالات تقول لك إن إذا كنت يا مريدي مظلوم فاطلبني تجدني إن ما لاقتنيش ابقى اشتكيني عند الميزان، ابقى اشتكيني لربنا في الموقف العظيم، فأنا جيت في وقت متضايق فيه قوي قوي وعايز أخرج بره الزنزانة، عندي تُرمس خبطته في الباب كسرته، راديو خبطته في الباب كسرته، عايز أخرج بره، قلت له دا أنا هأحاسبك عند الميزان فعلاً، الباب اتفتح -زي ما بأكلمك كده- وخرجت من جوه لبره الزنزانة بأجري بره في الطرقة جه المأمور، فيه أيه؟ قلت له أنا عايز أشرب كباية شاي وأصلي ركعتين لله وأقعد في الهوا بره شوية، قال لي بس زمايلك يا شيخ حامد.. أقعد في الدرى كده ما فيش أي مشكلة باب الزنزانة شوية يعني أشم شوية هوا يعني، هأتخنق، قال طيب يا شيخ حامد هاتوا له شاي ويقعد، فالحياة كانت جوه الزنزانة صدقني كانت أفضل من بره الزنزانة.
سامي كليب: استمر التعذيب لفترة طويلة؟
حامد إبراهيم: ما يقرب من 45 يوم، لما اشتد التعذيب لي أخ بعت تلغراف لوزير الدفاع عبد الحليم أبو غزالة في هذا الوقت المشير عبد الحليم أبو غزالة فنقلوني من طرة للسجن الحربي.
سامي كليب: متى التقيت بمحمود نور الدين في السجن بعد الدخول إليه؟
حامد إبراهيم: التقيت بمحمود نور الدين عقب عودتي من طرة كانت خلصت التحقيقات.. فترة التحقيقات خلصت لما جت أنا في يناير 88 بعد.. خرجوني معاش بقى من القوات المسلحة، ودوني فين بقيت مدني فيودوني على طرة تاني فقلت هأروح طرة تاني قال: مافيهوش تعذيب ولا حاجة دلوقتي، قابلت مأمور السجن قال لي أنا هأوريك حبيبك، سبحان الله، قلت يللا دا يا دوبك الواحد يقعد مع محمود نور الدين في السجن 25 سنة ما يحسش بيه أقسم بالله أنا كنت حزين وأنا طالع وسايب محمود نور الدين. قعدت مع محمود نور الدين واحتفلوا بيّ بقى إن أنا رجعت لهناك وطبعاً برضو أصل الحقد عند البشر ما بينتهيش يا أخي، يا سبحان الله، يعني الواحد لما يشوف اتنين بيحبوا بعض ينبسط إنه فيه ناس بتحب بعضيها يعني، دا كل الرسالات السماوية يعني أيه يعني أشادت بالحب وحرضت على الحب، فبقت الناس أيه، الأمور.. بقت بعض الأحيان يعني بقيت بعض الأحيان أقابل محمود نور الدين في زيارة أو في زنزانته فده كان بيضايق بعض الناس وفي مرة محمود نور الدين خوفاً علينا وإحنا في طرة لما لقى المعاملة سيئة لنا إحنا وإحنا في طرة فقال إحنا هنضرب عن الطعام.
سامي كليب: هو معاملته كيف كانت؟
حامد إبراهيم: كانت زيِّنا بس يعني طبعاً مع الفرق يعني، يعني هو كان عنده مرتبة بينام، إحنا ما عندناش مرتبة بننام كده يعني، حاجات بسيطة يعني ما تفرقش يعني، فقال إحنا نعمل إضراب عشان يحسنوا المعاملة وإحنا بنقول.. قال.. فقلت الله أكبر حيَّ على الجهاد، بعيد عنك أنا قلت حيَّ على الجهاد ولقيت الأمن المركزي بيطرقع بره في الصالة بره في الطرقة بره هب هب شديد هب أيه.. قال لك أيه: مضربين عن الطعام.. مضربين عن الطعام طيب شيل البطاطين بره، شيل المراتب بره، شيل مش عارف أيه شيل.. الله أيه الحكاية؟ قال: مش مضربين عن الطعام خلاص على الأرض بقى.
سامي كليب: كانت جلسات المحاكمة جلسات شهيرة تناقلتها الصحف الكثيرة في الواقع وقرأت آنذاك بعض ما نقلته خصوصاً الصحف التي توصف بالصحف القومية في مصر اعترافات لك بأن أعضاء التنظيم كانوا يشربون الحشيشة وكانوا يوزعون المخدرات وما إلى ذلك، ما هي صحة ما نقلته تلك الصحف آنذاك؟
حامد إبراهيم: زي ما قلت لحضرتك أنا قلت لهم أنا قتلت عبد الناصر والسادات وحسني مبارك عشان أخلص من.. ما هو كل ما يقول لك حاجة.. عايزينك تقول حاجة ما هو أنت ما قلتش حاجة.. قلت أقول لكم اللي أنتم عايزينه يعني. محمود مش كان بيشرب حشيش؟ بيشرب حشيش، قلت لهم شوفوا اللي أنتم عايزينه وأنا أقوله يعني، أنتم عايزين أيه يعني، لكن حقيقة الأمر طبعاً محمود نور الدين كنا أنا وهو يا في سيدنا الحسين يا هو بيعمل مهمة معينة بيؤديها هو، وكده.
سامي كليب: سوف نرى في الصور أنك طبعاً كما شاهدنا في بداية الحلقة سوف نرى صورتك مع صورة خالد عبد الناصر ولكن أيضاً صورتك وأنت تؤذن في الواقع سوف نشاهدها سوا داخل قاعة المحاكمة.
حامد إبراهيم: دي هي.. في مجلة تقريباً.
سامي كليب: هي إذن الصورة في إحدى المجلات المصرية وأنت تؤدي في الواقع.. تؤذن داخل قاعة المحاكمة، ما الذي حصل؟ هل يمكن أن تخبرنا بهذه الواقعة؟
حامد إبراهيم: كان النيابة بنتكلم عمالة يعني أيه.. تقول دي عصابة وكانوا بيعملوا كذا وبيشربوا حشيش فوجب أذان الظهر فكان معايا جمال شوقي فقال لي خلصنا يا شيخ حامد قلت له الظهر وجب يعني قال لي وجب الظهر يا شيخ حامد، قلت: الله أكبر أؤذن الأذان وبدأت المحكمة لما أذنت سكتت المحكمة.
سامي كليب: حتى القاضي والـ..
حامد إبراهيم: آه، كله سكت وبدأنا نقيم الصلاة وأقمنا الصلاة صليت أنا جماعة بالناس اللي في القفص معايا ومحمود نور الدين صلى لوحده مع الجماعة.. الناس اللي معاه وكل واحد صلى.. وناس بره كان معانا حسين الشافعي صلى برضو بره، فكانت لمحة جميلة ودي كانت عادية طبيعة بالنسبة لي يعني أنا بالنسبة لي لو كان فيه عمل في إيدي وقال وقت الظهر كنت أقوم أؤذن.
سامي كليب: في خلال المحاكمة هل شعرت أن المحاكمة كانت فعلاً عادلة على الأقل.. على الأقل من الجانب القضائي من قِبَل القضاة؟
حامد إبراهيم: بالنسبة للمحاكمة كان موجود معانا -الله يرحمه- الدكتور عصمت سيف الدولة فكنت في الراحة أطلع أقف معاه أقول له: أيه رأيك يا دكتور؟ يقول لي: يا شيخ حامد القضية دي قضية سياسية وأنا بأشفق على أي قاضي بيحكم في هذه القضية وإحنا مهمتنا إن إحنا ما حدش ياخد إعدام في القضية، بعد كده يبقى في أي وقت يمكن يحصل إفراج عن الناس الموجودين، ففعلاً ما حدش خد إعدام بس ما حصلش إفراج عن الناس الموجودين، ربنا أفرج عن محمود نور الدين، محمود نور الدين مرض وهو في السجن..
سامي كليب: أفرج عنه بالموت..
موت محمود نور الدين في السجن وملابسات وفاته
حامد إبراهيم: أفرج عنه آه، أفرج عنه وهو مش موت دا هو حياة.. انتقال الحياة، يا أخي الناس نيام وإذا ماتوا انتبهوا.
سامي كليب: محمود نور الدين توفي في السجن وكانت في الواقع الصيغة الرسمية التي خرجت.. التقرير الرسمي يقول أنه أصيب بجرثومة في الدماغ وارتفعت حرارته فجأة وتوفي، هل كان على أيامك مريضاً فعلاً؟
حامد إبراهيم: محمود نور الدين أنا كنت معاه قبل ما يتوفى بما يقرب 3 شهور.. كنت معاه في طرة كان بصحة جيدة والجمرة الخبيثة ما كانتش وصلت لسه عندنا فيعني ما كانش فيه جمرة خبيثة، ما كانش فيه أي أعراض عنده، كان بيشتكي بس بحاجة في الفقرات العنقية بس.
سامي كليب: كان الأطباء يصلون إليه حين يريد؟ هل كان يعالج بشكل..؟
حامد إبراهيم: كان بيتعالج في مستشفى السجن في بعض الأحيان وطلب إنه يتعالج بره لكن ما حدش رضي إنه يوافق إنه يتعالج بره، ومقتل محمود نور الدين أو استشهاد محمود نور الدين في سجن طرة ستكشف عنه الأيام فيما بعد إذا كان اغتيل محمود نور الدين في سجن طرة أو مات موتة طبيعية، وأنا على يقين إن ربنا -سبحانه وتعالى- سيكشف ما حدث لمحمود نور الدين في سجن طرة، محمود نور الدين كان قوي وكان صلباً وصعب إنه ينتحر لما بدأ في لحظة.. في مدة بسيطة يظهر محمود نور الدين شاحب محمود نور الدين مش متمالك... حتى في آخر مرة زارته أخته قال لهم امشوا، ما كانش حد.. ما كانش يحب حد يشوفه وهو تعبان، كان موجود في سجن طرة...
سامي كليب: حتى شهادات الذين..
حامد إبراهيم: صحفيين كانوا موجودين في السجن قابلوه هناك..
سامي كليب: نعم، ولكن شهادات الذين رأوه في الأيام الأخيرة قالوا إنه في الواقع أراد الانعزال بنفسه ولم يشأ أن يحدث أحداً..
حامد إبراهيم: ليه يا أخي؟ ما هو ليه يعني ليه؟ يعني واحد بصفة محمود نور الدين بشخصية محمود نور الدين ليه يعمل كده؟ محمود نور الدين اجتماعي ما هوش منطوي فأيه اللي يخليه...
سامي كليب: ربما السجن..
حامد إبراهيم: ما هو قعد في السجن عشر سنين ما عملش ده، إشمعنى في هذا التوقيت بالذات؟ فيه أحداث حصلت، فيه ناس تعلمها ولكن.. ربما يسعفنا القدر وإحنا أحياء نعلم ما حدث لمحمود نور الدين داخل السجن بتاع طرة.
سامي كليب: طبعاً أنت بعد المحاكمة لم يدم سجنك طويلاً انتهت كل الفترة في خلال عام واحد، متى علمت بوفاة محمود نور الدين؟
حامد إبراهيم: علمت في يوم الوفاة بتاعه، علمت كما علم البعض الآخر..
سامي كليب: عبر وسائل الإعلام.
حامد إبراهيم: آه، سبحان الله.. يا سبحان الله، محمود نور الدين ما ماتش، محمود نور الدين انتقل من دار إلى دار وأنا رأيته بعدما مات بيوم أو يومين..
سامي كليب: في المنام؟
حامد إبراهيم: لا.. يقظة، أقسم بالله يقظة، كان معي صحفي محترم اسمه حمدين صباحي.
سامي كليب: الذي هو اليوم نائب في التنظيم الناصري.. أمين عام التنظيم الناصري بالأحرى في مصر.
حامد إبراهيم: ربنا عشان رحمة بينا عقب وفاة محمود نور الدين كانت فيه الليلة الكبيرة بتاعة السيدة نفيسة وأنا من محبي آل البيت ومرتاد، فكان فيه الشيخ ياسين التهامي رجل صوفي.. صوفي فقلت لحمدين دا فيه النهارده الشيخ ياسين، فقال لي أيوه، شفت رجل صورة طبق الأصل من محمود نور الدين ما يختلفش عنه حاجة، فقلت جايز أنا مش شايف، فقام جه حمدين فقلت له يا حمدين، محمود نور الدين أهوه، سبحان الله.
سامي كليب: هل.. هل أحببت أحداً في حياتك كما أحببت محمود نور الدين؟
حامد إبراهيم: إذا قلت آه فأكون كاذب، أنا أحببت محمود نور الدين أكثر من حبي لأولادي.
سامي كليب: هل بسبب هذا الحب الكبير يشكك الشيخ حامد إبراهيم بكيفية وفاة محمود نور الدين في السجن أم أن التاريخ سيؤكد شكوكه؟ سؤال لا شك مرصود للتاريخ تماماً ككل أسئلة السلام مع إسرائيل.




المصدر: الجزيرة

__________________



اخر موضوعاتى
قريباً تقرير وتجربة اداء دايهاتسو تريوس * تويوتا راش

رد مع اقتباس