عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 18-01-2012, 02:22 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,002
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: مخطط تصفيه الثوره ,,

عمر طاهر


أؤمن تماما أن الأهم من استعادة الغطاء النقدى للبلد هو استعادة الغطاء النفسى لها، بعد أن أسهم قادة البلد بنسبة ليست هينة فى تحويل البلد إلى كيان ثقيل الدم.
البلد المستوحى أصلا من عروض الـ«استاند أب كوميدى» أصبح محفوفا بأجواء «المساخة».
ثقل الدم الذى نعيشه للقادة النصيب الأكبر فيه، فقد كان المجلس أول من زرع فكرة الانقسام بملحقاتها من تحفز وعصبية وردح أحيانا بأن اخترع الاستفتاء، بلد كان كتلة واحدة مرحة ترفع الإفيهات فى الميادين انكسرت شوكة تكتله مع الاستفتاء.. ويا ريته كان بنتيجة.
وظل المجلس يقدم كل فترة اختراعا يزيدنا انقساما، الانتخابات والدستور، الوثيقة، المجلس الاستشارى، المادة الثانية تصريحاته غير الموضوعية عن ضحاياه فى أكثر من موقعة، تقسيم المواطنين إلى شرفاء ومموَّلين، تحرير وروكسى ثم تحرير وعباسية، لم يبذل يوما مجهودا فى لم الشمل «وهو كان قادرا على ذلك بجميع الأدوات التى يمتلكها والتى أسهمت هى نفسها فى الفرقة»، فتفرق أصدقاء وجيران وزملاء فى العمل وصار الحديث اليومى ينطوى على تحفز ما، نقطة من الامتعاض ظلت تكبر فتحولت إلى كراهية فى موضع وإلى تخوين فى مواضع أخرى.
ثقل الدم المستتر الذى أسهم فى ميلاده ونشأته قادة البلاد، كان ينمو برائحة الموتى والضحكة المجروحة للمصابين وعلامات النصر التى يرفعها فى وجه عدسة الكاميرا أناس لم يعودوا قادرين على رؤية الكاميرا نفسها، بفجيعة أمهات الشهداء وهن يرين القتلة مطلوقى السراح، بقدرتهم على تحويل أوضح ما فى الثورة «الشهداء والجرحى» فى عيون الكثيرين إلى متسولين وقطاع طرق.. بدلا من الاحتفاء بهم واعتبارهم رجال هذا البلد بعد زمن كان رجالة البلد هم لاعبى المنتخب فقط، بدلا من ذلك يشكك المسؤولون فى الشهداء ويفتشون عن شهادات حالتهم الجنائية والفيش الذى يثبت أن منهم عاطلين وأرباب سوابق.
زرعتو فى البلد ثقل دم مستتر لدرجة أنكم غيرتو طبيعة بعض ناسنا الطيبين وجعلتوهم يتحدون فطرتهم التى يضرب بها العالم المثل فى الآدمية، وجعلتوهم يرددون كلاما يسىء إليهم قبل أن يسىء لأى شخص آخر، مثل الكلام عن العباية أم كباسين، وهوّ إيه اللى ودّا الشهدا هناك، وهوّ مين كان قالهم يستشهدوا علشاننا، وهوّ كان حد اشتكى لهم، كل هذه الكلمات التى سيذكرها التاريخ كاستثناء خرافى فى التاريخ النفسى للمصريين وسيبحثها كدليل على أن الأمور ساءت فى مصر لدرجة غيرت الطبيعة.
عن طريق التضليل الإعلامى الذى يضخم ما يريد وينفى صحة ما يكره ويزرع فى الوجدان ما يخدم أهدافه فقط، علمتم الناس أن يكذبوا أعينهم، بل إنكم وصلتو بهم لمرحلة من الارتباك تجعلهم يرددون أن البنى آدم يتعوض بس الكتب اللى اتحرقت فى المجمع ماتتعوضش.
حتى محاولاتكم لتجميل الصورة مغرقة فى ثقل الدم، بداية من صارى العلم الذى نصبتوه فى قلب الجزيرة، وهى محاولة تذكرنى بمحاولات فريد الأطرش للتقبيل فى أفلامه، حتى فكرة إلقاء الكوبونات من الطائرات فى 25 يناير القادم فكرة لا تليق أبدا بما فى حدث الثورة من وقار وحماس، ولكن تليق بقائد ينظر لشعبه الذى وضعه فى هذه المكانة التى لم يكن يحلم بها.. نظرة دونية مهينة، بدلا من حث الناس على أن يرفعوا رؤوسهم بفخر يحثونهم على تنكيسها بحثا عن الهدايا المجانية، «بالمناسبة صديقى محمد عثمان بيسلم عليكم وبيقول لكم عايز كوبون تبقى هديته دبدوب صغير على شكل المهندس خالد عبد الله، كل ما يدوس على بطنه يسقف ويقول يا واد يا مؤمن».
طبعا أنا لا أقول إن الشعب سكر ولكنه كان قد بدأ يتغير مع أحداث الثورة، وكان فى طريقه لأن يأخذ خطوة أفضل لتحسين نفسه وكان مؤهلا لاستقبال أى توجيه يساعده على الارتقاء، ولكن أولى الأمر لم يستغلوا هذه الفرصة وأسهموا بارتباكهم فى أن يضيع هذا الاستعداد فحدثت بعده الانتكاسة.
أنتم أناس تحبون الوطن على طريقتكم ولا نخوِّن أحدا، ولكن طريقتكم فى المحبة صالحة جدا داخل المعسكرات المغلقة وعلى الحدود وفى أرض المعركة، هناك تتجلى مهاراتكم المؤكدة بنصوص دينية وحكايات تاريخية، لكن هنا حيث نعيش نحن المدنيين فى قلب بعض أشعلت طريقتكم فى أجوائنا ثقل الدم، نحن الذين كنا نرى فى مشوار المترو مناسبة للكوميديا مع خلفية من أصوات ضحك الجمهور كما هو الحال فى حلقات السيت كوم، أصبح مشوار المترو حاليا مناسبة للتجافى واتقاء شر فتح موضوعات قد تقود إلى مشاجرة، أقل خسائرها أن تنزل فى محطة مش بتاعتك.
أسهمتم فى زرع ثقل الدم فى أجواء البلد لدرجة بددت دفء أرواح قاطنيه.. وهذه ليست مبالغة، أمّال حضرتك فاكر البرد الأسطورى الذى نعيشه هذه الأيام سببه إيه؟
__________________

رد مع اقتباس