على جمعة تدرس هيئة كبار العلماء، فى سرية تامة، ملفات المرشحين لتولى منصب «المفتى»، خلفاً للدكتور على جمعة الذى تنتهى مدته فى 3 مارس المقبل، ومن المتوقع أن يصل عدد المرشحين إلى أكثر من 24 مرشحاً من الكليات الدعوية بجامعة الأزهر، خاصة الشريعة والقانون، حسب مصادر أزهرية، أكدت أنه سيتم استبعاد أى مرشح لا تنطبق عليه الشروط، فضلاً عن استبعاد المرشحين ذوى الانتماءات السياسية. وأوضحت المصادر أنه يشترط أن يكون المرشح لمنصب المفتى أزهرياً، تدرج فى مختلف مراحل التعليم الأزهرى حتى حصوله على الدكتوراه، وألا يكون منتمياً لتيار بعينه أو حزب سياسى ما، كما يشترط أن يجيد لغة واحدة على الأقل من اللغات الأجنبية، مشيرة إلى أنه بعد التصفية ستُدعى هيئة كبار العلماء إلى الانعقاد لانتخاب 3 من بين المرشحين، وعرضهم على رئيس الجمهورية للتصديق على واحد منهم. وقال الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، إن مهمة المفتى فى الماضى كانت مراجعة أحكام القضاء الشرعى، لكى لا تخرج عن المذهب «الحنفى»، وبالتالى كانت وظيفته هى اختيار الأرجح من الآراء وفق «الحنفية»، لافتاً إلى أن أكثر الدول الإسلامية تخلو من هذا المنصب، على اعتبار أن الفتوى حق لكل مسلم، وللعالم أن يبيّن آراء العلماء، ثم على المسلم أن يختار ما يناسبه من تلك الآراء، بمعنى عدم فرض رأى معين على الناس. وشدد «الهلالى» على أنه لا يصح أن يُستغل منصب المفتى فى الافتئات على الناس، خاصة أن مصر مليئة بالعلماء والفقهاء، فهناك أكثر من 600 عالم حاصلين على الدكتوراه فى الفقه، وبالتالى ليس الأمر حكراً على المفتى وحده لبيان الرأى الفقهى. ودعا «الهلالى» إلى أن تتحول «الإفتاء» إلى دار للفقهاء المصريين، لبيان الآراء الفقهية المختلفة، بحيث يتحول الفقيه من ولى أو وصى على الناس إلى مبيّن أو ناصح لهم، لمنع تسلط «السلفيين» وغيرهم على الناس.
منقول