الموتور نيوز :-
مرة أخرى.. NHTSA تثبت زيف ادعاء امرأة ضد تويوتا
19 مارس/الجمعة 2010 (GMT)
فيما قررت تويوتا التريث إلى حين صدور تقرير نهائي عن الشرطة، أعلنت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرقات السريعة NHTSA في الولايات المتحدة بأن تحقيقاتها تشير إلى احتمال كبير في أن تكون سائقة لسيارة تويوتا بريوس صدمت حائط في نيويورك قد ضغطت على دواسة البنزين بدلا من الفرامل وذلك وفقا لقراءات النظام الإلكتروني للسيارة.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من الكشف عن زيف ادعاء جيمس سايكس حول القضية التي شغلت وسائل الإعلام الأمريكية فيما عرف بـ«الـ بريوس الهاربة» حيث قد تبين أنه افتعل الحادث بسبب الضيقة المالية الشديدة التي يتعرض لها (التفاصيل).
وكانت السيدة التي تقود سيارة الدفع الهجين من تويوتا قد ادعت بأنها سيارتها تسارعت على نحو مفاجئ بينما كانت تعود إلى الخلف فعبرت شارع نشط الحركة واصطدمت بحائط.
ولكن NHTSA وبعد استرجاع كافة المعلومات الإلكترونية من السيارة وهي بريوس 2005 وجدت بأن المرأة لم تضغط على دواسة الفرامل بالأصل، بل على العكس تماما، أشارت القراءات الإلكترونية بأنها فتحت الخانق (البنزين) بأكمله في حادث وقع في 9 مارس في بلدة هاريسون الواقعة بمقاطعة ويست شيستر في نيويورك.
ومن جهته أعلن قسم الشرطة المعني بأنه سيطلق تقريره الكامل حول الحادثة بعد الإطلاع على قراءات NHTSA. وأنه لن يعلق على الأمر حتى ينتهي من تقريره.
وكانت تويوتا قد استدعت قرابة 8 ملايين سيارة حول العالم بعد ادعاءات رئيسية في السوق الأمريكية حول شكوى بعض العملاء من تسارع غير مقصود. وقامت تويوتا في معظم الحالات باستبدال غطاء على السجاد يمكن أن يحبس دواسة البنزين في موقعها في حال عدم تثبيت الغطاء على مشدات خاصة لمنع حركته، كما وقامت في سيارات أخرى بتقوية أساس دواسة البنزين لضمان عدم التصاقها.
وفيما كشفت معظم تحقيقات NHTSA السابقة عدم وجود مشاكل في سيارات تويوتا، إلا أنها تعمل الآن تحت المجهر الحكومي والشعبي بعد أن اتهمتها بعض الأطراف بالتقصير، ولكن التحقيقات الأخيرة والتي أجرتها بحضور ممثلين عن النواب في الكونغرس بدأت تؤكد نفس الحقيقة أن لا مشكلة حقيقة في سيارات تويوتا. بل وبدأ بعض من أعضاء الكونغرس بسحب تعليقات سلبية نحو تويوتا بعد أن تأكد لهم بأن تحقيقات NHTSA سليمة ولا تقصير فيها.
وبينما قال الناطق بإسم تويوتا بأن شركته لن تعلق إلى أن تقوم الشرطة بإصدار تقريرها النهائي حول الحادث، قال أنتوني ماراشيني رئيس الشرطة بأن إدارته ستعمل على تقييم المعلومات التي استخرجتها NHTSA وأن تقريرها سيكون جاهزا قريبا.
وقال ماراشيني «من المبكر إعطاء تقرير نهائي حول التحقيقات» مؤكدا بأن القراءات التي استخرجتها NHTSA هي للقطات متعددة وليس لمقطع متواصل.
ولكن على الرغم من ذلك سيكون تقرير NHTSA هو الحكم لأنها جهة فيدرالية تفوق صلاحياتها صلاحيات أجهزة الشرطة المحلية، وهي أيضا المعنية بالتحقيقات الفنية ولديها الفريق المجهز لقراءات البيانات على نحو صحيح بعكس جهاز الشرطة.
واستخرجت NHTSA البيانات الإلكترونية التي تم تسجيلها لعدة ثواني قبل وبعد الحادث. وقد ادعت المرأة البالغة من العمر 56 عاما بأن سيارتها تسارعت دونما قصد منها. ولم يتم الكشف عن إسم المرأة التي تعمل كربة منزل وتعرضت لإصابة بالركبة وفق التقرير الذي جرى تسليمه إلى NHTSA لفتح تحقيق في الحادث.
وقالت الشرطة لدى وقوع الحادث بأن غطاء السجاد ليس سببا، وقد حظي الحادث بتغطية إعلامية واسعة في حينه خاصة وأنه جاء بعد يوم واحد من قصة جيمس سايكس المفبركة في سان دييغو بولاية كاليفورنيا.
وقد كشفت NHTSA زيف ادعاءات سايكس، ولكنها عاملته بلطف لحين اكتمال باقي التحقيقات ومن ضمنها حول فبركته الحادث لرغبته في الحصول على سيارة بديلة بدلا من الـ بريوس التي كانت لديه ضمن عقد تأجير طويل الأمد ستنتهي مدته خلال شهور قصيرة ويتوجب عليه حينها إعادة السيارة وبذلك لن تكون لديه أي وسيلة تنقل أخرى بعد مصادرة كل أملاكه ومن ضمنها سيارات كان يملكها ضمن تسوية في محكمة الإفلاس.
وقد وجدت NHTSA بأن سايكس لم يستخدم الفرامل بقوة كما ادعى، بل على العكس كان يستخدمها بلطف شديد، فيما أكدت الاختبارات التي أجرتها المؤسسة الفيدرالية مع تويوتا بأن نظام مشابهة للفرملة المهيمنة كان يعمل على نحو جيد، وقالت تويوتا بأن كل رواية سايكس لا تتطابق مع المعايير الهندسية لسيارتها وأنها ترغب بالتحدث إليه مرة أخرى للتأكد من سيناريو الأحداث الذي تحدث عنه.
وقد علقت سان دييغو بأنها لا تتهم سايكس بالكذب، وهو نفس الرد المؤدب من تويوتا وNHTSA، وهذا إجراء معتاد في الولايات المتحدة لحين انتهاء كل التحقيقات على الرغم من تأكيد القراءات الفنية أن قصته مفبركة.
وبالكشف عن احتمال أن تكون المرأة قد ارتكبت خطأ بالضغط على دواسة البنزين بدلا من الفرامل، وثبوت ذلك فنيا، تستعيد تويوتا المزيد من الثقة وتؤكد بأن سياراتها لا تحمل مخاطر كما صور البعض.
ولماذا هناك احتمال كبير أن تكون المرأة قد كذبت وكذلك عملاء آخرون حول مسببات أي حادث في الولايات المتحدة؟ ولا نخص هنا عملاء سيارات تويوتا فقط.
هنا لا بد أن نلفت إلى أن أي حادث أو مخالفة جسيمة لا تتوقف مشاكلها عند دفع الغرامة فقط في الولايات المتحدة، بل ترتفع أجور التأمين الشهرية مباشرة بعد الحادث أو المخالفة وقد يستمر الأمر لعدة سنوات، ذلك لأن لكل سائق سجل حول المخاطر التي يحملها، وتقوم شركات التأمين بتحديد القسط الشهري وفق ذلك السجل.
وتعمل شركات التأمين في الولايات المتحدة ومعظم الدول الصناعية والغربية وفق مبدأ «الثواب والعقاب»، فإذا استمر السائق بسجل نظيف وخال من المخالفات والحوادث، تنخفض أجور التأمين تدريجيا، وإذا ارتكب مخالفات وحوادث فإنه يتعرض لارتفاع باهظ في قسط تأمينه «الشهري»، وهو ارتفاع يستمر معه لفترة طويلة وتعادل قيمته عشرات الأضعاف لسعر الغرامة.
وفي الكويت على سبيل المثال ليس هناك تفريق بين السائق الملتزم والسائق المتهور، أجورهم واحدة وسنوية ومنخفضة للغاية، وهي لا تكاد تعادل قسط تأمين لشهر واحد فقط لسائق ملتزم في الولايات المتحدة أو كندا أو أوروبا. ولذلك لن يشعر السائق بقسوة المخالفة حتى لو كان سعرها مرتفعا، إلا إذا شملت حكم بسحب مؤقت لرخصة قيادته.
وبناء عليه، فإن السائق في تلك الدول يلجأ كثيرا إلى الادعاء على الصانع إذا كان يرغب بالمحافظة على سجله نظيفا، وعدم تكبد دفع أجور كبيرة لعدة سنوات.
وفي أحيان كثيرة يلجأ السائقون إلى تسويات خارج إطار القانون لحوادث السيارات البسيطة لتجنب تكبد أجور تأمين باهظة، وقد يدفعون بضعة آلاف من الدولارات على أن تدخل أخطاءهم إلى سجلات قيادتهم. وقد يبدو هذا الأمر خياليا في منطقتنا ولكن تلك هي الحقيقة.
إبراهيم عبدالله