[koashraf]

عندما يكون لتر المياه اغلى من لتر البنزينfficeffice" />

عندما قال هيرودوت مصر هبة النيل..كانت الحضارة المصريه تقوم على الزراعه على ضفاف النيل وكانت مصر سلة عذاء العالم ..وكانت الدول والامبراطوريات القائمه فى ذلك التاريخ تستورد غذائها وحبوبها من بلد الخير مصر ولكن ماذا تغير الان ..لقد دخلت مصر حزام الفقر المائى والذى يقدر بان نصيب المواطن من المياه اقل من الف متر مكعب فى العام سواء للشرب او الزراعه فنصيب مصر من مياه نهر النيل يقدر ب55 مليار متر مكعب فى العام ومع تزايد تعداد السكان لم يزيد هذا النصيب منذ عهد جمــال عبد الناصر والذى تم فى عهده توقيع اخر اتفاقيه لمياه النيل بين مصر ودول المنبع والتى تحدد الكميات التى تحصل عليها دول المصب من حصص المياه..وذلك اثناء بناء السد العالى..
ومشكله المياه فى مصر ليست بسبب ان مصر لم تنجح فى زيادة حصتها من مياه النيل فقط بعد فشل وتوقف مشروع قناة جونجلى بمرحلتيه والتى كانت ستزيد من حصة المياه الوارده الى مصر بأكثر من 4 مليار متر مكعب..ولكن بسبب سوء ادارة الموارد المائيه واهدارها فلازال الفلاح المصرى يعتمد على الرى بالغمر للاراضى الزراعيه..واعتاد المصريون على استخدام مياه الشرب فى غسيل السيارات ورش الشوارع ورى الحدائق ويعتبر هذا جريمه فى كثير من البلاد سواء المتقدمه او العربيه..والواحات المصريه تزخر بعيون المياه الطبيعيه والتى تهدر مياهها ..أو على الاقل لاتستخدم الاستخدام الامثل ..واذا استمر الوضع على هذا الحال سوف يأتى اليوم الذى سيكون فيه لتر المياه الصالح للشرب اغلى من لتر الوقود كما هو الحال الان فى بعض المدن المصريه كمرسى مطروح التى تعتمد فى الشرب على المياه المعدنيه المعبأه.وفى موسم الصيف تشهد ازمه حاده فى مياه الشرب بسبب زيادة اعداد المصطافين ..
لذا وجب على ابناء الشعب المصرى ان ينتبهوا الى هذا الخطر القادم الوشيك ..فالحروب القادمه بين الدول ستكون على مصادر المياه العذبه وماتفعله اسرائيل فى نهب المياه من الدول العربيه المحيطه بها ابلغ دليل على ذلك وحروب المياه الوشيكه ستكون اكثر ضراوه فالمياه مصدر الحياه على كوكب الارض وبدونها لاتقوم الحضاره....
وصدق نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال مامعناه لاتسرف فى استخدام المياه ولوكنت على نهر جار..