رد: التحايل "الاخوانى"!!
مرسى يهدد السيسي بشباب الإخوان والسيسي يرد: من يتصدى للجيش سنسحقه(2)
فى هذا الوقت وصلت معلومات إلى اللواء رأفت شحاتة بأن جماعة الإخوان تُعد لمهاجمة جهاز المخابرات العامة، أبلغ القائد العام للقوات المسلحة، فقال له السيسى: اطمئن لو حاولوا مهاجمة الجهاز أو أى من مؤسسات الدولة فسوف نواجههم بكل حسم وقوة.
فى اليوم التالى الأول من يوليو، كانت الصورة تبدو أكثر وضوحاً، عقدت القيادة العامة للقوات المسلحة اجتماعاً لتدارس الموقف بعد مظاهرات الثلاثين من يونيو، كان رجال الجيش فخورين بما حدث، لكنهم فى نفس الوقت كانوا قلقين من أن يلجأ الرئيس إلى الاستمرار فى عناده فيدفع البلاد إلى حرب أهلية طاحنة.
كان قرار الجيش هو عدم السماح بأى محاولة لإثارة الفتنة بين أبناء الوطن الواحد حيث وجهوا فى هذا اليوم تحذيراً شديد اللهجة للإخوان من أن الجيش هو الذى سيتصدى لأى محاولة إخوانية أو غير ذلك للاعتداء على المتظاهرين السلميين.
كان مرسى قد انتقل إلى دار الحرس الجمهورى ومعه مستشاروه وأسرته، وفى هذا اليوم الأول من يوليو أعلنت رئاسة الجمهورية عن تأجيل المؤتمر الصحفى الذى كان مقرراً عقده مساء ذات اليوم إلى الغد فى موعد يعلن عنه لاحقاً بزعم استمرار الرئاسة فى مشاوراتها مع الجهات التنفيذية والمساعدين والمستشارين بشأن تطورات المشهد الداخلى.
وكان الرئيس قد عقد فى هذا اليوم اجتماعاً لبحث التعامل مع المستجدات الراهنة، كما التقى على مدار اليوم عدداً من الوزراء ليؤكد بذلك أنه لا يزال ممسكاً بالسلطة.
لقد تجاوزت الجماهير جميع المطالب السابقة وركزت مطلبها الوحيد فقط فى رحيل الرئيس فوراً ودون انتظار والدعوة إلى تسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا.
قبلها بأيام قليلة كان قد جمعنى لقاء مطول مع المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى فى منزله استمر لعدة ساعات وكان السؤال المطروح بيننا: ماذا عن دور الجيش فى المرحلة الانتقالية حال انتصار الثورة؟ وكان الاتفاق هو أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا مهام الرئيس المؤقت وتعاونه حكومة وطنية انتقالية تسعى إلى تنفيذ خارطة طريق متفق عليها.
فى هذا الوقت اتصل بى المخرج والناشط السياسى خالد يوسف عضو جبهة الإنقاذ وقال لى إنه مكلف من البرادعى وحمدين صباحى للحوار معى حول تشكيل وفد للحوار مع الجيش حول خارطة الطريق.
وقد طرح علىّ فى هذا الوقت اختيار كل من د.محمد البرادعى (الأمين العام لجبهة الإنقاذ) واللواء أحمد رجائى (رئيس جبهة الضباط المتقاعدين) ومحمود بدر (من قيادة شباب «تمرد»)، إلا أننى طلبت منه إضافة اسم المستشارة تهانى الجبالى إلى جانب هذه المجموعة باعتبارها كانت نائبة لرئيس المحكمة الدستورية ومناضلة وطنية وممثلة للمرأة.
أجرى خالد يوسف اتصالاً بحمدين صباحى، فتمت الموافقة على مشاركتها فى الوفد المفاوض، غير أننى فوجئت بعد ذلك بصدور بيان عن جبهة الإنقاذ يفوض د.محمد البرادعى فقط فى التفاوض مع الجيش حول طبيعة المرحلة الانتقالية وجدول أعمالها.
كانت صحيفة «الجارديان» البريطانية قد نشرت فى هذا اليوم حواراً مع الرئيس محمد مرسى تميز بالاستفزاز الشديد للمشاعر الوطنية وللتظاهرات الجماهيرية.
لقد كرر مرسى فى هذا الحديث ما سبق أن ردده الرئيس السابق حسنى مبارك عندما قال: «إما أنا أو الفوضى»، وأعلن مرسى رفضه إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وقال: «إن استقالتى ستقوض شرعية من سيأتون بعدى وسيؤدى هذا لفوضى لا تنتهى، وإذا تنحيت سيطيحون بخليفتى بعد أسبوع أو شهر».
وأكد مرسى فى حديثه أنه لا مجال لأى كلام ضد الشرعية الدستورية» وقال: «يمكن أن تكون هناك مظاهرات لكن الفيصل هو الشرعية الدستورية».
وحول الموقف من تحذيرات الجيش قال: «لم يتم إبلاغى مسبقاً بتحذير السيسى، لكن أنا واثق جداً أن الجيش لن يتدخل، وهو مشغول بشئونه».
وقال مرسى «أنا نادم على استخدام سلطاتى بشكل منفرد لتمرير الدستور، لكن ليس لى علاقة بالمواد التى تعطى الدين دوراً أكبر فى التشريع».
■ ■ ■
بدأ اللواء رأفت شحاتة رئيس المخابرات العامة المصرية فى إجراء اتصالات بالعديد من البلدان، أجرى اتصالات بمسئولين كبار فى السعودية والإمارات والكويت والبحرين، كانت رسالته واضحة حيث أبلغهم بتطورات الأوضاع فى مصر، بعدها أجرى اتصالات بقادة أجهزة الاستخبارات فى روسيا وإسبانيا وبريطانيا وأمريكا وإيطاليا لتهيئة الرأى العام بأن الجيش المصرى لن يقف صامتاً أمام تدهور الأوضاع الأمنية فى البلاد، وأنه إذا ما اتخذ الجيش قراره وقرر النزول إلى الشارع فالهدف هو حماية المتظاهرين من الطرفين والوقوف ضد كل من يحاول إشهار السلاح ونشر العنف والفوضى فى البلاد بناء على طلب الشعب، فالشعب هو مصدر السلطات.
كان رئيس المخابرات الأمريكية قد أجرى اتصالاً باللواء رأفت شحاتة يوم أول يوليو أبلغه فيه أن الرئيس أوباما يتابع المشهد فى مصر بدقة شديدة، وأنه يرى أن المظاهرات سلمية حتى الآن وإن كان يشعر بقلق من احتمالية العنف.
وقال له: «إن أوباما اتصل بالرئيس محمد مرسى وحثَّه على تقديم تنازلات ترضى جموع المتظاهرين، إلا أن الرئيس مرسى لا يزال يرفض ذلك ويحمِّل المعارضة مسئولية تردى الأوضاع فى البلاد».
وقال رئيس الاستخبارات الأمريكية «إن الرئيس أوباما سيظل يكرر الرسالة للرئيس مرسى لإنهاء الأزمة الناشبة فى مصر».
وطلب منه فى هذا الوقت إبلاغ قيادة الجيش بأن القوات المسلحة يجب ألا تتدخل فى المشهد السياسى لأنه ليس من مصلحة مصر عودة الجيش إلى الحكم؛ لأن ذلك سيؤدى إلى ردود فعل عنيفة من قِبَل أنصار الرئيس.
وقال له: «أرجوك أن تبلغ الفريق السيسى نقلاً عن الرئيس أوباما أن أى عمل عسكرى لإزاحة الرئيس ستكون له نتائج سلبية».
وساعتها قال له اللواء شحاتة: «إن أى إجراءات أو مبادرات سيقدمها الرئيس فى هذا الوقت لن تُقبل من الشعب، خاصة أن الطلب الوحيد للشعب المصرى يتمثل فى ضرورة رحيل الرئيس، كما أننى أؤكد لك أنه لن يكون هناك انقلاب ولن يكون هناك إجبار للرئيس على ترك منصبه، خاصة إذا استجاب فى اللحظة الأخيرة لمطالب الشعب المصرى وأنقذ البلاد من مخاطر فتنة كبرى قد تؤدى إلى إراقة دماء كثيرة فى الشارع المصرى».
وفى هذا اليوم اتصل بى الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، الذى أقاله محمد مرسى مع المشير وعدد من القيادات العسكرية فى أغسطس من عام 2012 وقال لى: «إنه قدم استقالته من منصبه كمستشار عسكرى للرئيس مرسى» وهو المنصب الذى كان شكلياً، فلم يكن له مكتب هو أو المشير، ولم يُفعَّل دورهما على أى نحوٍ كان.
وفى هذا اليوم تزايدت حشـود الإسلاميين فى رابعة العدوية والسويس، وقاد حازم أبوإسماعيل أعداداً كبيرة بدأت اعتصاماً مفتوحاً بميدان النهضة أمام مبنى جامعة القاهرة، ومن هناك راح أبوإسماعيل يحرض ويهدد ويتوعد ويطلق الهتافات ضد السيسى.
■ ■ ■
أثار إحراق مقر مكتب الإرشاد بالمقطم فى هذا اليوم ردود فعل غاضبة لدى جماعة الإخوان وحلفائها، وهدد القيادى الإخوانى محمد البلتاجى من اعتصام رابعة العدوية بإشعال حرب أهلية فى البلاد، وقال «إن أى انقلاب عسكرى لن يمر إلا على رقابنا».
وفى هذا الوقت أجرى رئيس أركان الجيش الأمريكى اتصالاً بالفريق صدقى صبحى رئيس أركان القوات المسلحة المصرية حذر فيه من خطورة قيام الجيش بانقلاب عسكرى على ما سُمّى بالسلطة «الشرعية» للرئيس، وقال: «إن الإدارة الأمريكية تبذل جهودها لإيجاد حل سياسى للأزمة».
وكان رد الفريق صدقى صبحى مشابهاً لرد الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى مواجهة وزير الدفاع الأمريكى «هيجل» واختصر الرد فى عبارة واحدة: «لن نسمح بالتدخل فى الشئون الداخلية المصرية، والقوات المسلحة تحمى الوطن وتنحاز إلى الشعب».
كانت الأزمة فى مصر تشهد المزيد من التصعيد فى هذا الوقت، وكانت الاستقالات التى تتوالى من كبار المسئولين تُحدث ارتباكاً شديداً لدى الرئيس وجماعته، إلا أن مرسى كان مصراً على عناده ويرفض حتى الاستجابة لنصائح أصدقائه من الأمريكيين والغربيين.
وقد أصدر 91 دبلوماسياً يعملون بوزارة الخارجية المصرية فى هذا اليوم بياناً شديد اللهجة طالبوا فيه الرئيس مرسى بالرحيل عن السلطة حقناً للدماء وإنقاذاً لمصر.
وطالب كل من حزب النور والدعوة السلفية الرئيس مرسى بالرحيل إنقاذاً للبلاد، بينما أعلن مصدر عسكرى مسئول أن الشرعية الآن للشعب وأن الجيش قرر الدفع بقوات إضافية بعد تهديدات الإسلاميين.
كان مؤيدو مرسى قد أخذوا فى الزحف إلى العديد من المواقع والميادين والمنشآت، وقد بدأوا فى حصار ديوان عام محافظة الجيزة، ثم راحوا ينطلقون إلى العديد من المنشآت الأخرى، حيث هددوا بوقف العمل فى جميع المؤسسات.
وفى رابعة العدوية راح المعتصمون يرددون بكل ثقة ما قاله القيادى الإخوانى د.جمال عبدالهادى من أنه رأى سيدنا جبريل يصلى فى مسجد رابعة العدوية ليشد من أزر المعتصمين!!
فى هذا الوقت تجاهلت الصفحة الرسمية للبيت الأبيض الاتصال الذى أجراه الرئيس أوباما بالرئيس محمد مرسى من تنزانيا فى هذا الوقت، إلا أن وكالة «رويترز» نسبت إلى أوباما أنه أبلغ الرئيس مرسى بأن الأزمة الحالية فى مصر لا يمكن حلها إلا من خلال عملية سياسية، وأنه شجع مرسى فى الاتصال الهاتفى على اتخاذ خطوات لإظهار تجاوبه مع قلق المتظاهرين.
أما الرئاسة المصرية فقد أكدت على صفحة المتحدث الرسمى للرئاسة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» أن مرسى أكد لأوباما أن مصر ماضية قدماً فى التحول الديمقراطى السلمى المبنى على الدستور والقانون، وقال «إن الإدارة الأمريكية تتعامل مع القيادة المصرية المنتخبة من الشعب المصرى وتدعم التحول الديمقراطى».
وفى هذا اليوم توقع المرشح الرئاسى السابق الفريق أحمد شفيق انتهاء حكم الإخوان خلال ساعات وقال: «إننى سأترشح لانتخابات الرئاسة مجدداً».
كان المجلس العسكرى قد ناقش فى هذا اليوم سبل التحرك لمواجهة تداعيات الأحداث فى البلاد، وكان لدى الجميع قناعة بأنه لم يعد هناك من خيار بديل.
وفى عصر الأول من يوليو أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بياناً أمهلت فيه 48 ساعة لإنهاء الأزمة فى البلاد.
لقد احتوى البيان على عدة نقاط مهمة، أبرزها:
- أن القوات المسلحة كطرف رئيسى فى معادلة المستقبل وانطلاقاً من مسئوليتها الوطنية والتاريخية فى حماية أمن وسلامة هذا الوطن تؤكد الآتى:
١- أنها لن تكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم ولا ترضى أن تخرج عن دورها المرسوم لها فى الفكر الديمقراطى الأصيل النابع من إرادة الشعب.
٢- أن الأمن القومى للدولة تعرض لخطر شديد من جراء التطورات التى تشهدها البلاد، وهو يلقى علينا بمسئوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من أجل درء هذه المخاطر.
٣- أن القوات المسلحة استشعرت مبكراً خطورة الظرف الراهن وما تحمله طياته من مطالب للشعب المصرى العظيم، ولذلك فقد سبق أن حددت مهلة أسبوعاً لجميع القوى السياسية بالبلاد للتوافق والخروج من الأزمة، إلا أن هذا الأسبوع مضى دون ظهور أى بادرة أو فعل، وهو ما أدى إلى خروج الشعب بتصميم وإصرار وبكامل حريته على هذا النحو الباهر الذى أثار الإعجاب والتقدير والاهتمام على المستوى الداخلى والإقليمى والدولى.
٤- أن ضياع مزيد من الوقت لن يحقق إلا مزيداً من الانقسام والتصارع الذى حذرنا وما زلنا نحذر منه، خاصة أن هذا الشعب الكريم قد عانى ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه، وهو ما يلقى بعبء أخلاقى ونفسى على القوات المسلحة التى تجد لزاماً أن يتوقف الجميع عن أى شىء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبى الذى برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفانى من أجله.
٥- أن القوات المسلحة تعيد وتكرر الدعوة لتلبية مطالب الشعب وتمهل الجميع 48 ساعة كفرصة أخيرة لتحمل أعباء الظرف التاريخى الذى يمر به الوطن الذى لن يتسامح أو يغفر لأى قوى تقصر فى تحمل مسئولياتها.
٦- تهيب القوات المسلحة بالجميع أنه إذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المهلة المحددة فسوف يكون لزاماً عليها استناداً لمسئوليتها الوطنية والتاريخية واحتراماً لمطالب الشعب المصرى العظيم أن تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الأطياف والاتجاهات الوطنية المخلصة بمن فيهم الشباب الذى كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة، ودون إقصاء أو استبعاد لأحد.
كان البيان قوياً، أعطى للمتظاهرين ثقة جديدة فى أن الجيش لن يصمت، ولن يقف متفرجاً، رحبت جميع الأوساط الشعبية بهذا البيان، وتخوف المصريون من أن يلجأ الرئيس إلى إصدار قرار غير مدروس بإقالة الفريق أول عبدالفتاح السيسى من منصبه، لأن ذلك سيقود البلاد إلى تطورات خطيرة.
__________________
من مواضيع kj1 التاريخ الأسود لجماعة الأرهاب الأسود ليه لا وليس نعم مصر الجميلة الغائبة الأن
|