عرض مشاركة واحدة
  #1957  
قديم 24-10-2009, 11:59 PM
الصورة الرمزية mostafa2000
mostafa2000 mostafa2000 غير متواجد حالياً
التخصص العملى: مهندس استشاري وصاحب مكتب هندسي
هواياتي: القراءة وتنس الطاولة والسيارات
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الموقع: المقطم
المشاركات: 436
mostafa2000 has a reputation beyond reputemostafa2000 has a reputation beyond reputemostafa2000 has a reputation beyond reputemostafa2000 has a reputation beyond reputemostafa2000 has a reputation beyond reputemostafa2000 has a reputation beyond reputemostafa2000 has a reputation beyond reputemostafa2000 has a reputation beyond reputemostafa2000 has a reputation beyond reputemostafa2000 has a reputation beyond reputemostafa2000 has a reputation beyond repute
ضحكلي الدقون

- تتباهى الحكومة المصرية بأن بطولة كأس العالم للشباب التي استضافتها مصر مؤخراً شهدت تحطيم اثنين من الأرقام القياسية وهما أكبر عدد من الأهداف (167) وأكبر حضور جماهيري للمباريات (مليون و 295 ألفاً و 568) متفرج.
والرقم الأول - بالطبع - لا دخل للمنظمين فيه، فالفرق المشاركة هي التي أحرزت هذا العدد من الأهداف خلال المباريات.
أما الرقم الثاني - وهو الحضور الجماهيري - فهو محور حديثي معكم اليوم.
شاهد العالم كله مدرجات الاستادات التي استضافت المباريات وهي تمتليء فعلاً بالجماهير، لكن السؤال المهم: من هم هؤلاء الذين ملأوا جنبات الاستادات؟
لسوء حظ اللجنة المنظمة للبطولة، فإن الجميع في مصر يعرف أن هؤلاء الجماهير هم رجال القوات المسلحة الذين جيء بهم من ثكناتهم وأُلبسوا بدلات رياضية (ترنجات) ملونة وأُجلسوا في المدرجات ليقوموا بتمثيل دور الجماهير التي كان من المفترض أن تحضر ولكنها غابت.
مدرجات كاملة امتلأت بهؤلاء الجنود بالآلاف وقد أُجلسوا في ترتيب عشوائي لألوان الملابس حتى يظهروا وكأنهم مشجعيين عاديين.
لكن حظ اللجنة المنظمة ازداد سوءاً حينما كشف المراسلون الأجانب هذه التمثيلية وانتقدوا مصر ونقلوا للعالم استيائهم من هذا الغش وهذا الخداع.
ونقلت وسائل الإعلام في العالم أجمع خبر انتقاد الصحفيين الأجانب لتواجد رجال الجيش المصري في مباريات مونديال الشباب.
وهاجم الصحفيون الأجانب جاك ورنر رئيس اللجنة المنظمة للبطولة من جانب الفيفا في مؤتمر صحفي الاسبوع الماضي لمراجعة أحداث كأس العالم بعد أن أعلن الأخير أن مصر في طريقها لكسر الرقم القياسي في حضور الجماهير لمباريات مونديال الشباب.
وعلق أحد الصحفيين الأجانب على هذا الأمر قائلاً "كيف تفتخر بجنود يدخلون المباريات مجاناً، والناس لا يقبلون على البطولة".
لكن الضيف - المحرج - قال إنهم - أي رجال الجيش - مثل باقي الجماهير وأن ما يهم الفيفا هو امتلاء المدرجات بغض النظر عن هوية الحاضرين، وأضاف: ومع ذلك فأنا حضرت بنفسي بعض المباريات في الإسكندرية ووجدت ان عدد الجماهير أكبر بكثير من الجنود الذين لا يتخطون في أي حال من الأحوال 4000 جندي".
ورد أحد الصحفيين المصريين على موقف الصحفيين الأجانب قائلا "أندية الجيش يمثلها فريقان في الدوري المصري وهؤلاء الجنود هم جماهيرهم وبالتالي فمن حقهم أن يتابعوا المنتخب في المباريات مثلهم مثل كل جماهير الأندية الأخرى".
أما هاني أبوريدة رئيس اللجنة المصرية المنظمة للبطولة فدافع عن موقف اللجنة في الاستعانة برجال الجيش لشغل المدرجات، وقال "وجود رجال الجيش هو تكريم لهم بصفتهم مدافعون عن أمن مصر وحمايتها، بالإضافة إلى أن تواجد هؤلاء يعد نجاحاً وذكاء من اللجنة المنظمة حتى لا تظهر المدرجات خاوية".
هل انتبهت لقول ابوريدة، "تواجد هؤلاء يعد نجاحا وذكاء من اللجنة المنظمة حتى لا تظهر المدرجات خاوية"، أي ذكاء في هذا؟! .. أي نجاح في هذا؟!.
اللجنة المنظمة بدلاً من أن تتعب نفسها وتبحث عن حلول حقيقية للمشكلة وتفكر في كيفية جذب الجمهور من مصر وخارجها للملاعب استسهلت، ونظرت تحت أرجلها ولجأت إلى الحل الافضل من وجهة نظرها الضيقة، تليفون لسيادة المشير وزير الدفاع "والنبي ابعتلنا كام ألف عسكري على ستاد كذا عشان المدرجات فاضية وشكلنا هايبقى وحش"، يا سلام مفيش أسهل من كده.
هذه العقلية التي تدير الأمور هي نفسها العقلية التي تضع أواني الأزهار في طريق موكب أي مسئول كبير أو أي رئيس أجنبي وبعد مروره يتم رفعها لتعود الشوارع إلى قذارتها وفوضاها مرة أخرى، ومش مهم الناس تعيش في نظافة أو نظام .. أهم حاجة الباشا الكبير شاف الشارع رايق ونظيف ويولع الناس بقى بعد كده.
نفس العقلية التي "تشحن" الموظفين في اتوبيسات الوزارات ليمثلوا دور الناخبيبن في أي استفتاء أو انتخابات يريد الحزب الوطني أن يخدع الناس ويوهمهم أن اللجان شهدت اقبالاً من الناخبين وأن دعوات المعارضة لمقاطعة الانتخابات فشلت، أهم حاجة أن ديكور الانتخابات الشكلية اكتمل ومحدش يقدر يقول ما عملناش انتخابات حرة نزيهة شهدت اقبالاً من الناخبين، وتولع الديمقراطية على المعارضة.
نفس العقلية التي تستأجر 200 أو 300 شخص مقابل 100 جنيه للواحد مقابل أن يحتشدوا أمام النيابة أو المحكمة ويحملوا لافتات التأييد ويهتفوا بحب وعشق هذا أو ذاك فيظهر وكأن الناس "بتموت في دباديبه" مع ان "محدش طايقه".
نفس العقلية التي تعلم المدرسة قبلها بأسبوع أن الوزير "جاي" يتفقد الاستعدادات لمواجهة انفلونزا الخنازير فتستعد المدرسة و"تبقى بتبرق" وتأتي كاميرات القنوات الفضائية لتصور المدارس النظيفة والتلاميذ "المستحميين" ويولع العيال اللي في المدارس التانية اللي على بعد عشرات الأمتار من هذه المدرسة "يستفرد بيهم فيروس انفلونزا الخنازير وسط القمامة والاهمال والفوضى، أهم حاجة الوزير طلع في التليفزيون بابتسامته الشهيرة ليقول تصريحه المعتاد "الوضع تحت السيطرة".
هل تتذكرون رجال البحرية المصرية وهم يشجعون منتخب مصر عام 1990 في مدرجات استاد باليرمو في إيطاليا عند مشاركتنا في كأس العالم، حقيقة كان مشهداً مشرفاً و"يفرح" .. رجال بملابسهم العسكرية البيضاء الجميلة يملأهم الحماس وهم يشجعون منتخب بلادهم ويحملون علم مصر.
الفرق بين الحالتين أنهم عام 90 أعلنوا هويتهم وانتمائهم دون زيف أو كذب أما اليوم فالأمر مختلف.
الخلاصة أن هؤلاء المسئولين لا يصدقون أنفسهم، ويعلمون جيداً أننا لا نصدقهم، لكن الأوضاع لن تتغير طالما سمحنا لهم بأن يتمادوا في هذا .. الخداع الاهبل
__________________

رد مع اقتباس