[silverlite]

- وائل غنيم

مين فاكر أيام غزو العراق وما بعده، لما كان شباب الإخوان في الجامعة بيجيبوا صور مبارك وهو يبتسم مع بوش ويتهموه بالعمالة والخيانة وعداوة الإسلام والاتفاق مع أعداء العرب والمسلمين؟ .. موقف كان يُحركه حماس الشباب اللي مقتنع بقضيته ويرفض التنازلات المتعلقة بالدماء ..

ولكن تمر السنوات ويحدث العكس تماما .. شباب الإخوان يتناقلون بفخر مختلف الصور التذكارية للدكتور مرسي وهو يبتسم و...يضحك ويسلم ويجلس مع عظيم الروس: من كان لقبه سابقا في أدبيات الجماعة: "المجرم الطاغية بوتين" (راجع تصريح المرشد مهدي عاكف في موقع إخوان أونلاين في 2004 عن بوتين) بسبب ما ارتكبه بوتين من مجازر في حق مسلمي الشيشان (ملاحظة: أدرجت روسيا جماعة الإخوان في منتصف العقد السابق ضمن قوائم الإرهاب بسبب دعم الإخوان للقضية الشيشانية ودعوتهم لمقاطعة روسيا وحصارها) .. كما أن بوتين حاليا من أكبر داعمي نظام بشار الأسد بالمال والسلاح والدعم في مجلس الأمن (ملحوظة: الرئيس ذكر أنه لن يجلس أبدا على مائدة مع دولة تدعم نظام بشار حتى تغير موقفها) .. ثم تفاجأ بأن شباب الإخوان بكل فخر يسطرون أسعد العبارات ابتهاجا بنجاح الرئيس في صناعة علاقة استراتيجية مع عظيم الروس وأن الخير قادم من جبال سيبيريا ..

المشكلة في رأيي أن الإخوان يعانون بما يسمّى Identity Crises .. وهي عدم القدرة على اتساق الأفعال مع المبادئ بعد النزول لأرض الواقع .. ويتحول هذا الأمر إلى Denial وهو الإنكار وفي حالتنا هذه التبرير ..

والسؤال المختصر المفيد: ما الفارق من وجهة نظر شباب الإخوان بين بوش أمريكا وبوتين روسيا؟