عرض مشاركة واحدة
  #4804  
قديم 13-02-2013, 05:43 PM
الصورة الرمزية silverlite
silverlite silverlite غير متواجد حالياً
من انا؟: بحاول اعيشها صح !
التخصص العملى: اداره اعمال
هواياتي: القراءه -المتاجره- السينما الجيده وخاصه التاريخيه-الافلام التسجيليه - السيارات
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
الموقع: القــــــــــــاهره
المشاركات: 13,001
silverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond reputesilverlite has a reputation beyond repute
افتراضي رد: التحايل "الاخوانى"!!

من كان منكم بلا حمادة !


نواره نجم

غضب الناس من حمادة صابر لأنه أنكر ما شاهده العالم، ولم يغضب أحد من نفسه لأنه ذهب إلى عمله فى اليوم التالى ومارس حياته بشكل طبيعى، بعد أن شاهد قوات الأمن التى ينفق عليها من ضرائبه تسحل وتعرى حمادة.
المشهد المروع الذى شاهده الملايين، لهو أقل إيلاما مما استتبع الحادثة من تعليقات مشايخ خاضوا فى عرض الضحية وسيرته، وتبريرات من قبل لجان الإخوان الإلكترونية لوزارة الداخلية، ومن تلفيقات لاتهامات له بالتخريب، وبأنه عضو من «بلاك بلوك»، وبأنه ضبط وبحوزته 18 زجاجة مولوتوف، وبأنه خلع ملابسه بنفسه عامدا متعمدا ليتمكن من الهرب.
طيب، من فعل كل ذلك هم الذين يطلقون على أنفسهم لقب «الإسلاميين»، وهم الفصيل الذى اجتاز صندوق الانتخابات عبر متاجرات بما عاناه فى عهد النظام البائد من اضطهاد مارسته على عناصره قوات الأمن التى يدافع عنها ذلك التيار الآن، ولن أسهب فى التعجب من سلوك هذا التيار الملقب بالإسلامى، الذى كان بالأمس القريب يستدر عطف الناس لما تمارسه عليه الداخلية من قمع، وأصبح الآن يدافع عن ذات الداخلية، ونفس الممارسات، بلا أى خجل. ليس فى الأمر عجب، فقد وصل الشارع المصرى إلى شبه اتفاق بأن «الإسلاميين مابيعرفوش ربنا». وقد يكون التيار الدينى المصرى هو أول تيار دينى فى العالم يشهد عليه القاصى والدانى بأنه لا يخاف الله. لكن، ماذا عن المواطن غير المسيس؟
كان حمادة شبه معتقل فى مستشفى الشرطة، يتحدث والخوف يملأ قلبه، وابتسامة مرتبكة ترتعش على وجهه، يشرح مشهدا لم يشاهده العالم، تتضارب أقواله فى نفس الجملة، فتارة يقول إن المتظاهرين هم من خلعوا عنه ملابسه، وتارة يقول إن عساكر الأمن كانت ترغب فى إنقاذه فاضطرت إلى تعريته! لكن حمادة بكى، واعترف أخيرا بالحقيقة، وحين سُئل عن السبب الذى دفعه إلى الكذب قال: مش عايز شباب تموت تانى...
بعد اعترافات حمادة الباكية، قامت لجان الإخوان الإلكترونية بنشر صور وفيديوهات لحمادة وهو يشارك فى مظاهرات «آسفين يا ريس»! وكأن من ينتمى إلى هذه الحركة يستحق أن يسحل ويعرى.
لا تكف الجماعة عن إبهار العالم بتجردها الكامل من الإنسانية والرحمة.
لكننى لست معنية بالجماعة أيها السيد المواطن... أنا معنية بك أنت. أنت لا تغفر لحمادة كذبه وتخليه عن حقه، لكنك تغفر لنفسك مكوثك فى بيتك تشاهد الشباب وهم يقتلون ويتهمون بالبلطجة ولم تزل جثامينهم فى ثلاجات المشرحة لم تدفن بعد. أنت تغفر لنفسك أنك شاهدت فتاة عراها العسكر وسمعت الإسلاميين وهم يقولون: وهى إيه اللى وداها هناك؟ ولم تهرع ملتاعا إلى الشارع تطالب بحقها، بل إنك انتخبت التيار الإسلامى بعد ذلك فى البرلمان وفى الرئاسة!
علم حمادة بأن صورته سيرسمها الشباب على الحوائط، وستنزل ثلة من الثوار للمطالبة بحقه، وسيموت منهم عدد لا بأس به، ومنهم من سيفقد عينه، أو بصره بالكلية، ومنهم من سيعتقل ويعذب، ولو مات تحت التعذيب لادعت الدولة أنه مات فى حادثة سيارة، وبعد سقوط كل هؤلاء الضحايا من صفوف القلة القليلة من شباب الثورة، وهم تقريبا الفئة الوحيدة المحترمة فى هذه البلاد، لن يعود إلى حمادة حقه، وربما شعر بالألم والذنب وهو يسمع أنات أمهات تبكى أبناءها الذين نزلوا دفاعا عنه... أما أنت المواطن، فستظل فى بيتك، تسخر من حمادة، وتنتقده لأنه «فرط فى حقه»، وتتهم الشباب الذى يقتل بأنه بلطجى، وستتساءل مع مشايخ قناة «الحافظ»: وهو إيه اللى وداهم هناك؟ وستذهب إلى صندوق الاقتراع، وتختار «الحرية والعدالة».... أو «النور»!
ومش مكسوف من نفسك يا مواطن. ولا ترى أنك تشارك فى دم يهدر بجبنك وتخاذلك، بل وتتهم الثوار بأنهم يحدثون بلبلة، وتعيب عليهم غيرتهم على كرامتك التى مضوا يبحثون عنها فى الطرقات أملا فى انتزاعها من بين أنياب الطاغية وإحضارها لك فوق جثثهم وأنت تجلس فى البيت، فيكون جزاؤهم أن تتساءل: إيه اللى وداهم؟ بدلا من أن تقرأ لهم الفاتحة، أو تدعو لهم بالرحمة.
أراد حمادة أن «يلم الموضوع»، فسخر منه كل من «يلمون موضوع» كرامتهم على مدى عقود، بينما التمس الثوار، الذين لا ينفكون يدفنون أصدقاءهم، العذر لحمادة، بل إن الشباب سارعوا إلى اقتراح مسيرة لمستشفى الشرطة لحمايته! وستظل هذه القلة مرابطة، قابضة على جمر كرامتها حتى تنتصر، وستنزل الكثرة التى كانت تسبهم يوم نصرهم، وستحتفل معهم وتقول عنهم الشباب الطاهر، وتهتف: ارفع راسك فوووووق انت مصرى.
__________________

رد مع اقتباس