[YahiaAshraf]

في عام 1972 كان عالم السيارات على موعد مع انطلاق أحد أنجح السيارات في صفحات كتب تاريخ هذا العالم، سيارة سجلت في خلال رحلتها العمرية التي امتدت إلى أكثر من أربعون عاماً، مر خلالها تسعة أجيال بكافة مراحل النجاح، تسعة أجيال وضعت علامة «هوندا» اليابانية في مصاف الكبار لتكون أنجح سيارة في تاريخ الشركة، وأحد أفضل مائة سيارة صنعت في التاريخ وفق كثير من الاستفتاءات.
أما محلياً فتلك السيارة تمتلك الكثير من العشاق، وبرغم أن غالبية هؤلاء العشاق من الشباب، إلا أنها استطاعت أن تكتسب كثير من الاحترام لدى كبار السن، وكانت –ولا تزال- مثالاً للاعتمادية، والحرفية الشديدة، والأداء المرن، لتصبح واحدة من الطرازات المحبوبة لدى المستهلك المصري باختلاف أذواقه ومتطلباته، إنها «هوندا سيفيك»، التي نرغب اليوم في أن نلقي عليها قليل من الضوء لنجيب على سؤال هام يدور في رؤوس محبيها .. هل ستستطيع السفيرة اليابانية المنافسة ؟
التصميم.

تصميم السيارة

من وجهة نظري الشخصية، أرى «هوندا سيفيك» سيارة أنيقة للغاية، أرى الكثير من خطوطها التصميمية متوازنة بشكل كبير، ترى المقدمة والخلفية فتدرك جيداً أنها صممت لتكون متناسقة تماماً مع الانطباع العام للسيارة، فهي غير متكلفة، ولا تريد منك إلا الإعجاب بقيمتها وليس فقط بملامحها .. ولكن هذه هي وجهة نظري الشخصية فقط.
فعلى جانب آخر سيرى البعض أنها ليست مختلفة –كجيل جديد كلياً- عن سابقتها، وبرغم أنني لا أرى عيب كبير في هذا، إلا أن هذا الأمر أصبح غير مقبول للكثيرين في هذه الأيام، ففي الوقت الذي تحافظ فيه «سيفيك» على نفس الملامح الرئيسية لجيلها السابق، تقوم «كيا» بتغير قرابة ما يدنو من نسبة 80 بالمائة من ملامح وتفاصيل «سورينتو 2013» في عملية تحسين تصميمي – أو ما نعرفه بالـ Facelift- في حين أن المصممين اليابانيين يجدون من الصعوبة تغير تصميم جيل جديد تماماً، وهي ليست المرة الأولى، فالجيل الجديد من «سوزوكي سويفت» ستجد صعوبة بالغة في تفريقه عن الجيل السابق من السيارة.
الأمر حقيقي إذن، وباعتراف الشركات اليابانية نفسها، التي تشهد حالياً بعض التخبط في تغير فلسفتها التصميمية لمجارة ما يقدمه محاربي كوريا الجنوبية شركتي «هيونداي»، و«كيا» من تصاميم خلابة غيرت مفاهيم صناعة السيارات حول العالم دون أدنى مبالغة فعلياً، لذا فالأمر من وجهة نظر المستهلك ليس مجرد تقديم سيارة جديدة، بل التأكيد على أننا نقدم سيارة جديدة فعلياً تنافس غيرها، على أننا نقدم صفحة جديدة من صفحات تاريخ سيارتنا، وليس كفصل جديد في قصة واحدة.
المقصورة الداخلية

الأمر كذلك أيضاً في مقصورة السيارة، فبرغم أنها فعلياً عصرية للغاية, أنيقة بكل ما في الكلمة من معان، كما أنها هادئة ومريحة جداً جداً لركابها، كما تمتاز بمستوى رؤية أراه الأفضل في تلك الفئة، فكل جنبات السيارة تراها بوضوح دون عناء، إلا أنها لا تزال مستمر في تقديم فصل آخر من قصة الجيل السابق، لا تقدم الجديد، لا تغنيني عن شراء الجيل السابق الأرخص سعراً، وللأسف الأفضل تجميعاً، فعندما نلاحظ أسفل تابلوه السيارة سنجد مستوى غير مقبول من صانع مثل «هوندا» من الخامات، خاصة مع سعر السيارة المرتفع محلياً.
أما على مستوى التجهيزات، فلقد أعجبت بما توفره السيارة من تجهيزات، فنظام عرض المعلومات الذكي ‹i-MID› مفيد للغاية، فهو يقوم بعض كافة المعلومات التي تُهمك سواء داخل السيارة، أو خارجها، كما أن التحكم بهذا النظام، مع التحكم في بعض الوظائف الأخرى، سهل للغاية ربما للتصميم المذهل والرائع لتصميم عجلة القيادة، التي تساعد بوضعيتها الدقيقة على أن تكون وضعية القيادة مريحة جدا، كما أن زاوية الكونسول الوسطي للسيارة المائلة جهة السائق، تزيد من تيسير الوصول إلى كافة الأزرار الموجود به، كما تتيح رؤية جيدة لشاشة نظام التحكم في المناخ الأوتوماتيكي.
العملية.

العملية

بلغة الأرقام لم تكن «هوندا سيفيك» نداً قوياً للغاية في هذه النقطة، فهي –للأسف- تقدم أقل مساحة داخلية، وأقل مساحة تخزين، وأقل قدرة استيعابية، بين منافسيها المباشرين، ولكن للغة الأرقام ثوابت لا تتغير، أما عند التحدث بلغة الحياة اليومية العادية فتتغير الثوابت، السيارة بكل أمانة أكثر من كافية لعائلة متوسطة العدد والحجم، فهي تستطيع استيعاب أربعة أشخاص بالغين بمنتهى الراحة والسهولة، أما إذا قررنا أن نزيد من عائلتنا فرد جديد ذي حجم متوسط أو أكبر قليلاً، فقد نعاني بعض الشيء في الرحلات الطويلة، وهو أمر في الحقيقة لا ينحصر مع «سيفيك» فقط، فكثير –إن لم تكن كل- من سيارات هذه الفئة تعاني قليلاً عند ذكر هذه النقطة.
عوامل الأمان.

الكاميرا الخلفية

تمتلك «هوندا سيفيك» محلياً قائمة جيدة من عوامل الأمان والسلامة النشطة، فالسيارة تمتلك وسادتين هوائيتين للركاب في صف المقاعد الأمامي، كما تمتلك نظام منع غلق المكابح ‹ABS›، مع نظام توزيع قوة الكبح إليكترونياً ‹EBD›، نظام المساعدة في التحكم في ثبات المركبة ‹VSA›، وتأتي كافة التجهيزات السابق ذكرها بصفة أساسية في السيارة، كما يمكن توفير ستائر هوائية جانبية في فئة «VTi».
كما أن السيارة حاصلة على النسبة الكاملة في إختبارات التصادم الأمريكية والتي أراها الإختبارات الأكثر صرامة حول العالم، ويضاف إلى ذلك أن السيارة مزودة بنظام منع دوران المحرك دون المفتاح الرئيسي «إيموبلايزر»، مع عجلة قيادة إليكترونية المؤازرة والتي لم تعجبني على السرعات البطيئة فأنا أراه خفيفة بشكل سخيف قليلاً.
المحرك والأداء.

محرك السيارة

كلمة واحدة فقط تلخص ما تتوقعه من أداء هذه السيارة، هي كلمة مكونة من خمسة أحرف إنجليزية ألا وهي كلمة ‹i-VTEC›، فمحرك هذه السيارة هو أحد أفضل المحركات التي سمح لي القدر بأن أكون المتحكم بها في حياتي، ليس لهذا الجيل فقط، بل لعدة أجيال قمت بقيادتها سابقاً، المحرك مستجيب في كافة الظروف، وعلى أي عدد من الدورات، وعند وصولك للخط الأحمر لعدد الدورات يعزف المحرك سيمفونية رائعة يقشعر لها جسدك، ويتألف هذا المحرك من أربعة اسطوانات بسعة 1.6 لتر، وهو مزود بنظام تلقيم وقود مبرمج، وهو ما يساعد على تقديم أداء متوازن مرن والأهم اقتصادي بشكل جيد للغاية.
ويقوم هذا المحرك بتوليد قوة حصانيه تبلغ 123 حصان عند 6500 دورة في الدقيقة، ولكنه يقدم نسبة كبيرة من الأحصنة تحت تصرفك المباشر عند عدد دورات أقل، كما يقوم هذا المحرك بتوليد عزم دوران يبلغ 151 نيوتن / المتر عند 4300 دورة في الدقيقة.
ويرتبط هذا المحرك مع ناقل حركة أوتوماتيكي بصفة حصرية – في الحقيقة لا أعلم لماذا- وهو ناقل مكون من خمسة نسب أمامية، ومزود بتقنية النقل المتتالي، والتي تقدم مستوى جيد من سرعة الاستجابة، ولكنني لا فارق كبير بينه وبين بعض السيارات الأقل سعراً والمزودة بنفس التقنية فيما يخص سرعة الاستجابة لتغير النسب.
وتمتاز «سيفيك» بأنها أحد أفضل السيارات في فئتها إمتاعاً لسائق السيارة، فهي وازنت بشكل متميز –كالعادة- في تقديم مستوى استجابة رائعة لتغير اتجاهها، مع راحة متناهية عند السير على طرقات المدينة، وطبعاً ثبات متميز عند القيادة بسرعات مرتفعة، برغم أنها لا تستعمل نظام تعليق مستقل كبعض السيارات التي تنافسها سعرياً.
السعر.

أسعار السيارة

تأتي «سيفيك» بفئتين من التجهيزات، الفئة الأولى هي فئة «Lxi» التي تباع بسعر 180.000 جنيه مصري، أما الفئة العليا فهي فئة «Vti» التي تباع بسعر 200.000 جنيه مصري، وهو ما أراه سعراً مرتفعاً بشكل غريب، فهي لا تمتلك هذا الفارق المادي الذي تتمناه عند مقارنتها بسيارات فئتها الحجمية الأقل سعراً وبفارق كبير، كما أنني مازالت غير مستوعب لسبب توفير السيارة بناقل حركة وحيد في السوق المصري، وهي سياسة لو تغيرت لربما كنا قد صادفنا السيارة بشكل أكبر من الحالي، فلقد أدخلت هذه السياسة «سيفيك» في تنافس مباشر مع سيارات أراى في منافستها ضرب من التفاؤل الواضح من وكيل السيارة محلياً، فمع إحترامي وحبي الكبير لهذه السيارة، إلا أنني أرى أن «سكودا أوكتافيا»، و«فولكس فاجن جيتا» أفضل منها في كثير من الأوجه، وفارق السعر ليس بالكبير أو القادر على تغيير وجهة النظر.
النهاية.

نهاية القصة

في النهاية أقول أن «هوندا سيفيك» سيارة رائعة، فعلاً رائعة، ولكن هذا الشعور يزيد إحساسي بالحزن قليلاً، أو ربما الغضب، فهذا الإحساس يولد داخلك كثير من التساؤلات، ماذا لو كانت أرخص سعراً بقليل؟ أو ماذا لو كانت كذا، أو هكذا؟ فبرغم أن تصميميها الخارجي والداخلي يتماشى تماماً مع ذوقي الشخصي في السيارات، إلا أن فكرة أنها تتشبه بجيلها السابق لا تزال تؤرقني، فلماذا اشتريها ويتوفر لدي خيار أخر تقريباً مماثل لها وبسعر أرخص كثيراً ؟، وهذا هو جوهر التنافس من وجهة نظري، وهو أن اضع منتجي في منطقة لا يستطيع التنافس وسطها فقط، بل وأن يحتل قمتها أيضاً، وبوضع «سيفيك» وسط منطقة مزدحمة بالسيارات المتفوقة عليها فيما يخص العملية، والجودة، والقيمة المادية، لا أراه تحقق ذلك.




وده تقيم السياره من ايجى سبيد



منقول